كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

نادين لبكي في فيلمين.. درس في التمثيل

نديم جرجورة

 

تستكمل اللبنانية نادين لبكي اشتغالها الإخراجيّ بممارسة تمثيلية في أفلام يُخرجها آخرون. تمتلك قدرة أدائية تمنحها فرصاً عديدة لإثبات اتقانها الوقوف أمام الكاميرا فقط. لا تتردّد عن قبول ما تراه مناسباً لها في هذا الإطار، متنقلة من نوع إلى آخر كمن يبحث عن أدوات فنية لتمتين تلك المَلَكة التمثيلية فيها، من دون أن تكون هي أيضاً مخرجة أفلامها التي تؤدّي فيها أدواراً رئيسة. في أقلّ من عام واحد فقط، أطلّت في فيلمين سينمائيين مختلفين تماماً، شكلاً ومضموناً. أطلّت في نمطين غير متشابهين بتاتاً، كمحاولة إضافية لها في الانفلاش دولياً، خصوصاً أنها لا تزال تعمل حالياً على إنهاء «أعجوبة»، فيلمها القصير كمخرجة وممثلة (إلى جانب الأميركي هارفي كياتل) في آن واحد، الذي يُشكّل أحد الأفلام العشرة القصيرة ضمن مشروع «ريّو، أحبّك»، كتحية حبّ إلى المدينة البرازيلية ريّو دي جينيرو («السفير»، 30 كانون الأول 2013).

التمثيل حاجة ذاتية خاصّة بها. سابقاً، أدّت أدواراً مختلفة هنا وهناك. افتتاح برنامج «ليال عربية» في الدورة الـ10 (6 ـ 14 كانون الأول 2013) لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»، كان معقوداً على «روك القصبة» (2013) للمغربية ليلى مراكشي. في 5 شباط 2014، بدأت العروض التجارية الفرنسية لـ«ميا كولبا» (Mea Culpa ـ 2014) للفرنسي فرد كافاييه (في أسبوعيه الأولين، شاهده 365831 مُشاهداً). الفيلم المغربي مُسطّح وبليد. يريد قراءة تفكّك عائلي إثر رحيل كبير العائلة (عمر الشريف)، لكنه يسقط في خطابية جوفاء، وبهتان بصريّ. نادين لبكي ممثلة بارعة في امتلاك تقنيات الانهيار الداخلي العميق والمؤلم لإحدى بنات الراحل، المتقوقعة داخل جدران من الأكاذيب والخدع، كأفراد عديدين في عائلتها الكبيرة تلك. الفيلم الفرنسي منتم إلى تقنية الأكشن والمطاردة والحركة، بأسلوب مخرج سينمائي اعتبره البعض «أفضل مُنفِّذ أفلام حركة فرنسي» (كزافييه لو إيربور، المجلة السينمائية الشهرية «استديو سيني لايف»، شباط 2014)، علماً أنه «المُستَحِقّ الوحيد» للقب «اختصاصيّ سينما التشويق» (جيرار دُلورم، المجلة السينمائية الشهرية «بروميير»، شباط 2014).

بإدارة كافاييه، أدّت نادين لبكي دور آليس، المرأة الواقعة بين كفّي كماشة: هي أم تيو (ماكس بيسيت دو مالغلاف)، الذي عانى غياب الأب سيمون (فانسان ليندون) إثر تعرّض الأخير لحادث سير مروّع بسبب السُكر، ما أفقده وظيفته كتحرّ. وهي زوجة رجل وقع أسير لحظة غير منتظرة، ما دفعها إلى مواجهة تحدّيات شتّى، ازدادت حدّتها مع تحوّل تيو إلى «شاهد حيّ» على جريمة قتل. اللعبة التي تمارسها لبكي كامنةٌ في عيش تجربة آليس بشقّيها: الأم الساعية إلى إنقاذ ابنها من خطر الموت، والزوجة/ المرأة الباحثة عن منفذ لخلاصها من خيبات ومآزق. الحركة والتشويق المحكمان بقوّة لم يشفعا بالفيلم، لأن كافاييه، «بظنّه أن الشكل قادرٌ لوحده على جعل المُشاهد ينسى كل شيء آخر». يبدو مخطئاً تماماً: «فيلم النوع يفرض، في لحظة ما، اختلاقاً دراميّاً للّحظات كلّها» (ايريك ليبيو، المجلة الأسبوعية «الإكسبرس»، 5 شباط 2014).

من مآسي الافتراء الذي غلّف يوميات مديدة داخل قصر فخم، لإخفاء عوالم تفلّتت من عقالها إثر موت الكبير (روك القصبة)، إلى إحساس بخطر داهم «قد» يسلبها وحيدها في أية لحظة (Mea Culpa)، تستمرّ نادين لبكي في اختبار قدراتها التمثيلية وفق أنماط واجتهادات سينمائية عديدة، بانتظار جديدها القصير الذي يُتوقّع عرضه في الدورة الـ67 (14 ـ 24 أيار 2014) لمهرجان «كانّ» السينمائي. بهذا، تكسر لبكي دائرتها المحلية، وتذهب في اتّجاهات سينمائية عربية ودولية يُفترض بها أن تزيد من نُضجها السينمائي أكثر فأكثر على مستوى اشتغالاتها الفنية المقبلة.

"الرحلة الأخيرة"

نديم جرجورة

قبل أيام، حقّق السينمائي اللبناني رفيق حجار "الرحلة الأخيرة"، إثر تعرّضه لأزمة قلبية لم تُمهله، هذه المرّة، للعودة إلى عالمه الأثير. "الرحلة الأخيرة" عنوان مشروع سينمائي جديد له تحوّل، فجأة، إلى "رحيل أخير" أدركه حجار بعد سنين مديدة من المواجهات والخيبات والتحدّيات. الأمر غريبٌ: هناك إشارات تقول، مُسبقاً، بعضاً مما سيأتي. تقول، الآن، شيئاً مما سيحدث. العنوان الأول للمشروع السينمائي كان "الزائرة المجهولة". لكن الموت لم يعد مجهولاً، منذ أتقن البعض مواجهته والتأقلم مع مساراته.

قبل "الرحلة الأخيرة"، بدا رفيق حجار منزوياً في انفضاضه عن حياة مليئة باشتغالات مختلفة. عاصر لحظات أساسية في السياق التاريخي لما يُسمّى بـ"السينما اللبنانية". شهد منعطفات وتعرّجات عاشتها هذه الصناعة المرتبكة. شارك في ارتكاب معجزة الابتكار، وإن عجز الابتكار عن جعل الحيوية الفردية تأسيساً لحراك جماعي تحتاجه هذه الصناعة. واكب بدايات مختلفة لسينما لبنانية أرادت تفرّداً، فأُصيبت باجتياح إقليمي (مصري ـ تركي تحديداً) في لحظات بدت مؤهّلة لبلورة سينما محلية مختلفة. شاهد "الانفجار" السينمائي عشية اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، ذاك الذي أوهم كثيرين ببداية تأسيسية جديدة لسينما لبنانية خالصة، معنية بالهمّ المحليّ بمستوياته كلّها. غرق في اتون تلك الحرب اللعينة. أنجز أفلاماً جعلها خلاصة التزامات سياسية وثقافية ورغبات فنية، من دون أن ينسى المتطلبات التجارية. الحرب بغيضة. لكن المواجهة حتمية، وإن كانت فردية. التشتّت قدر سينمائيين لبنانيين، سواء تفرّقوا داخل البلد المنهار، أم غادروا إلى آفاق أرحب. الحرب لعينة. لكن الاستمرار محتاج إلى دافع ذاتي أقوى من الخراب.

رفيق حجار جزء من هذا كلّه. النهاية المعلّقة للحرب أفضت إلى سلم منقوص وهشّ. حافظ السينمائي العامل في التلفزيون أيضاً على نسق خاص به في معاينة الراهن، والبحث فيه عن معنى المقبل من الأيام. ديونٌ تراكمت. الهجرة دربٌ إلى خروج ما من ورطة الهموم اليومية الثقيلة. الهجرات كالمنافي عندما ترسم مصائر غير منتظرة. من الإمارات العربية المتحدّة إلى القاهرة، حاول رفيق حجار أن يستعيد بعض حضور. قبل هذا وذاك، وجد في البدايات الباهتة للسلم الملتبس حيّزاً لاستعادة مكانة اكتسبها عندما ساهم في كتابة أحد الفصول الغريبة لـ"السينما اللبنانية". استديو هنا، واستديو هناك. مثابرة ومحاولات جمّة للعمل. كأن المسارات التي عاشها انعكاساً للمسارات المرتبكة لتلك السينما الغامضة، المشبعة بـ"أحلام معلّقة".

***

رحيل رفيق حجار في القاهرة مدخل معقول لاستعادة تأريخية ونقدية أعمق للتجربة السينمائية اللبنانية، التي عرفتها بيروت بدءاً من الستينيات الفائتة: السينمائي منتم بشدّة إلى تلك التجربة. صاحب رؤية لم تكتمل. صانع حكاية لم تنته. مبتكر صُور لا تزال ناقصة. هذه كلّها قابلة لأن تكون قصّة السينما في لبنان أيضاً. أو ربما قصّة لبنان نفسه في تلك السينما، أو خارجها.

السفير اللبنانية في

27.02.2014

 
 

«صِّبا».. الشخصية الحقيقية هي الزمن

زياد الخزاعي (لندن) 

نصّ سينمائي ذو جدّة ورهافة، وغير قابل للتجزئة. أنتجت صنعته، التي استمرت 12 عاماً، سيرورة فنية فريدة بتباسط سرديتها، ومدهشة بنقلاتها الدرامية، ولمّاحة بتسريب مواقفها الإيديولوجية حول الرفاهيات وارتباكات أُسرها، والحبّ الأول وشهواته المتعجّلة، والزيجات الفاشلة وخرابها وحيرتها، وثورة البديهيات ومناقصها، وأركان الإيمان ومصائرها. كتاب عمر موجز يتصفّحه صاحب الثلاثية الشهيرة «قبل الشروق» (1995) و«قبل الغروب»(2004) و«قبل منتصف الليل» (2013)، المخرج الأميركي ريتشارد لينكليتر، برويّة ومن دون تكلّف، مشيداً كوناً سينمائياً غير مسبوق بتحدّياته في أفلمة حكاية صغيرة، قليلة الأحداث والشخصيات، تمتلك فطنة هائلة بشأن الأعمار والجيرة والرفقة.

«صِّبا» أبعد من أن يكون ألبوماً عائلياً «متحرّكاً». تفرّس في معاني الاعتياد والمرور بانقلابات العيش والسنّ. مرّ البشر جميعهم على صُورهم القديمة، مستعيدين ذكرياتهم وتذكاراتها. لكن، من المستحيل عليهم أن يوظّفوها على شكل طُرفة حيّة، كما تجلّت في نصّ صُور شبّ بطله ميسن منذ سن السابعة (2002) وحتى الثامنة عشرة (2013) بتتابع نادر التصبّر، حيوي بمغامرته التي رصدت نمو كائن حقيقي على الشاشة ضمن 164 دقيقة، من دون مكياج أو مؤثرات أو صنائع كمبيوتر، ما جعله تجريباً سينمائياً خالصاً ومجيداً، يتماشى وإشارة لينكليتر إلى أن «الشخصية الحقيقية في هذا الفيلم هو الزمن». غير أن جهده لن يقارب «هرطقة» مواطنه ديفيد فينتشر في «الحادثة الغريبة لبنجامن بتُن» (2008) عن حياة معكوسة لبطل، تبدأ من ولادته هرماً وتنتهي بوفاته وليداً، ضمن غرائبية مصنوعة بروح الكاتب ف. سكوت فيتزجرالد. ولن يتشابه مع العمل المُغامِر «ترومان شو» (1998) للأسترالي بيتر واير حول عرض تلفزيوني مفترض به أن يكون واقعياً، لشاب يكتشف خدعة عالمه المصطنع.

في مفتتح «صِّبا» ـ الفائز بجائزة «الدبّ الفضي» لأفضل مخرج في «مهرجان برلين السينمائي الـ64» (6 ـ 16 شباط 2014) ـ نرى البطل الصغير ميسن (إيلار كولترين) مسترخياً على عشب مدرسته في هيوستن (تكساس) منتظراً والدته أوليفيا (باتريشا أركيت)، الكائن التقليدي في تأخّره و«نقّه» ولهاثه حول خساراته. امرأة مطلقة بعد زيجات فاشلة، تترقّب رجلاً مناسباً يملأ لوعة أمومتها، ومثلها عوزها المالي. شخصية أثيرة هي مفتاح الفيلم وروحه، تؤدّي مغامراتها وطيشها إلى انقلاب حياتيّ الابن وشقيقته الصغرى سامانثا (لورلاي، ابنة المخرج)، وتضعهما في صدام مع مسلّمات عبثيّة تعجّل بلوغهما العقلي. نتابعه وهو يرتكب حماقاته: تطواف بلا هدف، ومناكفات مع الأخت، ورسم «غرافيتي» على جدران بناياتن وتلصّص على عري عارضات ملابس داخلية في الـ«كاتلوغات» الملوّنة. وهذا كلّه، قبل أن يودع مهد صداقاته عنوة إلى دارة زوج جديد سكّير وعدائي. يدخل ميسن مراهقته وامتحانها المزدوج بين ظنونه وحاجته إلى نموذج شخصي، مع أب لاه (إيثان هوك) يمثّل روحاً حرّة مترعة بلطافات تجعله «مواطناً» أريحياً غير مبال. يترك ولديه فجأة، ويحلّ عليهم لاحقاً من دون مقدمات. يحاجج ضد حرب العراق. يسرق لوحاً إنتخابياً لمرشّح حزب جورج بوش، من دون أن يخشى الـ«تنكيت» حول الشهوات الأولى للابن. يلتقي أفراد هذه العائلة حول ميسن باعتباره عنوانهم وامتداد أرحامهم. لذا، فحكايتهم لا تتجزأ، كأقدارهم التي تظلّ على وعد متجدّد بجماعية ينتصر لينكليتر إليها حتى النهاية، على الرغم من تفرّق الوالدين. يتابع مشاهد «صِّبا» تحوّلات أزمانهم عبر عناصر مصاحبة متتابعة تاريخياً، كالأغاني الشائعة (تحديداً الأسطوانة السوداء الشهيرة لفريق «بيتلز» البريطاني)، وتسريحات شعورهم، وأزيائهم، وهرج روايات «هاري بوتر»، وظهور ألعاب الحداثة («بلايستيشن»، و«ويي»، و«آيفون»، و«آيبود»).

لن يثبت الفيلم الإشارات الدارجة على مرور الحقب، بل تمرّ تغييرات سحن الشخصيات طبيعياً على الشاشة، وضمنها عاداتهم الجديدة، وتعمّق لغة نقاشاتهم، واتساع هامش تصرّفاتهم الراشدة. يخفق ميسن في أول لعب الهوى. يختار التصوير الفوتوغرافي وسيلة تواصل إبداعي مع محيطه الشديد الأميركية (حفلات التعارف، والتحشيش، والقبلات المسروقة، والـ«بيسبول»، إلخ...)، قبل أن يكون انضمامه إلى الجامعة الإيذان الطبيعي بدخوله رجولة تترافق ورطانات جديدة على لسانه، وهو «يتعجرف» مع فتاة جديدة حول «تفلسف الحياة وخيارات الأخطاء والوعي بديمومة اللحظة».

«صِّبا» كوميديا صرفة لا تماري ولن تغالي بخصوص دنيا شخص غير ملفّق سينمائياً، يعلّمنا أن مؤانسات البشر مع بعضهم البعض تتعاظم بتخمين نياتهم.

السفير اللبنانية في

27.02.2014

 
 

«روك القصبة» لليلى مراكشي.. فيلم مثير للجدل

حسن وهبي (طنجة) 

تعود ليلى مراكشي إلى الساحة السينمائية، وإلى طنجة تحديداً، مدينة «المهرجان الوطني للفيلم» في دورته الـ15، لتحكي من قلب هذه المدينة، في جديدها «روك القصبة». تستقرّ الكاميرا في البيت متألّمة أو راصدة الألم إثر وفاة الأب، في زمن لا يتعدّى ثلاثة أيام، لإحياء الذكرى. الأب الميت ـ الحي تمكّن من لعب دوره الممثل المصري عمر الشريف، الذي يتحرّك داخل الإطار برشاقة كبيرة، سواء تنقّل من اليسار إلى اليمين كما في بداية الفيلم، أو كان جالساً، لكن وفق حركات دقيقة متحدّثا إلينا بإبداع. يهيمن على الشاشة بلباسه الأبيض وحركاته وكلامه. نحن بحاجة إلى استمراره في لعب الدور في الفيلم، لكن المخرجة فرضت علينا موته وغيابه بصفة عامة، فاتحة المجال أمام بقية الفنانين المغاربة والأجانب لتطوير قصّة الفيلم المليئة بالمعاناة والحبّ، في قالب حواري بين الشخصيات، خصوصاً صوفيا، أصغر الفتيات التي «هاجرت» إلى أميركا متحدّية رغبة أبيها.

نجحت المخرجة في تصوير المعاناة والقلق الداخلي لأفراد الأسرة وتفاعلهم مع الوسط الاجتماعي، باختيار المكان الذي ترصده ليلاً، والشخصيات جالسة تتأمّل ألمها أو حبّها، معبّرة بلغة سينمائية من دون أن تخلق للمشاهد هدراً لزمن المشاهدة. تصوّر نهاراً، متنقّلة بالكاميرا بين هذه الشخصية وتلك، من الأم إلى الطفل المتسائل والخادمة. ذلك كلّه تمّ بسلاسة المونتاج، الذي كان من إبداع جينيفر أوجي، وبموسيقى «روب» حتى ينسجم السرد مع تطوّر شخصيات الفيلم وأحداثه.

أما الصورة التي تمّ التقاطها بفنية، على الرغم من ضيق الفضاء ـ المنزل الذي وقعت فيه أغلب الأحداث، فيرجع الفضل فيها للمخرجة وبيريك كانتيلمي ديل، ما جعل المشاهدين يُحسّون أن هناك انسجاماً كبيراً بين صنّاع الفيلم كفريق واحد. أنتجت ليلى مراكشي فيلماً سيثير نقاشاً كبيراً، كما أثار سابقه «ماروك». فهي المخرجة المثيرة للجدل، حيث اختلف النقّاد حول فيلمها السابق بين قبول ورفض، ولكل فريق تبريراته، الأمر الذي ستدخله اليوم لكن بحدّة أقلّ ربما. تعود مجدّداً إلى طرح موضوع المرأة والأسرة في قدسيّتها، من خلال الجمع بين شخصيات متفاوتة ثقافياً، ليقع التأرجّح بين الانفتاح والانغلاق داخل كيان هذه الأسرة الغنية، التي كانت قوية ومتماسكة على الرغم من معاناتها والصراع الدائر بين أفرادها.

جمالية الفيلم تتجلّى كذلك في تصويره مدينة طنجة، التي تعرفها المخرجة، كما تعرف الموضوع الذي تناولته بتفاصيله كلّها. تحكي، بلغة سينمائية مثيرة، مراسيم الدفن وتفاصيل البيت كلّه، ومكوّناته أيضاً من ديكور وشخصيات. لعبت الشخصيات دوراً إيجابياً بحسب الأدور التي أسندت إليها، خصوصاً عمر الشريف، ثم نادين لبكي وهيام عباس وغيرهم، لكونهم أثروا فيها بتجربتهم السينمائية، ما جعلها تفكّر في الاحتفال بهم وتكريمهم. أو ربما لأن الموضوع المثار في الفيلم ذو بعد عالمي كما هو محلي، بالاشتغال داخل فضاء مدينة طنجة.

السفير اللبنانية في

27.02.2014

 
 

بحضور جمهور من المغتربين العراقيين:

أُمسية سينمائية عراقية في ساندياكو - كاليفورنيا

كاليفورنيا/ نضال مشكور  

في سياق أنشطته الثقافية أقام التيار الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا بأمريكا أمسية سينمائية تضمنت عرض ثلاثة أفلام وثائقية عراقية قصيرة، وذلك على قاعة المكتبة العامة في مدينة آلكهون. والأفلام هي: (الرجل الذي لا يعرف السكون) و(بين لندن وبغداد) للمخرج قتيبة الجنابي، يتحدث الفيلم الأول عن تجربة الفنان المسرحي خليل شوقي في المهجر. فيما يتناول الفيلم الثاني حياة الممثلة العراقية ناهدة الرماح، وقصة هروبها من العراق. أما الفيلم الثالث فهو (غنِّ أغنيتك) للمخرج الشاب عمر فلاح، الذي يعالج معاناة مجموعة من الموسيقيين الطموحين في مدينة الناصرية وسط أجواء من الحظر والتضييق.

استهلت الفعالية بقراءة ورقة للكاتب والفنان حيدر عودة -منسق التيار الديمقراطي- تحدث فيها عن التجارب السينمائية الجديدة في العراق بعد العام 2003. أكد فيها على ان ما حدث من تغيير في العراق أعطى السينمائيين العراقيين،والشباب منهم تحديدا،زخما كبيرا لتنفيذ مشاريعهم المؤجلة وفرصة مثلى لتقديم رؤاهم الفنية، لاسيما وهم في مواجهة واقع مختلف، فيه الكثير من القسوة والأمل في آن واحد. وأشار إلى طبيعة الظروف الصعبة التي تواجه صناعة الأفلام في العراق، وأبرز المواضيع التي عالجتها،  التي حصلت من خلالها على إعجاب النقاد والمتابعين وأهلتها لنيل جوائز عدة في المهرجانات العربية والأجنبية.معتبرا ان هناك مجموعة مخرجين، كان لهم الدور الأهم في خلق بادرة لحراك سينمائي متنامٍ في العراق، منهم:"المخرج عدي رشيد ومحمد الدراجي وقتيبة الجنابي وفاضل عباس،وجمال أمين وهادي ماهود وعامر علوان وفاروق داوود ، وعمر فلاح، وسهيم عمر خليفة،وحسن علي، ويحيى العلاق وفلاح حسن، ومناف شاكر وجعفر مراد وفائز الكناني، ولؤي فاضل وحسن محسن ، وليس أخيرا المخرج العراقي المقيم في لندن يوسف الخليفة الذي فاز فيلمه (النوم مع الأسماك) قبل أيام في مهرجان بافتا البريطاني بالجائزة الأولى لأفلام الانميشن

كما تضمنت الأمسية قراءة مشاركة للناقد السينمائي (أحمد ثامر جهاد) عن تجربة المخرجين قتيبة الجنابي والشاب عمر فلاح اللذين عرضت أفلامهما في الفعالية.. جاء فيها" منذ بداياته، لاسيما في أعماله القصيرة، الموسومة(قصص العابرين) يسعى المخرج قتيبة الجنابي إلى إبداء اهتمام كبير بالصورة الفيلمية بغض النظر عن موضوعها، وهو ما يعزز الإحساس لدى المتلقي بانشغال الجنابي الواضح بالقيمة البصرية لعمله. خاصة وهو المخرج المولع بعوالم التصوير الفوتوغرافي بكل ما تفتحه من إمكانات تعبيرية أمام المخرج وما تضيفه من دلالات ناجزة. وحتى في أفلامه الوثائقية لم يتخل الجنابي عن خياراته الجمالية إدراكا منه بأهمية تقديم موضوعه بأفضل صورة ممكنة. ومع فيلمه الروائي (الرحيل عن بغداد) الذي يقدم فيه اعترافا روائيا طويلا عن أشد حقب الحياة العراقية وجعا ورعبا، يثبت الجنابي مرة أخرى قدرته الفنية على صناعة فيلم سينمائي عراقي متميز ومؤثر سيكون علامة من علامات السينما العراقية الراهنة.

وعن المخرج الشاب عمر فلاح، قال جهاد"بعد فيلمين وثائقيين، واكبت شخصيا صناعتهما عن قرب، أستطيع القول إن المخرج عمر فلاح هو احدى المواهب السينمائية الشابة التي تتطلع بإخلاص إلى خلق صورة أفضل عن واقع الحياة العراقية المريرة، إذ يسعى في غضون ذلك،بدأب ومثابرة للارتقاء بصناعة الفيلم القصير، سواء بدقة اختيار موضوعاته من مشكلات الواقع الراهن أو بإبداء عناية ملحوظة في الشكل الفني لهذه الأفلام التي تعكس حاجة السينمائيين الشباب للاقتراب بصدق من واقعهم الحياتي والتعبير عنه بلغة سينمائية جريئة ومؤثرة. لذا فإن المخرج عمر فلاح يشكل مع عدد غير قليل من السينمائيين الشباب خطوة في الاتجاه الصحيح بوسعها بث دماء جديدة في راهن السينما العراقية.

ويسعى التيار الديمقراطي العراقي في ساندياكو إلى إقامة فعاليات فنية وأدبية تسلط الضوء على الإبداع العراقي ورموزه في المجالين الثقافي والفني.

المدى العراقية في

27.02.2014

 
 

"رجال الآثار" لجورج كلوني:

فكرة "الأميركي الخارق" في عرض ساذج

علي عبد الأمير عجام  

بدا طبيعياً أن يكون مصير العرض الأول لفيلم المخرج والممثل جورج كلوني " في مهرجان برلين السينمائي، مشوبا بالكثير من الامتعاض والسخرية، لما حفل به الفيلم من إعادة إنتاج الصورة النمطية للأميركي الخارق، الذي يكاد يجترح المعجزات من اجل إنقاذ التراث الإنساني، ممثلا بآلاف القطع الفنية والآثارية التي سرقتها قوات الاحتلال النازي ضمن مشروع لجعل "متحف الفوهرر" كأعظم متحف للفنون والآثار في العالم.

اللافت أن هذه المهمة التي بدأها الفيلم من خلال عرض تولاه البطل ( كلوني) للرئيس الأميركي روزفلت لإقناعه بأهمية إنقاذ الموروث الإنساني وتخصيص وحدة من علماء آثار ومؤرخي فن ورجال متاحف، اعتمدت رجالا هم في النصف الثاني من أعمارهم ( أصغرهم سناً الموظف في متحف متروبوليتان الأميركي الشهير ولعب دوره النجم مات ديمون)، لكن مع تقدمهم في السن إلا أن هذا لا يمنعهم من إنجاز الخوارق في الحرب: قيادة طائرات وسيارات والتسلل خلف خطوط القوات الألمانية في تقهقرها، والتعامل مع المتفجرات، وقراءة المواقع العسكرية دون وجود أي وحدة عسكرية لحمايتهم حتى ولو كانت صغيرة، على الرغم من ان مهمتهم تمت بدعم مباشر من الرئيس ( القائد العام للقوات المسلحة)، وهو ما يعني منطقيا دعما من قادة القوات المسلحة الأميركية المقاتلة في أوروبا باتجاه برلين.

ومثلما كانت البداية حسبما صور الفيلم المقتبس عن كتاب يحمل نفس الاسم للمؤرخ روبرت إدسيل ان الرئيس الأمريكى روزفلت وافق على أمر بالبحث عن التحف الفنية «المنهوبة» وإنقاذها، قام كادر الفيلم وفي المقدمة المخرج والممثل جورج كلوني بعرض الفيلم في البيت الأبيض للرئيس أوباما، غير أن شيئا لم يرشح عن اللقاء "السينمائي" ما يثبت أن الرئيس الأميركي الحالي قد يكلف ( بعد فرط تأثره) فريقا جديدا للبحث عن آثار وكنوز إنسانية تتعرض للخطر الجدي، على الأقل ما سببته قوات بلاده الغازية للعراق من نهب منظم وتدمير واسع لحضارة بلاد الرافدين القديمة!

فكرة "الأميركي الخارق" تتحقق في الفيلم، ليس عبر إنقاذ الآثار الفنية واللوحات النادرة المسروقة من قبل النازيين وحسب، بل عبر إشارتين بالغتي الدلالة، ففريق "العجائز" كان قادرا من خلال مهمته في تتبع المناجم الألمانية ( مستودعات الآثار والنوادر المسروقة) على العثور على "الاحتياطي الألماني من الذهب"، أما الإشارة الثانية فهي تتمثل بضرورة إنقاذ تمثال مريم العذراء وابنها لمايكل أنجلو من منجم أخير قبل وصول السوفييت إليه ضمن التقسيم الذي وضعه الحلفاء لألمانيا، دون أن ينسى "العجائز الخارقون" أن يُبقوا للسوفييت شيئا مهما، متمثلا بالعلم الأميركي الكبير الذي عُلّق على بوابة المنجم !

الفيلم لعب بقوة أقرب إلى المبالغة، بين جرائم النازيين بحق الآثار والأعمال الفنية، وصلة الموروث الإنساني باليهود،  فعرفنا من تفاصيل الحكاية أن أغلب المجموعات الخاصة النادرة كان يقتنيها أثرياء اليهود، وضمنا نتعرف على مستودع من الأسنان الذهبية التي كان النازيون يقتلعونها من أفواه الضحايا اليهود قبل حرقهم.

عدا بعض جماليات التصوير والموسيقى فإن لا شيء جدياً لجهة القيمة الفنية في الفيلم، حتى أن أداء الجميع فيه كان سقطة مدوية عدا بعض الحضور للممثلة كيت بلانشيت في أدائها دور موظفة المتحف الفرنسية التي عوقبت على أنها متعاونة مع الألمان رغم عملها المهم في إنقاذ ما كان "العجائز" يبحثون عنه، فهي وثّقت الأعمال التي سرقها الألمان وقاموا بنقلها إلى بلادهم.

وفي حين يفخر طاقم الفيلم بأنه عرّف الأميركيين والأوروبيين وبالتحديد من الأجيال الجديدة، بحكاية لا تبدو متداولة جدا في تاريخ الحرب العالمية الثانية، وتتعلق بأهمية حماية الإرث الفني العالمي والإنساني من الضياع، إلا أنّ هناك من يقلل من أسئلة جدية تتعلق بمصير الإرث الإنساني في مدار الحروب المعاصرة التي تشارك فيها أميركا بشكل مباشر أم غير مباشر! فمعظم الدول الواقعة تحت نيران الحرب تواجه أخطارا جدية حيال ضياع إرثها النادر، ويظل المثال العراقي هنا يشكل عاراً على الثقافة والسياسة الأميركية.

المدى العراقية في

27.02.2014

 
 

حنان شومان تكتب..

 American Hustle: أمريكا شيكا بيكا 

عشرة ترشيحات للأوسكار وثلاث جوائز جولدن جلوب وجوائز من البافتا والأهم 144 مليون دولار حتى الآن إيرادات، أى أن الجمهور دافع ثمن التذاكر والممول الأول للفيلم يرى فى الفيلم متعة، والنقاد أصحاب الكلمة فى الجوائز يرون فيه فنا عظيما، ذلك هو فيلم هذا الأسبوع الأمريكى American Hustle  أو الاحتيال الأمريكى الفيلم كتب قصته إيريك وارن سنجر ومخرجه دافيد راسل، وقام ببطولته مجموعة من الممثلين هم كريستيان بال وبرادلى كوبر وإيمى آدمز ومحبوبة أمريكا حاليًا جينيفر لورانس وقدم فيه روبرت دى نيرو دوراً شرفيًا صغيراً.

الاحتيال الأمريكى يبدأ حكايته بالسبعينيات، حيث نتعرف على بطل الفيلم، وهو ابن لتاجر زجاج كان ينصب عليه زبائنه، فراح ابنه يكسر زجاج منازلهم انتقاما ليعودوا للأب، وكبر الابن، وصار صاحب محل زجاج، وكذلك عدة مغاسل، إضافة إلى كونه نصابا يوهم المدينين بأنه يستطيع تدبير سلف لهم مقابل عمولة وطبعاً يحصل على العمولة ولا يدبر لهم شيئاً. يتعرف النصاب على فتاة جميلة تبحث عن موقع لها فى الحياة الأمريكية المتنامية، ويكونان مجموعة نصب مالية تكبر وتزدهر وتضيف لأعمالها بيع اللوحات المزيفة على أنها حقيقية.

يتابع أعمالهم محقق شاب من الإف بى آى نشيط، يحاول أن يواجه الفساد المستشرى فى أمريكا ويستطيع الإيقاع بهم فى قبضته ويطالبهم بمساعدته فى القبض على أربعة من النصابين الكبار لكى يخرجهم من قضيتهم، وتتشابك الأحداث وتبدأ سلسلة النصب والفساد تفتح شهية المحقق حين يكتشف ضلوع سياسيين كبار ورجال كونجرس ومافيا، فيقرر أن يستمر فى استغلال النصاب وفتاته للإيقاع بالجميع، ولكن كما تغرى كثرة الصيد الصياد

فإنها توقعه فى الفخ أيضاً، وينتهى الفيلم بأن يخرج النصابون أو أغلبهم من الفخ ويوقعوا بمحقق الإف بى آى متهماً.

الفيلم كوميدى ومغامر، ولكنه أيضاً يحمل ملمحاً دراميًا مهمًا، ذلك أنه يشير للفساد فى المجتمع الأمريكى وكأنه سلسلة تربط الجميع، فالكل فاسد ولكن لكل فساد وجه، بعضه جميل وبعضه قبيح، فعمدة المدينة الرجل الفاضل المحب لولايته ورب الأسرة العظيم كما صوره الفيلم يقبل رشوة الشيخ العربى ويحللها لأنه يريد الخير لبلده، وهكذا أعضاء الكونجرس

فالمشاهد لهذا الفيلم على قدر ما يضحك ويتابع المغامرة وعنصر التمثيل الرائع والسيناريو المحبك والمونتاج الذكى، فإنه يتعاطف مع النصاب ومع المرتشى ويرى فى محقق الإف بى آى طمعا وجشعا رغم أن جشع المحقق من أجل تحقيق العدالة وتنقية المجتمع من الفاسدين، ولكن الفاسدين لديهم ما يدافعون به عن أنفسهم.

إن البحث فى خلفية المخرج دافيد راسل، الذى شارك فى كتابة السيناريو قد يفسر لنا تلك النظرة الخاصة عن الفساد، فراسل دارس للعلوم السياسية قبل أن يكون مخرجاً، وربما هذا منحه قدرة على فهم الفساد بكل وجوهه، وهو مخرج متميز استطاع أن يوصل سبعة من ممثليه فى أفلامه للترشح للأوسكار، كما أنه أول مخرج يتم ترشيحه للأوسكار عامين متتاليين العام الماضى عن فيلم Silver Linings Playbook وهذا العام عن فيلم الاحتيال الأمريكى.

أبطال الفيلم مجموعة من نجوم السينما الأمريكية الجدد إلى حد ما، وجميعهم أدوا أدوارهم بعبقرية وفهم، خاصة كريستيان بال فى دور النصاب والوسيم برادلى كوبر فى دور المحقق، أما إيمى آدمز فى دور زوجة النصاب، فغالباً ستحظى بأوسكار عن دورها الذى حظيت به بالفعل بجائزة الجولدن جلوب والبافتا معاً، وإلى جوار هؤلاء النجوم يقف نجم أسطورى هو روبرت دى نيرو فى دور لا يستغرق دقائق على الشاشة فهو كبير المافيا وكان مجرد ظهوره قيمة تعلمنا أن لكل زمن رجاله ونجومه ليتنا نتعلم أن نتراجع حين يأتى علينا الدور.

ولا يمكن أن نتجاهل أن جزءا كبيرا من متعة هذا الفيلم تعود للمونتاج الذى قام به ثلاثة، وهو شىء غير تقليدى فى هذا العالم.

اليوم السابع المصرية في

27.02.2014

 
 

"أسبوع آفاق السينمائي" في بيروت :

11 فيلمًا لصور واقعية من عالمنا العربي تحاكي تحديات الإرث والهوية والتفتت وفوضى الحاضر وضبابية المستقبل

بين الرابع والحادي عشر من آذار/مارس المقبل، ستكون بيروت على موعد مع "أسبوع آفاق السينمائي" الذي سيجمع سيعرض أحد عشر فيلمًا وثائقيًا روائيًا وقصيرًا، لتكون فرصة ليتعرّف الجمهور إلى مجموعة من الأعمال التي تحكي لغتهم وتغوص في واقعهم، قلّما تتاح لها الفرصة للعرض أو التوزيع.

بيروتعقد الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق" مؤتمرًا صحافيًا للإعلان عن "أسبوع آفاق السينمائي" الأوّل الذي سيُقام في سينما متروبوليس في بيروت بين 4 و11 آذار/مارس الجاري. يتضمّن الأسبوع أحد عشر فيلمًا روائيًا ووثائقيًا وقصيرًا، شاركت "آفاق" في إنتاجها خلال العامين الفائتين، وهي جزء من 150 مشروعًا سينمائيًا دعمتها المؤسسة منذ تأسيسها في العام 2007.

أسامة الرفاعي : الدعم الذي نقدّمه للسينمائين ضئيل أمام الحاجات المطلوبة 
ويقول أسامة الرفاعي، المدير التنفيذي لـ"آفاق" إنهم يدعمون الصناعة السينمائية في العالم العربي بأشكال عدة، ويضيف : "نحن نقدّم الدعم المادي سنويًا لأكثر من عشرين مشروعًا تتنوّع بين روائي ووثائقي وقصير. ونقدّم الدعم المهني والتقني من خلال ورش عمل نقيمها للمستفيدين من منحنا بحسب حاجاتهم وحاجات مشاريعهم. ونؤمن للمخرجين والمنتجين الحائزين منح آفاق فرص تشبيك وتواصل مع خبراء وسينمائيين من العالم في إطار المهرجانات العربية والدولية."

ويشير الرفاعي إلى أن هذا الدعم ضئيل جدًا مقارنة بالحاجات الأساسية والمطلوبة للنهوض بصناعة سينمائية عربية لاسيما إذا قارنّا الدعم السينمائي المتوافر للسينما العربية داخليًا بالدعم المتوافر للسينما الأوروبية مثلًا من خلال الدعم الحكومي والمساعدات اللوجستية. لذلك يحاولون كمؤسسة مستقلة لتأمين الحاجات وتعويض ما يمكن من نقص، وخلق شبكة تواصل بين المؤسسات العاملة في مجال السينما وترويجها بين الناس.

ريما المسمار : هذا الأسبوع فرصة للقاء السينمائي العربي بجمهوره 
إلى ذلك، قالت ريما المسمار، مديرة البرامج السينمائية في "آفاق" لـ"إيلاف" إلى أن فكرة الأسبوع السينمائي انطلقت من إحساسهم بالغبن اللاحق بالسينمائيين جرّاء محدودية فرص العرض. فباستثناء المهرجانات، نادرًا ما تحظى الأفلام العربية بتوزيع في صالات السينما في بلدانها أو الدول العربية الأخرى ، لذلك يُعتبر هذا الأسبوع السينمائي فرصة إضافية للسينمائي العربي لكي يتشارك فيلمه مع جمهوره الطبيعي في المنطقة العربية وفرصة أيضًا لهذا الجمهور لكي يعرف أكثر ويقدّر قيمة النتاج السينمائي المحلي، ويكتشف أفلامًا تمسّه بقضاياها وهمومها.

والجدير بالذكر أن آفاق تطمح إلى أن يكون هذا الأسبوع السينمائي حدثًا سنويًا متنقلًا، يعقد كل عام في دولة عربية مختلفة، وأن يكون مساحة للإحتفال بالسينمائيين المستقلين من خلال دعوتهم لتقديم أفلامهم أمام الجمهور والإنخراط في حوار معه بعيد العرض.

أحد عشر فيلمًا لصور من الواقع العربي

يضمّ البرنامج أحد عشر فيلمًا وثائقيًا وروائيًا وقصيرًا أنجرت بين 2012 و2014، تعرض للمرة الأولى في بيروت، ويشكل كل منها مرآة لمخرجه ومجتمعه. كأن كل من تلك الأفلام يقبض على لحظة تحوّل حاسمة في التاريخ الشخصي أو العام.

من الجزائر إلى مصر مرورًا بتونس، ومن فلسطين إلى العراق مرورًا بلبنان والأردن ووصولًا إلى اليمن، تقدّم الأفلام الإحدى عشرة صورة حية عن مجتمعات عربية تواجه تحديات الهوية والإرث الحضاري والتفتّت والإنتفاض والغليان الداخلي وفوضى الحاضر وضبابية المستقبل. إلا أن في جوهر كل من تلك الأفلام حاجة ملحّة تتمثل بصوت السينمائي المتمسّك بالحياة والمنشغل بدوره والمؤمن بفنه وبقدرته على التغيير.

الأفلام المشاركة 

"حبيبي بيستناني عند البحر" للميس دروزة (وثائقي، 2013، 80 دقيقة)

في رحلة العودة إلى فلسطين، تلتقي المخرجة حبيبها المتخيّل "حسن"، ومن خلال عالمه الفانتازي تعثر على بقايا أمل في شخصيات تحيا شظف الحياة. الفيلم مراجعة حساب ذاتية مع الإقتلاع من الجذور، ورحلة أولى شبه مستحيلة إلى الوطن الأم، تلتقي خلالها شخصيات، تبحث في كل منها عن "حسن". شخصيات لا تتكيف مع الحقائق السائدة، بل تخلق في المقابل مساحاتها الخاصة لتتمكن من البقاء على قيد الحياة في محيطها القاسي.

"أريج" لفيولا شفيق (وثائقي، 2014، 90 دقيقة)

ماذا لو كنت شاهدًا على ثورة، لتكتشف أنّ الأمور تسوء بعدها؟ ماذا لو وجدت بلدك مدمرًا، من دون أي إشارات لإعادة إعمار؟ كيف تتعامل مع ذلك؟  يمكنك ان تغضب، أن تشعر بالمرض، أن تصاب بإحباط، أو فقط تهرب إلى ذكريات ماضٍ جميل إنما ضائع... أربعة اشخاص، ثورتان وقصة مدينة مصرية مدمّرة.

"بيت التوت" لساره إسحق (وثائقي، 2013، 65 دقيقية)

يلاحق الفيلم عملية توثيق شخصيّة للقاء عائلي يجمع أفرادا على علاقة متوترة. لن يلبث هذا اللقاء ان يشهد تصعيدا ليصير تمردا شعبيا غامرا. يركز الفيلم على الديناميات المتبدلة القائمة بين الرجال والنساء في اطار العائلة اليمنية الحديثة، ليمتحن مجمل الافكار المسبقة في ما يخص الهوية والعادات والصلات العائلية والاجتماعية في موازاة بروز مشاركة النساء وادوارهن ليصرن جزءا اساسيا من الثورة اليمنية.

"فرش وغطا" لأحمد عبدالله (روائي طويل، 2013، 86 دقيقة)

يروي الفيلم ثلاثة أيام في حياة بطله الهارب من السجن خلال الأيام الأولى لسقوط الشرطة في مصر بعيد ثورة 25 يناير. لا يتطرق الفيلم  إلى قصص الثورة وأماكنها على الإطلاق، وإنما يعرض قصصًا تم تهميشها واختزالها من ذاكرة الناس لحساب الثورة وعلاماتها الفارقة كميدان التحرير وأحداثه الجسام.  كأنه نوع من السرد الشعبي لقصة خروج الفتى من السجن مرورا بكل معاناته و اكتشافه لما حدث في البلاد حتى وصوله إلى غايته.

"حديقة أمل" لنادية شهاب (وثائقي قصير، 2012، 32 دقيقة)

عاش "أمل" و"مصطفى" حياة طويلة معًا في شمال العراق. حين تقرر "أمل" تجديد البيت بعد عقد من الحرب، ينسحب مصطفى الثمانيني إلى براري حديقة المنزل الموسيقية.  فيلم شعري وحميم عن العشرة، الذاكرة والبدايات الجديدة، و"بورتريه" مؤثر لزوجين يحاولان المضي قدمًا في عراق جديد حيث يختفي عالم ويولد آخر.

"نايشن إستايت" للاريسا صنصور (روائي قصير، 2011، 9 دقائق)

يقارب هذا الشريط القصير أزمة الشرق الأوسط  بمزيج من الإختلال والسخرية ، مستعينًا بالمؤثرات البصرية والممثلين الحقيقيين. في مستقبل ليس ببعيد تمامًا، نجد أن الصراع في فلسطين قد وصل إلى خواتيمه، والفلسطينيون حصلوا على دولتهم وهي كناية عن بناية ذات تقنية عالية تقع في الضفة الغربية وتعرف باسم "نايشن إستايت".

"القلق" لعلي شري (روائي قصير، 2013، 20 دقيقة)

هل يمكن أن تفيدنا العلوم في مجال العوامل المؤثرة في طبيعة التغيير؟ في الوقت الحالي، تمر المنطقة في نقطة تحول وتسارع للأحداث بوتيرة لا يمكن تداركها. وفي هذا السياق، من المحتمل أن تسلط  الحركة الجيولوجية البطيئة  والمرئية الضوء على الاسئلة التالية: كيف يمكن التعامل مع واقع متغير باستمرار؟ وكيف يعالج الفنانون بالتحديد مسألة تمثيل التغيير؟ يلقي هذا المشروع الضوء على الجيولوجيا ودراسة الزلازل في لبنان باعتبارها مدخلًا إلى حيثيات وتفسيرات بديلة للوضع الراهن في البلد.

"طيور أيلول" لساره فرنسيس (وثائقي، 2013، 93 دقيقة)

شاحنة صغيرة على شكل صندوق زجاجي تجتاز بيروت. من خلال زجاجها، يستكشف الراوي المدينة (الشوارع، الناس، البنايات، الجدران...)، مزاجها، إيقاعها وألوانها. داخل الشاحنة الصغيرة، تبوح مجموعة من الشخصيات من أهل المدينة بحكاياتها وبلحظات حميمية واعترافات شخصية.

"موج" لأحمد نور (وثائقي، 2013، 70 دقيقة)

في مدينة السويس الاستثنائية، وُلدت ثورة يناير المصرية، وفيها تدور كل أحداث الفيلم الذي يدعونا من خلاله المخرج ابن مدينة السويس والبالغ من العمر ثلاثين عامًا، لمشاركته في نظرة شخصية تأمليَة، لخمس فتراتٍ من حياته الشخصية وحياة المدينة. يروي المخرج الفيلم بصوته، مستعينًا بمزيج خاص جدًا من مشاهد الرسوم المتحركة والمواد الأرشيفية والمشاهد المصوَرة بجمالية أميل إلى الشاعرية والتأمل، بالإضافة إلى التصميم الخاص لشريط صوت الفيلم المعتمد في الأساس على حركات البحر والموج المختلفة. يقودنا الفيلم في رحلة تأملية عبر موجاته المتعددة التي نكتشف من خلالها الكثيرعن البناء الفكري والنفسي للجيل المصري الجديد والمُلقَب عادةً بـ "جيل الثورة"، ونشاركه في محاولات إعادة النظر والتأمل في بعض الأحداث والحقائق الخاصة  بتاريخ مصر القريب والبعيد، والتي قد تقودنا قراءتها بفلسفة جديدة، إلى فهم الواقع المصري المعقد وإلى التنبؤ بمستقبله.

"موسم حصاد" لميس دروزة، نسيم أمعوش، أريج سحيري وسامح زعبي (وثائقي جماعي، 2012، 80 دقيقة)

فيلم تسجيلي جماعي طويل، مكوّن من أربع قصص شخصية حميمة، تتعامل مع سؤال الهوية وعبورها عبر الأجيال. أربعة أفلام من العالم العربي، تدور في أربع مدن، يعكس كل منها تجارب شخصية للمخرجين القادمين من تلك الأمكنة، بهدف كسر الحواجز الجغرافية والسياسية على مستوى هذه المنطقة عن طريق جمعهم في مشروع فني ثقافي واحد. هو فيلم من العالم العربي وليس فيلمًا عن العالم العربي.

"هرج ومرج" لندين خان (روائي طويل، 2012، 76 دقيقة)

إنها قصة حب ضائعة في مجتمع مغلق على حدوده الجسدية ونظام توزيعه الخاص للماء والطعام. منال، زكي ومنير شباب في العشرينات، منخرطون في قصة حب شديدة التناقض. الشابان يحبان الفتاة عينها لتجد نفسها محل رهان على مباراة كرة قدم بينهما، حيث الرابح يفوز بالزواج بها. تعكس هذه الحكاية شباب كرة القدم و"البلاي ستايشن" في مجتمع "الهرج والمرج" فيه أسلوب عيش.

المصرية في

27.02.2014

 
 

محمد صبحي لـ"بوابة الأهرام":

رفضت منصب الوزير للمرة الرابعة..

ووافقت أن أكون مستشارًا للثقافة والفنون

سارة نعمة الله 

"رفضت منصب وزير الثقافة، لكننى وافقت على أن أكون مستشاراً للثقافة والفنون". هكذا صرح الفنان محمد صبحي، عقب رفضه لمنصب وزير الثقافة للمرة الرابعة، التزاماً بمبدأه الذى يعمل به طوال الوقت، أنه رجل يصنع الثقافة والفنون. 

وأوضح صبحي في تصريحات لـ"بوابة الأهرام"، أنه شرف بلقاء إبراهيم محلب، رئيس الوزراء المكلف، وتحدث معه في كثير من أمور الثقافة والفن. 

وأضاف صبحي: تحدثت مع رئيس الوزراء في أمور الثقافة والفن، وأكدت له أن هذه هي الوزارة الوحيدة المظلومة في ميزانية الدولة، ولا تتناسب مع عظمة مصر، ولابد من إعادة تشغيل المسارح من جديد، والدفع بحركة الإنتاج السينمائي. 

وأشار صبحي إلى أنه وافق على أن يكون مستشارا للثقافة والفنون فقط، ينقل للحكومة أهم المشاكل التى تعانى منها الحركة الثقافية في مصر. 

وعن رأيه في الحكومة الجديدة قال صبحي، أعتقد أن رأيي لن يفيد كثيراً، لأنه سرعان ما انقلبت الدنيا بعد تولى محلب للحكومة رغم إيمان الكثيرين به في البداية، ولكن هذا أصبح الوضع الآن في مصر، نظراً لأن الحب اختفى من هذا الوطن، والرفض الأعمى هو السائد.

بوابة الأهرام في

27.02.2014

 
 

مقدمة في شرح عناصر الصورة السينمائية

عمار محمود 

نظرا لحداثة فن السينما مقارنة بالفنون الأخرى فقد حاول كثير من النقاد والمخرجين تأصيل معنى ومفهوم الصورة السينمائية، هناك مثلا من يرى أن السينما هي خطاب الحكي والمكان، وهناك من يهتم أكثر بالشكل وعناصر ومكونات الصورة.

الصورة في الشعر، هي الأشكال والأفعال والكلمات التي أعيد تنسيقها لإضفاء دفقة شعورية جديدة، تأخذ بيد وخيال القارئ إلى مناطق جديدة لم يدخلها مسبقا، مضيفة متعة نضرة جديدة تستقر في ذاكرته الحسية لفترة طويلة. وكل تلك المقومات ترتبط بشدة، وتعتمد إعتمادا جلّيا، على مهارة الكاتب وإيمانه بما يفعله، وإن فقد عنصرا ما، حينها تقل قيمة وجدية الصورة الشاعرية شيئا فـشيئا إلى أن تختفي جمالياتها ولا تستحق أن يقال عنها صورة شعرية.

الصورة في السينما بها مقومات كثيرة، ولصنعها على أكمل وجه لابد من توليف كل تلك المقومات مع بعضها البعض لتقديم الدفقات الشعورية كما ينبغي. ولأن الصورة في السينما تتحرك وتتكلم وتلمع وتختفي... إلخ ، فإن عملية الإخراج السينمائي تعد من أصعب المهمات البشرية. وإنجاز فيلم متكامل هو أشبه بالمعجزة ولا أبالغ.

الصورة السينمائية تتكوّن - بادئ الأمر- على حسب السياق، فالقصة تفرض التكوينات داخل الصورة، القصة هي السيد.

الألوان

وعند أخذ ذلك بالإعتبار لابد من توليف الألوان حسب التقلبات الدرامية في الفيلم ، فمن المستحيل منطقيا أن تكون الألوان في فترة الركود الدرامي والتعريف بأحداث الفيلم هي نفس الألوان عند الوصول إلى ذروة القصة، فالألوان لها قيمة مادية ومعنوية تضيف أبعادا دراميا للقصة وتعمق تأثيرها أكثر.. و يكون إختيارها بعناية شديدة حتى تؤتي ثمارها في سياقها الدرامي. و لابد من السؤال بإستمرار عن أهمية لون محدد وتفضيله على لون آخر، كما يجب الاهتمام باختيار درجات الألوان وطريقة التدرج بينها. كل هذه الأسئلة لابد أن يجيب عنها المخرج وأن يحل إشكالياتها في ذهنه قبل بدء التصوير.. وإلا فلماذا تم الإستعانة بها، فـليكن الفيلم أبيض فقط أو أسود فقط وهو ما لن نقدر على رؤيته بالأساس، إذا فالإستعانة بسيميائية الألوان وتصاعدها الدرامي بجوار القصة هو شيء ضروري للفيلم.

الإضاءة

بكل سهولة يلاحظ الإنسان العادي أن الشمس تختلف أماكنها طيلة اليوم، ولكنه لم يسأل لم كل تلك الحركة ، هناك سبب.. هناك بداية ونهاية لليوم، إذن عند أخذ ذلك بالإعتبار بالنسبة للإضاءة في السينما فـلابد من سبب لكل شكل من أشكال الإضاءة ، أكانت خافتة، أم متذبذبة، عالية، أو منخفضة... إلخ.

كل هذه العناصر لابد أن ترتبط بشدة بالخيوط الدرامية في القصة، حيث تختلف الإضاءة في الأفلام الواقعية عنها في الخيالية أو الحربية أو الدراما النفسية وغير ذلك. الإضاءة في الأفلام لابد لها من فعل التكثيف، فالمشاهد لم يدفع ثمن تذكرة السينما لكي يشاهد صورة تشبه في اضاءتها الصورة الطبيعية، بل لابد من سبب ومبرر درامي لكل أشكال الإضاءة في الفيلم، لأنها تحمل جزءا من الثقل الدرامي.

ليشاهد القاريء أفلام برجمان ويستوعب جمالياتها خصوصا في المشاهد التي تدور في أماكن طبيعية وفي سياق أحداث طبيعية شكلا، فسيجد أنها تختلف كثيرا مع القصة بتقلباتها، فهنا الإضاءة هي التي تكشف أمام المشاهد عما هو ضروري في الفيلم. هب أنني أرى مشهدا عن الحب. لابد من إظهار الحب عبر الإضاءة حول الممثلين والمحيط الجميل الذي يحتويهم، لكنني لا أريد أن أرى بعض التراب المتصاعد على الطريق من خلفهم إن لم يكن لذلك مبرر درامي. وبعض المخرجين لا يجيد توظيف الإضاءة فتأتي برّاقة تظهر مثلا عيوب وجه إمرأة من المفترض أن تكون جميلة في سياق الفيلم، إن رآها المشاهد لن يصدّق حبيبها في الفيلم عندما يخبرها بأنها جميلة الجميلات وتنهار صناعة الوهم بأكملها، ولا يتفاعل المشاهد مع الفيلم، فلابد من مبرر درامي لكل شيء.

الديكور

أبسط الأمثلة على ذلك، الفرق بين منزل فقير وآخر غني.. لابد أن يكون الفرق بين أحداث عادية أو مأساوية، توزيع الأثاث في المكان له دلالات شتّى، هب أنك كـمشاهد ترى إمرأة تبكي ومن خلفها دراجة، ثم نفس المرأة تبكي ومن خلفها صنبور يقطر ماء، أو لوح زجاجي مكسور، أو كرسي قديم مكسور أو رخام.. إلخ ، هنالك فارق كبير جدا بين هذه العناصر. و إن أخفق مخرج في إضافة الإتزان إلى هذه المعادلة فقد فشل في إضفاء الحياة على كل ما هو جامد في الفيلم، و إن لم يكن للسرير في غرفتي التي أنام فيها مبرر فلنتركه في الشارع إذن، حيث يفضل المشاهد العادي أيضا أن ينظر إلى ماهو هام وملفت.

كل تلك العناصر وغيرها، تندرج تحت مفهوم الصورة السينمائية التي ما إن تكتمل في أي فيلم يكون فيلما هاما للمشاهد والهاوي والدارس للسينما.

من ضمن مكونات الصورة أيضا ملامح الممثلين وطريقة أدائهم وأماكن تواجدهم داخل الكادر وطريقة تحركهم داخله، أماكن وضع الكاميرا (زاوية التصوير)، من داخل الكادر ومن خارجه، طريقة الإلقاء وطبقات الصوت المختلفة أثناء الكلام، الموسيقى التصويرية وكيفية توليف كل تلك العناصر معا. ولابد من مبرر لاستخدام أي عنصر بطريقة ما، فـالفيلم الروائي ليس مثل الفيلم التسجيلي، فهو فيلم "كاذب" يجب أن يكون متقن الكذب، حتى إذا شاهده البشر صدقوه!

عين على السينما في

27.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)