كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

معركة أخرى بين الإغريق والفرس

«300: صعود إمبراطورية» يستلهم التاريخ.. ويلوي ذراعه أيضا

هوليوود: محمد رُضـــا

 

لا تزمع هوليوود أن تترك التاريخ وشأنه. فيلم «300: صعود إمبراطورية»، الذي استولى على 137 مليون دولار عالميا (بينها 49 داخل أميركا الشمالية) منذ إطلاقه قبل أسبوع وحتى الآن، ليس آخر الحلقات السينمائية التي نرى فيها هوليوود تمضي إلى حكايات الرومان والإغريق بحثا عن الداكن والمختلف، كما عن المغامرة المبنية على أحداث وقعت لكن بمواد وعناصر بناء فانتازية محضة.

سنة 1908 كان هناك أول اقتباس عن الملحمة الدينية «بن حور» حققها سيدني ألكوت، ثم أقدمت السينما على تقديم أول نسخها من «كوفاديس»، كان فيلما إيطاليا أخرجه إنريكو غواتزانو سنة 1913. وعندما قامت هوليوود بتحقيق ثاني نسخة من «بن حور» سنة 1925 (من إخراج لفرد نبلو وآخرين) كانت السينما العالمية التفتت أيضا إلى وقائع تاريخية أخرى ولو أنها لم تتعامل وأساطير ولا وقائع العالم القديم في حوض البحر المتوسط. البريطانيون سعوا لتقديم نسختهم المبكرة من «هنري الثامن»، التي أخرجها ويليام باركر سنة 1911 والفرنسيون تبعوا ذلك بنسخة مبكرة أيضا من «رتشارد الثالث» أنتجوها كأول فيلم مشترك مع الولايات المتحدة (أخرج الفيلم أندريه كالميت وجيمس كين في عام 1912) ثم كان هناك «جوديث وبثيوليا» و«مولد أمّـة» و«تعصّـب» وكلها لديفيد و. غريفيث كما أنجز سيسيل ب. د ميل نسخته من حكاية جوان دارك (تحت عنوان «جوان المرأة») وكل هذه الأفلام قبل منتصف العشرية الثانية من القرن العشرين.

* أربعة أهداف

* على عكس الأفلام التاريخية التي تدور في أوروبا الغربية والشمالية، بقيت تلك التي تقع ما آسيا وشرقي أوروبا وعلى محيط واسع يشمل أحيانا مصر إلى الجنوب وبلاد الفرس إلى الشرق، أكثر ملاءمة لاستخلاص أعمال تجنح للفانتازيا وتتعامل مباشرة مع خليط من الواقع والكثير من الأساطير. فناك الفتوحات الإغريقية، والأبطال الرومانيين والغزوات الفارسية والبيزنطية والمقدونية والتوسع الاحتلالي الذي ميّـز الكثير من القوميات والأجناس العنصرية في ذلك الحين. وهناك الشخصيات التي بقيت حيّـة لم يضمرها الزمن مثل هركوليس وسبارتاكوس وليونيديس وكليوباترة وأنطونيو وبل بعض الشخصيات التي لا إثبات لوجودها مثل ماشيستي، ذلك البطل المغوار الذي لم يوازيه قوّة، حسب الأساطير إلا هركوليس نفسه.

المدّ القريب من أفلام القتال التاريخية بدأ بـ«غلادياتور» لريدلي سكوت (2000) لكن السلسلة المذكورة لم تتوقّـف في أي عقد من العقود وإن بلغت في الستينات أوجها موزّعة بين أفلام أميركية (مثل «سبارتاكوس» لستانلي كوبريك و«سقوط الإمبراطورية الرومانية» لأنطوني مان، وأفلام إيطالية ركبت الموجة الناجحة حينها ونتج عنها عشرات الأفلام التي سميت بأفلام «السيوف والصنادل» (أو «السيوف والنعال») كون هذا كل ما تسلّـح به المشاة من القوى المتناحرة.

في عام 2006 قام زاك سنايدر بتحقيق فيلمه الشهير «300» وفي باله أربعة أهداف هي اقتباس الرسوم الغرافيكية الناجحة لفرانك ميلر التي طالما ردد إعجابه بها، وتحقيق فيلم ينتمي إلى ذلك النوع «الذي نشأت على حبّـه» كما قال، وتقديم عمل سينمائي يقطر نجاحا كبيرا. الرغبة الرابعة كانت دفع رسالة سياسية مقسّـما العمل بحدّة بين الأخيار الإغريقيين والأشرار الفارسيين وبصحبتهم، كما تصوّر، عرب وأفارقة وهنود.

وهو لم يكترث بالنقد الذي وُجّـه إليه من لدن النقاد الأميركيين كونه أنجز فيلما معاديا لشعب آخر، بل استفاد منه. كذلك لم يكترث لما أجمع عليه غالبية النقاد حول العنف الشديد في تنفيذ مشاهد القتال واستفاد منه أيضا. كلا النقدين صحيح لكن سنايدر (الذي حقق قبل ذلك أفلاما نال فيها من شعوب وأديان من تلك التي اختارها أعداء لأبطاله) وظف الضجّـة حولهما ليخدما الجو العام المناوئ للنظام الإيراني في أميركا والغرب، ورغبة فئة من الجمهور السائد بمشاهدة دماء تسيل ورقاب تقطع وأطراف تبتر على نحو متطرّف. هذه المناوأة ما زالت حاضرة، تبعا لما تقوم به إيران من مناورات سياسية متطرفة في خطورتها في هذا الجزء من العالم وسواه، وهي في بال الفيلم الجديد ولو أنه يتعامل معها هنا على نحو أقل عنصرية مما بدت عليه في الفيلم السابق.

* سهم طويل المدى

* بعد سبع سنوات انتقل زاك سنايدر من كرسي الإخراج إلى كرسي الإنتاج وحده ليقدّم هذا الجزء الثاني «300: صعود إمبراطورية»، وهو ليس جزءا ثانيا بمعنى كامل، فهو ليس تكملة لأحداث الفيلم السابق، بل أحداث دارت خلال الفترة ذاتها التي خاض فيها 300 إسبرطي الحرب ذودا عن مملكتهم اليونانية ضد جحافل الفرس. فبينما كانت المعارك دائرة على ذلك المضيق الساحلي، كان بحر إيجه وجواره مسرح معارك خاضتها مراكب القوّتين غير المتكافئتين. وكما انتصرت القلة الإغريقية في «300» على الغالبية الفارسية، تنتصر القوّة البحرية الإغريقية وهي قليلة العدد والعدة على المراكب الفارسية التي تجاوز عددها ألف مركب وسفينة حربية.

وسنايدر جلب مخرج أفلام دعايات إسرائيلي اسمه نعوم مورو ليتولّـى تنفيذ الفيلم تحت إشرافه هو ما نتج عنه فيلم ملتحم بعناصر الفيلم السابق كلها مع بضع حسنات لم تكن موجودة في الفيلم الأول، لجانب قصور تقني في طبيعته خلا منها الفيلم السابق أيضا.

«300: صعود إمبراطورية» يفتح جبهة جديدة للحكاية تحوم حول قيام الأثيني ثيميستوكليس (كما يؤديه الأسترالي سوليفان ستابلتون) بحشد ما تيسر له من قوات وسفن لصد الحملة البحرية الفارسية التي تقودها امرأة شرسة اسمها أرتيميسيا (إيفا غرين التي بدأت حياتها بالتمثيل تحت إدارة برناردو برتولوتشي في فيلمه «حالمون» سنة 2003)، وهي، كما يفيدنا مخرج الفيلم مورو في فلاشباك، شهدت الويلات منذ أن قام مسلّـحون يونانيون باغتصاب أمها وقتلها ووالدها وإخوتها أمام عينيها وهي صغيرة وبقيت أسيرة لدى مختطفيها يداومون الاعتداء عليها حتى قاموا بإلقائها في بعض الطرق ليلتقطها الملك الفارسي داريوش (إيغال ناوور) ويعلّـمها، بنفسه، فنون القتال. بعد دقيقة واحدة تفوّقت عليه.

لكن بداية الفيلم الفعلية تسبق هذا الشطر من المشاهد فبعد لقطات تمهيدية يأتي مصحوبا بتعليق صوتي مصدره الملكة اليونانية غوركو (لينا هيدي) يوجّـه المحارب الأثيني ثيميستوكليس سهما طويل المدى يصيب الملك داريوش في قلبه. في هذا المشهد المبكر بعض ذلك الجنوح في الخيال، فالمسافة بين مطلق السهم ومتلقيه، كما ينبئ الفيلم بصريا على الأقل، تزيد عن كيلومتر على الأقل، لكن المسافة الكبيرة لم تمنع السهم من الوصول إلى هدفه بدقّـة فقط، بل لم تمنع كذلك تحديق كل منهما بالآخر لبعض الوقت قبل أن يقوم ثيميستوكليس بإطلاق سهمه. حين يُـصاب داريوش يتلقاه ابنه إكزرسيز (الممثل البرازيلي رودريغو سانتورو) بين يديه ويحدّق في ثيميستوكليس الذي يبادله النظر.

استكمالا للقصّـة، يخلف إكزرسيز أباه وتؤيده أرتيميسيا التي تبناها داريوش وانقلبت، تبعا للمأساة التي شهدتها صغيرة، إلى عدو لقومها. إكزرسيز يكتشف بحيرة مسحورة يغطس فيها وحين يصعد منها هو رجل وُلد من جديد يمشي كما المومياء المصرية في الأفلام القديمة. لكنه سيحتل دورا ثانويا (حتى الجزء الثالث المقبل) إذ أن البطولة موزعة بين المقاتل الإغريقي ثيميستوكليس وقائدة الأسطول البحري أرتيميسيا. في الموقعة الأولى (وهذا ثابت في التاريخ) تمكّـنت البحرية اليونانية بقيادة ثيميستوكليس من إغراق ثلث مراكب الأسطول الفارسي الذي تألّـف من نحو 1200 سفينة (ولو أن الفيلم يتحدّث عن ثلاثة آلاف سفينة) وتكفلت عاصفة بحرية هوجاء بإغراق المزيد. لكن الموقعة الثانية (مما نراه على الشاشة على الأقل) كانت الغلبة فيها للبحرية الفارسية مما وضع ثيميستوكليس والمشاهدين أيضا أمام حتمية جولة أخيرة سينتصر فيها الإغريق.

* وحشية متبادلة

* بقدر ما يستوحي الفيلم من التاريخ، بقدر ما يستخدم حقّـه في لي ذراع الأحداث رغبة في تجسيد البطولة وإثارة المشاهد بصريا وحسيّا. المشكلة أن الفيلم لا يكتفي بلي ذراع الحقيقة بل بكسرها. يخوض ثيميستوكليس المعركة غير المتكافئة ويوصي رجاله: «مقدّمة السفن الفارسية قويّـة. اضربوها في الوسط». وهكذا كان. أرتيميسيا شهدت (لا تنس أن عيون الجميع ترى عن بعد كيلومترات) الموقعة رغم اعتراف الفيلم بالعواصف الهوجاء كما بسحاب داكن غطّى المكان. وهي انتقمت ولو من بعد حين، ففي الموقعة الثانية التي خسر فيها الإغريق معظم سفنهم تطلق ثلاثة سهام باتجاه أحد معاوني ثيميستوكليس، لكنها تطلقها جميعا كلها بتصويب أفقي. رغم ذلك ستقع على جسد المعاون هاوية من فوق. ليس فقط أن الأسهم لديها عيون ترى فيها ومحركات ذاتية طويلة الأمد بل يبدو أنها تستطيع أن ترتفع وهي ما زالت طائرة لكي تحط من فوق رغم أنها أطلقت باتجاه مسطّـح.

المعركة الأخيرة، تأتي بعد طن من الكلمات موزعة في خطب القائد ثيميستوكليس وفيها يلتقي هذا بأرتيميسيا للمرة الثانية (الأولى حين دعته للحديث في سلام محتمل وارتدت له زي السهرة الذي ينحسر عن صدرها) ويتلاحم معها في معركة أريد لها أن تكون، بتعريف المتحمّـسين، رهيبة. هذا في الوقت الذي كان الرجال من الجانبين يخوضان القتال. والقتال بالسيوف في هذا الفيلم لا يتطلّـب مهارة. المحارب له ضربتين في المتوسط. الأولى يهوي بها على سيف عدوّه والثانية على أي جزء من جسده. انتهى الأمر.

سياسيا، ما زال الفرس أعداء وبعضهم يرتدي الزي العربي. ولو بحثنا لوجدنا أن عدم الإلمام بتصاميم الملابس تبعا للحقائق هو الطاغي هنا. فالعباءات والعُـقل ذات اللون الأسود لم تكن منتشرة بين الفرس آنذاك لكن هذا ما يجعلهم مميزين أمام أعين المشاهدين ليفرقوا بين الأبطال والأشرار. إذا ما كان هذا مقبولا من ناحية بصرية بحتة، فإن الجديد هو نوع من الحياد حين يأتي الأمر إلى فعل القتل. الفيلم شرس كمقاتـليه جميعا وهو لا يزال يؤمن بالإثارة الحسيّـة فيلطخ الشاشة دما ويقطع الأجساد ويبقر البطون كما يحلو له. لكن القتل المصوّر هنا متبادل كذلك وحشيّـة المقاتلين من الطرفين.

* ترقّـب

* البعد الذي لم يتغيّـر كثيرا عن الفيلم السابق هو الميل للإعجاب بالقوّة المفرطة وبمجتمع لا يمكن له القبول بضعفاء بينهم. هذا كان مبدأ النازيين أيضا، وهو ما ورد في الفيلم السابق ويرد هناك مثال في مشهد يعجب فيه بطل الفيلم بتمارين قتال في معسكر إسبرطي حيث يتجمّـع مقاتلون حول محارب ويوسعونه ضربا مبرحا وركلا كما يسببون له جروحا واضحة وكل ذلك في سياق التدريب. البعد الماثل هو أنه ليس للضعفاء خبز في هذا المجتمع المعتد بنفسه والذي ينقله المشهد إلينا باعتزاز مماثل.

تكاد بعض اللحظات أن تتميّـز (مشهد لقاء ثيميستوكليس بأرتيميسيا) رغم أنها مصنوعة ومتكلّـفة كالفيلم بأسره. ما يمنعها من ذلك أن المعالجة بأسرها ميكانيكية ولا تكفي تلك اللحظات لكي تمنح الفيلم أي توازن. الفيلم عبارة عن كتل متراصّـة من خدع الدجيتال كما الفيلم السابق. القمر يبدو مثل جبل هيمالايا أو كما لو أنه نزل من السماء وحط على مقربة. إيقاف المشهد الدائر للحظة بتفعيلة غرافيكية بسيطة، لإبراز يد يتم قطعها أو كيس من الدم ينفجر على الشاشة عادة ما يتكرر. ولا بد أن فناني الكومبيوتر كانوا يفكّـرون بالأسماك عندما صمموا شرر النار وهي تسبح في الفضاء عابرة الشاشة في كل الاتجاهات وبأحجام أكبر من الواقع.

طبعا كل ما نراه من محيط للمشاهد مصطنع. مقدّمة المشاهد فقط لبعض البشر والباقي من نتاج الكومبيوتر غرافيكس. في الفيلم السابق هذه الناحية كانت مشغولة أفضل. كذلك كان تمثيل جيرارد باتلر في دور قائد الإسبرطة ليوناديس أفضل مما أدّاه ستابلتون هنا.

إذ يلتقي «300: صعود إمبراطورية» مع «300» في المنهج والأولويات، يختلف في أن للمرأة وجودا أقوى من السابق. ذلك الدور الممنوح لأرتيميسيا والآخر للملكة غورغو (لينا هيدي التي نسمع صوتها معلّـقة ولها حضور ولو قصير بصريا) هما كل هذا الحضور عددا، لكن الشخصيات أقوى والتنويعة القتالية في هذا الصدد مفيدة كونها بين رجل وامرأة وليس بين رجلين فقط.

الجمهور أقبل على هذا الفيلم كما بدأنا القول. لكن ذلك لا يؤكد بعد مدى نجاح الفيلم على نحو كامل. أولا لأن سعر التذكرة للفيلم ذي الأبعاد الثلاثة أعلى مما كان عليه سعر تذكرة فيلم «300» الذي عُرض بالشاشة المسطّحة وحدها، وثانيا لأن فيلم سنايدر السابق حقق في افتتاحه قرابة 79 مليون دولار داخل أميركا وحدها. بينما الأيام الثلاثة الأولى من هذا الجزء الثاني جمعت 45 مليونا أميركيا علما بأنه عرض على 400 شاشة زيادة على عدد الشاشات التي شهدها «300».

ومع أن الاستعداد جار لتقديم جزء ثالث، إلا أن كل شيء مبني على النتيجة النهائية لهذا العمل. ولا يمكن القول: إن سينما «السيوف والصناديل» الأخيرة حققت رواجا كاسحا يدفع على التفاؤل في السنوات الخمس الأخيرة ومن بين ما سقط بضراوة خلال هذه السنوات «غضب التايتنز» و«أسطورة هيركوليس» و«بومباي».

الشرق الأوسط في

15.03.2014

 
 

«كندا في احتفال».. موضوع الدورة الجديدة

المغرب: المهرجان الدولي لسينما الرسوم المتحركة في مكناس يحتفي بالتجربة الكندية

الدار البيضاء: فؤاد الفلوس 

تنطلق يوم الجمعة المقبل بمدينة مكناس (وسط المغرب) فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي لسينما التحريك (الرسوم المتحركة)، التي تمتد حتى 26 مارس (آذار) من الشهر الجاري. وذكر محمد بيوض المدير الفني للمهرجان، أثناء حديثه مساء أول من أمس، في ندوة صحافية نظمت بالدار البيضاء، أن هذه الدورة ستعرف تسليط الضوء على سينما التحريك الكندية من خلال برمجة أفلام جديدة لم يسبق عرضها، مضيفا أنها ستصادف المناسبة الأولى لتقديم حدث رقمنة مسرح المعهد الفرنسي وتجهيزه بتقنية عرض ثلاثية الأبعاد.

وبخصوص أهداف الدورة الثالثة عشرة، التي تنظمها مؤسسة عائشة بشراكة مع المعهد الفرنسي في مكناس، قال بيوض «يواصل المهرجان في هذه الدورة تحفيز الجمهور المغربي على سينما التحريك في تطورها وتحول أشكالها ومواكبة بروز المواهب الشابة في ولوج عوالم الصناعة السينمائية»، مشيرا إلى ترسيخ مدينة مكناس كقبلة مغربية وعربية وأفريقية لسينما التحريك.

وكشف المنظمون أن موضوع الدورة الثالثة عشرة هو «كندا في احتفال»، حيث سيكرم المهرجان شخصية بارزة في سينما التحريك وهو نورمان ماك لارين بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده. وسيجري في بداية كل حصة من فقرات المهرجان تقديم فيلم قصير لهذا المخرج، إضافة إلى برمجة ورشات تكوينية للتعريف بمختلف تقنيات التحريك التي اشتغل بها هذا الرائد السينمائي العالمي.

كما تحضر في المهرجان الوكالة الوطنية للأفلام بكندا (من أكبر مختبرات الإبداع السينمائي في العالم). وستقدم جولي روي المنتجة المنفذة بالوكالة الوطنية للأفلام بكندا، برنامجا من الأفلام مخصصا لمكانة المرأة في سينما التحريك، كما ستقترح الخزانة السينمائية الكندية والمخرج المتميز ستيفن ولشن سفرا فنيا في أجواء سينما التحريك التجريبية الكندية.

وتتضمن فعاليات المهرجان تقديم العرض الأول لشريط «أسطورة ساريلا» بتقنية الأبعاد الثلاثة، وذلك ضمن الدورة الأولى للمسابقة الدولية لأفلام التحريك الطويلة، ويشجع المهرجان الوسط الاحترافي الدولي بتنظيمه للمرة الخامسة المسابقة الدولية لأفلام التحريك القصيرة.

من جهة أخرى، يتواصل نجاح جائزة عائشة لسينما التحريك والتي وصلت إلى دورتها الثامنة وأصبحت محطة أساسية لإبراز مواهب سينمائية شابة تزداد براعتها يوما بعد يوم. وستستضيف الدورة الثالثة عشرة من المهرجان «ماستر كلاس» لأسطورة حية في سينما التحريك، وهو المخرج في استديو ديزني، إيريك غولدبيرغ.

الشرق الأوسط في

15.03.2014

 
 

النبوي يقوم بدور السادات.. وريتشارد توماس بدور كارتر.. ورون كيفين بدور بيغن

«كامب ديفيد» مسرحية في واشنطن ونيويورك تحول السياسة إلى فن

واشنطن: محمد علي صالح 

تبدأ في الأسبوع المقبل على مسرح «أرينا» (الساحة)، في واشنطن العاصمة، وبعدها في نيويورك، مسرحية «كامب ديفيد» التي تحول السياسة إلى فن، والدبلوماسية إلى دراما، والتاريخ إلى ترفيه. قبل بداية المسرحية، أثارت نقاشا وسط الفنيين (وأيضا السياسيين) حول هذه الروابط بين ما تبدو تناقضات.

ويعد «أرينا» الذي تعرض فيه المسرحية واحدا من أهم مسارح واشنطن، ويأتي بعد مسرح مركز كنيدي للفنون التمثيلية، ومسرح «ناشونال» (الوطني). وتتراوح قيمة التذكرة لدخوله بين 75 و120 دولارا.

ويذكر أن اشترك في كتابة وسيناريو وإخراج وإنتاج المسرحية خليط من ناس يبدو أنه ليس هناك ما يربط بينهم؛ مؤرخون، صحافيون، فنيون، سياسيون، وعسكريون (حماية الأمن في كامب ديفيد).

تغطي المسرحية 13 يوما تاريخيا من المناقشات والمناورات والمساومات والمراهنات (والمؤامرات) التي حدثت قبل 36 عاما في ريفية ولاية ميريلاند، شمال العاصمة واشنطن. ومهما يقيم الناس اتفاقية كامب ديفيد، فقد دخلت التاريخ كاتفاقية سلام بين أكثر دولتين معاديتين لبعضهما البعض في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.

ولمدة ساعة ونصف ساعة، ستعرض المسرحية، التي أخرجها لورنس رايت، من عمالقة «برودواي» (شارع المسارح في نيويورك)، هذا الحدث التاريخي في سبتمبر (أيلول) عام 1978. هناك استضاف الرئيس الأميركي جيمي كارتر كلا من زعيمي مصر وإسرائيل؛ أنور السادات ومناحيم بيغن. وهناك حاصرهما وضغط عليهما حتى اتفقا. لهذا، ليس غريبا أن المسرحية تركز على بعض العناصر:

أولا: على شخصيات ثلاثة؛ كارتر، السادات، بيغن (مع وضع اعتبار للاختلافات الثقافية، والدينية، والوطنية، والتاريخية).

ثانيا: تبدو وكأنها جلسات تحليلات نفسية. (كان كل واحد من الثلاثة يرقد على كنبة طبيب نفسي، وليس حول مائدة المفاوضات).

يمثل كارتر ريتشارد توماس، وبيغن رون كيفين، والسادات خالد النبوي.

هذا الأخير واحد من أشهر الممثلين المصريين، عمره قرابة 40 سنة، وُلد في المنصورة، وتعلم التمثيل تحت إشراف يوسف شاهين، عملاق السينما المصرية، خاصة في فيلم «المهاجر». وبسبب دوره في هذا الفيلم، نال جائزة مهرجان الفيلم الأفريقي، وفي فيلم «المصير»، نال جائزة «حورس» في مهرجان الفيلم المصري.

وبينما يعيش النبوي ويمثل في مصر، يمثل أيضا في هوليوود، كما مثل في فيلم «صلاح الدين»، وفي فيلم «مملكة السماء»، وفي فيلم «فير غيم» (لعبة عادلة). يعتمد هذا الأخير على كتاب بالاسم نفسه، كتبته فاليري فليم، جاسوسة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الشقراء الجميلة، التي عارض زوجها، السفير جون ويلسون، غزو العراق.

وبسبب ذلك، تآمر عليه كبار المسؤولين في إدارة الرئيس بوش الابن، وكشفوا سر زوجته. وبسبب كشفهم عن السر، حوكم بعضهم، وسُجن بعضهم، وكتبت هي كتابها.

لهذا، ليس خالد النبوي جديدا على الفنون التمثيلية الأميركية.

وبسبب غياب دور نسائي في كامب ديفيد، كان لا بد من امرأة تضيف بهجة إلى مناورات ومساومات الرجال. إنها روزالين، زوجة كارتر. لكنها، في الواقع، وفي المسرحية، مستشارة لزوجها أكثر منها أنثى تضيف بهجة للأحداث.

المخرج رايت ليس جديدا على هذا النوع من الأعمال الفنية التي تخلط بين الفن والسياسة. في عام 2007، ظهر على مسرح مركز كيندي في مسرحية «ماي تريب تو القاعدة» (رحلتي إلى مركز (القاعدة) في أفغانستان). كانت هذه مسرحية رجل واحد. واعتمد فيها على كتابه هو نفسه، والذي نال به جائزة «بولتزر» (لأحسن الكتب الأميركية، سنويا). هذا هو كتاب: «لومنغ تاور» (البرج الظاهر بعيدا: طريق (القاعدة) إلى هجمات 11 سبتمبر (أيلول)».

وهكذا، يجمع رايت بين التمثيل والتأليف والصحافة. وعندما كان يجهز مسرحية «كامب ديفيد»، ذهب إلى مدنية بلينز الصغيرة (ولاية جورجيا)، حيث قابل كارتر وزوجته روزالين.

ولم يختَر الممثل المصري النبوي إلا بعد بحث شمل ممثلين آخرين. وربما لم ينس أن النبوي ثوري، اشترك في قيادة ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011 في مصر.

السؤال هو: هل ستنجح مسرحية «كامب ديفيد»؟ وسبب السؤال هو صعوبة نجاح مسرحيات سياسية في الولايات المتحدة، خاصة عن السياسة الخارجية.

وعن هذا الموضع، أشار بيتر مارك، محرر الشؤون المسرحية في صحيفة «واشنطن بوست»، إلى مسرحية «ووك إن ذا وود» (مشى في الغابة) عن مفاوضات نزع السلاح بين واشنطن وموسكو خلال سنوات الحرب الباردة. ومسرحية «الديمقراطية» عن سقوط حائط برلين، وتوحيد ألمانيا.

لم يكن حظ المسرحيتين كبيرا، ولم يرتح مشاهدو «برودواي» للمناقشات السياسية، وهم الذين يهربون من السياسة إلى الفن، ومن الواقع إلى الخيال، ومن الجدية إلى الترفيه، هل ستكون «كامب ديفيد» مختلفة؟!

الشرق الأوسط في

16.03.2014

 
 

مائة عام وأكثر ومازلنا نغني للنهر الخالد

يحرره: خيرية البشلاوى 

احتفل علي طريقتي الخاصة بعيد ميلاد محمد عبدالوهاب.. لست مؤهلة للاقتراب من عبدالوهاب الموسيقار. الملحن. المطرب الملقب بـ أبو الأغنية العربية الحديثة. وعبقري الموسيقي العربية وموسيقار الأجيال.. الألقاب أكبر من قدرتي المتواضعة علي سبر اغوار هذه المجالات التي برع فيها عبدالوهاب حتي أصبح "أيقونة" لجميع الأجيال التي جاءت بعده.

احتفل به لأنني من الجيل الذي أنعم الله عليه بنعمة الوجود في مصر عبدالوهاب وأم كلثوم و.. مصر الحديثة المنفتحة علي ثقافات العالم الحر والمحظوظة بمعاصرة عباقرة خرجوا من رحم الوطن وجسدوا أجمل ما في ميراثه الثقافي الانساني. المتحرر والمستقبل بدون حواجز لثقافات العالم.. لست ممن ضيع في الأوهام عمره. بل قد أكون ربحت عمرا بفضل ألحان عبدالوهاب.

عبدالوهاب لحن لنفسه ولاحقا لأم كلثوم وكثيرين من رموز الطرب ما يقرب من 1800 لحن.

عبدالوهاب غني للشعراء الكلاسيكيين والمحدثين والغنائيين وجعلنا بعذوبة اللحن والأنغام الموسيقية البديعة بديع البيان وجمال اللغة العربية.

"سلام من صبا بردي أرق.. ودمع لا يكفكف يا دمشق نحن حاليا نذرف الدموع علي دمشق ليس بسبب عدوان استعماري فرنسي وانما بسبب ارهاب عربي وحشي مسلم !!".

"أخي جاوز الظالمون المدي.. فحق الجهاد وحق الفدا" شعر علي محمود طه غنته أنغام بلحن عبدالوهاب في حفل عيد الفن يوم الخميس. غنته عن وعي وفي حضرة المشير وزير الدفاع.. والظالمون في عصر عبدالوهاب حين تغني بأشعار الشاعر العربي المصري. كان الظالمون من "البعدا" الصهاينة. بينما اليوم هم كتائب القسام وحماس والجماعة الارهابية.. اختلف الاستعمار وبات الحال صادما.. ولذلك فأنا احتفل بميلاد عبدالوهاب حين كان "العدو" عدوا.. وليس اسلاميا عربيا..

محمد عبدالوهاب يمثل للغالبية العظمي من الشعوب العربية. فنانا عملاقا. نصيرا للموروث العربي الأصيل وللثقافة العربية والموسيقي العربية والطرب العربي والأغنية الوطنية.

كان الراديو الوسيط الوحيد بين عبدالوهاب والمستمع يمضي المرء الساعات إلي جوار المذياع ليستقبل ابداعات هذا العبقري والقادر من عشاقه يشتري التسجيلات الصوتية علي اسطوانة. يستحضر كلما أراد صوته الآسر ليس فقط للوجدان وانما ايضا للعقول عبر معان تكرس مشاعر العزة ومنذ الثلاثينيات وحتي منتصف الأربعينيات انفتح الباب السحري ودخل عبدالوهاب.. زحفت اليه السينما فلم يعد صوتا نستقبله عبر الاثير وانما صورة وحركة وأداء صوتيا للحوار وأغاني كتبت خصيصا لتكريس خيوط الحدوتة. دخل عبدالوهاب بقوامه الممدود وأناقته التي كان يحرص عليها وبسلوكه المتحضر. يحمل أكثر من رسالة يبثها بألوان الأبيض والأسود من خلال حبكة رومانسية نستقبلها بمشاعر دافئة "جفنه علم الغزل". "يا مسافر وحدك". "مجنون ليلي".

استثمرت السينما نجاح المطرب الكنز فحولته إلي فتي أحلام.. إلي نغم يصل للقلب ظهر أول ما ظهر في فيلم "الوردة البيضاء 1934" أمام سميرة خلوصي وزكي رستم ودولت أبيض وسليمان نجيب ومحمد عبدالقدوس ونجح الفيلم وامتد عرضه اسابيع ولم يكن الفيلم الغنائي الأول سبقه فيلم انشودة الفؤاد "1932" لأميرة الطرب "نادرة" أين نادرة من ملك الطرب في الوجدان العربي..

من حسن حظ السينما المصرية انها جاءت إلي التربة المصرية وعليها كتيبة غنائية جاهزة وتمتلك جماهيرية كبيرة "أم كلثوم ـ ليلي مراد ـ نادرة ـ شادية ـ إلخ" بعد فيلم "الوردة البيضاء" نقل عبدالوهاب خيال المستقبل من جهاز المذياع إلي الشاشة البيضاء من السماع الفردي إلي الفرجة الجماعية من البهجة والاستمتاع ليس فقط بلحن جميل إلي لحن وحدوتة وصراع رومانسي من أجل المحبوبة وآخر طبقي اجتماعي من أجل الصعود علي سلم الموهبة والكفاءة وليس النسب والثراء.

ومن انبهار بالصوت إلي افتتان بالصوت والصورة من بدايات متواضعة إلي مرتبة اجتماعية وتأثير واسع في الطبقات المحظوظة من علية القوم الذي أصبح عبدالوهاب منهم وصاروا يتقربون إليه.. فهو مطرب الملوك والطبقات الهاي.

عبدالوهاب لعب بطولة سبعة أفلام من 1934 وحتي ..1946 بدأ بـ "الوردة البيضاء" وانتهي بفيلم "لست ملاكا" وظهر في هذه الأفلام نخبة من الفنانين ذوي التأثير الجماهيري الكبير ليلي مراد وفاتن حمامة التي اكتشفها محمد كريم وقدمها طفلة صغيرة في فيلم "يوم سعيد" "1939".

نادرا ما تظهر فاتن حمامة في المناسبات الاحتفالية السينمائية ولكنها ظهرت مؤخرا في عيد الفن وظهورها هنا محمل بالدلالات ظهرت بعد مرحلة العتمة وتحريم الفن وبعد أن انجلي الكفر واستعاد الفن عيده وتراجع كهنة التكفيريين الذين نشروا الرعب في المجتمع المصري فلا يصح لسيدة الشاشة أن تغيب في هذه الليلة الليلاء.. ظهرت وبانت وشعرنا بالأمان.

مازالت أفلام محمد عبدالوهاب مثيرة للشجن وللحنين للقاهرة التي صورت الأفلام بعضا من ملامحها ومن أجوائها. ابان الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين.

وبعد فيلم "لست ملاكا" اعتزل عبدالوهاب التمثيل تأثرت السينما ربما ببعده عنها ولكن رصيد عبدالوهاب ومكانته وتأثيره الكبير لم يتراجع.

علي العكس ابان الخمسينيات وبعد الثورة "1952" انبهرت بألحانه الوطنية الشعوب العربية التي كانت تكافح الاستعمار من أجل استقلالها كان هو صوت الجماهير العربية في كل الميادين غني ولحن عشرات الأغاني الوطنية التي جمعت بين الترفيه الذي يثري الوجدان والعقل ويغذي المشاعر الوطنية في آن واحد.

غني لدمشق وفلسطين وللوطن العربي حتي أصبح بحجم اسهاماته اسطورة في الموسيقي والغناء.. انغامه انبعثت في جميع أركان الوطن العربي لسنوات طويلة.

مازال صوت عبدالوهاب ترياقا يخفف من حالات التوتر التي تجلبها السياسات العربية والأنظمة العربية المناوئة للتحرر المتعاونة مع القوي الكبري التي تتصدي لأحلام الشعوب في الخبز والحرية والكرامة الانسانية.

عبدالوهاب المطرب العربي الوحيد الذي حمل رتبة "لواء" رتبة عسكرية وودعته الجماهير في جنازة عسكرية مهيبة وذهب إلي مثواه الأخير محمولا علي عربة تجرها الخيول وسط موكب مهيب تحرسه قوات من الجيش والشرطة ويسير فيه كبار رجالات الدولة والفنانون والمطربون والموسيقيون.

ودعته الجماهير بدموع غزيرة وبأعلام مرفوعة وكأنه أحد الأبطال المقاتلين وهو بالفعل كذلك. حارب بالموسيقي والألحان والشعر المغني وبالتلاحم الوطني مع أحلام أمة ظل ينتمي إليها حقا وفعلا..

غطت الجنازة جميع الوسائط الجماهيرية وكأنها الحدث العظيم لشخصية عالمية كبيرة.. وهو بالفعل شخصية عالمية عربية وطنية كبيرة.. حمل لواء اللغة واللحن الموسيقي ودعم الشخصية العربية بتخليد ميراثها الثقافي الأصيل الذي يخاطب الروح والوجدان ويعكس ثراء العقل وقوة التقاليد.

احتفالي الشخصي بذكري ميلاد عبدالوهاب شمعة وصلاة علي روحه.. مع صحبة من أغانيه التي حملت ذكريات عزيزة من زمن فات ومناسبات بيننا نناجيها بشجن وحنين وألم.. وصور تمر علي البال وأحيانا تثير تيارا من الخواطر.

تخيلوا لو فكر أحدنا الآن أن يدندن بأغنية مثل "الدنيا سيجارة وكاس للي هجروه الناس" أو "الكاس بين ايديا والشوق بين عينيا" هذه الأغاني الممنوعة. كان العالم والسياسي في ذلك الزمان البعيد يتحملون ويتفهمون هذه المساحة من التعبير الغنائي الحر ولم تكن وقتئذ نسبة المجون والشذوذ والعنف والتطرف والأذي الوحشي للآخرين بهذا القدر من الاتساع والقوة التي نراها الآن.. تناقض لافت.

وكان "القمح" حين غني عبدالوهاب له "القمح الليلة ليلة عيده" مخازن وصوامع الطين فوق أسطح بيوت الفلاحين.

ولم يكن الخبز بالكوبونات ولا بالطوابير مثلما هو الآن.. ألف رحمة. فمن المؤكد انك في جنة الخلد فقد خلفت لنا أكثر من ألف حسنة جارية.

المساء المصرية في

16.03.2014

 
 

مسقط تستضيف نبيلة عبيد في دورة التمثيل السينمائي والتليفزيوني

مسقط ـ من محمد سعد 

الزدجالي: ستكون هناك عدة دورات خلال فترة مهرجان مسقط السسينمائي الدولي هذا العام من بينها دورة في الانتاج ودورة في كتابة السيناريو.

استضافت الجمعية العمانية للسينما اليوم الفنانة المصرية القديرة نبيلة عبيد والدكتور محمد عبد الهادي، لتقديم دورة في مجال التمثيل السينمائي والتلفزيوني لمدة اسبوعين.

ورحب الدكتور خالد بن عبدالرحيم الزدجالي، رئيس الجمعية العمانية للسينما، بالفنانة نبيلة عبيد والدكتور محمد عبد الهادي وشكر لهما حضورهما من أجل هذه الدورة التي سيقدمانها في الفترة القادمة.

وقال الزدجالي: ستكون هناك عدة دورات خلال فترة مهرجان مسقط السسينمائي الدولي هذا العام من بينها دورة في الانتاج ودورة في كتابة السيناريو وأخرى في مجال التصوير، بالاضافة إلى دورة في مجال التمثيل التي ستقدمها نبيلة عبيد والتي سيكون لها فرصة كبيرة أكثر من غيرها، كونها ستكون ممتدة حتى انطلاق المهرجان.

واضاف الزدجالي: أن أغلب المشاركين في هذه الدورة هم من الفنانات العمانيات والكثير منهن لهن باع طويل في مجال التمثيل سواء كان داخل أو خارج السلطنة. خاصة وأن هذه الدورة ليست بهدف التعليم وانما لتبادل الخبرات والتجارب العملية، والذي بدوره قد يمكننا من تطوير أنفسنا وأفكارنا وابداعاتنا.

وفي كلمة للفنانة نبيلة عبيد رحبت فيها بالفنانات العمانيات والحضور في هذه الدورة ثم بدأت تستعرض خبرتها الفنية والصعوبات التي واجهتها ومشوارها في التمثيل، وذكرت أن الوصول الى النجومية يحتاج الى القوة والارادة والمسؤلية، ومهنة التمثيل تحتاج الى الصدق والوقت والتضحية في الكثير من الامور، وهذه الامور هي التي أوصلتها الى الشهرة والنجومية وحصلت بسببها على حب الجمهور، ولا زالت تكافح للبقاء في هذا المستوى.

من جانبه قال الدكتور محمد عبد الهادي: أنا شخصيا لا أرى نفسي تحت أضواء الشهرة او أمام شاشة التلفاز ولكني أرى نفسي اكثر خلف الكاميرا حيث أفضل ان أبقى مدرب تمثيل".

ويجب على الممثل أن يقف قليلا عند كلمة التمثيل ويسأل نفسه ما هو التمثيل، كيف يتم تحديده، هل نستطيع ان نضع له تعريفا محددا، وما هو هذا التعريف؟

واضاف: حالة التمثيل تمثل مفارقة عن بقية المهن حيث ان الممثل يسعى أن ينفي ذاته ولا يبرزها في حين يجب ان يمتلك مهارة في تقمص جميع أدوار الحياة والتي لا علاقة لها بشخصيته الحقيقية".

كما أكد الدكتور محمد عبد الهادي أن الممثل هو الشخص القادر على ان يجعل المشاهد ينسى اسمه الحقيقي ولا يتذكره إلا بالشخصية التي يشاهدها أمامه وان هذا يتطلب من الممثل مهارة إيجاد الدور المطلوب منه كما أن الرغبة الحقيقية عند الممثل هي الأساس في ذلك. وتمنى الدكتور للممثلات المشاركات في الدورة بأن تكون هذه التجربة مفيدة لهم في مجال التمثيل.

ميدل إيست أنلاين في

16.03.2014

 
 

لوبيتا نيونج تفوز بجائزة الأوسكار

«12 عاماً من العبودية» يصنع فخر كينيا الساحرة

البيان الإلكتروني 

نجحت الممثلة الكينية لوبيتا نيونجو في الفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها ستيفن ماكوين في فيلم "12 عاماً من العبودية".

كان لكينيا تاريخ في الفوز بجوائز الأوسكار مثل "خارج إفريقيا" ولكن لم يحدث من قبل أن فاز ممثل كيني بالجائزة الأبرز في عالم السينما، إذ تعد هذه دفعة قوية تعزز بلا شك حضور كينيا على الخريطة العالمية.

اشتهرت كينيا في الماضي بأنها موطن للعديد من الرياضيين الناجحين الذين حصدوا الكثير من الميدليات في الفعاليات الرياضية. وهذه الشهرة والشعبية التي جلبتها لوبيتا لكينيا خلال البث العالمي لجوائز الأوسكار دعمت مكانة كينيا كوجهة عالمية.

تم الإعلان يوم السبت 1 إبريل 2014 بفوز لوبيتا عن دورها كأفضل ممثلة مساعدة في الجوائز المستقلة عن دورها المميز في نفس الفيلم. وفي يناير هذا العام، حازت نيونج على اجماع النقاد السينمائيين عليها كأفضل ممثلة مساعدة.

تلقى فيلم لوبيتا نيونج الوثائقي "في جيناتي" إشادة عالية في المهرجانات الدولية، بما في ذلك مهرجان السينما الإفريقية- نيويورك حيث كانت أصغر صانعة أفلام.

تشعر كينيا بالفخر حيث تم تلقين لوبيتا مهنة التمثيل، حيث كانت ممثلة رائعة في بداية مشوارها الفني واشتركت في العديد من الأعمال المسرحية  وقامت بأداء أدوار مختلفة في نيروبي.

يعزز فوز لوبيتا مكانة كينيا كوجهة قوية للتصوير السينمائي التي لا تزال تجذب العديد من من صانعي الأفلام والمصورين بسبب بيئتها الطبيعية الخلابة. وتشعر كينيا بالفخر لتسليط الضوء على الكثير من اوجه الثقافة المتعددة بها.

ومن جانبه، هنئ مجلس سياحة كينيا لوبيتا نيونج على هذا الفوز الذي يضع كينيا الساحرة في المقدمة .

التاريخ: 17 مارس 2014

ما لا يعرفه الجميع عن "12 عاما من العبودية"

يعرف المؤرخون أين ولد سولومون نورثوب، البطل الحقيقي لكتاب "12 عاما من العبودية" الذي حصد جائزة أفضل فيلم في الأوسكار، وأين عاش وأين كان يعمل. كذلك يعرفون ممن تزوج وعدد أطفاله. وهم بالطبع يعرفون أنه لعب الكمان وقضى 12 عاما مستعبدا قبل إطلاق سراحه.

ما لا يعرفه المؤرخون عن البطل الحقيقي لكتاب "12 عاما من العبودية " هو متى وكيف مات وأين دفن. إنه اللغز العالق في الفصل الأخير من حياة أميركي من أصل أفريقي ولد في القرن الـ 19، وعانى من العبودية في فترة ما قبل الحرب الأهلية في لويزيانا والتي استمرت من 1841 حتى 1853.

وعلقت راشيل سليغمان، التي شاركت في تأليف كتاب "سولومون نورثوب: القصة الكاملة لمؤلف 12 عاما من العبودية" الذي نشر العام الماضي، على ذلك قائلة: "وفاة نورثوب هي جزء من معلومات كثيرة لم نتأكد من صحتها بخصوص حياته".

وقد حقق هذا الشهر "12 عاما من العبودية" جوائز الأوسكار لأفضل فيلم، وأفضل سيناريو وأفضل ممثلة مساعدة.

وأثارت الجوائز اهتماما جديدا في قصة نورثوب، والتي لم يعرف إلا القليل منها حتى السنوات الأخيرة حتى في مجتمعات شمال ولاية نيويورك حيث أمضى معظم حياته.

ولد نورثوب في 10 يوليو 1807، في جبال آديرونداك والتي تقع في الجزء الشمالي الشرقي من ولاية نيويورك الأميركية.

تزوج نورثوب من آن هامبتون في نهاية عام 1820، وعاش الزوجان في منزل يعود إلى القرن الـ 18 في قرية فورت إدوارد، وهو المنزل الذي تحول إلى متحف الآن.

عمل نورثوب في مزرعة والده على قناة شامبلين بين فورت إدوارد والطرف الجنوبي من بحيرة شامبلين .

انتقل الزوجان وأطفالهما إلى مكان قريب من ساراتوجا سبرينغز عندما حصلت آن على وظيفة في واحد من أكبر المنتجعات في فنادق المدينة.

عمل نورثوب كموسيقي، وفي عام 1841 وعده اثنان من الرجال البيض بمستقبل مشرق في مقاطعة كولومبيا بواشنطن، ولكنهما اقتاداه إلى نيو أورلينز، حيث تم بيعه كعبد رقيق.

البيان الإماراتية في

16.03.2014

 
 

غرافيتي المشاهير كوسيلة للشهرة 

كتب الخبرمحمد الحجيري 

ثمة ظاهرة لافتة في العالم العربي، تقولها الجدران في المدن (بيروت، القاهرة، رام الله والإسكندرية) والمخيمات الفلسطينية في لبنان وغزة، وهي أن بعض فناني الغرافيتي والجمعيات الأهلية والأحزاب السياسية، يختارون غرافيتي شخصيات أدبية أو فنية أو سياسية رمزاً ووسيلة للترويج لأنفسهم وأفكارهم وطموحاتهم ومشاريعهم وحتى مواقفهم.

من خلال تأمل رواد الغرافيتي اللبنانيين تحديداً، نلاحظ أن كثراً منهم أصبحوا «ستار غرافيتي» يوقعون باسمهم الكامل ووجوههم معروفة، على عكس نمطية هذا الفن التي تقتضي أن يبقى صاحبه مغفلاً أو يعمل تحت جنح الظلام، وبات فنانون كثر يعرضون لوحاتهم على مواقعهم الالكترونية والـ {فايسبوك”.

إلى ذلك يختار أبرز الغرافيتيين رسم المشاهير وسيلة أسهل للترويج لأنفسهم أولاً ولأعمالهم الأخرى ثانياً، هنا نخص بالذكر يزن حلواني وفريق «اشكمان» المؤلف من الأخوين عمر ومحمد قباني. فقد اشتهر حلواني، وهو شاب عشريني، في رسم  فيروز على درج (بيروت) مع بعض كلمات أغانيها، ومحمود درويش مع بعض أقواله، أسمهان، سمير قصير، وجبران خليل جبران الذي رسمه على عملة لبنانية متخيلة، أما فريق «اشكمان» الذي يغني الراب، فرسم وديع الصافي مع عبارة «ذهب صافي» وفيروز مع عبارة «لبيروت من قلبي سلام».  ومع أن حلواني وفريق «اشكمان» لهما أعمال كثيرة ومهمة، لكن وسائل الاعلام ركزت على لوحات  المشاهير، خصوصاً فيروز ومحمود درويش، كأن ثمة مبدأ في هذا المجال يقضي بأن من يرسم شخصيات مشهورة يصبح مشهوراً بدوره، ولا ضير في القول إن رسم يزن حلواني  في الشارع بمثابة إعلان له هو الذي يصمم ديكورات المنازل، والأمر نفسه مع فريق «اشكمان» الذي بات يوظف الغرافيتي لتصميم قمصان «تي شيرت» يكتب عليها بأحرف عربية...

  لا يقتصر توظيف غرافيتي المشاهير على الفنانين، فثمة جمعيات لجأت الى اختيار المشاهير رموزاً لها من خلال {بخ” أو {طس” وجوهها وعباراتها على الجدران، فأم كلثوم مطربة «الزمن الجميل» التي وسمت بصوتها وأغانيها عصراً عربياً بكامله، باتت صورتها توظف كأيقونة «بوب آرت»  لمجموعة «نون النسوة» المصرية التي برزت في خضم «الثورة المصرية»، وحملت راية الدفاع عن المرأة وقضاياها، من خلال استخدام أدوات فنية ومرئية مثل فن الشارع (الغرافيتي). وقد صاغت المجموعة أهدافها في نشاط أطلقت عليه «غرافيتي حريمي»، واستخدمت رسماً لأم كلثوم مع عبارة «اعطني حريتي أطلق يديَّ»... بالإضافة إلى صور: فاتن حمامة، مرفقة  بعبارة {عاشت مصر حرة”، تحية كاريوكا ومكتوب عليها {أقطاي هو أيبك.. بس من غير قناع يا مجلس” وسعاد حسني مع عبارة {يا واد يا تقيل”.

استعملت أيقونة أم كلثوم للدفاع عن المرأة والفن في مصر، أيضاً استعملت في رسم للسخرية من {الفن الهابط” أو {الجسدي” في لبنان. فعلى جدران منطقة رأس بيروت، في شارع الحمرا تحديداً، انتشر رسم غرافيتي لأم كلثوم وهي تغني {بوس الواوا” لهيفا وهبي.  

وفي الجانب السياسي يستعمل غرافيتي بعض الأدباء والشعراء كوسيلة لترويج بعض الأفكار أو المبادئ، فالكاتب الفلسطيني غسان كنفاني الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي سنة 1972 في منطقة الحازمية (شرق بيروت)، يعتبر الأكثر حضوراً في رسوم الغرافيتي من بين الأدباء العرب، خصوصاً في المخيمات الفلسطينية. يبدو، بالنسبة إلى مريديه، ذلك المناضل والسياسي قبل أن يكون أديباً له قصصه ورواياته...

 اختار بعض الذين يرسمون غرافيتي لكنفاني وضع صورته إلى جانب قادة سياسيين وفدائيين فلسطينيين، أمثال جورج حبش وياسر عرفات وليلى خالد وأبو علي مصطفى ووديع حداد.

ولا يختلف توظيف أيقونة محمود درويش في الغرافيتي عن غسان كنفاني، فهي تحمل دلالة سياسية أكثر منها شعرية، وبعض الكلمات التي تستعمل مع رسومه هي الأشهر، خصوصا تلك التي لحنها الفنان مارسيل خليفة.  حضور الأدباء في الغرافيتي وإن حمل دلالات سياسية، لكنه يبقى، في الأحوال كافة، زينة لجدران المدن ويخفف من وطأة الازدحام والتشويه.

الجريدة الكويتية في

16.03.2014

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)