كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

يرى نفسه ممثلاً مهماً في السينما والتلفزيون

صلاح عبدالله: لا أسعى للبطولة المطلقة ولن أكون ضيف شرف مستقبلاً

محمد قناوي (القاهرة)

 

صلاح عبد الله صاحب أداء استثنائي، يمزج في كل شخصية يقدمها بين التراجيدي والكوميدي، وينتقل من شخصية لأخرى بسهولة بلا تكلف، ويدرك مفاتيح اللعبة الفنية، ولذلك يعمل في صمت وهو دائماً بطل في كل الأدوار التي يلعبها، وهو مشغول حالياً بين السينما والتلفزيون بشخصيات متنوعة، يشعر معها بأنها تستفزه فنياً، حتى يقدم الجديد من خلالها لجمهوره.

يقول صلاح عبد الله: أستعد لتصوير المسلسل الجديد «تفاحة آدم» مع خالد الصاوي عن قصة وسيناريو وحوار محمد الحناوي، وإخراج محمد جمال العدل، وأجسد شخصية محامٍ، به كل المتناقضات الموجودة بالنفس البشرية، فلا أحد يعلم هل هو طيب أم شرير.

وأضاف: كما أواصل تصوير مشاهدي في مسلسل «سراي عابدين» مع يسرا ونيللي كريم ومي كساب وأنوشكا وإنجي المقدم، والعمل من تأليف الكاتبة الكويتية هبة مشاري، وإخراج عمرو عرفة.

وأكد حماسه لهذا العمل الضخم لما يحمله من أهمية تاريخية ودراما قوية، لافتاً إلى أن حماسه للأعمال التاريخية ليس جديدا لأن بدايته الفنية كانت بها، وقدم شخصيات مهمة مثل مصطفى النحاس في «الملك فاروق»، وعم الرئيس جمال عبد الناصر في فيلم «ناصر 56».

الطبيب «بشرى»

ويضيف صلاح عبد الله: من الأسباب التي جذبتي لمسلسل «سراي عابدين»، أن الشخصية التي أجسدها لا يعرف أحد عنها شيئاً، فأنا أحب هذه الشخصيات المجهولة، لأني أقدمها على طريقتي الخاصة عكس الشخصيات التي يعرفها الجمهور جيدا فيضطر الممثل إلى تقليدها في كل شيء، وهذا بعيد عن أسلوبي في التمثيل كما يوضع الممثل في فخ المقارنة بين ما يقدمه وما يعرفه الناس عن هذه الشخصية.

وعن دوره يقول: أجسد شخصية طبيب في قصر الخديو اسمه «بشرى» والمسلسل ميزانيته ضخمة، لأن به فريق عمل كبير، وجميعهم حريصون على الدقة والالتزام الشديد بالحقبة التاريخية من ملابس وديكور وأكسسوارات ومكياج وحتى تسريحة الشعر، أما اللغة فهي الأسهل، لأنها بالعامية، ما عدا بعض الشخصيات التركية التي تتحدث بلهجة مختلفة.

وقال: المسلسل يعيدني للتعاون مع صديقي المخرج المتميز عمرو عرفة، كما تعاقدت على مسلسلين آخرين هما «إكسلانس» مع أحمد عز ومن تأليف أيمن سلامة، وإنتاج وائل عبد الله وإخراج ساندرا نشأت، و«العملية ميسي» بطولة أحمد حلمي ووقعت عقده العام الماضي لكنني لا أعلم مصيره هل سيخرج للنور أم لا؟.

لا أسعى للبطولة المطلقة

وقال: لا أسعى للبطولة المطلقة وقد فات وقتها في السينما، وفي الوقت نفسه أقلعت تماما عن القيام بأدوار ضيف الشرف، لأنني أحب مساحة لمشاهدي في العمل السينمائي والتلفزيوني، ولن أقبل بدور ضيف الشرف مرة أخرى، واعتذرت عن عدم المشاركة في فيلم «القشاش» لهذا السبب.

وأضاف: أعتبر نفسي ممثلاً مهماً في السينما أو التلفزيون قد أضيف جديداً إلى الدور الذي أقدمه أو العمل الفني الذي أشارك في بطولته، ولا أتعامل مع نفسي باعتباري نجماً لأني لست كذلك، فالنجوم معروفون بالأسماء وقد أتعامل معهم في أعمالهم ولكن بطريقتي الخاصة، وأحرص على أن أترك بصمتي في السينما وأختار أعمالي بعناية فائقة.

وعن قلة أعماله في الفترة الأخيرة، على الرغم من أنه كان مشاركاً في عدد كبير من أعمال الشباب، قال: بدأت اختياراتي تختلف، ففي بداية ظهوري كنت أرغب في تقديم أعمال تؤكد حضوري في السينما، لكن أخيراً بدأت أختار أعمالاً تناسبني وتناسب خبرتي، وأشير هنا إلى أن المخرجين كانوا يرفضون وضع صورتي على الملصق لأني لم أكن مؤثراً في الحياة الفنية، لكنهم يضعونها اليوم لأنها أصبحت عامل جذب.

«حلاوة روح» هيفاء

وقال: انتهيت أيضًا من تصوير مشاهدي في فيلم «حلاوة روح» مع هيفاء وهبي، وباسم سمرة، ومحمد لطفي، من إخراج سامح عبد العزيز، وهو مأخوذ عن رواية عالمية، وأجسد فيه شخصية رجل بسيط كفيف يعزف الموسيقى، ويعيش في منطقة شعبية، يختلط بها البشر بين الطيبين والأشرار، وعلى الرغم من أنه كفيف فإنه يعرف كل الناس بالمنطقة ويرى ضمائرهم وما تكنّه نفوسهم.

أما عن رؤيته لواقع السينما، فقال: الإنتاج عينه على شباك التذاكر والسينما وضعها سيئ، ونتمنى ألا يتراجع حجم الإنتاج أكثر من ذلك.

ونفى صلاح عبد الله سخريته من شخصية مبارك وهو في السجن في مسلسل «الرجل العناب» الذي عرض أيضا في رمضان الماضي، وقال: طوال حياتي لا أحب السخرية من أحد مهما كان، ولكن كان لابد من التعرض لمثل هذه الشخصية التاريخية المثيرة للجدل، حتى ولو بمشهد واحد، لنخرج رسالة لكل من يحلم بسلطة رئيس الجمهورية ولكل من يعشق المناصب والكرسي، فهذا الحلم من الممكن أن يتحول لكابوس مرعب.

سعيد بـ«الوالدة باشا»

عبر صلاح عبد الله عن سعادته بردود الأفعال حول مسلسله الأخير «الوالدة باشا» الذي عرض في رمضان الماضي، والذي كان بمثابة إعادة اكتشاف له بحسب آراء النقاد، وقال: ردود أفعال الجمهور والنقاد على المسلسل فاقت كل توقعاتي، وهذا ما فاجأني، خاصة أن هذا العمل لم يكن في حساباتي من البداية، لكن لوجود مخرجة مثل شيرين عادل لم أتردد في قبوله، فسبق وقدمنا معاً أعمالاً عدة، آخرها «الريان»، فهي تمتلك رؤية إخراجية مميزة، كما أنني عندما قرأت الشخصية وجدت أنها تمزج بين كل العناصر الفنية، ويوجد بها اللون الكوميدي والتراجيدي والإنساني، فمثل هذه الشخصيات قليلا ما نجدها، وندعو بالرحمة لكاتب العمل محمد أشرف الذي كتب السيناريو والحوار بحرفية، ولم يعش حتى يرى مسلسله الأخير.

الإتحاد الإماراتية في

22.02.2014

 
 

أحمد عز: «زينة» مجرد زميلة.. وأكدت لوالدتها عدم صحة الواقعة

كتب: بوابة المصري اليوم

قال الفنان أحمد عز، في أقواله التي أدلى بها أمام نيابة أول مدينة نصر برئاسة المستشار عمرو غايش، مدير النيابة، في البلاغ المقدم ضده من الفنانة «زينة»، التي تطالبه بإثبات نسب نجليها، إنه يعامل كل الفنانين سواء، مشيرًا إلى أن الفنانة «زينة» إحداهن، مشددًا على أنه وعددا كبيرا من الفنانين والفنانات تجمعهم الصداقة، مشيرًا إلى أنه علم بمحاولة «زينة» بتسجيل شهادات ميلاد أطفال باسمه، من أحد الموظفين بالسفارة المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا أنه نفى صحة هذا للموظف.

وأضاف «عز» في أقواله أنه تلقى اتصالًا من والدة الفنانة «زينة» تطلب منه السماح لابنتها بالعودة إلى القاهرة، بصحبة الطفلين، فأكد لها عدم علمه بأي شيء حول هذه الواقعة، لافتًا إلى أن والدة «زينة» أخبرته بأنه سيتم تسجيل الطفلين بأي اسم آخر، بعد عودتها.

«زينة»: «عز» أخبرني بأن ما حدث مجرد نزوة.. وهناك أصدقاء يعلمون بزواجنا

كتب: بوابة المصري اليوم

قالت الفنانة زينة، في أقوالها، التي أدلت بها أمام المستشار عمرو غايش، مدير نيابة أول مدينة نصر، في البلاغ الذي تقدمت به ضد الفنان أحمد عز، والتي تطالب من خلاله بإثبات نسب طفليها إليه، إن هناك مجموعة من الأصدقاء لديهم علم بزواجها من الفنان أحمد عز منذ فترة، موضحة أن العمل جمع بينهما في البداية، قبل أن تتطور العلاقة إلى عاطفية.

وأضافت «زنية» في أقولها أن «عز» طلب منها الزواج وهي وافقت، مشددة على أن هذا الزواج لم يتم تكليله بأي أوراق رسمية، موضحة أنهما سافرا عدة مرات إلى شرم الشيخ والغردقة، مشيرة إلى أن علاقتهما كانت جيدة إلى أن شعرت بالعلامات الأولى للحمل، لافتة إلى أنها وما أخبرته إلا ونهرها وطلب منها إجهاض الحمل.

وأشارت خلال التحقيقات إلى أن «عز» قال لها إن ما حدث كان نزوة ولا يريد الارتباط بها رسميًا، لافتة إلى أنها رفضت ذلك، وأصرت على استمرار الحمل، وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحين وضع طفليها.

وأضافت «زينة» أنها وضعت توءما وأسمتهما «عز الدين وزين الدين»، وعندما اتصلت به لتخبره بالطفلين تبرأ منها ومن طفليه، مشيرة إلى أنها اتصلت به أكثر من مرة في محاولة منها لاستعطافه، إلا أنه لم يرد نهائيًا، مؤكدة أنها اتصلت بأحد المقربين من «عز» وحذرته من أنها قد تلجأ إلى تقديم بلاغ رسمي ضده في حال تجاهلها بهذا الشكل، وهو ما كان، حسب قولها.

واختتمت «زينة» أقوالها: «فوجئت باتصال من (عز) مهددًا بأنه لن يعترف بطفليه في حالة إعلان ذلك على الرأي العام وأخبرني بأنه تقدم ببلاغ إلى النائب العام، إلا أنه يفكر في قرار بخصوص الزواج وسيصل إلى نتيجتين إما إعلان الزواج أو إنكاره».

ولم تقدم «زينة» أي أوراق من أي نوع إلى النيابة، واكتفت النيابة بالاستماع إلى أقوالها شفاهة، بناء على البلاغ الذي تقدمت به إلى قسم أول مدينة نصر، والذي حمل رقم 2548 لسنة 2014 تطالب فيه الفنان أحمد عز بإثبات نسب طفليها وتسجيلهما باسمه.

المصري اليوم في

22.02.2014

 
 

«زي النهارده»..

وفاة المخرج حسام الدين مصطفى 22 فبراير 2000

كتب: ماهر حسن 

حسام الدين مصطفى مخرج سينمائي مصري من مواليد حي السيدة زينب في القاهرة في 5 مايو 1926 وهو واحد من كبار المخرجين الذين صنعوا علامات في تاريخ السينما المصرية.

تميز «مصطفى» بأعماله المتنوعة ما بين الجادة الواقعية التي تعبر عن جزء من حقيقة المجتمع المصري، وكذلك الترفيهية التي لا تعدو كونها نوعا من أنواع التسلية والمرح وكذلك أفلام الأكشن، وقد تخرج من المعهد العالي للسينما عام 1950 ثم سافر إلى الولايات المتحدة حيث درس السينما والإخراج على يد مجموعة من كبار مخرجي هوليوود في ذلك الوقت.

عاد إلى القاهرة عام 1956، وفي نفس العام أخرج أول أفلامه بعنوان «كفاية يا عين» ليستمر بعد ذلك مشواره مع الإخراج من خلال مجموعة من أروع الأعمال التليفزيونية والسينمائية حيث برع في أفلام «الأكشن» التي قدمها على غرار الأعمال الأمريكية مع إضافة النكهة المصرية المحلية.

ومن أبرز أعماله الإخراجية السينمائية أفلام «السمان والخريف، والإخوة الأعداء، والرصاصة لا تزال في جيبي، والباطنية، ووكالة البلح، ودرب الهوى، وغرام الأفاعي، والحرافيش، وشهد الملكة، ومن الحب ما قتل، والشيماء، وشاطئ المرح، والمساجين الثلاثة، وشنبو في المصيدة، والشياطين في إجازة».

كما شارك في سيناريو وحوار عدد من الأعمال منها: «الإخوة الأعداء، وغابة من السيقان، وهي والشياطين، ونساء بلا غد، وعالم مضحك جدًا، وكفاية يا عين»، إلى أن توفي «زي النهارده» في 22 فبراير 2000.

«زي النهارده»

وفاة الفنانة عقيلة راتب 22 فبراير 1999

كتب: ماهر حسن 

ولدت الفنانة كاملة محمد شاكر، واسمها الفني «عقيلة راتب» في 22 مارس 1916 بالقاهرة، وتخرجت من مدرسة التوفيق القبطية واشتهرت في بدايتها بصوتها الجميل، الذي قدمته من خلال فرقتي علي الكسار، وعزيز عيد الغنائيتين المسرحيتين في القاهرة.

كان أبوها رئيسا لقسم الترجمة بوزارة الخارجية، وبدأت حياتها الفنية في الثلاثينيات، وعملت ممثلة في المسرح في فرقة علي الكسار، هي وزوجها المطرب حامد مرسي، وهي التي اختارت لنفسها اسم «عقيلة راتب» بعد أن رفض الأب عملها في السينما.

واسم راتب هواسم أخيها وقد عملت في أوبريت هدى، كبطولة وغنت فيه، واختارها زكي عكاشة لتكون بطلة فرقته المسرحية، ومن أعمالها المسرحية «مطرب العواطف، وحلمك يا شيخ علام، والزوجة آخر من تعلم، وخلف البنات، وجمعية كل واشكر».

نالت «راتب» العديد من الجوائز عن أفلام مثل «لا تطفئ الشمس»، وفقدت البصر في أواخر حياتها بسبب المياه على عينها، ومن أشهر أعمالها في التليفزيون «عادات وتقاليد»، وقد نجحت في أدوار السيدة التي تعيش في الأحياء الشعبية أكثر من البنت الأرستقراطية، وفي البطولات لم تكن نجمة شباك.

وأبرز أدوارها كان في أفلام «زقاق المدق، وحب ودموع»، ودور الزوجة في «القاهرة 30»، وقدمت عقيلة ما يزيد على 60 فيلما في السينما المصرية منها «بواب العمارة، وغدا يعود الحب، والفرسان الثلاثة»، وكان آخر أفلامها «الفاتنة والصعاليك» في 1976.

كما نالت في حياتها مجموعة من الأوسمة والجوائز من قبل الملك فاروق والرئيسين جمال عبد الناصر، وأنور السادات، إلى أن توفيت «زي النهارده» في 22 فبراير 1999عن 82 سنة.

المصري اليوم في

22.02.2014

 
 

«حوارات في الفن السابع» للناقد السينمائي ناجح حسن

عمان-إبراهيم السواعير 

أصدر الناقد السينمائي الزميل ناجح حسن كتابه الجديد( السينما: وجهات نظر، حوارات في الفن السابع) وذلك ضمن منشورات امانة عمان الكبرى، بعد أن كان أصدر سابقا مؤلفات (عتبات البهجة)، (شاشات النور.. شاشات العتمة)، (السينما والثقافة السينمائية في الأردن)، عدا المقالات المتخصصة في هذا المجال.

كتب حسن، الناقد حسن في تقديمه الكتاب، أن اهتماماته تنحصر في هذا الكتاب بتلك الحوارات التي جمعته بالعديد من صناع السينما سواء على الصعيد المحلي أو العربي والدولي، وذلك إبان مشاركته في عدد من المهرجانات والملتقيات السينمائية. 

وعن محتوى الكتاب أشار الى إنّ فعاليات الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، ولجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، والدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى، أخذت مساحة واسعة من صفحات الكتاب، وذلك عندما جرى استضافة عدد وفير من الشخصيات السينمائية العربية والأجنبية، ومما اتاح له فرصة لقائهم ومحاورتهم وتقديمهم أحيانا لرواد تلك النشاطات .

وقال إنّه سعى من خلال اختيار تلك الحوارات إلى تقديم أجوبة وصور وملامح عن الرؤى الدرامية والجمالية التي تحكم صناعة العمل السينمائي من خلال قدرات شابة وراسخة، لكنها في الوقت ذاته متباينة الأساليب .

فمن خلال تلك الحوارات مع صانعي تلك الأفلام أراد ناجح حسن أن يعرّف القارىء العادي والمهتم بهذا الحقل الإبداعي بخصائص العمل السينمائي وتقنياته وتغذية ذاكرة المتلقي بمدارس وتيارات سينمائية متنوعة موزعة بين ثقافات العالم.

وقال الزميل إنّه لا ينكر أن غالبية أفلام صناع السينما الذين حاورهم في هذا الكتاب هي اليوم أشبه ما تكون مغيبة أو غائبة تماماً عن العروض في الصالات المحلية، أو عبر شاشات القنوات الفضائية، وذلك نتيجة لأحكام وقواعد العرض السائدة التي تنأى عن كل ما هو ثقافي وبديع لصالح ذلك الكم الوفير من الأفلام التقليدية المنجزة لدوافع تجارية.

لكنه قال إنّ إصراره على اختيار تلك الحوارات جاء من أجل التأكيد للقارىء بأن هناك ثمة سينما أخرى مغايرة يليق بالمرء البحث عنها ومتابعتها وفهم مضامينها الدرامية والفكرية والاقتراب من أساليبها الجمالية المدهشة.

توضح أغلبية الحوارات جوانب من الحرفة السينمائية فضلا عن الغوص في عوالم سينمائية متباينة في استعراض لسيرة المخرج ورحلته مع الإبداع السينمائي ومصادر إلهامه، ومدى تأثره أو اقترابه من تيارات السينما المعاصرة، ومحاولة الوقوف على مفردات صنعته السينمائية وتناغمها مع آراء وأفكار تتعلق بفهم المخرج السينمائي أو الممثل والناقد لدور الفن السابع في التأثير على مصائر الأفراد والجماعات .

ويعرب عن أمله بأن تكون اختيارات الكتاب صائبة لقائمة شخصياته السينمائية ومحاولة فهم دوافع تلك الأصوات في اختيار السينما وسيلة للتعبير عن أصالة ومغزى الواقع في عالم اليوم الذي يبدو شديد التعقيد، ومليئا بتلك الأسئلة المتشابكة، حيث العديد من تلك الاشتغالات غدت اليوم من الأسماء الراسخة في الفن السابع، وهي صاحبة شهرة جابت آفاق العالم، وكل عمل جديد لصانعيها صار مناسبة للاحتفاء والتكريم، وموضع متابعة وإعجاب مخلفا ظواهر من الإعجاب والجدل والصخب على أمل أن تأخذ في نهاية المطاف نصيبا من المكانة اللائقة في ذاكرة الفن السابع.

من مواضيع الكتاب (فرق 7 ساعات ) لديما عمرو: حوار بين ثقافتين يغوص في تلاوين الواقع الإنساني، (مفقود) لطارق الريماوي: توق إلى جماليات الصورة وعذابات تحصيل الدعم المادي، المخرجة الأردنية ريم قطامي: رسومات الكارتون في رؤى بصرية تجريبية تعاين الواقع، الكويتي خالد الصديق: السينما تحاكي عوالم حقبة ما قبل النفط، الفيلم التونسي (ثلاثون) : استعادة لأفكار التنوير والإصلاح في حقبة تاريخية. التونسي جيلاني السعدي: لغة بصرية تغرف من التقاليد الشعبية، التونسي خميس الخياطي : تنوع أدوات التحليل في المعرفة والكتابة أثرى تجربتي وذائقتي النقدية، الجزائري احمد بجاوي: السينما العربية غائبة عن حركة المجتمع وثقافته وموروثه الجمالي، الجزائري احمد راشدي : مشهدية تدور وقائعها إبان حقبة الاستعمار، الجزائري مرزاق علواش : السينما العربية مطالبة بتجديد أساليب السرد والمفردات الجمالية.البحريني أمين صالح: المخيلة السينمائية أحيانا أكثر صدقية من الواقع، اللبناني جورج نصر: طاقة إبداعية تنهل من الواقع جماليات شاعرية، اللبناني جان كلود قدسي: الكاميرا في بيئة مغايرة للوطن تمنح الفيلم مسحة جمالية، مخرجون سينمائيون عرب يعاينون تطوير صناعة الأفلام العربية، العراقي قيس الزبيدي يتحدث حول تنشيط حركة نوادي الأفلام، ناقدة وكاتب سيناريو يطالبان بإيجاد صناديق لدعم مشاريع صناعة الأفلام، ثلاثة مخرجين وناقدة يعاينون تجاربهم في السينما المصرية المستقلة ، المغربية سناء العلوي براعة الأداء وفطنة اختيار الأدوار، مخرجة مغربية تدعو إلى إطلاق مواهب الشباب السينمائية، الياباني كيموتو شينكاي: صناعة أفلام الكارتون فرصة للتواصل والتعبير عن عوالم الكون، سينمائي ياباني يرى في جهود صناعة الأفلام الأردنية وفرة ونضوجا لائقا، اليابانية ميتسوكو سانو: الأفلام العربية جهد حضاري موصول في ذاكرة الإبداع الإنساني، السويسري كريستيان فراي: الفيلم التسجيلي يمتلك جاذبية إبداعية في التواصل بين الثقافات، السويسري مورير : عن آفاق وتحديات السينما الجديدة، كاتب السيناريو الاميركي بول وولف: حضارة الأردن تليق بإبداعات الفن السابع، ناقد اميركي يرى في الحياة الثقافية الأردنية حراكا نشطا لصناعة الأفلام، سينمائيان أميركيان يعرضان تجربتهما في حقل الفيلم التسجيلي، الأسباني فيسنتي مولينا فويكس: يتوجب على الحكومات في العالم الثالث دعم صناعة الأفلام، أسبانية ترى في التنوع الثقافي ميزة في سينما المرأة، مدير مهرجان تروب فست أرابيا للأفلام القصيرة بول فين: نسعى إلى إيجاد نافذة للشباب العربي في احتراف العمل السينمائي.

الرأي الأردنية في

22.02.2014

 
 

السينما في الخليج .. إصرار على التحدي

عمان - ناجح حسن 

تجري الاستعدادات في دبي على اطلاق الدورة الجديدة لفعاليات مهرجان الخليج السينمائي، وذلك خلال الشهر المقبل، وهو المهرجان الذي اصبح نافذة حقيقية لاكتشاف طاقات ومواهب سينمائية في منطقة الخليج، حيث اثر القائمون على المهرجان (مسعود امر الله ال علي وعبدالحميد جمعة ) اضافة السينما العراقية واليمنية الى محور اهتمامات المهرجان.

نجح المهرجان بدوراته السنوية الاولى، ان يسلط الضوء على هذه المواهب ورعايتها، الى ان غدت اليوم طاقات حقيقية ترسم معالم فورة سينمائية بمنطقة الخليج، ولم يكن ذلك حماسا او رغبة القائمين عليه في ولوج هذا الحقل التعبيري لشباب المنطقة فحسب ، بل عملوا على توفير مناخ ملائم للابداع من ناحية تطوير قدراتهم اكاديميا وانعاشا معرفيا وتدريبيا واشراكهم في ورش عمل متخصصة وارسالهم الى تلك المهرجانات السينمائية الشهيرة في ارجاء العالم للاقتراب من قامات الابداع السينمائي والاطلاع عن جوانب من حرفيتهم السينمائية، واشراكهم ايضا في نقاشات وجلسات وحوارات تعنى بجماليات الخطاب الجمالي والدرامي للافلام .

جاءت نتائج المهرجان الذي خرج من عباءة احتفالية بسيطة (افلام من الامارات) – كان يشرف عليها عاشق السينما مسعود امرالله – مشجعة ومثمرة وذات وقع شديد على مصائر الكثير من الشباب في منطقة الخليج، الذين بدأوا يهتمون بالثقافة السينمائية ومحاولات صنع افلامهم البسيطة بامكانيات محدودة، قبل ان يكبر الحلم العام تلو الاخر، وان يحققوا افلامهم اللافتة باساليب متباينة لا تفتقد الاحساس بالمفردات الجمالية والرؤى الانسانية البليغة .

من الصعب على المتابع بهذه العجالة احصاء منجز السينما الخليجية الحديثة الانتاج في السنوات القليلة الفائتة، لكنه قطعا يستذكر اسماء البعض منهم من الشباب الجدد الذين نجحوا في وضع بصماتهم الخاصة على المشهد السينمائي في الخليج وخريطة السينما العربية الجديدة، فهناك تجارب وابداعات: «دار الحي» لعلي مصطفى، «حنة» لصالح كرامة، «سبيل» و»بنت النوخذة» لخالد المحمود، «الدائة» لنواف الجناحي، «أحمر أزرق، أصفر» لنجوم الغانم و»الجارة» لنايلة الخاجة، جميعهم من الامارات بالاضافة، الى فيلم «وجدة» للسعودية هيفاء المنصور، «البوم» للعماني خالد الزدجالي، «، وسوى ذلك كثير من اشتغالات الشباب في الامارات والسعودية وقطر والبحرين والكويت واليمن والعراق.

وفي هذا المقام، لا بد من الإشارة، الى تلك المحاولات الريادية الاولى في صناعة الافلام بالمنطقة منهم: الكويتي خالد الصديق، السعودي عبدالله المحيسن، العماني خالد الزدجالي، البحريني بسام الذوادي، القطري اسماعيل العباسي، جميعهم ساهموا بتحفيز الجيل الجديد في خوض غمار الابداع السينمائي، الذي اخذ في يبرز بهذه الحيوية والتدفق في مجموعات من الافلام المتنوعة الموضوعات والاساليب كل عام، كحقيقة ناصعة في الحياة الثقافية، وهي تمتلك بنيتها الخاصة، من ناحية توفر: شركات التسويق والانتاج والتمويل، مؤسسات اكاديمية متخصصة بتدريس الفن السابع وتقنياته، ومجموعات من المتطوعين في اثراء زخم الثقافة السينمائية، وملتقيات ومهرجانات كبيرة كجسر تواصل مع ابداعات صناع الافلام في ارجاء المعمورة، وكل ذلك يسير في حالة عمل يومي باصرار متواصل على الاحتراف لبلوغ كنه وعوالم دنيا الاحلام والاطياف.

الرأي الأردنية في

22.02.2014

 
 

نقاد سينمائيون:

جهاز الرقابة الفنية يعمل بفكر ما قبل الحرب العالمية الأولى

كتب رحيم ترك 

فى بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914 تأسس أول قسم فى السينما للرقابة على الأفلام العربية والأجنبية، والتى عرفت باسم "الرقابة" كإدارة تابعة للقسم الفنى بوزارة الداخلية، وكان أول رقيب رسمى للسينما هو الإعلامى توفيق صليب، وبالرغم من التطورات التكنولوجية الرهيبة التى حدثت خلال الـ100 عام الماضية، واقتحام عالم الانترنت كل بيت فى مصر والذى يسمح للجميع بمشاهدة ما يريدونه دون رقيب، لكن مازالت الرقابة تعتقد أنها تلعب دور"الوصى" على عقول الشعب.

الناقد عصام زكريا أكد لـ"اليوم السابع" على ضرورة تعديل قانون الرقابة بحيث تكون هناك رقابة على الفيلم بعد ما ينتهى تصويره أو السماح للشركة المنتجة للفيلم بأن تختار أن تقدمه كسيناريو، أولا تقدمه وتكتفى بعرض الفيلم على الرقابة بعد انتهاء تصويره.

وقالت الناقدة ماجدة خير الله أن وجود الرقابة حتى وقتنا هذا هو شىء بدائى ومقيت جداً، وانتهت من العالم كله، مطالبة بأن يقتصر دور الرقابة على الإرشاد فقط من خلال التنبيه إلى المراحل العمرية المناسبة للأعمال الفنية ولا تتدخل الرقابة بهذا الأسلوب المستفز والغير مبرر.

اليوم السابع المصرية في

22.02.2014

 
 

الحاجة إلى سينما طليعية جديدة:

 أقل من رقصة على عرش من خسارات!

حمادي كيروم 

يتفق جميع الباحثين والمؤرخين على أن اختراع السينما كان على يد الأخوين لوميير عام 1895 . وقد تحقق هذا الاختراع  بعد جهود كثيرة قام بها مجموعة من العلماء والباحثين في ميدان البصريات والصور الفوتوغرافية. وجاء العرض الأول المؤدى عنه (أي ببطاقات مشاهدة مدفوعة الثمن) في نفس السنة باحدى مقاهي باريس حيث شاهد الجمهور آنذاك مجموعة من "المشاهد المصورة" وهي تتحرك على الشاشة.

ومن بين الافلام التي شاهدها الجمهور خلال هذا العرض فيلم "وصول القطار الى المحطة" وفر الجمهور خائفا مذعورا اثناء وصول القطار امامهم قادما من عمق الشاشة. وقد ارسل الاخوان لوميير مجموعة من المصورين الى انحاء العالم لتصوير وتسجيل غرائب الدنيا وعجائبها، واطلقت الصحافة على هؤلاء التقنيين تسمية "صيادي الصور"، ومن اشهرهم فليكس مزكيس الذي صور احداث قصف الدار البيضاء سنة 1907 كما كان اول عرض سينمائي بالمغرب سنة 1897  بالقصر الملكي بفاس.

كان الهدف من اختراع "السينماتوغراف" في البداية هو مساعدة العلماء والمكتشفين على تسجيل وتصوير ملاحظاتهم واختراعاتهم العلمية والطبية، غير ان الفرنسي جورج مليس الذي كان مولعا بالألعاب السحرية ومحترفا للالعاب البهلوانية سيوجه مصير هذه الآلة ويبعدها عن متاعب الحياتة اليومية. وقد أخذت السينما شهرتها من طبيعتها الحكائية بحيث أصبحت آلة  عجيبة لحكي القصص يتجمد الناس امامها في قاعات مظلمة ليرحلوا في حلم جمعي على صوت شهرزاد العصر الحديث.

وقد رحلت السينما الى الولايات المتحدة الأمريكية على يد المخترع توماس إديسون وآخرين،  وطورها والتر كريفيت الذي اخترع اللغة السينمائية ووضع بأعماله الرائدة حجر الأساس لخلق هوليود.. مدينة السينما ومصنع النجوم والاحلام. هكذا إذن حدد الأمريكيون مصير "السينماتوغراف" الذي كان منذورا للعلم والمعرفة وحولوه الى مجرد "سينما" لحكي القصص وملء فراغ الناس وتسليتهم وتأثيث حياتهم الخيالية.

يرى أندريه تاركوفسكي، شاعر وفيلسوف السينما، ان اختراع الاخوين لوميير أعلن ميلاد "مبدأ فنيا جديدا" يتلخص في كون الانسان ولأول مرة في التاريخ، استطاع ان يتغلب على "تسجيل الزمن"، وأن يحتفظ به ويعرضه مصورا متى شاء. ويلتقي تصور تاركوفسكي هذا مع تسمية "الفن السابع" التي ظهرت في عشرينيات القرن الماضي على يدي ريسيطو كانيدو.

ويعكس مفهوم كانيدو للسينما رأي الطليعيين الفرنسيين والتعبيريين الألمان الذين ساءهم تحريف هذا الفن الجديد عن رسالته النبيلة بواسطة مجموعة من الحرفيين والتجار الذين اكتشفوا ان السينما دجاجة تبيض ذهبا، فحاربو ا بالمال وبالعنف كل من حاول الوقوف في وجههم لاعادة الفن السينمائي الى أصله العلمي والفكري والابداعي. وما قصة اللائحة السوداء التي اخترعها مكارثي وغلفها بذريعة محاربة الفكر الشيوعي في الوسط السينمائي في أمريكا، الا مظهرا من مظاهر الحرب الخفية والمعلنة ضد الاختيار المخالف للاختيار التجاري الذي فرضته مافيا السوق على الحقل السينمائي.

مقاومة التيار

وقد قاوم الطلائعيون والتعبيريون هيمنة هذا التيار الانتفاعي الذي اختزال السينما الى مجرد الة لحكاية القصص، ووضعوا بذلك بيانات فكرية ونظريات يحفزون بها المخرجين المبدعين لانقادهم من قبضة المال والسوق وتحرير فكرهم وفنهم من الاستلاب التجاري. ومن أهم هذه التيارات التي سادت آنذاك نذكر على سبيل المثال "السينما موسيقى الضوء" و"السينما نحت للزمن"   "السينما عين"  و"السينما حقيقة" و"الكاميرا قلم" و"السينما شعر الواقع".

تجتمع كل هذه النظريات حول اهمية  واولوية القيمة الفكرية والفنية للسينما سواء كان سندها تخييليا أم وثائقيا. ومن أهم الأسماء التي ارتبطت ويرتبط ذكرها بالدفاع عن تصور آخر للسينما يسعى الى تأسيس وتأصيل "سينما الابداع" من الرواد و المعاصرين: نذكر على سبيل المثال لا الحصر، لوي دوليك، الكسندر استريك، جان لوك جودار، فرنسوا تروفو من فرنسا. ومن ايطاليا هناك ريسيطو كانيدو وفيلليني وبازوليني، ودزيجا فيرتوف وايزنشتاين وبودوفكين وتاركوفسكي وبارادجانوف من روسيا، وفريتز لانغ ووالتر بابست وفيم فيندرز وفاسبيندر من المانيا، ونوري بيلج سايلان وسميح كابلانوكلي من تركي، ومحمد ملص وعبد اللطيف عبد الحميد وعمر أميرالاي من سوريا، واحمد البوعناني ومصطفى الدرقاوي وفوزي بنسعيدي وحكيم بلعباس وهشام العسري من المغرب.

من خلال هذه اللائحة نلاحظ أن هناك بعض الأسماء التي مازالت تقاوم هيمنة النموذج التسليعي الذي فرض خلال العشرين سنة الأخيرة نموذجا واحدا من السرد هو السرد الهووليودي الذي يعتمد "نظرية الصراع المركزي" التي أصبحت تصنع داخل معامل الكومبيوتر بأبعاد ثلاثية، وبصور خارقة في الاتقان والدقة، تتحرك داخلها نجوم افتراضية خارقة في الإغراء والفتنة لكنها في اغلبها فارغة كالسراب خالية من ماء المعنى!

ان الرهان على هذه الاسماء وأمثالها، هو رهان على الحرية والتحرر من هيمنة النموذج الوحيد، ورهان على الابداع من أجل رفض ومقاومة تسليع الفن السينمائي وتحويل الكرة الأرضية الى جحيم استهلاكي تختفي فيه قيم الجودة الفنية وسيادة قيم الرداة الكيتشية والنهم الفرجوي.

أزمة السينما المغربية

بناء على هذا نطرح تساؤلا حول أزمة السينما المغربية في الوقت الحالي. لقد توهمنا ولفترة طويلة، ان مشكلة السينما المغربية كانت مرتبطة بالانتاج. وقد حدث ان جادت الدولة "بخيراتها" على المخرجين المنتجين، فنشطت الحركة السينمائية بشكل لم نره من قبل في أي بلد عربي  باستثناء مصر والجزائر (سابقا).. غير ان المنتوج النهائي الذي تجاوز العشرين فيلما سنويا، لم يرق مع الأسف الى المستوى الفني والفكري والجمالي الذي كنا ننتظره من مخرجينا الأعزاء.

ورغم ان بعض الأفلام الشعبوية والجماهيرية أرضت رغبة الجمهور لبضعة أسابيع، إلا أن الأمور عادت من جديد الى فقرها الفني فحولنا السؤال من جديد نحو أزمة الابداع.. غير أن الابداع  إشكالية مركبة ترتبط بالمخيل والخيال والتخييل، مما يجعل الخوض فيها من باب الممكن والمستحيل، وهو باب سيسجل "الجريمة" ضد مجهول.

وللمساهمة في البحث عن هذا المجهول لا بد من إعادة احياء "حلقة المخرجين المفقودين" الذين تركناهم في بداية هذا المقال يقاومون السينما السائدة ويبحثون عن "الصورة المشتهاة"  لنقترح معهم على المخرجين الطلائعيين الجدد تغيير الاختيار الجمالي السائد باختيار جمالي مختلف مبني على هدم النظر وجعل القلب عين البصر، من اجل خلق جبهة جديدة لإنقاذ الفن وانقاذ السينما وإنقاد الانسان  لأن الانسان  المعاصر انتقل من مرحلة الاستلاب والتشييء في نهاية القرن الماضي، الى مرحلة الخواء فصار أجوفا يمارس الاخصاء القيمي على نفسه لكي يصبح منسجما مع عصره ومع تطلعاته، غير أن السينما ذات البعد الفني والجمالي والثقافي، يمكن أن تقف ضد فقر الدم الذي يعاني منه المجتمع.

فعلى السينما الحقيقية أن تسدل الستار على المفرقعات  اللفظية والسمعية البصرية وان تتجاوز الالتهابات الحسية لتفتح المجال امام الغسق لتسكن الكلمات والصور.

ان ما ينقص الساحة السنمائية في المغرب هي"العقيدة السينمائية"، ونقصد بالعقيدة هنا رؤية العالم الفنية والفلسفية والوجودية التي تؤطر المنجز الفيلمي  فمعظم المخرجين لا عقيدة لهم، وما يهم المخرج المهرول والمتهافت اليوم هو الفيلم، ومايهمه من الفيلم هو ما سيجنيه من ربح أو من أموال الدعم التي تقدمها الدولة، فيلجأ الى التلفيق والتزويق والتزييف، كما أن الكتابة السينمائية ينقصها "شيء ما" حسب تعبير تشيكوف، لأن الكتابة فعل تقني توجهه صيغ الوعي باللغة السينمائية، أفقه "اللغة الثانية"، ومداره تحويل التجربة لخلق مثال فني "يذود" الواقع بصيغ إدراك الذات لعملها وللعالم، كما ينبغي أن تكون السينما محاطة بمناخ ثقافي يرفض التزييف والرداءة والنفاق والجبن والولاءات المصلحية العابرة، لأن ثمة ما يليق بهذه الحياة!

* ناقد وباحث سينمائي من المغرب

عين على السينما في

22.02.2014

 
 

الشكل الخارجي...

هل يصنع النجوميَّة؟  

إلى أي مدى يتكل الممثلون اليوم على شكلهم الخارجي لاستقطاب أدوار البطولة؟ سؤال يطرح نفسه بقوة في عصر التكنولوجيا والإبهار على صعيد الصورة، وتحوّل الفن إلى صناعة كاملة، ما يجعل الموهبة في كثير من الأحيان تأتي في المرتبة الثانية بعد الشكل، باعتبار أن الأخير أول ما يأسر الجمهور لدى رؤية النجم وقبل أن يتفوه بكلمة

كثيرة هي الأمثلة عن فنانين صنعتهم التكنولوجيا، أي تغلب صورتهم المبهرة على موهبتهم، في المقابل ثمة أمثلة لا تحصى عن...

البطولة تتطلب أكثر من الشكل

أحمد عبدالمحسن

صادق بهبهاني

«أتعامل مع شكلي الخارجي حسب ما يتطلب الدور مني، ولا أعتقد أن الشكل وحده يوفر للفنان دور البطولة»، يؤكد الفنان صادق بهبهاني موضحاً أن موهبة الفنان وقدرته على أداء أدوار مختلفة والتعامل مع النص، أهم من الشكل الخارجي.

يضيف: «على الفنان التعامل مع الأدوار بشكل دقيق. على سبيل المثال لا يمكن أداء دور الفقير من خلال شكل جميل، أو دور المجرم أو اللص من خلال شكل آخر لا يدل على المجرم واللص وما شابه ذلك».

يرى بهبهاني أن على الفنان تقبل أي شيء خدمة للدور، وألا يعترض على دور معين أو تغيير ما في الشكل الخارجي، ويتابع: «أستغرب من بعض الفنانين الذين يرفضون أداء أدوار الفقر مثلا لاعتراضهم على الأزياء، أو يشترطون أداء هذه الأدوار بإطلالة جميلة وهذا أمر خاطئ. بالنسبة إلي، أتقبل ملاحظات المخرج وأعمل  بها وأفعل كل ما يطلبه مني، لأن على الفنان تغيير شكله الخارجي خدمة للدور وإيصال رسالة كاملة إلى الجمهور الذي ينتقد الشكل الخارجي للفنان في حال لا يلائم دوره».

شوق

«لا أبحث عن أدوار بطولة بقدر ما أبحث عن أدوار مؤثرة حتى وإن كانت عبارة عن مشهد واحد»، توضح الفنانة شوق مشيرة إلى أن الشكل الخارجي مهم بالنسبة إلى الفنان، لكن ليس بالضرورة أن يكون العامل الرئيس في الفوز بأدوار البطولة.

تضيف: «جميل أن يتمتع الفنان بشكل خارجي متميز، صحيح أن هذا الأمر يساهم في أدائه بعض الأدوار، لكنه لا يعطيه بطولة مطلقة أو أي شيء من هذا القبيل، وأعتقد أن الموهبة هي التي تحسم هذه الأمور، فلا يمكن أن يكون الشكل من دون موهبة، ولكن من الممكن أن تكون الموهبة من دون شكل خارجي متميز».

تعتبر شوق أن التغيير الذي يفرضه الدور على الشكل الخارجي لا بد منه، ولا مانع لديها في ذلك خدمة للدور والشخصية، تتابع: «أقبل دائماً ما يفرضه عليّ المخرج أو الدور، لا مشكلة لدي في وضع قليل من الماكياج وتغيير شكلي الخارجي خدمة للدور بشكل معقول. في المقابل، أرفض إجراء جراحات تجميل أو ما شابه، حتى لو كان ذلك خدمة للدور. عموماً، يستطيع الفنان إحداث هذه التغييرات بطريقة متقنة، إذا أراد ذلك، من دون مبالغة».

محمد رمضان

«الشكل الخارجي مهم بالنسبة إلى الفنان، ويستطيع توظيفه إلى أقصى حد ممكن»، برأي الفنان محمد رمضان، باعتبار أنه أحد العوامل الرئيسة للفوز بأدوار البطولة.

يضيف: «على الفنان تغيير شكله الخارجي شرط أن يساهم في أداء الدور بأفضل أسلوب ممكن، فعلى سبيل المثال لا يمكن أن يجسد الفنان شخصية فقير وهو يرتدي ثياباً باهظة الثمن، أو شخصية غني بثياب مقطعة، من هنا نرى أن الشكل الخارجي يساعد الفنان في اختياره للأدوار، وثمة فنانون يتم اختيارهم لأداء أدوار البطولة لأنهم يمتلكون شكلاً خارجياً يساعدهم في ذلك».

يوضح رمضان أن تقبل تغيير الشكل الخارجي يختلف من فنان إلى آخر، وأن أدوار البطولة لا تقتصر على الشكل الخارجي، ويتابع: «موهبة الفنان وقدرته على أداء أدوار بطولة، عوامل تساعده على الاستمرار في الوسط الفني. الشكل الخارجي مهم أيضاً ولكن ثمة أمور أهم. بالنسبة إلي أحاول تنفيذ تعليمات المخرج أو كل ما يطلبه الدور من دون تردد، فقد سبق أن غيرت في شكلي الخارجي لخدمة أدوار فنية، ولا أمانع من القيام بهذا التغير مستقبلا، وأنا فخور بالأعمال التي أقدمها على الشاشة، سواء في شكلي الخارجي الطبيعي أو إجراء تغييرات لازمة خدمة للدور».

الكاريزما الأساس

بيروت  -   ربيع عواد

نيكول سابا

{الجمال والموهبة يكملان بعضهما البعض والثانية هي الأساس}، تقول نيكول سابا مؤكدة أنه في حال غياب الموهبة، لا يمكن للشكل الخارجي أن يقنع الجمهور ويؤمن الاستمرارية لصاحبه.
تضيف، في حديث لها، أن {الشكل بات عاملاً أساسياً لنجاح أي فنان}، إلا أنها لا تعتقد أن الجمال وحده كاف لاستمرارها، موضحة أن {الفنانة التي يزداد وزنها قليلاً مثلاً، ينتقدها معجبوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، ويطالبونها بالاهتمام بشكلها أكثر}.

وتلفت إلى أن ثمة أدواراً لا تتطلب شكلاً جميلاً بقدر ما تتطلب مقدرة في إيصال الشخصية إلى المشاهد بشكل صحيح وإقناعه بها، مشيرة إلى أن ممثلين كثراً حققوا نجومية رغم أنهم لا يتمتعون بجمال باهر. وعما إذا كان المظهر الخارجي يعكس جوهر الشخص، تقول: {غالباً ما يعكس المظهر بعض الميزات الداخلية. ولكن لا يمكن تعميم ذلك، لأنه في أحيان كثيرة قد نرى شخصاً بمظهر معين ونفاجأ بجوهره الذي لا يمت إلى مظهره بصلة}.

يورغو شلهوب

{ليس التمثيل عرضاً جمالياً بل يحتاج موهبة حقيقية}، يقول يورغو شلهوب الذي يعترف بأن الشكل الخارجي يؤدي دوراً أحياناً في حياة بعض النجوم، إلا أنه لا يؤمن وحده الاستمرارية.

يضيف: {صحيح أن بعض أدوار البطولة يحتاج شكلاً جميلاً ليتعلق الجمهور بالشخصية، إنما الأهم توافر الكاريزما والأداء الجميل والإحساس، لأن التمثيل  روح متجسدة بشخصية معينة. من جهة أخرى، لا أمانع دخول موهوبين غير متخصصين جامعيًا إلى التمثيل، إذ يمكن لهؤلاء أن يطوّروا أنفسهم عبر ورش العمل، إنما أرفض اختيار شخص غير موهوب لدور البطولة، مهما كانت الأسباب، مادية أو شخصية، لأن ذلك يضرب صورة الممثل اللبناني في العالم العربي، ويوحي بأن الممثلين اللبنانيين غير أكفياء.

جويل داغر

{الكاريزما هي الأساس} تؤكد جويل داغر مشيرة إلى أن الشكل الخارجي مهم، خصوصاً أن المشاهد يحب رؤية النجوم الذين يتمتعون بجمال خارجي، لكن الكاريزما والموهبة يؤمنان الاستمرارية لأي نجم، لأنهما عاملان أساسيان يستطيع من خلالهما تطوير نفسه وإثبات قدراته وإمكاناته.  

لا تنكر داغر أن شكلها الخارجي ساعدها في مرحلةٍ ما، خصوصا أننا نعيش في عصر يعتمد على الإبهار في الصورة، لكنها شددت على أنها لو لم تكن موهوبة لما استطاعت تحقيق النجاح وكسب ثقة أهل الاختصاص.

تضيف: {الجمال من دون حضور لا يكفي، لذلك أعتبر أنّ الكاريزما أكثر أهمية من الجمال وهي أساس الاستمرارية}، مشددة على أنها تملك طاقات في داخلها وتحاول في كل عملٍ أن تُظهر جزءاً جديداً منها.

داليدا خليل

{الموهبة هي الأهم عند أي فنان} توضح داليدا خليل مشيرة إلى أنها على استعداد لتبشّع نفسها وتقص شعرها بهدف أداء دور جديد ومركّب، فليس الجمال هو من يوصل الفنان إلى الناس، حسب رأيها، بل نجاحه في أداء دور معين، خصوصاً أن الأدوار لا تتطلب كلها مظهراً خارجياً جميلا.

لا تنكر أن الشكل الخارجي قد يضع الممثل على سكّة معينة ويساعده في المرحلة الأولى، لكن في ما بعد الموهبة وحدها تقرر نجاحه أو فشله، لا سيما أن الجمهور بات يميز الفنان الصحيح من المزيف. وتضيف: {لكل فنان، بغض النظر عن عمره، رسالة يجب أن يوجهها عبر أعماله. ثمة ممثلون يعملون بهدف التسلية، وآخرون يسعون إلى الشهرة، وفئة ثالثة تحمل رسالة معينة في كل عمل من أعمالها}.

جزء من طبيعة العمل

القاهرة –  بهاء عمر

ترى أروى جودة أن الاهتمام بصورة النجم وشكله الخارجي جزء لا يتجزأ من طبيعة عمله، إذ لا يمكن أن يظهر على الشاشة بشكله المعتاد الذي خرج به مسبقاً، خصوصاً  أن الجمهور ينتظره، مع كل إطلالة، بشكل جديد يحمسه لمتابعته بعيداً عن الملل من الصورة المكررة.

تضيف أن طبيعة الدور هي المتحكم بالمظهر، فلا يعني الحرص على الشكل الخارجي، أن يظهر الفنان بأحدث صيحات الموضة، إذ من الممكن أن تتطلب طبيعة الشخصية ملابس شعبية، ما يتوجب الاهتمام بالمظهر الخارجي لها، فلا تكون متناقضة أو مستغربة على بيئة البطل.

تتابع أن كثرة المناسبات التي يظهر فيها النجوم في وسائل الإعلام، تدفعهم أكثر من غيرهم إلى الالتفات إلى مظهرهم، لكي يطلوا في أبهى صورة، خصوصاً أن أول ما تقع عليه عين الجمهور هو شكل النجم حتى قبل الاستماع إلى كلامه.

علاقة طردية

تتابع أميرة فتحي أحدث خطوط الموضة والأزياء في لندن ودبي وباريس، معتبرة أن الفنان بمقدار ما ينوع في إطلالته بمقدار ما يلفت نظر متابعيه في الأدوار التي يؤديها، مشيرة إلى أنها لا تقبل الظهور بصورة مكررة أمام جمهورها، وأن ذلك خط أحمر لا تستطيع تجاوزه.

توضح أن الاهتمام الذي يوليه الفنان في اختيار دوره الذي يقدمه، هو نفسه الذي يوليه لشكله أثناء ظهوره على الشاشة وفي المناسبات العامة.

بدورها تلفت إلهام شاهين إلى أن الأجر الذي يتقاضاه معظم الفنانين يذهب إلى المظهر الخارجي المرتبط بالأزياء وتصميماتها، فلا تكون مكررة، فضلاً عن الاهتمام بالشعر وتصفيفه بطريقة جديدة، موضحة أن العلاقة بين المظهر وأداء دور البطولة علاقة {طردية}، بمعنى أنه كلما زاد اهتمام النجم بمظهره، ينتبه إليه الجمهور، وبالتالي يرشحه المنتجون والمخرجون والمؤلفون لأداء أدوار أكبر مساحة وأكثر أهمية.

تضيف أن فترة التحضير لملابس الشخصية التي تجسدها، خصوصاً إذا كانت ذات طبيعة خاصة شعبية أو ريفية أو وزيرة على سبيل المثال، تأخذ منها مساحة من الوقت تقارب المدة التي تحتاجها لقراءة الدور، فتتخيل أثناء القراءة ما يمكن أن ترتديه أو شكل الماكياج الذي تضعه، بعد ذلك تتشاور مع المخرج ومصمم الأزياء حول تصوراتها للوصول إلى صيغة مشتركة تظهر بها الشخصية.

من جهتها تشير أميرة العايدي إلى أن الانتباه إلى الشكل الخارجي أثناء أداء دور البطولة يحتاج إلى خبرات متراكمة في مسيرة الفنان المهنية، في مقدمها البحث عن مصمم للأزياء يحظى بثقته، فضلاً عن الاستقرار على طاقم عمل يساعده على أداء دوره بسهولة ويسر.

تنبه العايدي إلى أن ما ينظر إليه البعض باعتباره ترفاً من ناحية السفر إلى الخارج وشراء الأزياء والأكسسوار من دول عدة، هو في الحقيقة جهد يبذله النجم ليكون في أفضل صورة تتناسب مع الدور والبطولة التي يؤديها، فلا يبخل بشيء لبناء الشخصية ورسمها، إلى جانب الاجتهاد في تقمصها وأدائها بحرفية على مستويي النص والتمثيل، مؤكدة أن الاعتماد على الشكل الخارجي العادي بمعنى الجمال الطبيعي هو نعمة لا بد من دعمها بإبرازها.

أما آيتن عامر فتلاحظ أن الجمهور ينظر إلى شكل الفنان باعتباره صورة عن أحدث صيحات الموضة، فيما هو بمثابة ضغط عليه ليكون عند حسن ظن متابعيه، وبكامل مظهره الخارجي داخل استوديوهات التصوير وخارجها.

تتابع: {لا يقبل الجمهور أن يكرر نجمه المفضل طلته أو ملابسه، خصوصاً أن طبيعة العمل تقوم على الإبهار في المظهر والصورة، بنفس الحرص على الأداء الجيد للدور}.

تضيف: {حتى مع أداء أدوار غير معاصرة أو من بيئات خاصة مثل دوري في مسلسل {الزوجة الثانية}، كان لا بد من الحرص على المظهر الخارجي بحيث تعبّر الأزياء عن طبيعة الشخصية، وأن تكون جديدة ومبهرة ومتناسبة مع طبيعة الدور، فضلاً عن أن مقارنتي بسعاد حسني وأزيائها في الفيلم الذي قدم القصة نفسها والشخصية ذاتها، تطلّب مني جهداً مضاعفاً في اختيار الأزياء}.

الجريدة الكويتية في

22.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)