كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

سعيد شيمي: أستمتع بالكتابة عن زملاء مهنتي المتميزين

كتب الخبرروميساء إبراهيم

 

{ما عدوك إلا ابن كارك} مثل شعبي مصري يؤكد أن أصحاب المهنة الواحدة تجمعهم عداوة دائماً، فإن مدير التصوير سعيد شيمي يثبت خطأ هذه المقولة، أو ربما يكون الاستثناء الذي يثبت القاعدة، فللمرة الثانية يكتب بحبّ عن أحد زملائه، مدير التصوير طارق التلمساني في كتاب {الضوء هو الحياة}، بعد كتابه الأول عن مدير التصوير محسن نصر.

حول {الضوء هو الحياة}، والمنهج الذي استخدمه فيه كان الحوار التالي معه.

·        لماذا «الضوء هو الحياة»؟

بما أنه تقرر تكريم مدير التصوير طارق التلمساني في «المهرجان القومي للسينما» في دورته التي أقيمت أخيراً، وإصدار كتاب في المناسبة يتناول أعماله وقيمتها الفنية، وقع اختيار المخرج سمير سيف، رئيس المهرجان، عليّ لإنجاز هذا الكتاب، وعندما عرض عليّ الفكرة وافقت ولكن بعد تفكير طويل.

·        ما الأمور التي فكرت فيها قبل الموافقة؟

لا بد من أن أكون مقتنعاً بالفنان الذي أكتب عنه، وأن تكون ملاحظاتي الإيجابية على أعماله أكثر من ملاحظاتي السلبية، لا سيما أن الكتاب يندرج في إطار تكريمه ويجب مراعاة ذلك، فضلاً عن أنني أستمتع بالكتابة عن زملاء مهنتي المتميزين.

·        هل يعني ذلك أنه طلب منك الكتابة عن مصورين آخرين ورفضت؟

بالفعل عرض عليّ، أكثر من مرة، الكتابة عن مصورين، لكنني اعتذرت لعدم قناعتي بهم، على مدى حياتي المهنية كتبت كتابين أحدهما  عن محسن نصر والثاني عن طارق التلمساني، وكل منهما من كبار مديري التصوير الذين أثروا قطاع التصوير السينمائي في مصر وأصبحت لهم مدرستهم الخاصة.

·        ألا تجد حرجاً في الكتابة عن زميل لك؟

البعض يعتقد ذلك، وقد نصحني أصدقاء بعدم إنجاز هذا الكتاب، فإن المصور، برأيي، أفضل من يستطيع الكتابة عن مصور آخر، لأننا نعلم جيداً أسلوب كل منا في التصوير، ويمكننا الحديث عن ذلك بالتفصيل.

·        كيف تتعامل مع زملائك في المهنة؟

أتعامل بموضوعية معهم، وأفرح عندما يقدمون أعمالا جيدة  ولا أغار منهم، كما قد يعتقد البعض. أتذكر أنني كنت مشاركاً في إحدى دورات «المهرجان القومي للسينما» بفيلم «حسن اللول»، واعتقدت بأنني سأحصل على جائزة التصوير لأنني أستحقها، ولكن أثناء المهرجان شاهدت فيلم «المهاجر» ليوسف شاهين،  وكان رمسيس مرزوق مدير التصوير، فقلت للجميع إن رمسيس هو الذي يستحق جائزة التصوير وليس أنا، وحصل ذلك بالفعل.

·        لماذا اخترت  «الضوء هو الحياة» عنواناً للكتاب؟

أثناء حواري مع طارق التلمساني، ولدى إجابته عن أحد أسئلتي، قال إن الضوء بالنسبة إليه هو الحياة، أعجبتني العبارة ووجدتها معبرة عن التلمساني وعن أسلوبه في التصوير،  فقلت له إنها ستكون عنوان الكتاب ورحب بشدة.

·        لماذا أجريت حواراً مع التلمساني قبل  الشروع في الكتابة؟

كان الحوار ضرورياً بالنسبة إلي، إذ وضعت يدي، من خلاله، على بعض مفاتيح التلمساني، الشخصية والمهنية، التي ساعدتني في إنجاز مهمتي، كذلك  كان مهمّاً أن أقدمه لجمهوره من خلال نفسه، ليتعرف إليه عن قرب وإلى رؤيته لمهنته وللحياة والظروف  التي أثرت حياته المهنية.

·        ما الفارق بين كتابتك عن محسن نصر منذ عشر سنوات، ثم كتابتك عن التلمساني أخيراً؟

تختلف الكتابة عن  طارق التلمساني لأنه درس في معهد مختلف عن معظم المصورين المصريين، ونال شهادة الماجستير في الفن في معهد السينما بموسكو (1981)، لذلك قررت أن يكون طارق التلمساني وأعماله الإبداعية، النافذة التي نطل منها على صورة سينمائية مختلفة، لها أساتذتها العظماء الذين أبدعوا في المدرسة الروسية.

·        يقول طارق التلمساني في حوارك معه، إن مدير التصوير مبدع وليس مجرد منفذ لأفكار المخرج،  فإلى أي مدى تتفق معه في ذلك؟

أتفق معه تماماً، وأنا أشبّه عمل مدير التصوير في السينما بالترس الذي يعمل ليحرك  مجموعة أكبر من التروس في توافق حركي وزمني وإبداعي جميل، ولا بد من أن يكون مبدعاً له رؤيته، ويضيف إلى المعنى الدرامي المطلوب، وليس مجرد منفذ لرؤية المخرج، وإلا لما كانت  ثمة فروق بين مصور وآخر.

·        ألا يمكن أن يحدث تصادم بين رؤية المخرج ورؤية مدير التصوير؟

يحدث ذلك في بعض الأحيان، ويكون الحل في النقاش للتوصل إلى وجهة نظر متقاربة يتم تنفيذها، في النهاية لا بد من أن تكون الكلمة للمخرج لأنه صاحب القرار الأخير.

·        هل يعني ذلك أن العلاقة بين المصور والمخرج يشوبها توتر أحياناً؟

بالفعل قلة من المخرجين تغار  من مدير التصوير المتميز عندما تسلط الأضواء عليه، لا يحدث ذلك في مصر  فحسب، بل في العالم أجمع، لأن المخرج يشعر بأنه صاحب العمل ويريد تسليط الأضواء عليه وحده.

·        ما رأيك بالأجيال الجديدة من المصورين السينمائيين؟

تضم شباباً متميزين في مجال التصوير، لن أذكر أسماء حتى لا أنسى البعض، وأرى أنها أجيال محظوظة، لأن التطور العظيم في مجال التصوير يسهل العمل إلى حدّ كبير.

الجريدة الكويتية في

14.03.2014

 
 

فجر يوم جديد: {نوادي الثقافة السينمائية} !

كتب الخبرمجدي الطيب 

تشهد دولة تونس اهتماماً رسمياً وشعبياً بنوادي السينما، وتُدرك مكانة السينما / الصورة في تنمية المجتمع، وبناء المواطن؛ مذ قاد التونسي الراحل {الطاهر شريعة} مبادرة تدشين {أيام قرطاج السينمائية} عام 1965، وأسس قبلها الجامعة التونسية لنوادي السينما، التي أدت دوراً كبيراً في نشر الثقافة السينمائية، وتوجيه الأنظار إلى {سينما المؤلف}، وطرح ملفات {سينما الجنوب} على مائدة البحث، فيما احتفلت الدولة بمرور مائة سنة على تأسيس الجامعة الدولية ونوادي السينما، وحرصت على أن تُسهم في تأسيس الجامعة الدولية لنوادي السينما، والجامعة الفلسطينية لنوادي السينما.

هكذا فعلت تونس في حين تشهد حركة نوادي السينما في مصر، في الوقت الراهن، تراجعاً ملحوظاً، وتدهوراً مخيفاً للدور الحيوي، الذي تؤديه الجمعيات والنوادي السينمائية، في ما يتصل بالبناء الثقافي للمواطن، وتوظيف الإبداع كسلاح فاعل يوثق العلاقة بين الصورة والمجتمع، وهو الدور الذي تحقق، بالفعل، على يد جمعية الفيلم (تأسست عام 1960)، ونادي سينما القاهرة (تأسس عام 1967)، ومن قبلهما نادي الفيلم المختار الذي يُعد بمثابة {الأب الروحي} لنوادي السينما المصرية، ولم يعد له وجود في الوقت الراهن، فرغم الزيادة الهائلة للنوادي التي تأسست في الأعوام الأخيرة؛ مثل نادي سينما جيزويت القاهرة، نادي سينما أوبرا القاهرة، نادي مركز سينما الحضارة بالأوبرا، نادي بيت السينما، نادي سينما الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما ونادي السينما بمركز طلعت حرب الثقافي، الذي يمكن القول إنه الأكثر فاعلية وتأثيراً؛ كونه يقع في بيئة شعبية (منطقة زينهم بحي السيدة زينب) ويستهدف شريحة اجتماعية واقتصادية في أمس الحاجة لمن يخاطبها، ويقدم لها خدماته الثقافية المتنوعة، إلا أن النشاط السينمائي الحقيقي للأندية، التي تهافت البعض على تأسيسها، يكاد يكون منعدماً تقريباً، ولا يحقق الهدف المنشود على الإطلاق.

تفرغت النوادي، التي دُشنت أخيراً، للثرثرة، والمناقشات العقيمة التي ينتهي مفعولها بانتهاء عرض الفيلم، الذي يمثل اعتداءً صارخاً على حقوق الملكية الفكرية؛ إذ  يُعرض عبر الأقراص المدمجة في جريمة {قرصنة} مكتملة الأركان، وفشلت في إصدار نشرة تتناول الفيلم المعروض بالنقد والبحث والتحليل، والتحول إلى مصنع تخريج أقلام نقدية شابة، كذلك فشلت في عرض أفلام عالمية بعيداً عن الأفلام الأميركية التي أدمنت شركات التوزيع استيرادها، وفرضها على الذوق المجتمعي، ثم عجزت عن التعريف بالرموز السينمائية المعاصرة، مثلما كان يفعل نادي سينما القاهرة، عبر تنظيم أسابيع للأفلام، وتوجيه دعوة، رغم إمكاناته المالية الضعيفة، إلى مخرجي السينما العالمية للحضور إلى القاهرة، ومشاركة أعضاء النادي في ندوات نقاشية حول أفلامهم، ومدارس السينما في العالم، ونجح، في فترة ما، في توسيع دائرة محبي السينما وعشاقها، من خلال إصدار مطبوعات تهتم بنشر الثقافة السينمائية.

من هنا أسجل فرحتي وسعادتي بالمبادرة التي تقودها شركة أفلام مصر العالمية (يوسف شاهين وشركاه) بعنوان {زاوية}، ويتم، بمقتضاها، تخصيص قاعة لعرض {السينما البديلة}، التي تُصنع في مصر والدول العربية، والاحتفاء بنتاجات من جنسيات عالمية مختلفة، وإلقاء الضوء على المدارس السينمائية المتنوعة، ونشر الثقافة السينمائية المعاصرة، من خلال عروض أسبوعية، وأنشطة تعليمية وترفيهية، تنظمها المخرجة والمنتجة ماريان خوري، التي توجه الأنظار إلى الأفلام المستقلة، وتتيحها لمن يود مشاهدتها، وبهذا تشجع المخرجين الشباب، المصريين والعرب، على تجاوز أزمة تجاهل أصحاب صالات العرض التجارية لأفلامهم، وتُسهم في تسويق أعمالهم، وتنظم فعاليات خاصة، بالتزامن مع عروض الأفلام، تتمثل في ورش عمل، فضلاً عن الندوات التي تُقام عقب العروض مع أصحابها .

مبادرة {زاوية} تضم، أيضاً، برنامجاً بعنوان {التعليم والسينما} يهدف إلى المزج بين التعليم والترفيه، عبر التعاون مع المدارس والجامعات المصرية، لنشر التعليم من خلال السينما لمساعدة الأجيال الشابة على تطوير الحاسة النقدية والتحليلية لديهم. ويبقى أن تضم مبادرة {زاوية} ورش عمل في نقد الأفلام وتحليلها، وكتابة السيناريو، ليكتمل دورها الحيوي والمهم، وتُصر على القيام به، بدأب وحماسة، المخرجة والمنتجة ماريان خوري، التي أشدنا، في العدد 1757 بتاريخ 12 أكتوبر 2012، بعقليتها، ونشاطها، وتحركاتها الفردية، ووصفناها بأنها {امرأة بألف رجل}، بعد نجاحها الكبير والباهر في تنظيم {بانوراما الفيلم الأوروبي}، التي صارت إحدى أهم الفعاليات السينمائية، والأحداث الثقافية، في مصر منذ افتتاحها عام 2004، بل يمكن القول، من دون مبالغة، إنها تتفوق، في عقليتها المُرتبة، وإدارتها الحكيمة والرشيدة للفعاليات التي تُنظمها، على التظاهرات التي تنظمها وزارة الثقافة، وأجهزتها المترهلة، التي تحكمها {البيروقراطية}، ويُفسدها {الروتين}، ويُسيطر عليها {المرتشون}، وربما يكمن سر نجاح {ماريان} في كونها تعتمد، في المبادرات التي تقودها، على {التمويل الذاتي، وتتحرر من التمويل الحكومي، ومن ثم لا تضع رقبتها تحت مقصلة {الفاشلين}!

الجريدة الكويتية في

14.03.2014

 
 

السينما التسجيلية...

بين التجاهل الإعلامي وعزوف الموزعين 

كتب الخبرأميرة حسن الدسوقي 

لم تثنِ الصعوبات التي تواجهها صناعة السينما التسجيلية، المخرجين الشباب عن الاهتمام بها، وما زال كثيرون يفضلون هذه السينما التي وصفت بالمقاتلة، رغم شعورهم بأن إبداعهم لن يشاهده أحد، بسبب إهمال الموزعين لهذه النوعية من الأفلام، من بين هؤلاء: أحمد رحال، تامر عيسى، وأحمد رشوان، ويسجل في هذا الإطار مبادرة «زاوية» التي احتضنت السينما التسجيلية.

المخرج الشاب أحمد رحال الذي سبق أن أخرج فيلمي «تحت الأرض» و{فيلم شعبي»، يضع اللمسات الأخيرة على آخر أفلامه «خماسي».

حول علاقته بالسينما التسجيلية، يؤكد رحال أنها ممتعة في مراحلها كافة، سواء في التحضير أو التصوير والمونتاج، لأنه في رحلة بحث دائمة  واستكشاف هذا  العالم الذي قرر اختراقه ليعلم عنه المزيد.

 يضيف: «الطريف أن مفاجآت تواجهني في مراحل صناعة الفيلم كافة، تكسر صوراً كنت رسمتها في خيالي سلفاً، وبنيت على أساسها مفاهيم وحسابات، ما يؤكد فكرة «المتعة» في تلك الصناعة التي تتيح لي عيش لعبة ذهنية خلال مراحل صناعة الفيلم».

يوضح رحال أن الأفلام التسجيلية هي الأصل في السينما، بدليل أن أول عرض للأخوين لوميير، بعد صناعة أول كاميرا سينما، كان دخول قطار إلى المحطة.

حول عدم إقبال الجمهور على تلك النوعية من الأفلام، يؤكد رحال أنه ليس مشغولا بالبحث عن الطريق الأسهل ليجذب أكبر عدد من الجمهور، ويقدم له ما يتوقعه، بل يجب عرض أنواع مختلفة من السينما، يقول: «أعتقد بأن جيلنا سينجح في إيصال الفيلم التسجيلي إلى دور العرض التجارية، وسيشتري الجمهور تذاكر ليشاهد الفيلم، لأن  ثمة جيلا جديداً لديه شغف وتقبل لأنواع جديدة ومختلفة من الأفلام، وجيلا من صناع السينما لديه رؤية مختلفة يسعى إلى تقديمها لهذا الجمهور».

مشروع زاوية

في مبادرة هي الأولى من نوعها في مصر، أنشأت المنتجة ماريان خوري مشروع «زاوية»، مساحة عرض استأجرتها في سينما أوديون لعرض أفلام بديلة، روائية قصيرة وطويلة وتسجيلية، لم يتمكن أصحابها من عرضها في دور العرض السينمائية، ما سيتيح الفرصة لعرض أفلام تسجيلية، للمرة الأولى  في مصر، على شاشات السينما مقابل تذاكر بسعر رمزي، ولن يكون الهدف الأساسي منها الربح المادي بقدر التقدير المعنوي لصناع الأفلام، وإتاحة الفرصة أمامهم لتصل أعمالهم إلى المشاهد.

يؤكد يوسف شاذلي، مدير «زاوية»، أن المشروع يفتح بابه للمخرجين والمبدعين الشباب لعرض أعمالهم، بتوصيف أدق  سيكون «زاوية» بمثابة بوابة أمل لجيل يحلم بأن يرى إبداعه النور ولا يظل قابعاً في الأدراج.

بور توفيق

تامر عيسى مخرج شاب أسس «بور توفيق»، شركة إنتاح متخصصة بإنتاج الأفلام الوثائقية، أنتجت ثلاثة أفلام وثائقية طويلة، قبل أن يقاسمه الشركة الفنان حسن الجريتلي.

يقول تامر إن هدفه الأساسي من إنشاء تلك الشركة «الانسلاخ عن السينما التجارية وإنتاج أعمال تهمنا بالفعل، وتعليم الأطفال صناعة الأفلام الوثائقية، وسيتم تنفيذ هذا المشروع  في محافظات المنيا والمنصورة وسيوة والسويس}.

يبدي تامر اندهاشه من الحال التي وصلت إليها السينما التسجيلية في مصر من ناحيتي التوزيع وعدم اهتمام المنتجين بها، «حتى حقبة الستينيات كانت الأفلام التسجيلية تعرض على شاشات السينما قبل عروض الأفلام الروائية الطويلة، لكن بعد تغير شكل السينما في السبعينيات وانتشار سينما المقاولات،  تضاءل اهتمام الموزعين والمنتجين بتلك النوعية من الأفلام».

أما المخرج أحمد رشوان فيوضح أن السينما التسجيلية لا تحظى باهتمام كافٍ في مصر، بدءاً من تدريسها في معهد السينما الذي خصص لها مادة واحدة فحسب، بينما من المفترض أن يكون ثمة قسم كامل  يدرّس السينما التسجيلية.

أحمد رشوان الذي أخرج أكثر من عشرين فيلماً وثائقياً منها: «مولود في 25 يناير»، «جوة البشر»، «اغتيال الشيخ الذهبي»، انتهى أخيراً من تصوير فيلم «جزيرة الأقباط»، تدور أحداثه حول الأقباط  باعتبارهم جزءاً أساسياً في المجتمع، والظروف التي مروا بها في مصر، بعد ظهور التيار الإسلامي، واضطرار كثر منهم إلى الهجرة.

تقنية رقمية

يرى د. علي الغزولي، رائد السينما التسجيلية في مصر، أنه ليس من الضروري أن يكون ثمة قسم للسينما التسجيلية في المعهد، لأن السينما واحدة، والمخرج هو الذي يختار الطريقة التي يعبر بها عن فكرته، كذلك الفن في مجمله واحد لا يمكن تقسيمه، ولكل شخص طريقته في التعبير (من خلال الرسم أو النحت أو العزف)، بالتالي السينما التسجيلية والروائية  واحدة من ناحيتي  النظرية والأسس.

يضيف أن التطور التكنولوجي الذي تتمتع به الكاميرات والأجهزة التقنية يسهل عمل  المخرجين الشباب، المحترفين والهواة على السواء، ما يفسر ازدياد صناعة الأفلام الوثائقية أخيراً، خلافاً للسنوات الماضية، عندما كان المخرج يعاني في صناعة الفيلم التسجيلي، لثقل حجم الكاميرات وانتظاره النتيجة النهائية إلى ما بعد التحميض، بينما المخرج اليوم يرى النتيجة مباشرة أثناء التصوير بفضل التقنية الرقمية، مشيراً  إلى أن المعضلة الحقيقية التي تعانيها السينما التسجيلية تتعلق بعدم حصولها على دعاية إعلامية كافية، وعدم تحمس المنتجين لإنتاجها.

تتفق الناقدة ماجدة موريس مع الغزولي في هذه النقطة تحديداً، مشيرة إلى أنه في الماضي، كان التلفزيون المصري يهتم بإنتاج أفلام وثائقية وعرضها بانتظام، ويبث على شاشته برنامج «سينما في علب» (أوائل السبعينيات) الذي يناقش الأفلام التسجيلية ويحللها، «الآن  لا توجد قناة تلفزيونية تتمتع بجماهيرية وعروض جيدة للأفلام الوثائقية، أو موعد أسبوعي ثابت لعرض فيلم تسجيلي ومناقشة صناعه، رغم استعداد الجمهور المصري لمشاهدة ألوان مختلفة من السينما تخاطب عقله».

تلفت موريس إلى أن الطفرة التي تشهدها السينما التسجيلية  في الإنتاج التقني والرؤى الجيدة، أغنت الحضور  المصري في المهرجانات الدولية ربما أكثر من العرض الداخلي.

الجريدة الكويتية في

14.03.2014

 
 

مهرجان نقش للأفلام القصيرة ينطلق في أكتوبر المقبل.. وبو علي:

مهرجان هذا العام أكثر تألقاً ويضم الكثير من المفاجآت 

كشفت مؤسسة نقش للأفلام عن موعد انطلاق مهرجان نقش للأفلام القصيرة 2014 في دورته الثالثة في أكتوبر الأول المقبل. وخلال مؤتمر صحفي عقدته إدارة مهرجان نقش للأفلام القصيرة أعرب رئيس المهرجان محمد المسقطي عن سعادته بالإعلان عن انطلاق الدورة الثالثة من المهرجان وفتح الباب أمام الراغبين بالمشاركة بأفلامهم في أكبر حدث سينمائي للأفلام القصيرة في البحرين.

من جهته قال المدير الفني للمهرجان محمد راشد بوعلي «إن مهرجان نقش للأفلام القصيرة سيكون الأكثر تألقاً ويضم العديد من المفاجآت التي سيكشف عنها لاحقاً» مؤكداً أن باب المشاركة قد بدأ فعلياً مع عقد هذا المؤتمر الصحفي ويغلق بحلول شهر أغسطس المقبل، وأضاف أن التسجيل لهذا العام سيتم فقط عبر الموقع الالكتروني لمهرجان نقش للأفلام القصيرة www.naqshfilms.com.

وأشار بوعلي إلى أن مسابقة المهرجان المتمثلة في «جوائز نقش للإبداع في الفيلم البحريني» ستضم سبع جوائز وهي: جائزتان لأفضل فيلم، جائزة أفضل مخرج، جائزة أفضل سيناريو، جائزة أفضل تمثيل، جائزة أفضل إسهام فني بالإضافة الى جائزة خاصة لأفضل موهبة واعدة وهي مخصصة للمخرجين الذين يشاركون بأول أو ثاني انتاج سينمائي لهم.

وأوضح بوعلي في هذا السياق أن «جوائز نقش للإبداع ستكون مفتوحة للأفلام القصيرة الروائية والوثائقية للمخرجين البحرينيين، أو المخرجين من جنسيات أخرى شريطة أن يتناول الفيلم موضوعاً تدور حبكته في أو عن مملكة البحرين».

وحول فعاليات المهرجان قال بوعلي «إن إدارة مهرجان نقش اختارت الأفلام السعودية لتحل ضيفاً في ليلة خيار المخرجين لهذا العام حيث سيجري تسليط الضوء على الفيلم السعودي»، كما أكد بو علي اضافة فعاليتين جديدتين للمهرجان هما «الأفلام الآسيوية « و»أفلام التحريك»، حيث يعرض في الفعالية الأولى «الأفلام الآسيوية» مجموعة من الأفلام القصيرة التي تدور أحداثها في الدول الآسيوية وتم إخراجها من قبل مخرجين ينتمون لهذه الدول، أما الفعالية الأخرى «أفلام التحريك» فهي خاصة بعرض أفلام التحريك القصيرة من كل دول العالم. وكان مهرجان نقش للأفلام القصيرة قد انطلق في عام 2012 وعرض خلال الدورتين السابقتين منه 129 فيلماً من 11 دولة بلغات متعددة، واستضاف المهرجان بفعالياته المختلفة مجموعة من الفنانين والمخرجين والمهتمين بصناعة السينما. ويقام المهرجان سنوياً من قبل مؤسسة نقش للأفلام في مملكة البحرين. 

ويهدف المهرجان الى تطوير وترسيخ الثقافة السينمائية المحلية، ومنح الفرص أمام المبدعين البحرينين لعرض أفلامهم، وتطوير مشاريعهم المستقبلية. كما يهدف الى تعريف الجمهور بصناعة السينما القصيرة واستقطاب أهم الإعمال الإبداعية في مجال السينما القصيرة لتعريف الجمهور بالثقافات العالمية المختلفة.

الأيام البحرينية في

15.03.2014

 
 

محاولاً اكتشاف عوالمها الثرية

خالد ربيع يقرأ الأفلام الخليجية ويضيء "الفانوس السحري" من جدّة

24 - متابعة  

خصّص الناقد خالد ربيع الجزء الثاني من كتابه "الفانوس السحري"، الصادر مؤخراً، لقراءة مجموعة من الأفلام الخليجية، وذلك بعد تخلّصه من هيمنة السينما الأمريكية على أفكاره واهتمامه، وفق اعترافاته في مُقدّمة الكتاب، وانتقاله إلى مرحلة اكتشاف أن هناك أفلاماً خليجية تستحق المتابعة والمشاهدة والاهتمام، وتستوجب من الناقد الاشتغال عليها.

وفيما يرصد الناقد خالد ربيع مقدمة كتابه لرواية حكايته الشخصية مع الأفلام الخليجية، وانتقاله إلى مرحلة الاهتمام بها، بدءاً من العام 2006، سيبدو الكتاب محاولة طازجة للإطلالة على السينما الخليجية متخذاً مجموعة من الأفلام القديمة والجديدة، الروائي الطويل منها والوثائقي والقصير، وتجارب روّاد السينما الخليجية من جهة، ومحاولات الشباب والطلبة والهواة، من جهة أخرى، لاكتمال الصورة الممتدة على مدى قرابة نصف قرن من الاجتهادات الخليجية في مجال السينما، منذ محمد ناصر السنعوسي وخالد الصدّيق وعبدالله المحيسن وخليفة شاهين، وصولاً إلى اليوم (صدر الكتاب في سبتمبر 2013).

يستعين الكاتب، بدايةً، بمقولة للسيناريست جان كلود كايير "إن الشعب الذي لا يصنع سينما هو شعب محكوم عليه بالانزواء"، ويجعلها مفتاحاً للتأكيد على أهمية السينما وسيلةَ تعبير واتصال وتنمة وتثقيف، فضلاً عن دورها الهام في "النهوض بفكر المجتمع، وإبراز مكتسباته الحضارية، وتعرية معوقات نموه، والمساعدة في حلحلة أزماته الطارئة"، مع التأكيد على أن العالم الآن يعيش في عصر الصورة، والصورة لم تعد بألف كلمة كما يقول المثل الصيني، بل بملايين الكلمات، كما قال المفكر الفرنسي رولان بارت.

وفضلاً عن المقدمة النظرية التي تتناول السينما ودورها وأهميتها في تاريخ الشعبو والمجتمعات، وي حاضرها ومستقبلها، ينقسم "الفانوس السحري" إلى أبواب عدة، تتوقف عند مجموعة من الأفلام، بدءاً من الفيلم الإماراتي "الدائرة" للمخرج نواف الجناحي، المُتحقّق عام 2009، بإنتاج الكويتي عبدالله بوشهري، وبطولة السعودي عبدالمحسن النمر، والإماراتي علي الجابري (مدير "مهرجان أبوظبي السينمائي" حالياً)، ليجد الفيلم "متميزاً بعنصر التشويق غير المتكلف، فلا مشاهد للإثارة العابرة، ولا تلاعب بأعصاب المشاهد، ولا تثوير إنفعالي غريب عن بيئة الأمكنة التي تجري فيه القصة".

ويرصد الكاتب الفصل الثاني للفيلم البحريني الروائي القصير "كناري" للمخرج محمد راشد بوعلي، الذي حققه عام 2010، في اتصال مع فيلميه السابقين (غياب، البشارة)، من حيث الاهتمام بـ"رصد لحظات الانتظار والترقّب، وما ينبثق عن تداعيات الأرق الوجداني"، لينتقل بعدها إلى حيز "السينما العُمانية"، التي بدأت تطل بأفلامها على المشهد السينمائي الخليجي، بمحاولات فيلمية قصيرة، لحبوب موسى، وعبدالله حبيب، ريثما يحقّق خالد الزدجالي الفيلم الروائي الطويل الأول في عُمان، وهو فيلم "البوم"، عام 2006.

وإذا كان للكويت قصب السبق في صناعة الأفلام، مع تجارب محمد ناصر السنعوسي في الستينيات، وخالد الصديق في السبعينيات، التي توّجها برائعته "بس يا بحر"، عام 1972، أحد أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما العربية، فإن الجيل الجديد من شباب الكويت، أمثال عبدالله بوشهري، ومقداد الكوت، ومشعل الحليل، ويوسف المجيم، تماماً كما يسعى الجيل الجديد من السينمائيين الإماراتيين، سواء الذي انطلق منذ العام 2001 مع "مسابقة أفلام من الإمارات"، أم من أتى بعدهم، لتتصدّر السينما الإماراتية واجهة المشهد في السينما الخليجية، بغزارة الإنتاج وتنوّع الموضوعات وتطوّر الأساليب الفنية.

وتأخذ الأفلام السعودية حصتها من اهتمام الناقد، خاصة تلك الأفلام التي حققتها مخرجات سعوديات أمثال عهد كامل وفيلمها "حرمة"، وهيفاء المنصور وفيلمها "وجدة، وريم البيات وفيلمها "ظلال"، وهناء عبدالله وفيلمها "بعيداً عن الكلام"، إضافة لأفلام مخرجين سعوديين أمثال بدر الحمود وفيلمه "سكراب"، وفيصل العتيبي وفيلمه "الزواج الكبير. وقبل أن يخصّص الباب الثاني من الكتاب لأفلام المخرج عبدالله المحيسن، لا ينسى الكاتب توجيه انتقادات لاذعة لأفلام سعودية تجارية، من طراز "كيف الحال"، و"صباح الليل"، "مناحي"، إلى درجة أنه يمحو عنها صفة "السينمائية"، ويصفها بأنها تنتحل صفة الأفلام.

موقع "24" في

15.03.2014

 
 

«يا لهوي» صوفينار خلف القضبان؟

أحمد جمال الدين/ القاهرة 

قضت الراقصة الأرمينية الشهيرة صوفينار (الشهيرة بصافيناز) ليلتها أول من أمس الخميس الماضي في «قسم شرطة النزهة»، بعدما ألقت قوة من شرطة السياحة القبض عليها خلال تأديتها وصلاتها في أحد الافراح في فندق معروف في ضاحية مصر الجديدة. أتت تلك الخطوة بعدما تقدّم مدير فندق «النبيلة» (تملكه شاهيناز النجار) المحامي رأفت عدلي، ببلاغ ضدّ الراقصة بأن هناك تعاقداً بينهما، وهو ما يجعل من المحظور على الراقصة العمل في مكان آخر، إلا بعد الحصول على موافقة من «النبيلة».

الراقصة التي أُخرجت من الفندق ببدلة الرقص ودخلت الحجز للمرة الأولى في حياتها، تنتظر قرار النيابة المصرية بعد التحقيق معها والإستماع إلى أقوالها في البلاغ المقدم ضدّها. وسرعان ما اشعلت ثورة ساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد القبض عليها وانتشار صور الجنود والضباط معها في قسم الشرطة، قبل إيداعها في الحجز. نجمة فيلم «القشاش» متهمة بمخالفة شروط التعاقد والاقامة بينها وبين فندق «النبيلة» الذي جاءت لترقص في مصر من خلاله عام 2009، وأبرمت تعاقداً معه إستمر 3 سنوات، لكن إدارة الفندق التي استغنت عنها قبل شهرتها بشكل وديّ، عادت لتخرج التعاقد الذي يضمن عملها معها لمدة 6 سنوات، مطالبة بأن تكون رقصاتها يومياً داخل الملهى الليلي الخاص بالفندق، وأن تحصل الإدارة على 30% من أجرها في أيّ وصلات رقص خارج الفندق.

صوفينار التي يصل قيمة شرطتها الجزائي في التعاقد إلى مليون ونصف دولار، أكّدت أن إدارة «النبيلة» قامت بخداعها خلال التوقيع على التعاقد، وأن الاتفاق الشفهي بينهما كان ينصّ على أن مدة التعاقد 3 سنوات فقط. وإعتبرت الراقصة أن محامي الفندق إستغل عدم معرفتها باللغة العربية ووضع شرط السنوات الست من دون علمها. ترفض صوفينار حتى الآن الإنصياع لشروط الفندق وترى أن شروط التعاقد مجحفة، وأنها وقعت ضحية لإدارة تحاول ابتزازها واستغلال شهرتها لتحقيق مكاسب مالية على حسابها. هذا الأمر جعلها تغيب عن الصالات والافراح، وتعتذر عن عروض التمثيل بسبب الخلاف القضائي حول التعاقد الذي جعلها تتوقف عن الرقص منذ مشاركتها في ثلاث حفلات ليلة رأس السنة.

الأخبار اللبنانية في

15.03.2014

 
 

«عيد الفن»..

احتفال خالٍ من الدسم

مؤمن المحمدي (القاهرة) 

كما أن الفن ذاته يمثل مرآة للمجتمع في كثير من الأحيان، كذلك فإنّ الاحتفال بـ«عيد الفن» بإشراف رئاسي، يعكس الكثير من الرؤى والتفاعلات التي تدور على أرض مصر الآن.

دعا إلى الاحتفال الرئيس المؤقت عدلي منصور، لكنّ الاهتمام به، كان نابعاً من حضور وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي، والذي طاله جانب من هتافات الفنان أحمد راتب، وهي هتافات أقرب إلى الاستغاثة منها إلى الاحتفال.

أحدث الاحتفال انقساماً بين من ذهب حدّ الاعتبار بأنّ مجرّد تنظيم حدث مماثل في دار الأوبرا المصريّة، يكفي النظام فخراً، خصوصاً بعد توقّفه حوالي ثلاثة عقود ويزيد، وبين من وضعوا علامات استفهام، وتعجب، وربما استنكار حول تفاصيل عدّة شهدها الحفل، أو وردت في كلمة الرئيس عدلي منصور. وفيما أثار تكريم بعض الفنانين حالة من النوستالجيا لدى كثيرين، لاسيما مع الإطلالة النادرة لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وعدد كبير من الفنانين الكلاسيكيين، رأى آخرون أنّ التكريم لم يأت بجديد. بحسب هؤلاء، فإنّ المكرّمين في احتفال «عيد الفنّ»، مكرّمون في كلّ العصور، وهناك من لم يشملهم أي تكريم أو احتفال مثل الفنان شادي عبد السلام، رغم أنه أخرج فيلماً استثنائياً هو «المومياء»، ناهيك عن دوره بشكل عام في تاريخ الفن. يضاف إلى ذلك، تكريم الفنانين للرئيس المؤقت، في إعادة لأسلوب مبارك الذي كان يستقبل التهاني في جميع المناسبات، حتى عند الفوز في مباريات الكرة.

وبعيداً عن التكريم والمكرّمين، تبقى هناك ملاحظات على وجاهة الاحتفاليّة. في البداية، تمّ استدعاء أغنيات عبد الناصر الوطنية باعتبارها «الفن»، فيما يعد امتداداً لحالة تمثل الفترة في خطابها وجوها العام، وهو ما لاقى استياء عند الكثيرين، باعتبار هذا استيلاء على تراث فترة مضت بحلوها ومرها. كما جاء حديث الرئيس المؤقت عدلي منصور عن الرقابة ليزيد من الطين بلّة، إذ أنّه حثّ الفنانين على أن يكوّنوا رقابة ذاتية على أنفسهم، مستخدماً خطاباً دينياً مباشراً، فيما يعد دعما غير مباشر للرقابة في وقت يخوض الفنّ معركة اليوم، مع رقابة المؤسسة الدينية، وتحديداً في قضيّة فيلم «نوح».

من ناحية أخرى، أبرز الاحتفال بشكل واضح كيف تفكر الدولة بالشباب، وذلك من خلال ما حدث مع المطرب محمد محسن، ونحن نتحدث هنا عن محسن بصفته لا بشخصه. كان يفترض أن يشترك الفنان الشاب في فعاليات الاحتفال، وتم إدراج اسمه بالفعل في البرنامج المطبوع، غير أنّه لم يتمكن من دخول قاعة الاحتفالات، لتبدأ عاصفة من التساؤل والاستهجان بين الشباب، خصوصاً على «فايسبوك» و«تويتر». لا يمكن الحديث بسهولة عن طرد أو منع أو قمع لمحسن، إذ أنّه أدلى بتصريحات مفادها أنه لا يمتلك دليلاً على ذلك، خصوصاً أنّه عضو معين في لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة. كما أنّه شارك في أكثر من مهرجان ممثلاً لمصر، آخرها حفلة في بيروت مع الفنان مارسيل خليفة بحضور السفير المصري في لبنان، كما شارك في حفلة في إيطاليا بدعوة من الأكاديمية المصرية بروما وهي جهة رسمية. من ناحية أخرى بدا هاني مهني، القائم على تنظيم الحفل، مندهشاً من عدم قدرة محسن على الدخول، وحوّل الأمر إلى التحقيق.

ما نذهب إليه هو أن الأمر أعمق وأخطر من قضيّة محسن، فالقصة هنا تتعلق بالنظرة إلى الشباب، الذين لم يكونوا ممثلين في الحفل بالكلية. والمسؤولون عن الأمن بالأوبرا شأنهم شأن قطاعات عديدة في الدولة، لديهم حساسية من الشباب، ويتصرفون بمنطق المثل الشعبي «الباب اللي ييجي لك منه الريح، سدُّه واستريح».

هذه الحساسية ليست نتاج تفكير خاص أو شخصي، وإنما هو توجه عام، مقصوداً كان أم غير مقصود، فالمحصلة في النهاية أن محسن لم يغنِّ «قوم يا مصري» كما كان مقرراً. وبالتالي غاب صوت الشباب عن الاحتفال بالفنون.

لم تستغل الرئاسة الحدث لحسم أي ملفات مؤجلة كمنح الجنسية المصرية للمخرج محمد خان مثلاً، ولا قدمت أية حلول لأزمة السينما، أو قرارات تتعلق بالقرصنة التي أدت بصناعة الأغنية إلى الانهيار.. باختصار كان «عيد الفنّ» خالياً من الدسم والشباب والقرارات الفعالة. احتفال في المضمون، يثير الشجون والنوستالجيا، لكنّه لا يقدم للواقع شيئاً، ودمتم.

السفير اللبنانية في

15.03.2014

 
 

الواقعية التسجيلية في السينما الروائية العربية

عمان - الرأي 

صدر حديثا للناقد السينمائى المصرى صلاح هاشم كتابه الجديد المعنون «الواقعية التسجيلية فى السينما الروائية العربية»، والذي يكشف فيه عن باقة متنوعة من اشتغالات السينما الجديدة هي حصيلة مشاهداته بين المهرجانات السينمائية العربية والدولية.

يركز الكتاب على مفاهيم وتيارات واساليب السينما الواقعية الجديدة التي تناقش هموم وتطلعات ومصائر افراد وجماعات في اكثر من بيئة انسانية، وهي افلام مزنرة بمفردات وعناصر التعابير السينمائية والدرامية البليغة.

اتبع هاشم في موضوعات الكتاب منهجية الرصد المتين لتحولات الواقع فى الفيلم العربي الروائي، التي تسلك دروب السينما التسجيلية، في تفاعلاتها مع تحديات واشكاليات الواقع وأسئلته المشرعة على دواخل الذات واشواق الجماعات في حراكها اليومي بفضاءات الامكنة الرحبة، متوقفا على الخطوط الفاصلة بين السينما الروائية والتسجيلية.

أختار هاشم الافلام التي حظيت باعجاب ذائقته وتقييماته النقدية وهي ما تندرج ضمن تيار السينما المستقلة كما تؤشر عليها افلام: «عين شمس» لابراهيم البطوط، وتجربة المخرج محمد خان في «كليفتى»، مثلما يتعرض الى تلك السينما التي ينشدها محترفون مثل قامة المخرج الراحل يوسف شاهين.

أكثر من عينة سينمائية يتوقف فيها المؤلف على غرار: «بابا عزيز» للتونسي الناصر خمير، «خلطة فوزية» لمجدي احمد علي، «عمارة يعقوبيان» للمصري مروان حامد، «تحت القصف» للبناني فيليب عرقتنجي،»وجدة» للسعودية هيفاء المنصور، الى ان يصل الى تجارب المخرج الفلسطيني ايليا سليمان، وفي جميعها يقدم الكتاب معااينات فكرية وفنية دقيقة عن الفواصل بين الحقيقة بسائر ابعادها ومفاهيمها الجمالية، يجري فيها توظيف عناصر اللغة السينمائية كأداة للتفكير والتأمل فى تناقضات الواقع الانساني.

ينطوي الكتاب على رؤى وافكار عميقة تختزنها ذائقة ناقد عرف عنه الشغف بالسينما ويبسطها امام القاريء بتلك العبارات الشاعرية التي تتنقل بسلاسة بين السطور والمفعمة بتلك القصص والحكايات الاتية من حراك اكثر من بيئة انسانية.

الكتاب يفيد عشاق السينما والمهتمين بقراءة ودراسة نظريات وتجارب في السينما العربية المختلفة عن النماذج السائدة في افلام الصالات، وهو الامر الذي يمنح الكتاب التوهج والألق من بين منارات ادبيات السينما العربية، مثلما يفيد صناع الافلام الشباب والمهتمين في الاطلاع على تجارب نضرة في حقل الابداع السينمائي.

الرأي الأردنية في

15.03.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)