كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"إيراني" تجربة مثيرة في الفيلم الوثائقي

أمير العمري

 

عرض هذا الفيلم في تظاهرة "المنتدى" في مهرجان برلين السينمائي في دورته الرابعة والستين (6- 16 فبراير). 

الفيلم الذي نحن بصدد تناوله هنا يمكن إعتباره تجربة سينمائية جريئة، لا تشوبه أية إدعاءات أو مبالغات أو تفنن في التجميل والتقطيع والإضافات، بل نحن أمام فيلم مباشر يستخدم أسلوب سينمائي بسيط ومعبر، ليخلق حالة فلسفية وفكرية يمكن للمشاهد تأملها واستعادتها عقب انتهاء المشاهدة.

الفيلم بعنوان "إيراني" Iranian  وهو أولا عنوان يؤكد على هوية صاحبه، أي مخرجه الإيراني مهران طمادون الذي يعيش في باريس ويتمتع بالجنسيتين- الفرنسية والإيرانية- والمقصود أنه لم ينسلخ أبدا عن ثقافته أو مجتمعه، بل يظل إيرانيا حتى ولو اختلف مع ما يمارس من سياسات وما يجري الترويج له في إيران من مفاهيم ومعتقدات.

وثانيا يشير العنوان بشكل مباشر أيضا، إلى أن كل ما نراه في الفيلم هو صورة مصغرة للمجتمع الإيراني وما يجري فيه من صراعات وما يشوبها من تناقضات، أي أننا أمام "حالة إيرانية" أو "صورة إيرانية" تماما ربما لا تشبه غيرها في أي مكان في العالم.

طمادون في تجربته المثيرة هذه، قضى ثلاث سنوات كما يقول لنا في مقدمة فيلمه، أي قبل أن ندخل إلى صلب موضوعه، يبحث عن رجال ينتمون للنظام الإيراني ويتبنون أفكاره، يقبلون الظهور في فيلمه والمشاركة أمام الكاميرا، في مناقشات متعددة حول قضايا محددة تتعلق بالوضع السياسي في إيران حاليا.

وقد نجح أخيرا في الحصول على موافقة أربعة أشخاص، غامروا بظهورهم في الفيلم بعد أن أن مارست السلطات الكثير من الضغوط على المخرج وعلى كثيرين ممن اتصل بهم أثناء محاولة البحث والاعداد لفيلمه.

المشاركون الأربعة هم من الشباب ومن الشيوخ، من رجال الدين والبسطاء والمتعلمين، طلب منهم أيضا أن يأتوا بأسرهم: زوجاتهم وأطفالهم، لقضاء بضعة أيام في ضيافته في منزله الفسيح الذي يقع في ضواحي مدينة طهران، لا يقيم فيه عادة عند زيارته لإيران، كما أن والدته المقيمة في العاصمة ترفض الابتعاد عن المدينة والعيش بمفردها في هذا المنزل ذي الحديقة البديعة.

مجتمع مصغر

الهدف من اجتماع الرجال الخمسة (أربعة وخامسهم المخرج نفسه) هو اجراء مناظرة مفتوحة مصورة أمام الكاميرا، حول الأوضاع السياسية والاجتماعية في إيران، والبحث- كما يقول المخرج- عن صيغة للتعايش بين العقائديين الإسلاميين أنصار الجمهورية الإسلامية (ويمثلهم الرجال الأربعة)، والعلمانيين أو أصحاب الفكر الليبرالي (ويمثلهم هو). وقد أراد من البداية أن تتناول المناقشة قضايا محددة منها: هل يمكن أن يقبل المجتمع الايراني التعايش بين أصحاب الأفكار المختلفة دون أن يفرض أحد الأطراف فكره ورأيه على الطرف الآخر؟ هل الزي المفروض ارتداؤه على المرأة في ايران قيد يجب التخلص منه والسماح بحرية الملبس للمرأة؟، ما هي مزايا ومساويء المجتمع العلماني، هل يمكن الاستفادة من تلك المزايا؟ ما هو الموقف من حرية التعبير والنشر؟ والموسيقى والغناء، بل من الإجهاض.. وغير ذلك.

لا تظهر النساء في الفيلم بل يفرض عليهن التواجد في الحجرات الخلفية، بينما يقوم الرجال بطهي الطعام، ويظهر بعض الأطفال منهن فتيات صغيرات ترتدين غطاء الرأس. وإذا أدركنا أننا أمام إعادة تجسيد على نطاق صغير- أمام الكاميرا- للمجتمع الإيراني الذي يرى البعض أن الإسلاميين يشكلون فيه الأغلبية، في حين يمثل الطرف الآخر- العلماني- الأقلية، لأدركنا أن وجود المرأة وراء الستار يرمز إلى وضعها الحالي في المجتمع أو أن هذا ما أراد المخرج إبرازه من البداية بذكاء شديد عندما ألح على ضيوفه الذين نراهم وهم يصلون إلى المنزل بسياراتهم واحدا وراء الآخر، أن يتصلوا بزوجاتهم ويقنعوهن بالقدوم والاقامة معهم منعا لتسلل الملل والشعور بالوحدة إلى نفوسهن.

المخرج طمادون متزوج ولكنه ترك زوجته وراءه في فرنسا وأتى وحده في زيارة لعائلته في إيران ولتصوير الفيلم الذي استغرق الاعداد سنوات. الموجودون يتطلعون إليه في البداية بنوع من التشكك.. يوجهون إليه انتقادات كثيرة من أول لحظة، قبل أن يبدأ الهجوم الشرس على العلمانية والنظام المدني المطبق في المجتمعات الأوروبية.. لكنه لا يركن الى الصمت أو يسلم بالتراجع بل يحاول دائما أن يبرز حجته دون أن يفقد أعصابه أبدا، وهو يرد ويجادل ويحاول إقناعهم بأن النظام العلماني وجد لحماية حرية الأديان كافة، وأن قيمة المرأة لا تعود إلى ما ترتديه، ولكن الردود تأتي أيضا حاسمة وقوية، وخلالها يستخدم "الضيوف" ما يسوقه طمادون نفسه من أفكار للهجوم عليه بدعوى أنه "ديكتاتور" يريد أن يفرض أيديولوجيته عليهم وأنه لا يقل تشددا عقائديا عنهم، ويصل الحديث في وقت ما إلى أنه ليس من الممكن التعايش بين فكرين متناقضين تماما، ودائما تكون المرجعية الدينية هي الحاسمة، لكن المناقشات التي تتخذ في الكثير من الأحيان شكلا حاميا، لا تصل في أي لحظة إلى نقطة الصدام، بل تتخللها الكثير من المواقف والتعليقات الضاحكة والنكات والمشاركة في الأمور الحياتية البسيطة.

تبرز في الفيلم شخصية رجل دين يرتدي الملابس التقليدية، لكنه يترك نفسه على سجيتها في الكثير من المواقف، يطلق النكات ويضحك ويسخر ويمارس طهي الطعام ببراعة. هناك أوقات أيضا لأداء الصلاة، بل وفي أحد المشاهد نراهم يقنعون المخرج الذي يعلن بوضوح أنه غير ملتزم دينيا من البداية، بالوضوء والمشاركة معهم في الصلاة، فيوافق ويقول إنه لا يمانع بل وإنه أيضا يشعر بالسعادة في المشاركة.. لكنه يظل على موقفه السياسي والاجتماعي الرافض للنظام الإيراني تماما وهو ما يعبر عنه بوضوح في الفيلم.

وفي الفيلم جدال كثير عن المرأة، وعن الجنس، وكيف أن الملابس المكشوفة تجعل الرجل يشعر بالإستثارة، وأن الرجل غير المرأة في هذا الأمر، وكيف يجب أن تتغطى المرأة وأن تبتعد عن أي أعمال قد تثير الغريزة، وكيف أن الإجهاض جريمة بحكم الدين الإسلامي، وأن الدولة يجب أن تحكم طبقا لتعاليم "العقل الكامل"، أي الدين وليس من الممكن القبول بنظام من وضع الإنسان هو أضعف وأقل كثيرا مما وضعه الخالق ..إلخ

الغناء والموسيقى

وعندما يتطرق الحديث إلى الموسيقى والغناء يوافق بعض المشاركين ومنهم رجل الدين، على الاستماع للموسيقى والأغاني التي يغنيها الرجال، ويشترط ألا تسبب أغاني النساء أي نوع من الإثارة، في حين يرفض الشباب الحاضرون تماما فكرة غناء المرأة من الأساس!

يحاول المخرج جاهدا تفنيد تلك الآراء، والرد عليها، ويصل إلى موضوع حرية الفكر والنشر والإبداع، فيقوم بتعليق صورة ضخمة على جدار الغرفة لمكتبته في باريس التي تضم الكثير من أنواع الكتب معظمها ممنوع في إيران، كما يلصق على جدار آخر صورة أخرى موازية للكتب المسموح بها في إيران. ويدير مناقشة طويلة حول حرية الفكر، يتفق بعضهم ويختلفون معه حولها. لكن الفيلم ينتهي إلى فشل فكرة التعايش داخل البيت الواحد بين أطراف يختلفون تماما في العقيدة السياسية والنظرة الاجتماعية. ولكنهم نجحوا في شيء واحد أساسي هو إجراء ذلك الحوار المفتوح الصريح المتبادل بحرية كاملة دون أن يقهر طرف الطرف الآخر

مع نهاية الفيلم نعرف من خلال التعليق الصوتي للمخرج أنه تعرض للاستجواب والتحقيقات والضغوط العديدة للتخلي عن الفيلم، وغادر إيران في النهاية عائدا إلى فرنسا بعد أن قيل له بوضوح إنه إذا عاد مرة أخرى إلى إيران فسوف يسحبون جواز سفره ويرفضون أن يغادر مرة أخرى إلى الخارج

يقع الفيلم في 105 دقيقة وهو زمن طويل نسبيا كما يبدو للوهلة الأولى بالنسبة لموضوعه خصوصا وأنه يدور في مكان واحد (في البداية فقط نرى مناظر عامة لطهران بزحامها المعروف وتكدس طرقها بالسيارات ثم مناظرها الليلية).. ولكن المخرج ينجح في خلق إيقاع متدفق سلس في فيلمه من خلال استخدام الكاميرا الحرة التي تتجول داخل المنزل وتتخذ الكثير من الزوايا المتنوعة كما يعتمد على اللقطة المشهد أي المشهد الذي تتغير فيه أحجام اللقطات، مع التركيز على اللقطات القريبة (كلوز أب) للتعرف عن قرب، على مختلف الشخصيات التي تشارك في التجربة. وقد نجح أيضا في خلق مساحات للتنفس تتوقف فيها الحوارات، واستخدم الموسيقى والأغاني (وهو ما استفز معظم المشاركين فطلبوا وقف الغناء).. كما استخدم المونتاج بحيث يوحي بمرور الزمن وتعاقب الأيام، وكان يقطع المناقشات تارة بالصلاة أو بالطهي والثرثرة العادية التي تخللتها الضحكات والنكات وألعاب الأطفال.

ورغم زمن الفيلم الطويل نسبيا، ليس من الممكن أن ينصرف المشاهد في أية لحظة عن متابعة الفيلم، بمواضيعه المثيرة المطروحة بقوة في المجتمعات العربية في الوقت الراهن، ورغم أي ملاحظات حول جرأة وصراحة ما يقال خلال تلك المناقشات، سيجد المشاهد الكثير مما لم يكن يعرفه، عن إيران، وعن الأفكار التي يرددها طف من الطرفين. ولعل هذا هو أكثر ما يميز الفيلم ويجعله معاصرا تماما.

الجزيرة الوثائقية في

26.02.2014

 
 

الفيلم الوثائقي بالمغرب : الواقع والرهانات

محمد اشويكة 

يشكل البعد الوثائقي في الكثير من الأفلام الروائية المغربية مكونا أساسيا بدأ التأسيس له منذ التجارب المُؤَسِّسَة للسينما المغربية خصوصا مع الأفلام التالية: "الشرگي" [مومن السميحي]، "السراب" [أحمد البوعناني]، "وشمة" [حميد بناني].. ليستمر ذلك الولع مع أفلام حكيم بلعباس "خيط الروح، شِي غَادِي شِي جَايْ"، وأحمد المعنوني "الحال، أليام أليام، القلوب المحترقة" التي يمكن اعتبارها أنموذجا تمثيليا بارزا لتواشج العلاقة بين ما هو درامي ووثائقي في السينما المغربية، إضافة إلى التجربة الجديدة للمخرجة ليلى كيلاني في فيلمها "على الحافة".. وبذلك، فالحديث عن الفيلم الوثائقي المغربي يبدأ من الرهان الإستيطيقي الذي يراهن عليه صناعه، بالنظر إلى حداثة التجربة، وضعف التراكم المتحقق لحد الآن نتيجة لإقصائه من الدعم، وغياب استراتيجية واضحة للعناية به، واقتصار ترويجه على بعض المهرجانات في الآونة الأخيرة (تطوان، أگادير، خريبگة، زاگورة...)، وخلق خلايا خاصة بإنتاجه على مستوى التلفزيون رغم التداخل الحاصل على مستوى الإنتاج: فهناك وثائقيات ينتجها قسم الأخبار وأخرى يشرف عليها قسم الإنتاج مما يجعل الباحث أمام مشكل تصنيف تلك الوثائق السمعية البصرية، هل هي ربورطاجات تلفزيونية أو أفلاما وثائقية بالمعنى الإبداعي لهذا النوع من الأفلام الذي يخضع لتصور فني وجمالي يختلف عن الفيلم الدرامي؟

أدت هذه الوضعية إلى انحصار الاهتمام به، واكتفاء بعض المخرجين بإخراج بعض الأفلام الوثائقية لصالح التلفزيون بحكم وظيفتهم داخل المؤسسة، وهنا لا بد من الإشارة إلى تجارب: نور الدين گونجار، وحسن الواحدي، وغيرهم. أما في مجال السينما فتشكل التجارب الأولى التي أنتجها المركز السينمائي المغربي في إطار الأنباء المصورة البذرة الأولى للانطلاق بعد تجربة الفيلم الكولونيالي، وهي وثائق ارتبطت ببعض الأحداث الرسمية أو بعض المنجزات الفيلمية التي استجابت لطلبات معينة لم تخل بذاتها من بُعْدٍ إداري وإيديولوجي.. ولكن، بالرغم من ذلك فقد شكلت هذه التجارب أرشيفا مهما قد دَوَّنَ سجلا لا يستهان به من تاريخ المغرب المُعَاصِر، ووضعت اللبنات الأولى للأرشيف المصور الذي جاء بعد الوثائقيات الكولونيالية ذات البعد البَطَائِقي، الاستشراقي، التبشيري الخاضع لشروط الهيمنة وإطالة أمدها إلى ما بعد الإعلان الرسمي عن نهاية الاستعمار ليظل الأرشيف الوثائقي في حوزة المُسْتَعْمِر (فرنسا، إسبانيا..)، فيطال الحجز ذاكرتنا، وأصبحنا سجناء الذاكرة! أعتقد أن المطالبة باسترجاع هذا الأرشيف، بطريقة أو بأخرى، مهمة ثقافية وطنية، يجب على الجهات المسؤولة أن تضعها على رأس الأولويات.

استطاع بعض المخرجين أن يبصموا تاريخ الفيلم الوثائقي المغربي بِمَيْسَمٍ فني وجمالي خاص، وأذكر هنا تجارب إيزة جينيني ومحمد بلحاج وحكيم بلعباس وعلي الصافي ومحمد العبودي.. والتي لم تحض في مجملها بالانتشار الكافي الذي يجعلها راسخة في صفوف النقاد والجمهور المهتم، رغم أن بعضها قد أنتج لصالح التلفزيون، وعُرِضَ به أكثر من مرة، إلا أن جزءا كبيرا منها لم يعرض لظروف متعلقة بالرقابة وغيرها...

ساهمت الظروف السوسيوثقافية الراهنة على دخول الفيلم الوثائقي مضمار التسابق داخل المهرجان الوطني؛ إذ بدأ ذلك منذ المهرجان الوطني الخامس للفيلم (الدار البيضاء 1998) حيث عُرِضَ فيلم "في بيت أبي" لفاطمة جبلي الوزاني، وفاز بالجائزة الكبرى مُحْدِثًا سِجَالا كبيرا في صفوف المهنيين حول أحقية الأفلام الوثائقية بالمشاركة في المسابقة الرسمية، جنبا إلى جنب مع الأفلام الروائية، وهو الجدل الذي صَاحَبَ الفوز - أيضا - ولم ينقطع إلى اليوم، وذلك من خلال التجارب التالية: ليلى كيلاني "أماكننا الممنوعة" (طنجة 2008)، ونبيل عيوش "أرضي" (طنجة 2010)، وحكيم بلعباس "أشلاء" (طنجة 2011)، وكَاتِي وَزَانَا "من أجل أندلس جديدة" (طنجة 2012)، وكمال هشكار "تنغير – جيروزاليم: أصداء الملاح" (2013)؛ وذلك ما يجعلنا في صميم مفارقة كبرى: كيف يتم قبول الأفلام الوثائقية في المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم الوطني ولا يتم الاعتراف بدعمه من طرف لجنة دعم الأفلام الوطنية؟

في ظل هذه التطورات والمخاضات التي عرفها مسار صناعة الفيلم الوثائقي بالمغرب، تظل الرهانات كثيرة لأن مجالات الاستثمار كثيرة: علمية، تاريخية، اجتماعية، فنية.. فنحن في حاجة ماسة إلى التوثيق بالصورة والصوت لما يعتمل في المجتمع المغربي من تحولات جديرة بالرصد والمتابعة سيما وأن الأساليب والطرائق الفنية التي يوظفها الفيلم الوثائقي تختلف عن تلك التي يلجأ إليها الصحافي لأنه ينجز وثيقته السمعية البصرية وفق هدف معين لا يَحِيدُ عن خط التحرير الذي تنهجه القناة التلفزيونية، أو وفق أهداف سياسية واقتصادية أخرى، غالبا ما يكون لها تأثير مباشر على الجودة والمعالجة. وعلى العكس من ذلك، يستطيع المخرج السينمائي أن يوظف أسلوبه الفني، من خلال اختيار الموضوعات، وإدماج رؤيته الشخصية عبر الشخوص والأشياء، فقد ينظر إلى الواقع من زوايا متعددة قد تساهم في عرض أبعادها المركبة، رغم أن تقنيات الإخراج والمونتاج تعيد إنتاجها بشكل مختلف عما هي عليه في الواقع، ولنا في تجربة أحمد البوعناني خير مثال على ذلك؛ إذ أعاد توضيب الأنباء المصورة بشكل مغاير فأعطانا مثلا: "6/12" (1968) و"الذاكرة 14" (1971)"، وبالتالي فالمونتاج ليس عُنْصُر تحويرٍ للحقيقة وإنما هو طريقة فنية لرؤية العَالَم ما دام المخرج واحِدًا من هذه الحقيقة التي يتقاسم أمر الخوض فيها مع ذَوَاتٍ أخرى.. والمخرج أحمد البوعناني، إذ يقوم بذلك، يود أن يرجع بنا إلى تجربة المخرج الروسي دْزِيگا ?ِيرْتُو? "Dziga Vertov" في فيلمه المُؤَسِّس "L’homme à la caméra" [1929] التي توظف المونتاج كآلية لتعديد وجهات النظر، وذلك عبر التخلي عن الممثلين، والسيناريو، والكتابات الفاصلة بين الفصول والمَشَاهِد الفيلمية.. يستدعي البوعناني هذه الخلفية النظرية ليعيد تركيب مدينة الدار البيضاء من خلال خَلْفِيَّاتِ واجهاتها التي تخفي حياةً مختلفةً عما يُصَرِّحُ به ظاهرها، وإيقاع سكانها، وثقل التكرار فيها، ولحظات الفرح والتسكع، روح السرعة والتعقد التي بدأت تذب إلى المدينة، الاكتظاظ والتزاحم، أبدية الحركات البشرية المتشابهة، قَطِيعِيَّةُ المسارات...

يتضح من خلال إجراء تلك المُقَارَنَة بين الصحافي والمخرج، وعرض وجهتي نظر "دْزِيگا ?ِيرْتُو?" وأحمد البوعناني، أن الفيلم الوثائقي عمل فني يحتاج إلى نوع من المسافة، والذكاء، لكي يظل صَانِعُهُ بعيدا عن الإكراهات التي تواجه الصحافي وكذا المخرج الذي يشتغل لحساب القنوات التلفزيونية (خاصة الرسمية منها). 

لذلك، لم يتطور الفيلم الوثائقي المغربي الذي ظلت إنتاجاته ومواضيعه – وكذا عروضه - مرتبطة بما يدخل في أولويات المركز السينمائي المغربي والتلفزيون باعتبارهما يخدمان الآلية الدعائية للدولة، مما جعل جل التجارب الفنية المهمة تقع خارج مسارات الرواج الرسمية كما هو الأمر بالنسبة لفيلم "اللوحة" (Le tableau) لمخرجه إبراهيم فريطح الذي يستعيد ذكريات طفولته، ومدينته الجديدة، من خلال لوحة رسمها، وهو القاطن بفرنسا، فتظل هي الرابط بينه وبين مسقط قلبه: عبرها نكتشف قصته الشخصية، وعلاقته بمدينته...

يعتقد الكثير من المتلقين أن الفيلم الوثائقي المغربي يعرض الحقيقة، ولكن ذلك يظل خاضعا للكثير من الرهانات المتعلقة بنوعية التقنيات المستعملة أثناء التصوير لأنه يؤثر في توجيه الرؤية وتؤثر على المعنى، إضافة إلى استعمال تقنية التعليق (Voix off)، واللجوء إلى إجراء المقابلات أو المحاورات التي يكون المخرج طرفا فيها أو يقوم بها شخص آخر مكانه للتحكم المسبق في الموضوع عبر لغة الحوار وحمولته الثقافية التي تؤطر خطاب الطرف الآخر كما حدث في الأفلام التالية: "ورزازات سينما" (Ouarzazate movie) لعلي الصافي، و"هذه الأيادي" لحكيم بلعباس.. وبالتالي، فالواقع يتحول ويتمفصل وفق التصورات الإخراجية والخطاطات المعرفية التي أراد أن يبثها من خلال الخطاب الفيلمي، إلا أن الرسائل لا تقل رزانة، بل تدفعنا إلى فتح نوافذ متعددة على الحياة وعلى الناس تجعلنا نتقاسم بعض شروط الوجود مهما كانت قاهرة، كما أن التعليق الذي يصاحب الصورة في الفيلم الوثائقي يمكن أن يقدمها بشكل مختلف.

لا يمكن اعتبار الفيلم الوثائقي عاكسا للحقيقة أو الواقع كما يعتقد الكثير، وإنما تخضع الصور للعديد من التلاعبات والتعديلات، تماما، كما وقع في زمن ستالين من تحويرات للصور الرسمية، وما يجري أثناء الحروب اليوم، سيما وأن التقنيات الرقمية لا تجعل الأشياء تتمايز، ولا تجعل المُشَاهِد يفرق بين الحي والميت، الملموس والمجرد، عبر تقنيات تحويل الصور بواسطة عدة كاميرات والتسجيل على نفس الحَامِل، فضلا عن تعدد طرق النقل الرقمي (Digitalisation)، وتعدد توظيف الخدع البصرية في إعادة تأطير بعض الصور وتعديلها قصد إبراز بعض التفاصيل أو إضافة بعض الأشياء غير المُصَوَّرَة، أصلا، في اللقطة أو المشهد، وبذلك فالأرشيف لا يمكن أن يسلم، أيضا، من هذه الخُدَع

وبذلك، نخلص إلى أن مناقشة الوفاء للواقع أو خيانته، في السينما عامة، مسألة نسبية، إن لم نقل أن ذلك يدخل في باب النقاش البيزنطي لأن ربط الخيانة بالدراما، فقط، أمرٌ متجاوز، ويرتبط، في عمقه، بالمتلقي.

لم يصل الفيلم الوثائقي المغربي إلى مستوى ما نتحدث عنه من خدع بصرية، وإنما لا يخلو بدوره من مسحة إيديولوجية بفعل بحث بعض المخرجين عن جعل مواضيعهم أكثر موضوعية، وتنويع طرائق المعالجة السردية، وضبط إيقاع المونتاج.. وهي تقنيات تتقاطع في جمالياتها مع الأفلام التخييلية.

رغم أن صناع الأفلام الوثائقية المغربية يستنزفون ذاتهم في إنجاز الأفلام المؤسساتية – حول مؤسسة أو مسار أو حدث معين - نظرا لطغيان الهاجس الاقتصادي وضعف البنية التحتية لاحتراف الفن، فهي لا تخلو من أبعاد نفعية وتربوية وتوعوية تتقاطع فيها بعض الأبعاد المفعمة بالقيم الإنسانية، وتتجاذبها هموم ذاتية وأخرى موضوعية، تؤثر بشكل ملحوظ على مستوياتها الفنية بفعل تبادل التأثر والتأثير الفني بين ما هو وثائقي ودرامي، والبرامج الخاصة بتلفزيون الواقع، والروبورتاجات التلفزيونية.. التي تحاول أن تضفي على إنتاجاتها نوعا من الموضوعية التي تلجأ إلى توظيف المعلومات والأخبار وغيرها. وعليه، فالمستويات البحثية والفنية تتفاوت من تجربة إلى أخرى لأن هذا النوع من الأفلام يتطلب مجهودا مضاعفا على مستوى التنقيب والحفر؛ إذ يتحول المخرج إلى باحث، وبالتالي فالفيلم الوثائقي فِيلْمُ بَحْثٍ بامتياز.

الجزيرة الوثائقية في

25.02.2014

 
 

"أسبوع آفاق السينمائي" فرصة كاملة للمخرجين

نديم جرجورة 

أسبابٌ عديدة حدت بـ"آفاق" (الصندوق العربي للثقافة والفنون) إلى تنظيم أسبوع سينمائي هو الأول له منذ تأسيسه في العام 2007. أسبابٌ عملية دفعت الصندوق إلى تقديم نماذج متفرّقة من اشتغالاته السينمائية، عبر "أسبوع آفاق السينمائي"، المُقام في صالة سينما "متروبوليس" (مركز صوفيل، الأشرفية) بين 4 و11 آذار 2014، بالتعاون مع "جمعية متروبوليس". ففي مؤتمر صحافي عقده المدير التنفيذي للصندوق أسامة الرفاعي ومسؤولة البرنامج السينمائي ريما المسمار، 11 قبل ظهر أمس الثلاثاء في مكتب "آفاق" (الوردية، بيروت)، بدا واضحاً أن الاهتمام الأول منصبٌ على ضرورة إيجاد حيّز عمليّ لتواصل ما بين مُشاهدين ونتاجات سينمائية عربية قدّم الصندوق لها منحاً مختلفة منذ 7 أعوام.

لا تكتفي "آفاق" بتقديم منح مالية لمشاريع متنوّعة الأشكال والمضامين، بلغ عدد المدعوم منها 150 فيلماً في 7 أعوام، لأن الصندوق، بحسب الرفاعي، مستمرٌّ في مساعدة السينمائيين على مواصلة نشاطاتهم، فيدعوهم إلى ورش عمل تُقام في بيروت أو القاهرة أو دبي مثلاً، بهدف تفعيل تواصل مطلوب بينهم وبين سينمائيين (مخرجين ومنتجين) أجانب. ويأتي "أسبوع آفاق السينمائي" ضمن هذه الخطّة، لأنه سيكون "ترويجاً لبعض الأفلام التي قدّم لها منحاً، أمام الجمهور العربي". هذا يعني أن "آفاق" تتجاوز مجرّد الدعم المالي إلى ما هو متساو والمشاركة في الإنتاج، عبر إتاحة الفرص المناسبة للمخرجين وأفلامهم من جهة أولى، وللمُشاهدين المهتمّين بسينما مستقلّة ومختلفة (اعتادت "آفاق" دعمها) من جهة ثانية، لتواصل ملموس يتجلّى بعرض أفلام مختارة في صالة سينمائية، أي وفقاً لشروط عرض ملائمة للسينما، ومتوافقة وطقوس المُشاهدة الحقّة. من جهتها، حدّدت المسمار أسباب تنظيم الأسبوع، بقولها إن الفكرة منطلقة أولاً وأساساً من "إحساسنا بأن ظلماً لاحقاً بالمخرجين متمثّل بعدم عرض أفلامهم خارج إطار المهرجانات السينمائية، إذ أننا منتبهون إلى واقع يعرفه الجميع، وهو أن هناك أزمة توزيع للأفلام المستقلّة العربية". الأفلام المختارة للعرض البيروتي تلقت ردود فعل إيجابية عند عرضها في مهرجانات متفرّقة، لكنها لم تلق رواجاً جماهيرياً: "لا نعرف ما هي ردود الفعل الجماهيرية عليها، لأنها لا تُعرض في الصالات"، وهذا سببٌ ثان لتنظيم الأسبوع: "الأسبوع المذكور خطوة مُكمِّلة للمهرجانات، وهو ليس مهرجاناً بل مجرّد أسبوع واحد فقط لعرض 11 فيلماً طويلاً وقصيراً، روائياً ووثائقياً. لم نشأ اختيار عدد أكبر، لأننا ارتأينا أن تكون الخطوة الأولى هادئة ومتواضعة". أضافت المسمار: "نطمح إلى أن يكون الأسبوع سنوياً، وأن يُقام في مدن عربية مختلفة". أما عن كيفية الاختيار، فقالت إن معيارين اثنين اعتُمدا: الأول مرتبط بعدم عرض هذه الأفلام في بيروت سابقاً، والثاني كامنٌ في أن موعد إقامة الأسبوع لا يتعارض وإمكانية مشاركة أحد هذه الأفلام في مهرجانات أخرى في الوقت نفسه.

اللافت للانتباه أن لا شروط في عملية الاختيار، باستثناء مشاركة "آفاق" في تمويلها، وعدم عرض الأفلام سابقاً في بيروت. علماً أنه يُمكن أن يكون إنتاج فيلم مختار عائداً إلى أعوام سابقة، فالأهمّ كامنٌ في ضرورة عرضه جماهيرياً. هذا الأسبوع مفتوح أمام المُشاهدين جيمعهم مجاناً، فـ"الصندوق مؤسّسة لا تبغي الربح" كما قالت المسمار، و"الأهمّ كامنٌ في ضرورة عرض الأفلام أمام المُشاهدين" كما أشار الرفاعي. ثم إن العرض اليومي سيُستكمل بلقاءات مباشرة مع مخرجي الأفلام المختارة الذين يحضرون عروض أفلامهم، ويناقشونها مع من يرغب من المُشاهدين.

تجربة سينمائية جديدة تشهدها بيروت. تجربة مفتوحة على أسئلة جمّة، تتناول الفني والدرامي والجمالي، وتبحث في كيفية تفعيل التواصل الحيّ بين مُشاهدين راغبين في أفلام مختلفة، وسينمائيين يحاولون صناعة المختلف.

السفير اللبنانية في

26.02.2014

 
 

علاقة جورج كلوني بلبنانية تصل إلى البيت الأبيض

لندن - كمال قبيسي 

مرة ثانية يظهر الممثل الأميركي جورج كلوني مع لبنانية سبق أن تناول معها العشاء في مطعم بلندن، وبعدها كتبوا أن علاقة خاصة تربطه بها، لكنه نفاها سريعاً، ولم يعد يتطرق إليها أحد منذ 4 أشهر، إلى أن اتضح الأربعاء أن الممثل الذي ما زال عازبا للآن، ظهر ثانية مع المحامية أمل رمزي علم الدين في مناسبة خاصة، وداخل أشهر عناوين العالم: البيت الأبيض بالذات.

أمل علم الدين بريطانية من أصل لبناني تقيم في لندن، وهي موكلة دفاع عن مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، المقيم لاجئا منذ منتصف 2012 بسفارة الإكوادور في العاصمة البريطانية، منعا لترحيله إلى السويد، وكانت سابقا أحد مستشاري كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، طبقا لما قرأت "العربية.نت" مما كتبوه عنها بسبب العشاء الذي توالدت بعده الشائعات كغيوم الجراد.

وأمل، الملمة بالعربية والإنجليزية والفرنسية، ومن صورها تبدو بأواخر العشرينات، أو أوائل الثلاثينات من عمرها، هي ابنة مراسلة صحيفة "الحياة" بارعة علم الدين، ومتخصصة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، واختاروها العام الماضي الأولى بين 21 محامية اعتبروهن "الأكثر إثارة في لندن" فجمالها شرقي الطراز، وهي سمراء رومانسية الموحيات.

من جهتها، تؤكد دائماً والدة أمل أن لا صحة لكل ما حيك من شائعات عن علاقة مفترضة بين ابنتها والممثل الأميركي، مشددة على أن ما يجمعهما مجرد صداقة لا أكثر.

فستان أحمر وعشاء استمر 4 ساعات

ولفتت علم الدين الأنظار أكثر حين تناولت العشاء طوال 4 ساعات في أكتوبر الماضي مع كلوني، البالغ عمره 52 سنة، فصوروها وهي معه خارجة بفستان أحمر ومعطف رمادي من مطعم "برنرز تافرن" الشهير في لندن، كما وداخل سيارة الممثل المكتظة حقائبه بعلاقات عاطفية سابقة مع شهيرات وجميلات بالعشرات، آخرهن عارضة الأزياء والممثلة الأميركية ستاسي كيبلر، لكنها انتهت كأنها لم تكن.

أما الظهور الثاني والجديد لكلوني مع أمل علم الدين، فانفردت بخبره صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في عددها اليوم الأربعاء، وفيه ذكرت أن الممثل الذي انتهى قبل مدة من تمثيل فيلمه الأخير Monuments Men اختارها دون غيرها، لترافقه إلى لقاء ضم الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، وهذه إشارة قد تؤكد ربما أن المحامية اللبنانية أسرت الممثل الشهير وقد تزجه وراء قضبان قفص ذهبي يجمعهما معا ويريحه من متاعب العزوبية.

كان اللقاء لمشاهدة عرض خاص للفيلم في القاعة السينمائية بالبيت الأبيض، وحضرته مجموعة من المدعوين، بينهم اثنان مميزان، هما والدا الممثل: نيني ونايك كلوني، ولأن أمل علم الدين لم تكن في قائمة المدعوين واصطحبها معه الممثل كصديقة "خاصة" فإن التفسير البديهي هو أن بين الاثنين ارتباط من نوع ما.

قمر اصطناعي وقمر القلب الولهان

ولم تتأكد "ديلي ميل" مما إذا التقت علم الدين بأوباما قبل أو بعد الفيلم، لكنها ذكرت أنها وكلوني شوهدا بعد ساعات من العرض الثلاثاء قبل الماضي في "روند روبن أند سكوتش بار" التابع لفندق "ويلارد" المعروف بأنه بين الأفخم في واشنطن، ومعهما شلة من 10 أصدقاء.

أحد رواد البار ذكر للصحيفة فيما بعد أنهما كانا قريبين جدا من بعضهما في المربع الليلي، وأن كلوني "كان يحيطها بذراعه، أما هي فظهرت كأنها صديقته الخاصة" في إشارة منه إلى أنها Girlfriend بامتياز.

والمعروف عن كلوني أنه يملك قمرا اصطناعيا يتجسس به على القوات السودانية ليحذر عبره المدنيين بإقليم جنوب كردفان من أي هجمات محتملة ضدهم، وقد يكون ناشطا هذه الأيام مع المحامية علم الدين لاستخدام القمر نفسه، أو ربما إطلاق قمر آخر في الفضاء لمراقبة النظام السوري وما يفعله بمدنييه، إلا أن القلب الولهان معلق على الأرض بقمر آخر كما يبدو.

العربية نت في

26.02.2014

 
 

الفنان الأردنى منذر رياحنة:

هدفى تمثيل الأدوار كلها.. وأحمد زكى قدوتى

أميرة أنور عبد ربه 

بعد مشاركته فى مسلسل «خطوط حمراء» مع الفنان أحمد السقا، استطاع الفنان الأردنى «منذر رياحنة» أن يترك بصمة لدى الجمهور المصرى بأدائه التلقائى المتميز السلس، وهو ما ظهر فى فيلمه الجديد «جرسونيرة»، ليؤكد للكثيرين أنه الحصان الأسود الرابح القادم فى السينما المصرية خلال السنوات المقبلة.

وكان لصفحة السينما هذا الحوار..

·        «جرسونيرة» أول أفلامك السينمائية فى السينما المصرية.. فماذا تمثل لك التجربة؟

ــ سعيد جدا بأولى تجاربي، فهذا الفيلم يمثل حالة فنية خاصة لجميع المشاركين به، فالفيلم تدور أحداثه فى مكان واحد وحول ثلاث شخصيات، وهو ما يجعله تجربة مختلفة.

·        كونه يدور حول 3 شخصيات.. ألا تراها مغامرة لك؟

ــ بالتأكيد فهى مغامرة، ولكنها مملوءة بتحد من نوع مختلف، فأنا أعتبره فيلما« اجتماعيا» عائليا.

·        هل كنت تقصد تلك البداية المختلفة لك فى السينما؟

ــ بصراحة أنا كنت حريصا جدا على اختيار دور وفيلم مختلف يضعنى بشكل جيد، وعندما عرض على مخرج العمل هانى جرجس فوزى فيلم «جرسونيرة»تحمست له لأنه غير تقليدي، وهو ما كنت أبحث عنه فى أول تجربة.

·        قدمت فى الفيلم شخصية اللص المأجور.. فماذا فعلت للإلمام بالشخصية، خاصة أنها تحمل أبعادا نفسية؟

ــ بالفعل هو شخص غير سوى أحيانا تجدينه أبيض فتتعاطفين معه، و أحيانا أخرى أسود، وهو ما جعلنى أقوم بعمل بحث عن أشهر اللصوص فى العالم، واكتشفت أنهم يرتدون اللون الأخضر ومرجعيتهم من لون القوة.. أيضا قمت بعمل بحث عن الشيطان، وتخيلت أنه إنسان بداخله شيطان يريد أن يتحرر منه.

·        شخصيتك فى الفيلم أظهرت أنك تجيد فن الكوميديا.. فهل يمكن أن نراك فى بطولات لأفلام كوميدية؟

ــ أتمنى تقديم دور كوميدي، ولكن المهم أن أحب الدور الجيد الذى يناسبني. أنا أرفض التصنيف، فأنا أحب أن أكون ممثلا يلعب جميع الأدوار.

·        وكيف استطعت التغلب على لكنتك الأردنية وتعلم اللهجة المصرية؟

ــ لم أجد صعوبة فى اللهجة المصرية، ولكننى أيضا حصلت على كورسات فى اللهجة المصرية، وأنا اهتمامى ينصب على التمثيل وليس اللهجة!

·        بعض النجوم يضعون بعض المحظورات لقبول أى عمل يعرض عليهم.. فما هى محظوراتك؟

ــ ما يهمنى هو الحصول على سيناريو جيد، وأن يضيف الدور لي، أما إذا كنت تقصدين المشاهد الساخنة، فأنا أرى أنه لا يوجد شيء اسمه مشاهد ساخنة، ولكن المهم، هل تقدم فى إطار السياق الدرامى للعمل أم لا؟.

·        وكيف ترى السينما المصرية الآن؟

ــ عندما قدمنا «جرسونيرة» كان تحديا بالنسبة لنا، لأنه نوعية مختلفة وسط تلك الأفلام السائدة الآن، المشكلة فى المنتجين الذين لا يغامرون.. لذلك نطلب منهم أن ينتجوا أفلاما جيدة حتى نتغلب على ذلك.. وأنا متفائل لتقديم الأفضل فى الفترة المقبلة.

·        من هو الفنان الذى كنت تضعه نموذجا لك فى التمثيل؟

ــ سبق أن سألت عن ذلك فقلت إنه الفنان أحمد زكي.. فقالوا ليوالممثل الأجنبي؟ فقلت أيضاأحمد زكي، فهو أسطورة ـ رحمه الله.

الأهرام اليومي في

26.02.2014

 
 

الأغانى الشعبية بالسينما تدمر الذوق العام

عصام سعد 

الأغانى الشعبية فى السينما المصرية ليست ظاهرة جديدة ولكنها اختلفت من حيث الشكل والمضمون نظرا للتحولات المجتمعية، وأصبحت تستخدم كلمات مبتذلة تهدف لجذب جمهور معين من عشاق تلك الأغاني، من خلال توليفة سينمائية خاصة ازدادت خلال السنوات الأخيرة حتى أصبحت هى الظاهرة المنتشرة فى دور العرض السينمائي, حيث استعان بعض المنتجين بعدد من المغنين الشعبيين لتحقيق أرباح خيالية مستغلين حالة الركود السينمائى الذى أعقب الثورة..

أصبح للغناء الشعبى شكل ولون جديدان على النقيض تماما من الغناء الشعبى الحقيقي.. ذلك الغناء الذى قدمه احمد عدوية ومحمد العزبى ومحمد رشدى وغيرهم ممن تتلمذوا على ايدى شكوكو ومحمد عبد المطلب.. لا شك أن السينما المصرية اعتمدت على الأغنية الشعبية الجديدة فى نجاح العديد من الأفلام خلال السنوات الأخيرة والأمثلة كثيرة منها أفلام «حصل خير» و«جيم أوفر» و«الألماني» و«عبده موته» و«8 %» وغيرها من الأفلام التى أساءت للمجتمع المصرى بتدنى المستوى والألفاظ البذيئة التى تدمر الذوق العام، فهل يرتبط وجود مثل هذه الأغانى فى الأفلام بالحالة المزاجية للجمهور بغض النظر عن مستواها الاجتماعى ؟

يقول د. محمد شبانة أستاذ مساعد بالمعهد العالى للفنون الشعبيةإن الأغنية الشعبية موجودة فى السينما المصرية منذ الثلاثينيات من القرن الماضى وكانت مرتبطة بحركة التطور المجتمعى فى الاتجاه الايجابى حيث كان المجتمع ينشد التطور للأفضل ، وبدون شك كان هناك رأى عام تنويرى من قبل الأفراد المؤثرين من قادة التنوير فى مصر، ومن الممكن ملاحظة ذلك من خلال الأفلام التى كانت تعبر عن قيم المساواة فى المجتمع المصرى وكان هناك احترام للآخر وللطبقات الفقيرة باعتبار أن الفقر كان لا يبرر الانحدار الأخلاقى وظلت قيم الشهامة والكرم هى القيم السائدة فى الطبقات الشعبية فى القاهرة والإسكندرية، وأيضا المجتمعات الريفية فى الدلتا والصعيد فنجد محمد عبد الوهاب فى بعض الأفلام يغنى للفلاح وللبيئة الزراعية بشكل يحترم هذه البيئة ، وأرى أن هذا التحول نشأ من تحولات جوهرية فى بنية المجتمع المصرى بعد حرب 73 حيث تحولت القيم من القيم الإنسانية المتعلقة بالترابط الأسرى والعلاقات الإنسانية إلى منحى ارتبط بتحول الفكر الفردى إلى الاتجاه السلبي، إضافة إلى إعلاء القيم المادية وقيم الاستهلاك، وهذا له علاقة بالخروج من الوطن والسفر للبحث عن لقمة العيش وكذلك منهج الحكم فى مصر بعد الحرب والتحول الاقتصادى المسمى بالانفتاح، ويضيف لم تعد الدولة مهتمة بالإبداع الفنى سواء الموسيقى أو السينمائي، وبناء علية نشأت شركات الإنتاج الخاصة ورفعت المؤسسات المعنية يدها عن الإنتاج وبدأت محاولات صناعة النجم الذى يلتف حوله الجماهير بصرف النظر عن قيمته الفنية وهذا بغرض التسويق والحصول على أكبر ربح مادى سواء للفنان أو لشركات الإنتاج ، ومن هنا ليس من السهل التصدى لهذه الظاهرة لأنها تحتاج إلى تكاتف الجهود من قبل الجهات الرسمية المرتبطة بالعملية الإبداعية، بالإضافة إلى المؤسسات التربوية والتعليمية وبرامج الرأى .

الأهرام اليومي في

26.02.2014

 
 

الملتقى العربى للرسوم المتحركة يفقد أهدافه

د . مصطفى فهمى 

جاءت أغلبية اعمال الدورة السابعة للملتقى العربى للرسوم المتحركة بمنطقة السيدة زينب.. ذات مستوى فنى متميز الجودة .ولعل ما جذب الانتباه مستوى الأفلام السعودية ضيف شرف هذا العام من حيث التكثيف ، وبث الرسائل المليئة بالقيم لتعليم الأطفال .

اتسمت غالبية الأعمال المشاركة أيضا بمراعاة المبادئ فى أفلامها ،لنجد أن مخرجى الرسوم المتحركة يهتمون بتشكيل وعى الطفل ، لذلك جاء اختيار المكان موفقا من الناحية الجغرافية لتوعية أطفال المناطق الشعبية.

لكن يؤخذ على الملتقى وإدارته، عدم تحقيق كافة أهداف الحدث ..من نشر تيار الوعى العام والاستنارة بأهمية فن الرسوم المتحركة ، الارتقاء بالذوق الفنى لدى المتخصصين فى صناعة أفلام الرسوم المتحركة ، وتبادل الخبرات عن طريق لقاء الثقافات الأخرى من خلال الاحتكاك بنوعيات متعددة من العروض والأعمال..لم يتحقق هذا الهدف لأن الكثيرين من صناع هذه النوعية من الأفلام غابوا عن الحضور عدا قلة من اصحاب الأعمال المشاركة.

وتسبب ذلك فى فقدان التعاون والتواصل العربى المصرى بين الجهات المنتجة والمبدعين العاملين فى صناعة الرسوم المتحركة ، ووضح ذلك فى ملمحين هامين .أولهماندوة السينما السعودية التى أقيمت بمركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا التى شهدت حضورا ضعيفا جماهيريا ، وشبه منعدم للمتخصصين ،إلى جانب ضعف مستوى الندوة التى أعقبت عرض الأفلام، لعدم وجود تفاعل حى من الجمهور الذى كانت اغلبيته من العاملين لتشغيل الأفلام.

ثانى الملامح يأتى فى تساؤل هوكيف يتم فتح أسواق جديدة ، ولا يوجد سوق للفيلم أساسا ضمن الفعاليات؟و كيف يتم التسويق دون حضور المخرجين ، والمنتجين؟

لذا يحتاج الملتقى إلى إعادة نظر من المسئولين لتقييم التجربة ،خاصة أنها أتمت عامها السابع وتتجه نحو الثامن ، ولابد من تحقيق الأهداف التى وضعها منظمو المهرجان ، وإلا فلماذا يتم تفعيله كل عام طالما أن الهدف من إقامته لم يتحقق.

الأهرام اليومي في

26.02.2014

 
 

سهير عبدالقادر تتسبب فى أزمة

بين مهرجانى «القاهرة» و«كان» السينمائيين

كتبت- آية رفعت 

تقع إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى مشكلة جديدة وخلاف مع رموز الإدارة الماضية، حيث أعلن الناقد سمير فريد رئيس المهرجان فى دورته القادمة الـ36 أنه قد أرسل منذ أيام إلى إدارة سوق مهرجان كان السينمائى لحجز مكتب خاص باسم المهرجان للحصول والاتفاق على أفلام جديدة ولكنه فوجئ برد من إدارة المهرجان الفرنسى، والذين أكدوا فيه وجود حجز لمكتب باسم مهرجان القاهرة بالفعل تم منذ شهر نوفمبر الماضى وهذا تحت اسم سهير عبدالقادر نائب رئيس المهرجان السابقة والتى لا تمت حاليا بأى صلة للمهرجان، وقد عبر الناقد سمير فريد عن استيائه من هذا الفعل، وقام بإرسال خطاب رسمى إلى وزير الثقافة د.صابر عرب والذى قال إنه ليس مسئولا عن ما فعلته عبدالقادر خاصة أن الحجز ليس باسم وزارة الثقافة، بينما ردت سهير عبدالقادر أن هذا الأمر فعلته بناء على اختصاصاتها كنائبة لوزير الثقافة. وقد أعلن سمير فريد فى بيان رسمى ما حدث خلال الأيام الماضية ونشره أثناء انعقاد اجتماع للجنة السينما بوزارة الثقافة مساء الاثنين الماضى، وأقرت اللجنة بطلب ارسال خطاب رسمى إلى الوزارة تطالب فيه بحل الموقف وارسال اقرار منها إلى إدارة سوق كان لسحب الحجز السابق.

ومن جانبه قال د.أحمد ماهر عضو مجلس إدارة مهرجان القاهرة إنه مهرجان كان قد أرسل لهم بطلب تحديد موقف نهائى وحل الخلافات فيما بينهم للوقوف على اسم الجهة المختصة بحجز المكتب مؤكدا أن سهير عبدالقادر ليست لها أى صفة للبت فى أمر المهرجان منذ انتهاء مهامها كنائب لرئيس المهرجان فى دورته الـ35 التى عقدت فى عام 2012 وأنها قامت بإرسال حجز لمكتب المهرجان بكان باسم وزارة السياحة وليست الثقافة مما يعتبره أسلوبا غريبا.

روز اليوسف اليومية في

26.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)