كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

بطولة جون كوزاك وإخراج دايفيد جروفيش

«رجل الحقيبة» روبرت دونيرو رائع حتى لو كان شريراً

عبدالستار ناجي

 

«تاجر الشنطة» أو «رجل الحقيبة» او «التاجر المتنقل» مصطلح يعرف في أميركا بالشخص الذي يقوم بالاعمال القذرة، بالذات فيما يتعلق بجمع الاموال القذرة لعصابات المافيا، وقد انتشر هذا المصطلح لاحقا، ليشمل العناصر الفاسدة في الدوائر الانتخابية في الولايات المتحدة.

ولطالما شاهدنا هذه الشخصية في العديد من الاعمال السينمائية، وهنالك نجوم برعوا في تقمص هذه الشخصية بينهم جيمس كان، ولربما الاكثر شهرة هو آل باتشينو في فيلم «سيربيكو 1979، حيث تعرية الشرطة الفاسدة.

ونذهب الى فيلمنا الجديد «رجل الحقيبة» الذي اخرجه دايفيد جروفيش، وله من ذي قبل فيلم «فري رنر 2011 وهو يقوم هنا بكتابة السيناريو الى جوار بول كونواي الذي عرف ممثلا وكاتبا، ومن ابرز اعماله التي كتبها «لوس انجلوس انا اكرهك» معتمدين على قصة بعنوان «موتيل» لجيمس روسو.

محور الحكاية يعتمد على قاتل فاجور، يكلف بمهمة اغتيال اشخاص عدة، يقوم بالدور النجم الاميركي جون كوزاك الذي يتم تكليفه من قبل درانجا «روبرت دونيرو» وهو مجرم محترف، يطلب اليه ان يقتل بعض الاشخاص، واحضار حقيبة، والاستقرار في «موتيل» غير الاطوار، ينتظر وصول درانجا وسط كم من الاحداث والمغامرات والحكاية، محافظا على «حقيبة» لا يعرف عنها اي شيء كل ما يعرفه ان «الموت بداخلها»، كما اخبره من كلفه بالمهمة ونعني «درانجا».

في لحظة شاردة من الزمن، يقرر ذلك الرجل، ان يتحرك بأسلوبه، وليس بأسلوب الوصايا التي فرضت عليه، والتعليمات التي يتحرك من خلالها، فماذا تكون النتيجة؟

لا أريد هنا ان أتحول، الى حكواتي، يسرد القصص بقدر ما هي دعوة الى استفزاز الوعي، للمشاهدة والمناسبة، خصوصا، ونحن في مباراة عالية المستوى في التمثيل والتقمص، يقودها احد اهم اساتذة التمثيل في العالم النجم الاميركي روبرت دونيرو، الذي يدهشنا حتى لو كان شريرا، ويأسرنا اداؤه حتى لو كان مجرما، لاننا نعلم جيدا باننا امام ممثل رفيع المستوى عالي الكعب.

احداث الفيلم تجري خلال ليلة واحدة مليئة بالغموض والاسرار والحكايات بالذات حكايات بائعة الهوى الذي تقيم في «الموتيل» وهي «ريفكا» التي تجسدها النجمة البرازيلية الجميلة ربيكا دا كوتيا.

وشاهدناها في افلام عدة ومنها «سفن بلو» و«تجاوز الحافة» و«كنز بلاك جاكر».

تنشأ علاقة بين تلك الفتاة ذلك القاتل الذدي ينتظر سيده فمن هي هذه الفتاة ومن يحركها؟

ولماذا هذا الفندق ومن يديره ومن يوصل جميع الشخصيات الى حافة المواجهة والخروج من الهيمنة.

فيلم يلعب على اوتار الاغواء والثقة والمقدرة على السيطرة على الاحداث وحتى وهي تبلغ حد المواجهة، والحكاية كلها «حقيقة» وقرار ومهمة ورغبة في الانعتاق فكيف تكون المواجهة انها الوصول الى حد التطرف في كل شيء.

جون كوزاك يبلغ مرحلة عالية المستوى في تقمص الشخصية وتطوير مفرداتها وفك رموزها وشفراتها لبلوغ لحظة المواجهة الصعبة امام نجم يعشقه جمهور السينما حول العالم، الا هو روبرت دونيرو المذهل الذي ينتقل من شخصية الى اخرى، وكأنه كتبت له وحده لا شيء، الا لانه يجيد حرفة ويعرف جيدا الكيفية التي يرتدي بها الشخصية ليدهشنا حتى لو كان وجه الشر.

في الفيلم لغة بصرية عالية، يقف خلفها مدير التصوير ستيف مايسون الذي صور افلام «رغبة 2003» وهارش تايمز 2005.

اما الموسيقى التصويرية التي تأتي ضمن سباقات العمل فهي للموسيقار توني موراليس وادوار روجرز وفي تعاون يزيد من ايقاع الترقب في مشهديات الفيلم.

ونصل النهاية متسائلين.. ماذا يعني الخروج من الهيمنة؟

النهار الكويتية في

25.02.2014

 
 

في فيلم «الناجي الوحيد»

السينما الأميركية لا تنسى معارك أفغانستان.. ولا تخجل من الدعوة للقتل 

المعارك التي يخوضها الجيش الأميركي خارج الحدود مازالت مادة خصبة للأفلام الأميركية.. أحدثها فيلم «الناجي الوحيد» للمخرج بيتر بيرج المأخوذ عن كتاب بنفس العنوان كتبه الضابط الأميركي ماركوس وحقق أعلى المبيعات عام 2005. فقد كان في مهمة قتالية بجبال أفغانستان مع مجموعة من الجنود قتلوا جميعاً ولم يبق على قيد الحياة سوى ماركوس. كتب قصته في كتاب في ذلك العام وكتب بيتر بيرج السيناريو وأخرج الفيلم الذي يشاهده الجمهور هذا الأسبوع.

الفيلم يعود بنا الى الوراء 9 سنوات عندما كانت القوات الأميركية تحارب الارهاب في أفغانستان بعد اسقاط نظام طالبان. قرر القادة في قاعدة «باجرام» في جلال آباد البدء في تنفيذ عملية «الأجنحة الحمراء» وهي تهدف اما الى اعتقال أو قتل أحمد شاه مسعود أحد زعماء طالبان ويتم انزال عناصر المارينز في منطقة هندوكوش بأفغانستان وهي منطقة جبال صخرية وعرة. لكن عناصر طالبان تكشف وجود الجنود الأميركيين وتدور معركة يتم فيها القضاء عليهم جميعاً ماعدا ماركوس الذي نجا بحياته وقد أنقذته احدى القبائل الأفغانية المناهضة لطالبان.

اهتم سيناريو بيتر بيرج بالتركيز على بطولة المواطن الأميركي العادي عندما يقوم بدور الجندي الذي يحارب خارج بلاده من أجل قضية انسانية للقضاء على الارهاب الذي يقتل البشر هنا وهناك. وهي الخطة التي بدأها جورج بوش الابن بعد 11 سبتمبر 2001. ولكن جاء أوباما وقام بتغيير تلك الاستراتيجية بان يساعد الارهابيين لتولي الحكم في بلادهم في مقابل التوقف عن الحرب ضد أميركا أو استهداف المصالح الأميركية في العالم. ولا يخجل الفيلم من الدعوة الصريحة لقتل الأفغان سواء كانوا مقاتلين أو من رعاة الغنم أو كبار السن. حتى لا تقع القوات الأميركية في الكمين ويواجهوا القتل الجماعي. ومرة أخرى يؤكد الفيلم بسالة الجندي الأميركي وشجاعته في مواجهة الموت. وعندما يقع ماركوس في الأسر يقوم الأفغاني محمد غولاب بحمايته ويعيده الى القوات الأميركية. ابتعد المخرج بيتر بيرج عن السياسة تماماً في فيلمه. وهو عكس ما فعلته المخرجة كاترين بيجلو في فيلمها «خزانة الألم» عام 2009 و«نصف ساعة بعد منتصف الليل» عام 2012. لأنها عرضت خلال الفيلمين عمليات عسكرية ناجحة للجيش الأميركي. ولكن في اطار درامي ومن خلال قصص انسانية لأبطال العملية العسكرية. بينما اكتفى بيتر بيرج في فيلمه «الناجي الوحيد» بسرد تفاصيل عملية «الأجنحة الحمراء» ونجاة ماركوس ولم يربط ذلك الحدث بالسياسة كما فعلت كاترين بيجلو من قبل مرتين. تألق الممثل مارك والبيرج في دور ماركوس وان كان المشاهد لا يعرف سوى أنه ملازم بالجيش الأميركي يقوم بمهمة سرية في أفغانستان كذلك تألق زملاؤه تايلور كيتش واميل هيرش وبن فوستر وايريك باناه وجميعهم حرص السيناريو على اخفاء الجانب الشخصي في حياتهم. ويبقى في النهاية التساؤل حول تحولات السياسة الأميركية التي انتقلت من الحرب المباشرة ضد الارهاب الى ادانة الجيوش الوطنية التي تحارب الارهابيين. ولكن الفيلم لا يشير اطلاقاً الى المفارقات السياسية من هذا النوع.

النهار الكويتية في

25.02.2014

 
 

جاؤوا للمشاركة في الأعياد الوطنية

فنانو مصر: شكراً للكويت الحبيبة.. على وقفتها معنا

شريف صالح 

استقبل فندق الهوليداي ان ـ السالمية فناني مصر الذين جاؤوا للمشاركة في مهرجان «كلنا في حب الكويت» في دورته التاسعة. وعبر الفنانون فور وصولهم، عن سعادتهم الكبيرة بمشاركة الكويت أعيادها الوطنية وقالوا: جئنا جميعاً كي نقول للكويت الحبيبة شكراً على وقفتها الى جانب مصر في الظروف الحالية».

ولقي النجوم حفاوة بالغة من ادارة الفندق التي استقبلتهم بباقات الورد، كما التقطوا العديد من الصور التذكارية مع جمهورهم، رغم تعب السفر. وضم الوفد السفير ناصر حمدي رئيس هيئة تنشيط السياحة، والنجوم: نيللي، أحمد بدير، محمود قابيل، محمد رياض، منال سلامة، مجدي كامل، غادة ابراهيم، المخرج عمر عبد العزيز والشاعر عوض بدوي.

وقبيل المؤتمر الصحافي مع وسائل الاعلام حرص السفير المصري لدى الكويت عبد الكريم سليمان على الالتقاء بالوفد والترحيب به. بعدها بدأت فاعليات المؤتمر الصحفي بحضور يوسف العميري رئيس بيت الكويت للأعمال الوطنية، الجهة الراعية لمهرجان «كلنا في حب الكويت».

في البداية قالت الفنانة نيللي: جئنا كي نقول للكويت الحبيبة الرائعة شكراً من القلب لوقوفها الى جانب مصر الخير.. وحلم حياتي ان نتجمع جميعاً كعرب.. الكويت والسعودية والامارات والبحرين والأردن. وأشارت الى أنها انتهت أخيراً من تصوير «أوبريت» وطني بمشاركة عدد كبير من النجوم منهم أحمد بدير والهام شاهين وآمال ماهر.

الشاعر عوض بدوي قال: أشعر بسعادة كبيرة وأنا بين أهلنا في الكويت ولم أشعر أنني غادرت مصر.. بل جئت من بيتي الى بيتي لأشارك الكويت أعيادها وأرد الجميل لها لوقوفها مع مصر.. و «مصر والكويت ايد واحدة» ضد أي معتد أو فئة ضالة.

النجم محمود قابيل قال: هذه تحية من مصر للأشقاء في الكويت.. وشكراً ليوسف العميري على توجيه الدعوة لنا وهي تجربة كلها حب وتواصل وكذلك الشكر للسفير ناصر حمدي على جهده الكبير.. وجئنا كي نؤكد ان أعياد الكويت مهمة لمصر ونحيي الكويت على موقفها من الأزمة التي نمر بها حالياً.

بدورها قالت الفنانة منال سلامة: فرحتنا كبيرة بدعوة بيت الكويت للأعمال الوطنية وسعداء بوجودنا في بيتنا الثاني وأي فرح للكويت هو فرح لمصر.. وأقول لكل أصدقائي هنا ان مصر في أمن وأمان.. فبحكم عملي أخرج وأعود متأخرة ولم أشعر بأي خوف.. والحياة طبيعية جداً في صالات السينما والمقاهي والمسارح.. فأهلا بالأصدقاء في مصر في أي وقت.

وأكدت سلامة أيضا ان الفنانين المصريين لا يترددون عن أي عمل لمصر، وشاركوا بالفعل في العديد من الرحلات لتنشيط السياحة داخل وخارج مصر.

النجم أحمد بدير قال: للكويت معزة كبيرة في قلوبنا ومعزة خاصة عندي.. فأول مسرحية من بطولتي عرضتها هنا في الكويت هي «الصعايدة وصلوا» وشاركت في أكثر من عمل مسرحي مع أصدقاء وزملاء من الكويت.. ونحن جئنا ضمن الوفد لنؤكد ان مصر بلد الأمن والأمان ونشكر الكويت العظيمة على مساندتها لنا. وبطريقته المازحة قال: «وأخويا يعمل هنا من 30 سنة كادوه للكويت». ورداً على سؤال حول ما تعيشه مصر من ظروف قال بدير: هناك مخربون لهم أغراض دنيئة للاساءة الى مصر ونحن هنا كي نقول للتنظيم الارهابي انكم لن تنتصروا على شعب مصر.

من جانبه قال المخرج عمر عبد العزيز: أشكر يوسف العميري على الدعوة الكريمة وكذلك السفير عبد الكريم سليمان.. وأؤكد أننا جئنا لتهنئة الكويت بأعيادها ونشكر موقفها المتوقع ولا ننسى الدم المصري الذي امتزج مع الدم الكويتي في حرب تحرير الكويت وفي حرب أكتوبر. وبصفته وكيل نقابة السينمائيين ورداً على سؤال حول دور الفنانين في الوقت الحالي أكد عبدالعزيز أنه يجري الاعداد من خلال اتحادات النقابات الفنية لاقامة حفلات يشارك فيها معظم المطربين العرب تقوم بجولات عربية.

الفنان مجدي كامل قال: هذه أول زيارة لي للكويت البلد الذي لها مكانة خاصة في نفوسنا.. وعلى المستوى الشخصي أختي وزوجها يعيشان هنا.. ومنذ وصلت الى المطار وأشعر أنني فعلاً في بلدي وأتذكر ان الكثير من أصدقائي في الكويت كانوا زملاء لي في معهد الفنون المسرحية في مصر.. وأتمنى ان شعب الكويت كله يزور مصر لتنشيط السياحة وأشكر الكويت على دورها الكبير في انعاش اقتصاد مصر.

النجم محمد رياض وجه الشكر أيضاً للعميري والسفير سليمان وأضاف: كانت لي زيارات كثيرة الى الكويت وأعمال فنية مشتركة مع زملاء وأصدقاء.. لكنني أزورها اليوم كمواطن مصري بعد موقفها العظيم في وقت الشدة فلأول مرة أشعر فعلا ان كلمة «الأشقاء العرب» لها معنى وأننا لسنا وحدنا الا بعد موقف الكويت والسعودية والامارات.

الفنانة غادة ابراهيم عبرت عن سعادتها بزيارة الكويت للمرة الأولى والمشاركة في وفد فني، يقوم بعمل وطني نبيل.. وأكدت ان علاقات المحبة بين مصر والكويت قديمة جداً وان فناني الكويت لهم معزة خاصة في قلبها منذ ان كانت طفلة وهي تحضر حفلاتهم في رأس السنة.

أما يوسف العميري فوجه الشكر والتحية للفنانين على تلبية الدعوة وتحمل معاناة السفر وترك التزاماتهم الفنية للمشاركة في أعيادنا الوطنية.. كما وجه الشكر لوزير السياحة المصري على جهودها في تنشيط السياحة وأكد ان مصر بأمن وأمان رغم الارهاب الأسود.

النهار الكويتية في

25.02.2014

 
 

يفتح المجال أمام إبداع جديد

السينما المسـتقلة “هرج ومرج “ فرش وغطا ” ”فيلا 69” وأخيرا “لامؤاخذة”

تقرير: عبير سري 

بعد ما “الاهالي” تابعت النجاح الجماهيري الذي حققه فيلم لامؤاخذة لعمرو سلامة وفيلم فيلا 69 للمخرجة ايتن امين من اهم الافلام التي خرجت من رحم السينما المستقلة  وكذلك “هرج ومرج “وفرش وغطا “واستطاعت ان تحصد العديد من الجوائز في المهرجانات الدوليه

“الاهالي” فتحت ملف السينما المستقلة، وسألت صناعها عن اهم ما يميز السينما المستقلة وعن سبب مشاركتها في العديد من المهرجانات وعن ما اذا كانت هي الحل بالنهوض بالسينما المصرية.. وهل فعلا ستغير السوق المصري ام لا .. ؟؟؟؟

نجحت الأفلام المستقلة خلال الفترة الماضية فى فرض حضورها بقوة فى السينما المصرية بعد أن حققت المعادلة الصعبة مابين مناقشة قضايا المجتمع وبين جذبها للجمهور وباتت السينما المستقلة فى الفترة الأخيرة ترفع رأس مصر فى الخارج واصبحت هي الممثل الأكثر فاعلية ووجودا فى أغلب المهرجانات السينمائية، فى الوقت الذى غابت فيه الأفلام الأخرى التى أصبح كل همها هو الحصول على الربح من خلال المشاهد

 و السينما المستقلةهي تسمية للأفلام السينمائية التي يتم إنتاجها خارج منظومة الاستوديوهات وشركات الإنتاج والتوزيع الكبرى التي تتحكم في هذه الصناعة

 وعن رأي المخرجة مريم ابو عوف فقالت ان السينما المستقلة قليلة التكلفة الإنتاجية، ولا تعتمد على شركات الإنتاج، قائلة الأفلام المستقلة تعتمد على الجهود الذاتية، مضيفة أن الأفلام المستقلة سوف تصل إلى العالمية مثلما وصلت الأفلام المستقلة فى العالم كله إلى مهرجانات عالمية. وأوضحت أن إنقاذ صناعة السينما يحتاج إلى “ضمير” من العاملين فى الصناعة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مضيفة أن السينما فن ورسالة  وعلى من يقدمون هذه الأفلام عليهم بذل كل ما فى وسعهم للنهوض بالذوق العام لأن ذلك سيحل بدوره المشاكل التى تواجه الفيلم المستقل، والتى تتمثل فى التوزيع والتمويل

واضافت مريم ابو عوف، أن ابتعاد الأفلام التجارية عن المهرجانات الدولية جاء نتيجة سعيها وراء الربح المادى فقط، بعكس نوع آخر من الممكن أن نطلق عليها سينما المؤلف التى تحمل رؤية خاصة للمخرج وذات الموضوعات الجادة فى الوقت الذى لا تشارك فى المهرجانات كونها لا تحقق المعيار الفنى الذى بمقتضاه يتم اختيارها.

الناقد طارق الشناوي يرى أن السبب وراء  تواجد الأفلام المستقلة فى المهرجانات الدولية يعود إلى تميزها واختلافها عن السينما التجارية، التى تعودنا عليها، بالإضافة إلى انحصار منتجى الأفلام التجارية فى أفكار معينة وتكرارهم لنفس الافكار.

وأوضح الشناوي  أن مشاركة السينما المستقلة فى المهرجانات ليست بالشيء الجديد عليها، كما أن هناك استفادة معنوية من تلك المشاركة بعرض ثقافة بلدك على جمهور مختلف.

وأضاف  الشناوي  السينما المستقلة ليست قادرة بمفردها على إنقاذ السينما المصرية مما تعانيه، أو على الأقل المساهمة فى خروجها من أزمتها، لأن نسبة ليست قليلة مما تنتجه السينما ينتمى لما نطلق عليه الأفلام التجارية، ومن الممكن أن تصبح الأفلام المستقلة بديلة للسينما التجارية، إذا أقنعنا نجوم الصف الأول والمنتجين والمخرجين بالتعاون مع هذه النوعية لكى تحظى باهتمام مثل باقى النوعيات الموجودة على الساحة الفنية ويتعرف عليها الجمهور، وتخرج من إطار سينما المهرجانات.

وأوضح ايضا  أن مخرجى السينما المستقلة يشعرون بحرية أكبر وتحرر أكثر من القيود فى تناول موضوعاتهم وأفكارهم، لذا نجدها سينما غير تقليدية، وهو ما يجعل تلك النوعية لا تنتهى عند عرضها فى دور العرض وعدم نجاحها تجاريا فهى لا تلتفت لشباك التذاكر، وإنما تواجدها الحقيقى فى المهرجانات والعروض الخاصة، والقنوات الفضائية من الممكن أن تعوضها.

تؤكد المخرجة هاله خليل  أن من أسباب ظهور السينما المستقلة هو أن السينمائيين أصبحوا يبحثون عن طرق مغايرة لعمل أفلامهم. فنحن نشعر بأننا مطرودون من السوق من أصحاب رءوس الأموال والمسيطرين على السينما بالإضافة إلى سوء الدعاية والتوزيع بسبب قلة الخبرة، وأضافت أيتن الأفلام المستقلة لها جمهورها الخاص والدليل هو تحسن موضوع طرحها فى السوق، حيث كان الفيلم يظل لمده أسبوع واحد ومع الوقت سوف يستمر العرض لفترات أطول. وأشارت إلى أنه لكى نصل للجمهور لابد أن نغير أساليب الدعاية بحيث نعتمد على الصور الفوتوغرافية. وكواليس الأفلام والإعلان عن الجوائز التى حصل عليها الفيلم بالإضافة للفيس بوك وتويتر وغيرها من الوسائل الدعائية ، كما يجب وضع خطة لكل فيلم على حدة حيث أن كل فيلم له قصة مختلفة ويناقش موضوعا مختلفا

الأهالي المصرية في

25.02.2014

 
 

«زي النهارده»..

وفاة الفنان أحمد عقل 25 فبراير 2008

كتب: ماهر حسن 

هو الموظف الحكومي في مجمع التحرير الذي يتهرب من مسؤوليات وظيفته بالصلاة في فيلم «الإرهاب والكباب»، وهو شرطي المرور الوطني المتعاطف مع الموقف الوطني لبطل الفيلم ضد إسرائيل في فيلم «السفارة في العمارة»، وهو صاحب الدور المميز في فيلم «أمريكا شيكا بيكا» هذا هو الفنان الراحل أحمد عقل المولود في الثالث من أغسطس 1938 في محافظة الدقهلية.

شارك «عقل» في عدد كبير من الأعمال المسرحية والتليفزيونية والإذاعية والسينمائية، وكان من الفنانين المهتمين بالدراسة من خلال الدورات التدريبية التي تنظمها وزارة الثقافة مع الدول الأوروبية لتنمية القدرات الفنية للممثلين المصريين.

قدم العديد من الأعمال مع المخرج المسرحي الكبير سمير العصفوري، الذي قال إنه أصبح ممثلا لاغنى عنه في كثير من الأعمال وكان عقل قد بدأ نشاطه المسرحي مع المخرج سمير العصفوري في مسرح الطليعة عام 1974‏ حيث قدما معا «الملك معروف».

وكان آخر عمل جمعهما هو «اعترافات مجنونة»، ومن أفلامه الشهيرة الأخرى فيلم «ديل السمكة» و«فيلم ثقافي»، و«الحاسة السابعة»، و«اللعب مع الكبار»، و«الهروب»، ومن مسلسلاته التليفزيونية الأخرى مسلسل «يتربى في عزو»، و«أحلامك أوامر».

ومن مسلسلاته الإذاعية مسلسل «غريب في بلاد غريبة»، وقد توفي «زي النهارده» 25 فبراير 2008 في مستشفى دار الفؤاد.

«أوباما» يأسف لوفاة الممثل والمخرج هارولد راميس

كتب: إفي 

توفي الممثل الكوميدي والمخرج الأمريكي هارولد راميس، الذي اشتهر بأفلام مثل «صائدو الأشباح» و«يوم جراوندهوج» في منزله بشيكاجو، عن 69 عامًا بعد مضاعفات نتيجة مرض نادر بالأوعية الدموية. 

وقال مدير أعماله إن «راميس» الذي عانى من المرض النادر منذ عام 2010 توفي صباح الاثنين محاطًا بأفراد عائلته.

في السياق نفسه، أعرب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الثلاثاء، عن أسفه لوفاة الممثل والمخرج، هارولد راميس، الذي وصفه بأنه «عبقري في مجال الكوميديا».

وقال «أوباما» وزوجته «ميشيل» في بيان لهما: «لم نضحك فقط حتى التعب، بل تعرفنا معه على الهوامش الجانبية ودافعنا عن الخاسر، ومع كل هذا لم نفقد أبدًا الإيمان في النهايات السعيدة».

وذكر «أوباما» أن «راميس» كان يعتبر من أكبر الساخرين"في مجاله.

ونقل «أوباما» وزوجته تعازيهما لزوجة وأبناء وأحفاد «راميس» وكل من شعر بالإلهام نتيجة لأعماله.

الإثنين 24-02-2014 21:53 | 

وفاة الممثل والمخرج هارولد راميز عن 69 عامًا

كتب: بوابة المصري اليوم

ذكر موقع «فاريتي» السينمائي أن الممثل والمخرج الأمريكي هارولد راميز توفي في وقت مبكر من صباح الاثنين عن 69 عامًا، وذلك بمضاعفات متصلة من التهاب الأوعية الدموعية التي ظل يعالج منها خلال السنوات الأربع الأخيرة.

وبدأ «راميز» مسيرته كممثل، في عدد من الأدوار بالتلفزيون والسينما، أشهرها مشاركته في بطولة جزئي فيلم Ghostbusters أمام بيل موراي.

ولكن البصمة الحقيقية لـ«راميز» حدثت عند دخوله لمجال الإخراج السينمائي، وفي صنفه الكوميدي المفضل، حيث قدم 11 فيلمًا، على رأسها فيلمه Groundhog Day مع بيل موراي عام 1993، وكذلك فيلما Analyze This وAnalyze That مع بيلي كريستال وروبرت دينيرو.

وكان آخر أعمال «راميز» هو إخراج فيلم Year One عام 2009، و4 حلقات من المسلسل الشهير The Office، قبل أن يبتعد عن العمل منذ 2010 بسبب مضاعفات المرض.

المصري اليوم في

25.02.2014

 
 

الفيلم الأميركي (فطور عند تيفاني) في (شومان)

عمان - الرأي 

يعدّ فيلم «فطور عند تيفاني» الذي تعرضه مؤسسة شومان الساعة السادسة والنصف مساء اليوم الثلاثاء واحدا من بين أفضل أفلام الممثلة أودري هيبيرن، واشهر أفلام مخرجه بلاك إدواردز الذي حققه العام 1963.

يستند الفيلم «فطور عند تيفاني» الى رواية قصيرة للكاتب ترومان كابوتي الذي تحولت رواياته وقصصه إلى العديد من من الافلام السينمائية، وجاءت شخصية بطلة الرواية تحاكي شخصية الزوجة السابقة للكاتب والمؤلف المسرحي الأميركي المتحدر من أصل أرمني وليام سارويان.

الشخصيتان المحوريتان في فيلم «فطور عند تيفاني» هما كل من الشابة هولي جولايتلي (الممثلة أودري هيبيرن)، وهي شابة جميلة وأنيقة، ولكنها ذات شخصية مشوشة تجمع بين العديد من المتناقضات، والكاتب المكافح بول فارجاك (الممثل جورج بيبارد). 

ويستمد فيلم «فطور عند تيفاني» اسمه من محل المجوهرات الشهير «تيفاني»، وهو معلم من معالم مدينة نيويورك. وقد دأبت بطلة القصة هولي جولايتلي على التردد على هذا المحل في الصباح واستعراض معروضات واجهة المحل من الخارج للتمتع بمشاهدة تصميماته الجميلة من الألماس والذهب والمجوهرات الأخرى، وينتهي الفيلم بنهاية سعيدة متوقعة في معظم الأفلام الرومانسية الكوميدية.

يجمع فيلم «فطور عند تيفاني» بين العديد من مقومات الفيلم المتميز، كقوة الإخراج على يد المخرج المخضرم بليك إدواردز وسلاسة السيناريو والحوار وبراعة الموسيقى التصويرية. ويشتمل الفيلم على واحدة من أجمل وأشهر أغاني الستين سنة الماضية هي أغنية ( مون ريفر)، التي تقدمها أودري هيبيرن، علما بأنها ليست مغنية. 

كما يتميز فيلم «فطور عند تيفاني» بقوة أداء الممثلة أودري هيبيرن وتجسيدها العفوي الطبيعي لشخصية بطلة الفيلم هولي جولايتلي، وبجاذبيتها الشخصية وحضورها القوي على الشاشة الذي يهيمن على أحداث الفيلم، وبخفة دمها المألوفة التي حببتها إلى ملايين المعجبين في سائر أنحاء العالم. 

رشح فيلم «فطور عند تيفاني» لست عشرة جائزة سينمائية وفاز بثمان منها شملت اثنتين من جوائز الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية وأفضل أغنية، وهي أغنية )مون ريفر).

الرأي الأردنية في

25.02.2014

 
 

متى تصل السينما المصرية إلى منصات تتويج المهرجانات العالمية؟

تحقيق ــ محمد عدوى

رغم ان السينما المصرية من السينمات العريقة، والعمل بها كان مع بدايات ظهور فن وصناعة السينما فى العالم، فإن سينمات اخرى اقل عراقة ليس لها باع فى عالم الفن السابع استطاعت ان تصل إلى منصات التتويج العالمية وآخرها السينما الصينية التى حصدت دب برلين الذهبى.. وهو الشىء الذى نبحث له عن تفسير فى هذا التحقيق عند النقاد والمتخصصين الذين يحاولون الاجابة على سؤال: متى تصل السينما المصرية إلى منصات تتويج المهرجانات العالمية؟

الناقد مصطفى درويش يضع يده على بعض النقاط ويقول: السينما المصرية قديمة وعريقة، ومع ذلك متعثرة فى خطواتها ولم يحدث مع اى تطور اجتماعى أو سياسى ان نهضت وقفزت إلى الامام. فمثلا السينما الصينية انتكست فى اوقات ماوتسى تونج لكنها سرعان ما استردت عافيتها واصبحت اكثر انفتاحا على العالم بعد ان ضربوا بالرقابة عرض الحائط اصبحوا حديث العالم ولديهم مواهب حقيقية يقومون بدعمها لكننا نحارب مواهبنا وشادى عبدالسلام مثال. والسينما المصرية تعانى من مرض عضال ومزمن منذ بدايتها وهو مرض الاستسهال والتقليد وللأسف التقليد للسينما الامريكية والسيئة منها ايضا فمعظم صناع السينما المصرية لايشاهدون الا الافلام الرديئة وشركات التوزيع لاتجلب لنا الا افلام السوق ففيلم مثل نبراسكا الامريكى مثلا لم نره فى مصر رغم انه من اهم افلام السينما هذا العام والمؤسف اننى علمت ان طلاب معهد السينما لا يرون هذه الأعمال ولايحتكون بأفلام اخرى غير المتاح ولا يبذلون مجهودا فى الاطلاع على السينما المختلفة واغلب الظن انهم يهتمون بالمسلسلات اكثر! وشركات الانتاج لدينا لا تهتم الا بالعمالة التجارية والانتاج الجيد مستحيل اصلا.

ويضيف درويش: الطريق من بداياته غير ممهد لوصول افلامنا إلى منصات تتويج المهرجانات، واجهزة الدولة لا تمهد هذا الطريق وشركات الانتاج لاتفضل السينما المختلفة التى يمكن ان تصل إلى المهرجانات وتفضل عليها السينما السائدة وصناع السينما اصلا ليس لديهم اى نية لتقديم افلام مختلفة تشكل علامة فارقة ويفضلون الافكار الجاهزة والحقيقة ان هذه الامراض لن تشفى الا من خلال جيل جديد يرى ان السينما عمل مهم ويجتهد ليضع افلامه فى هذه المنصات.

المخرج محمد كامل القليوبى يرى ان المعادلة سهلة والوصول إلى منصات تتويج المهرجانات مرتبط بأشياء اخرى ويقول: عندما تجد مصر كدولة على منصات تتويج الأولمبياد الرياضية وتجدها فى اهم المراكز العلمية سوف تجدها على منصات تتويج المهرجانات، ونحن كنا قديما نذهب إلى المهرجانات العالمية وكان لنا تواجد مهم ولكن الحال اصبح لايسر احدا وعندما هان المواطن هانت السينما والمسألة كلها مرتبطة ببعضها فقد انحطت الثقافة والتعليم وانهار الاقتصاد وتراجعنا على جميع المستويات وبالتالى لن نرى فيلما سينمائيا مهما يحقق سعفة كان أو دب برلين أو اى من الجوائز المهمة الا بعودة الروح لهذا الوطن.

ويضيف: الدولة لاتعى اهمية السينما ووزراء الثقافة الذين مروا علينا لا يفهمون فى السينما، وعندما يكون هناك توجه محترم تجاه السينما من الدولة سوف نجد اعمالا تفوز بجوائز، فى الجزائر دعمت الدولة فيلم محمد الاخضر حامينا وقائع سنوات الجمر ولم تبخل عليه بشىء ولذلك حقق جائزة كان الاولى اما نحن فليس لدينا ارادة وطنية وسبق ان صنعت الدولة المومياء فيلم شادى عبدالسلم ومازال هذا الفيلم يحقق لمصر الكثير على جميع المستويات، ومؤخرا كان هناك تدخل من الدولة فى انتاج فيلم المسافر لكن الحقيقة ان عملية انتاج الفيلم جاءت بطريقة غريبة فقد اختار الوزير مخرجه بنفسه وكلفه بإنتاج الفيلم والمسألة كانت تحتاج إلى مسابقة ولجان تحكيم نزيهة وليست لجانا لقيطة كما يتم تشكيلها وهذه اللجان يجب ان تعمل من اجل هذا الهدف ان نجد فيلما مصريا حقيقيا على منصات تتويج المهرجانات الكبرى. الناقد أحمد رأفت بهجت له وجهة نظر مختلفة مؤمن بها فى قضية السينما ويقول: الموضوع من وجهة نظرى شائك واذا نظرت إلى الافلام التى تصل إلى المهرجانات العالمية سوف تجد المشارك بها جهات انتاج عالمية وغالبا ما تجد افلاما دعمتها وانتجتها جهات فرنسية فى «كان» حتى لو كانت افلاما امريكية والاستثناء بسيط فى هذه الحالة، ومن جهة اخرى اذا قلنا ان هذه المهرجانات تقام من اجل السينما فقط ففى رأيى اننا سوف نكون مخطئين فهناك توجهات اخرى تتحكم فى هذه المهرجانات غير السينما والسياسة تلعب دورا خطيرا فى الأعمال المشاركة والاعمال الفائزة ايضا، وهو العامل الثانى للاشتراك بالمهرجانات العالمية، وعلى هذا يمكن ان نرى فيلما محليا مصريا أو غيره يصل إلى كان اذا توافرت فيه هذه الاشياء ان يكون مشاركا فيه انتاجيا جهة كبيرة لها علاقة بالمهرجان أو كان لهذا الفيلم توجه سياسى ما يرضى عنه أو يتماشى مع القائمين على هذه المهرجانات، ولو طبقت هذه المعايير على السينما المصرية سوف تجد هذه هى الحقيقة وفيلم الميدان مثلا الذى وصل إلى الاوسكار تتوافر فيه هذه المعايير وافلام يسرى نصر الله ويوسف شاهين والتى كانت تعرض فى كان مثلا يتوافر فيها نفس المعايير ولهذا ربما لا تجد محمد خان مثلا فى كان رغم ان اعماله مميزة ورائعة وهنا العملية ليست بالسهولة بمكان فأنت يمكن ان تصنع اعظم فيلم فى الدنيا ــ ونحن لانصنع افلاما جيدة اصلا ــ ولكن لن تذهب إلى الاوسكار ولن تجد نفسك على منصات كان أو برلين أو غيرهما الا اذا توافرت فيك معاييرهم وانا احيانا اجد من يقول لى اننى مؤمن بنظرية المؤامرة والحقيقة ان من يقول ذلك هو جزء من المؤامرة نفسها وانا درست هذه المسألة بشكل جيد، واذا تعاملت مع اى نوع سينما من اى بلد سوف يجد ان هذه المسألة مطبقة بالفعل لكن البعض للأسف يتاجر بمسألة المهرجانات واشتراكنا فيها وهو يعرف جيدا انه ليس من اجل السينما فقط.

كان وأفلام خان

لاتجد محمد خان مثلا فى كان رغم ان اعماله مميزة ورائعة وهنا العملية ليست بالسهولة بمكان فأنت يمكن ان تصنع اعظم فيلم فى الدنيا ــ ونحن لانصنع افلاما جيدة اصلا ــ ولكن لن تذهب إلى الاوسكار ولن تجد نفسك على منصات كان.

الشروق المصرية في

25.02.2014

 
 

فيلم "لمَّا شفتك" للمخرجة آن ماري جاسر

على شاشة التليفزيون نهاية فبراير

كتب : محمد عبد الجليل 

كشفت شبكة باقة قنوات ألفا التلفزيونية عن عرض فيلم لمَّا شفتك للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر حصرياً ولأول مرة على شاشة التلفزيون من خلال شاشة قناة سينما1 التابعة للباقة فى نهاية شهر فبراير الحالي.

لمَّا شفتك فيلم فلسطيني من تأليف وإخراج آن ماري جاسر، ويشارك في بطولته الطفل محمود عسفة، ربى بلال وصالح بكري، وتدور أحداث الفيلم في الأردن عام 1967 عقب النكسة الفلسطينية، حيث الطفل طارق الذي يترك والده ويسافر مع والدته إلى الأردن ويعيشان معاً في مخيم للاجئين، ولكن صعوبة الحياة هناك تجعله يهرب، لينضم إلى مخيم للفدائيين، فتعثر عليه والدته وتعود معه إلى فلسطين بأمل في حياة أفضل.

وكان فيلم لمَّا شفتك قد شارك في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية، وكان الترشيح الفلسطيني الرسمي لـجائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية في 2013، كما حصل على العديد من الجوائز منها أفضل فيلم آسيوي فيمهرجان برلين السينمائي الدولي، وأفضل فيلم عربي في مهرجان أبوظبي السينمائي، وجائزة لجنة التحكيم منمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان وهران للفيلم العربي، وجائزة دون كيشوت من مهرجان قرطاج السينمائي، والعديد من الجوائز والترشيحات الأخرى.

وتقول آن ماري جاسر "لمَّا شفتك يحكي قصة طفل ووالدته يحاولان البحث عن إجابات في هذا العالم، في الوقت الذي يتمسكان فيه بأحلامهما. إنه فيلم عن كيفية إيجاد الأمل في عالم يبدو ميئوساً منه".

وأضافت مخرجة ومؤلفة الفيلم "لديَّ ذكريات رائعة أثناء تصوير الفيلم، الذي حصل على تمويل فلسطيني بالكامل، فقد كان كل المنتجين فلسطينيين، ذلك بالإضافة إلى حسن حظي بالعثور على بطل العمل الصغير الطفل محمود عسفة، الذي يعيش في مخيم إربد للاجئين بالأردن".

وعن عرض الفيلم على قناة سينما1 في شهر فبراير الحالي تقول آن ماري جاسر "أنا سعيدة بالعرض التلفزيوني لفيلم لمَّا شفتك، فبذلك سيتمكن من الوصول إلى قاعدة جماهيرية أكبر، فالشيء الأهم شيء هو وصول الفيلم إلى جمهوره المستهدف".

الوطن المصرية في

25.02.2014

 
 

الفنانون علي مقاعد المذيعين 00 لماذا ؟

بقلم : ريحــــــــاب محمـــــــد 

أصبح من المألوف أن يتحدث الممثل إلي مذيع تليفزيوني، وأن يحدث أيضا العكس، نجاح الفنانين في الجلوس علي مقاعد المذيعين، سواء من ناحية الاهتمام الجماهيري، أو جلب مزيد من الإعلانات، ساهم في تحويل الاستثناء إلي قاعدة، زمان كانت المسافات شاسعة، وكانت الحدود بين دور الإعلامي والفنان واضحة، السؤال المهم: هل تلاشت المسافات بين الإعلامي والفنان، وأداء كل منهما لدور الآخر في صالح المشاهدين، أم أنه يصب في مصلحة شركات الإعلانات؟!.؛

من الممثلين الذين تحولوا لمذيعين النجمة ميرفت أمين ودلال عبد العزيز في برنامج مسا الجمال مع ميرفت ودلال، وأحمد فهمي ورزان مغربي في برنامج «هو ولا هي» وإن كان ذلك ليس غريبا فأحمد فهمي بدأ مطربا ثم اتجه للتمثيل ثم لتقديم البرامج.. أما رزان فذلك يمثل عودة لها حيث بدأت مذيعة ثم تحولت للتمثيل.. وكذلك الفنان الكوميدي أشرف عبد الباقي الذي تحول لمذيع مع الممثلة بشري في برنامج «مصر البيت الكبير».. والممثلة دينا عبد الله التي تحولت لمذيعة في برنامج حبيب الملايين.. في المقابل هناك مذيعون يجمعون بين عمل المذيع والتمثيل، سواء بحثا عن الشهرة الأكبر أو العائد المادي مثل ريهام سعيد صاحبة برنامج «صبايا الخير» التي  شاركت كممثلة في أكثر من عمل تليفزيوني والمذيعة شيرين الطحان التي اتجهت للتمثيل في عدة مسلسلات منها «اسم مؤقت».. والمذيع كريم كوجاك التي اتجه للتمثيل وكذلك أمير كرارة.؛

تعتبر المذيعة نجوي إبراهيم من أوائل المذيعات اللاتي اتجهن للتمثيل في عدة أفلام أبرزها «الرصاصة لا تزال في جيبي» و«خائفة من شيء» ما و«حتي آخر العمر».. وكذلك الراحل عبد الرحمن علي المذيع الذي شارك في عدة أفلام.. والمذيع الشاعر أحمد خميس الذي تحول للتمثيل.؛

سألت الدكتورة نهي عاطف العبد المدرس بالأكاديمية الدولية للإعلام عن هذه الظاهرة.؛

- قالت: إن الممثلين يدخلون الوسط الخاص بتقديم البرامج بناء علي شروطهم هم وليس بناء علي المواصفات المطلوبة في مقدمي البرامج وبالتالي يؤثر ذلك علي تقديم البرنامج ويحدث ذلك نتيجة استغلال شهرة هؤلاء النجوم وذلك بالطبع بهدف جلب الإعلانات.. وكذلك لا تتوافر في النجوم عندما يقدمون البرامج صفة الحيادية لأننا ندرس في كليات الإعلام أن أهم وأول صفة في الإعلامي الحيادية والموضوعية بدرجة كبيرة.. فرأيه في أي قضية ليس موجودا أو ظاهرا وإنما هو شخص محايد ولا يفرض وجهة نظره.. ولكن عندما يقوم الممثلون بتقديم البرامج فإنهم يقدمون وجهة نظرهم الخاصة ولا تتوافر فيهم الموضوعية المفترض توافرها في مقدمي البرامج.؛

آخر ساعة المصرية في

25.02.2014

 
 

بدء الاستعداد لمهرجان الأفلام التسجيلية

بقلم : أســــــــــــــــامـــة صــــــــــــفــــــــار 

أعلن كمال عبد العزيز رئيس مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة عن بدء استقبال طلبات مشاركة الأفلام في دورته الـ 17 تمهيدا لانطلاق المهرجان في الفترة من من 3 وحتي 8 يونيو 2014.؛

قال المنتج والسينارست محمد حفظي مدير المهرجان إن الدورة الجديدة تضم  منتدي الإسماعيلية للإنتاج المشترك وهو المنتدي العربي الأول من نوعه الذي يتخصص في الأفلام التسجيلية وحدها، حيث يتيح منتدي الإسماعيلية فرصاً لصناع الأفلام التسجيلية لإجراء المقابلات مع الخبراء، وكلاء المبيعات والممولين.؛

   المنتدي يتلقي  مشاريع الأفلام من مختلف أنحاء العالم التي تحمل صلة بالعالم العربي، كأن يكون المخرج، المنتج، المنتج المشارك، الممثل لدور البطولة، موقع التصوير، الموضوع.؛

كان مهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة والتسجيلية خلال دورة العام الماضي استضاف العديد من رواد السينما التسجيلية في الوطن العربي والعالم، ضمن لجان تحكيم المسابقات، أو في فعالياته المختلفة، مثل ميشيل دريجيز عضوة المهرجان السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط في مونبلييه منذ عام1979 التي ترأست لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة والرسوم المتحركة في تلك الدورة، السينمائي اللبناني شادي زين الدين، المخرجة هانيا مروة التي أسست جمعية متروبوليس لفن السينما في لبنان وساهمت في تأسيس جمعية بيروت دي سي السينمائية وكانت عضو لجنة تحكيم منتدي الإسماعيلية للإنتاج المشترك، مع النجم المصري خالد النبوي الذي شارك في حلقة نقاشية بالمهرجان بجوار مشاركته في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة.؛

ويمنح المهرجان جوائزه لأفضل فيلمين مشاركين ضمن 4 مجالات أساسية؛ مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، ومسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، ومسابقة الأفلام الروائية القصيرة،  ومسابقة أفلام التحريك (رسوم - عرائس - جرافيك كمبيوتر)؛

 ويقدم المهرجان جائزة اللوحة الذهبية وتبلغ قيمتها 3000 دولار أمريكي، وتُمنح للمخرج الفائز بأفضل فيلم في كل قسم من أقسام المسابقة، وجائزة لجنة التحكيم وقيمتها 2000 دولار أمريكي، وتُمنح لفيلمين من الأفلام المشاركة في كل مسابقة، وجائزة الجمهور التي يختار فيها الحضور الفيلم الفائز.؛

آخر ساعة المصرية في

25.02.2014

 
 

بالصور.. غياب تام للفنانين فى حفل تأبين زهرة العلا بقصر السينما

كتبت – أسماء مأمون - تصوير حازم عبد الصمد

 

أقام قصر السينما بجاردن سيتى حفل تأبين للفنانة الراحلة زهرة العلا، اليوم الثلاثاء، حيث قام نادر نصحى مدير القصر بتسليم أسرة الفنانة درع تكريم باسم الهيئة العامة لقصور الثقافة تكريماً لمشوارها الفنى.

وحضر الحفل ابنتا الفنانة زهرة العلا أمل الصيفى والمخرجة منال الصيفى وزوج ابنتها الفنان أشرف مصيلحى، وبخلاف أسرة الراحلة لم يحضر أى فنان أو فنانة من صاحباتها حفل التأبين الذى بدء فى الثامنة بوقوف الحضور دقيقة حدادا على روح زهرة العلا.

وانتقد الناقد الفنى ياقوت الديب وأشرف مصيلحى عدم تكريم الفنانة من قبل الدولة بما يليق مع مكانتها ومشوارها الفنى، مؤكدين أن عزاءهم الوحيد هو خلود ذكرى الفنانة فى قلوب محبيها ومعجبيها الذين تأثروا بفنها على مدار 40 عاماً من العطاء الفنى.

وقالت المخرجة منال الصيفى، إن زهرة العلا كانت متابعة جيدة للأحداث السياسية التى تطرأ على الساحة السياسية، وكانت ترى أن مصر تحتاج لزعيم يشبه الراحل جمال عبد الناصر ليجمع الشعب على قلب رجل واحد، مشيرة إلى أنها تركت العمل الفنى بإرادتها بعدما رجعت من رحلة العمرة أحست أنها لم تعد تريد الاستمرار فى العمل.

بينما قال أشرف مصيلحى، إنه يفتقد أمه الثانية زهرة العلا، مؤكداً أنه كان يحرص دائما على أن يجلس معها لمشاهدة أفلامها ولتقص عليه قصص الوسط الفنى ورموزه فى زمن الفن الجميل، مشيراً إلى أنها كانت تتذكر كل تفاصيل حكايتها على الرغم من ضعف ذاكرتها فى آخر أيام حياتها.

اليوم السابع المصرية في

25.02.2014

 
 

ننشر مذكرات تحية كاريوكا للكاتب الكبير صالح مرسى.. الحلقة السادسة

اللقاء الأول بين تحية وحسين رياض وعزيز البقال 

العثور على مذكرات كاريوكا أشبه بالحصول على كنز، فمذكرات تحية كاريوكا لا تعكس فقط قصة حياة أشهر راقصة عرفتها مصر، لكنها تعكس صورة لحال البسطاء والحكومات فى مصر طوال ما يزيد على نصف قرن من الزمن.

ولدت قبل 14 يومًا فقط من قيام ثورة 1919، وعاشت أجواء حرب 1948 ووقفت إلى جوار الفدائيين وساعدت فى نقل الأسلحة إليهم، وحين رأت أن ثورة يوليو انحرفت عن مسارها انتقدتها، ودفعت الثمن، ودخلت السجن.

لكن الأجمل والأهم والأمتع هو أن تقرأ هذه المذكرات بقلم العم صالح مرسى الأديب الذى جعل من الجاسوسية أدبًا وفنًا.

فتحية إلى «كاريوكا» بنت البلد المصرية الصميمة، الخالصة، المُخلصة، الشُجاعة، الجدعة، وتحية إلى المبدع الرائع الراحل صالح مرسى، فكلاهما لم يرحل عن القلب والذاكرة رغم رحيلهما عن الدنيا.

كانت تلك الليلة هى أول ليلة ترى فيها تحية كاريوكا بدلة رقص.

ما إن وصلت إلى الصالة معهما حتى عرفت أن اسم المرأة هو «جانيت حبيب».. وأنها راقصة!

وعرفت أن اسم الرجل هو «محمد الدبس».. وأنه عازف بيانو.

وعرفت أنهما يعملان فى نفس المحل، وأن المرأة مسيحية، وأن زوجها مسلم.

وعندما وصل الثلاثة إلى الصالة، لكزتها جانيت حبيب وهى تومئ برأسها نحو الباب هامسة:

«هادا صاحب المحل.. يوسف عز الدين».

والتفتت بدوية نحو الباب، لترى دكة عريضة هائلة، وفوق الدكة رجل سمين غليظ مستدير الوجه، وكان ينظر إلى الجميع بعينين شديدتى اليقظة، لكنها لم تخف منه!

كان المحل شديد الزحام.. وكانت هناك نساء كثيرات، جميلات الوجوه والأجسام، عاريات الصدور والظهور، يتحدثن بحرية ويحادثن الرجال حديث الند للند، كان ما رأته بدوية فى تلك الليلة شيئا يشبه الخيال، فراحت ترقب ما حولها، وقد امتصتها الأضواء والأحاديث والناس، وعندما دخلت جانيت حبيب إلى غرفتها فى الكواليس، تبعتها بدوية فى صمت، وراحت ترقبها بعينين مفتوحتين فى انبهار ودهشة، كانت المرأة تغير ملابسها وتضع الماكياج.

كان وجه جانيت حبيب جميلا، وكان لونها أبيض فاقعا، ذلك البياض الذى يصدم العين فترتد عنه، ورأت جانيت تضع الماكياج فإذا الوجه الجميل يصبح فى عينى الصبية كوجه البلياتشو.

وتعلقت عينا بدوية ببدلة الرقص، كانت هذه هى أول بدلة رقص تراها فى حياتها، الترتر اللامع والقماش الشفاف والألوان الزاهية والمساحات العارية.. وعندما استعدت جانيت لأداء رقصتها غادرت الغرفة فغادرتها بدوية خلفها.. جلست فى الكواليس وراحت ترقب ما يجرى على المسرح فأصابتها السعادة، وضحكت لأول مرة منذ أيام طويلة.. أشد ما أسعدها وأضحكها هو «نعيمة ولعة».. لم تكن تعرفها أو سمعت عنها، وهى حتى الآن لا تعرف من هى نعيمة ولعة.. لا تعرف سوى أنها لم تكن جميلة الوجه، لكنها كانت خفيفة الظل، كانت نعيمة ولعة، وهى تلقى مونولوجاتها، تلتهب أكف الناس بالتصفيق وحناجرهم بالضحكات!

رقصت جانيت حبيب، وألقت نعيمة ولعة مونولوجاتها، فضحت بدوية وسعدت وطربت.. ثم صعد إلى المسرح حسين المليجى وزوجته نعمات المليجى، أشهر من ألقى المونولوج فى ذلك العصر!

كان كل من يمر بجانيت، ينظر إلى بدوية ويسأل:

«مين دى يا جانيت؟!».

وعندما سمعت بدوية هذا السؤال لأول مرة دق قلبها.. فماذا يمكن أن تقول المرأة؟.. لكنها استراحت عندما سمعتها تقول:

«هادى تحية.. بنت أخت الدبس!».

وكلما سأل أحد بدوية عن اسمها قالت: «اسمى تحية!».. كانت وكأنها تتخفى، أو كأنها تختار اسمها هذا لتنسى الماضى، وتلغيه.. وكلما حاول أحد أن يتجاذب مع الصغيرة أطراف الحديث مجاملة للدبس، كانت هى تغلق فمها، فلم تكن تعرف ماذا تقول.

قبل أن ينتصف الليل، كان التعب قد أخذ منها كل مأخذ، وكان رأس تحية يسقط فوق صدرها، كانت تنام.. ونادت جانيت رجلا يعمل فى المحل، وأعطته مفتاح البيت، وأوصته أن يوصل تحية، وطلبت منها أن تنام حتى يعودا، فتتناول معهما طعام العشاء.

لكن تحية لم تنم.

هذا من الممكن أن يحدث.. هذا كله لوجه الله، ماذا كتب عليها القدر؟!

ما إن وصلت إلى البيت وأغلقت الباب عليها حتى طار النوم من عينيها، كان الكلب قد تعود على وجودها فلم يعد يزوم أو ينبح، نظرت الصبية يمينا ويسارا، ولم يكن فى البيت خادم، وكان محمد الدبس وجانيت يخدمان نفسيهما بنفسيهما.. وكانا يشتريان الطعام من السوق، وكان البيت يحتاج إلى نظافة.. وما هى إلا دقائق حتى شمرت عن ساعديها.. وبدأت العمل!

بعد ساعة، كان البيت قد أصبح شديد النظافة.

ازدادت مع النشاط يقظتها، فخرجت إلى الشرفة، وفتحت عينيها على الشارع الصاخب المضىء.. ولقد مضت سنوات طويلة، وقد انطبعت هذه الصورة فى ذهنها لا تدانيها صورة أخرى، حتى سافرت إلى فرنسا.. وزارت الشانزليزيه!!

مضت أربعة أيام كاملة..

أربعة أيام كانت تحية تفضل فيها أن تجلس فى «البلكونة» لتشاهد ما يجرى فى الشارع من أحداث وترقب ما فيه من أضواء، لا تغادر البيت إلا معهما عندما يستيقظان فى الثانية بعد الظهر، ويصحبانها إلى ذلك المقهى الذى كانت ترى فيه كل الأسماء اللامعة، والوجوه المشهورة.

عرفت بعد ذلك أن اسم هذا «المقهى» هو «قهوة الفن»، كانت تواجه سينما استوديو مصر -ريتس حاليا- ويلتقى فيها كل الفنانين ليلعبوا الطاولة ويشربوا البيرة.. فى هذا المقهى شاهدت تحية -لأول مرة- شابين لفتا نظرها، كان اسم الأول حسين رياض، وكان اسم الثانى أحمد علام.

أما الشخصية الثالثة التى علقت بذهن الصبية الصغيرة فكانت شخصية عزوز البقال.

فى اليوم الأول وعندما شارفت الساعة على السادسة مساء، أعطت جانيت لتحية قرشين، واشترت تحية سندويتشين، ولم تستطع أن تأكل إلا واحدا.. كانت قد اطمأنت إلى تلك السيدة البيضاء الطيبة، وذلك الرجل الأسمر ذى الأصابع الرقيقة.. والذى ارتضى أن تكون -أمام الناس- ابنة أخته وهو لا يعلم عنها شيئا..

وهكذا مرت الأيام الأربعة... وجاء صباح يوم أحد، فقالا لها وهما يستيقظان مبكرين على غير عادتهما:

«يلا يا تحية، علشان نوديكى لسعاد محاسن!».

كان يوما لا ينسى...

ذهبت جانيت فى الصباح إلى الكنيسة، وصحبت تحية معها.. وقفت تحية فى الكنيسة مثلما كانت تفعل فى الأيام الخوالى عندما كانت فى مدرسة السبع بنات، وانتظرت جانيت حتى صلت، ثم غادرت الكنيسة وركبت مع الصبية حنطورا إلى باب الحديد.. دق قلب تحية وهى ترى الميدان مرة أخرى، تجمعت سحب الذكريات السوداء، فانقبض صدرها، غير أن ابتسامة محمد الدبس، الذى كان ينتظرهما على المحطة، بددت القلق، ركبا القطار فركبت معهما، وتحرك القطار إلى الإسكندرية، يحمل تلك الصبية التى كانت تعلم عن يقين -الآن وبعد أن هدأت نفسها وتبينت طريقها- أنها تسير نحو المجهول..

سؤال واحد ظل يتردد فى ذهنها بلا انقطاع:

هل ستعرفها سعاد محاسن بعد كل هذه السنين؟!

وإذا عرفتها، ماذا يمكن أن تفعل معها؟!

الذين يعرفون الإسكندرية منذ تلك الأيام يعلمون جيدا، أن تلك المدينة الساحرة، لم تتغير كثيرا.

كانت سعاد محاسن تعمل فى إحدى الصالات المطلة على شاطئ البحر فى حى كامب شيزار، حيث تقوم اليوم محطة بنزين. نزلت بدوية مع جانيت حبيب ومحمد الدبس من القطار، وركبوا حنطورا سار بهم إلى كامب شيزار، والأفكار تتلاطم فى صدر تحية وفى رأسها.

سعاد محاسن.

كانت الدقائق تجرى بالصبية وقلبها ينتفض بالقلق، ماذا يحدث لو أن سعاد محاسن لم تعرفها، أو لم تذكرها، أو ماذا يحدث لو أنها ذكرتها؟!

عندما كان الثلاثة يصعدون السلم إلى حيث كانت الصالة بمسرحها، وحيث كانت البروفات تتم على عرض الليلة، كادت تحية تتوقف، لم تبق إلا خطوات وتصبح أمام سعاد محاسن وجها لوجه.. فماذا بعد؟!

«سعاد!».

صاحت جانيت باسم سعاد فى نفس اللحظة الذى انتفض فيه قلب الصغيرة وهى ترى سعاد التى سعت لها بكل ما فيها من أمل.. وانتفض قلبها أكثر عندما حملقت سعاد فى وجه الصبية وصاحت:

«مين؟.. تحية.. إيه اللى جابك إسكندرية؟!».

لحظتها.. انفجرت بدوية فى البكاء عسى أن تزيح الدموع ذلك الهم الذى جثم على صدرها طوال أسبوع كامل.. جلست جانيت والدبس يحكيان لسعاد محاسن كل شىء، منذ جاءت بدوية تسأل عنها، حتى أتيا بها إلى سعاد.. ونظرت إليها سعاد طويلا وقالت:

«دى كانت فى صغرها زى الوردة!».

ولم يمض وقت طويل حتى رحلت جانيت مع زوجها، وظلت تحية مع سعاد وحدهما.

«إيه اللى حصل يا تحية؟!».

وجلست تحية تحكى لسعاد محاسن، التى تركت البروفة وانتحت بها جانبا، وبجوار نافذة تطل على شاطئ البحر، جلست الصبية تحكى كل ما حدث لها منذ مات أبوها.. كانت تحكى وعيناها تتبعان العمال وهم يشقون طريقا محازيا للبحر، قالت لها سعاد عنه: «ده الكورنيش!!».

واستمعت المرأة لحكاية تحية فى صمت، وانهمرت دموعها تسابق دموع تحية.. لكنها وبعد أن انتهت تحية من قصتها.. مسحت دموعها قائلة:

«بس انتى لازم ترجعى لأهلك يا تحية.. انتى قاصر!!».

ومادت الأرض تحت قدمى الصغيرة!

التحرير المصرية في

25.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)