كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

محمود عبدالمغنى:

«النبطشى» أعادني للسينما وأخذني من التليفزيون

كتب: سعيد خالد

 

لن يشارك الفنان محمود عبدالمغنى فى دراما 2014، رغم قراءته لأكثر من سيناريو، رافضا ذكر أسباب اعتذاره عن تلك الأعمال، مشيرًا إلى أنه قرر العودة إلى السينما لأنها الأساس بالنسبة له، ويحضر حاليًا لفيلم بطولته يحمل اسم «النبطشى»، إخراج إسماعيل فاروق.

وبعيدا عن الفن، فإن عبدالمغنى أعلن دعمه للفريق السيسى، لكنه رافض فى الوقت نفسه تشويه من ينافسه على كرسى الرئاسة.

وإلى نص الحوار:

لماذا قررت ألا تتواجد فى دراما هذا العام؟

- نعم، قررت ذلك، وأراه شيئًا طبيعيًا، يخضع للنصيب.

وماذا عن السينما؟

- غبت عن السينما أكثر من 3 سنوات، كنت أبحث خلالها عن سيناريو جيد، وعرض علىّ فيلم يحمل عنوان «النبطشى»، من إخراج إسماعيل فاروق، وتأليف محمد سمير مبروك، وإنتاج نيوسينشرى، ومن المقرر أن نبدأ تصويره خلال أيام.

ألا تخشى نوعية الأعمال التى تعتمد على الأفراح والغناء؟

- السيناريو هو أساس الاختيار بالنسبة لى، وبصراحة محمد سمير كاتب عمل فى منتهى الإبداع، يتناول شخصية «النبطشى» وهو من أصعب الشخصيات التى أجسدها فى مشوارى الفنى، وأجتمع مع المخرج إسماعيل فاروق يوميًا للتحضيرات والعمل على السيناريو، والفيلم قائم على الأفراح الشعبية لكن بشكل سينمائى حياتى، دون مبالغة لأننى أرفضها فى كل أعمالى، وأعتمد على الواقعية.

كيف تحضر لهذه الشخصية؟ ومتى يعرض الفيلم؟

- التقى حاليًا عددا من الشخصيات الحقيقية وأحضر أكثر من فرح شعبى، حتى أتعرف على تكوين الشخصية، فى الشكل، الملابس، أسلوب الكلام، والحركة، والتعامل مع الآخرين، وأتمنى أن أقدمها بشكل جيد، خاصة أنها شخصية قليلا ما يتم تجسيدها فى الأفلام، وبخصوص موعد العرض فهو فى يد الشركة المنتجة، وأتوقع أن يكون فى موسم نهاية العام أو العيد الصغير.

بعيدا عن الفن، كيف تقرأ الوضع السياسى فى مصر؟

- مصر تعانى العديد من الأزمات والتحديات، خاصة فيما يخص الأمن والاستقرار، والنهوض بالاقتصاد، والسياحة، والتعليم والصحة، ومحاسبة كل من أخطأ من الإخوان، وفى رأيى أن الرئيس القادم عليه الاستماع إلى مطالب الشعب، وتحقيقها بأقصى سرعة، وأن يحمل مشروعا قوميا ينهض بمصر التى ذكرها الله ويحميها من كل شر.

ومن ترشحه للرئاسة؟

- المشير السيسى الأنسب لإدارة مصر فى هذه الظروف الحرجة، ويحظى بشعبية ضخمة، و«الناس شاورت عليه» ومنحته الثقة، وساندته فى حربه ضد الإرهاب، والقضاء على الإخوان، الشعب محتاجه، ويرون فيه القائد العسكرى القوى، القادر على تحقيق طموحاتهم، كما أنه من حى الجمالية، ويدرك جيدًا جميع مشاكل الشارع، وأعتقد أن وجود منافسين له على صناديق الاقتراع شىء إيجابى، وبالتالى اتباع سياسة التشويه مرفوض، وعلى الجميع احترام ذلك.

المصري اليوم في

26.02.2014

 
 

أول ظهور لسيف أبوالنجا منذ «امبراطورية ميم».. و«خالد» اقتبس شكله في «فيلا 69»

كتب: حاتم سعيد

ظهر المهندس سيف أبوالنجا، شقيق الفنان خالد أبوالنجا، في عزاء والدتهما، في دار مناسبات مسجد عمر بن عبدالعزيز، الثلاثاء، ويعد هذا هو الظهور الإعلامي الأول للفنان لـ«أبوالنجا» الكبير، قبل أن يعتزل الفن.

كان ظهور «سيف» المولود عام 1950، لأول مرة عام 1972 من خلال تجسيده لشخصية «مصطفى» في فيلم «إمبراطورية ميم»، أمام الفنانة فاتن حمامة، ورغم إنتاج الفيلم في حقبة السبعينيات، إلا أن البعض اعتقد لفترة أنه خالد أبوالنجا، نظرًا للتشابه الكبير بين الشقيقين.

ويبدو أن «خالد» اقتبس مظهره في فيلمه الأخير «فيلا 69»، من مظهر شقيقه، حيث أطلق لحيته، وصبغ شعره باللون الأبيض، تمامًا كما ظهر «سيف» في العزاء.

كان «سيف» تزوج من الفنانة نجلاء فتحي، وأثمر زواجهما عن ابنتهما «ياسمين»، قبل أن ينفصلا.

نجلاء فتحي ويسرا وليلى علوي وإلهام شاهين وبسمة في عزاء والدة خالد أبوالنجا

كتب: حاتم سعيد

تلقى الفنان خالد أبوالنجا، العزاء في وفاة والدته، مساء الثلاثاء بدار مناسبات مسجد عمر بن عبدالعزيز، بمصر الجديدة.

كان في مقدمة الحضور الفنانة نجلاء فتحي، الزوجة السابقة لشقيق الفنان خالدأبوالنجا، التي تعد الفقيدة «جدة ابنتها» ياسمين.

وحرص عدد من الشخصيات العامة والفنانين على تقديم واجب العزاء، منهم: محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، والفنانون: سامح الصريطي، ليلى علوي، يسرا، وإلهام شاهين، نجلاء بدر، آسر ياسين، سامي مغاوري، بسمة، المؤلف تامر حبيب، المنتج محمد حفظي، وأروى جودة، والمخرجان محمد خان وخيري بشارة، والإعلامية بوسي شلبي، والكابتن عادل هيكل حارس مرمى النادي الأهلي الأسبق.

المصري اليوم في

26.02.2014

 
 

انضم إلى أقوى 5 أفلام في شباك التذاكر الأمريكي

عودة الرومانسية للسينما العالمية بفيلم "حب بلا نهاية"

كتبت - حنان أبوالضياء

يبدو أن رواية «سكوت سبنسر» التى أنتجت في عام 1981 وأثارت جدلا كبيرا بسبب المشاهد الجريئة بها.. ستحقق نفس النجاح فى النسخة الجديدة منه.

وربما يحظى أبطالها بشهرة البطلة السابقة بروك شيلدز ومارتن هيويت وكان من إخراج الإيطالي فرانكو زيفيرلي، وفى الواقع كان أجمل ما فى الفيلم أغنية ديانا روس وليونيل ريتشي endless love التى أخذ منها اسم الفيلم الحالى الذى استطاع أن ينضم إلى أقوى 5 أفلام في شباك التذاكر الأمريكي في أسبوع عرضه الأول بإيرادات بلغت أكثر من 13.4 مليون دولار أمريكي.
فيلم «Endless Love» من بطولة أليكس بيتيفير (Magic Mike) وجابريلا وايلد (The Three Musketeers)، يشترك في البطولة أيضًا جويلي ريتشاردسون، بروس جرينوود وروبرت باتريك، وتقوم بإخراجه شانا فيستي مخرجة الفيلم الموسيقى الحاصل على ترشيح للأوسكار «Country Strong». ويعرض الفيلم الآن في دور العرض المصرية. ومن منطلق أن قصص الحب المليئة بالمشكلات والأحزان هي الأقوى، والأكثر قدرة على الاستمرار رغم كل الصعوبات التي توضع في طريقها، وكل مشكلة أو خطر يواجهه الحب إلى حب مستمر لا نهاية له، ويعطيه القوة التي تجعله حباً بلا نهاية.

والفيلم قصة حب تشبه الثنائي الجديد روميو وجوليت هذا العصر، جيد وديفيد فتاة مميزة وفتى ذو كاريزما عالية يقعان في الحب الذي يغير كل منهما، ولكن الآباء لا يعجبهم هذا التهور وهذا الحب وهما في مرحلة المراهقة، ويحاولون بكل الطرق تفريقهما، خاصة وأن الفارق الاجتماعي بينهما كبير، ولكن قوة الحب بينهما لم تقف أمام هذه الخرافات التي يضعها الآباء، فبعد شهور من التخرج من المدرسة الثانوية تلتقي جيد الفتاة ذات المستقبل الباهر بالشاب ديفيد الذي يخطف قلبها، رغم أنه شاب يكافح ويعمل وهو طالب له ماضٍ مضطرب، ولكنه يقع أيضاً في حبها، قصة حبهما تصطدم بمحاولات والدها لتفريقهما والسيطرة على ابنته، بينما والدتها الرومانسية تشجعها محاولة تعويض ما فقدته في زواجها، وخلال صيف واحد لا ينسى يتحدى الاثنان كل القوانين والتقاليد ويقرران أن يحددا مستقبلهما معاً وألا يتخليا عن بعضهما، جيد فتاة بلا خبرة وحزينة على موت شقيقها بعد معاناة مع مرض السرطان، وكانت منطوية جداً على نفسها لأن والدها صار يحميها أكثر من اللازم ويضعها في قفص ذهبي خوفاً من فقدها هي الأخرى، مما جعلها تخسر روح المراهقة، بينما ديفيد شاب ذو خبرة ولديه تاريخ غير جيد، مما يجعل والدها يحارب بشدة لإنهاء علاقتهما التي يرى أنها خطأ كبير، ولكن ديفيد في الحقيقة رأى في جيد فتاة حزينة تستحق الحياة ويحاول أن يخرجها مما هي فيه، لترى جمالها الحقيقي وإشراقها، ويقوم بتشجيعها لترى أن لها حرية، ويمكن أن تقع في الحب ويكون لديها ثقة في نفسها والقدرة على تغيير حياتها، فيصبح ديفيد هو الأمير الذي أنقذ الأميرة من النوم الهادئ ويعيد لها شبابها وحيويتها، لتستطيع جيد في النهاية أن تقع في الحب وتعيش حياتها.

استلهمت فكرة الفيلم من رواية سكوت سبنسر التي نشرها في عام 1979 وصارت ضمن الكتب الأكثر مبيعاً وجلب هذه الرواية لرواد السينما الشباب في القرن الـ 21 من خلال سكوت ستوبر وباميلا عبدى، وعلى الرغم من أن هذه القصة تم استهلاكها في الكثير من الأفلام إلا أنهما أرادا هذه المرة أن يظهرا قوة الحب الذي لا يقف أمامه أي شيء، وتقول باميلا «عندما تحدثت مع سكوت عن تقديم هذا الفيلم، كنا نظن أنها ستكون فكرة جيدة أن يكون معنا جوش شوارتز وستيفاني سافاج، اللذان يمكن اعتبارهما ملكا وملكة هذا النوع من أفلام المراهقين، لقد قدما روائع في هذه النوعية، ومن هنا بدأنا العمل على الفيلم لتقديم قصة معاصرة عن أول حب في سن المراهقة»، بينما يقول سكوت «أعتقد أن هذه وسيلة رائعة لاستكشاف اثنين من الناس لديهما صعود وهبوط في قصة حبهما الأول، حيث إن المرة الأولى التي تشعر بها بتلك المشاعر، يجعلك الحب تكتشف من أنت». بينما يعترف جوش شوارتز أن التحدي الذي واجهه هو ضمان تقديم فيلم رومانسي يواكب العصر الحالي ويحافظ في ذات الوقت على الميلودراما الكلاسيكية لقصص الحب، وعن الفيلم يقول «عملت مع ستيفاني لفترة طويلة، ونحن نحب الدراما الكلاسيكية في سن المراهقة، وعندما تحكي قصة عن المراهقين ترى أن كل شيء أصبح على المحك وكأنها حياة أو موت، فأردنا خلق قصة في العصر الحديث تعد ملحمة حب لديها قوة قصة روميو وجوليت».

وقد اختار جوش وستيفاني كاتب السيناريو جوشوا سافران لكتابة سيناريو الفيلم وقد عملا معاً من قبل لسنوات في عدة أفلام، في حين أن رواية سبنسر لديها عناصر سياسية أكثر إلى حد ما وأكثر قتامة من الفيلم، وأصبح المنتجان ممتنين لما فعله جوشوا بالسيناريو وطريقة السرد، وتقول ستيفاني عن ذلك «جوش ذكي وكاتب عاطفي رائع، ونحن نحب لمسته في الأفلام، وكنا نعرف أنه سوف يفهم العالم الذي تعيش فيه جيد وعائلتها المنكوبة بفقد أحد أبنائها، وسيظهر ذلك جيداً في السيناريو، والذي يساعد الجمهور في فهم شخصية وتكوين ديفيد هذا الشاب غير المترابط والذي يأتي في حياتهم ويشعل قلب ابنتهم».

بعد ذلك جاء وقت اختيار مخرج العمل، ووقع الاختيار على المخرجة شانا فيست، وعن ذلك يقول جوش «لدى شانا إحساس كبير بهذه النوعية من الأفلام، وفهم لهذه التركيبة من الشخصيات، والأهم من ذلك أنها دائماً ما تتذكر فترة المراهقة وتستغل كل ما عاشته في تدعيم قصص الأفلام»، بينما تقول ستيفاني «أخرجت شانا فيلمين كانا رائعين، خاصة مع الممثلين الشباب حيث تخرج أفضل ما لديهم، وكنا نعلم أنه إذا كانت معنا في الفيلم، فإنه سيكون فيلماً رائعاً كما نريد، يكفي أنها تشعر بكل مشهد في الفيلم ولديها دفء يظهر فيما تقدمه». بينما تقول شانا عن مشاركتها في الفيلم «كنت أرغب في إخراج هذا الفيلم لأنني أردت أن أصنع قصة حب معاصرة، فقد وقعت على الفور في حب فكرة تقديم فيلم عن قصة الحب الأول وإعادة اكتشاف هذا الإحساس وأن أوجه رسالة إلى مئات وآلاف الشباب من هذا الجيل، مضمونها أن الحب فرصة رائعة ولابد أن تتحلوا بالشجاعة في الحب الأول، وقد أردت أن تكون للفيلم نهاية سعيدة وأن يفوز الحب، لأن الحب الحقيقي موجود وأن الحب الأول يكون خاصاً جداً ومميزاً وقوياً جداً».

وجاءت بعد ذلك مرحلة العثورعلى الممثلين الشباب الموهوبين الذين يمكن أن يوفروا الكيمياء الأساسية لدوري جيد وديفيد، حيث كان هذا أكثر ما يشغل صناع الفيلم هو العثور على ممثلين لهذين الدورين، وقد وجدوا ذلك في الممثلين أليكس بيتيفير وجابريلا وايلد، وعن ذلك يقول شوارتز «أول مرة رأينا أليكس وجابرييلا على الشاشة  كان الجميع يدرك تماماً الكيمياء الخاصة بينهما، فشعرت بالحب بالفعل بينهما وبجانب أنهما جذابان للغاية، فكان هناك حب حقيقي بينهما»، ويرى شوارتز أن الفضل يعود في ذلك إلى المخرجة التي قامت بعمل رائع مع الممثلين في فترة التدريب لتجعلهما منفتحين معاً وليشعر الجمهور بالحب بينهما، ويضيف شوارتز «لقد أمضت شانا الكثير من الوقت في البروفات مع أليكس وجابرييلا لمساعدتهما على صياغة مشاعرهما بهذا الصدد وانفتاحهما ليس فقط مع بعضهما البعض، ولكن أمام الكاميرا أيضاً، إنها تخلق نوعاً من التحدي للممثلين وتتحلى بالصبر لتجعلهم يقدمون أفضل ما لديهم».

كجزء من التدريبات والبروفات جعلت المخرجة أليكس وجابرييلا يقضيان الكثير من الوقت معاً والمشاركة في الكثير من التمارين الممتعة، منها الرقص والغناء، حتى عندما بدأ التصوير كانا منسجمين جداً معاً، وتؤكد المخرجة أن الاثنين يحترمان ويساندان بعضهما البعض، وهو ما يحتاجه أي فيلم يدور عن قصة حب، وتقول المخرجة عن أليكس «إنه رومانسي جداً، وما أدهشني في أول مرة التقيت به هو كونه منفتحا جداً في الحديث عن الحب، وأنه مازال يبحث عن الحب الحقيقي رغم إن كل الشباب في سنه 23 عاماً لا يتحدثون بصراحة عن الحب، وهذا ما أعجبني به، فشخصية ديفيد رومانسية جداً ويرى أنه يستحق الحب، وأليكس نفس الشيء، ولهذا كان قادراً على نقل هذه المشاعر على الشاشة»، بينما يقول أليكس على دوره: «لقد قمنا بالكثير من التمارين المثيرة للاهتمام، والتي ساعدتنا كثيراً أثناء التصوير، «شانا» مخرجة رائعة كانت مثل الدليل الذي يقودنا طوال الوقت، فقد منحتني نظرة جديدة في كيفية التواصل مع الذين أشاركهم التمثيل».

بينما تقول شانا عن جابرييلا: «جيد فتاة رائعة الجمال بشكل مذهل، وجابرييلا كذلك، وأفضل ما في جابرييلا أنها تعرف متى وكيف تظهر جمالها، وقد رأيتها أثناء التمارين والبروفات، ورأيت أنها قريبة جداً من شخصية جيد، فهي خجولة جداً وجميلة ومنطوية بعض الشيء، وقد استمتعت بالفعل بجابرييلا وهي تؤدي شخصية جيد، فهي ممثلة مذهلة»، ويعترف صناع الفيلم أن جابرييلا بالفعل كانت رائعة حيث لديها جمال خاص يخطف القلوب والأنظار، ولكنها في الحقيقة خجولة جداً وهادئة، مما جعلها الأمثل لأداء شخصية جيد، ويؤكد صناع الفيلم أن أفضل ما حدث هو أن شانا قد أطالت فترة البروفات والتمارين، وشجعت فريق العمل على الخروج معاً للتعرف أكثر على بعضهم، مما ساعد في تعزيز الأمر أمام الكاميرا، وصار الجميع أصدقاء ويعرفون الكثير عن بعضهم.

الوفد المصرية في

26.02.2014

 
 

اليوم.. سينما الفرن يستعيد نشاطه بـ"فرش وغطا"

كتب- محمد فهمى: 

يعود اليوم مركز درب 1718 للثقافة والفنون المعاصرة إلى عروضه السينمائية المتميزة من خلال برنامج سينما الفرن بالتعاون مع شركة MAD Solutions، حيث تنطلق العروض الجديدة بالفيلم الروائي فرش وغطا للمخرج المصري أحمد عبد الله السيد، في السابعة والنصف مساءً.

"فرش وغطا" من تأليف وإخراج أحمد عبد الله السيد ومن بطولة آسر ياسين، ويحمل الفيلم تجربة جديدة على السينما المصرية باعتماده على أدنى حد من الحوار بين شخصياته مع التركيز على الحكي من خلال الصورة، في إطار يعتمد على الشكلين الوثائقي والروائي، وتدور أحداثه حول هروب أحد المسجونين خلال الأيام التي تلت 28 يناير 2011، وما تلاها من فتح للسجون وانهيار للأمن، حيث يقوم ياسين بدور هذا السجين الذي ينتقل بين عدد من أحياء القاهرة التي تعاني من التهميش.

وبعد مشاركاته في العديد من مهرجانات السينما العالمية، عُرض فرش وغطا في دور العرض المصرية بنجاح في 7 شاشات، وحقق رقماً قياسياً في الإيرادات بالنظر إلى عدد شاشات عرضه، حجم الحملة الدعائية ونوعية الفيلم، وهو ما تناولته الصحافة العالمية والعربية في وقتها.

كان فرش وغطا قد فاز بـجائزة أنتيجون الذهبية لأفضل فيلم روائي في مهرجان مونبلييه لأفلام البحر المتوسط بفرنسا في نوفمبر 2013.

كما نافس الفيلم في مهرجان أبوظبي السينمائي ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، بالإضافة إلى مهرجان لندن السينمائي التابع لـمعهد السينما البريطاني، حيث كان الفيلم العربي الوحيد الذي شارك بـالمسابقة الرسمية لهذا العام، وكان مهرجان تورنتو السينمائي الدولي قد استضاف العرض العالمي الأول للفيلم في سبتمبر 2013، وقد شارك في عدد من المهرجانات الدولية، وأقيم عرضه الأول في الولايات المتحدة الأميركية في 4 ديسمبر تحت رعاية معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة.

ويشارك في التمثيل بالفيلم عمرو عابد، محمد ممدوح، سيف الأسواني، يارا جبران ولطيفة فهمي، وقد تم تصوير مشاهد الفيلم بالكامل في أماكن حقيقية في منشية ناصر والقاهرة القديمة، وقد ساهمت في الإنتاج شركة مشروع، وهي شركة قام بتأسيسها المخرج أحمد عبد الله السيد بالتعاون مع الممثل آسر ياسين بطل الفيلم، والسينارست والمنتج عمر شامة مؤلف فيلم بعد الموقعة.

وكان أحمد عبد الله السيد قد بدأ مهنته السينمائية من خلال غرفة المونتاج، حيث شارك في عدة أفلام كان أبرزها فيلم عين شمس، ثم قدم في 2010 أول أفلامه هليوبوليس الذي يدور حول مجموعة قصص تحدث في حي مصر الجديدة القاهري، ثم قدم فيلم ميكروفون عن فرق مستقلة تقدم الموسيقى والفنون على هوامش مدينة الإسكندرية، وقد تم اختيار الفيلمين للعرض من خلال مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.

كان برنامج سينما الفرن قد عرض بمركز درب 1718 للثقافة والفنون المعاصرة العديد من الأفلام البارزة للمخرجين العرب مثل الفيلم الوثائقي 4 نساء من مصر للمخرجة تهاني راشد، وفيلم الجمعة الأخيرة للمخرج يحيى العبد الله، والوثائقي مرسيدس للمخرج اللبناني هادي زكاك، والروائي الطويل عَشّمْ للمصرية ماجي مرجان.

الوفد المصرية في

26.02.2014

 
 

"فبراير الأسود"..

شاشة السينما المصرية تنطق بمأساة سانت كاترين

القاهرة - الأناضول 

"فبراير الأسود" فيلم مصرى كان يحلو للبعض وصفه بالمبالغة والفانتازيا الفنية وربما التمادى فى جلد الذات؛ إلى أن جاء بالفعل "فبراير الأسود".

وفى 14 فبراير، وقعت فى منطقة "سانت كاترين" (شمال شرق مصر) كارثة طبيعية أودت بحياة أربعة شباب مصريين الأسبوع الماضى أثناء رحلة جبلية شهدت هبوب عاصفة ثلجية نادرة الحدوث.

ووجه ذوو الضحايا ونشطاء وهيئات مصرية انتقادات شديدة للحكومة المصرية واتهموها بالتقصير تجاه تأمين مثل هذه الرحلات "لأنه ليس بين الضحايا أجانب"، فيما ردت السلطات المصرية بأن "الطبيعة الجغرافية لا تصلح مطلقاً لهبوط الطائرات، وبالتالى فشلت عملية الإنقاذ".

وهذا الواقع المؤلم عبر عنه الفيلم فى 159 دقيقة بكوميديا سوداء تسخر من الواقع الذى يعيشه المصريون، فشقيق بطل الفيلم "صلاح "حاصل على دكتوراه فى مجال الكيمياء شرح فيها كيف يمكن تحويل بكتيريا الهواء إلى طاقة تكفى استهلاك كل محافظات مصر؛ أما زوجته (عصمت) "فحاصلة على دكتوراه فى كيفية تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة أكبر من السد العالى بـ25 مرة، ومع ذلك تضيق عليهما مصر بما رحبت فيضطران إلى عمل مشروع صغير لمقبلات الطعام (المخللات) للعيش منه.

وبالتأكيد لم تكن هذه صدمة هينة على باحثين بهذا الحجم، فلجآ لطبيب نفسى نصحهما بضرورة ربط قيمة العلم بكل مناحى حياتهما مهما كان هذا الأمر شاقا حتى لا يصابا بالجنون، وفى محاولة منهما لتنفيذ نصيحته أطلقا على مشروعهما "طرشى (مخلل) نيوتن" نسبة إلى العالم الفيزيائى الشهير إسحق نيوتن.

أما بطل الفيلم (حسن) فهو أستاذ جامعى مؤمن أن دوره هو تعليم الناس كيف يوقدون الشموع بدلا من أن يلعنوا الظلام؛ وفى سبيل ذلك لا يكف عن دعوة طلابه للإيمان بأن مصر أجمل بلدان العالم وبأنه من رغم كل السلبيات "فيها حاجة حلوة"، لكن الطلاب يردون على حديثه بابتساماتهم الساخرة، فيقرر أن يدعوهم لرحلة سفارى مع أسرته إلى الواحات لاكتشاف الوجه الآخر من مصر الجميلة.

وعلى خلفية موسيقية تفوح بالأمل ظل أبطال الفيلم طوال الألف كيلومتر التى سافروها يستمتعون بجمال الواحات من حول سياراتهم؛ ويوقفون السيارة متأملين المكان لعلهم يشبعون من سحر الطبيعة المحيطة بهم.

ولكن الوجه القبيح للطبيعة بدأ يكشر عن أنيابه لهم وضربتهم عاصفة ترابية شديدة بعثرت كل أشيائهم، بل وأجسامهم حتى دفنتهم فى أسفل موجة رمال متحركة ولم يبق منهم على سطح الأرض سوى رؤوسهم المنهكة.

اقتراب الموت لهذه الدرجة لم يجعل بطل الفيلم يفقد إيمانه بعظمة دولته وظل يطمئن أسرته بأن الحكومة لن تتركهم أبدا؛ وما أن انتهى من جملته إلا وبدا لهم بالفعل سيارة دفع رباعى تقترب منهم؛ بدأ الأمل يدب فى قلوب أبطال الفيلم مع ضحايا العاصفة الآخرين .

وبدأ مسئول قوة الإنقاذ يتحدث إليهم ليشرح كيف أن عملية الإنقاذ ستتم على مراحل لأن معهم سيارة واحدة فقط لا تتسع لأكثر من أربعة أفراد؛ كما شرح لهم أنهم سينقذونهم من خلال حبل مربوط على شكل دائرة كبيرة لسحب أجسامهم، كما تسحب أجسام البقر (على حد تعبيره الذى عكس نظرة الحكومة للضحايا كما يظهر من وقائع الفيلم)؛ وهو ما تحمله الضحايا تشبثا منهم بنجاح عملية الإنقاذ أما ما لم يقووا على احتماله فهو أن قائد فريق الإنقاذ بدأ يسأل عن ضابط أمن الدولة الذى هو من بين الضحايا لينقذه أولا؛ ثم يعد الباقين بأنه سيعود لإنقاذهم ويتركهم ساعة كاملة لم يفقد خلالها الأستاذ الجامعى يقينه بأن الحكومة لا يمكن أن تترك مواطنين مصريين فريسة للموت.

عادت فرقة الإنقاذ ليدب الأمل من جديد فى الأرواح، لكن القائد هذه المرة سأل عن "رئيس محكمة" ثم "رئيس جمعية رجال أعمال" لإنقاذهم؛ وحينما لم يتبق سوى مجموعة صغيرة سألهم الضابط "انتوا مين" فرد البطل باستهزاء "إحنا بتوع البحث العلمى" فوعدهم بأنه حتما سيعود لإنقاذهم.

تغرب الشمس ويحل ليل الصحراء المخيف دون أن تعود قوة الإنقاذ، فيتأكد البطل من أن الحكومة ستتركه، لكن الله لن يفعل؛ ويبدأ أولاده فى البكاء خوفا من الموت بعدما سمعوا أصوات الذئاب وشعروا بازدياد حركة الرمال من تحتهم ما يعنى أنه خلال نصف ساعة كحد أقصى ستدفن أجسادهم بالكامل.

وبطريقة فانتازية للغاية تليق بالفيلم الساخر؛ بدأت مجموعة من الكلاب تنزل من أعلى الجبل الرملى صوب الضحايا وهم يصرخون من شدة الخوف؛ لكن المفارقة هى أن هذه الكلاب هى من عملت على إنقاذهم بعدما تكاسل البشر عن إنقاذ أقرانهم من بنى البشر.

واعتبر طارق الشناوى الناقد الفنى مأساة الفيلم أقل ترويعا من المأساة التى شهدها الواقع فى سانت كاترين؛ ففى الفيلم تم إنقاذ الجميع ولو بواسطة الكلاب أما فى الواقع فقد أصيب 4 أشخاص بينما قتل 4 آخرون جراء العاصفة الثلجية.

ومضى قائلا: الفن يخضع لقانون الممكن أن يحدث وليس قانون الحدث؛ الفيلم رغم أنه ليس أفضل أفلام المخرج محمد أمين، إلا أنه نجح فى استشراف الواقع ومعالجة "عقدة الخواجة" المعروفة فى المجتمع المصرى والتى تتجلى فى تعامل الجهات الرسمية بحذر شديد مع أى مواطن أجنبى خوفا من سفارته، بينما لا تتعامل بالمثل مع المصريين؛ وإن كان الفيلم لم يتطرق إلى أجانب واكتفى بتقسيم المصريين أنفسهم لطبقة درجة أولى تسارع الحكومة فى إنقاذها وطبقة درجة ثانية لا تعبأ بها.

اتفقت معه فى الرأى ماجدة موريس الناقدة الفنية التى قالت: بالرغم من النفى الرسمى من الحكومة لرواية إهمال ضحايا سانت كاترين لأن ليس من بينهم أجانب، إلا أن هذا لا يمنع حق المبدع فى أن يتلامس مع تراث وطنه حينما يقدم عملا فنيا كهذا؛ وتراث الثقافة المصرية يعرف التمييز تجاه الأشخاص ذات الحيثية والتى لها نفوذ اجتماعى أقوى بشكل يظهر فى أى مأزق يتعرض له شخص ذو حيثية فى مقابل آخر لا يتمتع بذات الحيثية وهو ما نجح الفيلم فى عكسه لكنه لم يلق الضجة المناسبة لأن الكل تابعه كمجرد عمل ترفيهى ساخر ولم يخطر ببالهم أن يتحول لحقيقة؛ أما إذا كان العمل عرض بعد مأساة سانت كاترين فاعتقد أنه كان سيأخذ اهتماما أكبر وسيشاهده الكل من منظور مختلف.

أضافت موريس: مخرج الفيلم رجل سينمائى متكامل فهو يعبر عن وجهة نظره من خلال الكتابة ثم يقوم بإخراجها من خلال عمل فنى سينمائى ؛ وهذه النوعية من الشخصيات الفنية دائما ما يكون لديها قدرة على التحليل المنطقى للواقع وقراءته بشكل يجعله قادر على استشراف المستقبل و توقع ما يمكن أن يشهده.

واعتبرت الناقدة الفنية هذا الاستشراف جزء من مهمة السينما التى ينبغى ألا تتوقف لدى رصد مشكلات المجتمع وعكسها على الشاشة بل وعرض المشكلات التى قد يتعرض لها الوطن فى المستقبل ولم تخطر على بال بشر.

"فبراير الأسود" بطولة خالد صالح؛ إدوارد؛ ميار الغيطى؛ أحمد زاهر، ومن تأليف وإخراج محمد أمين.

اليوم السابع المصرية في

26.02.2014

 
 

«التحرير» تنشر مذكرات تحية كاريوكا.. «الحلقة السابعة»

كاريوكا: «عسكرى ينام فى المعارك» أول أدوارى على المسرح!

أعدها للنشر- محمد توفيق 

·        بشارة واكيم أول من رشَّحنى للتمثيل وبعدها التقيت بديعة مصابنى لأول مرة

·        عندما وصلت إلى شارع عماد الدين ذهبت إلى سيدة سورية وقلت لها «شغلينى معاكى أى حاجة إن شالله خدامة بس ما ترجعنيش لأخويا

·        كانت هذه هى المرة الأولى التى تسمع فيها تحية اسم بديعة مصابنى.. لم تكن تعرف من هى ولا من تكون لكنها كانت قد اتخذت قرارها أن تخوض بحر الحياة

·        العثور على مذكرات كاريوكا أشبه بالحصول على كنز، فمذكرات تحية كاريوكا لا تعكس فقط قصة حياة أشهر راقصة عرفتها مصر، لكنها تعكس صورة لحال البسطاء والحكومات فى مصر طوال ما يزيد على نصف قرن من الزمن.

·        ولدت قبل 14 يومًا فقط من قيام ثورة 1919، وعاشت أجواء حرب 1948 ووقفت إلى جوار الفدائيين وساعدت فى نقل الأسلحة إليهم، وحين رأت أن ثورة يوليو انحرفت عن مسارها انتقدتها، ودفعت الثمن، ودخلت السجن.

·        لكن الأجمل والأهم والأمتع هو أن تقرأ هذه المذكرات بقلم العم صالح مرسى الأديب الذى جعل من الجاسوسية أدبًا وفنًا.

·        فتحية إلى «كاريوكا» بنت البلد المصرية الصميمة، الخالصة، المُخلصة، الشُجاعة، الجدعة، وتحية إلى المبدع الرائع الراحل صالح مرسى، فكلاهما لم يرحل عن القلب والذاكرة رغم رحيلهما عن الدنيا.

 

كانت تحية تعيش مع سعاد محاسن وتصحبها إلى كل مكان، إلى البيت.. إلى المسرح.. كانت تجلس فى الصالة فى الصباح تشاهد البروفات، وكانت تجلس فى المساء، فى الكواليس، لا تفقه شيئا مما يجرى أمام عينيها، كانت هناك أغنيات وكلام تمثيل ورقص، لكن شيئا من هذا لم يحرك بها شيئا، فلم يكن يعنيها فى تلك الأيام، إلا أنها تخلصت من القيود ولسعات السوط.

لم تكن بدوية تحية تعلم شيئا عن شارع عماد الدين سوى أن سعاد محاسن تسكن فيه، وهى لم تكن تعلم بالتالى أن قهوة الفن هذه التى جلست عليها مع جانيت حبيب ومحمد الدبس، وأكلت سندويتش الكفتة من عند عزوز شهدت منذ ما يقرب من عشر سنوات مولد حركة أدبية رائدة، كان لها تأثيرها القوى على القصة المصرية الحديثة!

ومنذ عشر سنوات، كانت هناك مجموعة من الشباب يلتقون على قهوة الفن كل مساء، ليناقشوا ويكتبوا ويبحثوا لأنفسهم عن طريق جديد يعبرون به من عصرهم، كان منهم الطبيب، وكان منهم المحامى، وكان منهم الطالب.. غير أن أبرز هؤلاء كانوا ثلاثة.. شاب قصير أبيض الوجه مستدير يرتدى نظارة طبية، ويناقش فى صوت خافت شديد الحماس، وكان اسم هذا الشاب يحيى حقى!

وكانت الشلة التى يلتقى معها يحيى حقى فى تلك الأيام على قهوة الفن تضم محمود طاهر لاشين، أحد رواد القصة الواقعية فى مصر، والدكتور حسين فوزى، الذى أصبح اليوم واحدا من أعلام الثقافة فى بلادنا.

ولم تكن تحية تعلم شيئا عن هذا كله، كما أنها لم تكن تعلم أن شارع عماد الدين، فى أيامها تلك.. كان يزهو بسيدة استطاعت أن تتربع على عرش الفن الاستعراضى لسنوات طويلة، وكان اسم هذه السيدة: بديعة مصابنى.. وكان القدر قد خط لتحية أن يكون لقاؤها ملكة المسارح لقاء يترك بصماته على حياتها، حتى يومنا هذا.

وهو شىء كاليقين -وإن لم يكن هناك مصدر حى له، فلا أحد يعرف اليوم شيئا عن سعاد محاسن- إن سعاد محاسن وقعت فى مأزق عندما واجهتها بدوية بالقصة كلها.

ولقد وجدت هذه السيدة، سورية الأصل، والتى كانت تمتلك صالة فى شارع عماد الدين، والتى انفصلت عن زوجها الذى كان يشغل مركزا محترما فى سوريا، وجدت نفسها أمام فتاة قاصر، نحيلة، شاحبة الوجه، قصيرة الشعر، جريئة، «مستبيعة».. تركت بيت أهلها ذات فجر وطفشت، لا تعرف عن الدنيا شيئا، قطعت الطريق من الإسماعيلية إلى القاهرة، ومن القاهرة إلى الإسكندرية لتلتقيها.. فماذا هى فاعلة؟!

وقالت سعاد: «لأ يا تحية.. لازم ترجعى لأهلك!».

وردت تحية: «حاطفش تانى!».

قالت: «إنتى لسه صغيرة.. إنتى قاصر!».

قالت تحية: «شغلينى عندك!».

وسألتها سعاد: «تشتغلى إيه؟!».

ردت الفتاة بجرأة وتصميم: «أى حاجة إن شالله خدامة، بس ما ترجعنيش لأخويا!».

ساد الصمت للحظات، وبدت على سعاد مظاهر الحيرة، ثم قالت:

«تروحى لأمك؟!».

ردت تحية، وكانت تراوغ: «زى بعضه.. بس أخويا لأ!».

هكذا انحسم الأمر.. كان ذهن الصبية يشرد فى أثناء الحديث إلى حيث كان المسرح، والممثلون يقفون على خشبته يؤدون البروفة استعدادا لعرض المساء.. وكانت سعاد أمام أمر واقع ومحير، فهذه فرقة، وجمهور، وفنانون، وعمال، ومال.. فهل تترك هذا كله لتسافر إلى المنزلة مطرة، فتعيد البنت إلى أمها.. وتنفض يدها من هذا المأزق؟! وعلى كل.. فلا أحد يعرف على وجه اليقين ما الذى كان يدور فى ذهن سعاد محاسن، كما أن أحدا لا يعرف ما الذى كانت تنويه.. كل ما نعرفه أنها أجلت الأمر أياما، حتى تستطيع أن تدبر له الوقت الكافى، وأن تجد لنفهسا مخرجا.

ومضت عشرة أيام فى الإسكندرية.

كانت تحية تعيش فيها مع سعاد محاسن.. كانت تصحبها إلى كل مكان، إلى البيت.. إلى المسرح.. كانت تجلس فى الصالة فى الصباح تشاهد البروفات، وكانت تجلس فى المساء فى الكواليس لا تفقه شيئا مما يجرى أمام عينيها، كانت هناك أغنيات وكلام تمثيل ورقص، لكن شيئا من هذا لم يحرك بها شيئا، فلم يكن يعنيها فى تلك الأيام، إلا أنها تخلصت من القيود ولسعات السوط.

ثم كان يوم..

كانت الفرقة تستعد فيه لتقديم رواية تدور أحداثها فى العصر الفرعونى، وكانوا بحاجة إلى «كومبارس» يقفون فى خلفية المشهد، وهم يمسكون بالحراب والدروع، مجرد تماثيل من البشر تكمل اللوحة.. وكان فى الغرفة ممثلان شاميان، كان أحدهما شابا خفيف الظل عصبى المزاج اسمه «بشارة واكيم»... ووقع نظر بشارة على الفتاة اليافعة ذات الشعر القصير، فصاح: «ها البنت تنفع.. أعطوها ملابس وحربة!»..

ولم ترد تحية، لكن سعاد هى التى ردت بحزم، ولقد كانت شخصيتها بعيدة تماما عن الحزم:

«لا يا بشارة.. دى قاصر!».

وصاح بشارة:

«وهى حاتعمل إيه؟.. دى حاتقف ماسكة حربة!».

وصعدت تحية إلى خشبة المسرح لأول مرة فى حياتها.. صعدت إلى الخشبة دون أن تعرف أو تعلم أو تدرى ما هى فاعلة، كان لا بد له أن تصنع شيئا، إنها تأكل، وتشرب، وتجد المأوى، ولقد اشترت لها سعاد ملابس وحذاء!

وفى المساء ارتدت الملابس الفرعونية، وأمسكت الحربة بيد، والدرع باليد الأخرى، ووقفت فى خلفية المشهد، وفتحت الستارة!

وفى حياة كل فنان، تصبح هذه اللحظة، هى لحظة العمر، لحظة الوقوف أمام الناس حتى ولو كان الدور لتمثال بشرى لا ينطق كلمة ولا يتحرك خطوة.. غير أن هذه اللحظات مرت على تحية، دون أن تعنى شيئا على الإطلاق، كانت تنظر إلى الناس تارة، وإلى الممثلين تارة دون أن تفقه شيئا مما يقولون.. وذلك أن النوم كان قد بدأ يغلبها، وبدأ رأسها يسقط فوق صدرها، وراحت تقاوم النوم وهى منتصبة وقد حمى وطيس التمثيل دون جدوى، وأصبح جسدها كله يترنح مع تميلات الكرى.. حتى إذا هبطت الستارة، صاح فيها بشارة واكيم:

«شو بدك تعملى.. هادى أكبر إساءة!».

ولم ترد تحية، غير أن سعاد محاسن هى التى ردت:

«وهى ذنبها إيه؟.. أنا قلت لك إنها صغيرة وما تعرف شىء!».

وفى الليلة الثانية وضعوا بجوارها حارسا آخر، حتى إذا غلبها النوم وبدأت تترنح، لكزها الحارس فأيقظها!!

ولقد انتهى عرض هذه الرواية، وقدمت الفرقة رواية أخرى وجدوا فيها لتحية دور تمثال بشرى آخر، كانت الرواية التالية تدور فى العصر الرومانى، وارتدت تحية ملابس رومانية، ومشطت شعرها القصير، فأصبحت بلا ماكياج أقرب إلى الصورة، غير أنها -كلما حمى وطيس المعركة- ترنحت من فرط ما يغالبها النوم!.. وتستمر الصبية فى أداء الدور، بعينين نصف مغلقتين.

ومضت أربعة أشهر على هذا الحال!

واستردت الصغيرة بعض نضارتها، وجرت الدماء فصبغت لون بشرتها بلون الورد، وأخذت تحية تفتح عينيها على ما يدور حولها، كانت قد تحولت إلى قطعة متوحشة صغيرة ذات مخالب، عاد إليها ذلك الإحساس القديم بالثقة، والذى كان قد فارقها منذ فارقها «أبا».. لكن رغم كل هذا ظلت بعيدة عن كل شىء، قريبا فقط من سعاد محاسن، تلازمها كظلها، وتصحبها أينما ذهبت، وكان هذا يكفيها تماما!

ومع مضى الأيام كانت رغبة سعاد فى إعادة تحية إلى أمها تذوى شيئا فشيئا.. كانت تحية قد بدأت تدرك ماذا يمكن أن يفعله أحمد لو أنها ذهبت إلى المنزلة.. فهل تعود؟!

وذات يوم هبط الإسكندرية شاب سورى أنيق المظهر، يرتدى ملابس فاخرة، يبدو عليه العز، وتبدو على ملامحه علامات الوقار.. ووصل الرجل إلى مسرح سعاد محاسن ذات ليل، وما إن رأته تحية، وما إن رأت استقبال سعاد له.. حتى أيقنت أن ثمة شيئا سوف يحدث.. فقبعت فى مكانها لا تبرحه.. ولا تبرح عيناها ذلك الرجل الغريب، الذى انهمكت معه سعاد فى حديث طال حتى كاد الصباح يطلع!

كانت سعاد محاسن قد وقعت فى بداية حياتها فى دمشق، فى غرام شاب سورى من أسرة عريقة.. وكان هذا الشاب يشغل مركزا اجتماعيا مرموقا، وكان قد وقع فى غرام هذه الراقصة، حتى لقد عرض عليها الزواج، بشرط أن تترك فنها وتتفرغ لبيتها.

وافقت سعاد.. وهجرت الجميلة حياتها وفنها، وعاشت قصة حبها هذا الذى كان يشتعل يوما بعد يوم، وكلما اشتعل التهبت الحياة بينها وبينه، فانفصلا بالطلاق.

وعادت سعاد إلى حياتها، إلى فنها، حتى عادت الحياة من جديد إلى مجراها بينها وبين ذلك الحبيب العاشق، فهجرت الفن، وعاشت فى أحضانه أياما ملتهبة بالحب والغيرة والخلاف، فانفصلا.. فعادت من جديد إلى ممارسة الفن.

ولسنوات طويلة.. سارت حياة سعاد محاسن على هذه الوتيرة، تغضب من زوجها فتنفصل عنه، وتعود إلى فنها، ويغلبها الحب والحنين والشوق، فتطلق الفن لتعود إلى أحضان الزوج والبيت.

فى هذه المرة كانت سعاد محاسن قد طلقت من زوجها، فغادرت سوريا كلها إلى القاهرة، وكوّنت فرقة، وافتتحت صالة، ونجحت.. وكانت قد مضت سنوات، كان الشوق فيها قد غمر الحبيبين بعد طول فراق، وكانت سعاد، كما كان زوجها قد تعب من لعبة الطلاق والعودة، فقررا أن يعودا هذه المرة إلى الأبد.. وقررت سعاد أن تعود معه إلى دمشق، وأن تصفى كل أعمالها فى القاهرة.

اتخذت سعاد قرارها، فأصبح عليها أن تحل الفرقة، وأن تعطى لكل ذى حق حقه، وأن يذهب الفنانون والفنانات والراقصات والعمال والفنيون كلٌّ إلى حال سبيله.. ولقد كان هذا كله بسيطا لا يحتاج إلى القلق، ففى تلك الأيام كانت سوق الفن فى مصر رائجة، وكان من الممكن لكل فنان أو راقصة أن يجد له مكانا فى صالة أو مسرح..

وكانت سعاد قد عادت بفرقتها إلى القاهرة عندما جلست ذات يوم مع تحية، وكان يبدو عليها التأثر الشديد.

«تحية.. ما بدك ترجعى لأمك؟!».

وقالت تحية بحزم: «لأ!».

«أنا راجعة سوريا.. رايحة لحالى».

وقالت تحية: «أنا هاشتغل أى حاجة!».

وعبثا حاولت سعاد أن تقنع تحية بالعودة، قصت عليها القصة كلها، أنها تحب هذا الرجل، وهى تضحى بكل شىء من أجله، وعلى تحية أن تختار الآن طريقها، ولم يكن أمام سعاد إلا أن تقول أمام إصرار تحية:

«أنا حاخدك لواحدة مثل أختى تمام.. حاتروحى معى فى الصباح لبديعة مصابنى!».

وكانت هذه هى المرة الأولى التى تسمع فيها تحية اسم «بديعة مصابنى»، لم تكن تعرف من هى ولا من تكون، ورغم هذا فلقد وافقت، كانت قد اتخذت قرارها أن تخوض بحر الحياة وليحدث ما يحدث.. فقط، لا تعود إلى أحمد!

التحرير المصرية في

26.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)