كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

مادز ميكلسن المرشّح لجائزة "سيزار" لـ"النهار":

لسنا تماثيل من برونز ولكن نمضي حياتنا ننتظر رنين الهاتف

فرنسا / المغرب - هوفيك حبشيان

 

مادز ميكلسن مرشح لـ"سيزار" افضل ممثل عن دوره في "ميشاييل كولهاس" لأرنو ديه باليير. اذا ضاعت منه الجائزة التي توزع على فائزيها مساء غد في باريس، فهناك فرصة اخرى له، من خلف المحيط: جائزة الأوسكار لفيلم "الاقتناص" لتوماس فينتربرغ الذي يتسابق في خانة افضل فيلم أجنبي. وهو الشريط البديع الذي جعله ينال جائزة التمثيل في كانّ عام 2012. الحديث عن ميكلسن لم ينته بعد اذاً. فهذا الرياضي السابق الذي حملته الظروف الى التمثيل في منتصف التسعينات تحت ادارة رفيق الشباب والمجون نيكولاس فيندينغ رفن، من الذين يزودون الشخصية التي يضطلعون بها، جسداً وصوتاً ووجهاً وروحاً وماضياً، فيصير من الصعب في ما بعد اعادة النظر في الشخصية. منذ دوره في "بوشر" الى تقمصه إيغور سترافينسكي ففيزيائي البلاط في دانمارك القرن السابع عشر والشرير في احد افلام جيمس بوند، تمكن ميكلسن من الايقاع بنا في سحر شمولي، مستعملاً لغة جسدية وطاقة كهربائية وعينين مفخختين. هذا كله ساهم في جعله ليس فقط "اكثر الرجال اثارة في الدانمارك" انما موهبة غير قابلة للتصنيف. براغماتي، متحفظ، سريع الحركة، واضح الخطاب، حيواني، بشوش الوجه، بهذه الأوصاف اكتشفتُ الممثل الذي بات على عتبة الخمسين، في لقاءين متتالين جمعاني به، مرة في كانّ ومرة في مراكش. يتحدث ميكلسن عن كل شيء الا عن طفولته في حيّ شعبي في كوبنهاغن. "كلما نقصت معلومات الناس عني، ازدادت فرصتي في اقناعهم بأدواري"، يردف هذا الفايكينغ ذو القلب الكبير.

·        بعدما مثلت بلغتك الأمّ وبالانكليزية، رأيناك اخيراً تمثل بالفرنسية في اقتباس لرواية ألمانية هي "ميشاييل كولهاس"...

- نعم، انها رواية فلسفية ودرامية كتبها هنريش فون كلايست. هذا الفيلم كان تجربة مختلفة، إذ كان عليّ ان امثل بالفرنسية، وهي ليست لغتي الأمّ. استطيع أن انطق بها، ولكن ليس كالألمانية او الدانماركية او الإنكليزية. كنت أمتطي حصاناً طوال الوقت، وأتكلم الفرنسية طوال الوقت. كان تحدياً كبيراً أن أشارك في هذا الفيلم. بدأتُ التمارين قبل شهرين من حلول موعد التصوير، وأصبحنا، نحن فريق العمل، ما يشبه العائلة الكبيرة المتماسكة، حدّ اننا عندما سمعنا المخرج ارنو ديه باليير يقول كلمة "اكشن" في أول يوم لالتقاط المشاهد، قفزنا من التمارين الى التصوير الفعلي بسلاسة لا توصف.

·        هل تشعر بالغربة عندما تمثل في أفلام تاريخية، أو "أفلام حقبة" كما يسمّونها في الغرب؟

- حسناً، لم أشارك في الكثير من الأفلام التاريخية. مثلتُ في "علاقة ملكية" الذي استند الى قصة حقيقية من القرن السابع عشر، واتذكر أيضاً "كوكو شانيل وايغور سترافينسكي" الذي حملني الى بداية القرن الماضي. كان هناك أيضا "الفرسان الثلاثة"، لكن الحقبة التي تجري فيها الأحداث لم تشغلني كثيراً كونه فيلم مغامرات. طبعاً، هناك شيء مختلف في ان تسافر عبر الزمن، ليس على الصعيد التمثيلي، فالتمثيل يبقى على حاله. فليس قليلاً ان تضع قدميك في مرحلة أخرى من التاريخ البشري حيث لا شيء مما نراه حولنا يشبه ما نحن فيه الآن.

·        هل انت راضٍ عما تقدمه حالياً من أدوار وهل تشعر بالإكتفاء بالمرحلة التي وصلت اليها في مسارك؟

- نعم. انا راضٍ تماماً. لم أتوقع يوماً انني سأصل الى حيث وصلت. لم أفكر يوماً انني سأنجز هذا كله. كان حرصي دائماً على ان أقوم بما اراه يتماشى مع رؤيتي للفنّ والحياة، وما اراه مثيراً ومحفزاً ومستجداً. بصراحة أقول لك، لم أفكر يوماً كم سأجني من مشاركتي في هذا الفيلم او ذاك، لذا تراني راضياً عن عملي منذ اليوم الأول لانطلاقي في مهنة التمثيل. أنا سعيد، نعم. طبعاً، لا مانع عندي ان اقبض الأجر مقابل ما اقدمه، ولكن ليس المال محفزي الأول، ويجب ان اشعر دائماً أنني ساهمتُ في ولادة عمل ما، والا صعب عليّ اعتبار نفسي نافعاً.

·        السينما الدانماركية الحالية تشهد طفرة إنتاجية مهمة وتجذب الانتباه، وبعض مخرجيها ذائعو الصيت حتى خارج الدانمارك. ما رأيك بهذا؟

- السينما الدانماركية على هذه الخطى منذ منتصف التسعينات، تاريخ انطلاق موجة "الدوغما". طبعاً، يعود تاريخها الى قبل هذا بكثير. لكن "الدوغما" كانت المنعطف. في ما يتعلق بجيلي، هناك الكثير من السينمائيين وكتّاب السيناريو والممثلين الذين تخرجوا وبدأوا بالتكاتف والعمل معاً بطريقة قوية جداً. السينما الدانماركية الحديثة نتيجة هذا. وجدنا ان هناك لغة مشتركة بيننا؛ كنا نتشارك الأفكار عينها، وكانت لنا المطالب نفسها. لهذا السبب، تجد انها أفلام قوية تحمل في داخلها الطموح والحبّ. من هنا يأتي سر نجاحها الحالي على ما اعتقد. في كل حال، من الخارج تبدو الدانمارك دولة مثالية. لكن الحقيقة مختلفة.

·        هل لا يزال مهماً لك ان تنال الجوائز، بعد جائزة التمثيل التي نلتها في الدورة ما قبل الأخيرة من مهرجان كانّ؟

- نعم، لا تزال الجائزة تعني لي الكثير. آمل أن يصلني المزيد منها (ضحك). لا امثل كي انال جائزة، ولكن يسعدني أن انال بعضاً منها. هذا ضروري لإيغو الممثل ولتزويده بعض الوقود لإكمال العمل الذي باشره. يسعدني ان اسمع احدهم يهنئني على دور أديته، ويرد اليّ الاعتبار، ويسعدني ان اسمعه يقول انه استمتع وهو يشاهدني على الشاشة. ليلة حصولي على جائزة كانّ كانت ليلة اسطورية. لسوء الحظّ كان عليّ المغادرة فقط بعد نصف ساعة على نيلي الجائزة. واستطيع ان أقول انها افادت الجانب "الوقودي" الذي فيّ، بمعنى انها اعطتني دفعاً الى الأمام. لكن لا استطيع ان أجيب الآن عن سؤال ما اذا كانت حاسمة بالنسبة للتطور الذي شهدته مسيرتي بعد ذلك. عموماً، الأفلام التي شاركتُ فيها هي التي عرّفتني الى الناس. ولكن لا اخفي ان صعودي على خشبة المسرح في كانّ كان تجربة انفعالية مذهلة. شعرتُ بإحساس غريب، مع انني عادة اكون انساناً بارداً ومتحفظاً. بقيتُ في كانّ، فيما كان توماس فينتربرغ رحل لأنه كان ينتظر مولوداً. تذكرتُ المرة الاولى رحتُ فيها الى كانّ مع نيكولاس فيندينغ رفن. كان انجز فيلمه الثاني ويريد العثور على موزع له. ثم، بعد 15 سنة، ها نحن في المسابقة الرسمية. هو مع "وحده الله يغفر" وانا مع "ميشاييل كولهاس". مهرجان كانّ شيء لا يقلَّد.

·        ماذا عن الاخراج؟ الا يغويك الانتقال الى خلف الكاميرا؟

- أفكر في الأمر أحياناً عندما أكون واقفاً في موقع التصوير منتظراً مجيء دوري. لطالما انخرطتُ في صناعة الأفلام الدانماركية، وهذه حال معظم الممثلين الدانماركيين. لكن عمل المخرج لا يقتصر فقط على اخراج الفيلم، مهمته أبعد من ذلك بكثير. فالمخرج محاط بسيرك كامل وعليه أن يكون جزءاً منه. شخصياً، لا يهمني هذا في هذه المرحلة من حياتي. لربما انتقل الى الاخراج، عندما يمل الناس فعلاً من مشاهدتي على الشاشة.

·        يقال عن الانتظار في موقع التصوير انه من الأمور المملة والمضنية. الممثل يمضي الكثير من الوقت منتظراً...

- نعم، ولكن هذا عملي. يشبه أن تكون جالساً في مكتبك في الصحيفة التي تعمل فيها في انتظار خبر ما. احبّ المهنة التي أزاولها. لا اعشق بالضرورة ان أكون على البلاتو، ولكن هذا يخدم العمل ولا بدّ منه. هناك الكثير من الناس الذين تريد اللقاء بهم في مهنتنا، والبلاتو يوفر هذا اللقاء. على البلاتو، كلّ يوم هو يوم جديد، وموقف جديد واشخاص جدد. النهار نفسه لن يتكرر. وهذا ما يجعل الممثل يتعلق بهذه المهنة لأنها لا تبعث على الملل والروتين. طبعاً، التجديد متعب في المقابل، لأنه لا يسمح لك بأن تمد رجليك وتعتمد على ما فعلته أمس. فكل يوم يحمل معه قدراً من التحديات...

·        هل تراقب التمثيل مثلاً عندما تشاهد فيلماً؟

- للأسف، نعم، هذا ما يلفتني في المقام الأول. عندما أتأخر عند اداء احد الممثلين، هذا يعني ان هناك شيئا ما ليس على ما يرام. وعندما انسى نفسي وانجرّ خلف الفيلم، هذا يعني ان الأمر إيجابي. ولكن، لا استوحي تقنياتي التمثيلية من التمثيل نفسه، اعني من الممثلين الذين اراهم على الشاشة. في معظم الأحيان، عندما تراقب ممثلاً كبيراً يؤدي دوره، تصفق له بإعجاب كبير، ولكن هذا لا يكفي لمعرفة آلية عمله. هذا لا يكفي لتتعلم كيف تمثل وكيف تصل الى النتيجة التي وصل اليها مَن جاء قبلك. من الصعب معرفة كيف يفعل. كلنا نبلور بعض التقنيات على مر السنين، ولكن لا يمكنك التعويل عليها، لأنها تخذلك أحياناً. على الممثل ان يكون منفتحاً على مدارس تمثيلية عدة. في النهاية، الحياة التي أمامنا والمواقف التي تحشرنا فيها هذه الحياة هما الينبوع الأفضل. هذه أشياء تتغير كل يوم. وربما، عندما أبلغ التسعين من العمر، آتيك بجواب افضل واكثر دقة. أداة الممثل منه وفيه. مهما يكن حجم المشاعر التي في داخلنا، يجب ان تكون لنا القدرة على توظيفها جسدياً وفكرياً. أؤمن أيضا ان مهنة التمثيل جسمانية. في التمثيل، لا تهم اي تقنية تستخدم. ليس هناك اي شيء مجرد في التمثيل. اؤمن فقط بالتحضير: ان تمتطي حصاناً، ان تتخلص من وزن زائد، الخ.

·        ايهما تفضل: ان يمنحك المخرج الكثير من التعلم ام القليل منها؟

- القليل. دائماً القليل. الأمر أشبه بأن تقول للولد ماذا يصح فعله. اذا تكلمت كثيراً، فسيتيه ولن يعرف ماذا يفعل. اذا كنت على الموجة نفسها مع المخرج، فلن تحتاج بينكما الى الكثير من الكلام. التوجيهات مهمة اذا بدأت أذهب مثلاً في الاتجاه الذي لا يريد المخرج أن يأخذ الفيلم اليه. ولكن ان يقول لي متى اجلس ومتى انهض ومتى انظر في ذلك الاتجاه، فهنا أقول "لا". هذا مرفوض عندي. عندما اتحضر لدور ما، احب ان اكون محامي الشيطان. اضع نفسي في مكان المتفرج، واطرح كل الأسئلة التي قد تخطر على باله. ولكن عندما يبدأ التصوير اتعامل مع الدور بغريزية واحاول الا اقول اي شيء.

·        إذاً، انت لا تستطيع أن تعمل مع سينمائيين طغاة، يعانون من هوس السيطرة على كل شيء والتحكم بكل مفاصل العمل...

- اطلاقاً. لا مصلحة لي في ذلك. لا اعتقد انه يمكن العثور على مخرج كبير يكون ديكتاتورياً. لا أعتقد ان سكورسيزي متسلط مثلاً؟ هل هو كذلك؟ لا اعرف. على كل حال، سأعطيه فرصة اذا اتصل بي. اعتقد ان تجربة مختلفة ستخرج من التعاون مع شخص مثله. لستُ متشبثاً برأيي اثناء العمل، ولكن أحب أن أكون طرفاً فاعلاً في صناعة الفيلم.

·        ماذا عن التمثيل في ادارة مواطنك الأشهر لارس فون ترير؟

- عندي شروط اذا اراد العمل معي. علينا التعاون والنقاش والانصات أحدنا إلى الآخر. لا اقبل ان اكون مجرد لون في عالمه. ولا اقبل ان اكون دمية في يد اي مخرج. طلبني مرة، لكن كان لديّ ارتباط. ربما في المرة اللاحقة.

·        نراك تتنقل بإنسجام كبير من فيلم مؤلف الى بلوكباستر هوليوودي...

- نعم، أحب التنوع. وهكذا سأبقى. ولكن، لا تعتقد ان القرار في يد الممثل. نحن لا نملك الا خيار القبول او الرفض...

·        مَن هي مرجعيتك الكبرى في التمثيل؟

- هناك ممثلون كثر، من الصعب الاكتفاء بواحد فقط. بعضهم يبرع في مجال معين وبعضهم الآخر تراه يتفوق في مجالات عدة. افضّل الا اذكر أسماء. افضل ان اتكلم عن افلام. "سائق التاكسي" لسكورسيزي شكّل صدمة كبيرة لي عندما شاهدته. في هذا الفيلم، ادركتُ كم الشخصية يمكن ان تكون شريرة وطيبة في الوقت نفسه. ادركتُ كم الالتباس مهم.

·        لستَ من الممثلين الذين ينحازون الى السياسة ويغرقون في وحولها، أليس كذلك؟

- لا ارى ان هذا واجبي. لكني لستُ ضد. اذا أراد ممثل فعل ذلك، فهذا خياره وهو حرّ. لا اعتقد أيضا ان على الممثل ان يكون صاحب سلوكيات أفضل من سلوكيات أغلب البشر. لسنا تماثيل من برونز. حتى لاعب الكرة، من غير المفروض أن يتصرف كما يريد الآخرون ان يتصرف. نحن بشر عاديون، نخطئ كالجميع. اجد ان من الظلم ان يكون كلامنا مسموعاً أكثر من كلام غيرنا، لمجرد ان هناك كاميرا مصوّبة في اتجاهنا، في حين هناك ربما ناس آخرون لديهم اقتراحات افضل ولكن ليس أمامهم كاميرا. الحكايات الإنسانية التي تراها في الأفلام شيء والسياسة شيء آخر. الأدوار التي اجسدها ليست بالضرورة تعبيراً عن وجهة نظري. عندي رأيي السياسي الخاص، انا شخص مسيس جداً. ولكن احتفظ به لنفسي. كنت دائماً أسأل نفسي: لماذا على الشعب الاستماع الى شخص لمجرد انه معروف؟ ماذا لو تفوّه بحماقة؟

·        ما الذي يثير امتعاضك في العالم الذي نعيش فيه الآن؟

- كل شيء. نعم، كل شيء. ولكن علينا الاستمرار. على الحياة أن تسير الى الأمام...

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

27.02.2014

 
 

النوري بوزيد | تونس «ما تموتش»

نور الدين بالطيب/ تونس 

يموت عازف الأكورديون الأعمى في الشارع بعدما عاش بلا اسم ولا هوية، ويدفن في قبر مجهول، بينما تحمل عائشة وزينب الأكورديون لتواصلا العزف في أزقة تونس العتيقة. تلك هي الحكاية التي تتصاعد بالتوازي مع الحكاية الأساسية لشريط النوري بوزيد «ما نموتش» الذي يعرض ضمن «شهر الفرنكوفونية» في لبنان. لدى عرضه في «أيام قرطاج السينمائية»، مثّل الفيلم حدثاً بارزاً ككل أعمال النوري بوزيد الذي اشتهر بإدانته للإسلاميين والسلطة منذ باكورته «ريح السد» و«صفائح من ذهب» في الثمانينيات.

أحداث «ما نموتش» تجري في مدينة تونس العتيقة، وتحديداً في حي «القصبة»، المركز السياسي الرسمي الذي ارتبط بحكومات تونس المتعاقبة، ثم اشتهر باعتصام القصبة ١ و٢ الذي أنهى رسمياً حكم بن علي. وعرفت تونس العتيقة باحتضانها لكل الأديان من مسلمين ويهود ومسيحيين، وتحتضن أيضاً جامع «الزيتونة» المعروف بالجامع الأعظم وأول جامعة في العالم العربي والإسلامي.

في حي القصبة تعيش عائشة (سهير بن عمارة) وزينب (نور مزيو) اللتان شاركتا في الثورة. عائشة فشلت في علاقة عاطفية، فأصيبت بحالة حزن وإحباط، وتفرّغت لتربية شقيقتيها بعد رحيل الأم. أما زينب فتعيش مع عائلتها التي تحيطها بالحنان، وترتبط بإبراهيم (لطفي العبدلي)، رجل الأعمال المقيم في فرنسا. يجمع الحجاب الفتاتين، فإبراهيم يفرض على خطيبته ارتداء الحجاب للتقرب من القوة السياسية الجديدة الصاعدة التي يمثّلها حزب «النهضة» الاسلامي، فيما تلجأ عائشة الى الحجاب لمواجهة خوفها الباطني من المجتمع، ما يسبب أزمة اقتصادية لصاحب محل الحلويات الذي تعمل فيه، باعتبار أنّ شكلها الجديد يؤثر سلباً في إقبال الزبائن. أما حبيبها حمزة، شقيق زينب والسجين السياسي في عهد بن علي والإسلامي المتطرف، فيتحول الى رجل هادئ يبحث عن حياة بسيطة بعد نهاية حكم بن علي.
حكاية الشريط لا تنتهي هنا. فقد عمد بوزيد الى بناء حكاية موازية على هامش البناء الدرامي، وهي حكاية عازف الأكورديون الأعمى (أدى الدور النوري بوزيد نفسه) الذي يعيش وسط المدينة ويعثر عليه ميتاً في الشارع، فيدفن في قبر بلا هوية، في دلالة على غربة الفن في مجتمع محافظ. ورغم النهاية المأسوية، تحمل زينب وعائشة الأكورديون، وتلقي عائشة بحجابها بعيداً وتنطلق في أزقة المدينة العتيقة على إيقاع الغناء، في رسالة الى المتطرفين أنّنا «لن نموت مهما كان مستوى القمع والديكتاتورية والفاشية والإرهاب».

الأخبار اللبنانية في

27.02.2014

 
 

رسالة سينمائية يوجّهها جورج كلوني إلى «سارقي التاريخ»

«رجال الآثار».. انتصار آخر على هتـلــــر

عُلا الشيخ – دبي 

السؤال الذي قد يختلف على إجابته كثيرون، وكان الأساس الذي بُني عليه فيلم جورج كلوني الجديد «رجال الآثار»، ويعرض حالياً في دور السينما المحلية بعد عرضه في مهرجان برلين السينمائي الأخير: هل يمكن التضحية بروح بشرية مقابل إنقاذ لوحة عمرها آلاف السنين؛ خصوصاً ونحن نعيش يومياً قصص سرقات وهدم الآثار عبر الصواريخ في سورية، وفي مدينة حلب تحديداً؟

الإجابة ستختلف، لكن الظروف التي جعلت من سبعة أفراد من الضباط المختلفين في الرتبة والجنسية، ما بين أميركية وفرنسية وبريطانية، أن ينتظروا موافقة على الطلب الرسمي الذي قدمه قائدهم (فرانك) إلى الرئيس الأميركي حينها (روزفلت) لقبول تشكيل فرقة عسكرية، أفرادها متخصصون في الفن؛ لإنقاذ اللوحات المسروقة من قبل المحتلين النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية، يضع المشاهد أمام شعورين: أولهما، تصديق الرغبة الحقيقية من قبل هؤلاء في إنقاذ تلك المسروقات التي تعتبر تاريخاً حضارياً لشعوبها، والثاني هو محاولة البحث عن انتصار لهؤلاءن بعد أن تحولوا إلى إداريين أو موظفين عاديين بعد الحرب العالمية الأولى، وها هو هتلر يتخبط واقترب سقوطه، فبحثوا عن حجة ربما ليرتدوا البزة العسكرية مرة أخرى، ويكون لهم دور في انتصار من نوع آخر على هتلر الذي سقط نظامه فعلاً.

مرحلة الإقناع

الفيلم الذي لاقى هجوماً حاداً من قبل النقاد، خصوصاً بعد عرضه في مهرجان برلين السينمائي الماضي، قام ببطولته مخرج الفيلم جورج كلوني، ومات ديمون، وكيت بلانشيت، وهويبونفيل، وبيل موراي، وجان دوجاردان، وجون غودمان، وبوب بالابان، وديمتري ليونيداس. حاول كلوني أن يقدم نموذجاً لفرقة عسكرية لا تريد المشاركة في القتال هذه المرة، بل تريد بسبب شغفها بالفن والجمال أن تنقذ اللوحات والمنحوتات الفنية التي يعود تاريخها لآلاف السنين، مؤكداً من خلال العبارات والمشاهد أن إنقاذ لوحة لا يقل عن إنقاذ روح بشرية، وهنا قد يختلف الكثير على هذه المعادلة، فالبناء قد يعاد إحياؤه من جديد، حتى الفنون مازالت قادرة على تجديد نفسها ما دامت الألوان موجودة.

المشهد الأول من الفيلم يسلط الضوء على فرانك، الضابط الأميركي، وهو يحاول إقناع الرئيس الأميركي بتشكيل فرقة من الضباط السابقين للذهاب الى أوروبا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اللوحات الفنية والمنحوتات التي يسرقها هتلر، يتعرض فرانك لأسئلة كثيرة من قبل الرئيس (روزفلت)، أهمها: «هل تتحمل المسؤولية إذا ما قتل فرد من الفرقة؟ وهل سيكون الجواب حاضراً لديك؟ فيجيبه: «نعم». وينطلق لتشكيل فرقته مستعيناً بضابط فرنسي (جاين كلاود)، وضابط بريطاني (دونالد)، إضافة إلى الضباط الأميركيين، على رأسهم (جايمس، وريتشارد، ووالتر، وبريستون)، ويجمع هؤلاء اختصاصهم بمختلف الفنون.

بعد الموافقة الرئاسية ينطلق فرانك وجايمس، وهما الأعلى رتبة بين الفريق للقاء الفرقة العسكرية، وجميعهم يشكرون فرانك على هذه الفرصة، وهنا يظهر الشغف بارتداء البزة العسكرية مرة أخرى، لاسيما في المراحل النهائية لوجود هتلر على الأرض، يصلون إلى (النورماندي)، وهي من المناطق الفرنسية التي تحررت، ويقوم فرانك بفتح خريطة يتوقع فيها المناطق التي من الممكن إيجاد مسروقات فنية فيها، ويقسم المهمة إلى ثلاث فرق تراقب مناطق عدة، لكن مهمة نائبه جايمس، هي الوصول إلى (كلير) التي تعد من أكثر النساء معرفة بتاريخ الفنون، وهي الشاهدة على أكبر سرقات حدثت أمام أعينها، حتى إنه تم اعتقالها من قبل حكومة ديغول التي اتهمتها بالخيانة، لكن جايمس يخرجها لأنه يعي تماماً ما تخبئه هذه المرأة.

حياتكم أهم

بعد أن ينطلق كل فريق إلى مهمته يشدد عليهم القائد (فرانك) أن حياتكم أهم، بمعنى أنه إذا ما شعرت بأنك مهدد بالموت لا تجازف، وهكذا تبدأ كاميرا كلوني بإدخال المشاهد إلى حياة هؤلاء الذين بعد أن كبروا في السن عادوا لهذه المهمة، تاركين عائلاتهم ومن يحبهم في ما اعتبره الآخرون مجازفة، بين هؤلاء البريطاني (دونالد) الذي فقد الثقة بعد الحرب العالمية الأولى وأصبح سكيراً غير منتج، وليس مدعاة فخر لأبويه، لكن ما يحدث معه سيغير مجرى كبيراً في طريقة تعاطي الفريق الذي يشعرك أنه آتٍ إلى نزهة، فهو أول من يضحي بحياته من أجل الفن، ويحدث هذا في بلجيكا، حيث تمثال العذراء مريم تحضن ابنها، وكان يطلق عليه تمثال (مادونا)، يقصد دونالد الكنيسة، فيرى التمثال، يكتب عنه لأبيه في رسالة، يقول له إن التمثال بخير، وهو آتٍ للكنيسة ليحذرهم من النازيين الذين باتوا الآن يسرقون الفن، وقبيل إنهاء رسالته يدخل ضباط من النازيين فعلاً، يختبئ دونالد، ويسمع آلية إنزال التمثال في حضرة صمت القساوسة هناك، فيجهز مسدسه، الذي يسمعه أحد الضباط النازيين، فيتواجهان، طلقة منه تصيب ذراع الضابط النازي، الذي يردي دونالد قتيلاً، ودمه يسيل على الرسالة التي تصل إلى أبيه، والتي باتت تحفيزاً آخر للفرقة على البحث عن المسروقات، خصوصاً تمثال (مادونا).

مشاهد

يحتوي الفيلم الكثير من المشاهد الزائدة، والتفاصيل التي لم تضف إلى الحكاية معنى، وحتى الأداء بالنسبة للأسماء المذكورة لم يكن الأفضل، مقارنة بأدوار سابقة، باستثناء بلانشيت التي أدت دور كلير، التي كانت تعمل سكرتيرة لضابط فرنسي متعاون مع النازيين من خلال تسهيل سرقات فن بلاده، وأخذ البعض منها إلى منزله، بعد انتصار فرنسا وخلعه بزته العسكرية. كلير كانت على ثقة بأن مديرها عميل ومستفيد، إذ شاهدت صفقاته، ودونت كل شيء بحرفية عالية، وكان هذا التدوين هو الملاذ الأخير للفرقة العسكرية التي اعتمدت عليه في معرفة كل لوحة وقطعة فنية عائدة إلى أي بلد، وقد وصلت الفرقة إلى ألمانيا، وإلى غرفة اجتماعات هتلر، التي يتوسطها مجسم لحلم هتلر في شكل ألمانيا الكبيرة القادمة، ومن ضمن المشروعات متحف حمل اسمه، ما أكد كل شكوكهم بضلوع النازيين في سرقة التحف.

الحقد النازي لم يتوقف فقط عند زهق أرواح أكثر من نصف مليون إنسان، بل تعداه إلى أمر بحرق كل المسروقات الفنية التي تمت تخبئتها في مصانع الفحم والذهب والنحاس، كان أمراً هتلرياً، فبعده لا يريد أن يعرف العالم حضارة بلدانهم، وتاريخها، يريدهم هائمين على وجوههم، وقامت بالفعل فرق نازية بتنفيذ الأمر على الرغم من معرفتهم أن هتلر أصبح في خبر كان، وأن النظام النازي سقط. في هذه الأثناء يموت الضابط الفرنسي من قبل جنود نازيين، وتفقد الفرقة روحاً أخرى.

البطل الأميركي

لم يبتعد كلوني كثيراً عن إظهار البطل الأميركي الذي يتحدى الصعاب ويتفوق دائماً، حتى إن اللذين ماتا من فرقته ليسا بأميركيين، بل فرنسي وبريطاني، يصل جايمس أخيراً إلى ألمانيا ومعه كتاب كلير، تبدأ الفرقة في الكشف عن أماكن المسروقات من منجم إلى آخر، هذا بعد تعطيلها لشاحنات كبيرة كانت محملة بالمسروقات أيضاً، استطاعت الفرقة أن تنقذ خمسة ملايين قطعة فنية، وفي مشهد لا يمكن وصفه إلا بالسياسي الذي يسقط أحداث الأمس على الحاضر، تمثل باللحظات الأخيرة قبيل وصول الروس إلى المنطقة التي خصصت لهم، وكان فرانك مصراً على إيجاد تمثال (مادونا) الذي ضحى الضابط البريطاني دونالد بحياته من أجل حمايته، وبالفعل يجده في اللحظات الأخيرة، حيث قرر تفجير منجم، وبطريقة الأفلام الأميركية التي تعتمد على الخيال، وضعت حواجز أمام الفرقة الروسية، ودخلت الفرقة المنجم، واستطاعت بالفعل إنقاذ قطع فنية كثيرة في الدقيقة الأخيرة، ومن بينها تمثال (مادونا)، وعندما وصل الروس إلى المكان وجدوا علم أميركا معلقاً على باب المنجم، وهذه هدية أميركا لهم، حسب ما قاله فرانك في الفيلم «تركت لهم تذكاراً بسيطاً». تنتصر الفرقة، ويقف فرانك مرة أخرى أمام الرئيس روزفلت يعرض عليه ملف إنجازات الفرقة التي أنقذت أكثر من خمسة ملايين قطعة فنية، وبعد أن انتهى حديثه قال له روزفلت: «فقدت الفرقة ضابطين من أجل هذه المهمة، هل تقنعني أنه وبعد 30 عاماً سيتذكرهما العالم»، لينتهي الفيلم مع نيك كلوني، والد جورج كلوني الذي لعب دور فرانك في سن متقدمة، مصطحباً حفيده، ليجيب عن سؤال روزفلت بـ«نعم».

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

27.02.2014

 
 

"The Monuments Men" يصل مصر

كتب- محمد فهمى: 

أطلقت شركة يونايتد موشن بيكتشرز اليوم، في دور العرض فيلم The Monuments Men، والذي يدور حول سرقات القطع الفنية خلال الحرب العالمية الثانية، ويشهد عودة جورج كلوني إلى كرسي المخرج.

بلغت إيرادات الفيلم بعد أول عطلة نهاية أسبوع من إطلاقه في أميركا 22 مليون دولار أميركي، ليحتل المركز الثاني في شباك التذاكر، ويصبح صاحب أضخم افتتاح لفيلم يقوم بإخراجه جورج كلوني، واستمرت إيرادات الفيلم في التزايد حتى وصلت 84 مليون دولار أمريكي ليصبح الفيلم الأقوى على الإطلاق تحقيقاً للإيرادات للمخرج جورج كلوني.

The Monuments Men هو فيلم أكشن مقتبس من قصة حقيقية حول البحث عن أعظم كنز في التاريخ، ويركز على العالم الحرب العالمية الثانية، حيث كلف الرئيس فرانكلين روزفلت سبعة من مديري المتاحف ومنظمي المعارض ومؤرخي الفن، بالذهاب إلى ألمانيا من أجل إنقاذ روائع فنية سرقها النازيون، بهدف إعادتها إلى أصحابها الشرعيين، وهي مهمة مستحيلة في ظل وجود تلك القطع الفنية وراء خطوط العدو وقت سقوط النازية، مع أوامر للجيش الألماني بتدمير كل شيء.

كيف يمكن لهؤلاء الرجال أن يصبح لديهم أمل في النجاح وكل منهم يعرف عن مايكل أنجلو أكثر من معرفته بالأسلحة النارية؟ The Monuments Men، أو رجال الآثار كما يُطلق عليهم، سيجدون أنفسهم في سباق مع الزمن لتجنب تدمير 1000 سنة من الثقافة، وسوف يخاطرون بحياتهم من أجل حماية أعظم إنجازات البشرية والدفاع عنها.

يشهد فيلم The Monuments Men شراكة ناجحة ومستمرة بين كلوني وجرانت هيسلوف، والتي خرجت من تحت يدها أفلام Leatherheads ،The Ides of March وآخرها Argo الذي فاز عنه الثنائي بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وبالإضافة إلى إنتاج الفيلم فقد تشارك كلوني وهيسلوف في كتابة سيناريو The Monuments Men أيضاً.

يضم فريق عمل فيلم  The Monuments Menالعديد من النجوم، منهم جورج كلوني، مات دامون، بيل موراي، كيت بلانشيت، جون جودمان، جان دوجاردن وهيو بونيفيل، وقد أطلقت الفيلم في دور العرض هذا العام شركة يونايتد موشن بيكتشرز كبرى شركات التوزيع السينمائي في العالم العربي والوكيل الرسمي سينمائياً لتوزيع أفلام شركة فوكس للقرن العشرين الأميركية في مصر.

الوفد المصرية في

27.02.2014

 
 

62 عاماً على رحيلها عزيزة أمير رائدة السينما المصرية

كتب: المصري اليوم 

تظل عزيزة أمير، أو مفيدة محمد غانم، أول رائدة سينمائية فى العالم العربى، ولم يقتصر عطاؤها على التمثيل، وألفت وأنتجت وأخرجت، ويعود إليها الفضل فى تأسيس السينما المصرية، وكان فيلمها «ليلى» عام 1927 إعلانا لميلاد بطل جديد للسينما المصرية، وترسيخ لمفهوم وطنى حاول استثماره، طلعت حرب، بعد ذلك وهو شعار «ابن بلدك أولى بفرشك»، ونجح الفيلم بشكل كبير، وبدأت عزيزة أمير مسيرتها الفنية مع فرقة رمسيس المسرحية، التى أسسها يوسف وهبى، الذى اختار لها اسمها الفنى (عزيزة أمير) ولم يقف دعمه لها وتشجيعها عند حدود منحها انطلاقتها الأولى، وإنما كتب لها خصيصا مسرحية الجاه المزيف، عام 1925، ثم قدمت بعد ذلك مسرحيتى آرسين لوبين وأولاد الذوات، وفى 1926 قامت بإنتاج أول فيلم سينمائى طويل بعنوان نداء الرب من إخراج الفنان التركى وداد عزمى، وقدمت بعد ذلك فيلمها ليلى، الذى شاركت فيه بالإخراج والتمثيل والمونتاج.

وفى 1929 ألفت فيلم بنت النيل، بطولته عباس فارس، وأنتجت عددا من الأفلام الصامتة، أدت إلى إفلاسها، وعند افتتاح الفرقة القومية المصرية عام 1935 لعبت دور البطولة فى مسرحية الافتتاح (أهل الكهف)، لتوفيق الحكيم، وخاضت التجربة الإنتاجية هى وزوجها (أحمد الشريعي) الذى مول لها فيلم (نداء الله)، ولعبت هى دور البطولة.

وعندما ظهرت الأفلام الناطقة قدمت 20 عملا سينمائيا؛ منها بسلامته عايز يتجوز، مع نجيب الريحانى وعدد من الأفلام مع زوجها محمود ذوالفقار منها بياعة التفاح، ونادية، وآمنت بالله، وفى مجال التأليف قدمت16 عملا، كان من أشهرها ابنتى، عودة طاقية الإخفا، وقسمة ونصيب وتميزت أعمالها بالجرأة فى مواجهة قضايا المجتمع مثلما فى فيلمها ليلى، تعرضت لمعاناة المصريين من تحكم الأجانب فى حياتهم، وتعبيرا عن إعجابه بهذا الفيلم، قال لها طلعت حرب: لقد حققت ما لم يستطع الرجال أن يفعلوه.

وتروى سيرتها، إنها ولدت فى دمياط وهناك رواية أخرى مفادها، أنها ولدت فى طنطا يوم 17 ديسمبر 1901 وقضت طفولتها فى الإسكندرية، ثم نزلت إلى القاهرة، والتحقت بالمدرسة، لكنها لم تكمل دراستها، وامتدت مسيرتها الفنية من 1927 حتى 1952 ومن أفلامها «بياعة التفاح» و«وادى النجوم» و« شمعة تحترق» و«قسمة ونصيب».

واقتحمت عزيزة عالم الكتابة السينمائية بمشاركة «محمود ذو الفقار» فى أفلام «الورشة» و«عودة طاقية الإخفاء» و«خدعنى أبى» كما قامت بإخراج فيلمين هما «بنت النيل» و«كفرى عن خطيئتك» وشاركت فيهما بالتمثيل والتأليف، ومن أفلامها، آمنت بالله وقسمة ونصيب ونادية وفتاة من فلسطين وفوق السحاب وهدية والفلوس وابنتى وحبابة ووادى النجوم وابن البلد وليلة الفرح وبنت النيل، ورحلت الرائدة عزيزة أمير عن عالمنا منذ 62 عاما فى 28 فبراير 1952.

المصري اليوم في

27.02.2014

 
 

عن المشهد السينمائي في رأس الخيمة: مهارات وتجارب

صناعة التأملات

الشارقة (الاتحاد) 

إذا اعتبرنا أن السينما هي مجاز بصري يشتبك فيه التعبير الفني للكاتب والمخرج والممثل، مع ديناميكا الصورة ومتطلباتها، فإن هذا المجاز لا ينفصل عن البيئة الصادرة منه والحاضنة له أيضاً. وعند التطرق للحراك السينمائي المضطرد والمتنامي لدى عدد كبير من السينمائيين الشباب في رأس الخيمة، فإن علينا أن نبحث عن جذور ومسببات ومنابع هذا التوهج الفني الذي جعل من الأفلام السينمائية التي يتصدى لها سينمائيو رأس الخيمة هي الأكثر تميزاً، والأكثر توهجاً، وفوزاً بالجوائز في المهرجانات والمحافل السينمائية المحلية والخليجية، وحتى العربية والإقليمية.

فخلال السنوات العشر الماضية، أصبح لكتاب ومخرجي السينما في رأس الخيمة رصيد إبداعي يمكن الإشارة إليه بقوة، والرهان عليه كأحد الروافد المهمة والمغذية للمشهد السينمائي الأوسع في الإمارات، ويبدو أن أصداء المكان والعزلات الفارهة فيه، واحتفاظ المعالم العمرانية القديمة في رأس الخيمة بحضورها الطازج وتأثيرها النوستالجي والاستعادي الحميمي، هي عناصر غالبة هنا، ومهيمنة على النسق السردي والتكوين الجمالي للأفلام التي ينتجها مبدعو رأس الخيمة، وفي ذهنهم المتّقد بالأخيلة، ملمح واضح عن إمكانات الصورة السينمائية وتأثيرها التفاعلي والسحري لدى المتلقي.

أسماء وأفلام

خلال السنوات العشر الفائتة كان الفيلم القادم من رأس الخيمة هو العنصر الأكثر تأثيراً وإثارة للنقاش، عندما كان يعرض في مسابقة أفلام من الإمارات، أثناء البدايات السينمائية الواعدة بالمجمع الثقافي بأبوظبي، وبالتحديد في العام 2001، وبالتوازي مع ظهور طاقات سينمائية مبشرة احتضنتها هذه المسابقة بإشراف مؤسسها ومتبنيها الشاعر والسينمائي الإماراتي المبدع مسعود أمر الله، وكانت مشاركة سينمائيي رأس الخيمة في المسابقة مشتملة على ميراث بصري وحكائي خصب، هو صنيع تأملات فردية، ومفردات شعبية، وعلائق اجتماعية ممتدة وعريقة بين سكان رأس الخيمة وبين طبوغرافيا البيئة المحيطة، وبكل ثرائها وتنوعها، في الجبال والصحاري والسواحل ووسط الحواري والفرجان القديمة، والأحياء الحديثة الخارجة من ضباب الصحراء ومن الغناء الشجي للنهّام القديم، الساهر على وجع البحر، كان حضور هذه الأفلام محمياً أيضاً بنكهة ثقافية ريّانة ومكتنزة، هذا إذا اعتبرنا أن السينما هي بنت تجربة حياتية حافلة، وهي مخاض لانتباهات واعية وخبرات مؤسسة على التعاطي مع فنون تتحرك في أفق تخيلي لاهب وفتّان ومدهش، كما في فنون القصة والرواية والمسرح والتشكيل والموسيقا وغيرها، ومن هذا المعطف الثقافي الواسع الأردان والأشبه بجبة الساحر، المتحكم في قانون الإغواء والتأويل البصري، خرجت أسماء سينمائية لافتة من رأس الخيمة، وفي توجهات عدة تدخل في صميم الاشتغال والعمل السينمائي، سواء في السيناريو، أو الإخراج، أو التصوير أو تصميم المشاهد أو المكساج والمونتاج، ونذكر من هذه الأسماء وليد الشحي، وعبدالله حسن أحمد، وناصر اليعقوبي، وحمد الحمادي، وحمد صغران في مجال الإخراج، وأحمد سالمين، ومحمد حسن أحمد في مجال كتابة السيناريو، وأحمد حسن أحمد المتخصص في تصميم السينوغرافيا السينمائية، مع مشاركة فاعلة من المخرجين أنفسهم في عمليات التصوير والمونتاج السابقة واللاحقة في التسلسل الإجرائي والفني اللصيق بصناعة الفيلم.

قدم هؤلاء السينمائيون أفلاما روائية قصيرة وتسجيلية ما زالت عالقة في الذاكرة السينمائية المحلية، وكان لها دور كبير في صياغة حالة فنية مشجعة وبيئة جاذبة للأجيال الجديدة، ولطلبة وطالبات الإعلام في كليات التقنية برأس الخيمة، ونذكر من هذه الأفلام: «بنت مريم»، و«آمين» و«أحمد سليمان»، و«الفستان» و«ريح» و«حارسة الماء» و«باب» و«تنباك» و«الفيل لونه أبيض» و«مساء الجنة» و«سبيل» و«آخر ديسمبر» و«بصيرة» وغيرها من الأفلام التي تجاوزت وبحماس فني كبير، ضفة الفكرة إلى ضفة الفعل، وكان الناتج حقلا بصريا ماتعا وموفورا على حكايات وتلاوين مشهدية ناطقة بصوت المكان ومعبرة عن هوية عميقة كجذورها، ومنفتحة على فضاء الحداثة والمعاصرة أيضاً.

تواصل الفنون

ولا يبدو هذا المناخ البصري الخاص جداً، والمبثوث في الفيلم شعراً ونثراً وسرداً، وكأنه مناخ منفصل عن أركيولوجياً الجسد الثقافي في رأس الخيمة، ولا يبدو كذلك معزولاً ونائياً عن جغرافيا الحنين، الذي تمنحه البيئة والطبيعة بكرم وسخاء بالغين.

لم ينفصل السينمائيون في رأس الخيمة عن روايات ومرويات وانطباعات علي أبو الريش مثلاً، والذي أرّخ لجماليات المكان ورجفة الروح وسحر الخرافة الشعبية في رأس الخيمة، كما لم يؤرخ لها أحد من قبل، وبكل هذا المخزون اللغوي المكتمل بجذوة الشعر والسرد معاً، لم ينفصل سينمائيو رأس الخيمة عن قصيدة التفاصيل المرهفة في شعر أحمد العسم، أو في قصص الراحل جمعة الفيروز المتوّجة بشهوة الأسطورة، من أول البحر إلى آخر الجبل، لم تنفصل السينما هنا عن الرحلات التوثيقية الشاهقة والمستحيلة التي تصدى لها الباحث عبدالله عبدالرحمن وهو يطارد ذاكرة كبار السن وحفريات الجن ومسالك الطفولة اللامرئية، والذاهلة في فردوس المتاهة والحلم.

الحديث عن المشهد السينمائي في رأس الخيمة له أن يقودنا أيضاً إلى بدايات ظهور هذا الفن الإشكالي الصادم، في فترة عرفت الكثير من التحولات الاجتماعية وظهور القوافل السينمائية، ودور العرض التجارية مثل (سينما النخيل)، خصوصا في حقبة الستينات وما تلاها من سنوات شهدت حراكا ثقافيا وتعليميا ساهم في ولادة جيل توّاق للمعرفة، أسس للعديد من الظواهر الإبداعية في رأس الخيمة، وكان لهذا الحراك المضطرد أثر مطبوع في تكريس أسماء لامعة حملت على عاتقها مسؤولية الحفاظ على الوعي التنويري في المكان، وتهيئة الأجيال القادمة للاستزادة من هذا الوعي التنموي الجديد والمختلف والطموح.

نقاش وجدل

وللتعرف أكثر على تفاصيل هذا الحراك السينمائي المتنامي والمتميز في رأس الخيمة، التقى «الاتحاد الثقافي» مجموعة من الشباب المشتغلين في هذا الحقل الفني الشائك والفاتن في آن واحد، وفي منطقة ما زالت تحتفظ بمعالمها البكر وبطموحات سينمائية تتجاوز سقف الحلم، وفي هذا السياق يشير المخرج وليد الشحي ـ الذي يعمل حالياً على تنفيذ فيلمه الروائي الطويل الأول له بعنوان «دلافين» ـ إلى أن خصوصية الحركة السينمائية في رأس الخيمة ناشئة أساسا من النقاش والجدل المثمر بين السينمائيين وبين الأسماء الثقافية الراكزة هناك، سواء في حضورهم الشخصي وتجاوبهم وتفاعلهم مع هذه النقاشات، أو من خلال إبداعاتهم الموثقة في مجالات القصة والرواية والشعر وإسهاماتهم المسرحية كذلك، خصوصاً ـ كما أوضح الشحي ـ أن المسرح في رأس الخيمة ظل هو الرافد المهم لاكتشاف الممثلين وجذبهم إلى حقل السينما والوقوف أمام الكاميرا السينمائية التي يختلف التعاطي معها، مقارنة بالأداء على الخشبة أو أمام كاميرا التلفزيون.

وأكد الشحي أن التنوع البيئي والجغرافي في رأس الخيمة، واحتفاظ الأحياء الشعبية بطابعها القديم، ووجود هذا الأفق المفتوح الذي لم تحجبه قامات الإسمنت العالية، هي عناصر ساهمت وبشكل مؤثر في تحول رأس الخيمة إلى ديكور طبيعي ضخم جذب الكثير من صناع السينما في الإمارات لتصوير أفلامهم في مناطقها المختلفة، خصوصا إذا كانت هذه الأفلام تتناول قصصا تراثية قديمة، أو مستوحاة من الحكايات الشعبية الموثقة أو الشفهية، وأضاف الشحي بأن هذا الزخم الإنتاجي، جعل الكثير من شباب رأس الخيمة الطموحين للعمل في السينما يتعرفون على تفاصيل هذه المهنة وأسرارها وخباياها، ومن هنا ـ كما قال ـ ظهرت فكرة تكوين مجموعات سينمائية مستقلة تضم عددا من المبدعين المتناغمين في الرؤى والأفكار، لإنتاج أفلام قصيرة في البداية، تكون بمثابة اختبار لهذه الحساسية الجديدة في المكان ولدى الشباب أنفسهم، وذكر منها مجموعة «أجراس» ومجموعة «فراديس» التي ما زالت إلى اليوم تقدم أفلاماً متميزة وناضجة وتسعى لتقديم أفكار ترويجية للسينما وخصوصا للفيلم السينمائي الطويل، والذي يشهد حاليا ـ وكما نوه الشحي ـ حضوراً ملموساً من خلال مشاريع يتم التحضير لها للمشاركة في المهرجانات السينمائية القادمة.

روح الفريق

ويرى المخرج الشاب حمد الحمادي المنتمي للجيل الثاني من السينمائيين في رأس الخيمة، أن العمل السينمائي المتواصل في المكان هو نتاج لعمل روح الفريق بين محبي هذا الفن الطليعي، بحيث يتحول كل مشروع سينمائي جديد إلى احتفالية إبداعية وإلى مختبر حقيقي يجمع كاتب السيناريو والمخرج والممثلين والتقنيين وكذلك المتطوعين من أبناء رأس الخيمة ومعهم أيضا طلبة وطالبات كليات التقنية، وهو الأمر الذي شبهه الحمادي بالوصفة السينمائية الخاصة التي لا نجدها في المشاريع السينمائية الأخرى بالمنطقة، والتي غالبا ما يتم الاستعانة فيها ـ كما قال ـ بشركات الإنتاج الأجنبية والكوادر الفنية التي لا تعرف شيئا عن خصوصية وهوية المكان.

وأشار الحمادي إلى أن وجود فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة كان له تأثير واضح في تطوير الحركة السينمائية، وتنمية مهارات ومعارف الشباب الشغوفين بهذا الفن، خصوصا من جهة تخصيص الاتحاد في مبناه القديم قسما خاصا للسينما كانت تعرض فيه الأفلام العالمية وتقام فيه الندوات السينمائية، وكان تدور تحت سقف المبنى ـ كما أشار الحمادي ـ نقاشات مثمرة حول هذه الأفلام وحول الأبعاد الثقافية والجمالية للفيلم، وكيفية توظيف القصص وتحويلها إلى حكايات بصرية مشوقة على الشاشة.

أرضية متينة

أما المخرج ناصر اليعقوبي، فيحيل أسباب تميز الفيلم الذي يتصدى له الشباب السينمائيون في رأس الخيمة إلى وجود أرضية ثقافية متينة ساهمت في وجود همّ حقيقي لتفعيل دور السينما في هذا المشهد الإبداعي العام، موضحا أن الإمكانات البسيطة في بداية العمل السينمائي بالإمارة لم تشكل عائقا أمام السينمائيين للبحث عن منافذ إنتاجية بديلة تدعم هذا الحراك المتواصل والذي رافقه في بداياته ـ كما يقول اليعقوبي ـ الكثير من الجهود الشخصية والتضحيات الذاتية، والتي ساهمت اليوم في بلورة الكيان الناضج والطموح لهذه السينما.

وأضاف اليعقوبي إن ظهور مشروع «فيللا سينما» في العام لماضي برأس الخيمة، كان نتاجا لهذا الحماس المتواصل في خلق بيئة مناسبة للسينمائيين في رأس الخيمة كي يتواصلوا تحت مظلة واحدة، وفي مكان بات أشبه بخلية النحل ـ كما وصفه ـ للتباحث والنقاش حول وسائل تنفيذ وتمويل المشاريع السينمائية الجديدة، سواء المشاريع المقدمة من السينمائيين المخضرمين أو من قبل طلبة التقنية. وثمن اليعقوبي دور الشيخ المهندس سالم بن سلطان القاسمي الرئيس الفخري لفيللا سينما الذي يدعم ماديا ومعنويا المشاريع الفيلمية الجديدة، والتي يسعى من خلالها السينمائيون في رأس الخيمة ـ كما أوضح اليعقوبي ـ إلى إيصال أصواتهم وإبداعاتهم إلى متذوقي ومتابعي الفن السابع، سواء في المهرجانات المقامة في الإمارات، أو في المحافل السينمائية الخارجية.

الإتحاد الإماراتية في

27.02.2014

 
 

نيللى كريم:

أنتظر «الفيل الأزرق» بفارغ الصبر.. وأتحدى نفسى فى «السجانة»

السينما بخير ولن تنهار وقادرون على العمل وسط الظروف الصعبة

كتب : نورهان طلعت 

بعد النجاح الذى حققته نيللى كريم فى مسلسل «ذات» العام الماضى، تعيش حالة من النشاط الفنى فى الدراما والسينما، وفى هذا الحوار تتحدث «نيللى» عن أولى بطولاتها مع كريم عبدالعزيز فى فيلم «الفيل الأزرق»، وعن أول عمل تاريخى لها فى الدراما وهو مسلسل «سرايا عابدين» أمام يسرا وغادة عادل، وعن استمرارها فى التعاون مع المخرجة كاملة أبوذكرى، والمؤلفة مريم ناعوم فى مسلسل «سجن النسا» الذى تخوض به ماراثون السباق الرمضانى المقبل.

ما الذى جذبك فى «الفيل الأزرق»؟

- رواية «الفيل الأزرق» لأحمد مراد عمل أدبى جيد لاقى رواجاً كبيراً منذ طرحه، وقد أعجبت الرواية كل من قرأها، وبالتالى عندما عُرض علىّ الدور كان لدىّ خلفية عنه ووافقت على الفور، بالإضافة إلى أن الدور مختلف عما قدمته من قبل، وهو ما أسعى إليه باستمرار، وأجسد فى الفيلم دور فتاة تواجه العديد من التحديات والصعوبات فى حياتها بسبب شقيقها، وتحاول التغلب على هذه المتاعب طوال رحلتها فى الفيلم.

قدمتِ مسلسل «ذات»، وهو عمل روائى للكاتب صنع الله إبراهيم، وفيلم «الفيل الأزرق» فى السينما لأحمد مراد، فهل تنجذبين أكثر للأعمال الأدبية؟

- هذا الأمر ليس مقصوداً، لكن هذه الأعمال تحتوى على رؤية عميقة، وكثيراً ما نجد أعمالاً روائية تستحق التنفيذ وننقلها فى السينما والتليفزيون، لكن فى الوقت نفسه الأهم من أن يكون العمل مأخوذاً من عمل روائى أو لا، هو أن تتم صناعته بشكل محترم وجيد ويضيف للممثل وفريق العمل.

هذه هى المرة الأولى التى تتعاونين فيها مع كريم عبدالعزيز، فكيف كان التعاون بينكما؟

- أكثر من رائع، وقد سعدت بالتعامل معه هو وخالد الصاوى أيضاً، وأتمنى تكرار العمل معهما مرة أخرى، وأعتقد أننا صنعنا عملاً جيداً تحت إشراف المخرج مروان حامد، وأنا بالفعل محظوظة فى هذا العمل لتعاونى معهم.

هل أزعجك تأجيل عرض الفيلم؟

- مثل الجمهور أريد عرض الفيلم فى أقرب وقت لمشاهدته، لكن ليس بيدى شىء، لأن المنتج هو أكثر شخص يمكنه تحديد الموعد المناسب لطرحه، وانتظار هدوء الأوضاع السياسية فى مصر.

وماذا عن فيلم «يوم للستات» الذى تتعاونين فيه للمرة الثانية مع نفس فريق عمل فيلم «واحد صفر»؟

- تعاونى مع المخرجة كاملة أبوذكرى، وإلهام شاهين وأحمد الفيشاوى فى «يوم للستات»، جاء للتأكيد على نجاحنا فى «واحد صفر»، لكن بأسلوب وفكر جديد، فالفيلم يتحدث عن «ستات» فى حارة شعبية يسعين نحو التحرر من قيود المجتمع، وذلك بقضاء يوم واحد بأحد مراكز الشباب المجاورة لهن، وهو اليوم الوحيد الذى يحاولن فيه أيضاً الابتعاد عن الأعباء التى تلازمهن طوال الأسبوع، بالإضافة إلى أن الفيلم ملىء بالكثير من المشاكل والأحداث الدرامية.

رغم استعدادك لتقديم أكثر من فيلم فإن البعض يدّعى أن السينما المصرية فى أسوأ حالاتها، فما رأيك؟

- أرفض ذلك، صحيح أننا لا ننكر أن السينما فى الوقت الحالى لم تعد مثل السنوات الماضية ونشاطها قل، لكننا ورغم الظروف السياسية الصعبة التى نمر بها ما زلنا قادرين على تقديم أفلام جيدة مثل فيلم «لا مؤاخذة» الذى بدأ عرضه مؤخراً، فالفيلم قُدم بمستوى جيد واستطاع تحقيق إيرادات معقولة، وهناك محاولات من بعض المنتجين لاستمرار السينما ومحاربة هذا الانهيار.

تشاركين يسرا وغادة عادل فى مسلسل «سرايا عابدين» فما الذى جذبك إلى هذا العمل؟

- من حسن حظى أن هذا هو التعاون الثانى بينى وبين مخرج العمل عمرو عرفة، بعد عملنا معاً فى فيلم «زهايمر»، وبالتالى فأنا أعرفه جيداً وأعرف طريقة عمله، بالإضافة إلى إعجابى الشديد بسيناريو العمل الذى كتبته هبة مشارى، كما أن وجود يسرا التى أعشقها، والعلاقة الجيدة التى تجمعنا، شجعنى على المشاركة به، إضافة إلى انجذابى لشخصية «جولنار» الفتاة الشركسية وزوجة الخديو التى سنرى علاقتها بالقصر وبمن حولها.

سمعنا أن بعض بطلات العمل تحدثن باللهجة التركية، فهل تتحدثين بها أنت أيضاً؟

- لا، لم أتحدث بهذه اللهجة لأن أصولى ليست تركية، لكن ظن البعض أن أغلب أبطال العمل يتحدثون بها بسبب حديث يسرا فى جزء من البرومو بهذه اللهجة، لكن هذا يتم فى مشاهد قليلة بالعمل.

وهل يضايقك عرض المسلسل خارج الموسم الرمضانى؟

- هذه الأمور لا تشغلنى، فأنا أترك ذلك لشركة الإنتاج المسئولة عن العمل، وإيجاد موعد العرض المناسب له، وفى النهاية فإن العمل الجيد سيحقق النجاح فى أى وقت يُعرض فيه.

وما الجديد الذى تسعين لتقديمه فى «سجن النسا»؟

- دائماً ما أسعى نحو أعمال مختلفة ولا أكرر أدوارى، فدورى فى «678»، يختلف عن «ذات»، وأقدم فى «سجن النسا» شخصية «السجانة» وهذا الدور يُعتبر تحدياً كبيراً بالنسبة لى، علماً بأنى لم أقترب من هذه الشخصية من قبل، بالإضافة إلى أننا نقدم فى المسلسل العديد من المشكلات والقضايا التى تواجه طبقات اجتماعية مختلفة، مع عرض لقصص إنسانية لكن بأسلوب مختلف تماماً.

الوطن المصرية في

26.02.2014

 
 

المخرج محمد رمضان..

الحاضر الغائب في حفل تأبينه بدار الأوبرا

كتب : رنا علي 

"حواس الإنسان الخمس هي التي تشعر وتجبر النفس على التحرك والإحساس، محطمة كل حواجز وفواصل الوحدة والركود" تلك كانت الرسالة الرئيسية التي قدمها المخرج الراحل محمد رمضان، أحد ضحايا عاصفة سانت كاترين الثلجية خلال فيلمه القصير "حواس"، والذي كان من المقرر عرضه يوم الأربعاء الماضي بعد عودة رمضان من الرحلة، لكن القدر لم يمهل المخرج العشريني الفرصة، ما دفع مجموعة من المثقفين والإعلاميين لإقامة حفل تأبين داخل قاعة سينما الحضارة بمركز الهناجر في دار الأوبرا تخليدا لذكرى الضحايا، وعرض الفيلم ضمن مجموعة أفلام تعرض داخل الدار.

ومن المقرر أن يبدأ التجمع في السادسة والنصف من مساء اليوم أمام دار الأوبرا، قبل بداية العرض للمشاركة في وقفة صامتة بالشموع؛ تخليدا لذكرى المخرج الشاب محمد رمضان، الذي راح ضحية انهيار الدولة التام، بحسب مصطفى الكيلاني، منظم الفعالية "رمضان دايما كان بيحب يكون متواجد في الأوبرا يتابع كل جديد، وهيبقى في أكبر تجمع من الفنانين والإعلاميين وكل الناس اللي تضامنت مع ضحايا سانت كاترين لتكريمهم بشمعة وحضور العرض".

ويؤكد "كيلاني" أن الوقفة ستكون صامتة ويُمنع فيها ترديد الهتافات المناهضة لإهمال الدولة، "مش عاوزين مزايدات سياسية وتحويل مسار وهدف الوقفة الأساسي وهو تخليذ ذكرى رمضان، بدون ولا كلمة لأن لا المكان ولا الوقت يناسب الآراء ولا الأهواء السياسية، إحنا في مكان ثقافي فني فقط لا غير".

الوطن المصرية في

26.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)