كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

البصرة مدينة غنية ببيئتها السينمائية الخلابة

د. سرمد التميمي: الدعم المالي هو العائق الكبير امام صناعة سينما في العراق

عبدالجبار العتابي

 

بغداد: على الرغم من الغياب الواضح للسينما العراقية ومؤهلات انتاجها والدعم بكل اشكاله فضلا عن عدم وجود دور العرض، الا ان هناك من تمكن عشق السينما منه وراح يعمل بالممكن ويجتهد لتحقيق غايات في نفسه، ومن هؤلاء المخرج السينمائي الدكتور سرمد التميمي، الاستاذ في كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة، الذي يحرص ان يكون له مكان في عالم الفن السابع وينقش اسمه على صفحات السينما العراقية الفقيرة،بإخراجه لعدد من الافلام التي نالت صدى طيبا بين المهتمين بالسينما والفن.

فقد انتهى المخرج الدكتور سرمد التميمي من انتاج فيلمه الروائي القصير الذي يحمل عنوان (انها بيضاء) الذي صوره في مدينة البصرة، مشيرا الى الصعوبات الكثيرة التي تواجه السينمائي العراقي التي على رأسها المال، مؤكدا على ان الفن في العراق ما زال متدهورا لان الدولة لم تمد له يدها، ومن اجل تسليط الضوء على افكار وعمل الدكتور التميمي التقيناه وحاورناه.

·        ما الجديد لديك من الاعمال؟

انتهينا الان من انتاج فلم روائي قصير بعنوان (انها بيضاء) يتناول حكاية اجتماعية بقالب فانتازي، لعالم الغيب اثر كبير في بنائه الدرامي، الفلم عن قصة للشاب المبدع زياد العذاري ومن انتاج كلية الفنون الجميلة في البصرة يمثل فيه مجموعة من الطلبة في الكلية، تم تصوير الفلم في مدينة البصرة ببيئة جديدة وغير مسبوقة، الفلم يتناول الحياة في سني الجمر والنار لامرأة عراقيه تنتظر حبيبها قادما من الحرب الا ان الاقدار تحول دون وصوله لها، الممثلون المشاركون في الفلم هم رشا رعد،وهي ممثلة شابة وطموحة جدا، والممثل الشاب محمد العلي في اول ظهور له في السينما وسوف يتم ارسال الفلم الى العديد من المهرجانات في العراق وخارجه

·        في ظل غياب تام للسينما كيف تتحمس للعمل لها؟

-السينما الان باب واسع جدا ولا يمكن الوقوف امامه وتأمله فقط، يجب الدخول من اسفله وصولا لتل الابداع.

·        هل توفرت لك الاجواء المناسبة في البصرة للعمل؟

- تتوفر اجواء لا بأس بها للعمل في حقل السينما في مدينة البصرة، وهي مدينة غنية جدا بالبيئة السينمائية الخلابة.

·        لماذا لم تأت الى بغداد وتعمل فيها، الا تراها افضل؟

- بغداد ابوابها اوسع حتما،واذا اردت ان تروج لنفسك كن من سكنة العاصمة، لكن ارتباطات العمل والتدريس في البصرة هو العائق الاكبر.  

·        ما الصعوبات التي تواجهها لانتاج اعمالك؟

-الصعوبات كثيرة لكن الاكثرها حساسية والحاحا هو المال ثم المال ومن بعد ذلك تاتي مشكلة صناع السيناريو وملتقطي الافكار الخلاقة الجبارة التي تصلح ان تكون للسينما.

·        كيف ترى واقع السينما في العراق خاصة والفن عامة؟

-السينما في العراق ما زالت بعد التغيير في مستوى متوسط، التجارب الشبابية الموجودة بالساحة الان تعاني من قلة التمويل مثلما قلت، اما الفن بشكل عام فهو متدهور ومركون ولا يمكن القيام بنهضه فنية كبرى ما لم تمد الدولة له اليد.

·        ما الذي تحتاجه لكي تنطلق باعمالك الى مستوى افضل؟

-الذي يحتاجه اي سينمائي هو الدعم المادي الذي به يمكن شراء الخبرات والاجهزة والمعدات التي تحقق العمل الناجح بفضلها، السينما تعني المال والانتاج الجيد يعني ان هناك جدوى اقتصادية من جراء انجاز اي فلم سينمائي، نحن السينمائيين المستقلين نعاني من مشكلة التمويل وقلة التمويل.

·        كيف حال الاعلام معك،هل انصفك؟

- الاعلام في العراق فعال ولا يظلم احدا وغالبا يجب ان يسعى المرء للترويج لمشروعه الثقافي والابداعي، وبشكل عام الاعلام يتوجه للصيد السمين ويبحث عن الجديد والمؤثر ونحن نسعى لنكون صيدا ثمينا للاعلام من خلال منجزنا الابداعي.

·        هل من كلمة اخيرة؟

-الكثير من الفنانين في البصرة مهملون لاسباب كثيرة، اولها عدم سعيهم والثاني الماكنة الاعلامية عندنا ضعيفة جدا، فعلى سبيل المثال نحن انتجنا في البصرة فلما روائيا طويلا هو الاول من نوعه منذ عقود او بالاحرى هو اول فلم روائي طويل بعد سنة 2003 ويتناول فكرة كبيرة ومخيفة، يتناول ما يفعله تنظيم  القاعده في تفخيخ وتفجير الناس الابرياء، ولكن للاسف لم يأخذ حقه في الاعلام.

إيلاف في

11.03.2014

 
 

المديرون التنفيذيون لايجيدون تسويق المهرجان.. وسينمائيون عالميون لا يعرفونه ولا يسمعون عنه

كتبت_ آية رفعت 

تدخل ادارة الدورة الـ36 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى مشاكل مستمرة وذلك منذ تولى الناقد د. سمير فريد رئاسة المهرجان وهناك عدد من الانتقادات التى قابلته من مجموعات تسمى نفسها «جمعية محبى السينما» والتى تنتقد كل خطواته وخطوات مجلس ادارة المهرجان الذى تم تشكيله منذ 4 شهور بل اتهامه بانفاق أكثر من 20 مليون جنيه منذ توليه ادارته فى عام ونصف العام.

يوسف شريف رزق الله: النجوم العالميون يهربون من المهرجان لافتقاده عناصر الجذب

سمير فريد: لا أعادى سهير عبد القادر ونشرت الميزانيات السابقة للوضوح والموضوعية

وقد رد فريد على هذه الاتهامات بالسخرية حيث قال انهم اشخاص ليست لهم هوية ولا يستطيع الرد عليهم لأنهم يتخفون خلف اسماء جمعيات ليس لها أى اساس ولا يعرف من مصدرها وبالتالى ترسل بيانات وايميلات للصحافة لشن حملة ضده.. وأضاف قائلا: «انا لا اعرف ما سبب هجومهم على وكل اتهاماتهم لى باطلة خاصة انهم يدعون انى صرفت مبلغا كبيرا فى فترة عام ونصف العام بينما انا توليت رئاسة المهرجان منذ شهر أغسطس الماضى أى لن أكمل عامى الاول لكى تمر كل هذه المدة».

وقد قام فريد بالرد على متهميه بالتبذير فى اموال الدولة فى المهرجان بتوزيع ملف يشمل الرواتب والمكآفآت ومصاريف الحفلات الخاصة بهذه الدورة والدورتين الماضيتين اللاتى تمت اقامتهما فى عامى 2010 و2012 مفجرا بذلك مفاجآت لادارات المهرجان السابقة مما وصفه البعض باقامة الحرب عليهم بينما قال فريد انه قام بنشر هذه التفاصيل بالوثائق والمستندات بعد اتفاق مسبق مع مجلس الادارة المكون من رؤساء النقابات الفنية الثلاثة وغرفة صناعة السينما ومجموعة من المخرجين وصناع السينما المتميزين حيث تم الاتفاق على نشر كل المعلومات الخاصة بالدورة الحالية والدورات

السابقة فى كل دورة تتم عقبها حتى لا يتم شىء بعيداً عن الجمهور واضاف قائلا: ان ما تم نشره ليس عيبا ولا حراما وهو لا يضع نفسه فى محل المحقق لسؤال الادارات السابقة عن المصروفات الزائدة او الناقصة بل كل ما نشره هو حقيقة موثقة وعلى من يريد التحقيق فى الأمر فله الحرية.. وأضاف قائلا: «لم اتعمد اثارة المشاكل حول الدورات السابقة ولكن هناك مصروفات مخالفة للواقع فمثلا هناك حفل للافتتاح قد تم اعتماد ميزانيته بما يقدر 2 مليون جنيه ولا أدرى ما الذى تكلف الملايين بينما سألت بعض منظمى الديكور والرقصات وجدت ان كل ما تم يتكلف بالكثير من 600 إلى 700 الف جنيه فقط».

وعن نشره لميزانيات الدورات السابقة والمكافآت والمصروفات قال أحمد عاطف المدير التنفيذى للدورة الـ35 من مهرجان القاهرة: «لا اعرف ما الذى سيكسبه د. سمير من التشهير بالآخرين والبحث فى الدورات السابقة فلماذا لا نركز على المستقبل ونحاول تطويره بشكل أكبر بدلا من النبش بداخل الماضي.. كما اننى لم أخف من نشر هذه الميزانيات ولكنى تعجبت وتساءلت عن مدى اهمية نشر هذه الوثائق للصحافة ، فلو كان لديه شك فى أى  ادارة من الادارات السابقة للمهرجان كان يجب عليه تقديم هذه الوثائق لجهة تحقيق او لجنة بحث بداخل وزارة الثقافة او بخطاب رسمى للوزير.. ولكنه قام بالاهتمام بتقييم الدورات السابقة بدلا من الحالية، ولا اعرف ما الذى يضايقه من ميزانيات الدورة السابقة بينما هو يمتلك ميزانية دورتين لعامى 2013 و2014 بما يعادل 14 مليون جنيه».

على جانب آخر قام فريد بالاعلان عن عدم رغبته فى المشاركة بسوق مهرجان كان وذلك بعد وصول المشكلة بينه وبين سهير عبد القادر مدير المهرجان السابقة إلى  طريق مسدود وذلك بعدما وجد ان هناك مكتبا بسوق «كان» تم حجزه باسمها تحت رعاية وزارة السياحة بينما قام هو بتقديم طلب رسمى لوزير الثقافة د. صابر عرب لارسال طلب لوزارة السياحة ويسجل موقفا ويقومون بسحب الحجز السابق. ولم يتم سحبه حتى الآن وعن هذه الازمة قال فريد: «لن يقف مهرجان القاهرة على المشاركة بسوق مهرجان «كان» خاصة انه لم يكن مجديا فى الفترة الماضية حيث اكد النقاد انه لم يكن يتم بيع او شراء أى افلام مصرية او اجنبيه وكل ما كنا نجنيه هو المشاركة مع بعض العرب الاصدقاء. وبالتالى نحن لا نريد المشاركة بسوق المهرجان وسيتم البت فى امر ارسال وفد من ادارة المهرجان إلى «كان» خلال الايام القليلة المقبلة

واكد فريد انه ليس لديه موقف شخصى من السيدة سهير عبدالقادر مؤكدا انه قال لوزير الثقافة انه ليست لديه مشكلة معها ولو كانت تريد استكمال عملها ضمن فريق المهرجان الجديد وتعمل بنظامه الحالى فأهلا وسهلا بها ولم يضغط عليها لتترك الادارة.

وفجر فريد مفاجأة جديدة من العيار الثقيل حيث اعلن عن عدم امكانية المديرين الفنيين للمهرجان من تسويقه بشكل كبير فى المهرجانات الكبرى العالمية وذلك بسبب سمعة المهرجان التى اكتسبها خلال السنوات الماضية حيث قال ان هناك عددا من السينمائيين العالميين لا يعرفون بوجود المهرجان من الاساس ومن الجانب الاخر هناك نجوم سبق لهم التعامل مع ادارته السابقة ولا يريدون تكرار التجربة.

ورد الناقد يوسف شريف رزق الله على الاتهام السابقة بأن المهرجان معروف عالميا ولا يحمل سمعة سيئة ولكنه مظلوم مقارنة بباقى المهرجانات الـ14 المصنفة عالميا كمهرجانات العرض الاول.. وقال: «المشكلة التى تواجه المهرجان هى عدم وجود جدوى لسوقه التى تقام كل عام وفكرة الغائها كانت سديدة لأن هذه السوق لا تهتم بها حتى الموزعين العرب ولا المصريين ولا يهتم احد منهم بشراء الافلام التى حصلت على جوائز لعرضها لا

بالسينمات ولا بالقنوات الفضائية مما يسبب خسارة للمشاركين به.. فما الذى يجذب صناع السينما لاختيار مهرجان القاهرة لتقديم عرض اول عالمى لافلامهم دون الحصول على مقابل مادى خاصة وان المهرجان يعانى من عجز بالميزانية مقارنة بباقى المهرجانات الاخرى.. كما انه بعده بأسبوعين يقام مهرجان برلين السينمائى والذى يحتوى على سوق كبيرة لتسويق الافلام المشاركة ويشارك به اغلب مؤسسات التوزيع بالعالم

واضاف قائلا ان المهرجان قد حضر له عدد كبير من النجوم العالميين لسمعته الطيبة مثل صوفيا لورين ومورجان فريمان وسلمى حايك ومجموعة من النجوم قد يصل عددهم إلى 3 او 4 فى الدورة الواحدة ولكن المشكلة التى تواجه الادارة الحالية هى كيفية استقطاب اصحاب الافلام من المهرجانات الدولية والمشاركة بمهرجان القاهرة بدون وجود عائد مادى لا من السوق ولا من الجوائز.

روز اليوسف اليومية في

11.03.2014

 
 

تقمصت شخصية "ليزلي" الشغوفة بالقراءة

صوفي نيلسي: شاهدت أفلام الحرب لأجل "سارقة الكتاب"

دبي ـ غسان خروب 

لا يحتاج المشاهد لفيلم "سارقة الكتاب" إلى وقت طويل لأن يلتفت إلى أداء الممثلة الكندية صوفي نيلسي، 13 عاماً، عبر شخصية "ليزلي" التي انتزعتها من الاف الفتيات اللواتي تقدمن لها، حيث وجد فيها المخرج بريان برسيفال الموهبة التي يبحث عنها، ليأتيها خبر اسناد الدور لها من برلين التي تواجدت فيها لإجراء الاختبار النهائي، بعد أن قدمت الأول في لوس انجليس.

صوفي وصفت في مقابلة أجرتها معها شركة توزيع الفيلم، وحصلت "البيان" على نسخة منها، شخصية "ليزلي" بالشجاعة، وأكدت أنها شاهدت أفلام الحرب لأجل هذا الفيلم، فيما أبدت إعجابها بأداء بن شنيزير، وعبرت عن سعادتها بالوقوف أمام جيفري راش وايميلي واتسون، وقالت إن رسالة الفيلم تنم عن قوة القراءة.

مصدر أمل

تكاد "ليزلي ميمنغير" أن تسيطر على معظم مشاهد "سارقة الكتاب" الذي صور في برلين والمقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه صدرت في 2006 للكاتب ماركوس سوزاك، ليعيدنا إلى ثلاثينيات القرن الماضي.

وتدور أحداثه في ألمانيا خلال عهد النظام النازي، لتطل علينا "ليزلي"، في مشاهد حزينة ومرحة، وتظل برغم عدم إجادتها للقراءة محتفظة بكتاب تحصل عليه أثناء دفن أخيها، لتبدأ معها رحلة سرقة الكتب، التي تصر طوال الفيلم على أنها تستعيرها. ورغم ما يثقل كاهلها من حزن لمفارقة والدتها وأخيها، إلا أن صوفي تصف "ليزلي" بالشجاعة التي لا تستسلم أبداً، وقالت:

"رغم أنها بدت خجولة في بداية الفيلم، وظهورها وكأنها تشبه الأولاد وتمارس معهم كرة القدم، فقد شعرت بشجاعتها وشغفها بالقراءة التي تصر على تعلمها لتتغير فيما بعد نظرتها للعالم، ما يجعل بعض مشاهد الفيلم تشع بالتفاؤل، فضلاً عن رسالته التي تنم عن قوة القراءة والكتابة".

ولذلك فلن يجد متابع الفيلم صعوبة في التفاعل مع "ليزلي" التي تمثل مصدر إشعاع للأمل والتفاؤل وسط أجواء الحرب، ولعل ذلك هو الذي دعا صوفي إلى تذكر مشهد رجل الثلج الذي تبنيه بمساعدة "ماكس"، لتقول أنه من أكثر المشاهد التي أحبتها لما يتضمنه من مرح، رغم أجواء الحرب والخوف.

تعترف صوفي بأنها لا تعرف شيئاً عن فترة الحرب العالمية الثانية، رغم أن فيلمها يدور في فلكها، وذلك بحكم المدة التي تفصلها عنها، كما تعترف بأنها لم تتطلع كثيراً على أحداث تلك الفترة في مدرستها.

وقالت: "في مدرستنا لا نتحدث عن هتلر أو تلك الفترة التي جنحت للتعرف عليها نحو مشاهدة الكثير من أفلام الحرب العالمية الثانية، مثل فيلم "شنايدر ليست" (1993) للمخرج ستيفن سبيلبيرغ، وفيلم "القارئ" (2008) للمخرج ستيفن دالري، و"عازف البيانو" (2002) للمخرج رومان بولانسكي، والتي كانت مفيدة لي كوني لم أعش تلك الفترة ولم أر شيئاً مما حدث آنذاك في ألمانيا، وأذكر أن مشاهد فيلم "شنايدر ليست" حضرت أمامي أثناء قيامنا بتصوير مشهد حرق الكتب بهذا الفيلم".

محظوظة

في هذا الفيلم تقف صوفي قبالة اثنين من كبار ممثلي هوليوود هما ايميلي واتسون وجيفري راش، وترى إنها كانت محظوظة بالعمل معهما، وقالت: "كانا رائعين في عملهما، واعترف أنني كنت قلقة ودائماً كنت أتوقع أن أدائي سيئاً أمامهما..

ولكن سرعان ما اكتشفت لطفهما معي، فطالما اسديا لي النصح وساعداني أثناء التصوير خاصة عندما أرتكب الخطأ"، فيما أبدت صوفي إعجابها بأداء الممثل بن شنيزير في دور (ماكس)، الذي قالت أنه تلبس الشخصية بالكامل، وأنها شعرت بما بذله من جهد في كافة مشاهده.

خطوة أولى

بدأت صوفي خطواتها الأولى في عالم السينما بعمر الثامنة، وقدمت عددا من التجارب، التي كان أبرزها دورها في الفيلم الكوميدي "مونسنيور لزهر" (2012) للمخرج فيليب فالاردو، وفي تعليقها على الأزياء التي ارتدتها في "سارقة الكتاب" قالت: "رغم أن أزياء الفيلم لم تعجبني الا أنني أعتقد بأن مصممتها قامت بعمل جيد، علماً بأنني لم اتعود ابداً على ارتداء الفساتين قبل هذا الفيلم الذي كنت مجبرة فيه على ارتداء الفستان طوال الوقت".

البيان الإماراتية في

11.03.2014

 
 

"لصوص الكهرباء" في الهند.. صُناع النور!

قيس قاسم 

ظلت محاولات تخفيف عتمة المشهد الاحتماعي الهندي عند نقل تفاصيله الى الشاشة، من خلال اضافة عناصر بهجة شكلية عليه مثل الرقص والغناء، ملازمة لتيار واسع في السينما الهندية والتجارية منها على وجه الخصوص، لكن هذة المحاولة التجميلية تبدو عصية على التحقيق حين يراد تطبيقها في السينما التسجيلية.

ومع هذا نشاهد بين فترة وأخرى أفلاماً تنحو هذا المنحى وجُلها تمتاز بروح ساخرة لهذا تبدو الاضافات التجميلية فيها وكأنها تسخر من نفسها، من استخداماتها التجارية المبتذلة في السينما الهندية في العموم، وأقرب الأمثلة على ذلك الفيلم الوثائقي الجديد "عديم القوة" للمخرج فاهاد مصطفى ومساعدته ديبتي كاركار، الذي يتناول مشكلة اجتماعية تقنية جدية ويحاول تقديمها باسلوب مشبع بالسخرية من الواقع المر الذي تعيشه مدينة كانبور في أقليم البنجاب ويعاني سكانها مثل الكثير من الهنود من مشكلة قلة توفر الكهرباء وانقطاعاتها المستمرة والطويلة لتضيف معاناة اضافية لمعاناتهم الحياتية الكثيرة وتؤثر سلباً على تشغيل معاملهم المحلية، ويكفي لتوضيح الصورة نقل ما جاء في مقدمته من معلومة تقول "هناك حوالي مليار ونصف انسان في كوكبنا محرومون من نعمة الكهرباء، قرابة 400 ألف منهم يعيشون في الهند". إذن نحن أزاء موضوع شائك له تداعيات اجتماعية واقتصادية من نتائجها احتدام الصراع بين ممثلي المؤسسات الحكومية المسؤولة عن توفير الكهرباء وضمان استمرار وصولها لساعات كافية، وبين متضررين يلجأون الى حلول ذاتية وحتى الى التلاعب والتحايل من أجل تجاوز دور الدولة وتجنب بيروقراطيتها التي تزيد من أثقال الفقر على كواهلهم لهذا نرى ظهوراً تاريخياً موضوعياً لأشخاص يلعبون دوراً محورياً في حل المشكلة ذات الأبعاد المركبة، والتاريخ البشري غني بنماذج منها، بعضها من صنع الخيال وبعضها الآخر حقيقي مثل شخصية روبن هوود الانكليزية التي صارت مثالاً للطيبين الخارجين عن القانون ومحاولاتهم الشجاعة للتخفيف من معاناة الفقراء عبر سرقة أموال الأغنياء. في فيلم "عديم القوة" هناك شخصية محورية على غرار روبن هوود تتمثل بالشاب الفقير لوها سينغ، ويطلق عليه سكان كانبور لقب "كاتياباز" أي الشخص الذي يقوم بسحب التيار الكهربائي، بطريقة غير شرعية، من خلال ربطه أسلاكاً خارجية بالسلك الرئيس المغذي لينقل عبره التيار الكهربائي الى البيوت المعدة والى المحتاجين الى نور يخفف قتامة الحياة

يخلق صانعا الوثائقي الهندي معادلة درامية من: الخير والشر، كما في كل التراجيديات. الطيب هو لوها سينغ والشريرة هي المديرة التنفيذية الجديدة لشركة كيسكو المحلية لتوليد الطاقة الكهرباء ريتو مهشواري. يخلقانه عبر ترتيب السياق الدرامي لطريقة عرضهما، مضيفين اليه كماً من السخرية، تسهم في تعميق تنمطهما كغريمين وحيدين كما في أفلام "الكابوي": شرير وبطل خَيّر، مع اختلاف كبير في طبيعة الصنعة السينمائية فما ينقل على الشاشة في هذه الحالة هو ما مسجل حقيقة على شريط الكاميرا، لهذا تبدو السخرية والمعبر عنها بوضوح في الأغاني السريعة، انعكاساً للواقع  الذي يعيشه البطلان، الأول فقير ومعدم والثاني برجوازي مترف تمثله المديرة التنفيذية التي جاءت لتُغيَّر واقعاً بالنسبة اليها ولحكومتها غير مقبول السكوت عليه طويلاً. أرادت اجبار سكان المدينة على دفع فواتير الكهرباء وخلافه هددت بتقديم الممتنعين منهم بتغريمهم  نقدياً أو حتى تقديمهم الى المحاكم

الصراع ظاهر الآن وما على المُخرجين سوى ايصال الحكاية الى ذروتها الدرامية كما في معظم الأفلام الهندية التقليدية، فيشرعان في نقل مشاهد من عمل المديرة في مؤوسستها وبعض تفاصيل حياتها الشخصية المترفة وفي جانب ثانٍ، يسجلان مشاهد من الحياة اليومية للطيب لوها والأحياء التي يأتي اليها تلبية لنداء سكانها من أجل حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي فيها

مشاهد الأسلاك المتشابكة التي تشبه شبكة عنكبوت وحركة أصابع "اللص" الحاذق بينها وكأنها امتداد لذراع روبوت آلي تأتي دوماً بعد عدة تكتيكات يقوم بها لإشغال خصومه من موظفي الشركة، كأن يتعمد ربط أسلاك المحولة الرئيسية في الحي بشكل خاطيء ما يتسبب في ايقافها مؤقتاً واشتعالها أحياناً حتى تتوفر له فرصه البدء بعملية نقل التيار من السلك الرئيس الى الأسلاك الفرعية التي يبدع في ابتكارها، ويفخر بأنها قوية وغير قابلة للتلف السريع. لعبة القط والفأر تجري بين مديرة الشركة وبين لص الكهرباء وهي بدرجة أكبر "لعبة" طبقية بين فقراء الأحياء البائسة وبين دولتهم التي تعجز عن توفير الخدمات لهم، فيضطرون للتعبير عن معارضتهم لها بالامتناع عن دفع فواتير الكهرباء التي لا تصلهم أصلاً إلا ما ندر من ساعات اليوم. لقد أخفقت الدولة في تأمين خدمة كهربائية يشعر الناس بضرورة دفع مبالغ مالية مقابلة لها

لقد انسحب عجز الدولة على مستوى الحياة كلها في المدينة حين تراجع انتاجها من صناعة النسيج، التي كانت تفخر بها، الى مستويات متدنية ونسى سكانها يوماً ان مدينتهم كانت توصف ب "مانشستير الشرق". لم يعد يقوى أصحاب المعامل على انقطاع التيار الكهربائي المستمر عن معاملهم ولم يعد بمستطاعة الجميع دفع ثمن محولات الديزل البديلة. لقد تراجع اقتصاد المدينة بسبب سوء خدمات شركة الكهرباء فما كان أمام المتبقي من معاملها الصعيرة سوى الاستعانة بالشاب الموهوب المتطوع لتوصيل الكهرباء اليها عبر سرقة الكهرباء من أسلاك "الأثرياء". سيغدو الصراع مع شدة ضغط المديرة على سكان المدينة مفتوحاً وعلى خطه ستدخل أطرافاً كثيرة من بينهم رجال السياسية الذين سيلعبون على حبالها طمعاً في  الحصول على أصوات مواطنيها. يسجل الوثائقي حقائق مذهلة طرزها بثوب السخرية اللاذعة لحركة السياسيين الهنود بدءًا من رئيس الوزراء الحالي الى شخصيات كبيرة جاءت اليهم واعترفت بتقصير شركات الكهرباء التابعة لحكومتهم في تأمين ما هو مطلوب منها ووعدوا بحلها. صدقهم البعض ورفضهم الآخر وكان من بين أكثر المتحاملين عليهم والراغبين في طردهم "اللص" البارع لوها. كان يحمل وعياً غريزياً تبلور إثر الصعقات الكهربائية التي كوت جسده

لم يجنِ من كلامهم عملاً فظل عاطلاً إلا من شغله التطوعي كموصل دؤوب للكهرباء في كل وقت ولأي حي، ولهذا فهو لا يثق بوعودهم ولا يريد الاستماع اليهم أصلاً. كان مع التيار الشعبي الذي يريد تصعيد المطالب السلمية، وما سينقله الوثائقي لموجة الاحتجاجات يمثل الذروة الدرامية التي أراد صانعا الوثائقي ختام فيلمهما به ولكن ومع كل الآثار المريرة  التي تركتها مصادمات المتظاهرين مع رجال الشرطة ظل لوها منفرداً، بحزنه، يسير في الشوارع المعتمة في انتظار فرصة مناسبة ليعيد النور اليها فبالنسبة اليه صارت سرقة الكهرباء صنعة لا يحصل منها على مال لكنها تريح ضميره فيظل مشبعاً بالرضى من صناعته للنور. في المقابل وحتى تكتمل عناصر صناعة السخرية الهندية وكي لا يبدو الفيلم منحازاً الى متجاوزي القانون والى "اللصوص" يكتب مخرجاه جملتين على الشريط الأسود تقولان: ان حجم خسارة شركة كيسكو الحكومية من التويصلات اللاشرعية لا تتجاوز 30%! وأن المديرة التنفيذية ريتو مهشواري قد نُقلت الى وظيفة أخرى في مدينة صغيرة. لقد ترك السؤال عن الأسباب المتبقية من نسبة الخسارة المئوية مفتوحاً لمن يريد معرفته، مع أنه في سياق عرضه للمشهد الهندي العام يحيل أسباب المشكلة الى فساد المؤسسات الحكومية بما فيها أجهزة الشرطة وكبار الموظفين الذين يرسخون دوماً مواقعهم على حساب فقراء البلد كما رأينا في حالة مدينة كانبور وشركة كهربائها التي أفرزت نتاجاً ما كان له أن يظهر لولا الحاجة الماسة لظهوره والتي تشبه الحاجة الماسة لوجود الكهرباء في مدينة تشبه مدن الهند الأخرى والتي تعاني أغلبيتها من شح في الكهرباء كما لمح عنوان الفيلم: "عديم القوة"، الى انعدام وجود القوة الكهربائية والأدهى انعدام الرغبة الحقيقية عند حكومات الهند المتعاقبة في حل مشاكل شعب فاق عدده المليار انسان.   

الجزيرة الوثائقية في

11.03.2014

 
 

اتجاهات الفيلم الوثائقي في سينما الواقع (2-2)

عدنان حسين أحمد 

يحدد الناقد السينمائي كاظم مرشد السلّوم أربعة اتجاهات للفيلم الوثائقي وهي "الواقعي، الرومانسي، السمفوني واتجاه السينما عين". ولكي لا نسهب في تأويل هذه الاتجاهات نقول بأن الاتجاه الواقعي يستمد مادته من الواقع مباشرة. أما الاتجاه الرومانسي فهو إسباغ الذات على الموضوع والتعبير عن الانفعال في العمل الفني بحيث يخلق إحساساً عاطفياً وأبرز مَنْ مثّل هذا الاتجاه هو فلاهرتي في "نانوك رجل الشمال". يعتمد الاتجاه السمفوني على المقاربة بين السينما والموسيقى. فالموسيقى تُعبِّر عن عنصر الحركة في الزمان، بينما السينما تُعبِّر عن حركة الضوء في الزمان والمكان. وأفضل مَنْ مثّل هذا الاتجاه هو المخرج الألماني وولتر رتمان في فيلم "برلين: سمفونية مدينة". أما الاتجاه الرابع والأخير فهو "السينما عين" حيث تُصبِح الكاميرا هي البطل، وليس العين البشرية. ولا يعمل هذا الاتجاه على وفق سيناريو مُعّد سلفا. فالسيناريو من وجهة نظر فيرتوف "خرافة ألّفها الأديب"، لكنه يعتمد على المونتاج بشكل كبير.

يرى السلّوم بأن هناك أربعة أشكال لتناول الواقع فنياً وهي إعادة بناء الوثيقة، الملاحظة الطويلة، المعايشة والبناء المونتاجي". ففي إعادة بناء الوثيقة يتم توظيف الظروف الموضوعية نفسها، وبناء البيئة الزمكانية، تماماً كما فعل فلاهرتي في إعادة تصوير "عجل البحر" من قِبل الصيادين في الأسكيمو في فيلم "نانوك رجل الشمال". أما الملاحظة الطويلة فيعني تشغيل الكاميرا لمدة طويلة من الزمن ومراقبة الواقع من دون التدخل في تدفقه أو صيرورته. كما تتيح هذه الكمية الكبيرة من "الرشز" اختيار اللقطات الأكثر صدقاً وتأثيراً، وتصبح عملية ربط الأحداث بسيطة وسلسة. يعتمد الشكل الثالث "المعايشة" على مبدأ التعرّف على الواقع بكل تفاصيلة الدقيقة من دون التفريط بأية معلومة قد تكون مهمة في صناعة الفيلم الوثائقي. ورائد هذا الشكل هو فلاهرتي الذي عاش عدة سنوات مع الأسكيمو في المناطق القطبية قبل تصوير فيلم "نانوك" وأصبح مُلمّاً بتفاصيل حياتهم اليومية. وفيما يتعلق بالشكل الرابع وهو السينما عين، البناء المونتاجي الذي برع فيه دزيغا فيرتوف مفاده أن العين السينمائية ترى ما لا تراه العين الإنسانية. كما لجأ فيرتوف إلى الكاميرا الخفية أو التصوير المفاجئ في محاولة جادة للإمساك بعفوية الأشخاص الذين يتحدثون من دون أن يشعروا بوجود الكاميرا.

السمات الجمالية للأفلام الوثائقية

يشير السلّوم إلى أن الإحساس بالجمال يتمثل بجانبين، الأول بالمعطيات الحسيّة الجميلة المتجسدة في الصورة السينمائية التي يمكن أن تدركها الحواس وتسمّى بالإدراك الحسي. أما الثاني فهو التصور الذي تخلّفه هذه المدركات الحسية وتثير في الذهن صوراً تُستدعى من الخزين الفكري للإنسان.

أما قضية الجمال فيمكن أن نتلمّسه بواسطة نوعين من المُدركات خارجية وداخلية. ويتم تحقيق الإدراك الخارجي بواسطة الحواس الخمس. أما الإدراك الداخلي فيتم عن طريق التأمل الذاتي لحالاتنا النفسية ولمشاعرنا الداخلية وانفعالاتنا الخاصة. وإذا كانت الموسيقى فن الأذن، والرسم فن العين فإن السينما هي فن العقل بكل تأكيد.

يؤكد السلّوم بأن التطور التقني للأجهزة السينمائية قد أضاف الكثير من السمات الجمالية للفيلم الوثائقي فصار بالإمكان مشاهدة نمو زهرة وتفتحها، وتصوير الحياة البريّة والبحريّة

بأدق تفاصيلها، ومراقبة تحرّك الحيوانات بواسطة أجهزة الرؤية الليلية من دون أن تسبب لها أي خوف أو هلع.

وعلى الرغم من أن جريرسون كان يعتبر السينما الوثائقية وسيلة اتصال جماهيرية إلا أنها تحولت شيئاً فشيئاً إلى شكل فني يحاول استقطاب أنظار الناس في كل مكان. وأن نجاح أي فيلم وثائقي سيكون متوقفاً على مراعاته للقيم الجمالية التي تهز المتلقي وتشبع رغباته الروحية العميقة

السينما والتلفزيون

ثمة فروقات جمالية واضحة بين الأفلام الوثائقية التي تُعرض في السينما عن سواها من الأفلام الوثائقية التي تُعرض في التلفزيون. وقد رصد السلّوم بعض الفروقات التي سنأتي عليها تباعاً. وأول هذه الفروق هو حجم شاشة التلفاز التي تظل مهما كبرت أصغر من شاشة السينما. فالفيلم الذي يعرضه التلفاز تكون لقطاته مفصلة ومتوسطة، بينما تستعمل اللقطات العامة في السينما وتضفي بُعداً جمالياً للموضوع الذي يرتكز عليه الفيلم الوثائقي. أما ثاني هذه الفروق فيتمثل في استعمال الصوت حيث توفر صالة السينما ومقاعدها المريحة تلقياً واضحاً وعميقاً، بينما يتشتّت ذهن المتلقي الذي يشاهد التلفزيون بسبب الانشغالات المنزلية. ثمة نقاط أخر تُحسب لمصلحة التلفزيون منها تعدد القنوات الفضائية المتخصص بعرض الأفلام الوثائقية وأبرزها "الجزيرة الوثائقة"، "الناشينال جيوغرافيك" والـ "بي سي الوثائقية" التي وفّرت الكاميرات وأجهزة الإضاءة ذات التقنية العالية، وخصوصاً الكاميرات التي تصور بالطريقة البطيئة لمراقبة نمو النباتات أو لمراقبة سلوك الحيوانات لمدة طويلة. أما النقطة الرابعة فتتمثل في بروز جمهور كبير يتابع الأفلام الوثائقية التلفازية لأسباب متعددة منها ولعه بالشخصيات الأدبية والفنية والسياسية أو شغفه بحياة البراري أو الحياة في أعماق البحار الذي ظلت مُبهمة وغامضة إلى وقت قريب.

يتمحور الفصل الرابع والأخير من "سينما الواقع" على تطبيقات عملية توخّى منها السلّوم  أن يطبِّق العناصر السبعة التي تتناول الواقع في الفيلم الوثائقي وهي "السرد الفيلمي، التصوير، المونتاج، المكان، الزمان، الصوت والشخصيات". وقد انتقى أربعة أفلام وثائقية لهذا الغرض وهي "الأرض" للمخرجين ألستر فوثرغل ومارك لينفيلد اللذين اعتمدا شكل المعايشة، و"القرار الأخير" لأنور الحمداني الذي اعتمد على إعادة بناء الوثيقة أو "إعادة بناء الحدث"، و"أبوكاليبس" لأربعة مخرجين بضمنهم إيزابيل كلارك التي اعتمدت على شكل البناء المونتاجي، و "عالَم الطيور" الذي تمّ الاعتماد فيه على الملاحظة الطويلة. وبما أن السلّوم يحاول تطبيق العناصر السبعة آنفة الذكر على هذه الأفلام الوثائقية فسنكتفي بتناول فيلم "الأرض" لفوثرغل ولينفيلد لأنه يقدِّم لنا الرؤية النقدية للسلّوم وطريقة تحليله للأفلام الوثائقية التي يشاهدها

يتناول فيلم "الأرض" التغييرات التي تمرّ بها الكرة الأرضية خلال عام كامل حيث تنخفض درجة الحرارة في القطب الشمالي إلى ما دون الصفر بكثير، بينما ترتفع في مناطق أخرى إلى درجة لا تُطاق. وفي كلا الحالتين ثمة مناخ لا يُحتمل، هذا إضافة إلى وعورة التضاريس، وقسوة الطبيعة التي تحتاج إلى ترويض في كثير من الأحيان. صُوِّر هذا الفيلم بأسلوب المعايشة حيث رافقت الكاميرا الحيوانات لآلاف الأميال كي تصوّر تفاصيل حياتها والمخاطر الجدية التي تواجهها وهل بالإمكان تفادي هذه المخاطر أم لا؟

يتميّز فيلم "الأرض" بصيغة السرد الموضوعي حيث يركِّز المخرجون الأربعة على كروية الأرض، وشروق الشمس وغروبها قبل أن يتنقّل بين المناطق المنجمدة، والحارة، أو بين السهول والمناطق الوعرة أو الصحراء الموحشة، لكنه يأخذ القطب المنجمد كأنموذج لقساوة الطبيعة حيث تعيش الدِببة تحديداً إضافة إلى بعض الحيوانات الأخرى التي ترصدها عين الكاميرا المُحايدة مثل العصافير والنوارس والطيور والبط والنعام والقطط البريّة وما إلى ذلك.

اعتمد المخرج على اللقطات العامة من دون أن يغفل اللقطات المتوسطة والقريبة في كثير من الأحيان خاصة في تصوير الطيور الصغيرة التي تتعلم المشي والطيران، بل أنه عمد إلى توظيف الحركة البطيئة التي تصوِّر سقوط هذه الطيور الصغيرة التي تغادر أعشاشها أول مرة برفقة الأمهات. لقد أكثرَ المخرج من اللقطات العامة التي تصور هجرة فِيلة الأحراش الأفريقية التي تقطع مسافات طويلة جداً بحثاً عن الماء والغذاء. كما استعمل هذه اللقطات العامة في مطاردة الذئاب لقطعان الأيائل في المناطق القاحلة، وحينما يقترب الذئب من فريسته ينصّب تركيز المصوِّر على اللقطات المتوسطة أو القريبة كي يشحن عواطف المتلقي ويستفزها في هذه اللحظة الحاسمة التي تصور كفاح الحيوان من أجل البقاء على قيد الحياة.

اتبع المخرج أسلوب التسريع والإبطاء في العملية المونتاجية التي خدمت الفيلم ومنحته شحنة كبيرة من العواطف التي تتصاعد في مراحل مختلفة من الفيلم ولعل أشدها هي اللحظة التي يقترب فيها الذئب من فريسته ليطوي صفحة الصراع المريرة بين الذئب الجائع وفرائسه التي تنشد البقاء لأطول مدة ممكنة. لقد أسفر أسلوب الملاحظة الطويلة عن نجاح منقطع النظير في تصوير عمليات النمو البطيئة للأزهار أو ذوبان الثلوج الذي يحتاج إلى وقت طويل بعض الشيئ الأمر الذي يتيح للمتلقي فرصة نادرة للتأمل والاستغراق.

لقد تمّ تفعيل الشريط الصوتي من خلال بعض مفرداته، فالفيلم يخلو من الحوار لكن المخرج لجأ إلى توظيف الصمت في المشاهد الافتتاحية على الرغم من خطورته ذلك لأن الحياة موجودة في الكهوف وأوجار الذئاب وبقية الحيوانات الأخر، وأوحى لنا بخلو المكان القطبي من الصوت والحركة، كما أظهر اللون الأبيض المُهيمن على الطبيعة القطبية خصوصاً في فصل الشتاء، ولم ينسَ المخرج أن يوظف المؤثرات الطبيعية مثل صوت الشلالات في الغابة. كما كان التعليق الذي تخلل بعض جوانب الفيلم قصيراً ومركَّزاً ووافياً بالغرض من دون أن يقع في فخ الإسهاب والمبالغة

لا شك في أن المكان في القطب الشمالي كان قاسياً، لكنه ليس فقيراً على الرغم من هيمنة البياض الثلجي على كل بقعة فيه تقريباً. وقد اكتشف المخرج ثراء هذا المكان المنجمد من خلال أسلوب الملاحظة الطويلة. ومع ذلك فقد لجأ إلى التنوع المكاني حيث أظهرَ لنا الصحراء بحرارتها، وفظاظة شمسها، وشحّة مصادر غذائها، كما لفت الانتباه إلى كونها مكاناً للموت والقسوة والافتراس.

أما الزمن في هذا الفيلم فقد وظّفه المخرج من خلال تصوير الغيوم التي تنذر بعواصف قد تدمِّر الغابات. كما يمكن تلمّس الزمن في تفتح الزهور وذوبان الثلوج وما إلى ذلك من معطيات تقترن بالزمن أو تشير إليه من طرف غير خفي.

بقي أن نشير إلى العنصر السابع والأخير في تناول الواقع في الفيلم الوثائقي وهو الشخصيات التي اقتصرت من وجهة نظري ليس على الحيوانات والطيور حسب، وإنما امتدت إلى مجمل عناصر الطبيعة التي رصدتها الكاميرا. ومع ذلك فيمكننا الإشارة إلى أن الشخصيات الرئيسة في فيلم "الأرض" كانت تتمثل بالدِببة القطبية، وخصوصاً الأم ودبّيها الصغيرين اللذين كانا يتعلمان الصيد وتحصيل الغذاء اليومي، وفِيلة الأحراش الأفريقية، والحوت الأحدب، هذا إضافة إلى الذئاب والكم الهائل من قطعان الأيائل والطيور التي تحتشد بها الغابات. وفي الختام يركِّز الناقد كاظم مرشد السلّوم على أن السينما الوثائقية لا تعتمد على الكاميرا فقط، بل تعدتها إلى الغرافيك وبرامجيات الحاسوب ولعل إشارته الذكية إلى ضربات أقدام الذئاب على الجليد وظهور ذراته المتطايرة ناجمة عن عين نقدية مُدرّبة قادرة على التقاط اللمسات الفنية التي قد تمرّ على عين المشاهد العادي مرور الكرام. لابد من الإشارة إلى أهمية الموسيقى التي تألق فيها جورج فنتن ومنح الفيلم بُعداً صوتياً لا يقل أهمية عن صورته البصرية المبدعة.

وفي ختام هذه القراءة النقدية لـ "سينما الواقع" لابد لي من القول بأن كاظم مرشد السلّوم ناقد حاذق يتوفر على عدة نقدية متطورة تتشذب يوماً بعد يوم لكن هذا لا يمنع من إبداء بعض الملاحظات الجوهرية عن هذا الكتاب وأولها حصر المقتبسات الستين بين أقواس كي يعرف القارئ طبيعة الاقتباس وحدوده، وربما يرجع هذا القارئ العضوي إلى فحصها وتدقيقها أو التوسع في قراءتها. وثاني هذه الملاحظات هي كثرة الأخطاء الإملائية واللغوية التي تفسد على المتلقي متعة القراءة وكان بالإمكان تجاوزها بعرض المخطوطة على مصحح لغوي. وآخر هذه الملاحظات هي خطأ الناقد في لفظ العديد من الأسماء الإنكليزية سواء في أسماء الأشخاص أم عناوين بعض الأفلام. ومع ذلك تظل هذه الزلات العابرة مثل الأدغال التي لا تضر الغابة ولا تعوق نموها ولكنّ هذه الغابة النقدية ستبدو أجمل بالتأكيد لو شذّبها السلّوم من بعض الهنات والعيوب اللغوية وهو قادر على ذلك بكل تأكيد.

الجزيرة الوثائقية في

12.03.2014

 
 

11 فيلما عربيا حديثا يعالج الراهن الشخصي والعام

بيروت- الجزيرة الوثائقية 

حمل الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) هموم السينما منذ العام 2007، وحط رحاله في بيروت الأسبوع الجاري لتقديم دورة عام 2014، عارضا أفلاما متنوعة الأصناف بين الوثائقي والروائي والتسجيلي، لفنانين من لبنان وفلسطين والأردن ومصر وتونس واليمن والجزائر.

تجري العروض في سينما متروبوليس، وجرى اختيارها من بين عشرات الأفلام الأخرى المدعومة من الصندوق، وتمثل مختلف الدول العربية. "الهدف ليس تقديم أفلام جديدة فقط، إنما تأمين منصة إضافية لكي يطلع عليها جمهور مختلف لم يسبق أن تعرف على الأفلام"، بحسب ما صرحت به ريما المسمار-مديرة القسم السينمائي في الصندوق ل"الجزيرة دوك".

وعرضت مسمار للصيغة المعتمدة التي يرسو عليها الاختيار ذاكرة أنها تتم عادة وفق معيارين أساسيين: الأول، أن لا تكون الأفلام قد عرضت سابقا، ونعطيها الفرصة للعرض ومشاهدة الجمهور لها. ثانيا، الأسبوع هو لتعريف الأفلام والمخرجين والترويج لها، وإذا كان العرض يتعارض مع استراتيجية المخرج أو صاحب الفيلم أو المنتج أو الموزع فلن نعرضه، ونترك له فرصة العرض العام المقبل”.

موضوعات
يضم البرنامج أحد عشر فيلما وثائقيا وروائيا وقصيرا أنجزت بين 2012 و2014، تعرض للمرة الأولى في بيروت، ويشكل كل منها مرآة لمخرجه ومجتمعه.

تؤكد مسمار أن "الصندوق لا يتدخل في موضوعات الأفلام، ولا في بقية الأقسام، والأصناف التي يدعمها، فالمخرج أو الكاتب يحدد لنفسه ما يراه مناسبا، وعليه تتنوع الأفلام بين الوثائقي والروائي والتسجيلي”.

من الأفلام ما يركز إلى الحنين للوطن، خصوصا إذا كان الوطن يطعن في صميم العاطفة الانسانية المرافقة للجوء، كقضية فلسطين، مثل "حبيبي بيستناني عند البحر" لميس دروزة، وهو وثائقي من 80 دقيقة، انتاج 2013، يروي حكاية لقاء المخرجة حبيبها المتخيّل "حسن" في رحلة العودة إلى فلسطين، رحلة أولى تبدو شبه مستحيلة إلى الوطن الأم قبل حصولها، تلتقي خلالها شخصيات، تبحث في كل منها عن "حسن"، وعن مدى تتأقلم فيه من أجل البقاء على قيد الحياة في محيطها الغريب.

من الوثائقيات ما ينتقل إلى اليمن، جامعا بين الرواية الشخصية ومنها إلى الواقع العام، كما في "بيت التوت" لساره إسحق، 65 دقيقة، 2013، يوثق الفيلم لقضايا شخصية في لقاء عائلي دائم التوتر الذي ينتقل إلى الميدان العام ليصير تمردا شعبيا غامرا. يعالج الفيلم العادات والصلات العائلية والاجتماعية وبروز دور النساء كجزء اساسي من الأحداث اليمنية.

ومن الوثائقيات الجامعة بين العام والخاص، فيلم "طيور أيلول" لساره فرنسيس، 93 دقيقة، 2013، تجتاز بيروت شاحنة على شكل صندوق زجاج، تستكشف المدينة،  وداخلها تبوح مجموعة من الشخصيات من أهل المدينة بحكاياتها وبلحظات حميمية واعترافات شخصية.?

تتناول ندين خان في "هرج ومرج"، روائي طويل، 76 دقيقة،2012، زكي ومنير يحبان الفتاة عينها، منال، لتجد نفسها محل رهان على مباراة كرة قدم بينهما، حيث الرابح يفوز بالزواج بها. تعكس هذه الحكاية شباب كرة القدم و"البلاي ستايشن" في أسلوب عيش استهلاكي حديث.

فيلم "القلق" لعلي شري، روائي قصير 20 دقيقة،2013، يجمع بين التكنولوجيا والتطور العلمي، وتوظيفها في معالجة أزمة الهزات المتتالية التي تضرب المنطقة، ويربط الفيلم بين الزلازل الطبيعية، وأحداث المنطقة.

ومنذ 2010، تاريخ اندلاع التحركات الشعبية في مختلف الأقطار العربية، تبدو آثار الأحداث وكأنها أنضجت تاثيرات شتى في السينما، فتناولت بعض الأفلام ارتدادات التحركات الشعبية على المخرجين والكتاب والمنتجين، وعرض كل منهم أحداث بلده من زاوية خاصة. ففي "أريج" لفيولا شفيق، وثائقي، 90 دقيقة، 2014، تكتشف أنّ الأمور تسوء بعد الأحداث، حيث ثورتان وقصة مدينة السويس المصرية المدمرة. يعود الفيلم بالذاكرة إلى أيام جميلة قبل الدمار الذي شهدته المدينة.

ومن مصر أيضا، فيلم روائي طويل "فرش وغطا" لأحمد عبدالله، 86 دقيقة، 2013، يستلهم الأحداث المصرية، ويروي ثلاثة أيام في حياة بطله الهارب من السجن خلال الأيام الأولى لسقوط الشرطة في مصر بعيد ثورة 25 يناير، يعرض معاناته و اكتشافه لما حدث في البلاد.?

إلى أحداث العراق مع "حديقة أمل" لنادية شهاب، وثائقي 32 دقيقة، 2012،
عاشت "أمل" و"مصطفى" حياة طويلة معاً في شمال العراق. تقرر "أمل" تجديد البيت بعد عقد من الحرب، بينما ينسحب مصطفى الثمانيني إلى براري حديقة المنزل. فيلم شعري مؤثر لزوجين يأملان بعراق جديد.

"نايشن إستايت" للاريسا صنصور، روائي قصير 9 دقائق، 2011، يتناول أزمة الشرق الأوسط بطابع ساخر. الصراع في فلسطين قد وصل إلى خواتيمه، والفلسطينيون حصلوا على دولتهم ممثلة ببناية ذات تقنية عالية تقع في الضفة الغربية وتعرف باسم "نايشن إستايت".

"موج" لأحمد نور، وثائقي، 70 دقيقة،  2013، عودة إلى مصر الحاضر والماضي، واستشراف المستقبل بمزيج من مشاهد الرسوم المتحركة والمواد الأرشيفية والمشاهد المصورة بجمالية تميل إلى الشاعرية والتأمل.

فيلم من عمل جماعي "موسم حصاد" لميس دروزة، ونسيم أمعوش، وأريج سحيري وسامح زعبي، وثائقي 80 دقيقة، 2012، مكوّن من أربعة أفلام من العالم العربي، تدور في أربع مدن بهدف كسر الحواجز الجغرافية والسياسية على مستوى هذه المنطقة عن طريق جمعهم في مشروع فني ثقافي واحد.

آفاق
أضاءت ريما المسمار على مؤسستها "آفاق” التي تأسست 2007 من قبل مثقفين ورجال أعمال عرب يهتمون بدعم الثقافة والفنون و"الهدف خلق مؤسسة تعنى بدعم المثقفين العرب، وتحاول أن تعزز المشهد الثقافي وتعزز أعمال الفنانين، ومنجزاتهم، وتخلق فرص تواصل بينهم ومع العالم الخارجي"، بحسب مسمار.

تركز فكرة الصندوق على تأمين منح لست فئات هي الموسيقى، والأدب، والفنون الأدائية، والفنون البصرية، والبحوث، والنشرات الاقليمية، ويقدم الصندوق مجموعة منح سنويا تغطي مشاريع من 19 دولة عربية.

مسمار أفادت أن الصندوق "دعم 150 فيلما سينمائيا منذ 2007، وقد يكون الدعم لمراحل من صناعة الأفلام، كما دعم مهرجانات، وورش عمل بحسب حاجة المشاريع المقدمة إن للكتابة أو المونتاج وما شابه”.

وخلصت إلى أن خطوة "الأسبوع" انطلقت من ملاحظة أن "المشاريع التي ندعمها،  وغالبية  المشاريع السينمائية العربية الأخرى، تعرض في مهرجانات وتلاقي الاستحسان، إنما خارج إطار المهرجانات يفتقد الاهتمام، وتغيب فرص العروض، وتبقى الأفلام في خزانات أرشيف أصحابها. والأسبوع يهدف إلى معالجة هذه الإشكالية على المدى الطويل".

الجزيرة الوثائقية في

12.03.2014

 
 

مشاهد من حوادث واقعية

فيلم «أولاد أبوغريب» الصداقة في زمن الحرب!

عبدالستار ناجي 

حدد يوم 28 مارس الحالي، مودعاً لاطلاق فيلم «اولاد ابوغريب»للمخرج لوك موران «او- لوقاموران»الذي عرفناه ممثلا ومنتجاً ومخرجا ومن أعماله فيلم «كاتش- 2010»و«اصغر الى قلبك - 2010»كما قام بانتاج جميع اعماله، وفي هذه المرة يذهب الى موضوع في غاية الحساسية، حيث علاقة صداقة تجمع بين جندي أميركي وسجين عراقي من سجناء «سجن أبوغريب»الشهير.

فيلم، منذ الوهلة الاولى، يذهب بك الى عالم من الشخصيات.. شخصيات من لحم ودم.. واحاسيس انسانية.. بعضها جاء إلى المكان، محملاً بأفكار وصور سابقة، لهذا يأتي التعسف.. والتعامل القاسي.. الذي خلف لاحقاً، ما سمي بفضائح سجن «ابوغريب».

بينما يشتغل هذا العمل، ومنذ اللحظة الاولى، على موضوع العلاقة الانسانية، سواء تلك التي تجمع الجنود الاميركان، بين بعضهم بعضاً، وبين الجنود والمساجين العراقيين، من جانب اخر.

ونتابع حكاية وصول مجموعة من المجندين للخدمة في العراق، في عام 2004، بالذات، في سجن «ابوغريب»، والذي يوصف، بانه اكبر سجن في العالم، يجمع خلف قضبانه اعتى المجرمين، كما يأتي على لسان احد كبار الضباط الاميركان في الفيلم.

ثم يرحل بنا الفيلم، الى المواجهات بين الجنود والسجناء، حيث العنف يولد العنف..ما يجعل الجنود الاميركان في حالة دائمة من التحفز.. والعنف لسبب او بدونه.

لا شيء لمواجهة ذلك العنف والخطر من قبل السجن، الا الحدة.. والقسوة.. والصرامة.

وعلى مدى الدقائق الاولى، نشاهد اضعاف من التحقيقات.. وبالتالي المواجهات.. وايضاً الاساليب في التعذيب او تلك التي توصل الى الاعترافات.

وسط ذلك المناخ المتوتر.. والقابض.. والحابس للانفاس. تنشأ علاقة بين سجين عراقي ومجند أميركي.. لان ذلك السجين يرى في هذا المجند «انسان»حقيقي، يتعامل مع الجميع، بالذات، المساجين بكثير من الانسانية. والانفتاح.. دونما عقد او مواقف مسبقة. عدوانية على وجه الخصوص.

حوار يومي يتطور، بين ذات السجين في زنزانته وهذا المجند، يمتد ساعات طويلة، حديث عن كل شيء، الوطن.. والاسرة.. والذكريات.. عندها يبدأ المجند في الدفاع عن هذا السجين، ومحاولة اثبات براءته.

حيث يواجه من بقية زملائه المجندين والضباط، بانه منهم بتفجير مقهى وقتل أكثر من «18»شخصاً ولهذا يجد ذلك السجين نفسه، وسط عاصفة من التحقيقات والتعذيب.. ولا يمتلك المجند الذريعة للدفاع عنه.

وتمضي الاحداث.. الى ان الصداقة في زمن الحرب تبدو مثل المعادلة الصعبة.. بل انها المعادلة النادرة.. رغم البراءة .. بشخصية المجند جاك فارمر يطل علينا لوك موران.

وهو مخرج الفيلم ومنتجه.. اما بدور السجين العراقي «غازي حمود»فنشاهد الممثل عميد الطجي. وهو من الفنانين النشطين في السينما الاميركية، شاهدناه في الفيلم «ارغو»مع النجم والمخرج بن افليك، وفيلم «اخوة»اخراج جيم شريدان وفيلم «محيط اللآلئ»مع المخرج سراب فيلام. ويومها قدم الطجي اهم اعماله وشخصياته.

ونعود الى بيت القصيد، فيلم «اولاد أبوغريب»سينما شديدة الواقعية، وهو من أكثر الافلام الواقعية، التي شاهدنها، في الفترة الاخيرة، والتي تتناول موضوع التواجد الاميركي في العراق.

قام بتصوير الفيلم مدير التصوير بيتر هولند الذي صور افلام «ماتريكس»و«غابرئيل»وكماً ضخماً من المسلسلات التلفزيونية.

وصاغ الموسيقى التصويرية دان موروكو الذي سيظل العالم يتذكره في الموسيقى الرائعة لفيلم «زيرو دارك ثيرتي - 2012»و«اروغو- 2012»وبراذر هود 2010.

أهمية فيلم «اولاد أبوغريب»ان التفاصيل الدقيقة الاحداثيات الفيلم مستقاة من حوادث حقيقية«قاسية».. تجعلك كمشاهد حينما تخرج من الفيلم تطلق زفره كبيرة.. تحمل الكثير من الدلالات.. وهنا دور السينما في دعوتنا الى التفكير والتأمل.. وقبل كل هذا معايشة اللحظة بواقعية شديدة.

النهار الكويتية في

12.03.2014

 
 

«قدرات غير عادية»

مغامرة سينمائية جديدة لـ «داود عبدالسيد»

القاهرة - أحمد الجندي 

نفى فنان السينما المخرج الكبير داود عبدالسيد ما تردد ونشر مؤخرا عن فيلمه «قدرات غير عادية» الذي يقوم بتصويره حاليا انه سيكون من بين أفلام الموسم الصيفي المقبل التي ستعرض للجمهور وانه تحدد موعد عرضه بالفعل خلال هذا الموسم من جانب شركة «نيوسنشرى» داود عبدالسيد أكد أن كل ما تردد غير صحيح ولا أعرف من أين أتى من ردد أو نشر هذا الكلام بهذه المعلومات التي لم أصرح بها لأحد وكذلك مسؤولو الشركة المنتجة وقال طوال مشواري السينمائي لم ارتبط بموعد عرض لأي فيلم من أفلامي أثناء فترات تحضيره أو تصويره ودائما ما يكون تحديد عرض أفلامي بعد أن انتهى منها تماما واقصد الانتهاء من كل العمليات الفنية للفيلم وليس انتهاء التصوير فقط.

وأضاف: بل إنني ارفض أن يتحدث معي أحد عن موعد عرض الفيلم أثناء تصويره وارى أن هذا يضع عبئاً وضغطاً على فريق عمل الفيلم وأفضل أن يأخذ الفيلم حقه ووقته من التحضير والتصوير والتجهيز بهدوء وروية وعلى مهل حتى يخرج العمل بشكل جيد ولائق

قدرات غير عادية هو الفيلم الذي يعود به داود عبدالسيد إلى السينما بعد أربعة أعوام منذ أن قدم آخر أفلامه «رسائل البحر» عام 2010 وهذا هو دأب هذا المخرج الكبير حيث يأخذ وقتا طويلا جدا بين كل فيلم وآخر وهذا ما جعل أفلامه قليلة العدد عالية القيمة وأصبح كل فيلم جديد يقدمه بمثابة حدث فني وسينمائي بل وثقافي تحتفل وتحتفي به الأوساط هذا الفنان السينمائي الكبير الذي كتب أفلامه بنفسه من اختيار ثلاثة من أفلامه ضمن قائمة أهم 100فيلم عربي التي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الأخير في نهاية العام الماضي أثناء دورته العاشرة وهي أفلام «الكيت كات» 1991 و«أرض الخوف» 1999 و«رسائل البحر» 2010.

النهار الكويتية في

12.03.2014

 
 

في ختام مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما

خالد أبوالنجا أفضل ممثل.. و«هرج ومرج» أفضل فيلم.. وتكريم نور الشريف

القاهرة - حسن أحمد 

اختتمت مساء أمس الأول الجمعة، فعاليات الدورة الـ62 من مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، بحضور الأب بطرس دانيال رئيس المهرجان، والأب كمال لبيب الرئيس الاقليمي للرهبان الفرنسيسكان في مصر وعدد من نجوم وصناع السينما المصرية.

تضمن حفل الختام فقرات استعراضية قدمتها طالبات المعهد العالي للباليه، كما شهد تكريم المخرج الكبير سعيد مرزوق الذي أجرى خلال العام الماضي جراجة لبتر أحد قدميه، وحضر الحفل على كرسي متحرك، وظل الحضور يصفقون له ما يقرب من 3 دقائق، وكذلك تم الاعلان عن تكريم المطرب علي الحجار ولكنه لم يحضر، كما تم تكريم الفنان الكبير نور الشريف الذي بدا على وجهه علامات المرض، حيث عاد من رحلة علاج في لندن قبل تكريمه بساعات قليلة، ولفت الأنظار حضوره الحفل بصحبة زوجته السابقة الفنانة بوسي، فيما تغيبت ابنتاه سارة ومي.

وتولت الفنانة الهام شاهين، تقديم الفنان نور الشريف على خشبة المسرح ووصفته بأنه أستاذها، حيث قدمها لأول مرة على شاشة السينما في فيلم «العار».

وصعدت لجنة التحكيم على المسرح، وضمت المخرج مجدي أحمد علي رئيسا، وعضوية الموسيقار هاني مهنى، والسيناريست سيد فؤاد، والناقد نادر عدلي، ومدير التصوير سمير فرج، فيما تغيبت الفنانتان ليلى علوي ونهال عنبر، وأعلنت لجنة التحكيم عن الجوائز، حيث فاز فيلم «هرج ومرج»للمخرجة نادين خان، بجائزة أفضل فيلم وعن نفس الفيلم فاز السيناريست محمد ناصر بجائزة أفضل سيناريو والمونتيرة دينا فاروق بجائزة أفضل مونتاج والفنان الكبير صبري عبدالمنعم بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. وحصل الفنان خالد أبوالنجا على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «فيللا 69»للمخرجة آيتن أمين، وحصل الفيلم أيضا على جائزة أفضل تصوير لحسام شاهين، وشهادة تقدير للفنانة الشابة هبة يسري، كما حصلت الفنانة فرح يوسف على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الشتا اللي فات»للمخرج ابراهيم البطوط، وحصل الفيلم أيضا على جائزة أفضل موسيقى تصويرية لأحمد مصطفى صالح، فيما حصلت كل من الفنانتين نجلاء يونس ومنى الشيمي على شهادتي تقدير عن دوريهما في فيلم «عشم»

للمخرجة ماجي مرجان.

من جانبه، عبر الفنان الكبير نور الشريف عن سعادته بالتكريم في مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، مؤكدا أن المركز الكاثوليكي يعتبر من أهم المؤسسات التي ساهمت في نشر الثقافة السينمائية لسنوات طويلة. وقال نور الشريف بعد تكريمه في المهرجان: حضرت خصيصا من لندن لتسلم درع تكريمي، حيث كنت أجري بعض الفحوصات الطبية هناك، وأشعر بعد هذا التكريم وحفاوة استقبال الجمهور الذي حضر المهرجان أنني استعدت عافيتي، فتكريمي من المركز الكاثوليكي له معنى مهم جدا في نفسي، ومختلف عن أي تكريم آخر، خاصة أنني أدين بالفضل لهذا الصرح الثقافي في تكوين شخصيتي الفنية وثقافتي السينمائية.

وأضاف نور: عندما كنت طالبا في الاعدادي، كنت أذهب الى مكتبة المركز الكاثوليكي، وفي احدى المرات فوجئت بوجود أستاذي فيما بعد الفنان جلال الشرقاوي حيث كان يجري بحثا عن السينما، وفي تلك المكتبة قرأت كل الكتب المترجمة عن السينما.

النهار الكويتية في

12.03.2014

 
 

الفيلم الإسباني «بياض الثلج» بابلو بيرغر..

طاقات إبداعية متجددة

عمان  -  ناجح حسن 

شهدت السينما الأسبانية في الأعوام الاخيرة، موجة من الانتعاش والازدهار على الصعيدين الجمالي والدرامي بحيث استطاعت أن تتبوأ مكانة لائقة في السينما العالمية وفي السينما الأوروبية خاصة، وان ترفد عشاق الفن السابع بالوان من التيارات ذات الاساليب المبتكرة والمشرعة على ثقافات إنسانية متباينة.

ومن بين تلك الاشتغالات اللافتة يحضر الفيلم الروائي الاسباني الطويل المعنون «بياض الثلج» للمخرج بابلو بيرغر وذلك ضمن الدورة الثانية لاسبوع افلام المرأة الذي يواصل فعالياته في صالة سينما الرينبو بتنظيم من الهيئة الملكية للافلام، وفيه تبدو تلك الطاقات السينمائية المتجددة في تناول حكاية شائعة في الادب العالمي (سنو وايت والاقزام السبعة) وتحويلها الى بيئة اسبانية مزنرة بجماليات السينما الصامتة كتحية من صناع الفيلم الى الفن السابع.

كثيرا ما تجسدت حكاية (سنو وايت والاقزام السبعة) المُستمدة من قصة بياض الثلج للاخوين غريم في افلام الرسوم المتحركة بأميركا تحديدا، وذلك ضمن أنتاجات استوديوهات والت ديزني، والتي جرى تقديمها خلال البدايات الاولى للسينما في اشتغالات متباينة.

في الفيلم الاسباني الذي انجز حديثا العام (2012)، تبدو التجربة مغايرة لكثير من الاعمال السابقة، ففيها يخوض صناع الفيلم باحداث القصة من داخل بيئتهم الثقافية، والتي يسبغون على القصة احداث تتناغم مع هموم وامال حقبة زمنية عاشها المجتمع الاسباني بتقاليده المتعارف عليها ابان عقد العشرينات من القرن الفائت.

تذهب كاميرا الاسباني بيرغر الى جنوب اسبانيا، حين يقوم مجموعة أقزام من مصارعي الثيران بانقاذ حياة امرأة شابة فقدت ذاكرتها، ويأخذونها للعيش معهم. لا تعرف اسمها ولا تذكر أي شيء عن ماضيها، فيطلق عليها الأقزام اسم «بياض الثلج»، لكنهم يكتشفون لاحقا أنها حقاً كارمن، ابنة مصارع الثيران الشهير أنطونيو فيلالتا وأنها تمرّست هي أيضاً على المصارعة.

الفيلم الحائز على الكثير من الجوائز داخل وخارج اسبانيا لتميزه وفرادته في استلهام الفكرة والاشتغال عليها برؤى انسانية عذبة تليق بالابداع السينمائي وكأنه يوجه تحية الى تلك القامات الرفيعة بالسينما الصامتة، وتبدو في الفيلم تلك المختارات الموسيقية الآسرة من فنون الفلامنجو والتي تتصاعد على حلبة مصارعة الثيران امام المجاميع، فضلا عن تلك المواقف الكوميدية ذات الدعابات الذكية لدى ابراز العلاقة التي تجمع بين الفتاة والاقزام السبعة.

وتبدو في الفيلم تلك الاهتمامات بالامكنة التي تسري فيها الاحداث والتي تنجح الكاميرا في اقتناص مناخاتها بلقطات ومشهديات اللونين الاسود والابيض، وهي تفيض بمفردات من الطبيعة الخلابة او على خلفية الحوارات التي تدور بين الشخوص في القصور الفخمة والبيوت العادية أو داخل عربة مصارعي الثيران في تجوالهم.

تبدو براعة المخرج في طرح أسلوبيته الثرية في النهل من لغة الصورة، وهي تحاكي موضوعات وقضايا إنسانية مفعمة بالأحاسيس والمشاعر النبيلة، والنتيجة ان مثل هذا العمل يعيد الثقة والامل للسينما الاسبانية بعد أن انتاب البعض الإحساس بانها تسير أو كادت أن تنزلق في ركام تلك النوعية من الأفلام الهابطة.

ولئن كان اسم المخرج السينمائي الأسباني المخضرم كارلوس ساورا، قد عوض بقائمة أفلامه المنجزة في أكثر من حقبة زمنية ذلك التقصير الفاضح في مسار السينما الأسبانية عموما، فان ذلك لم يحل أيضا من وجود العديد من الأسماء القادمين من بلدان ناطقة باللغة الأسبانية من ذوي الشهرة العالمية، قبل أن تقود موجتهم السينمائية إلى ميلاد جيل شاب اخذ على عاتقه عملية النهوض بالسينما الأسبانية، تماما كما برز في أسماء بيدرو المودفار، اليخاندور امينابار، رافاييل سكولار.. وسوى ذلك ممن أعقبهم من المخرجين والمخرجات الشباب الجدد الذين بشروا بمشاريع أفلامهم الأولى عن ميلاد تيار سينمائي لافت يمتلك خصوصيته الإبداعية، بعد أن توفرت لهم امكانيات إنتاجية وتوزيعية داخل منظومة من تدابير وفرص ومبادرات إنتاجية مستقلة أو مشتركة.

الرأي الأردنية في

12.03.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)