كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

يوم المرأة العالمي-نادية لطفي

عيون مصرية

عصام زكريا

 

التباس مبني على معلومة خاطئة، أو معلومة خاطئة مبنية على التباس عام قد يبدو تافها، لكنه حدد مسيرة نادية لطفي الفنية وَحَدَّ من امكانياتها.

مقارنة بسعاد حسني، التي تعتبر مصرية خالصة بالرغم من كونها ابنة لأم مصرية وأب سوري حملت جنسيته ولم تحصل على الجنسية المصرية إلا في الخمسينيات، فإن نادية لطفي مصرية أبا، من أقاصي الصعيد في قنا، وأما من أصول تركية استقرت لأجيال عدة في الزقازيق شمالا.
مع ذلك، يعتقد الكثيرون حتى الآن أن نادية لطفي بولندية الأصل، أو إيطالية، وانها ليست مصرية خالصة!

هذا اللبس مبني على معلومة صحافية خاطئة نشرتها صحيفة «الأهرام» في الستينيات تعليقا على صورة فوتوغرافية جمعت بين نادية لطفي ووفد أجنبي يزور مصر كان يضم ألمانا وبولنديين، ولما كانت لطفي تجيد الألمانية بحكم دراستها في المدرسة الألمانية بالقاهرة فقد انخرطت في حديث مع بعض أعضاء الوفد فتخيل الصحافي، وقد كان اسما كبيرا له شأن وتأثير، أنها اكتسبت هذه الدراية باللغات من أمها وأن هذه الأم بولندية بما أن اسم نادية الحقيقي هو «بولا»!
ما يعنيني هنا هو انتشار هذه المعلومة الخاطئة كالنار في الهشيم، على عكس شائعات ومعلومات خاطئة أوصحيحة لا تلتصق عادة بذاكرة الناس... مثل حقيقة أن سعاد حسني سورية لم تحصل على الجنسية المصرية إلا بقرار من الرئيس عبد الناصر في منتصف الستينيات.
وفي الحالتين، فإن ما يهمنا في التصديق السريع لشائعة أن نادية لطفي نصف مصرية، والإنكار غير الواعي لحقيقة أن سعاد حسني نصف سورية، هو ظاهرة الحكم على نجوم السينما، وبناء تصورات عنهم، وربما تشكيل أيقونات لهم، اعتمادا على المظهر والملامح الخارجية فقط.

بقدر ما خدمت ملامح نادية لطفي الجميلة نجوميتها ومسيرتها الفنية، بقدر ما حددت وحدت طبيعة هذه الملامح من مسيرتها وشكلت صورتها وأدوارها والتصورات الشائعة عنها لدى الجمهور.
أول ما يلفت الأنظار إلى نادية لطفي هو بنيانها العظمي القوي والعريض والجسم المستقيم المعتدل التضاريس، على عكس البنيان الضئيل، الهزيل العظام، المنحني للأمام بعض الشيء الذي نجده لدى فاتن حمامة وسعاد حسني ومنى زكي، مثلا.

ينتمي وجه نادية لطفي للبنيان العظمي الكبير والواضح نفسه: جبهة عريضة ناصعة ووجنتان بارزتان وفك قوي، كما أن ملامح هذا الوجه من عيون وأنف وشفاه كبيرة ومرسومة بوضوح أيضا.

ثاني ما يلفت الانتباه هو لون بشرتها الأبيض الأوروبي، وشعرها، عندما كانت تصبغه بالأصفر تبدو كشقراء من أوروبا الشرقية، وعندما تتركه على لونه الكستنائي المموج تبدو إسكندنافية الملامح وتذكرك إلى حد كبير بجولي كريستي في «الدكتور زيفاجو».

لكن وسط ذلك كله تصعد عينا نادية لطفي العسليتان المكحلتان، المزينتان بحاجبين عريضين مقوسين، كما لو كانت ملكة فرعونية قادمة من وراء القرون، ولكن حين تقترب الكاميرا من هاتين العينين، فإنها تنقل ضعفا وخجلا يصعب أن تعبر عنه أي عيون في العالم مثلما تعبر عنه العيون الشرقية، التي استطاعت أن تعبر عن انكسار وانتصار المرأة المصرية، ربما أكثر من أية عيون أخرى في السينما.

في رأيي، لم تستغل طاقات نادية لطفي كما تستحق، وكل تاريخها الفني يضم سبعين فيلما فقط على مدار حوالي ربع قرن من 1959 حتى 1986. ولم يكن هناك عدد كاف أو جيد بشكل كاف من الأفلام التي تستوعب امكانياتها التعبيرية، والتي يمكن أن نراها كأفضل ما يكون مع مخرجين مثل يوسف شاهين وكمال الشيخ وشادي عبد السلام... والثلاثة يجمع بينهم ثقافة ومزاج «أرستقراطي» إذا جاز التعبير.

مع شاهين أشرقت نادية لطفي مثل شمس شتوية ذهبية في «الناصر صلاح الدين» من خلال دور «لويزا» الأوروبية الطيبة التي تقع في غرام محارب عربي. ومع كمال الشيخ تألقت تحت اضاءة الأبيض والأسود التعبيرية المستلهمة من أسلوب الـ«فيلم نوار» التي تعتمد على التباين بين النور والظل، خاصة في فيلم «الخائنة». هنا يبدو جمالها كما لو كان مخلوقا لمثل هذه الإضاءة التعبيرية، ويتأكد ذلك من خلال أفلام أخرى تحمل الأسلوب نفسه مثل «المستحيل» لحسين كمال.

مع شادي عبد السلام الذي ظهرت معه في «المومياء» لدقائق معدودة تتوسط الفيلم، تخفي نادية لطفي جسدها ورأسها تحت عباءة سوداء وقرمزية، لا يبدو منها سوى عينيها ومقدمة وجهها: عينيها الغاويتين الهاربتين تترددان مثل صدى بصري لصورة قلادة عيني حورس الذهبية التي يسرقها شيوخ القبيلة من إحدى المومياوات بعد فصل رقبتها.

«زينة»، الفتاة الصعيدية التي يمتهنها قواد وتاجر آثار وضيع، هي أيضا كنز دنسته أيادي الرجال الأخساء مثلما دنست عيني حورس الذهبية.

من اللافت أن نادية لطفي لم تظهر مع شاهين والشيخ سوى في فيلمين لكل منهما، بجانب الفيلم الوحيد لشادي عبد السلام. في المقابل وصل عدد الأفلام التي عملتها مع حسام الدين مصطفى إلى سبعة، ومع أحمد ضياء الدين إلى ستة، وأربعة مع كل من محمود ذو الفقار وحلمي حليم، وثلاثة مع كل من حسن الإمام وحسين كمال، ثم عملت فيلما أو اثنين مع عدد آخر من المخرجين.

حسام الدين مصطفى رأى في جسدها الجميل وشخصيتها القوية إشكالية المرأة العربية كلها. من «النظارة السوداء» إحسان عبد القدوس إلى «قاع المدينة» و«على ورق سوليفان» يوسف إدريس مرورا بـ« السمان والخريف» نجيب محفوظ لعبت نادية لطفي أطيافا من تصورات الأدباء والمثقفين للمرأة الجديدة. وحين تضيف إلى هذه القائمة «لا تطفئ الشمس» عبد القدوس الذي أخرجه صلاح أبو سيف و«قصر الشوق» محفوظ الذي أخرجه حسن الإمام، و«أبي فوق الشجرة» عبد القدوس الذي أخرجه حسين كمال، أضف إليهم أعمالا مأخوذة عن كتاب من الصف الثاني مثل «المستحيل» لمصطفى محمود و«عدو المرأة» لمحمد التابعي و«غراميات مجنون» لأمينة السعيد... يمكن القول إجمالا إن نادية لطفي هي أكثر ممثلة مصرية ظهرت في أفلام مأخوذة عن أعمال أدبية، أو قام بكتابتها أدباء مباشرة للسينما، وهو أمر لا يرجع فحسب إلى ثقافتها وميولها الشخصية، ولكن أيضا إلى صورة نادية لطفي في عيون هؤلاء المخرجين والكتاب والجمهور عامة.

بالرغم من أن نادية لطفي لعبت أدوارا جريئة جدا بمقاييس السينما العربية، خاصة في أفلام مثل «قصر الشوق»،»قاع المدينة» و«أبي فوق الشجرة»، والثلاثة جسدت فيهما شخصية العاهرة الأليفة لدى صناع السينما المصرية، إلا أنها ظلت بمنأى عن هجمات المتطرفين وشتائم المراهقين التي نالت من معظم «نجمات الإثارة والإغراء»، والسبب في ذلك يعود في تصوري إلى هذه الشخصية القوية المثقفة التي تتمتع بها وتجعلها بمنأى عن المستوى الهابط عموما للوسط الفني والعاملين فيه.

من يعرفون نادية لطفي عن قرب يدركون كم هي واعية وصادقة و«أصلية»، محبة للخير ولزملائها، حادة وغضوبة في الحق.

مواقف وأعمال نادية لطفي الوطنية على المستوى المصري والعربي، مثلما فعلت خلال حرب أكتوبر أو عقب الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وتبنيها لقضية المرأة من خلال جمعية السينمائيات التي شاركت في تأسيسها، وإنفاقها بلا حدود على هذه القضايا، ودعمها غير المحدود لزملائها المقربين مثلما فعلت مع شادي عبد السلام ونبيهة لطفي وآخرين... كلها أشياء تظهر في سلوكياتها وكلامها وطريقة أدائها وتعبيرات ملامحها على الشاشة، ومهما كانت نوعية الدور الذي تقوم به فهي تعطيه هذا الصدق والاحترام والجدية التي ميزت مسيرتها الفنية وحياتها.

نادية لطفي... فنانة من نوع نادر في عالمنا العربي!

(كاتب مصري)

السفير اللبنانية في

07.03.2014

 
 

يوم المرأة العالمي-نادية لطفي

الملكة والمناضلة

محمد شعير 

لا تمتلك نادية لطفي «ديبلوماسية» فاتن حمامة.

نادية أو الملكة كما يطلق عليها المقربون منها، هي الأكثر جرأة، لا تقيس مواقفها بحسابات الخسارة والمكسب، تفعل فقط ما تراه صائبا. أو متوافقا مع قناعاتها...

في المشهد السياسي المتشابك يمكن لفاتن حمامة أن تخرج من عزلتها... تتحدث إلى الإعلام... لتقول رسالة واحدة في لحظة سياسية ملتبسة، رسالة تأييد بلا تحفظ لكل ما تقوم بها السلطة... لكن نادية لطفي لا تنظر للأمور نظرة جزئية... أو تسمح لأحد أن يستخدمها. ستتحدث هي أيضا ولكن عن الحرية والديموقراطية والعدالة...

في حوار جرى مؤخرا معها..سألها الصحافي: من مرشحك للرئاسة؟

قالت: «لا جواب لدي، ولكنني أؤمن بأنه يجب أن يقر دستور لإرساء القانون العام، وحماية الحريات. لأن الدستور هو الذي يمنع أي شخص من التعدي عليه». هكذا يمكن أن تكون نادية لطفي في كل فعاليات الدفاع عن القضية الفلسطينية، أو على الجبهة بعد 67، وفي مستشفيات القوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر... حيث نقلت مقر إقامتها إلى مستشفى القصر العيني أثناء حرب أكتوبر بين الجرحى لرعايتهم، وقضت أسبوعين في صفوف المقاومة الفلسطينية أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت وكان الموت يطاردها في كل لحظة ولا تزال تحتفظ في مكتبتها الخاصة بـ25 شريط فيديو لوقائع حقيقية عاشتها بنفسها وقت الحصار الإسرائيلي للمقاومة الفلسطينية ببيروت، كما قامت بممارسة هوايتها في التصوير وقامت بتسجيل 40 ساعة تصوير في القرى والنجوع المصرية لتجمع شهادات الأسرى المصريين في حربي 1956 و1967 حول الجرائم الإسرائيلية. والآن تنتقد بعنف مواقف زملاء لها يتخذون موقفا سلبيا من الثورات العربية التي تراها ضرورية للتخلص من قيود القهر الذي تشبعت به الشعوب العربية، وضرورة لقهر الخوف، حتى أن الشاعر زين العابدين فؤاد وصفها مع آخرين بأنها «أم المعتقلين» نظرا لرعايتها لأسر المعتقلين سياسيا.

بولا محمد شفيق... اسمها الحقيقي، الذي يبدو غريبا لفتاة من صعيد مصر (قنا) تحديدا، والغريب أيضا أنها لم لتكتسب «سمرة» الجنوبيين بل هي الشقراء ذات العيون الملونة... بولا اختارت نادية لطفي اسما فنيا لها، وهو اسم اعجب المخرج رمسيس نجيب الذي أجرى لها اختبارات «الكاميرا» ليقدمها للفن... وأغضب احسان عبد القدوس الذي رفع دعوى قضائية ضد رمسيس بسبب اختياره اسما لأحد بطلات روايته... قبل أن يصبح إحسان واحد من أصدقاء نادية المقربين...

كانت تلك هي خطوتها الأولى في علاقتها بالفن... اسم فني من رواية إحسان عبد القدوس «لا أنام»... لتستمر حياة صاحبة «الناصر صلاح الدين» أشبه برواية فنية. كان ظهور نادية لطفي تجسيداً للوجه الغائب من الستينيات، هي ليست فاتن حمامة التي اعتادت تقديم أدوار الفتاة البريئة، ولا هند رستم صاحبة أدوار الإغراء... هي ليست تجسيدا كاملا للأبيض في مقابل اللون الأسود، أو البراءة مقابل الشر... هي وسعاد حسني أبناء مرحلة الستينيات بإنجازاتها وانكساراتها، بأفراحها واحزانها

الستينيات

حيث كانت «الستينيات مرحلة سارتر، وسيمون دوبفوار، وثورة الطلبة، وبريجيت باردو، والحركة الهيبية، والتحرر الوطني في العالم، والحركات اليسارية. كان زمن جين فوندا المختلفة آنذاك، وألان ديلون وموسيقى وأغاني البيتلز. ظهرت نادية وسعاد حسنى... وحسب تعبير الكاتبة الإماراتية ظبية خميس: «كانت نادية لطفي توازي في صور مكملة لنموذج سعاد حسني وخصوصاً عبر بطولاتها لأفلام إحسان عبد القدوس مثل «النظارة السوداء» والحالة الوجودية الحائرة لخيارات المرأة العربية الشابة آنذاك، معززة حضورها بتواجدها مع عبد الحليم حافظ في فيلم «الخطايا» الذي يمثل قمة أفلام الغواية والأنثوية الجريئة مكملة مشوارها بسينما الأدب عبر ثلاثية نجيب محفوظ بين القصرين. واكتملت صورة نادية لطفي كنموذج عبر نشاطها السياسي والاجتماعي ومواقفها الوطنية سواء في مصر أو خارجها مثالاً على ذلك رحلتها إلى لبنان ومناصرتها أثناء مذابح صبراً وشاتيلا، ووقوفها مع القضية الفلسطينية، ووقوفها مع الشعب العراقي في محنته»...

لم يكن التمثيل أولى خيارات الطفلة «بولا»، حكت عن بدايتها مع التمثيل في واحد من المقالات التي كتبتها: «خلال دراستي في المدرسة الألمانية اختارتني مشرفة التمثيل للانضام إلى فريق المدرسة، وقدّم فريق التمثيل مسرحية «البخيل» لموليير، وحفظت دور ابنه البخيل ولكن عندما صعدت إلى المسرح انحبس صوتي وفشلت في أداء الدور وقررت أن أهجر التمثيل إلى الأبد...» كانت تتمنى أن تصبح فنانة تشكيلية، عشقت الرسم ولها العديد من اللوحات، تعلمت العزف على العود ولكنها لم تستطع ان تكمل، مارست الكتابة والصحافة... ومن هنا ارتبطت بصداقات العديد من الكتاب المصريين فى كل الأجيال تقريبا... نجيب محفوظ تراه أشبه بماء النيل الهادئ ولكنه يخفي خلف هذا الهواء براكين، تعاملت مع روايتين من أعماله... كانت «عشيقة السيد أحمد عبد الجواد في الثلاثية الشهيرة لنجيب محفوظ... وريري في «السمان والخريف» الفتاة القروية كانت ترغب في أن تقطع صلتها بالماضي ولكنها لم تجد سوى مستقبل ينتهك جسدها وكرامتها بعد أن خدعها شاب باسم الحب وألقاها بالإسكندرية، ارتمت في أحضان عيسى وقدمت نادية لطفي في هذا الجزء من الحدوتة أداء بارعا ومختلفا لكيفية تحول الفتاة البسيطة إلى فتاة بارعة وعندما أخبرت عيسى الدباغ بخبر حلمها، جلست خلف نافذة المقهى تنظر لعيسى كأنها تتوسل الأمل لتصنع بهذا المشهد أسطورتها السينمائية. أما يوسف إدريس فهو البحر بثورته وتلاطم امواجه... قدمت له «قاع المدينة»... وعندما أقامت صالونا ثقافيا في بيتها كان هو نجم الصالون بآرائه الصادمة ونزقه الشديد...

لم تتوقف علاقة نادية لطفي بهذا الجيل من الكتاب وامتدت إلى الأجيال اللاحقة لهم، تحديدا جيل الستينيات، حيث ارتبطت بعلاقة صداقة مع الكاتب الراحل يحيى الطاهر عبد الله... عندما ذكرت اسمه قالت ياه...»لقد أهداني كردان امه»... والكردان هو العقد الكبير من الذهب الخالص... وكان يحيى يعتز به اعتزازا كبيرا... ولكنه تنازل عنه بمحبة شديدة لنادية... التي رأى فيها كل الصفات التي جسّدتها امه!

(كاتب مصري)

السفير اللبنانية في

07.03.2014

 
 

يوم المرأة العالمي-نادية لطفي

أيقونة الستينيات

جمال الجمل 

هل كانت مصادفة أن ينتشر خبر موت نادية لطفي في نفس اليوم الذي توفيت فيه هند رستم؟

المواقع التي نشرت الخبر ألقت بالخطأ على إذاعة لبنانية، وفسّرت بأنه قد يكون حدث خلط بين اسم الفنانتين على الراديو!

هذا هو التبرير السريع، لكن لماذا الخلط؟ وهل ثمة تشابه بين النجمتين؟ وهل تكفي سرعة وسائل الإعلام في نفي الخبر لإثبات أن ناديا ما زالت على قيد الحياة؟

سألتها. فلم تضحك بولا كعادتها، وقالت بصوت متهدج: مش متأكدة

كنت أتوقع حديثا متدفقا، لكنها كانت مقتضبة وتشعر بحزن عميق لم تفصح عنه، لكنه كان يطل بخجل من خلف زجاج صمتها الطويل، ونظرتها الزائغة، وتلفتاتها القلقة التي لم أعهدها فيها من قبل.
كنت أمنّي نفسي بحوارية نفسية طويلة عمن تكون هذه السيدة التي أتقنت صناعة المسافات. هل هي «بومبي» كما كان يدللها والدها المحاسب الصعيدي محمد شفيق؟ أم أنها «بولا» كما تسجل وثيقة ميلادها الرسمية؟ أم «نادية لطفي» الهاربة من رواية إحسان عبد القدوس «لا أنام»؟

كان لقاؤنا الأول في مسكنها «الرديف» بحي العجوزة منتصف الثمانينيات، حملت إليها مجموعة نادرة من صورها في مواقف ومراحل مختلفة، كان صديقي الشاعر أحمد الشهاوي قد أهداني إياها بعد أن استخدم بعضها في كتاب له عن مشاهير الصعيد، وعندما طالت الدردشة حول الصور قالت ضاحكة: انت ضيعت وقت الحوار. فأوضحت لها انني لم آت بحثا عن حوار.

سألت مندهشة: و عن ماذا تبحث؟

قلت: عنك... من تكونين

هربت من الإجابة بسؤال عرفت فيما بعد أنها كانت تسأله لمعظم من يزورها: هل ضايقك أمن الوزير على مدخل العمارة؟ (تقصد وزير الداخلية الأسبق حسن أبو باشا الذي كان يسكن في نفس العمارة).

لم أقع في فخ الاستطراد التي حاولت فتحه، فقالت: أمامك نصف ساعة فقط لأني انتظر ضيفا، وأكدت لها مجددا أنني لا أريد حوارا للنشر، أريد أن أعرض عليها الصور تباعا، وأترك لها المجال لتتداعى ذكرياتها بحرية حول الصورة.

وافقت وبدأنا، وبعد ساعة كاملة رن جرس الباب، وقالت وهي تبتسم: خليك قاعد. هنكمل
ودخل وزير الهجرة ورعاية المصريين في الخارج حينذاك وليم نجيب سيفين، وقدمتني إليه، وشرحت له بحماس قصة «اللعبة التي نلعبها» حسب وصفها، وامتد الوقت أكثر من 5 ساعات، وتوالت المواعيد بعد ذلك لاستكمال اللعبة.

بعد 3 سنوات تقريبا انتقلت إلى مسكنها المفضل في شارع النباتات بغاردن سيتي، وعندما ذهبت إليها هناك، فوجئت بأنها تضع التلفزيون مقلوبا بحيث يبدو ظهره لها، أما الشاشة ففي مواجهة الحائط، لم تنتظر لأسأل، وقالت بنبرة احتجاج: قرفت من المناظر اللي بشوفها في الأخبار، ومش قادرة أعيش «حمارة» من غير ما اعرف ما يحدث... ثم انفجرت ضاحكة وهي تقول: مش قصدي أجرح الحمير، لأني فعلا حمارة، بل ورئيسة جمعية الحمير بعد توفيق بيه (تقصد الكاتب الكبير توفيق الحكيم مؤسس الجمعية الطريفة).

كانت أخبار الانتفاضة الفلسطينية الأولى تسيطر على الشاسات بكل ما يرافقها من قمع وتكسير عظام تقوم به قوات الاحتلال.

كنا قد تحدثنا من قبل عن صورها على الجبهة لرفع معنويات الجنود في فترة حرب الاستنزاف وحملاتها لرعاية جرحى حرب أكتوبر، وكذلك زيارتها لبيروت أثناء الحصار الإسرائيلي في العام 1982، وحينذاك رفضت بشدة اللقب الذي روجته عنها الصحف بأنها «جين فوندا العرب»، واعتبرته نوعا من الجهل والتسطيح، وهاجمت فوندا ووصفتها بأنها «مزدوجة المعايير»، أخذت موقفا إنسانيا يحسب لها ضد حرب فيتنام، ثم انكشفت حقيقتها بانحيازها الفاضح لإسرائيل وبشاعتها العدوانية، وعندما طالت المناقشة قالت بطريقتها الغاضبة في إنهاء الخلافات: إذا كان ولابد إن الصحافة تشبهنا بحدّ من برّه، يبقى الأفضل يشبهوني بفانيسا ريدجريف مش جين فوندا.

كنت أتأمل المسكن الذي يبدو مختلفا تماما عن مسكن العجوزة، فاللمسات الفنية أكثر وضوحا، ولوحات يوسف فرنسيس تحتل مكانا بارزا، ولما لاحظت اهتمامي بالمكان تحدثت كثيرا عن علاقتها الحميمية به، وتعلقها بكل لوحة وقطعة ديكور فيه، وأكدت أنه من أحب الأماكن إلى قلبها.

سألتها: هذا عن المكان، لكن ماذا عن الزمان... هل تحبين زمنا بعينه؟

قالت: مش فاهمة قصدك

قلت: يعتبرونك أيقونة الستينيات في السينما، مع أنك لمعت أكثر في السبعينيات فنياً وسياسيا أيضا، فأي مرحلة في حياتك تعجبك أكثر؟

قالت: حياتي كلها مثل هذه اللوحة، لا استطيع أن أفصل ألوانها، أو أفاضل بينها، حتى الأسود له دوره في لوحة حياتي، طفولتي لها طعم، ومراهقتي لها طعم، وبداياتي الفنية لها طعم، ونجاحي ونجوميتي لها طعم، وحتى إخفاقاتي لا تضايقني.

شعرت أن هذه الإجابة هي أهم نتيجة لرحلة بحثي عن بولا، التي حاول تجار الصور أن يستثمروا جمالها الأوروبي باعتبارها مجرد تمصير للنجمة الشقراء انغريد برجمان، فإذا بها تهمش جمالها التي بدأت به في فيلم سلطان وتقدم دور مهندس رجل في فيلم «للرجال فقط» مع سعاد حسني، لتثبت أنها ليست «حالة مظهرية»، بل «حالة ثورية» حسب وصف رولان بارت لأيقونة الستينيات في العالم بريجيت باردو، وعندما قدمت دور «زنوبة العالمة» في ثلاثية نجيب محفوظ وحسن الإمام، لم يستطع المنتجون حصارها في هذا النمط، بل إن أدوارها الأنثوية اختلفت في مذاقها ورسالتها من «على ورق سوليفان» إلى «بديعة مصابني» والاخوة الأعداء و«أبي فوق الشجرة» مرورا بتمزق الأرستقراطية التائهة ماغي في «النظّارة السوداء» وقدر ريري فتاة الليل البائسة في «السمان والخريف»، وهي أدوار تختلف عن المرأة الشعبية في «الأقمر» أول افلام هشام أبو النصر، كما تحتلف عن ادوار الفيديت في «الخطايا»، و«لاتطفئ الشمس»، و«مذكرات تلميذة»، وربما «الفارسة لويزا» في «الناصر صلاح الدين».

كانت بولا تتحرك تحت عنوان من كلمة واحدة هو «الحرية»، سواء كانت تقدم أدوارها تحت مظلة الجسد المقدس الذي تميزت فيه فاتن حمامة وبطلات الرومانسية الناعمة، أو تغامر بأدوار «الجسد المدنّس» الذي تميزت فيه هند رستم، وهي الأدوار التي تجسّد الأحلام السرية للرجال منذ بدء الخليقة، ولا أدري هل جاء الخلط بين ناديا وهند تحت تأثير سطوة هذه الأدوار على الخيال الذكوري العربي، بحيث يخفت دور المرأة الاجتماعي والسياسي أمام التضاريس الساطعة للجسد الانثوي؟ هل ثمة تبرير موضوعي لنسيان ناديا لطفي بكل حضورها الطاغي على الشاشة كما على جبهات القتال والعمل الاجتماعي، أو الخلط بينها وبين غيرها؟

أتذكر أن بولا قالت لي مرة إنها عانت من الفن كثيرا في البداية، وكانت تشعر انها مجرد دمية، لكنها كانت ترضخ قليلا بوعي محسوب، لأنها كانت تسعى على تحقيق توازن يخصها، كانت تستخدم الضوء لإصلاح حياتها، وهي تعرف أن التمثيل «غول» قد يلتهمها في لحظة ويقضي عليها إذا استسلمت له، وحكت لي في ذلك اليوم قصة قبولها لدور صامت أقرب إلى الكومبارس لايليق بنجمة ذائعة الصيت بحسب كل المقاييس السائدة، لكنها تطوعت للقيام بالدور من دون أجر لمساعدة صديقها الفنان شادي عبد السلام في إخراج تحفته الخالدة «المومياء»، هكذا كانت «بولا» تدعي التمثيل وتعيش الحياة، وتستتر خلف امرأة من خيال روائي اسمها «نادية لطفي».

(كاتب مصري)

السفير اللبنانية في

07.03.2014

 
 

حازت جائزة الغولدن غلوب 2014

إيمي بويهلر: الكوميديا الساخرة جزء مني

إعداد- محمد فتحي 

منذ نعومة أظفارها عرفت الممثلة الأمريكية إيمي بويهلر (42 عاماً) بخطواتها السريعة نحو النجومية وحجزت مكاناً عاجلاً لها في عالم الأضواء والشهرة، وكثيراً ما صرحت بتقمص الأدوار الفنية في طفولتها وتقليدها بطلات الأفلام الشهيرة، وعلى الرغم من ظهورها المتأخر في العشرينات من عمرها في المسرحية الارتجالية "upright citizen bridge" بمدينة نيويورك حققت بويهلر عدة نجاحات متتالية في وقت قصير من خلال أدوار كوميدية ابتكرتها خصيصاً في أفلامها على مدار 15 عاماً من التمثيل والأداء الصوتي المميز الذي يعشقه الأطفال وكان آخره في فيلم الرسوم المتحركة "الوحوش ضد الكائنات الفضائية" عام 2008 بالإضافة لفوزها بجائزة أفضل ممثلة في سلسلة كوميدية، وبجانب التمثيل ظهرت موهبتها في إدارة الحلقات التلفزيونية منذ أول إطلالة لها ببرنامج "Saturday Night Live" على قناة "إن بي سي" الأمريكية عامي 2001 و2012 وانتهاءً بتقديم حفلة توزيع جوائز الغولدن غلوب العام الماضي، وعن مشوارها الفني وارتجاليتها في الأدوار الكوميدية ورحلتها بعد تجربة طلاقها ورعايتها لطفليها، كان لها هذا الحوار مع مجلة "Ladies Home Journal" الأمريكية .

·        كيف تلتقطين أنفاسك وسط زحام حياتك اليومية وارتباطاتك الفنية المتعددة في مواعيد التصوير؟

- أنزعج بشدة من نمط حياتي الحالية بسبب كثرة ارتباطاتي وواجباتي اليومية التي تجعل حياتي جحيماً، فأول شيء أريده هو أن يأتي شخص كل يوم ويختار ملابسي التي سأرتديها خلال اليوم، بالإضافة إلى روبوت يقوم بأعمالي المنزلية، فالحقيقة أنا في واقع أليم وأفعل شيئين في آن وأسعى لتوفير أي وقت لأجل عمل ثالث، وهكذا تبدو حياتي اليومية .

·        وكيف ترتبين أولوياتك من حيث الأهمية ليتم إنجازها خلال اليوم، وهل تعدين قائمة بواجباتك؟

- علاجي الأخير وإرهاقي اليومي علمني أن أخذ الواجبات في العموم وعدم النظر في التفاصيل، فأول ما أفعله في الصباح هو التوجه إلى الثلاجة التي تغطيها قطع مغناطيسية مكتوب عليها نواحي الحياة مثل الأطفال والأصدقاء والصحة والعمل والمال . . . الخ، وكل يوم أختار فقط 3 أشياء من ضمنها الأطفال والعمل، واليوم اخترت الصحة بالإضافة إليهما بسبب إجرائي بعض الفحوص الطبية، وأتذكر آخر مرة اخترت فيها الأصدقاء والمرح كان منذ أسابيع .

·        أطلقتِ مؤخراً سلسلة من فيديوهات ال "ىْمَّ قمٌّ" تحت شعار "بنات أذكياء"، فكيف تستخدمينه لتدعيم الفتيات وخدمة أهدافك الفنية؟

- تبنيت الفكرة منذ البداية لتتضمن عدة حوارات لي مع فتيات صغار السن نتطرق فيها لكافة المجالات الخاصة بحياتهن الشخصية، كما نتفاعل مع بعضنا بعضاً، وهنا يكمن الغرض من تلك الفيديوهات الكوميدية الإرشادية في إظهار مواهبهن المدفونة وأبعاد اهتماماتهن الشخصية ومستقبلهن التعليمي والأسري، ولا أخفي أنني استفدت كثيراً من تلك المناقشات الساخرة على المستوى الشخصي من الفتيات اللاتي برزن بأسلوب وعقلية متفتحة ومدركة لأبعاد البيئة المحيطة على عكس ما كنت أتصور .

·        ماذا استفدتٍ من التحدث إلى الفتيات تحديداً؟

- الفتيات تملأهن العاطفة في تعاملاتهن وتفكيرهن، ومن البديهي ظهور الكثير من المشاعر الإنسانية المرتبطة بحقائق عالمهن، حتى في أوقات التهكم والسخرية في الفيديوهات تظهر حقائق لم أكن اعلمها من قبل، فعالم الفتيات غامض ولكنه مملوء بالمفاجآت، تعلمت على سبيل المثال أن الفتاة في عمر ال 12 عاماً تختلف عن فتاة أخرى في عمر ال13 كلياً من حيث التفكير والنضوج في التصرفات، مما يجعلها أكثر المخلوقات تنوعاً واختلافاً وتطوراً من حيث طبيعتها النفسية والعقلية .

·        ماذا عن حياتك أثناء طفولتك، وماذا كانت مراحل تطور تفكيرك؟

- لقد أثر في كثيراً كون والديّ معلمين في مدرسة حكومية بإحدى ضواحي مدينة ماساتشوستس بولاية بوسطن حيث تربيت هناك، وكنت برفقة أخي "كراج" الصغير مثالاً للتعاون، فنحن عائلة سريعة في نمط الحركة وردود الأفعال والتحدث إلى بعضنا بعضاً، وكنا نتسم بحس فكاهي مستمر طوال اليوم، فإذا سألت أبي سيقول لك إنني اكتسبت أدائي الكوميدي من الحس الفكاهي له، وإنني ورثت قدرته على إضحاك الناس، وكذلك كانت طفولتي سريعة ومتقلبة مملوءة بالبساطة وتعلو أجواءها الضحكات، وهو ما يجعلني لا أعير اهتماماً لمتاعب الحياة منذ صغري، وهو ما يكسبني قوة بعد تجربة طلاقي لتربية الأطفال وعدم المساس بحقوقي في ممارسة أعمالي الفنية في الوقت نفسه .

·        هل تعتقدين أن الأمر أصبح أصعب أن تكوني فتاة صغيرة تلك الأيام بالمقارنة بالماضي؟

- حينما كنت طفلة كان بإمكاني الذهاب للاستمتاع بالحفلات والتنزه مع الأصدقاء والتقاط أجمل الصور التي تصبح ذكريات رائعة، وبجانب الأوقات الممتعة كنت أفعل تصرفات غبية يحكمها وجهة نظر ضيقة لفتاة غير ناضجة للحكم على الأشياء من حولها، ولكن حتى لو حدثت تلك الأشياء وتم توثيقها، فكان الأمر لا يتعدى ظهورها في صورة ورقية يتم تمزيقها أو تتلف بمرور الزمن لعدم اهتمامنا بها، ومن البديهي أن كل إنسان يفعل الكثير من الحماقات في طفولته وشبابه، ولكن الآن ومع وجود التكنولوجيا، فإن أي شيء يفعل لا يذهب في طي النسيان ولكن يستمر موثقاً بكل الأدوات المتاحة التي لا يمكن إتلافها، ليصبح مصدر ألم دائم في الكبر وبخاصة إذا كان في حوزة الآخرين، لذا فأنا سعيدة كوني كنت طفلة في زمن محدود الإمكانات أفعل ما أريد ولا أجده أمامي الآن ليؤرقني بسبب ذكرياته المؤلمة .

·        ماذا تجدينه صعباً في حياتك كامرأة وأم حالياً؟

- أصعب شيء أواجهه هو معرفة ماذا أريد؟ وكثيراً ما أسأل نفسي ذلك السؤال وأتوقف لعدم تمكني من الإجابة، وفي أول فترة في عملي أدركت أنني أريد العمل بجد كي أفتخر بما أقوم به، ولكن مع مرور الوقت يتبين أن عملي في التمثيل يفرض عليا توجيه الآخرين لي، وهو ما لا يروقني إلى الآن في أداء أعمالي، وهو سبب عشقي للأداء الارتجالي الذي ينهي تحكم المخرجين والمنتجين في أنفاسي التي أستنشقها أمام الكاميرا .

·        لقد تقمصتِ دور هيلاري كلينتون في أحد حلقات " Saturday Night Live"، فهل ستعودين لتقديم البرنامج مرة أخرى وتكررين تقمصك الساخر لشخصيتها في حالة خوضها الانتخابات الرئاسية عام 2016؟

- بالطبع فأنا أعشق انتقادها كثيراً، ومعجبة بشخصيتها القوية، وأحب أن أراها تخوض الانتخابات الرئاسية، كما أنني أتوق للعودة لتقديم البرنامج الذي أصبح أيقونة لشخصيتي الفنية على مدار أعوام .

·        هل أُعجبت بأدائك في تقمصها؟

- أعتقد ذلك، فلم أر منها أي رد فعل حقيقي تجاه الحلقة حينها، وحضرت بالفعل إحدى حلقات البرنامج بعدها وكانت سعيدة وتتعامل بذكاء مع كل المواقف وتتحكم جيداً في ردود أفعالها غير المتوقعة أمام الكاميرا والجمهور .

·        ما هو شعورك كأم عاملة من دون زوج؟

- لم أكن أتوقع أن أقف في ذلك الموقف إطلاقاً، فبعد تجربة زواجي وطلاقي صدمت لوهلة، ولكني تعودت على الأمر، ولكن ما يؤرقني هو نظرة المحيطين وأسئلتهم المتكررة عن وجود أطفالي معي في تنقلي الدائم بين نيويورك ولوس أنجلوس، ودائماً ما أرد بأن أطفالي دائماً معي، ولا أتركهم إلا ليومين أو ثلاثة على الأكثر في حالات التصوير، ولكني أدركت أن عدم إخبار الناس بكل شيء هو أمر مفيد جداً، وكوني ناضجة وبحكم عمري علمتني حياتي شيئين، أولهما ألا آخذ كل ما يقوله الناس على محمل شخصي، وثانيهما، أن تلك الأسئلة تعبر أكثر عن الشخص الذي يسألها أكثر مما تعبر عني، والأهم أنني أدركت ألا أحد يمكنه أن يجعلني أشعر بالسوء في اختياراتي إلا بإذن مني، وألا أعطي لأي شخص الحق في أن يجعلني أشعر بأي شيء، فأنا من يقرر في النهاية .

·        ماذا تعلمتِ من الصداقة؟ وهل صداقة النساء أفضل حالاً؟

- في حياتي الكثير من الصديقات بحكم عملي في مسلسلات كثيرة تتمحور حول دور المرأة ومواقف الحياة فيها، وأحب أن تربطني صداقة بنساء أكبر مني لأسألهن عن خبراتهن وتجاربهن والتعلم منها، وأسألهن كيف اجتزت فترات حياتهن المعقدة، واعتقد أن هذا مفيد أكثر من أن يسألنني ماذا يجب أن أفعل

الخليج الإماراتية في

07.03.2014

 
 

الأب بطرس دانيال:

مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما لا يعرف المجاملات 

كتب الخبرأحمد عارف 

منذ أن بدأ المركز الكاثوليكي للسينما نشاطه عام 1952 أطلق مهرجانه السنوي الذي يقيمه بانتظام بهدف تشجيع الأعمال السينمائية التي تسمو بالقيم الإنسانية والأخلاقية.

{الجريدة} التقت الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما وحاورته حول المركز ونشاطه والهجوم الذي تعرض له بسبب تكريمه فاروق حسني، وزير الثقافة في مصر في عهد الرئيس حسني مبارك.

·        ما السبب الحقيقي وراء تكريم المركز الكاثوليكي للسينما لفاروق حسني؟

فاروق حسني فنان قبل أن يصبح وزيراً، أفنى عمره من أجل الفن، ولأن المركز لا ينسى الفنانين الذين قدموا الكثير من جهدهم ووقتهم وحياتهم للفن، رأينا ضرورة تكريمه في هذه الدورة.

·        لكن المركز تعرض لهجوم من الفنانين بسبب التكريم باعتبار حسني محسوب على النظام الأسبق ولم يقدم شيئاً للسينما.

أختلف مع هؤلاء، لأننا كرمنا فاروق حسني الفنان وليس الوزير. يهتم المركز بالجانب الفني وليس له أي توجه سياسي، وقد أشرت إلى ذلك في أكثر من لقاء.

·        بما أن المركز لا يلتفت إلى الجوانب السياسية كما أشرت سلفاً، كيف تفسر أداء غادة رجب أغنية {تسلم الأيادي} في حفلة الافتتاح؟

لم يكن ذلك مقصوداً أو متفقاً عليه، ولكن الفنانة غادة رجب أدت مجموعة من أغانيها من بينها الجزء الخاص بها في أغنية {تسلم الأيادي}، وقد تفاعل معها الحضور، وعموماً أصبحت الأغنية شعبية قبل أن تكون كلماتها سياسية.

·        كيف تحضرون للمهرجان؟

نركز على الأفلام التي عرضت خلال العام ونختار من بينها، بعد ذلك تأتي المرحلة الثانية وهي اختيار لجنة التحكيم، ويراعى فيها ألا يشارك أعضاؤها في أحد الأفلام المختارة حتى لا تتأثر نزاهة اللجنة وكي نخرج من دائرة المجاملات وغيرها.

·        على أي أساس يختار المركز الفنانين المكرمين ولجنة التحكيم؟

للمهرجان معايير خاصة تختلف عن المهرجانات الأخرى، تتناسب مع الأخلاقيات والآداب العامة، لذا نختار الفنانين المقرر تكريمهم بناء على تاريخهم الفني وقيمة العطاء الذي قدموه للسينما والفن عموماً، ثم نختار أفلاماً مرّ عليها عام لا أكثر، بناء على الشروط التي أشرت إليها لتتناسب مع طبيعة المهرجان.

·        هل ثمة شروط يفرضها المركز على لجنة التحكيم؟

إطلاقاً، إنما نحرص على أن تكون لديها حرية مطلقة في تقييم الأعمال، وبصدق لا يتدخل المركز إلا في اختيار الأعمال المتنافسة ووفقاً لمعايير المركز.

·        ثمة أعمال فنية عرضت هذا العام لا تناسب الذوق العام والأخلاقي للجمهور المصري، فماذا يفعل المركز عندما لا يجد أعمالاً تناسب شروطه في ظل أزمة الإنتاج في السينما المصرية؟

يصعب ألا نجد أكثر من عمل جيد يناسب شروط المركز، لكن إذا حدث ذلك فلن يغير المركز شروطه وسنكتفي بالتكريمات.

·        من يمول المهرجان؟

يقوم المهرجان على جهود ذاتية، فنحن لسنا هيئة تجارية، ولا توجد مؤسسة ترعاه، بل ثمة من يتبرعون بالطباعة، وإذا تعقدت الأمور المادية تدعمنا الرهبنة الفرنسيسكانية والدكتور عاطف عبداللطيف الذي يساندنا منذ أكثر من خمس سنوات.

·        ما العائد الذي يجنيه المركز بعد المهرجان؟

كما قلت لك لسنا مؤسسة تجارية تسعى إلى الربح، بل نقوم بعمل إنساني خيري ثقافي، والعائد معنوي، يعتز كل فنان بتكريم المركز له نظراً إلى نزاهة الجائزة، المعروف عنها أنها تشجيعة ولا مصلحة لها أو مجاملات.

·        لماذا ألغيت العروض الجماهيرية في السنوات الماضية؟

أجبرتنا الظروف الأمنية التي تمرّ بها مصر على اختصار الافتتاح والختام في حفلة واحدة من دون عرض للأفلام، لا سيما أنها تعرض على لجنة التحكيم التي تقيّمها قبل المهرجان.

·        لماذا يقتصر نشاط المهرجان على الأفلام الروائية الطويلة فحسب؟

على العكس تماماً، فحتى فترة قصيرة كنا نختار فيلماً روائياً قصيراً لعرضه في نهاية المهرجان من دون أن يكون مشاركاً في المسابقة، أخيراً قررنا إنشاء مهرجان خاص للأفلام القصيرة، وما زال المشروع في مرحلة الدراسة.

·        بماذا تختلف دورة هذا العام عن الدورات السابقة؟

نحرص في كل دورة على أن يكون ثمة اختلاف في الجوائز الخاصة، فمنذ ثلاث سنوات لم تكن ثمة جائزة للموسيقى، وكننا أضفناها نظراً إلى دور الموسيقى في الفيلم، ومن دونها لا قيمة للفيلم، وفي العام الماضي أضفنا جائزة خاصة للتصوير والديكور.

الجريدة الكويتية في

07.03.2014

 
 

فجر يوم جديد: {المُلحد} !

كتب الخبرمجدي الطيب 

تُحسن الرقابة صنعاً عندما تمنح الأفلام المثيرة للجدل ترخيصاً بالعرض التجاري العام؛ لأنها تفوت الفرصة على أصحابها في المتاجرة بقرار المنع، وتقديم أنفسهم للرأي العام بوصفهم شهداء الحرية والإبداع وأفلامهم ضحية القهر والمصادرة!

حدث هذا مع فيلم {أسرار عائلية}، الذي أقام مخرجه هاني فوزي الدنيا ولم يقعدها بحجة أن الرقابة صادرته، ومارست وصاية على صانعيه، ونجح في إيهام الجميع من حوله بأن الفيلم سيمثل، في حال تراجع الرقابة عن موقفها المتعنت، فتحاً جديداً في ما يتعلق بالقضايا التي تناقشها السينما المصرية، وفور أن عُرض، بموافقة لجنة التظلمات، كانت الصفعة المدوية المتمثلة بانصراف الجمهور، واستياء النقاد، ثم كانت صدمة فشل الفيلم في تحقيق الإيرادات المتوقعة. حتى إنه لم يحقق طوال شهر بأكمله سوى 270 ألف جنيه مصري!

ما حدث ينطبق على فيلم «المُلحد»، الذي أشاع منتجاه ومخرجه أنهم تلقوا تهديدات أثناء التصوير، وبعد تحديد موعد طرحه في الصالات زعموا أن أصحاب دور العرض امتنعوا عن استقباله، بحجة تلقيهم تهديدات من {المتشددين}، ولأنني صدقت تصريحاتهم، وخشيت أن يُرفع الفيلم من الصالات، هرعت لمشاهدته، وفوجئت بأنني حيال تجربة تغلب عليها المراهقة الفكرية، والبلاهة السينمائية، ولم تبلغ درجة الوعي الذي اتسمت به أفلام تعاملت مع قضية الله والوجود، والبحث عن الذات الإلهية بشكل أكثر حصافة ورصانة، مُقارنة بفيلم {المُلحد}، الذي شاب رؤيته الكثير من الاضطراب والتخبط، بدرجة لا تدري معها إن كان الفيلم يبحث في حقيقة الوجود، ويُحذر من تنامي أعداد الملحدين أم يُندد بالدعاة الجدد كونهم يتاجرون بالدين، أم يهاجم الصحافة لأنها تضم تجاراً من نوع آخر، أم أن الفيلم، وهو احتمال قائم أيضاً، يُحذر من العواقب الوخيمة للتفرقة بين الأبناء!

وضع كاتب الفيلم ومخرجه نادر سيف الدين يديه على هذه القضايا كافة دفعة واحدة، من خلال الداعية الإسلامي، الذي اتخذ من قناة فضائية منبراً لتعريف المسلمين بالسنن والفرائض، لكن ابنه {نادر} (لاحظ الاسم) يُعارضه، ويُبارك الهجوم الذي يشنه ضده رئيس تحرير إحدى المجلات، ويتابع سلوكه الفظ، وشططه في معاملة أفراد الأسرة، إلى أن يكتشف شقيقه أنه ارتدّ عن دينه، وصار مُلحداً!

صدمة عنيفة زلزلت والده الداعية الشهير، وأفسدت علاقته وشقيقه، كما تسببت في انهيار أمه، لكن الشاب يُرجع إلحاده، في أغرب تبرير من نوعه، إلى خيبة أمله في والده، الذي يقول في القناة ما لا يفعل في البيت، وحال بينه وبين الزواج من الفتاة التي أحبها بحجة أنها خادمة الأسرة ليس أكثر، فضلاً عن أنه دائم التفريق في المعاملة بينه وبين شقيقه، ويتاجر بالدين؛ فالمبررات أوهن من بيت العنكبوت، ولا يمكن أن تكون سبباً في ارتماء الشاب في براثن صاحب مدونة إلكترونية وظفها للتغرير بالشباب، ودفع بكثيرين منهم إلى الإلحاد، عبر ما يُشبه عمليات «غسيل المخ» التي تُشكك في النظام الإلهي وترفض الاقتناع بوجود قوة غيبية تحرك الكون!

اتسم الفيلم بغلظة على صعيدي الشكل والمضمون؛ فالأداء التمثيلي في أسوأ حالاته، والصحافي يتربص بالداعية، وكأن بينهما ثأراً قديماً، والمناظرات بين «الملحد» و»المؤمن» تحولت إلى ثرثرة عقيمة أقرب إلى السفسطة التي يستعصي على الجمهور البسيط فهمها، والمواجهة المنتظرة بين «المُلحد» ووالده «الداعية» لم يعد لها وجود، بعد موت الأب نتيجة مداخلة على الهواء فضحت حقيقة ابنه، ولم يكن الشقيق مؤهلاً لتفنيد حجج «المُلحد»، وصاحب المدونة، وتسببت المشاهد التي أعقبت مغادرة «المُلحد» منزل الأسرة، عقب موت الأب، في تحويل الأمر إلى كوميديا هزلية أو ميلودراما هندية؛ إذ هام الشاب على وجهه في الشوارع، وكأنه مجذوب، وبات يترنح ويفقد توازنه في كل مرة يُرفع فيها الآذان. وفي «مونولوج» غاية في القبح والركاكة يتطاول على الذات الإلهية، وداخل المسجد تزول الغشاوة قليلاً مع سورة «الرحمن» التي يتلوها شيخ المسجد، لكنه يكابر فيما يتراجع ويبدأ في تغيير قناعاته بمجرد التقائه «بائعة البيض» القانعة بوضعيتها والواثقة بكرم ربها!

فشل السيناريو أيضاً في رسم شخصية «الداعية» بالشكل الذي يدفع إلى كراهيته، واستحق تعاطف المشاهد، بسبب تواضعه ودماثة خلقه، فضلاً عن كونه لا يمت بصلة إلى الدعاة الذين اتخذوا من الدين وسيلة للتربح، والتغرير بالبسطاء، ومن ثم انهار بناء الفيلم المعتمد على تحميل «الداعية» مسؤولية ما أصاب ابنه «المُلحد» الجاهل، المتغطرس، معدوم الثقافة وسطحي الخلفية الدينية. ومثلما قدم الفيلم أسباباً ساذجة للإلحاد، جاءت إصابة «المُلحد» بسرطان الدم بمثابة الخطأ التراجيدي الذي ينسف القضية بأكملها؛ فالشاب لم يعد إلى دينه نزولاً على فكر نجح في تثبيت إيمانه، وأضاء الجانب المظلم في روحه، بل عاد إلى صوابه خشية الانتقام الإلهي وتجنباً لمصير يجهله، ما يعني فشل صانعي الفيلم في رسم الأبعاد الحقيقية لظاهرة الإلحاد، كما فشلوا في تعرية ظاهرة الدعاة الجدد!

الجريدة الكويتية في

07.03.2014

 
 

على خلفية المواجهات بين الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية

«300: صعود الإمبراطورية» التقنيات تصنع إبداعاً!

عبدالستار ناجي 

قبيل ستة أعوام تقريبا، قدم الكاتب والمنتج زاك سينايدر تجربته مع فيلم "300" أحدث مفاجأة سينمائية عالية المستوى، في استخدامه التقنيات الحديثة في صناعة الفن السابع، بل انه حقق نقلة سينمائية عالية المستوى والفكر، وايضا حصد عوائد مالية ضخمة نتيجة تجربته مع فيلم 300، وحينما يعود اليوم من جديد بالجزء الثاني الذي حمله عنوان "300 صعود الإمبراطورية" فانه وبلا أدنى شك، يقدم للسينما وجمهورها ونقادها تجربة عالية المستوى، تدهشنا، تبهرنا.

دعونا نتساءل الى اين ستذهب بنا التقنيات السينمائية، فكل ما شاهدناه، في الجزء الأول، وايضا الجزء الثاني ورغم البحار والامواج تم انجازه داخل الاستديو ولكن عبر فريق حرفي وكثير من الوقت والمال، وقبل كل هذا وذاك، اشتغال على الفعل الروائي والتاريخي، واذا كانت التجربة في جزئها الاول قد ذهبت الى موضوع المواجهة بين الامبراطوريتين الرومانية - الفارسية، من خلال المواجهة بين 300 من الفرسان الافذاذ مع جحافل الامبراطورية الفارسية، حيث المواجهة التي كبدت الفرس الكثير من الضحايا، فان الجزء الثاني، يعتمد على عودة الامبراطورية الفارسية الى الثأر، عبر معركة بحرية وكمية من السفن والقوات، وفي المقابل المواجهة من اجل حماية الامبراطورية الرومانية، هكذا هو المحور الروائي، الذي لا يلتزم بدقة المعلومات، بل ان كل ما نشاهده هو فعل متخيل، وغير حقيقي، ولكن المراد منه، هو خلق ذريعة لتحقيق عمل سينمائي يعتمد المواجهة بين الامبراطوريتين، وبالذات بين عدد من الجنود هنا وجحافل القوات هناك، والنتيجة معروفة سلفا، لان السينما تريد ان تكون الغلبة للروم.

الاخراج في المرة الاولى تصدى له زاك نفسه وهنا يستعين بالمخرج نعيم ميرو "او نعوم ميرو" وهو بالمناسبة مخرج اسرائيلي من مواليد القدس 1961.

ولكن ما فعله زاك في الجزء الأول، هو ما عاد اليه في الجزء الثاني، عبر فريق من الحرفيين على صعيد التقنيات والتصوير والمونتاج، والمؤثرات التي أضافت رؤية بصرية عالية الجودة، فكل المشاهد، حينما ترفع عنها التدخلات البصرية، تبدو اعتيادية، ولكن بعد اكتمال المشهدية البصرية والصوتية، نحن امام فعل سينمائي بعيد المستوى.

تعاون زاك في كتابة السيناريو مع السيناريست كيرت جوستيد الذي تعاون معه من ذي قبل في الجزء الأول من فيلم 300.

في الفيلم عدد من الاسماء ومنهم سوليفان ستايلتون ورودريجوسانتوريه "شاهدناه في الجزء الاول"، والممثلة ايفا جرين. حينما قدم زاك سنايدر، كان الجميع يومها مشغولا لتحقيق افلام عن الحرب العراقية - الأميركية، فاذا به يقدم فيلم 300 ليدهش العالم.

واليوم حينما يأتي الجزء الثاني، فان الجميع يترقبه، ونعي جيدا باننا امام حدث سينمائي عالي الجودة، تصدت للمشاركة في انتاجه وتوزيعه ستديوهات وارنر براذرز، وخلال الاتفاق مع وارنر، اضطر زاك مع المخرج نعوم الى حذف 13 دقيقة بعد ان كانت النتيجة النهائية 115 لتصبح 102 دقيقة مكثفة مليئة بالحروب والمعارك التي تحبس الأنفاس والتقنيات المجسمة.

تبدأ أحداث الفيلم، مع استعادة لذكرى الجنود والابطال الذين شاهدناهم في الجزء الأول والتضحيات الكبيرة التي قدموها للامبراطورية الرومانية، وايضا القرار بالثأر من قبل الامبراطورية الفارسية، لتشتعل بعدها الشاشة بالدمار والصراع والنار من جديد على مدى 102 دقيقة.

عبر ذلك "الفلاش باك" الذي يستدعي ملكة جورجو "لينا هيدلي" وايضا القرار بالمواجهة وتكليف سوليفان ستابلتون "تيمو ستوكاليس" بقيادة الجيش لمواجهة القوات الفارسية الزاحفة الى الثأر، وايضا للمواجهة مع الملك الفارسي داريوس، وبالتالي المواجهة البحرية الكبرى بين الامبراطوريتين حيث يتحول البحر الأبيض الى قطعة حمراء من الدماء.

من الشخصيات اللافتة في هذا الجزء، النجمة ايفا غرين، بدور ارتيرميسا اللعوب، التي تحركها غاياتها واهدافها الشخصية، في شخصية مثيرة، وتطلبت كثيرا من الجهد الاشتغال، خصوصا، وهي تقوم بدور قائدة القوة البحرية الفارسية.

ولا نريد هنا ان ندخل في التفاصيل الروائية لهذه الملحمة السينمائية البصرية، التي تأخذنا من معركة الى اخرى، ومن شخصية لاخرى، في كتابة ذكية وصور منفذة عبر اشتغال مركب ومضاعف، فكل المشاهد المصورة معالجة تقنيا مرات عدة، لادخال اضافيات بصرية من غيوم وامواج ودماء وظلال وخلفيات تجعلنا نعتقد باننا في بحر متلاطم تارة، وقصور فارهة تارة ثالثة وصحارى وقلاع، وشواطئ وحيوانات، كل ذلك عبر سينما التقنيات التي تصنع ابداعا يدهشنا.

النتيجة الاهم، ليس من سينتصر في هذه المعركة، حيث صعود الامبراطورية، بل لما سيحمله لنا هذا الفيلم من معركة بصرية بعيدة المنال، تجعلنا نستحضر التاريخ والمواجهات والصراع بين الحضارات والبطولات والتضحيات عبر 102 دقيقة عامرة بالسينما، حيث 300 اسس لمرحلة جديدة، واليوم يتم استكمالها، والاطلاع لما هو ابعد منها المحطة الاولى بكثير، ويبقى ان نقول، فيلم 300 صعود الامبراطورية، سينما ما بعد الصورة والمضمون، الى الدهشة!.

النهار الكويتية في

07.03.2014

 
 

سمير فريد:

إقامة حفل افتتاح مهرجان القاهرة خارج الأوبرا..

وسنعرض فيلمًا إماراتيًا

سارة نعمة الله 

قال الناقد سمير فريد، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي: إن التفكير في إقامة حفل الافتتاح المقرر إقامته يوم 9 من نوفمبر المقبل، خارج دار الأوبرا المصرية، هو أن موعده يأتى في نفس اليوم الذى يختتم فيه مهرجان الموسيقي العربية دورته، مفسرًا ذلك بأن اختيار توقيت 9 نوفمبر كان بهدف عدم التضارب بينه وبين المهرجانات الدولية السينمائية الأخرى التى تقام في نفس الفترة بحيث يكون قبل مهرجان دبي بأسبوعين، وبعد أبوظبي بنفس المدة. 

وأضاف فريد خلال المؤتمر الصحفي الذى عقد مساء أمس الخميس، بالمجلس الأعلى للثقافة للحديث عن تفاصيل المهرجان، أنه يجري حالياً اختيار مكان جديد لإقامة حفل الافتتاح به، وأنه قد اختير مكان مبدئي وهو الأهرامات لكن الأمر مازال في قيد الدراسة نظرًا لوجود ظروف كثيرة تحيط بالمكان حاليًا كالعشوائيات التى تم بناؤها مؤخرًا، مشيرًا إلى أن هناك مكانا آخر تم دراسته وهو محكى القلعة، وأنه من المقرر أن يتم الإعلان عن مكان حفل الافتتاح قبل موعده بستة شهور على الأقل. 

وأوضح فريد، أن السينما الكردية ستكون ضيف شرف المهرجان في دورته القادمة، وأن هناك ما يقرب من 58 فيلما من المقرر مشاركتهم في البرنامج الرسمي، من بينهم 16 فيلما في المسابقة الرسمية، 16 في قسم "مهرجان المهرجانات"، كما سيتم عمل سوق للمطبوعات والوثائق والفوتو غرافيا، وسيكون بها أعمال المخرج بركات. 

وعن تفاصيل عمله بالمهرجان منذ فترة توليه رئاسته في أغسطس الماضي، أكد فريد أنه قام بتطوير بنود في لائحة المهرجان، حيث تم تقديم 10 أقسام كما قام بتطبيق الحد الأدنى للأجور منذ يناير الماضي، وأنه سيتم الانتهاء من مشاهدة الأفلام المشاركة في المهرجان يوم 9 من سبتمبر المقبل، كما سيتم توجه الدعوات في شهر أكتوبر، وستكون المطبوعات بأكملها جاهزة يوم 1 نوفمبر القادم. 

ومن المقرر أن يتم اطلاق مسابقة لعمل بوستر المهرجان، وتصور للحفل، كما سيتم عرض الفيلم الإماراتى التسجيلي "أحمر أزرق أصفر"، عن حياة الفنانة التشكيلية نجاة ميكي وذلك تقديراً للدور المهم الذى لعبته دولة الإمارات في مصر منذ ثورة يونيو، حتى الوقت الحالى، بالإضافة إلى أن هناك تفكير في اقامة معرض للفنانة التشكيلية نجاة ميكى لكونها واحدة من أهم الفنانات التشكليات في الوطن العربي. 

وعلى الجانب الآخر، أكد فريد أن اختيار وجوه شابه في المهرجان هذا العام، يأتى في إطار الدفع بدماء جديدة تضيف خبراتها مع العلم أن المجموعة التى تم اختيارها لها خبرة في المهرجانات العالمية. 

بوابة الأهرام في

07.03.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)