كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

رواية تكمل ما لم ينته.. وفيلم على الأبواب

عودة فيليب مارلو أفضل التحريين الخاصين

هوليوود: محمد رُضا

 

«أعرف شيئا واحدا: حالما يقول لك أحد إنك لست بحاجة إلى مسدس، فمن الأفضل أن تأخذ واحدا يعمل».

«الشوارع كانت مظلمة بما هو أكثر من سواد الليل».

«على بعد 30 قدما بدت ذات شأن أرستقراطي. على بعد عشرة أقدام بدأت ذات شأن من أراد أن يبدو من على بعد 30 قدما».

صاحب هذه العبارات الحاملة طرافة وعمقا في الوصف معا، هو الكاتب البوليسي رايموند تشاندلر الذي وُلد سنة 1888، وامتهن كتابة الروايات البوليسية سنة 1932، وتوفي سنة 1959 عندما وجد نفسه عاطلا عن العمل نسبة لتفشّي البطالة خلال سنوات اليأس الاقتصادي. كان وُلد أميركيا (في ولاية نبراسكا)، لكنه عاد مع والدته ذات الأصول الإنجليزية إلى بريطانيا حيث درس ونشأ. عندما أصبح شابّا، عاد مجددا إلى أميركا ولحقت به والدته وعمل محاسبا حتى تفشّت البطالة، وكانت الكتابة سبيله الوحيدة للعيش.

مثل سام سبايد وآرثر كونان دويل قبلهما، أسس تشاندلر لتحريه الخاص فيليب مارلو سنة 1938، وما لبثت هذه الشخصية أن أصبح لها دم ولحم وشهرة في أوساط الأدب البوليسي، ولاحقا جرى نقلها إلى كثير من الأفلام، وهو ما يحيلنا إلى حدثين مهمّين في هذا المجال؛ الأول صدور رواية جديدة من بطولة ذلك التحري الخاص، تحت عنوان «الشقراء ذات العين السوداء»، انتهى من كتابتها مؤلف اسمه بنجامين بلاك، وهو الاسم المستعار للكاتب الآيرلندي جون بانفيل. بما أن الكاتب الحقيقي لشخصية التحري مارلو مات قبل 55 سنة، فإن الغاية هي أبعد من العودة إلى شخصية بوليسية ساخرة وخلابة، فهي منوط بها من ناحية بإحياء تراث كلاسيكي من الكتابة من ناحية وتعزيز أسم جون بانفيل (الحائز على جائزة بوكر عن رواية «بحر» سنة 2005) من ناحية أخرى ولو أن وقّع الرواية باسمه المستعار ذاك.

الحدث الثاني، أن هوليوود بدأت تحاول استكشاف احتمال شراء حقوق الرواية الجديدة مستغلة الرواج الأدبي الذي تشهده. خلال حفلة أقامتها جمعية «رايترز بلوك» كان من بين الحاضرين ممثل عن شركة «وورنر» الذي شوهد يتحدث مع بانفيل على انفراد. «يونيفرسال» من ناحيتها تقرأ الرواية بعدما عبّر الممثل والمخرج جيمس فرانكو عن في رغبته تولي البطولة إذا ما قررت الشركة المضي في شراء الحقوق. إلى ذلك، كان كفن كوستنر عبّر في مقابلة خاصة قبل بضع سنوات عن أنه سيسارع لقبول لعب دور التحري مارلو إذا ما عُرض عليه.

هذا إلى جانب أن ثلاثة منتجين هم مارك أبرام، فيل سلايمر وإريك نيومان يقفون وراء تحويل إحدى رواياته، وعنوانها «المتاعب هي مهنتي» إلى فيلم جديد ينضم إلى نحو 20 عملا

* شاندلر في هوليوود إذا ما جرى ذلك، سنشهد عودة هوليوودية إلى حين كانت كتابات تشاندلر رائجة في استوديوهاتها، علما بأن آخر ظهور جيّد لأي من رواياته كانت في إطار فيلم «وداعا يا حبي» (نسخة دك رتشاردس سنة 1975) التي لعب بطولتها روبرت ميتشوم مجسّدا تلك الشخصية حتى الذروة. فقد كان التحق بهوليوود في مطلع الأربعينات حين قامت شركة «RKO» (مالكها المليونير هوارد هيوز) سنة 1942 بإسناد مهمة تحويل شخصية بطله مارلو إلى سيناريو منفصل عن أي من أعماله في فيلم حمل عنوان «الصقر يسيطر» (The Falcon Takes Over). جورج ساندرز قام بدور البطولة تحت إدارة متعثرة لإرفنغ رايس، ومرّ الفيلم عابرا على الشاشات من دون كثير نجاح.

في العام نفسه طلبت شركة «فوكس» من تشاندلر بيعها واحد من رواياته المبكرة عنوانها «النافذة العالية» التي أسندت إلى سينمائي آخر غير معروف (هو هربرت ليدس) وقامت بإسناد البطولة إلى ممثل لم يبرح مكانه صوب الشهرة، اسمه لويد نولان.

المثير في هذا الشأن أنها استعارت من تشاندلر روايته تلك، لكنها غيّرت بطلها إلى شخصية بوليسية أخرى كان ابتدعها مؤلف آخر هو برت هاليداي، وهي شخصية تحري اسمه مايكل شاين.

صرف تشاندلر في العام التالي، 1943، يكتب رواياته ويعاين وضعه في هوليوود الذي لم يبدأ كما أراد له أن يبدأ، لكن موعده مع الشهرة والمكانة معا لم يكن بعيدا. في مطلع عام 1944 بدأ العمل على واحد من أفضل أفلام الفترة البوليسية، وهو «تأمين مزدوج». تشاندلر كتب السيناريو عن رواية عملاق كتابة آخر في النوع نفسه اسمه جيمس م. كاين، ومع مخرج الفيلم بيلي وايلدر، وصاغ عباراته الأدبية التي نسمعها كتعليق أو كحوار. حكاية موظّف شركة تأمين اسمه وولتر (فرد ماكموري) تغويه زوجة رجل ثري، فيبيع الزوج بوليصة مزدوجة القيمة ويخطط مع الزوجة (باربرا ستانويك) لقتله. حين ينجزا الجريمة تخونه وتتركه جريحا يجر نفسه إلى مكتبه ليسجل اعترافه.

في العام نفسه، وقّع تشاندلر باسمه على فيلمين؛ الأول اكتفى بكتابة السيناريو له، هو «والآن غدا» عن رواية لراتشل فيلد ومن بطولة ألان لاد ولوريتا يونغ، والثاني باع فيه حقوق روايته «وداعا يا حبي» Farewell, My Lovely إلى هوليوود، حيث قام السيناريست جون باكستون بكتابة النص السينمائي للمخرج إدوارد ديمتريك. دك باول لعب شخصية التحري الخاص فيليب مارلو، ومنحها وجهين محببين لها؛ السخرية التي اشتهرت به الشخصية، والوجوم الذي أضافه الممثل عليها.

بعد كتابته لسيناريو لفيلم بعنوان «غير المرئي» (إخراج لويس ألن سنة 1945) كتب سيناريو فيلم آخر قام ألان لاد ببطولته عنوانه «داليا زرقاء» عن مجموعة رجال عادوا من الحرب ليكتشف أحدهم (لاد) بأن زوجته (فيرونيكا لايك) لم تعد ترغب به. تموت مقتولة وتدور الشبهة حوله، لكنها تستقر على أحد رفاقه (ويليام بندكس) في النهاية.

هذا كله قبل أن يطل فيليب مارلو من جديد في فيلم من إخراج هوارد هوكس وبطولة همفري بوغارت في دور التحري الشهير عنوانه «النوم الكبير» («وورنر» - 1946). تشاندلر لم يكتب سيناريو هذا الفيلم عن روايته بل كتبه الروائي ويليام فوكنر.

فيلم رائع على الرغم من أن بعض مراحله تبقى غامضة، وفي بعض المذكرات أن المخرج وبطله تحيرا بشأن مشهد مكتوب فاتصلا بمارلو وسألاه عن هذا المشهد، فكان رد مارلو: «خذوه كما هو أو احذفوه.. أنا أيضا لم أفهمه».

بعد ذلك، قام الممثل روبرت مونتغمري بإخراج نفسه في «سيدة في البحيرة» عن رواية من أعمال شاندلر سنة 1947 ثم انقطعت هوليوود عن ترجمة أعماله إلى أفلام، وانقطع هو الكتابة لها حتى سنة 1951، حين تواصل مع المخرج الرائع ألفرد هيتشكوك لكتابة «غريبان في قطار» عن رواية باتريشا هايسميث البوليسية.

كان هذا الفيلم آخر فعل قام به تشاندلر سينمائيا. لكن هوليوود، بعد وفاة الكاتب معدما ومريضا سنة 1959، عادت إلى أعماله تلفزيونيا وسينمائيا أكثر من مرة. وفي كل مرة، هناك احتفاء بالنص الخاص وبالشخصية الباحثة عن مجرم هارب لم يستطع القانون إثبات التهمة عليه. وها هو بطله الساخر والصادق مع نفسه فيليب مارلو يلاحقه. تشاندلر نفسه هو الذي قال ذات مرة: «القانون ليس العدالة. إنه آلية غير محكمة، والآلية هي كل شيء أراده القانون لنفسه».

* مارلو على كبر

* بعد أن قام إليوت غولد بتمثيل شخصية التحري المذكور في فيلم روبرت ألتمن «الوداع الطويل»، تصدّى روبرت ميتشوم، وكان بلغ سن التقاعد فعليا، لبطولة فيلمين من أعمال تشاندلر، هما «وداعا يا حبي» و«النوم الكبير». أولهما أفضلهما وأخرجه دك رتشاردس. في مطلعه العبارة التالية منقولة عن الكتاب: «أنا متعب، لا أعلم لماذا. ربما من القضايا الخاسرة التي ألاحقها، ربما بسبب هذا المطر وربما لأنني - ببساطة - أصبحت كبيرا في العمر ومتعبا».

شاشة الناقد

على شفير الموت.. ربما

الفيلم: 3Days to Kill 

إخراج: ماكجي تقييم الناقد:(*3)(من خمسة)

المنتج الفرنسي لوك بيسون، الذي بدأ مخرجا ثم تحوّل، يقدم عملا آخر من تلك التي ينجزها على النسق الهوليوودي الكامل. الفيلم هو «ثلاثة أيام للقتل»، المعروض حاليا تحت قيادة المخرج McQ، كما يكتب اسمه، ومن بطولة كفن كوستنر.

هذا هو الفيلم الأول الذي يقود كوستنر بطولته منذ حين بعيد. وهو ممثل جيّد على الدوام، لا أعتقد أنه نال الحظ الكافي من التقدير حتى حين كان نجما. في هذا الفيلم يؤدي شخصية رجل اسمه إيثان. عميل للمخابرات الأميركية، ومجال اختصاصه القتل. لكنه يكتشف في زيارة للطبيب أنه مصاب بالسرطان: «ستعيش ثلاثة أشهر.. ستة بالكثير». حسنا، بما أن هذا الاكتشاف ورد في بداية الفيلم فإن ذلك يعني أنه سيعيش على الشاشة لساعة وربع أخرى يقوم خلالها بما كان يقوم به قبل أن يكتشف المرض، خصوصا أن عميلة المخابرات فيفي (آمبر هيد) لديها مهمة خاصة له ينهي بها نشاطاته. مهمته الآن قتل «الذئب» (رتشارد سامل) الذي يبيع السلاح للإرهابيين في كل مكان. لكن إيثان (كوستنر) كانت له أجندة مختلفة، كان يرغب فيما تبقى له من عمر أن يتواصل وزوجته كريستين (كوني نيلسن) وابنته زووي (هايلي ستاينفلد) بعدما أهملهما بسبب عمله. الآن هو مضطر للعمل مع فيفي، لأنها تملك مصلا شافيا من السرطان.

هل قلت إن بيسون كاتب جيد؟ لا، قلت إنه أفضل كتابة مما ماكجيو إخراجا، بمعنى أن يعرف كيف يضع الأفكار، وإن كانت غير طازجة، في مواضع صحيحة قد تثير الاهتمام. إلى ذلك، يضيف بعدا جديدا: على إيثان أن يبني الثقة المفقودة بينه وبين ابنته المتمنّعة في ثلاثة أيام (هي أيضا المدة الممنوحة لإتمام العملية الخطرة). الجانب الإنساني لهذه الشخصية معبر عنه جيدا من قِبل كوستنر الذي (مثل ليام نيسون) كبر سنّا (هو 59، ونيسون 61) لكنه لا يزال قابلا للتصديق في مشاهد الأكشن.

فيفي ماهرة بدورها. مدربة جيدا وتمارس فنون القتال الشرقية، وتعرف كيف تقتل وكيف تقود السيارة من دون الالتزام بقوانين القيادة ولا حتى بالنظر أمامها، إذا ما كانت تتحدّث إلى من بجانبها. ماهرة وقوية بحيث لا تدري لماذا عليها أن تطلب مساعدة رجل يموت. لكن لا بأس، والكثير مما يمر في هذا الفيلم هزلي بقدر ما هو إثاري، وهو ينجح في الهزل والإثارة بحدود.

يستعير الفيلم بعض قديم كوستنر. في فيلم «غير المساوين» The Untouchables، هناك ذلك الفاصل من المطاردة التي يقوم بها كوستنر، والتي يعيدها، بركاكة طبعا، هذا الفيلم. ويتحول كوستنر في مشهد إلى منقذ لابنته من براثن مجموعة من الشبان على النحو ذاته الذي أنقذ فيه وتني هيوستون في «الحارس».

باقي المشاهد ليست بذات القيمة، خصوصا أن الفيلم يعيد بعض المفارقات مثل واحد منّا يعيد بعض الكلمات، ومنها انهيار إيثان على الأرض بفعل مرضه كلما جابه مجرما. غريب أنه استطاع الإكمال إلى النهاية.

10-TOP

بومباي يتدحرج

* إذ رمى «300: صعود إمبراطورية» بشباكه على 3470 شاشة أميركية وكندية، حصد ما هدف إليه وسجل أكثر من 45 مليون دولار في أيام افتتاحه الثلاثة الأولى. مع نهاية الأسبوع كان تجاوز الـ50 مليونا من دون أن يصل فعليا إلى مستوى ما أنجزه الجزء الأول قبل سبع سنوات في الفترة ذاتها، إذ حقق 79 مليونا في افتتاحه واخترق سقف المائة مليون في اليوم السابع.

* عالميا، وعلى أفق نحو ثلاثين دولة، أنجز الفيلم 88 مليون دولار إضافية في حين لا يزال «ذا هوبيت 2» يقود مقتربا (وليس محققا) مليار دولار من جملة عروضه.

* هل الأوسكار مرتبط بالسوق التجارية، فيجري منحه للفيلم الناجح؟ لا، وإلا لذهبت الجائزة إلى «جاذبية»، لكن هذا لا يمنع أنه يصب بعض الماء على وجه الفيلم الفائز به، وهذا ما حدث هذا العام. «12 سنة عبدا» يعاود دخول اللائحتين الأميركية والعالمية ليسجل في الأولى نحو تسعة ملايين دولار، وفي الثانية مليوني دولار. الحصيلة الكاملة 159 مليونا حتى الآن.

* الأفلام 1 (*3)(-) 300: Rise of an Empire: $45,038,460 2 (*2)(-) Mr. Peadbody & Sherman:$32,207,057 3 (*3)(1) Non - Stop: $15,829,604 4 (*4)(3) The Lego Movie: $10,911,385 5 (*2)(2) Son of God: $10,379,333 6 (*2)(5) The Monument Men: $3,074,547 7 (*2)(4) 3 Days to Kill: $3,009,810 8 (*3)(8) Frozen: $2,954,554 9 (*4)(18) 12 Years a Slave: $2,110,812 10 (*2)(10) Ride Along: $2,018,697

سنوات السينما: 1941

بوغارت في فيلمين

حين سنحت الفرصة أمام جون هيوستون للانتقال من كاتب إلى مخرج اختار رواية داشل هاميت «الصقر المالطي». التحري سام سبيد (همفري بوغارت) يسعى لمعرفة من قتل شريكه ليكتشف أن الجريمة تخفي وراءها قضيّة تمثال لصقر يلهث وراءه أكثر من فريق. معه في البطولة ماري أستور، واحدة من نجمات تلك الفترة.

في العام نفسه، ظهر الممثل همفري بوغارت في فيلم ثانٍ هذه المرّة، من إخراج المخضرم راوول وولش بعنوان «هاي سييرا»، لكن عوض أن يؤدي دور التحري الخاص، هو المجرم الهارب من العدالة الذي يخطط لسرقة تخرج عن طور النجاح. جون هيوستون هو الذي كتب سيناريو هذا الفيلم. أما وولش فحقق في العام ذاته فيلمين آخرين، هما الكوميدي «شقراء الفريز»، والحربي «ماتوا مرتدين أحذيتهم».

وبينما كل هذا، وسواه يحدث في هوليوود، كانت اليابان تطلق فيلما كلاسيكيا مهمّا..

المشهد

أجندة خاصة

في عالم مليء بالتيارات والغايات والأجندات الخاصّة؛ أين يمكن للفن أن يتوجه إذا ما أراد أن يحافظ على نقاوته؟ حسب قطاع كبير من الأميركيين.. ليس إلى استوديوهات «ديزني». المواقع والصحف الأميركية، بدءا من «ذا لوس أنجليس تايمز» وصولا إلى إذاعة «جانيراشن راديو» وما بينهما هناك حديث اليوم عن كيف توجّه «ديزني» جمهور الصغار الوافدين لمشاهدة فيلمها الأخير «مجمّد» Frozen لقبول المثلية (الشذوذ الجنسي).

في الحقيقة ربما بدأ هذا الحديث في تلك المحطة الإذاعية وفي برنامج يشرف على كَفن سوانسون الذي استقبل معلّقا باسم ستيف فون، وكلاهما هاجم الفيلم منتقدا ترويجه للمثلية. وهو أمر ممكن، كون الفيلم يصور لنا أن الاختلاف جيّد في هذه الناحية من السلوك. ليس أن هناك شخصية لواطية واضحة، لكن هناك تحية يرميها رجل في الفيلم الكرتوني على آخر قائلا له «مرحبا يا أهلي» Welcome, family ما يشي بنية ترويج الزواج المثلي الذي وافقت عليه حتى الآن بضع ولايات أميركية.

كذلك، فإن شخصية إلسا، إحدى بطلتي الفيلم، وهي التي تتولى الحكم، وُلدت مختلفة عن شقيقتها، ولا توحي بأن لديها أي اهتمام فعلي بالرجال. بالنسبة لهذا الناقد بدت شخصيتها متوترة وحائرة؛ فهي بالتأكيد تغضب حين تخبرها شقيقتها بأمر ذلك الشاب الذي يطلب يدها. لكن المعلقين ذكرا جانبا آخر، أو فسّرا غضبها على نحو مختلف.

قد يكون ذلك صحيحا وقد لا يكون، لكن الاحتفاء بالمختلف بيننا أمر تمارسه «ديزني» منذ سنوات. هل تذكرون الخطاب الذي ألقته السمكة في فيلم «البحث عن نيمو» حول حقّها في أن تكون مختلفة وواجب الآخرين في قبولها؟

صحيح أن المعلّقين ينتميان إلى محطة يمينية متطرّفة، لكنهما لا يبتعدان مطلقا عن وضع ممارس بالفعل تُستخدم فيه السينما لتمرير رسائل ملغومة. صحيح أيضا أن هوليوود كانت دائما أشبه بموقع بث. في الثلاثينات جرى إطلاق أفلام عُدّت مؤيدة للنازية، وخلال مطلع الحرب العالمية الثانية أنتجت أفلاما صوّرت الاتحاد السوفياتي على نحو إيجابي. حين دخلت أميركا الحرب أنتجت هوليوود أفلاما ضد النازية، وعندما انتهت، أنتجت أفلاما ضد الاتحاد السوفياتي واستمرت بإنتاج أفلام مع الصين ضد اليابان. ولك أن تكمل المواقف السياسية بعد ذلك. لكن استخدام السينما على هذا النحو كان مجديا وعلى مستوى سياسي، أما ما يدور اليوم فهو غزوة اجتماعية موجّهة صوب الأولاد لتعويدهم قبول «عالم جديد».

ماذا بعد أن يجري توسيع الرقعة وتأسيس جيل صاعد لا يمانع المثلية كسلوك يمارس في الأماكن العامّة، وهو الذي بدأ متابعته عبر أغاني بعض نجوم الـ«بوب ميوزك»؟ هل سيجري في عشرينات هذا القرن التأسيس لترويج الجنس داخل أفراد العائلة الواحدة؟ أشاهد أفلام اليوم لأمارس عملي، لكن في أي وقت من السنة فإن تفضيلي لأيام كانت السينما متعة وترفيها وفنا، حتى وإن داخلته رسالة سياسية ضد رسالة سياسية أخرى عوض ما نشاهده اليوم من ابتذالٍ كثيرون منا لا يدركون خطره، وآخرون يجدون أنه من الأفضل عدم معارضته، وعدم معارضته هو قبول به قطعا.

الشرق الأوسط في

14.03.2014

 
 

من بطولة جيمس غوردن وإخراج دايفيد فرانكل

«فرصة واحدة»... هو ما نريده في الحياة؟

عبدالستار ناجي 

قصة حقيقية، عن أهمية الفرصة، فما كان يحتاجه بطلنا هو فرصة واحدة... ولا غير... ليؤكد عشقه... وموهبته... واقتداره...وهذا ما نحتاجه، حقيقة، فرصة واحدة، ولا غير، عندها نؤكد اقتدارنا وحضورنا وبصمتنا في ذاكرة الزمن... والآخر...وحينما تأتي الفرصة، يفترض ان تكون بمستوى عال من الجهوزية، والموهبة... والاقتدار، لتقديم كل ما نمتلك من احتراف... وتفرد.

فيلم «فرصة واحدة» يظل يعزف على أوتار الاحاسيس الفياضة، حيث التفاعل بلا حدود... والدمع ايضا بلا حدود.

ورغم اننا نعرف حكاية بطل القصة، الا اننا نسير معه منذ بدايته... وطفولته... وحلمه الكبير الذي يظل يحمله بين ضلوعه، بان يصبح مطرب أوبرا... عبر مسيرة مليئة بالمصاعب والاخفاقات والتعب الأسري... والحياتي.

ولكنه يظل يبحث عن الفرصة... بانتظار الفرصة الحقيقية التي تصنع التاريخ... وتفجر طاقاته... وقدراته... ليقول: انا هنا!

تجربة هذا الفيلم تذكرنا بالمطربة سوزان بويل، التي شقت الصفوف لتعلن عن موهبتها، وهكذا نحن في حكاية «بول بوتس» الذي عاش ظروفا صعبة لبلوغ ما يريد...

حكاية صبي يحلم بالأوبرا... ولكن رفاقه لا يطيقون صوته، لانهم لا يعرفون الاوبرا... وأسلوب غنائها.

حتى والده يذهب الى ذات النهج، بينما تظل والدته هي من يراهن عليه، وعلى موهبته وأحاسيسه... حتى يلتقي بمحبوبته، التي تدفعه لمزيد من التحدي... والاصرار لتحقيق حلمه... الذي يواجه الكثير من العثرات حتى يشارك ذات يوم في برنامج المواهب «برتش غدت تالنت».

الممثل جيمس كوران يجسد شخصية «بول» الذي نشأ في بورت تاليوت وبريستول مع والده «كولم مواني» ووالدته «جوليا والترز» فوالده عامل المعادن «سائق الحافلة».

بعد دراسته، يضطر للعمل في محل لبيع الهواتف تحت ادارة بار دون «السكران» «ماكنزي كروك» الذي يقدم له النصائح... ويضيف أجواء الكوميديا على مشهديات الفيلم.

في الفيلم كثير من الاشتغال على الاحاسيس والعلاقات الانسانية، بالذات بين «بول» وصديقته التي تشكل دافعا... ومحفزا للنجاح وتحقيق الحلم. خلال مشواره، لا يترك «بول» وسيلة لتحقيق حلمه، حيث يذهب الى فنيسيا «البندقية» لدراسة الاوبرا... ولكنه لا يجد الفرصة الحقيقية، وفي الفيلم اشارات الى لقاء بول مع الراحل بافاروتي.

لا شيء يريده هذا الشاب، سوى فرصة واحدة، توصله الى ان يغني... لا يريد اي شيء، سوى ان يصدح بصوته... يغني... يطلق العنان لأحاسيسه... كي ينساب صوته بعذوبة ورقة وقوة...

يذهب الى كل مكان... من أجل معشوقة هي الغناء الأوبرالي....

وحينما تغلق الأبواب امامه... يرى في دعوة «برتش غوت تالنت» فرصة حقيقية، فلماذا لا يبادر... ويواجه لجنة التحكيم... فهو لا يريد سوى فرصة واحدة...

وحينما تأتي الفرصة... تكون النقلة... والنجاح المجلجل... والنصر المجلجل. شخصيا وأنا أشاهد فيلم «فرصة واحدة» تذكرت المئات من الأسماء التي كانت تبحث عن الفرصة الحقيقية، والتي وجدتها وراحت تحلق بعيدا عن السرب... في فضاءات النجومية في الاداب والفن... رحلة ثرية بالاحاسيس، كتبها جاستين زخام الذي كتب أفلاما في غاية الاهمية ومنها «ذا بوكت بست» و«ذا بيج ويدينج».

وتصدى للاخراخ دايفيد فرانكل الذي قدم فيلم «الشيطان يرتدي برادا» و«ذا بيج اير» و«أماني الربيع».

للدور المحوري، يطل علينا الممثل جيمس غوردن الذي يمثل طاقة سينمائية جبارة، عبر ملامحه المشبعة بالبساطة.

الفيلم صور بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهو يحصد على مدى الأشهر الماضية كثيرا من الكتابات النقدية الايجابية.

فرصة واحدة، ما كان يريده «بول بوتس» ليصبح نجم ذلك الموسم وكل موسم في برنامج «برتش غوت تالنت» وليصبح احد أهم الاصوات في العالم التي تقدم الغناء الاوبرالي اليوم في العالم...

وعلينا ان نتذكر، بأننا طيلة الفيلم ونحن نعرف النتيجة، نظل مدهوشين لسذاجة الحلم.... الذي يلوح في ملامح «بول» والذي يظل انسانا كبيرا لحلمه... وأحاسيسه... وعواطفه... وايضا بصوت واسلوب ادائه الاخاذ...

وهي دعوة للاستماع... والاستمتاع... وايضا البحث عن الفرصة الواحدة... الحقيقية... والتي يجب ان نكون بمستواها.

النهار الكويتية في

14.03.2014

 
 

يكرم محمود عبد العزيز وداني جلوفر

«جمهورية الأطفال» يفتتح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الثالث

محمد قناوى 

تستعد مدينة الشمس التاريخية لاستقبال الدورة الثالثة لمهرجان الاقصر للسينما الافريقية الذي تنطلق فعالياته الثلاثاء القادم وتستمر حتي  ٢٤ مارس الحالي بمشاركة ٤١ دولة إفريقية تشارك بـ ١٤٩ فيلما تنوعت ما بين افلام روائية  وتسجيلية طويلة وقصيرة ورسوم متحركة وتحريك وذلك في اقسام وبرامج المهرجان المختلفة  وتنظم مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية مؤسسة شباب الفنانين المستقلين، بدعم من وزارات الثقافة والسياحة والشباب والخارجية، بالتعاون مع محافظة الأقصر ونقابة المهن السينمائية وبرعاية البنك الأهلي المصري.

يقول السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان: اكتملت الاستعدادات لانطلاق الدورة الثالثة من عمر المهرجان والتي تمثل تحديا كبيرا لنا بسبب اطلاقه في ظل الظروف التي تمر بها مصر ولكن منذ بداية الاعداد لهذه الدورة والذي بدأ قبل عدة شهور كان لدينا اصرار علي النجاح لأننا نؤمن بأن الفن والثقافة لا يجب أن يتوقفا مهما كانت الظروف ويجب ان تستمر المهرجانات في لعب دورها الحقيقي في التقارب بين الشعوب.

ويكشف رئيس المهرجان ملامح حفل الافتتاح الذي يقام الثلاثاء القادم فيقول: الحفل سيكون مختلفا شكلا ومضمونا ويبتعد عن الشكل التقليدي لافتتاح المهرجانات السينمائية وسيكون بلغة السينما فالمشهد لحفل الافتتاح عبارة عن  خارجي/ نهاري/ ليلي.. فالمكان معبد الاقصر وسط الملوك والملكات والزمان الرابعة عصرا.. يبدأ بخروج ضيوف المهرجان الافارقة والذين وصل عددهم الي ١٥٠ ضيفا من مخرجي وكتاب وفناني القارة السمراء  بالاضافة الي عدد كبير من نجوم السينما المصرية في مقدمتهم يسرا وليلي علوي وإلهام شاهين ومحمود عبد العزيز  حيث تقلهم دهبيات تسير علي النيل العظيم مع موسيقات شعبية مصرية لتنطلق في اتجاه معبد الاقصر ليستقبل الضيوف امام المعبد ٤١ بالونة هيلوم وضع علي  كل بالونة علم احدي الدول الافريقية المشاركة وشعار المهرجان، لتجري اللقاءات الصحفية والتليفزيونية امام المعبد بعدها تبدأ مراسم حفل الافتتاح بالداخل والتي تبدأ بعرض لفرق بالية النيل التابعة لباليه القاهرة وموسيقي عمر خيرت واخراج الراحل عبد المنعم كامل، بعدها يصعد اعضاء لجان التحكيم لمسابقات المهرجان ويتولي رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة المخرج سليمان سيسيه من مالي وتضم في عضويتها الممثلة والمخرجة ناكي سي سافانا من كوت ديفوار، والمخرج رضا الباهي من تونس، ومن مصر الفنانة إلهام شاهين ومدير التصوير سمير فرج ؛ أما لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية الطويلة فتضم الناقد السينمائي التونسي فتحي الخراط رئيسا وعضوية المخرج المغربي داوود أولاد السيد والمنتج بيدرو بيمنتا من موزمبيق والناقدة ماهين بونيتي من سيراليون والناقد والكاتب بيتر ماشن من جنوب افريقيا، أما مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة فيتولي رئاستها الناقد بالوفو باكوبا من الكونغو وتضم في عضويتها كلا من المخرج محرز القروي من تونس والناقد كيث شيري من نيجيريا، ومن مصر السيناريست عطية الدرديري والمخرج أمير رمسيس، وتضم تحكيم مسابقة أفلام الحريات التي تحمل اسم الشهيد الحسيني أبوضيف، المخرج عمر عبد العزيز ومدير التصوير سامح سليم والفنانة جيهان فاضل والفنانة سلوي محمد علي والناقد احمد فايق.

وقال فؤاد: بعد ذلك تأتي لحظة التكريم حيث يكرم المهرجان هذا العام النجم المصري محمود عبد العزيز والمخرج الغيني فلورا جوميز والنجم العالمي داني جلوفر ويختتم مراسم حفل الافتتاح فيلم «جمهورية الأطفال» وانتاج غينيا بيساو والبرتغال وفرنسا وبليجيكا وألمانيا وإخراج فلورا جوميز وتمثيل داني جلوفر وهيدفجز ومامودو وميلاني دي فاليز، وجويسي سيمبين، وبرونو ماورو وتدور احداثه في بقعة إفريقية صغيرة يصعب رؤيتها علي الخريطة، يحكم الرجال نظام سياسي واقتصادي قائم علي الرشوة والنهب والتحكم في الناس المعدمين. وفي يوم من الأيام، يقرر السكان الهرب من بلادهم خائفين من الحروب والكوارث التي تسببوا فيها، تاركين الأطفال وراءهم. يتحمل الصغار مسئولية البلاد من خلال إنشاء «جمهورية الأطفال»، وبعد انتهاء عرض الفيلم يتم دعوة ضيوف المهرجان لحفل عشاء علي نيل الاقصر.

وأضاف رئيس المهرجان: يصدر المهرجان اربعة كتب هامة بهدف تكوين مكتبة للسينما الافريقية حيث يتم إصدار أول كتاب عن السينما المصرية باللغة الفرنسية للناقد علي ابو شادي وهو بعنوان «وقائع السينما المصرية» والذي سيتم توزيعه علي ضيوف المهرجان باللغتين الفرنسية والعربية ؛ كما يصدر المهرجان اول كتاب عن سينما حوض النيل للباحث السينمائي فاروق عبد الخالق ويصدر المهرجان الجزء الثاني من كتاب «السينما الافريقية في الالفية الثالثة» لاولفيه بارليه اما الكتاب الرابع فهو نتاج ورشة هايلي جريما.

وقال: يقام علي هامش المهرجان ثلاث ورش هامة الاولي ورشة المخرج هايلي جريما والتي يتم من خلالها صناعة ١٠ افلام قصيرة يتم عرضها في حفل الختام  والثانية ورشة للرسوم المتحركة لطلاب مدارس مراكز الاقصر المختلفة وتشرف عليها المخرجة شويكار خليفة والثالثة ورشة التحريك لاطفال الاقصر وتشرف عليها د.نفين فرغلي وعواطف صلاح.

واشار سيد فؤاد الي ان فعاليات المهرجان هذا العام تتواكب مع الاحتفال بعيد الام لذلك يقيم المهرجان احتفالية لتكريم ٩ امهات مثاليات علي مستوي المحافظة يتم اختيارهن بالتعاون مع محافظة الاقصر والكنيسة ومديرية التضامن الاجتماعي بالاقصر.

أخبار اليوم المصرية في

14.03.2014

 
 

بطل فيلم «الملحد»:

الفيلم يدق ناقوس الخطر تجاه هذه الطائفة وينذر بوجودهم في المجتمع.. ولا يروج لفكرة الإلحاد

مصطفى الأسواني  

قال محمد عبد العزيز بطل فيلم "الملحد"، إن هذا أول فيلم سينمائي عربي يتناول بشكل مباشر قضية الإلحاد التي تتسم بحساسية شديدة في المجتمعات العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن أحداث الفيلم تدور عن قصص حقيقية متعلقة بفكرة الإلحاد والكفر ومخاطر التكفير والتحدث باسم الدين، على حد تعبيره.

وأضاف عبد العزيز، خلال حواره ببرنامج "الحدث المصري" المُذاع عبر شاشة "العربية الحدث"، أن الفيلم يدق ناقوس الخطر تجاه هذه الطائفة وينذر بوجودهم في المجتمع، لافتاً إلى أن "عنوان الفيلم سبب لنا الكثير من الانتقادات؛ باعتبار أن الفيلم يروج للفكرة، وهذا غير صحيح"، على حد قوله.

وأوضح أن الشباب الذين يتجهون إلى الإلحاد ليس لديهم فكر وحجة واضحة للدفاع عن دينهم، ومن ثم اقتناعهم بأفكار الملحدين أمر سهل، لافتاً إلى أن الرقابة على المصنفات الفنية وافقت على الفيلم كاملاً دون حذف مشهد واحد، وأشادت به، وأن الفيلم جاء في الوقت المناسب، ولكن كان اعتراضها على "عنوان الفيلم"، وفى النهاية وافقت عليه كما هو، على حد وصفه.

من جانبه، قال أحمد مجدي، الفنان الشاب الذي قام بدور الصحفي في الفيلم، إن "الملحد" يتناول قصة ابن لداعية إسلامي مشهور ينشأ في ظروف طبيعية مؤمنًا يصلي ويصوم مثل باقي الناس، ولكن لظروف خارجية يتحول إلى ملحد وتتوالى الأحداث إلى أن يعود مرة أخرى إلى الإسلام، حسب قوله.

الشروق المصرية في

14.03.2014

 
 

فاتن حمامة:

الدولة ردت الاعتبار للفن والفنانين.. ونحتاج إلى بسمة أمل

كتب: محسن محمود 

حصلت الفنانة القديرة فاتن حمامة على وسام الجمهورية للعلوم والفنون، فى حفل عيد الفن الذى أقيم أمس الأول «الخميس» بدار الأوبرا المصرية، بحضور رئيس الجمهورية عدلى منصور وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين.

فاتن حمامة عبرت عن سعادتها لـ«المصرى اليوم» بعودة الاحتفال بعيد الفن المصرى بعد غياب أكثر من 33 عاما، وتحدثت عن لحظات تكريمها ورؤيتها لعودة هذا الاحتفال.

حدثينا عن شعورك أثناء تسلمك التكريم من رئيس الجمهورية عدلى منصور؟

- سعادتى لا توصف، ليس لأننى تسلمت التكريم، بل لأن الدولة فكرت ترد الاعتبار للفن والفنانين، وأن النظرة تغيرت تجاه الفن وأصبحت إيجابية، وشعرت بسعادة أكبر عندما استمعت إلى كلمة رئيس الجمهورية التى ألقاها خلال الاحتفال، والتى تحدث فيها عن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، فهذه الكلمة لن تصدر إلا من شخص متمكن وحساس بالفن بدرجة كبيرة جداً، لذلك أستطيع أن أقول إن هذه الكلمات البديعة خرجت بإحساس فنان وليس رئيسا للجمهورية.

ما حقيقة أنك وافقت فى اللحظات الأخيرة على حضور التكريم؟

- بالعكس، منذ اللحظة الأولى وافقت على التكريم وعلى الحضور، لأننى أشارك من أجل الفن وليس من أجل فاتن حمامة.

لماذا فضلت دخول المسرح من الكواليس؟

- لأننى أشعر بالخوف من السلالم خاصة فى مثل هذه المواقف التى تتطلب الصعود بسرعة، ولا أعلم هل السلالم مريحة أم لا، كما أننى أشعر «بلخمة» عندما أجد أشخاصا كثيرين حولى.

من وجهة نظرك، هل الدولة أغفلت بعض أسماء المكرمين؟

- لا أعتقد ذلك، خاصة أن التكريمات شملت أسماء كثيرة ومتنوعة وتمثل كل المجالات، لكنى علمت أن البعض أعتذر عن عدم الحضور، مثل يحيى الفخرانى بسبب ارتباطه بتصوير مسلسل جديد.

وما رأيك فى تجاهل جيل الشباب من التكريمات؟

- جيل الشباب مازال الوقت أمامه للحصول على تكريمات وجوائز، «ربنا يطول فى عمرهم وهيتكرموا كتير».

ولماذا خرجت من المسرح بعد حصولك على التكريم؟

- بالفعل حبيت أعود إلى منزلى، وفضلت أن أشاهد الاحتفال من شاشة التليفزيون، واستمتعت بفقرة المبدعة أنغام والفنان الموهوب هانى شاكر.

وهل تكريم عيد الفن يعتبر الأهم بالنسبة لك؟

- رغم أننى حصلت على تكريمات وأوسمة كثيرة، لكن هذا التكريم له طابع خاص،لأنه جاء فى وقت نحتاج فيه إلى بسمة أمل تبعدنا عن الهموم التى تلاحقنا.

كيف ترين الفن الذى يقدم اليوم؟

- لدىّ وجهة نظر فى هذا الموضوع، حيث الفن دائما ينقسم إلى نوعين: الأول هدفه إضحاك الجمهور والتسلية، والثانى جاد ويقدم قيمة للمجتمع، ومنذ فترات طويلة كلاهما موجود، وفى المقابل يوجد معهما نوع آخر وهو دون المستوى، لذلك لا يمكن اتهام جيل الشباب، حيث توجد حاليا أفلام جادة، منها.

فى النهاية، كيف ترى فاتن حمامة مستقبل مصر؟

- فاتن حمامة مثلها مثل الناس، تتابع من خلال الصحف والفضائيات، أحيانا أشعر نفسى فى السماء وأحيانا أخرى تحت الأرض، خاصة من مشاهد الانفجارات التى نشاهدها بشكل دورى، التى يروح ضحيتها الشباب، ومشاهد الجنازات مؤلمة جداً.

وما هى أكثر المشاهد التى تؤثر فيك؟

- بصراحة شديدة، الجنازات التى تحمل عددا كبيرا من التوابيت، ومنظر الأمهات وتألمهن على أبنائهن، «ربنا يصبرهم ويخفف على قلوبهم».

وهل حددت موقفك من مرشح الرئاسة؟

- لن أدلى برأيى فى هذا التوقيت وسأتركها لوقتها.

المصري اليوم في

14.03.2014

 
 

«زي النهاردة»..

أول عرض للفيلم الناطق «أولاد الذوات» 14 مارس 1932

كتب: ماهر حسن 

فيلم «أولاد الذوات» فيلم مصري ناطق بطولة يوسف وهبي ودولت أبيض وسراج منير وأمينة رزق وإخراج محمد كريم وحسب بعض المصادر،أنه كان أول فيلم عربي ناطق، وقد أُنتج عام 1932، وكان قد عرض لأول مرة «زي النهاردة» 14 مارس 1932، وكان هناك خلاف حول ما إذا كان هذا الفيلم أول فيلم مصري ناطق أو فيلم «أنشودة الفؤاد».

وكان بطل فيلم «أولاد الذوات»يوسف وهبي في أحد لقاءاته التليفزيونية في السبعينيات من القرن الماضي قد ناشد وزارة الثقافة بالبحث عن الفيلم وحفظه وترميمة كقطعة من تراث السينما المصرية والعالمية، وقال أنه بحث عن الفيلم بالأرشيف القومي للسينيما ومكتبة الإسكندرية، وفي معهد الشرق في باريس ولم يجده.

ووفق توثيق الناقد والمؤرخ السينمائي سمير فريد ذكر أنه في إطار مهرجان السينما العربية بمعهد العالم العربي في باريس في يونيو 2002 تم عرض فيلم «أنشودة الفؤاد» إخراج ماريو فولبي عام 1932 وأن هذا الفيلم هو أول فيلم مصري تمثيلي طويل ناطق، وأنه كان قد عرض بعد فيلم «أولاد الذوات» في نفس العام وكان هذا هو العرض الثاني لـ«أنشودة الفؤاد» بعد 70 عاما من عرضه الأول.

وطوال هذه العقود اعتبر من الأفلام المفقودة وتم العثور عليه في السينماتيك الفرنسي في باريس وقام ورثة شركة بهنا فيلم بتقديم العرض وكل ما نشر عنه طوال 70 سنة كان ترديدا لمعلومات وآراء نشرت هنا وهناك عن العرض الأول, وأضاف إليها من أضاف وحذف منها من حذف مثل الحكايات الفولكلورية، كما تردد أن أغاني الفيلم من تأليف خليل مطران، وعباس العقاد, بينما تذكر عناوين الفيلم أنها من تأليف خليل مطران وحده.

المصري اليوم في

14.03.2014

 
 

نقابة الراقصات..

حلم الخمسينيات تُحييه «رخصة صافيناز»

كتب: معتز نادي

«ممارسة مهنة دون ترخيص والإخلال ببنود التعاقد مع أحد الفنادق».. تهمتان تلاحق الفنانة الاستعراضية الأرمينية، صافيناز، طبقًا للنيابة العامة في مصر الجديدة، الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات تتعلق بوضع الراقصات في مصر من حيث أجورهن، ملابسهن، حفلاتهن أو باختصار كيفية إيجاد كيان يتولى تنظيم أمورهن بما يشبه عمل النقابات.

فكرة إنشاء نقابة للراقصات في مصر ليست صدفة وليدة لحظة القبض على صافيناز، بل يعود تاريخها لمنتصف القرن الماضي، وتتكشف ملامحها على صفحات مجلة «روزاليوسف»، عام 1968، عند واحدة من سيداته تدعى «بدوية» أو كما يعرفها الجمهور بـ«تحية كاريوكا».

«كاريوكا» دعت إلى إنشاء معاهد لتعليم مهنة الرقص الشرقي، لتلتحق به مالكة الموهبة الناقصة خبرة وتدريب، كي تؤدي حركاته على إيقاع الموسيقى دون نشاز، إلى جانب إنشاء نقابة تنظم قواعد عمل تلك المهنة.

دعوة «كاريوكا» سبقتها محاولات رسمية من الدولة لتقنين أوضاع الرقص الشرقي لرعاية شؤون صاحباته، عام 1957 حين أحصت مصلحة الفنون، آنذاك، عددهم في مصر، فكان 5000 راقصة.

وتحكي «روزاليوسف» أن هدف مصلحة الفنون، من خلال تلك الدراسة الإحصائية، كان تنظيم مهنة الرقص الشرقي، القائم على هز الخصر والأرداف والصدر أثناء ارتداء الراقصة أقل ما يمكن من الملابس.

وقتها سعت مصلحة الفنون لضبط إيقاع الراقصات بمشروع نقابة، لم يعرف أحد ملامح تفاصيله، إلا أنه لم ير النور، لتبدأ، عام 1965، محاولات من الرقابة على المصنفات الفنية لتقنين أوضاعهن من خلال دراسة اقترحت «محاولة إنشاء نقابلة للعاملين في هذا الفن»، و«استبعاد كل العناصر، التي تسيء لمهنة الرقص الشرقي».

وكسابقتها لم ترَ الدراسة النور وحُبست في الأدراج، في وقت كان المصريون يتابعون نجمات الرقص الشرقي، الذين استمدوا فرضًا هذا الفن من الفراعنة، الذين كانوا يقدسون طقوسه في المعابد وقت الاحتفالات الدينية والرسمية.

لكن القدسية الفرعونية للرقص الشرقي ضاعت، كما يرى عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، في معرض تعليقهم على نبأ التحقيق مع صافيناز أمام النيابة، حيث تركز الراقصات في نظرهم على هز ما تيسر لهن في أجسادهن دون ضوابط على شاشات قنوات للرقص على قمر «نايل سات»، التي تستقبلها البيوت دون قيود، بينما كانت قواعد الرقص في الستينيات من القرن الماضي محكومة بواسطة شرطة الآداب، التي تحتفظ بملف خاص بكل راقصة.

الدولة وقتها في عهد الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، عملت أيضًا، من خلال إدارة التفتيش الفني بالرقابة على المصنفات الفنية على وضع قواعد خاصة بالراقصات تتلخص في أنه «لا يجوز الرقص بالأوضاع التالية:الاستلقاء على الظهر أو النوم على الأرض على وجه مبتذل بغرض الإثارة وأداء حركات الرعشة بطريقة تستهدف الإثارة، ولا يجوز فتح الساقين إلى نهايتهما على الأرض وأداء حركات اهتزازية أعلى وأسفل».

رغم تلك الأوامر والنواهي، آنذاك، يوضح صالح صالح، مدير التفتيش الفني، في «روزاليوسف»، أن هناك راقصات ضربن عرض الحائط بما يجوز، فمثلًا أدت عواطف محمد عجمي، الشهيرة باسم نجوى فؤاد، رقصة دون ترخيص من الإدارة العامة للرقابة الفنية، حيث ارتدت بدلة رقص «تكشف عن معظم جسدها من الظهر والصدر والفخذين بطريقة مخلة للآداب»، وتحرر محضر بالواقعة للتولى النيابة التحقيق، دون ذكر لتفاصيل ما تم بعدها.

«ليه ندفن راسنا في الرمل؟».. سؤال طرحه الناقد الفني طارق الشناوي، يتحدث خلاله مع «المصري اليوم»، ليعرف السبب في عدم إنشاء نقابة للراقصات، ويضيف: «إذا كان فيه مهنة اسمها راقصة، فالأحسن تكون فيه نقابة تكون تحت عين الدولة، وزي ما في نقابة للحلاقين والبوابين ليه مايبقاش فيه نقابة للراقصات؟»، مفسرًا واقعة القبض على صافيناز، في رأيه، إلى محاولات لـ«ضرب تحت الحزام» من البعض ضدها لـ«نجاحها الرقمي غير المسبوق، خاصة في فيلمها الأخير اللي لو اتشالت منه.. الفيلم هايسقط».

«الشناوي» يرى أيضًا أن سبب عدم إنشاء نقابة للراقصات يعود إلى أن أغلبهن «داخلين في نقابة الممثلين، لأنه لما تحقق الرقاصة نوع من النجومية تتجه للتمثيل وتنتسب لنقابته»، ما يعني عدم الاهتمام لدى بعضهن بتنظيم كيان خاص بهن، معلقًا على واقعة اتهام «صافيناز» بعدم حصولها على رخصة لممارسة عملها، بأن الأمر يتعلق معها وغيرها بوزارة الداخلية، التي تعطي الإجازة لهن من خلال الرقابة على المصنفات الفنية.

«تويتر» بعد القبض على صافيناز:

«لازم نعمل وقفة اهتزازية لحد ما يخرجوها»

كتب: معتز نادي

«الصاروخ خط أحمر»، «#الحرية_لصافيناز»، «وكأن الثورة لم تقم».. بعض من سيل لتعليقات ساخرة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، صباح الجمعة، تعليقًا على القبض على الفنانة الاستعراضية صافيناز.

وكانت شرطة السياحة ألقت القبض على صافيناز عقب تقدم مدير فندق شهير ببلاغ ضدها لخرقها شروط التعاقد معه بإحيائها لحفل زفاف في أحد الفنادق بالمخالفة للعقد بينهما.

وتم ترحيلها بعد القبض عليها إلى قسم شرطة مصر الجديدة لعرضها على النيابة، التي أمرت بإخلاء سبيلها، حسب مصدر أمني، الجمعة، ورحب «أدهم محمد» بالأمر، قائلًا: «يحيا العدل».

وقال «إسلام عباس»: «قبضوا على صافيناز.. أهي كده مصر تحارب الناجح حتى يفشل أو يطفش.. الحرية من ورا الإزاز للرقاصة الطاهرة صافيناز»، بينما عبرت «إيمان عافية» عن دهشتها، قائلة: «كده برضه في عيد الفن تقبضوا على صافيناز، طب نعيّد إزاي من غيرها؟».

ساحة «تويتر» لم تكتف بالتعليقات الساخرة، بل ردد عدد من مستخدميه هتافات للتضامن مع صافيناز، حيث كتب «شريف رضوان»: «ثورتنا سلمية.. وصدورنا متعرية»، وأضاف «زين»: «اكتب على حيطة الزنزانة حبس المزة عار وخيانة»، وردد «إسلام صالحين»: «سامع أم صافيناز بتنادي بنتي عندها نمرة الليلادي».

في الوقت نفسه، تهكم «أحمد هيرو»، كاتبًا: «شرطة السياحة مسكت صافيناز.. المجد للأحرار.. المجد للمجهولين»، مضيفًا: «بتمسكوا الناس المُحترمة وعايزين البلد يتصلح حالها؟»، وتابع «أحمد عادل» فقال: «عشان تعرفوا إن أنضف الناس في البلد دي هيا اللي بتتسجن»، بينما اعتبر «إبراهيم الجارحي» أن «اللي حصل ده مؤامرة من الفلول على أحد مكاسب ثورة يناير».

«مريم التابعي» تهكمت بقولها: «كتائب الصدر الحنين تعلن الجهاد المسلح ضد حكومة الانقلاب لحين الإفراج عن الأخت صافيناز ورد اعتبارها»، في وقت طالب خلاله «عسل أسود» منتقدي الفنانة الاستعراضية بالكف عن «الحقد»، قائلًا: «لماذا كل هذا الهجوم الشرس على المناضلة صافيناز بلاش حقد الحريم».

ودعا «أبولهب» المنتج محمد السبكي إلى «عمل فيلم ليلة القبض على صافيناز علشان يبقى عبرة لأي حاكم هيحكمنا وميلعبش في الصواريخ تاني»، بينما رأى «محمود حسين» أنه «في يوم عيد الفن تم تنفيذ توجيهات الرئيس عدلي منصور بالقبض على صافيناز حفاظًا على الفن المصري من اﻻبتذال».

«مدحت الشاذلي» غرد بعيدًا عن سرب التعليقات السابق، مطالبًا الدكتور محمد البرادعي، النائب السابق لرئيس الجمهورية، بالتعاطف مع صافيناز، بقوله: «فين تويتة شجب القبض على صافيناز، ولا دي مش بني آدمة تستاهل تعاطفك يا بوب».

وأكمل «الشاذلي»: «مش هنسكت على القبض على صافيناز.. لازم نعمل وقفة اهتزازية بالصاجات لحد ما يخرجوها»، معتقدًا بسخرية لاذعة أن «الداخلية قبضت على صافيناز علشان مارضيتش تيجي تحيي عيد الفن إمبارح».

وأعادت مصر إحياء عيد الفن، بعد غياب أكثر من 3 عقود، في حفل أقيم بدار الأوبرا المصرية، حضره الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور الذي قلد 14 فنانًا وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى.

وقال «سيد خواجة»: «القبض على صافيناز صباحية عيد الفن مش حلو في حق الفن.. المفروض فيه حصانة للفنان أثناء تأدية فنه»، بينما سخر «ريشة أبوالريش»: «البلد دي مش بتقدر رموزها أبدا.. أيوه لكل نظام أخطاء لكن فيه أخطاء لا تغتفر»، واختتمت «حنة» ضاحكة: «إيييه دنيا.. فين أيام أختي كاميليا.. كانت أيام سودة».

إخلاء سبيل صافيناز من نيابة النزهة بعد حجزها لساعات

كتب: حسن أحمد حسين

أخلت نيابة النزهة في مصر الجديدة، صباح الجمعة، سبيل الفنانة الاستعراضية صافيناز بعد القبض عليها، مساء الخميس.

كانت شرطة السياحة ألقت القبض على صافيناز عقب تقدم مدير فندق شهير ببلاغ ضدها لخرقها شروط التعاقد معه بإحيائها لحفل زفاف في أحد الفنادق بالمخالفة للعقد بينهما.

وتم ترحيلها بعد القبض عليها إلى قسم شرطة مصر الجديدة، لعرضها على النيابة التي أمرت بإخلاء سبيلها، حسب مصدر أمني.

المصري اليوم في

14.03.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)