كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

وحيد حامد:

مرسى "طاغية" هزلى فى الجزء الثانى من "الجماعة".. والإخوان سينتهون

حوار علا الشافعى والعباس السكرى

 

فى الجزء الثانى من حواره مع «اليوم السابع» يتنبأ الكاتب الكبير المبدع وحيد حامد، بالنهاية الحتمية لجماعة الإخوان المسلمين، ويؤكد اختفاءها من على الساحة عاجلا أو آجلا شأنها شأن الجماعات التى طفت على السطح منذ ظهور الإسلام ثم اختفت مثل «الخوارج» وطائفة «الحشاشين» وغيرهما بعدما بانت أغراضهم السياسية.

ويتحدث الكاتب الكبير فى حواره عن المرأة فى حياته، وأحوال السينما المصرية وما آلت إليه من انهيار محمّلا مسؤولية تدميرها لمنتجيها، ويكشف سر بقاء العندليب عبدالحليم حافظ والفتى الأسمر أحمد زكى على القمة مع قرب حلول ذكراهما.

·        منذ 25 يناير إلى الآن.. ما الذى تغير فى سلوك المصريين اجتماعيا وأخلاقيا؟

- الثورة أظهرت فى المصريين أفضل ما فيهم وأقبح ما فيهم أيضا، وللأسف خلال السنوات الثلاث الماضية، الأفضل أصبح فى تناقص والأقبح فى تزايد مستمر، وتغيرت أخلاق المصريين وضاقت عقولهم وأفئدتهم والبشاشة التى كانت تعلو وجوه المصريين تلاشت وحلت محلها الكآبة، وانتهى الالتزام، رغم أن الدين ألزمنا أخلاقيا بأشياء يجب فعلها ولم نفعلها، وطغت الفوضى بكل مكوناتها على المجتمع، وأذكر أننى رأيت فى طفولتى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وعشت أيام النكسة عام 1967 وعاصرت حرب أكتوبر عام 1973 وأيام الزلزال مطلع التسعينيات، وأكاد أجزم أنى لم أر مصر فى حالة أسوأ مما نحن فيها الآن، وربما هذه الحقيقة تغضب الكثير، لكن من يريد أن يكذبنى يأتى لمناقشتى وأنا على استعداد كامل لمناقشته، أو يجوب شوارع مصر ومحافظاتها التى أصبح حالها أكثر سوءًا من العاصمة، وأقولها للجميع «هو اللى يقول الحق يبقى كفر».

·        من المشهد الحياتى القائم الذى يصفه الكثيرون بـ«العشوائية وتكريسه لصناعة الفرعون» إلى المشهد الإعلامى.. ما رؤيتك للمحتوى الذى تقدمه برامج التوك شو السياسى؟

- أخشى على المشير السيسى من كثرة الذين ينافقونه، ويجب أن يعلم أنه ليس فى حاجة إلى هذا النفاق، وأعتقد أن أغلب الذين ينافقونه يريدون أن يصنعوا له تلا كبيرا من الكراهية، والشىء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، وهؤلاء الإعلاميون وغيرهم الذين أطلقوا لأنفسهم العنان فى مدح السيسى والتحدث باسمه يلحقون الضرر به وبشعبيته، ودفاعهم عنه وتأييدهم له لا يقل كثيرا عن الدبة التى قتلت صاحبها عندما أرادت أن تهش الذبابة من على وجهه فأمسكت بحجر وألقت به الذبابة على وجهه فمات صاحبها، والأهم أن جميع برامج التوك شو أصابها إفلاس وهزال فظيع وبعض مقدمى البرامج يريدون فرض ما يدور فى رأسهم على الضيف والمشاهد، وذات مرة رأيت مقدم برنامج يحاول أن يستنطق الضيف بما يريده هو، ونبرة الخطابة والكلام الأجوف والتكرارية أصبحت سمات سائدة والناس ملت ولا أعرف كيف يعطى أحدا لنفسه صفة الخبير فى كل شىء بل إن بعضهم «يشخطون وينطرون» فى المشاهد طوال الوقت، كما لاحظت أنهم أصبحوا يفهمون فى كل شىء، وهذا مستحيل، والمسألة دخلت فى طور السخافة وأصبحت لا تُحتمل.

·        كيف ترى نموذج مثل باسم يوسف ومن يطالبون بوقف برنامجه؟

- لست ضد البرنامج ونوعيته ولا شخص باسم يوسف، لكننى ضد منعه من الظهور أو مصادرة برنامجه، والمنطق يقول، إنه يجب أن يكون هناك رأى مخالف ما دام لا يتجاوز القانون، ولا يوجد شخص فوق النقد، حيث إن «القداسة لله وحده سبحانه وتعالى وللأنبياء»، لكن البشر لا، ووقتما يتجاوز فى حق أى شخص من أفراد الشعب المصرى وليس المشير السيسى، بشرط أن يكون هذا التجاوز يعرضه للقانون فعليه أن يخضع له فورا.

·        تحظى شخصية المعزول محمد مرسى بتركيبة خاصة ومثيرة دراميا.. فكيف يصورها وحيد حامد فى الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة»؟

- أصور مرسى فى المسلسل كشخصية هزلية طاغية، وهى بالفعل مغرية ومركبة دراميا وتحتاج لممثل شديد الموهبة ليستطيع أن يقدمها بشكل يقنع المشاهد، وسيظهر الكثير من الشخصيات تبعا لأحداث الجزء الثانى من العمل، وأهمها سيد قطب خاصة، وأيضا محمد بديع ومحمود عزت ومنهم من كان يخدمه فى الزنزانة فهم تلاميذه ومساعدوه قبل إعدامه، ولن أكتب مسلسلا منفردا عن حياة سيد قطب كما أشيع، لكن سأتطرق لشخصه بالتفصيل من خلال الجزء الثانى فى الجماعة خصوصا أن القطبيين هم من وصلوا لحكم مصر.

·        هل ترى أن الحل الأمنى فقط هو الذى يجدى مع جماعة الإخوان الإرهابية؟

الحل الأمنى وحده ليس كافيا بل يجب مواجهة الإرهاب أيضا بالعلم والثقافة، ويجب عدم الاستهانة بجماعة الإخوان لأن هذه الجماعة دولة موازية للدولة لديها جيش ووزراء واقتصاد، وربما يكون اقتصاد الجماعة فى الوقت الحالى أقوى من اقتصاد الدولة، وكله موجود فى التاريخ، وجميع الحلول صعبة، لكن الجماعة ستنتهى إن آجلا أو عاجلا مثلها مثل الجماعات التى شهدها الإسلام، واختفت بداية من الخوارج والحشاشين وصولا لتلك الجماعة، وكل هذه الفرق والجماعات أخذت فتراتها واختفت بعدما «اتفضحت» أمام جماهير المسلمين وبطلت حجة الإسلام، وظهرت أغراضهم السياسية والوصول للحكم، وهذا يجعلنى أؤكد أن من أهم أولويات رئيس الجمهورية القادم النهوض بالتعليم ثم الثقافة، خاصة أن هناك مدارس فى مصر ضد تحية العلم، وهذا ظهر فى السنوات الأخيرة قبل حكم الإخوان ولا بد أن نعمل على إعادة النشاط الثقافى بالجامعات، ويجب عدم منعه تحت أى ضغط، مثلما حدث فى المسرح الجامعى الذى دفع بجيل كامل من المؤلفين والمبدعين، ثم حاربته التيارات الإرهابية وتم الخضوع لها، وكذلك عودة المسرح بالمدارس وحصة المزيكا، وإعادة النظر فى المنظومة التعليمية والمناهج، والثقافة العامة أهم رافد من روافد الثقافة الجماهيرية وهى البيوت الثقافية الموجودة بجميع محافظات الجمهورية، وكانت تشع ثقافة وفنا وعلما، لكنها تحولت الآن لبؤر إخوانية، «واللى مش إخوان متخلف فكريا» وأنا مدين للثقافة الجماهيرية التى ساهمت فى صناعتى، وأشدد على أن الثقافة لا بد أن تصل للناس فى كل مكان.

·        كيف تفسر أن أعمالك السينمائية تحمل استشرافا للواقع المجتمعى الذى نعيشه وتتنبأ بالمجهول؟

- هذا يعود إلى القراءة السليمة والسوية لواقع المجتمع مع الفكر، وهنا يأتى السؤال الحتمى «إحنا رايحين على فين»، ولو قرأنا الوضع كما نراه بفطنة سليمة لا بد أن تذهب فى النهاية إلى نتيجة سليمة.

·        للأسف تعانى صناعة السينما المصرية حاليا من كساد كبير وتخاذل دور الدولة تجاهها.. فكيف ترى ذلك؟

- السينما الآن متوقفة، والعدد الضئيل من الأفلام التى يجرى تنفيذها لا يحرك للسينما ساكنا، حيث نعانى من حالة ارتخاء سينمائى، بحيث إنك «تقدم أى حاجة وخلاص» بغض النظر عن الجودة أو عوامل الإبهار الفنى، وللأسف القائمون على إنتاج وتوزيع السينما فى مصر هم قتلة الصناعة، وكل الدول التى بها سينما حقيقية ليس للدولة دور فعال فيها، والمسؤولية تقع على أرباب الصناعة نفسها، ومؤخرا حصل النجم العالمى براد بيت على جائزة الأوسكار عن أفضل إنتاج.

·        كيف ترى مشهد غزو أفلام «المهرجانات» وأبطالها مثل أوكا وأورتيجا السينما على يد السبكى وتصدرها شباك التذاكر؟

- لم أشاهد هذه النوعية من الأفلام، وأكرر أن السينما متوقفة من قبل ثورة يناير وصناعها هم قاتلوها، وأصحاب دور العرض يدفعون الآن ثمن شروطهم المجحفة بخلو السينمات من الأفلام، وهذه الظاهرة طفت بعد إفساد العملية السينمائية ومغالاة النجوم فى أجورهم، ورغم أنهم جالسون فى منازلهم لا يقدمون أعمالاً، فإنك بمجرد أن تقترح عليهم بطولة عمل يتمسك كل منهم بأجره المبالغ فيه.

·        ما تفسيرك لتقاعس كبرى شركات الإنتاج الفنية أمثال «أوسكار والشركة العربية» عن إنتاج أعمال جديدة وطرحها بالسينمات لإنعاش السوق السينمائى؟

- لا يوجد أحد من المنتجين يريد أن يعمل بـ«فلوسه»، بمعنى «أنه ميطلعش قرش من جيبه»، والأموال التى جنوها من السينما أصبحوا يستثمرونها فى مشاريع أخرى، فمثلا بعض المنتجين الآن اتجه لصناعة اليخوت بالغردقة وبيعها، والسينما حاليا فى حاجة إلى منتج واع يعرف أن هذه الصناعة تحمل الربح والخسارة،

·        النجوم أيضا لهم دور فى دعم الصناعة ولكنهم تركوها تنهار.. فهل تعتقد أنهم لجأوا للتليفزيون بعد المغالاة فى أجورهم؟

- التليفزيون ليس به الدلال الموجود فى السينما لأنه «فرجة مجانية»، كما أن عنصر الجودة يكمن فى البداية فى اثنين مؤلف ومخرج، والمسلسلات التى تنجح دائما يكون وراءها مؤلف ومخرج جيد وليس بطلا.

·        فى ظل اضطراب المشهد السينمائى إلا أنك أصررت على تقديم فيلم سينمائى فى الفترة المقبلة؟

- لدىّ مشروع فيلم سينمائى مع الفنان محمود حميدة، والمخرج تامر محسن، وأعكف حالياً على التحضيرات له، ومن المقرر بدء تصويره أبريل المقبل، لكن لم نستقر على اسمه حتى الآن.

·        كتبت الفيلم السياسى والاجتماعى والكوميدى، وجميعها حققت نجاحا كبيرا، وقت عرضها وإلى الآن.. فهل إقبالك على تقديم تجربة سينمائية حاليا وسط تغير الذوق الجماهيرى يعد مغامرة؟

- بطبعى أميل إلى تقديم الفيلم كما أراه، وأتمناه، ثم يأخذ حظه، ومسألة الإيرادات لا تمثل لى قلقا، فمثلا عندما قدمت فيلم من أفضل أفلامى وهو «اضحك الصورة تطلع حلوة» للنجم الراحل أحمد زكى، تزامن طرحه بالأسواق مع فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» الذى هزمه أمام شباك التذاكر، ولكننى قدمت فيلمى كما أريد ولا يزال يعيش فى الذاكرة.

·        حدثنا عن تعاملك مع النجوم عادل إمام وأحمد زكى ومحمود عبدالعزيز؟

- جميعهم أجادوا تجسيد الأدوار التى قاموا بأدائها، وأحترم مواهبهم، ومثلا لم أر غير عادل إمام فى أفلام «المنسى، والإرهاب والكباب، وطيور الظلام، والنوم فى العسل، والغول»، ولكن يظل أحمد زكى حالة نادرة حيث كان يعشق التمثيل أكثر من ابنه، وأجاد جميع الشخصيات التى قدمناها معا مثل «اضحك الصورة تطلع حلوة» و«البرىء» و«التخشيبة» و«معالى الوزير»، وأيضا محمود عبدالعزيز لا يستطيع أحد إنكار موهبته حيث قدمنا معا أدواراً مختلفة مثل شخصية «أبو المعاطى» فى مسلسل «البشاير» وفيلم «سوق المتعة» يعنى «محدش كان يعرف يعمل الأدوار دى غيره».

·        لماذا تعانى الكتابة للسينما فى الجيل الجديد من غياب نموذج مثل جيل وحيد حامد القادر على تقديم رؤية؟

- لأن الأفلام حاليا محدودة، وربما عند عودة السينما لخصوبتها مرة أخرى نجد الكثير من النصوص السينمائية.

·        ما عوامل اختفاء الفيلم السياسى من السينما؟

- حالة الركود المجتمعى، لأن السينما المصرية قائمة على مصدرين، الأول أنك تأتى بفيلم أجنبى وتمصره بطريقة أو بأخرى، والآخر أن تبذل جهدا فى فيلم عن قضية اجتماعية أو سياسية من المجتمع وتقدمها للشاشة، والمجتمع حاليا فى حالة ركود وتخبط، والسينما استهلكت كل الموضوعات، فمشكلة الإسكان أخذت فترة زمنية على شاشة السينما، وكذلك مشكلة البطالة، ثم شهدت السينما الأفلام التى أطلق عليها رومانسيات وكانت مشبعة برائحة الأعمال الأجنبية، وللعلم مبارك ونظامه لم يتدخلا فى منع أى فيلم و«عمارة يعقوبيان» تم عرضه عام 2004 فى عز سطوة النظام الأسبق، وهناك أفلام أخرى، لم تمنع وفيلم «النوم فى العسل» كل شخص أخذه بمحمل، رغم أننى كنت أقصد من خلاله مناقشة فكرة العجز السياسى والمجتمعى وعدم القدرة على فعل الشىء.

·        يصف نزار قبانى المرأة بأنها «نصف العالم».. فكيف يراها وحيد حامد؟

- ينهار المجتمع انهيارا كاملا إذا لم نعترف صراحة أن المرأة شأنها شأن الرجل، وأكره المرأة التى لا تتباهى بأنوثتها، وكذلك أكره الرجل الذى لا يتباهى برجولته، والمرأة قادرة على إدارة الأمور بنفس القدرة عند الرجل، وكون أن بعض الشعوب وبعض التقاليد يرون عكس ذلك فهذه مشكلتهم وليس مشكلة المرأة، ولكن فى نفس الوقت أعيب على المرأة أنها دائما هى من تتنازل بإرادتها، وأنا شخصيا من عشاق المرأة القوية وليست «المسترجلة» وأكره المرأة الضعيفة، المستسلمة، وأتمنى أن تكون كل النساء كذلك، وقوة المرأة تأتى باعتزازها بأنوثتها وشخصيتها وكبريائها، أما مسألة الأنثى التى تجذبك إليها فهى تعود للذوق الشخصى لكل إنسان، فمن الممكن أن تكون هناك امرأة ملكة جمال، لكن عندما تنظر إليها تجدها فاترة، وعند الزواج يحدث مثلا أن هذا الشخص يقول أميل إلى وجهها، والثانى إلى جسدها والآخر إلى عقلها.

·        مَن هى أحب الشخصيات النسائية فى أفلامك؟

- سناء جميل فى فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، وجميع النجمات نجحن فى تقديم الأدوار التى نسبت إليهن، مثل النجمة نبيلة عبيد التى أجادت دورها فى فيلم «الراقصة والسياسى» و«التخشيبة» ومنى زكى، وروبى التى كانت مفاجأة بالنسبة لى، وآخرهن سهر الصايغ فى مسلسل «بدون ذكر أسماء».

·        من النجمة التى تتمتع بالأنوثة فى سينما الستينيات من وجهة نظرك؟

- هذا الجيل كان يضم الكثيرات من الموهوبات، ولكن الراحلة سعاد حسنى كانت صاحبة الحضور الطاغى فى هذا الجيل.

·        أى الأصوات الغنائية تميل إلى سماعها.. وما سر بقاء عبدالحليم حافظ على القمة حتى الآن؟

- «أنا مليش مطرب مفضل»، ولكن هناك الكثير من الأغانى التى أعشقها، ويظل صوت العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، هو الصوت الذى أستمع إليه، ولعل سر بقائه بيننا حتى الآن يعود لأصالة صوته وعشقه لفنه، وأستطيع القول إن عبدالحليم وأحمد زكى «محبوش حاجة بالدرجة الأولى سوى فنهم وكانوا بيقاتلوا من أجل مكانتهم»، وأستمع أيضا إلى أغنيات السيدة أسمهان وفيروز وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب خاصة أغانيه القديمة.

اليوم السابع المصرية في

11.03.2014

 
 

أعرب عن سعادته بأول بطولة سينمائية مع «القشاش»

محمد فرّاج: أرحب بالدور الثاني.. ولم أقلد «عبده موتة»

محمد قناوي (القاهرة) 

حصول محمد فراج على البطولة السينمائية لم يكن وليد اللحظة، ولكنه جاء بعد مجهود عشر سنوات تنقل خلالها بين الأدوار سينمائياً وتلفزيونياً، حيث كانت بدايته مع مسرحية «قهوة سادة»، ثم شارك أحمد حلمي فيلم «ألف مبروك» وكريم عبدالعزيز «فاصل ونواصل»، أما بالنسبة للتلفزيون فجاءت جميع مشاركاته من خلال مسلسلات رمضانية بداية من مسلسل «تامر وشوقية»، مروراً بـ«الجماعة، والمواطن اكس، وطرف ثالث، وشربات لوز»، حتى وصل إلى محطة «بدون ذكر أسماء» في رمضان الماضي التي كانت نقطة تحول في مشواره الفني.

عبر محمد فرّاج عن سعادته بأن تكون أولى بطولاته في السينما هي شخصية «سيد القشاش»، التي قدمها ضمن أحداث فيلم «القشاش»، وقال: هذه الشخصية تمثل كثيرين في المجتمع المصري، فهو شاب من قاع المجتمع يتورط في حادثة تغير حياته.

وعن خشيته من تجربة البطولة الأولى سينمائياً، قال فراج: لم أخش تجربة البطولة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ولكن «القشاش» لم ينل حظه، حيث بدأ عرضه مع بداية فرض حظر التجوال، مما أثر على مشاهدته، وكل من انتقد الفيلم لمجرد احتوائه على مشهد رقص، أقول له إن الفيلم يجسد الواقع، وهناك أفلام كثيرة قائمة على الرقص والغناء.

نّجار بسيط

ونفى فرّاج وجود أي تشابه بين شخصية «رجب الفرخ»، التي قدمها في مسلسل «بدون ذكر أسماء»، والشخصية التي قدمها في فيلم «القشاش»، وقال: لا علاقة بينهما، فلكل شخصية تفاصيلها المختلفة، فمن الممكن أن أجسد شخصية معينة وتلقى نجاحاً، وأجسد أخرى وتفشل، أو تنجح أكثر، لكني أحب عملي، وأجتهد فيه.

وعن دوره في فيلم «القشاش»، قال: قدمت دور سيد القشاش النجار السكندري البسيط الذي يرى أن الإنسان يستطيع أن يحقق طموحه بالعمل، ولكن يتعرض في طريقه لعثرات تضطره للخروج عن طريقه، ولكنه لا يتغير وأعجبتني شخصية سيد؛ لأنها مملوءة بإنسانيات عالية وتفاعلات داخل الشخصية، وأيضاً مع المحيطين بها، واهتم المخرج إسماعيل فاروق بهذه التفاعلات المحركة للأحداث.

ويضيف: تجذبني الأدوار التي تركز بالدرجة الأولى على التفاعلات الإنسانية بغض النظر عن مساحة الدور، والمهم أن تضيف لفكرة وقضية العمل، وتترك أثراً جيداً عند المشاهد وجميع أعمالي تؤكد ذلك، وكل عمل أشارك فيه يضيف لي ليس كخطوة في مشواري ولكن أتعلم الجديد من الخبرات، وأحب التعاون مع كل الأجيال من كتاب أو مخرجين أو ممثلين، فلكل منهم رؤيته ووجهة نظره لأن الفنان لا بد أن يجتهد في اختيار دوره والاستفادة من كل شيء يقربه للأفضل والأصدق.

لست «عبده موتة»

وقال فرّاج عن تقليده لمحمد رمضان في نوعية الأفلام التي يقدمها: لم أقدم شخصية البلطجي، وليس كل من أمسك سلاحاً أو قدم عملاً عن المجتمع هو «عبده موتة»، حتى أن الجمهور نفسه حصر دور رمضان في شخصية «عبده موتة»، رغم أنه قدم أدواراً كثيرة كانت أكثر شهرة، تعلق الجمهور بشخصية البلطجي جعل الكل يذهب وراء هذه الشخصية، ولكني قدمت دور نجار من بيئة شعبية، ومن الطبيعي أن يظهر بهذا الشكل، ويرقص أيضاً بهذا الشكل.

ويرى محمد فراج أن احترام عقلية المشاهد فيما يقدمه الفنان هو السبب في نجاحه، وقال: لا بد للفنان أن يحترم عقلية الجمهور قبل أي شيء، فأنا دخلت الفن منذ أكثر من 10 سنوات، وفي كل عمل أقدمه كان معياري الوحيد اختيار عمل جيد لصناعة تاريخ محترم، وبالفعل كل ما شاركت فيه كان عملاً مختلفاً عما قبله، خاصة أنني تخرجت في مدرسة تعرف جيداً كيفية صناعة النجوم، وهي مركز الإبداع مع المخرج خالد جلال الذي قدمت معه مسرحية «قهوة سادة»، التي نالت إعجاب الجمهور؛ لذلك تعلمت أن أضع في اعتباري دائماً كيفية اختيار عمل محترم يليق بالمشاهد.

دور ثان

وأكد فرّاج أن لديه الاستعداد لقبول أداء الدور الثاني رغم حصوله على البطولة، وقال: لماذا أرفض لو عرض عليّ دور ثانٍ أو بطولة جماعية؟ وأعتقد أنه من الغباء رفضي لذلك، حيث شاركني بطولة «القشاش» نجوم كبار مثل حسن حسني، ودلال عبدالعزيز، وحنان مطاوع، إلى جانب حورية فرغلي، وأذكر أن الزعيم عادل إمام في الثمانينيات، قدم بطولات مطلقة ولكنه قام بأداء أدوار ثانية أيضاً، فهذا ليس تقليلاً من حجم الفنان.

وعن تجربته في مسلسل «بدون ذكر أسماء»، مع الكاتب وحيد حامد قال: تجربتي في هذا المسلسل نقطة تحول في مشواري الفني وأعتبرها نقلة فنية، ولم يكن هذا المسلسل هو اللقاء الأول الذي يجمعني بالكاتب الكبير، فقد سبق أن قدمت دور ضيف شرف في مسلسل «الجماعة»، وكانت نقطة انطلاقة خاصة لي، وبعدها كان من حسن حظي أن أشارك في مسلسل «بدون ذكر أسماء» مع مجموعة كبيرة من الفنانين، والعمل ناقش قضايا خطيرة، واستطاع من خلاله الكاتب وحيد حامد أن يشرح الواقع.

حالة إغماء

وأشار فراج إلى أن وحيد حامد اشترط عليه عدم التعاقد على أي أعمال أخرى حتى يتفرغ للمسلسل، وأنه وافق على هذا الشرط لأن العمل مع وحيد حامد فرصة مهمة، مؤكداً أن طبيعة الدور لا تحتمل تقديم أدوار أخرى في التوقيت نفسه، كما أنه ضد فكرة الظهور في أكثر من عمل خلال موسم واحد. وكشف عن أنه واجه صعوبات عدة في تقديم شخصية رجب الفرخ؛ لأن الشخصية كانت مرهقة، سواء في المكياج أو الشعر الذي أطاله لمدة 18 شهراً متواصلة، موضحاً أنه تعرض للإصابة والإغماء أثناء تصوير مشاهد «الأكشن».

وأكد أن شخصية «رجب الفرخ» لا تشبه شخصية عادل إمام في فيلمه «الهلفوت»، ولم يفكر إطلاقاً في الشخصية التي قدمها عادل إمام، مشيراً إلى أن الشخصية تعد من أهم الأدوار التي قدمها خلال مشواره الفني.

خطوات بطيئة

يشير محمد فرّاج عن تجربته مع المخرج تامر محسن قائلاً: تامر محسن صاحب رؤية مميزة؛ لأنه مهندس ديكور قبل أن يدرس الإخراج، وأعتبره من أهم المخرجين الذين تعاملت معهم في حياتي، كما أن تقارب السن ساهم في وجود تفاهم بيننا، كما أنه تحدى نفسه مع مدير التصوير فيكتور كريدي في تقديم صورة مختلفة وواقعية لفترة الثمانينيات. وحول خطواته البطيئة في عالم التمثيل، أكد: لا أهتم بالظهور في أكثر من عمل، بل بالتأثير الذي يتركه كل عمل في نفس المشاهد، وأرى ضرورة التأني في كل خطوة، بعيداً عن الاستعجال الذي قد يؤثر على مشواري.

الإتحاد الإماراتية في

11.03.2014

 
 

بالمستندات ...

"بوابة الوفد" تفضح 64 قناة تسرق الأفلام

كتب ـ محمد إبراهيم طعيمة 

يبدو أن بعض أصحاب المصالح الخاصة، مازالوا مصرين على إضعاف الاقتصاد المصرى وشل حركته وتضييع أى فرصة عليه للتعافى، وهذا ما بات واضحًا فى صناعة السينما التى تتعرض للضربة تلو الأخرى، وهو ما قلل من إسهامها فى إنعاش الاقتصاد، المتدهور منذ ثورة يناير التى أطاحت بحسنى مبارك.

"بوابة الوفد" الإلكترونية، تحصلت على مستندات، تكشف ضياع 40 مليون دولار على الدولة، بسبب سرقة قنوات (غير مرخصة) للأفلام السينمائية وعرضها على شاشاتها، دون أن تتحصل الدولة على أى أموال مقابل عرض هذه الأفلام.

واتهم منتجون قنوات فضائية ظهرت بكثرة بعد ثورة يناير ووصلت لقرابة 64 قناة (بحسب المنتجين) غير خاضعة للشركة المصرية للقنوات الفضائية؛ لأنها لا تبث عبر القمر الصناعى "نايل سات"، وإنما يتم بثها عبر القمر الأردنى "نور سات"، وبطريقة ما يظهر بثها على قمر النايل سات.

المنتج محمد حسن رمزى، قال: إن "صناعة السينما فى مصر، والتى تدر على خزانة الدولة ملايين الدولارات سنويًا مهددة بالتوقف تمامًا بعد تفشى قنوات سرقة الأفلام والتى لا تجد من يتصدى لها".

وأضاف لـ"بوابة الوفد": "حجم خسائر المنتجين بسبب هذه المحطات وصل إلى 100 مليون جنيه تقريبًا فى العام الماضى فقط".

وطالب "رمزى" مسئولى وزارة الداخلية ووزارة الدفاع والقضتء، بالتحرك لمواجهة هذه الكارثة، على حد وصفه؛ لأنها تتسبب فى خسائر كبيرة يوميًا للبلد، فعلى الأقل كانت الدولة ستحصل على ما قيمته 50 مليون جنيه ضرائب على الأقل".

من جهته، وصف المنتج حسين ماهر، أحدث المنضمين لسوق الإنتاج السينمائى فى مصر، ما تفعله هذه القنوات بأنه "خراب بيوت"، مشيرًا إلى أنها تعود إلى الانفلات الأمنى الذى تمر به البلاد عقب الثورة.

ولفت ماهر فى تصريحات لـبوابة الوفد" أن هذه الظاهرة تتسبب فى هروب  المنتجين من إنتاج الأفلام، لأنهم باتوا متأكدين أنهم لن يستيطعوا جمع الأموال التى دفعوها.

وأشار أن مسؤولو بعض هذه القنوات أشبه بالعصابة، ومنها "البيت بيتك" و "التوك توك" وLCD" و""لورد" و"سينما على بابا"، و"تاكسى السهرة" و"star cinema" و"الموقف" و"المصراوية" و"سينما دوللي" و"دربكة" و"كايرو"، وشبكة قنوات "تايم" وجميعهم مملوكين لأجانب يدمرون اقتصاد مصر.

ووجه ماهر تحية للقنوات التى وصفها بالمحترمة والتى تشترى الأفلام بطريقة شرعية وتدفع للمنتجين وللدولة حقها مثل مجموعة قنوات "روتانا"، و"الحياة".

الوفد المصرية في

11.03.2014

 
 

سميرة عبد العزيز : أجمل جائزة في حياتي أننـــــي فنانة محترمة

لايــوجــد تـبريـر لألفـــاظ الســــب والقــذف في بعض الأعمال الفنية 

تاريخها الفني يفصح عن شخصيتها.. فهي ممثلة تختار أدوارها بعناية.. تحرص علي تقديم رسالة من خلال الفن ترفض الأدوار المبتذلة.. عشقت المسرح وبدأت تاريخها الفني علي مسرح الجامعة حيث تسلمت الجائزة من الرئيس جمال عبدالناصر.. وعملت في الإذاعة بتوصية من بابا شارو.. الفنانة سميرة عبد العزيز التي جسدت دور الأم في مسلسلات السير الذاتية.. فتحت قلبها وتحدثت بمنتهي البساطة والتلقائية.؛

برامج التوك شو وراء وجع قلب المشاهدين 

الثورة كشفت حجم الفساد والخراب الذي كنا نعيشه

·        كانت بداياتك  في إذاعة الإسكندرية ..  كيف ساعدت الإذاعة علي تشكيل شخصيتك الثقافية والفنية؟

- أجابت دخلت الإذاعة في سن صغيرة جدا ومن علمني الوقوف أمام الميكروفون الراحل حافظ عبد الوهاب رئيس الإذاعة وتعلمت منه الكثير.. ولكن لا يعتبر الميكروفون بدايتي الفنية وإنما كانت مسرح الجامعة والسبب في احتراف التمثيل كان بسبب المسرحية التي قدمتها في الجامعة وفازت بالمركز الأول وقمت وقتها باستلام الكأس الجائزة من الرئيس جمال عبد الناصر.. بعدها وافق أبي علي احترافي التمثيل مادام هذا الفن محترما من الرئيس وأصبحت أمارس الفن في الإذاعة والمسرح وانشأنا فرقة بأموالنا ثم عملت لنا هيئة المسرح فرقة.. ثم حصلت علي البكالوريوس وبعدها نصحوني بأن أذهب للقاهرة وبالفعل أخذني حسن عبد السلام وقدمني للمسرح القومي.. فرحبوا بي وعلي رأسهم كرم مطاوع.. كنت قد تخرجت وعينت مدرسة للمواد التجارية بالتربية والتعليم ولكن كرم مطاوع ساعدني ونقلني لهيئة المسرح وقدمت وقتها مسرحية بعنوان (وطني) من إخراج كرم مطاوع.. أما عملي في الإذاعة فكان بتوصية من بابا شارو.؛

·        ماهو سبب أزمة المسرح من وجهة نظرك؟

- سببها تخلي الدولة حاليا عن تقديم العروض المسرحية الهادفة وتأييدها للمسرح التجاري فرفعت سعر التذاكر وأصبح لا يتناسب مع الطبقات المتوسطة فانصرف الجمهور عن مسرح الدولة ..  أما جمهور المسرح التجاري فليس هو ما أريده لأنه يذهب لسماع غنوة أو رقصة فهو جمهور مختلف.. وبالتالي اختلف عن مسرح الستينيات الذي كان يقدم أعمالا هادفة ويثقف ..  الهدف كان ثقافيا أكثر منه ماديا وعندما تحول ليقدم حاجات كوميدية تجارية قل الجمهور ..  هناك عامل آخر أيضا أثر علي المسرح وهو التليفزيون لأنه يقدم مسرحيات وأفلاما وسهرات فأحجم الناس عن الذهاب للمسرح.؛

·        هل يساهم زوجك الكاتب محفوظ عبد الرحمن في اختياراتك الفنية؟

- لم يتدخل إلا إذا سألته فإذا احترت في شيء ممكن أسترشد برأيه فهو ينصحني ولكن لايوجد تدخل نهائي.؛

·        وما أكثر أنواع الفنون التي تجدين نفسك فيها.. المسرح.. التليفزيون.. أم السينما؟ ولماذا؟

- المسرح أعشقه فإذا جاءت مسرحية أترك أي عمل آخر لأجلها واختار المسرح . فأنا أحبه لأقصي درجة والمقابل المسرحي مقابل فوري وهو تصفيق الناس وهذا لا يعادله شيء.. يليها الميكروفون في الإذاعة ثم التليفزيون وهو يجمع بين المسرح والسينما.. ثم آخر شيء السينما لأن الأداء فيها حرفي أكثر من الموهبة وأنا أحب الاندماج أكثر من الحرفية.؛

·        قال الفيلسوف برنامج يذاع منذ عام 1975 ويعد أقدم برنامج مستمر بالإذاعة حتي الآن.. برأيك هل فقدت الإذاعة بريقها وشعبيتها؟.

- أعتقد أن الإذاعة لها بريقها حتي الآن لأنها لم تنحدر للأعمال التجارية كأشياء أخري مثل المسرح والتمثيليات وبرامجها هادفة ومحتفظة باحترام الناس أكثر من المجالات الأخري ولها مستمعوها.. فهناك برنامج يسمي (القاهرة والتاريخ) يتعرض لكل شيء تاريخي في القاهرة كالأزهر والمكتبات والمسارح وجميع الأشياء التاريخية.. فهناك برامج جيدة حتي الآن.؛

·        دائما ماتقومين بأدوار الأم وخاصة في مسلسلات السير الذاتية.. لماذا تختارين مثل هذه الأدوار؟

- لست أنا الذي أختار ومعظم السير الذاتية التي قدمتها كنت أمّا للائمة حوالي أربعة أو خمسة ائمة وكذلك أم كلثوم وعبدالوهاب وبالتالي فدور الأم لها مواصفات خاصة والأكثر حين تكون باللغة العربية.. بالإضافة للسمعة فلا يصح أن يأتي بسيدة سيئة السمعة ويضعها في دور أم للشعراوي أو أبوحنيفة مثلا لأن هؤلاء عظماء ولهم مكانتهم العالية والمقدسة.. ولذلك فهذه الأدوار شرف لي وسوف أقوم بدور أم عمرو دياب في مسلسل «الشهرة».؛

·        برأيك هل حققت مسلسلات السير الذاتية نجاحا في الفترات الأخيرة؟ ولماذا؟

- أكيد طبعا.. والأمثلة كثيرة لأم كلثوم والشيخ الشعراوي والإمام المراغي.. فهذه المسلسلات تقدم مثلا عليا للناس.؛

·        ما أكثر المسلسلات التي تفضلينها.. الديني.. التاريخي.. السير الذاتية أم المسلسلات العادية؟

- لا أحكم بهذا الشكل ولكن المسلسل الذي أفضله ما يقول شيئا للمتفرج وما يعلمه شيئا. أما مجرد الترفيه أو التسلية فلا أفضل ذلك.؛

·        هل سنشاهدك قريبا في رمضان علي الشاشة وما الدور الذي تقدمينه ومضمونه؟

- أقدم مسلسلا كبيرا في رمضان  اسمه (الجسر) إخراج حسني صالح وهو يستعرض عائلات في بلد تكاد تكون هي العائلات المصرية في زمن الثورة.. الأحداث كلها اجتماعية ولكن إسقاطها علي الثورة.؛

·        بعيدا عن الفن.. كيف ترين مستقبل خارطة الطريق؟

- عندي تفاؤل أننا سنفيق كدولة وحكومة ورئيس وأفراد.. فكلنا كنا مغيبين وكان هناك حكم مستهتر وناس تعيش في عشوائيات وناس تأكل من القمامة فمن يقولون إن البلد كان بها هدوء.. لا لقد كان هدوءا بداخله بلاوي وكوارث ولكن الثورة أفاقتنا جميعا.؛

·        ما سبب فترة غيابك عن المسرح فترات طويلة؟

- إن شاء الله نقوم بتحضيرمشروع جيدمع انتصارعبدالفتاح وكذلك عندنا مشروع مع وزارة السياحة لتنشيط السياحة في الأقصر وأسوان وهو عن حتشبسوت لأنها كانت ملكة صالحة وقدمت أشياء كثيرة لصالح مصر.؛

·        ما الفرق بين جيلك من الممثلات والجيل الموجود حاليا؟

- الجيل الحالي متعجل جدا لكنه جاء في عصر فيه فلوس كثيرة جدا لم نأخذها لا في بداية حياتنا ولا حتي في وسطها فهو جيل في فمه ملعقة ذهب.. ومع ذلك فلم يأخذوا الفن بجدية مثل القدماء الذين تربوا علي تقديسه واحترامه والحرص علي تقديم رسالة ولم يكن همنا الفلوس ولكنهم الآن كل همهم الفلوس والشهرة.. ومع ذلك لا يمنع أن هناك شبابا ملتزما وناس تحب الفن.؛

·        هل هناك دور ما زلت تتمنين عمله في المسرح أو التليفزيون أو الإذاعة؟

- نعم هناك دور طلبت من محفوظ عبد الرحمن أن يكتبه لي ولكنه لم يفعل حتي الان وهو دور أم أسير لأنه دور مؤثرجدا لأن أم الأسير مشتتة ومعذبة فهي لا تعرف شيئا عن ابنها ميت أم حي وما وضعه وقلبها مقطع.. وأنا أتخيل هذا الدور وأريد تقديمه سواء علي المسرح أو التليفزيون ولكن الأفضل المسرح.؛

·        هل أنت راضية عن مشوارك الفني بشكل عام؟

- الحمد لله.. يكفي أنني عندما يكلمني الناس يقولون إنني فنانة محترمة وهذه الجملة تساوي عندي ملايين.. ليس اهتمامي بالثروة بقدر احترامي لفني واختياري لأدواري وليس لمجرد التواجد فقط.. أراعي تاريخي وأولادي وأحفادي وتربيتي أيضا.. فقد عرض علي مسلسل قذر لأقصي درجة، وأنا مندهشة كيف ستعرض هذه القاذورات صحيح أن دوري ليس فيه هذه المهازل ولكني فضلت ألا أكون في عمل بهذه البشاعة.؛

·        هل الرقابة ضرورية للعمل الفني أم يجب أن تكون ذاتية من الفنان؟

- رأيي أن ما يقدم علي شاشة التليفزيون التي تدخل البيوت يكون عليه رقابة.. ليس رقابة للموضوعات ولكن للالفاظ التي تقال ومايقدم  فالطفل الذي يبلغ من العمر خمس أو ست سنوات مثلا عندما يسمع شخصا يقدم الفاظا كالتي نسمعها الآن وأبسطها (ابن الكلب) أو ابن كذا.. والفاظ من هذا القبيل فسوف يقلد ذلك بالتاكيد ومن الممكن ان يقول لأمه وأخوته أنفسهم هذه الالفاظ فهناك أجيال تتعلم وتقلد ماتشاهده فتتربي علي هذه الأشياء التي يقدمها التليفزيون.. وكذلك يجب أن تكون أيضا رقابة من داخل الفنان نفسه.؛

·        كيف تشاهدين الفضائيات وما رأيك في برامج التوك شو؟

- الفضائيات وجعت قلبنا.. فمقدمو برامج التوك شو كلهم بلا استثناء هدفهم الرئيسي الإعلانات فقط التي يجلبونها للمحطة.. فيعرضون فيديوهات وكلام وأشياء غريبة وأحيانا يأتون بضيوف يتشاجرون بطرق مهينة ويضربون بعضهم البعض علي الشاشة..؛

آخر ساعة المصرية في

11.03.2014

 
 

قـــراءة في مهــرجان مـونز السينمائي الدولـــــــــــــــــي لأفــــلام الحـب الـ 30

«واچـمـــــا» فيـلــــم أفغــــانــي يحصــل علــــــــــــي الجــائزة الأولــي

رســـــــــــــالــة مــــــــــونـــز : نعمــــة اللـه حســـــــين 

في يوم عيد الحب.. ومع افتتاح الدورة الـ 30 لمهرجان أفلام الحب السينمائي الدولي بمدينة مونز البلجيكية.. اعتصم مئات من اللاجئين الأفغان يطالبون بحق اللجوء السياسي لبلجيكا.. وتحسين مستوي أوضاعهم المعيشية.. وذلك أمام دار البلدية.. وقاعة الاحتفالات الكبري بالمدينة المجاورة لها.. التي تقام بها مراسم الافتتاح، لأجل لقاء رئيس وزراء بلجيكا «إيليو دي ريبو» وهو في نفس الوقت.. رئيس البلدية ورئيس المهرجان ومؤسسه.؛

وقد استجاب رئيس الوزراء لهم وتم تحديد موعد للقاء ووعد ببحث مشاكلهم بنفسه والإشراف علي الملفات قبل ترحيل أي شخص.. حيث إن في ترحيلهم خطرا علي حياتهم عند العودة لأفغانستان.. حيث تم قتل معظم من تم ترحيلهم من قبل سواء في بلجيكا أو دول أوروبية أخري.؛
وقد ظلت هذه المشكلة الأفغانية مسيطرة علي أجواء المهرجان خاصة عندما تم عرض الفيلم الأفغاني «واچما.. قصة حب أفغانية».. حيث انتهز الناشطون الفرصة لجمع التوقيعات والمناشدة بنصرة قضيتهم. وكم كانت المفاجأة رائعة بفوز الفيلم الأفغاني «واچما» بجائزة أفضل فيلم وفوز بطلته «واچما باهار» بجائزة أحسن ممثلة.. وكأن هذا الفوز هو فوز لقضية اللاجئين.؛

وفي الكلمة التي ألقاها مخرج الفيلم عند استلامه للجائزة قال إنه سعيد جدا بالفوز.. وسعيد بالجائزة.. وأن علي العالم أن يعرف إننا لسنا إرهابيين.. وإننا محبون للحياة.. وعاشقون للسينما.؛

الفيلم الذي حصل علي جائزتين من وجهة نظري متوسط القيمة الفنية.. لكن يجب الاعتراف بأن شجاعة مخرجه وأبطاله أنه تم التصوير في ظروف شديدة التعقيد وغاية الصعوبة وبإمكانيات قليلة جدا للغاية.. منتج الفيلم «بارماك أكرم» هو مخرج الفيلم وكاتب السيناريو..  وقد ولد في كابول عام 1966.. ويعيش في باريس.. حيث درس الفنون الجميلة.. وكان أول أفلامه الروائية الطويلة «طفل من كابول» الذي عرض في مهرجان «فينيسيا».. كما قام بتقديم عدد من الأفلام التسجيلية والتجريبية.. وبارماك أكرم يعد أيضا موسيقيا بارعا وقد ساهم بشكل كبير في نشر الموسيقي الأفغانية القديمة.. والأشعار الفارسية.. وفيلمه «واچما.. قصة حب أفغانية» هو فيلمه الروائي الثاني.؛

البنات والحب

«شرف البنت زي عود الكبريت» جملة شهيرة في أفلامنا المصرية قالها العظيم الراحل «يوسف وهبي».. وترجمتها الصبوحة الشحرورة في أغنيتها قائلة:؛

«الله يقصف عمر الحب.. وعمر اللي تصدق رجال».. لكن الحقيقة أن عمر الحب ما «اتقصف».. لكن آلافا من البنات انقصفت رقابهن ومتن أو قتلن لأنهن صدقن الرجال.. وانخدعن باسم الحب.؛
في المجتمعات الغربية باتوا يتحدثون عن «العذرية» وغشاء البكارة وكأنهما من الفلكلور القديم.. وذلك لحرية ممارسة الجنس ولذلك فهم ينظرون لهذه القضايا وكأنها طلاسم.. وبتعبير مهذب «فلكلور» بدلا من أن يقولوا «تخلف» غير مهتمين أن لنا ديننا.. وعاداتنا وتقاليدنا.؛

شتاء كابول العاصمة الأفغانية شديد القسوة.. قسوة قد تنعكس علي البعض فتزيدهم قسوة.. أو تأتي بنتائج عكسية تدفعهم إلي البحث عن الدفء في قلوبهم.؛

ووسط هذه الحياة القاسية التي تمثل فيها المرأة أيضا المرتبة الثانية.. وللرجل السيادة.. «واچما» فتاة جميلة أراد والدها أن يمنحها فرصة الحياة الكريمة.. فسمح لها باستكمال دراستها والالتحاق بالجامعة بكلية الحقوق.. وهذا يعني باختصار مزيدا من الحريات.. لكن سوء حظها أوقعها في الحب.. مع «مصطفي» الشاب الوسيم الذي صدقته بأنه سيتزوج بها.. وكان أن غرر بها وعندما اكتشفت إنها حامل تهرب منها.. وعندما اعترفت لأسرتها كاد والدها أن يقتلها حتي يتخلص من الفضيحة.. وحيث لاقانون يجبر الفتي علي الزواج منها.. لكن حب الأب لابنته جعله يلجأ إلي حل آخر وهو إرسالها إلي «الهند» حيث المراقبة أقل.. لتقوم بعملية «إجهاض» رغم ما كلفه ذلك من ماديات تفوق طاقته.. وآلام نفسية شديدة.. لإحساسه بالقهر ممن سلب ابنته شرفها وخدعها.. ومن ابنته نفسها التي انجرفت للخطيئة باسم الحب وانخدعت.. وما سوف تتركه هذه التجربة من آثار نفسية سيئة عليها.؛

وينتهي الفيلم بسفرها وإقلاع الطائرة وسط صرخة مدوية لها في مواجهة مستقبل لاتعرف عنه شيئا.. نتيجة لخطأ تشاركت في ارتكابه مع رجل.. لكن عليها كفتاة أن تتحمل «الوزر» كله.؛

وفعلا الله يقصف عمر الحب.. واللي بتصدق رجال»..؛

بطلة الفيلم «واچما» هذه هي تجربتها الأولي في التمثيل.. ولذلك كانت فرحتها شديدة بالفوز بجائزة أحسن ممثلة.. حيث تقول كنت أبكي بشدة من التأثر في مواقف عديدة وأتخيل أن ما أمر به حقيقة.؛

كما تضيف قائلة إنها تأثرت بشدة من موقف الوالد.. الذي انتصر لحبه لابنته في الإبقاء علي حياتها وإعطائها فرصة ثانية لاستكمال حياتها.. لأن التقاليد الصارمة هناك تقضي بقتل الفتاة.؛

إرادة الحياة

في بيتنا طفل معوق.. فقد شاءت الأقدار أن تبتلي الأسرة بابن أصيب بشلل الأطفال.. سنوات طويلة عاشتها الأسرة في صعوبة بالغة خاصة الأم التي كان يقع علي عاتقها تقريبا كل المسئولية.. ولعل في الحديث عن الإعاقة فروقا كثيرة مابين المجتمعات النامية المتخلفة والمجتمعات الحديثة الراقية المتحضرة وذلك في طرق كيفية التعامل مع الإعاقة والمعاقين.. والإمكانيات المهولة المقدمة إليهم لتسهل الحياة عليهم.. أتحدث في ذلك عن الإعاقة بمختلف أنواعها سواء الذهنية أو البدنية.؛

فالإعاقة الذهنية لها مدارسها الخاصة التي تهتم بصحة وعقل المعاق وطرق تأهيله للاندماج في المجتمع.. ونفس الشيء للمعاق جسديا.. فليس هناك بشر علي هامش الحياة.؛

الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية للفتي «جوليان» المصاب بشلل أطفال منذ مايزيد علي سبعة عشر عاما.. كبر وأصبح مراهقا له أحلامه وطموحاته.. ورغبته في أن تكون له مغامرة يعيشها ويتحدث عنها الجميع.. لذا كان حلمه في الاشتراك في مسابقة العدو التي تقام في مدينة نيس «لمتحدي الإعاقة».. ويطلب ذلك من والده الذي يعمل بالإطفاء في حرائق الغابات.

ولما كانت المدة المتبقية قليلة فقد قبل الوالد التحدي أمام إصرار ابنه ولكن العقبة أن إدارة المسابقة رفضت اشتراكه.. فما كان من الابن المعاق وزميل له إلا أن ذهبا إلي «نيس» لمقابلة أعضاء اللجنة ونجحا بالتهديد والإقناع أن يسمحا لهما بالاشتراك في المسابقة الخاصة بالأصحاء الأسوياء.؛

«أيرون مان» أو الرجل الحديدي هو الذي سيفوز بهذه المسابقة بعد اختبارات سباحة.. وجري.. وعجل؛.؛
وبالفعل تشحذ الأسرة كلها جهودها هي والأصدقاء للمساهمة بشكل أو بآخر في إعداد التجهيزات.. وينجح الأب في عمل مقعد يتم تركيبه في دراجة الأب.. ليقود الأب الدراجة وابنه عالق بها.؛

وبالفعل بفضل إرادة جوليان الذي يتحمل عبء التدريبات العنيفة ووالده الذي يكتشف إنه كان بعيدا عنه وانشغل بعمله وبتوفير سبل الحياة الكريمة لأسرته.. لكن كل هذا كان لايكفي.. لأن يقترب من ابنه وأن يشعره بمحبته.. وبالفعل يشترك الاثنان في السباق مع الأصحاء والأسوياء.. ويجتازان كل المسابقات حتي يصلا إلي النهاية.. ويتوجا بالنجاح.. إلا أن النجاح الحقيقي كان يتمثل في علاقة الأب بالابن وإيمان الأسرة كلها ومجموعة الأصدقاء المقربين في حق الابن أن تكون له مغامرة حقيقية في الحياة.؛

وقد حصل بطل الفيلم «جوليان» علي جائزة أحسن ممثل وهو في الحقيقة شاب معاق.. وقد فضل المخرج الاستعانة به حتي يكون أقرب إلي الصدق.. أما دور الأب فقد قام به الفنان القدير «جاك جامبلان» الذي يعد واحدا من أفضل ممثلي فرنسا وأوروبا.؛

مخرج الفيلم «نيلز تافرنييه» وهو ابن المخرج القدير «برتراند تافرنييه» وهو متخصص في الأفلام التسجيلية.. كما يعمل بالتليفزيون وقدم فيلما روائيا طويلا من قبل عام 2006 باسم «أورور».؛

لا شيء اسمه مستحيل

لا شيء يعني المستحيل.. طالما أن هناك إرادة وعزما وتصميما علي بلوغ ما نسعي إليه.. وهذا هو ما حاول إثنان من المخرجين الشبان لم تتجاوز عمرهما العشرين تقديمه في فيلم شديد الصدق «هاستامانانا» أو « إلي الغد».. كشفا فيه عن عالم يعيش فيه الأطفال حتي سن الثامنة عشرة في دور الرعاية والأحداث.. البعض منهم كل جريمته في الحياة أن الأهل هجروه.. أو الأسرة كانت مفككة ولم يكن في إمكانها رعاية الأبناء.؛

الـ (Dass) أو مؤسسات رعاية الأحداث تضم أطفالا من كل المستويات.. البعض منهم يعاني مشاكل نفسية جسيمة.. وآخرون يعانون مشاكل صحية.. هذه الدور تحاول أن توفر لهؤلاء الأطفال الرعاية الصحية والنفسية اللازمة لهم.؛

وفي الفيلم الذي أخرجه كلا من «سيباستيان ماجياني» و«أوليفييه فيدال» وهما أيضا كاتبا السيناريو.. وبطولة كل من الطفل البلجيكي «أمير بن عبد المؤمن» وانطوان جونتران.. ودلفين ديباردييه».. وظهور شرفي للمخرج «كلود لولوش».؛

الجدير بالذكر أن كلا من المخرجين كانت لهما بعض من الإقامة الوقتية في هذه الدور.؛

والفيلم يروي قصة «تينو» و«ليو» مراهقين تربيا منذ الصغر في الـ «داس» أحدهما كان شديد الصلابة رغم صغر سنه والثاني «هشاً» للغاية.. يميل إلي العزلة والوحدة وهوايته الأولي كانت الكتابة.. وعندما انتهي من كتابة سيناريو رغم صغر سنه فإن حلم عمره كان أن يقرأ المخرج الكبير «كلود لولوش» هذا السيناريو.. ويقرر «تينو» أن يحقق حلم صديقه وأن يذهب بالسيناريو إلي لولوش سيرا علي الأقدام حتي «باريس».. ويكاد «ليو» يفقد الأمل في صديقه خاصة عندما يعلم أن والدة «تينو» في طريقها لاسترداده.؛

لكن «تينو» بالإصرار وخوض الكثير من المخاطر.. والمغامرات ينجح فعلا للوصول إلي شركة إنتاج «لولوش» الذي يرحب بقدومه ويقرأ بالفعل السيناريو تقديرا منه لوفاء صديق لصديقه وهما في هذه السن الصغيرة.. دون أن يخفي إعجابه بالسيناريو طبعا.

إن الصداقة قيمة حقيقية وغالية في الحياة.. لاتضاهيها كنوز الدنيا.. فهي بحد ذاتها ثروة محظوظ هو من يعثر علي «الخل الوفي».؛

صباح الثورة

الربيع العربي.. والثورات التي غمرت المنطقة العربية وانطلقت من تونس.. حول الثورة ومتغيراتها قدم المخرج التونسي القدير «نوري بوزيد» «قطعة الجاتوه» فيلم عن صديقتين إحداهما محجبة والأخري غير محجبة لكنهما تمثلان الجيل الجديد وتعتبران من رموز الثورة.. كلتاهما تكافحان من أجل حريتهما واستقلالهما من خلال مجتمع مغلق علي نفسه يحاول أن يعود بالمرأة عشرات السنين ويحرمها من كل ماوصلت إليه.. محاولا فرض تقاليد بالية بعيدة تماما عن الدين ولا تأخذ منه سوي المظهر فقط.. إن المجتمع مضطرب وأشخاصه يجمعون بين التضاد.. بينما الفتاتان «زينب» و«عائشة» تدرك كلتاهما أن المستقبل لهما وإنه لن يستطيع أحد أن يفرض عليهما شيئا خاصة أن الأخ والحبيب كليهما متورطان في الجماعات الإسلامية.. أو يحاولان الاستفادة منها بكل الطرق.؛

إن المستقبل لابد أن يكون لأبنائنا.. وعجلة التاريخ لن تعود أبدا للوراء.. وأن المرأة التي شاركت بالثورة.. لن ترضخ أبدا ولن تكون ضحيته.؛

إن نوري بوزيد هذا الفنان القدير الواعي الذي قدم العديد من الأفلام التي تعتبر علامة في السينما التونسية يستحق كل التقدير علي هذا الفيلم التحليلي الذي لاتعيشه تونس اليوم بل تعيشه مصر ومجتمعات أخري في دول عربية مختلفة.؛

السياسة والحب في افتتاح المهرجان

وقد ظلت هذه المشكلة الأفغانية مسيطرة علي أجواء المهرجان خاصة عندما تم عرض الفيلم الأفغاني «واچما.. قصة حب أفغانية».. حيث انتهز الناشطون الفرصة لجمع التوقيعات والمناشدة بنصرة قضيتهم. وكم كانت المفاجأة رائعة بفوز الفيلم الأفغاني «واچما» بجائزة أفضل فيلم وفوز بطلته «واچما باهار» بجائزة أحسن ممثلة.. وكأن هذا الفوز هو فوز لقضية اللاجئين.؛
وفي الكلمة التي ألقاها مخرج الفيلم عند استلامه للجائزة قال إنه سعيد جدا بالفوز.. وسعيد بالجائزة.. وأن علي العالم أن يعرف إننا لسنا إرهابيين.. وإننا محبون للحياة.. وعاشقون للسينما.؛
الفيلم الذي حصل علي جائزتين من وجهة نظري متوسط القيمة الفنية.. لكن يجب الاعتراف بأن شجاعة مخرجه وأبطاله أنه تم التصوير في ظروف شديدة التعقيد وغاية الصعوبة وبإمكانيات قليلة جدا للغاية.. منتج الفيلم «بارماك أكرم» هو مخرج الفيلم وكاتب السيناريو..  وقد ولد في كابول عام 1966.. ويعيش في باريس.. حيث درس الفنون الجميلة.. وكان أول أفلامه الروائية الطويلة «طفل من كابول» الذي عرض في مهرجان «فينيسيا».. كما قام بتقديم عدد من الأفلام التسجيلية والتجريبية.. وبارماك أكرم يعد أيضا موسيقيا بارعا وقد ساهم بشكل كبير في نشر الموسيقي الأفغانية القديمة.. والأشعار الفارسية.. وفيلمه «واچما.. قصة حب أفغانية» هو فيلمه الروائي الثاني.؛

البنات والحب

؛« شرف البنت زي عود الكبريت » جملة شهيرة في أفلامنا المصرية قالها العظيم الراحل «يوسف وهبي»..؛ 

وترجمتها الصبوحة الشحرورة في أغنيتها قائلة:؛

«الله يقصف عمر الحب.. وعمر اللي تصدق رجال».. لكن الحقيقة أن عمر الحب ما «اتقصف».. لكن آلافا من البنات انقصفت رقابهن ومتن أو قتلن لأنهن صدقن الرجال.. وانخدعن باسم الحب.؛

في المجتمعات الغربية باتوا يتحدثون عن «العذرية» وغشاء البكارة وكأنهما من الفلكلور القديم.. وذلك لحرية ممارسة الجنس ولذلك فهم ينظرون لهذه القضايا وكأنها طلاسم.. وبتعبير مهذب «فلكلور» بدلا من أن يقولوا «تخلف» غير مهتمين أن لنا ديننا.. وعاداتنا وتقاليدنا.

شتاء كابول العاصمة الأفغانية شديد القسوة.. قسوة قد تنعكس علي البعض فتزيدهم قسوة.. أو تأتي بنتائج عكسية تدفعهم إلي البحث عن الدفء في قلوبهم.؛

ووسط هذه الحياة القاسية التي تمثل فيها المرأة أيضا المرتبة الثانية.. وللرجل السيادة.. «واچما» فتاة جميلة أراد والدها أن يمنحها فرصة الحياة الكريمة.. فسمح لها باستكمال دراستها والالتحاق بالجامعة بكلية الحقوق.. وهذا يعني باختصار مزيدا من الحريات.. لكن سوء حظها أوقعها في الحب.. مع «مصطفي» الشاب الوسيم الذي صدقته بأنه سيتزوج بها.. وكان أن غرر بها وعندما اكتشفت إنها حامل تهرب منها.. وعندما اعترفت لأسرتها كاد والدها أن يقتلها حتي يتخلص من الفضيحة.. وحيث لاقانون يجبر الفتي علي الزواج منها.. لكن حب الأب لابنته جعله يلجأ إلي حل آخر وهو إرسالها إلي «الهند» حيث المراقبة أقل.. لتقوم بعملية «إجهاض» رغم ما كلفه ذلك من ماديات تفوق طاقته.. وآلام نفسية شديدة.. لإحساسه بالقهر ممن سلب ابنته شرفها وخدعها.. ومن ابنته نفسها التي انجرفت للخطيئة باسم الحب وانخدعت.. وما سوف تتركه هذه التجربة من آثار نفسية سيئة عليها.؛

وينتهي الفيلم بسفرها وإقلاع الطائرة وسط صرخة مدوية لها في مواجهة مستقبل لاتعرف عنه شيئا.. نتيجة لخطأ تشاركت في ارتكابه مع رجل.. لكن عليها كفتاة أن تتحمل «الوزر» كله.؛

وفعلا الله يقصف عمر الحب .. واللي بتصدق رجال»..؛

بطلة الفيلم «واچما» هذه هي تجربتها الأولي في التمثيل.. ولذلك كانت فرحتها شديدة بالفوز بجائزة أحسن ممثلة.. حيث تقول كنت أبكي بشدة من التأثر في مواقف عديدة وأتخيل أن ما أمر به حقيقة.؛

كما تضيف قائلة إنها تأثرت بشدة من موقف الوالد.. الذي انتصر لحبه لابنته في الإبقاء علي حياتها وإعطائها فرصة ثانية لاستكمال حياتها.. لأن التقاليد الصارمة هناك تقضي بقتل الفتاة.؛

إرادة الحياة

في بيتنا طفل معوق.. فقد شاءت الأقدار أن تبتلي الأسرة بابن أصيب بشلل الأطفال.. سنوات طويلة عاشتها الأسرة في صعوبة بالغة خاصة الأم التي كان يقع علي عاتقها تقريبا كل المسئولية.. ولعل في الحديث عن الإعاقة فروقا كثيرة مابين المجتمعات النامية المتخلفة والمجتمعات الحديثة الراقية المتحضرة وذلك في طرق كيفية التعامل مع الإعاقة والمعاقين.. والإمكانيات المهولة المقدمة إليهم لتسهل الحياة عليهم.. أتحدث في ذلك عن الإعاقة بمختلف أنواعها سواء الذهنية أو البدنية.؛

فالإعاقة الذهنية لها مدارسها الخاصة التي تهتم بصحة وعقل المعاق وطرق تأهيله للاندماج في المجتمع.. ونفس الشيء للمعاق جسديا.. فليس هناك بشر علي هامش الحياة.؛

الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية للفتي «جوليان» المصاب بشلل أطفال منذ مايزيد علي سبعة عشر عاما.. كبر وأصبح مراهقا له أحلامه وطموحاته.. ورغبته في أن تكون له مغامرة يعيشها ويتحدث عنها الجميع.. لذا كان حلمه في الاشتراك في مسابقة العدو التي تقام في مدينة نيس «لمتحدي الإعاقة».. ويطلب ذلك من والده الذي يعمل بالإطفاء في حرائق الغابات.؛

ولما كانت المدة المتبقية قليلة فقد قبل الوالد التحدي أمام إصرار ابنه ولكن العقبة أن إدارة المسابقة رفضت اشتراكه.. فما كان من الابن المعاق وزميل له إلا أن ذهبا إلي «نيس» لمقابلة أعضاء اللجنة ونجحا بالتهديد والإقناع أن يسمحا لهما بالاشتراك في المسابقة الخاصة بالأصحاء الأسوياء.؛

؛«أيرون مان» أو الرجل الحديدي هو الذي سيفوز بهذه المسابقة بعد اختبارات سباحة..؛ 

وجري.. وعجل.؛

وبالفعل تشحذ الأسرة كلها جهودها هي والأصدقاء للمساهمة بشكل أو بآخر في إعداد التجهيزات.. وينجح الأب في عمل مقعد يتم تركيبه في دراجة الأب.. ليقود الأب الدراجة وابنه عالق بها.؛

وبالفعل بفضل إرادة جوليان الذي يتحمل عبء التدريبات العنيفة ووالده الذي يكتشف إنه كان بعيدا عنه وانشغل بعمله وبتوفير سبل الحياة الكريمة لأسرته.. لكن كل هذا كان لايكفي.. لأن يقترب من ابنه وأن يشعره بمحبته.. وبالفعل يشترك الاثنان في السباق مع الأصحاء والأسوياء.. ويجتازان كل المسابقات حتي يصلا إلي النهاية.. ويتوجا بالنجاح.. إلا أن النجاح الحقيقي كان يتمثل في علاقة الأب بالابن وإيمان الأسرة كلها ومجموعة الأصدقاء المقربين في حق الابن أن تكون له مغامرة حقيقية في الحياة.؛

وقد حصل بطل الفيلم «جوليان» علي جائزة أحسن ممثل وهو في الحقيقة شاب معاق.. وقد فضل المخرج الاستعانة به حتي يكون أقرب إلي الصدق.. أما دور الأب فقد قام به الفنان القدير «جاك جامبلان» الذي يعد واحدا من أفضل ممثلي فرنسا وأوروبا.

مخرج الفيلم «نيلز تافرنييه» وهو ابن المخرج القدير «برتراند تافرنييه» وهو متخصص في الأفلام التسجيلية.. كما يعمل بالتليفزيون وقدم فيلما روائيا طويلا من قبل عام 2006 باسم «أورور».؛

لا شيء اسمه مستحيل

لا شيء يعني المستحيل.. طالما أن هناك إرادة وعزما وتصميما علي بلوغ ما نسعي إليه.. وهذا هو ما حاول إثنان من المخرجين الشبان لم تتجاوز عمرهما العشرين تقديمه في فيلم شديد الصدق «هاستامانانا» أو « إلي الغد».. كشفا فيه عن عالم يعيش فيه الأطفال حتي سن الثامنة عشرة في دور الرعاية والأحداث.. البعض منهم كل جريمته في الحياة أن الأهل هجروه.. أو الأسرة كانت مفككة ولم يكن في إمكانها رعاية الأبناء.؛

الـ (Dass) أو مؤسسات رعاية الأحداث تضم أطفالا من كل المستويات.. البعض منهم يعاني مشاكل نفسية جسيمة.. وآخرون يعانون مشاكل صحية.. هذه الدور تحاول أن توفر لهؤلاء الأطفال الرعاية الصحية والنفسية اللازمة لهم.؛

وفي الفيلم الذي أخرجه كلا من «سيباستيان ماجياني» و«أوليفييه فيدال» وهما أيضا كاتبا السيناريو.. وبطولة كل من الطفل البلجيكي «أمير بن عبد المؤمن» وانطوان جونتران.. ودلفين ديباردييه».. وظهور شرفي للمخرج «كلود لولوش».؛

الجدير بالذكر أن كلا من المخرجين كانت لهما بعض من الإقامة الوقتية في هذه الدور.؛

والفيلم يروي قصة «تينو» و«ليو» مراهقين تربيا منذ الصغر في الـ «داس» أحدهما كان شديد الصلابة رغم صغر سنه والثاني «هشاً» للغاية.. يميل إلي العزلة والوحدة وهوايته الأولي كانت الكتابة.. وعندما انتهي من كتابة سيناريو رغم صغر سنه فإن حلم عمره كان أن يقرأ المخرج الكبير «كلود لولوش» هذا السيناريو.. ويقرر «تينو» أن يحقق حلم صديقه وأن يذهب بالسيناريو إلي لولوش سيرا علي الأقدام حتي «باريس».. ويكاد «ليو» يفقد الأمل في صديقه خاصة عندما يعلم أن والدة «تينو» في طريقها لاسترداده.؛

لكن «تينو» بالإصرار وخوض الكثير من المخاطر.. والمغامرات ينجح فعلا للوصول إلي شركة إنتاج «لولوش» الذي يرحب بقدومه ويقرأ بالفعل السيناريو تقديرا منه لوفاء صديق لصديقه وهما في هذه السن الصغيرة.. دون أن يخفي إعجابه بالسيناريو طبعا.؛

إن الصداقة قيمة حقيقية وغالية في الحياة.. لاتضاهيها كنوز الدنيا..؛

فهي بحد ذاتها ثروة محظوظ هو من يعثر علي «الخل الوفي».؛

صباح الثورة

الربيع العربي.. والثورات التي غمرت المنطقة العربية وانطلقت من تونس.. حول الثورة ومتغيراتها قدم المخرج التونسي القدير «نوري بوزيد» «قطعة الجاتوه» فيلم عن صديقتين إحداهما محجبة والأخري غير محجبة لكنهما تمثلان الجيل الجديد وتعتبران من رموز الثورة.. كلتاهما تكافحان من أجل حريتهما واستقلالهما من خلال مجتمع مغلق علي نفسه يحاول أن يعود بالمرأة عشرات السنين ويحرمها من كل ماوصلت إليه.. محاولا فرض تقاليد بالية بعيدة تماما عن الدين ولا تأخذ منه سوي المظهر فقط.. إن المجتمع مضطرب وأشخاصه يجمعون بين التضاد.. بينما الفتاتان «زينب» و«عائشة» تدرك كلتاهما أن المستقبل لهما وإنه لن يستطيع أحد أن يفرض عليهما شيئا خاصة أن الأخ والحبيب كليهما متورطان في الجماعات الإسلامية.. أو يحاولان الاستفادة منها بكل الطرق.؛

إن المستقبل لابد أن يكون لأبنائنا.. وعجلة التاريخ لن تعود أبدا للوراء.. وأن المرأة التي شاركت بالثورة.. لن ترضخ أبدا ولن تكون ضحيته.؛

إن نوري بوزيد هذا الفنان القدير الواعي الذي قدم العديد من الأفلام التي تعتبر علامة في السينما التونسية يستحق كل التقدير علي هذا الفيلم التحليلي الذي لاتعيشه تونس اليوم بل تعيشه مصر ومجتمعات أخري في دول عربية مختلفة.؛

آخر ساعة المصرية في

11.03.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)