كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

المخرج أسعد الهلالي

يستنطق الفنان التشكيلي الصامت طالب مكي

عدوية الهلالي  

 

من أبرز الفنانين الفطريين في العراق ...زرع الدهشة في نفوس عشاق الفن التشكيلي ونقاده بأعماله التي تحدثت بالنيابة عنه ..الفنان طالب مكي ...ابن الشطرة الذي مارس هواية الرسم على الجدران في طفولته واستبدل الكلام بالفرشاة والسمع بالإبداع ..كان الطالب الوحيد الذي تم قبوله  في معهد الفنون الجميلة بقرار ملكي عام 1952لأنه لا يقرأ و لا يكتب وأصم وأبكم وتتلمذ على يد فنانين كبار، منهم فائق حسن وجواد سليم الذي لقّبه بأسد بابل ومنح شهادة دبلوم فنون تشكيلية، كما عمل الفنان رساما في دار ثقافة الأطفال ،وهو من مؤسسي مجلة مجلتي والمزمار وحمل غلاف العدد الأول من مجلة مجلتي لوحة له ،كما شارك في عدة معارض شخصية وجماعية ... 

الروائي والمخرج السينمائي أسعد الهلالي اختار قصة طالب مكي لتكون مادة لفيلمه التسجيلي الذي يحمل عنوان (صمتاً إنه يتحدث ) وهومن نوع أفلام الديكو دراما ومن إعداد الشاعر والناقد التشكيلي  حسن عبد الحميد..في حوار أجرته المدى مع الهلالي سألناه عن كيفية ولادة فكرة اختيار الفنان طالب مكي كمادة فيلمية له فقال :

-خلال السنوات 2006-2008 ، كنت وصديقي حسن عبد الحميد منشغلين بإنجاز حلقات برنامج ( تكوين ) لقناة السومرية الفضائية وهو مختص بالفنانين التشكيليين وأنجزنا منه 118 حلقة بمعدل حلقة عن كل فنان ، وقد اقترح حسن ان ننجز حلقة عن طالب مكي لكننا اردناها متميزة بسبب تميز هذا الرجل ولم تجر الأمور وقتها كما اردنا ..وفي منتصف عام 2013 اقترح حسن إنجاز فيلم لصالح دائرة السينما والمسرح وأصر على إخراجي له لما حققناه من نجاح في برنامج ( تكوين)..

·        كيف تعاملت مع مفردة الصمت لدى الفنان وعلاقتها بموهبته الفنية ؟

-صمت الفنان طالب هو ميزته الأبرز وقد شبهه الراحل الكبير جواد سليم بأسد بابل الذي يرى كل ما يجري أمامه دون ان يتحدث ،ورغم ذلك فهو شامخ ورابض على قلب الأرض ...هناك بعض المعالجات للطريقة الخاصة التي يتحدث بها الفنان طالب ،وقد وجدتها جميعا تقليدية ..كنت أفكر بضرورة ترسيخ صورة شامخة وعظيمة عنه ليتقارب أو يتماهى مع أسد بابل الفكرة ، لا التجسيد ..لذا جعلت الجميع يتحدث عنه وعن أعماله الفنية الرائعة تقدمه مبدعا استثنائيا ..كان حاضرا على الدوام ينظر ولا يتحدث ..وحين تبدت صورته وظهر كبيرا متألقا مبدعا ..دفعته للحديث بكلمات محسوبة أظهرت واقع كونه أصم وأبكم في الوقت الذي أكبر فيه المشاهد هذا الصمم واعتبره ميزة استثنائية، فقد كان حافزا لن يغدو نتاجه هو صوته الصادح ..ومن جانب آخر اعتمدت على الموسيقى لتكون بمثابة معادل صوتي مجرد لدواخل الفنان ومشاعره ..وكنت قد قررت سلفا أن أنجز الفيلم ضمن فضاء التسجيلية الشعرية أو الرومانسية ،فالتناول التسجيلي التقليدي سيقدم موضوعة جافة لا تحقق نتيجة مؤثرة ،إذ سيعيد لذاكرة المشاهد سلسلة من المعاقين تضيع بينها خصوصية طالب مكي ..

ويعترف أسعد الهلالي بأنه كان منحازا لطالب مكي فقد احبه جدا وأراد ان يحبه المشاهد ،لذا بذل المونتاج والتصوير والموسيقى جهدا لترسيخ هذا الحب ..وقد قال كل من شاهد الفيلم بأنه وُفّق في ذلك ..

·        هل وجد الفنان مكي نفسه في فيلمك بعد مشاهدته؟

ـ طالب مكي صامت كعادته، فلم أسمع منه وهو لم يسمع الشريط الصوتي المرافق لشريط الصورة في فيلمه.. لكنه رأى حب المشاهدين الذين التفوا حوله وصفقوا له كثيرا، وقد كرمته دائرة الفنون التشكيلية ، وعلى المسرح شاهد قاعة المسرح الوطني المكتظة بالمشاهدين وهي تصفق بحرارة سواء كان تصفيقها للفيلم أو له ،فهو المعني الأول..كنت سعيدا لأننا منحناه فرحا .. ومما صرح به أفراد عائلة الفنان طالب مكي والمشاهدون والمعنيون أنهم شاهدوا تألقه في هذا الفيلم.. 

·        برأيك ..لماذا لم يتناول أحد من قبل قصة الفنان الاستثنائية في مجال الفن التشكيلي في العراق؟ 

ـ ربما نهاية فيلم "صمتا إنه يتحدث" تجيب على هذا السؤال.. فقد تعرض طالب مكي إلى الإهمال والتهميش لأسباب، رأى الفنان بلاسم محمد أنها تعود لأن الإعلام يعتمد على الصوت، الحوار، العلاقات، وينجح فيه من يستطيع التحدث والترويج لمنتجه فكيف الحال برجل صامت لا يستطيع أن يوصل صوته أو فكرته، وأعتقد بأن المشتغلين في مجال الفيلم التسجيلي أو البرنامج الوثائقي تهربوا من تناول شخصيته لأن المعادلات السمعية صعبة التحقيق ومن الممكن أن تدفع بالمادة الفيلمية إلى التسطيح، ولعل بعضهم لم يجد صيغة مناسبة.. وقد رأيت مادة فيلمية بثت على إحدى القنوات قدمت الفنان منذ البداية كمحاور مع ترجمة صوتية مرافقة.. وهذا بتقديري تناول غير منصف.. طالب مكي تحدث كثيرا بل صرخ عبر نتاجه الفني الكبير.. لذا حين اخترت اللحظة المناسبة لحديثه القصير المعبر، صرخت صمتا.. فقد تحدث الآخرون عنه كثيرا وأظهروا تسامق قامته.. كما أوضحت منجزاته علو شأنه بين الفنانين التشكيليين.. لذا كان على الجميع أن يصمت ليقول طالب كلمات بسيطة مبعثرة مفادها أن الماضي كان جميلا ومثمرا واليوم فوضى لن تؤدي لشيء.. هكذا كان يشعر وهذه هي أزمته الروحية والفنية في سنته السابعة والسبعين..

·        ما أهم الأدوات التي اعتمدتها في الفيلم ..السيناريو ..أم الحوار ..أم الصورة ؟

ـ كلها بالطبع، فقد وضعت سيناريو لكنه كان بمثابة خطة عمل.. إذ هيأت نفسي للاستفادة من المعطيات والمستجدات وما يشخص أمام العدسة.. لقد قرأت كثيرا عن الشخصية، ووفر لي حسن عبد الحميد مادة غزيرة تمكنت من صياغتها في الشكل الذي بدا في فيلم "صمتا انه يتحدث". وسجلت عدة حوارات مع مبدعين ممن يعرفون الكثير عن طالب مكي كبلاسم محمد وعبد الرحيم ياسر وموفق مكي وشفيق المهدي وكاظم نوير وغيرهم.. ومنها اخترت الجمل المناسبة لصنع مسار الفيلم مفهوميا وإيقاعيا ووجدانيا، مجسدا بسيل من الصور التي أنجزتها خلال مرافقتي مع كادر الفيلم للفنان لعدة أيام إضافة إلى الخزين الكبير لمنجزات الفنان في الرسم والنحت والالستريشن.. 

·        هل تفكر في إشراك فيلمك في مهرجان ما؟ 

ـ سأحرص على ذلك بالتأكيد خاصة وانه حقق نجاحا جيدا لدى عرضه في مهرجان الفن التشكيلي ..

·        كيف تنظر إلى وضع السينما في العراق اليوم ..هل تستقبلها النخبة والمهرجانات فقط ، وكيف يمكن لها ان تصل إلى المتلقي العراقي؟ 

ـ أرى بأن السينما اليوم تصحو من غفوة طالت.. وأثق كثيرا بأن الشباب المشتغلين في مجال السينما هم من سيرتقي بهذه الصحوة لتغدو في النهاية مشروعا سينمائيا عراقيا.. لقد توجه بعضهم إلى صناعة الفيلم دونما دعم تقليدي من مؤسسات الدولة، اعتمدوا تقنيات بسيطة لكنها جيدة في التصوير والمونتاج ،وقد أكدت في عدة حوارات أن التقنيات لم تعد عائقا ،فكاميرا بسيطة في موبايل متقدم تقنيا من شأنها أن تمنحنا صورة وصوتا جيدين.. هناك كاميرات الفوتوغراف التي تحوي إمكانية تصوير الفيديو بنظام أتش دي أو أكس دي ،وهذا يعني صورة رائعة ومقبولة في العرض كما أنها صالحة للنقل إلى شريط سينمائي في ما بعد.. أما المونتاج فهناك برامج الكومبيوتر التي لا تعد باهظة الكلفة بل هي متاحة ويسيرة الاستخدام ومن شأنها أن تحقق نتائج باهرة في المونتاج ...الأزمة إذن في صانع السينما المثقف، المكتظ بالجماليات التي من الممكن أن تظهر جلية على السمعبصري الذي يقدمه.. هناك شباب أدركوا حدود اللعبة وصاروا ينجزون أفلامهم ويحصلون على جوائز مهمة في مهرجانات محلية وعربية وعالمية.. أرى أن علينا أن نواصل وندعم هذه الجهود فهي من ستصنع السينما العراقية التي قد تربكها المؤسسات بانتقائيتها ولا مسؤوليتها أحيانا.. ما تحتاج إليه السينما العراقية اليوم المزيد من دور العرض التي من شأنها أن تحول النتاج الفيلمي العراقي إلى صناعة تستمد قوتها من ربحيتها ،وهذا أمر مشروع إذ لم تتطور السينما العالمية إلا بعد أن صارت تحقق عائدات مالية كبيرة.

المدى العراقية في

20.02.2014

 
 

"تيرانس ماليك".. قصائد بصرية لسينما شكسبيرية

عبد السادة جبار  

شهدت صالات العرض السينمائية في الآونة الأخيرة عروضا سينمائية أمريكية بطابع جديد على المستوى الفني والمضمون حصدت جوائز مهمة وترشحت للأوسكار، ومن الملفت للانتباه إن تلك الأفلام تجمعها مشتركات مضامين اجتماعية بإيقاع متلاحق وطابع كوميديا سوداء عن قصص حقيقية  ، كأن هذا الأسلوب قد استهوى المخرجين والممثلين الكبار والنقاد والجمهور أيضا  ،من أهم هذه الأفلام "ذئب وول ستريت" لمارتن سكورسيزي ،"ياسمين ازرق" لوودي ألن ،"الاحتيال الأمريكي " لديفيد أو راسل،وغيرها.. كشفت تلك الأفلام عن بؤس اجتماعي وسلوكيات تفضح زيف فكرة الحلم الأمريكي وأوهام الأمة الأمريكية بأسلوب ساخر وقاس وكأنها صنعت بقصد محاولة جلد الذات للتخلص من عقدة الوقوع في الخديعة المغلفة بالبطولات الزائفة ،وقد تشكل مع أفلام أخرى أحد تيارات السينما  الجديدة ربما يتزعمها مخرجون مميزون يبغون التطهر من خطايا السياسيين الأمريكيين ليردوا بالضد على مواضيع  أفلام ترشحت أو فازت في أوسكار العام الماضي مثل "آرجو" لبن افليك  و" لنكولن " لسبيلبرغ التي مجدت الماضي، في الواقع ذهبت هذه الأفلام إلى أعماق التركيبة الاجتماعية والسياسية الأمريكية ولم تتعكز في وصف الأحداث على أيدي أبطال تاريخيين بل أظهرتهم مخادعين ومحتالين أو مغفلين و كذابين ،حيث تغيب نظرة الإعجاب عن تلك الشخصيات(السوبرمانية ) وتحل محلها السخرية القاسية وفي أحسن الأحوال العطف على شخصيات مغلوبة بعد سقوطها المدوي ..ربما هي محاولة ذكية  لنقل نظرة الإعجاب إلى المخرج –المؤلف الذي أراد أن يفضح ذلك الزيف كنوع للتطهر من الخطايا..

"الاحتيال الأمريكي" (American Hustle) للمخرج الأمريكي ديفيد أو راسل مقتبس من وقائع حقيقية عن فضيحة " أبسكام" السياسية التي جرت تفاصيلها في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات وهي العملية السرية التي حاك خيوطها مكتب التحقيقات الفيدرالية للإيقاع ببعض العناصر الفاسدة في الكونجرس وولاية نيوجرسي من خلال خديعة مفبركة سميت أبساكم وهي مختصر لعبارة ( الخديعة العربية )، وقد جاءت هذه التسمية على خلفية استخدام المباحث الفيدرالية أمراء عرب مزيفين يرغبون باستثمارات في أمريكا ومنحهم الجنسية الأمريكية بأساليب غير شرعية مقابل رشاوى تدفع لأشخاص مهمين في الحكومة والكونجرس ويتم تصويرهم متلبسين بالرشوة والفساد ، اختار راسل عددا ممتازا من الممثلين ليتناسب أداؤهم مع حجم القضية (موضوع التطهير ) كريستيان بال ،برادلي كوبر ،أمي آدمز ،جنيفر لورنس ،روبرت دي نيرو،سعيد التغماوي ،جرمي رنر ..وغيرهم ...سيناريو الفيلم كتب بأسلوب درامي وليس وثائقي حيث اعتمد الفضيحة كموضوع لكشف العلاقات وتشابكها وتسليط الضوء على ضياع الأفراد وزجهم في ممارسة سلوكيات وأعمال غير نابعة من اختياراتهم طوعا مما يسبب ارتباكا وضياعا في علاقاتهم الأسرية والعاطفية ليؤكد من خلال الفيلم على كذبة العالم الحر ووهم الحرية الفردية ، "إرڤينج روزنفلد " (كريستيان بال) صاحب ورشة غسيل للملابس يتعرف على امرأة جميلة "سيدني بروسر" (آمي أدامز) يتعلقان يبعضهما ويلجان عالم الاحتيال في مجال التزييف والخداع والنصب على الزبائن لكنهما يقعان بيد العميل الفيدرالي "ريتشي ديماسوا "(برادلي كوبر) ليجبرهما في التعاون معه للإيقاع بشخصيات مهمة في الكونغرس عبر توريطهما بعلاقات فساد سياسي ومالي من خلال شركة وهمية يديرها عرب ،خلال تلك الترتيبات يتم الكشف عن اضطراب العلاقات حيث تكتشف سيدني ان ارفنج متزوج من"روزالين" (جنيفر لورنس) وله طفل لكن زوجته تعاني من إهماله لها ،ويبدي ريتشي إعجابا وتعلقا بسيدني رغم ان له خطيبة ،وتميل روزالين أيضا لأحد رجال الطبقة المخملية ، تحاول سيدني إقناع ارفينج للهروب من تلك الورطة إلا انه لا يوافقها بسبب حبه لولده مما يضطرها لتجاري ريتشي العميل الفيدرالي ويعاني ريتشي هو الآخر من تحكم المسؤول عنه في مكتب التحقيقات ويؤخر له احتياجاته لنجاح المهمة ،ويجد نفسه انه أمام عملاق مافيوي "ڤكتور تلـِيو" (روبرت دي نيرو) يصعب السيطرة عليه وكشفه بدون ترتيبات محكمة ،ينتهي الأمر بتصوير المفسدين والقبض عليهم متلبسين ،كما تنفرط تلك العلاقات الاجتماعية القديمة لتتشكل علاقات بديلة على عللها بين الأبطال ،في الوقت الذي نسمع فيه الفرح الهستيري لريتشي ومجموعته لنجاح المهمة على صدى صراخ وبكاء أسر المقبوض عليهم ..

الوثيقة التي اعتمدها ديفيد أو راسل هي وقائع معروفة ،وبالنتيجة لم يكشف عن شيء جديد في الأحداث، والأمر واضح بالنسبة له ،فالفيلم لم يركز على الجانب السياسي إلا انه أراد ان يقدم معالجة درامية للعلاقات الأمريكية في هيكل  الدولة والجسم الاجتماعي ,فالخداع والاحتيال والفشل العائلي كان واضحا في بنية الفيلم واستغلاله من قبل المباحث الفيدرالية لم يكن مبنيا على وعي وطني أو أخلاقي بل لغرض  اصطياد عدد من الشخصيات المهمة لتحقيق نجاح شخصي في مؤسسة لا تحتفظ بقوتها إلا بنصب الشراك، ومن هنا تمكن راسل من الولوج إلى تفاصيل حياة الأشخاص وعواطفهم وترددهم وتورطهم وهروبهم وقناعاتهم البسيطة والساذجة أحيانا بطابع كوميدي خفيف جدا وبمحتوى مأساوي ، قدم راسل فيلما مميزا قبل هذا الفيلم Silver Linings Playbook)) 2012  اتسم بطابع رومانسي هادئ   فيلمه الأخير كان أكثر حيوية وتميز بسرعة الإيقاع بسبب أحداثه المتلاحقه وتعدد الشخصيات,قدم الممثلون إبداعا مميزا  بشكل متوازن ، الانفعالات ،الصراع العائلي ،هواجس الخوف والتردد ،اللهاث المستمر ، مواجهة أكاذيب بعضهم ،شكّل الجميع نسيجا متماسكا في الفيلم وليس ثمة بطولة فردية في الأداء. وعلى الرغم من ظهور دينيرو لأقل من عشر  دقائق في الفيلم إلا انه كان مبدعا في ذلك المشهد المثير في جلسة الاتفاق مع المستثمر العربي،  حصل الفيلم على سبعة ترشيحات جولدن جلوب ،وتوّج بجائزة نقاد رابطة نيويورك كأفضل فيلم وأفضل سيناريو وحوار، ومن المتوقع أن يحصد  نصيب الأسد من جوائز الأوسكار.

المدى العراقية في

20.02.2014

 
 

(سجناء).. مأزومو الماضي ينتقمون من زهور المستقبل

ليث الربيعي  

تكمن أهمية وقيمة كثير من الأفلام السينمائية في السيناريو الرصين الذي يعتمد على عدة خطوط للحكاية تطول وتتقزم داخل النسيج الفيلمي إلى ان تترك الساحة لخط واحد يصبح قبل النهاية هو المحور الأساس، وهذا سياق درجت عليه السينما الأمريكية غالبا ولا شك ان مثل هذه الأفلام على الرغم من بعض النمطية والتكرار التي تعانيها إلا ان الكثير منها تميز بفعل العناصر المصاحبة للقصة وذلك يعتمد على مخرج العمل الذي يوظف تلك العناصر بطريقته لتكون النتائج في النهاية متميزة، ويعمد كتاب السيناريو الكبار والمتمرسين لهذا الأسلوب كونه مضمون النجاح وفيه الكثير من المردودات المادية، ويمكن تقسيم السيناريو وفقا لذلك إلى ثلاثة أجزاء حيث يتم في المقدمة تقديم الشخصيات الرئيسة وما تعانيه من محن وفيه تعرض المشكلة الأساس التي يريد الفيلم التطرق لها حيث ندخل شيئا فشيئا في الجزء الثاني الذي تتوضح فيه العلاقات وتتشابك الحبكات الثانوية وتثار التساؤلات وهنا فرصة ثمينة للشخصيات للإفصاح عن مكنوناتها وتأخذ الحبكات الثانوية بالتأزم تدريجيا إلى ان تضمحل وتتم الإجابة عن التساؤلات إلى ان يبقى خيط واحد رئيسي يصل بنا إلى النهاية

في هذا السياق يمكن اعتبار فيلم (سجناء(2013:Prisoners  أحد الأمثلة النموذجية لذلك ،إذ ان الحبكة الرئيسة تكمن في اختفاء الطفلتين (أنا) و(جوي) بشكل غريب، بعد ان يعرفنا السيناريو بالعائلتين الجارتين وما يجمعهما من علاقة حميمة على الرغم من نقاط التشابه والاختلاف في ما بينهما، فعائلة (كيلر دوفر: هيو جاكمان) من البيض مكونة من الزوجة (غريس: ماريا بيللو) والابن المراهق (رالف) والطفلة (أنا)، بينما عائلة (فرانكلين بيرتش: تيرنس هوارد) من الزنوج ومكونة من الزوجة (نانسي: فيولا دافيس) والابنة المراهقة (إليزا) والطفلة (جوي) وبعدما تجتمع العائلتان في منزل فرانكلين وعلى غفلة من الجميع تختفي الطفلتان الصغيرتان وتحوم الشكوك حول شاحنة مركونة بالقرب من المنزل ويدخل المحقق (لوكي: جاك جيلينهال) إلى صلب الأحداث، وبعد الإمساك بالمشتبه به (الكس جونز: باول دانو) يتبين انه أشبه بالمعتوه يعيش في منزل زوجة عمه العجوز (هولي: ميليسا ليو) التي تخبرهم انه تعرض للاختطاف في صغره ما ولّد لديه صدمة نفسية اصبح على اثرها قليل النطق، ولعدم وجود أدلة كافية تخلي الشرطة سبيله، إلا ان (كيلر) يصر على انه من قام بذلك فيختطفه بمساعدة (فرانكلين) ،وبعد عدة عمليات تعذيب ينطق (الكس) ببعض الكلمات التي ترتبط مع ما يجري من سلسلة تحقيقات ومطاردات يقوم بها المحقق لوكي الذي يعثر على شخص آخر يتواجد بالقرب من منزل الضحيتين وعندما يتم القبض عليه يعثر (لوكي) في منزله على مجموعة من رسوم المتاهات والأفاعي المخبأة في صناديق محكمة وقطع من الملابس عليها دماء، إلا ان هذا الشخص يقدم على الانتحار أثناء التحقيق معه، كل ذلك يشكل مجموعة من الحبكات الثانوية التي تتصاعد مع مجريات الأحداث

في الجزء الأخير حيث النهاية تهرب الطفلة (جوي) وتصل إلى أبويها بينما يكتشف المحقق عند دخوله منزل العجوز (هولي) أنها من قام باحتجاز الطفلتين للانتقام من الله على حد قولها

هذا الفيلم الذي أخرجه الكندي (دينس فيللينيوف) مقدم سابقا (الكون: 96) و(أغسطس الثاني والثلاثون على الأرض: 98) و(الدوامة: 2000) و(تقنية متعددة: 2009) و(انسيندايز: 2010) و(عدو: 2013) يعد مثالا يحتذى به في المعالجة السينمائية فضلا عن إصراره على إدخال المُشاهد كعنصر فاعل في الحدث ما أعطى مزيدا من الإحساس بالمَشاهد، وكما أسلفت فان ذلك يرجع إلى السيناريو الذي كتبه (ارون غويزيكوسكي) مقدم سابقا (السلع المهربة: 2012) والمحبوك بشكل ممتاز، إلا انه يسجل عليه دخوله في الكثير من التفاصيل التي لا داعي لها التي أطالت زمن عرض الفيلم ونذكر منها مثلا العثور على الأب (دون) مخمورا وفي قبو منزله جثة متعفنة، كذلك إمعان المحقق لوكي بالبحث في قبو منزل (كيلر) ما أوقع الفيلم في أخطاء لا تغتفر فليس من المعقول ان يقوم محقق يقدمه الفيلم كمتميز في عمله بفتح مجموعة من الصناديق المقفلة بإحكام مملوءة بالأفاعي ويتركها تهرب دون ادنى ردة فعل ثم لا يتم التطرق إلى الموضوع لاحقا، ولو وقفنا على جزئيات الفيلم لعثرنا على الكثير من هذه الهفوات
وبشكل عام فإن هناك عناصر مهمة أنجحت الفيلم بالتعاضد مع السيناريو كالمونتاج والتصوير فضلا عن الأداء الجيد للممثل (هيو جاكمان) والممثلة (ماريا بيللو) إلا أني لم أجد (جاك جيلينهال) موفقا بدور المحقق لعدم قناعته أصلا بما يقدمه بل كان أداؤه مبالغا فيه وكأنه المحقق الأول من نوعه بينما ما تكشفه الأحداث انه محقق عادي له شكوكه التي ليست في محلها
في النهاية فإن (سجناء) فيلم مشوق فيه الكثير من اللمحات الإنسانية الجميلة التي دأبت السينما على توظيفها للقيام بوظيفتها في تنوير وتثقيف المجتمع.

المدى العراقية في

20.02.2014

 
 

«العربة الذهب» لجان رينوار:

وصية النهاية لشاعر سينمائيّ

ابراهيم العريس 

حين رحل المخرج الفرنسي جان رينوار عن عالمنا قبل ثلث قرن من الآن تقريباً، تنوعت توجّهات الأقلام المؤبّنة له في وصفه، فتارة هو شاعر السينما، وطوراً هو سينمائي الواقع الفرنسي... وفي غالبية الأحيان هو سيد الانطباعيين في سينما ملتزمة، غير موفرة البورجوازية في انتقاداتها. اليوم، بعد كل هذا الزمن قد يكون من الأكثر بساطة، والأكثر منطقية وقرباً من مجموع أعمال جان رينوار، أن نقول إن الوصف الوحيد الذي ينطبق عليه هو «السينمائي»، ذلك أن ابن الرسام الانطباعي الكبير بيار - أوغست رينوار، والفنان الذي اختتم حياته الفنية بفيلم يحمل ألف دلالة ودلالة عنوانه «مسرح جان رينوار الصغير»، جعل المشهد الأخير في هذا الفيلم يقول كل شيء: ممثلو الفيلم يقفون في نهاية المشهد في صف كما لو كانوا على خشبة المسرح، ليودعوا الجمهور... كما في عرض مسرحي حقيقي. شيء مثل هذا كان فعله الرسام الأميركي إدوارد هوبر في واحدة من لوحاته الأخيرة، حيث صوّر نفسه وزوجته على سطح مبنى صغير يودعان مشاهدي اللوحة. إنها حركات لا تقول في نهاية الأمر سوى شيء واحد: كل هذا الذي شاهدتموه، لم يكن حياة الواقع ولا واقع الحياة، كان الفن وقد تحولت إليه الحياة لتصبح جزءاً منه أو لتندمج فيه وتدمجه في بوتقتها.

* طبعاً، عند بدايات جان رينوار السينمائية، لم يكن مثل هذا الاستنتاج ممكناً. فمحقق أفلام مثل «الوهم الكبير»، و «قواعد اللعبة» (وهما فيلمان يحسبان عادة بين أفضل مئة فيلم في تاريخ الفن السابع)، غاص في قضايا النقد الاجتماعي والسياسي، وغاص حتى في السياسة مباشرة أيام حكم «الجبهة الشعبية» في فرنسا (النصف الثاني من سنوات ثلاثينات القرن العشرين) إلى درجة بدا معها وكأنه يبدّي السياسي والأيديولوجي على الفني... لكن سنوات العمل الطويلة، ثم المنفى الأميركي خلال الاحتلال النازي لفرنسا، كان لا بد لها جميعاً من أن تحدث فيه ذلك التبدّل الأساس، معيدة إياه إلى الفن كنشاط مواز للحياة، بل كخالق للحياة الحقيقية. وهذا ما نرصده لديه، في شكل خاص، في فيلم «العربة الذهب» الذي اقتبسه، بتصرف، عن قصة لبروسبير مريميه، صاحب نص «كارمن» الذي اقتبست عنه الأوبرا الأشهر في تاريخ هذا الفن.

> «العربة الذهب» حققه جان رينوار في عام 1952، أي بعدما كان عاد من الولايات المتحدة، حيث أمضى سنوات الحرب العالمية الثانية، كما عاد من الهند حيث حقق فيلم «النهر»... وهو عاد من كل ذلك التجوال وقد حدث لديه تبدّل حقيقي: أدرك أنه بَعُد في الماضي عن الجوهر، حتى وإن كان حقق دائماً أفلاماً كبيرة. وهذا الجوهر هو الفن نفسه، اللعبة الإبداعية التي يختلط فيها الواقع بالخيال، خالقاً بعداً جديداً. من هنا، لم يكن غريباً أن يطرح رينوار على نفسه، قبل تحقيق «العربة الذهب»، وخلال تحقيقه، وبعد ذلك، جملة من أسئلة لا يمكن أن يطرحها على أنفسهم سوى الفنانين الكبار الحقيقيين: «أين هي الحقيقة، أين تبدأ الحياة... أين ينتهي المسرح؟»، ويصل رينوار من خلال مثل هذه الأسئلة إلى اليقين - الذي سيقول عنه آخر أيامه، إنه اليقين الوحيد الذي توصل إليه طوال حياته: انطلاقاً من هذا كله، واضح أن دور الفنان، بالنسبة إليّ، محدد تماماً: إن الفنان لم يخلق من أجل ما نطلق عليه اسم الحياة، بل من أجل أن يشغل مكانه الحقيقي بين الفنانين، بين البهلوانات، بين المقلدين، بين المهرجين... حيث يمكنه أن يعثر على سعادته، في كل مساء، خلال ساعتين على الأقل ينسى خلالهما نفسه ومن يكون ولماذا هو كائن.

> والحقيقة أن هذا الاستنتاج، ليس الاستنتاج الذي يتوصل إليه رينوار وحده، بل هو نفسه ما تستنتجه الشخصية الأساس في «العربة الذهب» الممثلة الفاتنة كاميلا المعروفة فوق الخشبة باسم كولومبين (وقامت بدورها آنا مانياني في واحد من أجمل الأدوار التي أدتها على الشاشة)... إذ إن كاميلا عند نهاية الفيلم وبعد أن تنتهي الأحداث كلها، تدرك أنها لم تدرك في حياتها كلها سوى حقيقة واحدة: المسرح هو هواها الأول والأخير... هي التي كانت تعتقد قبلاً أنها كانت مقبلة على الحياة، وعلى متع الحياة بلا هوادة، فإذا بها تجد نفسها أمام تلك الحقيقة فتشعر بالسعادة الحقيقية للمرة الأولى في حياتها. المسرح هو هذه الحياة، وهو هنا الباقي لها بعد أن تكون خسرت كل شيء.

> إذاً، هذه هي النهاية التي يوصلنا إليها فيلم «العربة الذهب» الذي ينظر إليه كثر من النقاد ومن دارسي حياة جان رينوار وأفلامه على أنه «الوصية الفنية لرينوار»، وبالأحرى، الجزء الأول من سلسلة أعمال حملت «وصيته» الفنية بدأت بهذا الفيلم لتنتهي مع «مسرح جان رينوار الصغير». ولقد استحق «العربة الذهب» هذه الصفة لأنه أتى، في حقيقته، توليفة رائعة بين لغة السينما وهوية المسرح وبهاء الفن التشكيلي، وروعة الموسيقى، وكل ذلك على خلفية نظرة فلسفية إلى الحياة.

> وقد أتى هذا كله متحلقاً حول موضوع بالغ البساطة، لكن لمناخه من التركيب والتوليف ما يجعله متشعباً، فكرياً وبصرياً في الوقت نفسه: والموضوع تدور أحداثه في مستوطنة إسبانية في أميركا الجنوبية، لم يحدّد اسمها تماماً. والزمان هو القرن الثامن عشر، حيث كانت المستوطنة تعيش حياة عادية، حتى اليوم الذي تصل إليها فيه فرقة فنية تقدم أعمالاً مسرحية من طراز «الكوميديا ديل آرتي» للترفيه عن الواصلين الجدد تباعاً إلى تلك المستوطنة. وعلى رأس تلك الفرقة بطلتها النجمة كاميلا (كولومبين). ومنذ وصول الفرقة، يتزعزع الهدوء في تلك المنطقة، ليس نتيجة الأعمال الفنية التي تقدم، بل نتيجة فتنة نجمة الفرقة وجمالها الأخاذ الذي يبهر قلوب الجميع، بدءاً بنائب الملك الذي يهيم بها حباً، ويصل به الأمر إلى حد إبداء الاستعداد للتنازل عن منصبه ومكانته من أجل حبها... لكن كاميلا لا تبادله الهوى الحقيقي، وإن كانت توحي له بذلك، خصوصاً أن من بين الآخرين الذين هاموا بدورهم حباً بها، هناك مصارع ثيران شهير تهيم من أجله قلوب النساء. وبين هذا وذاك، هناك بقية القوم، ولكن، أيضاً هناك السكان العاديون الذين يبجل معظمهم مصارع الثيران، فيما يعيشون خوفاً مقيماً من نائب الملك... مثل كل شعب مسكين أمام قوة السلطة، وسلطة الإبداع...

> لكن هؤلاء ليسوا كل شيء هنا، إذ هناك أيضاً الهنود الحمر من سكان البلاد الأصليين... الذين ينظرون شذراً إلى كل هذا العالم الغريب الغازي بلادهم المحيط بهم... وينتظرون فرصة سانحة لشن الحرب على الجميع. وحين تسنح تلك الفرصة ويبدو أن الصراع سيندلع من دون هوادة، تتدخل كاميلا مضحية بالشيء المادي الوحيد الذي تملكه: عربة من ذهب كان نائب الملك أهداها إياها، لئلا تحول دون وقوع الصراع الدموي بين الأفرقاء كافة. أما هي، فإنها ستعود إلى المسرح... إلى حياته الحقيقية.

> حين حقق جان رينوار (1894 - 1979) هذا الفيلم، كان في السادسة والخمسين من عمره، وكان مجده السينمائي كله قد أضحى وراءه... من دون أن يعني ذلك أن الأفلام التي حققها خلال العقود الأخيرة من حياته لم تكن مهمة، بل على العكس، ربما سيُكتشف يوماً أن رينوار هو في الأفلام الأقل شهرة من بين أفلامه، أكثر مما هو في الأفلام الشهيرة (والتي كان واحداً منها هو «الوهم الكبير» يصنف أولاً بين أعظم 10 أفلام في تاريخ السينما أحياناً). المهم أن جان رينوار يعتبر دائماً من أكبر صانعي السينما في تاريخ هذا الفن ومن أفلامه الكبيرة الأخرى «الكلبة» و «بودو وقد أنقذ من الغرق» و «فرانش كان كان»... وغيرها من أفلام لا يزال معظمها حياً حتى أيامنا هذه، لا يريد للنسيان أن يلفه في أي شكل.

alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

20.02.2014

 
 

الممثلة جوليان مور لـ «الحياة»:

الجمهور يحيي شباب المخضرمات

باريس – نبيل مسعد 

إنها بلا شــك من أقدر نجمات السينما العالمية وأكـــثرهن موهـــبة وشجــاعة أيضاً نظراً إلى جرأتها في طريقة اختيار أدوارها وتجاهلها عناصر الجاذبية والأنوثة والمظهر الحسن التي تراعيها أي فنانة في العالم. وربما جوليان مور من أذكى ممثلات جيلها الخمسيني، فهي بهذه الطريقة تكسب إعجاب الجمهور الذي يرى فيها إذاً جاذبية من نوع آخر جديرة بالاهتمام نفــسه الذي يوليه للنجمات اللاتي يراعين جمالهن فوق الشاشة الفضية.

ومور امرأة جذابة إلى حد كبير في الحياة الطبيعية، وهذا شيء يعرفه كثيرون، خصوصاً الذين يحضرون عروض الموضة، فهم يجدونها دائماً في المقاعد الأمامية أثناء عروض أزياء دار كريستيان ديور في باريس.

من أعمال مور الفذّة، فيلم «الساعات» الذي شاركت في بطولته مع نيكول كيدمان وميريل ستريب، و «ماغنوليا» إلى جوار توم كروز، و «شورت كاتس» لروبرت ألتمان، إضافة إلى «بيبا لي» و «فقدان البصر» و «كاري» و «دون جون» وأفلام أخرى تتسم كلها بالجودة الفنية، سواء كانت ناجحة في شباك التذاكر أم لا. ومور هي زوجة السينمائي الأميركي بارت فروندليش وأم لصبيين.

التقيناها لمناسبة ظهور فيلمها الجديد «بلا توقف» للسينمائي الإسباني المقيم في هوليوود خاوم كوليه سيرا، وهي تتقاسم البطولة مع النجم البريطاني ليام نيسون وممثلة بريطانية أيضاً ناشئة وموهوبة اسمها ميشيل دوكري. وفي باريس دار هذا الحديث بين «الحياة» وجوليان مور النجمة الخمسينية الفاتنة.

·        حدثينا عن فيلم «بلا توقف».

- تدور أحداث الفيلم على متن طائرة من المفروض أن شخصاً مجهولاً وضع فيها قنبلة وسيفجرها إذا امتنعت الشركة الناقلة عن تحويل مبلغ مالي كبير إلى حسابه المصرفي. ويتلقى المخبر السري الجالس وسط المسافرين رسالة هاتفية دورية تبلغه بمطالب الإرهابي وتهدد بقتل أحد ركاب الطائرة في كل ساعة. ويستعين المخبر بامرأتين لمساعدته في كشف هوية صاحب الرسائل، أولاً رئيسة المضيفات في الطائرة، ثم المسافرة الجالسة إلى جواره والتي أمثلها أنا. لكن الحبكة ترغب في أن يشك المتفرج في كل واحدة منهما، وهذا ما يساهم في كتم الأنفاس حتى اللحظات الأخيرة من الفيلم. وقد ســـعدت بالعمل مع الفنان الكبير ليام نيسون وهو أدى دور المخبر.

·        تشاركين بطولة الفيلم أيضاً النجمة البريطانية الشابة والصاعدة ميشيل دوكري المعروفة بموهبتها الفذّة منذ أن جاورت النجمة كيرا نايتلي في فيلم «أنا كارينينا»، وعلى رغم ذلك تتفوقين عليها بطريقة لا جدال فيها طوال أحداث الفيلم، فما تفسيرك للأمر؟

- أشكرك على المجاملة لكنني لا أوافقك الرأي، وأنا متأكدة من أن ميشيل دوكري تؤدي دورها على أفضل وجه. وربما لاحظتني في الفيلم أكثر مما لاحظتها لمجرد أن دوري أطول بعض الشيء ويتميز بحبكة تثير أحاسيس المتفرجين وتدعوهم إلى مشاركة هذه المرأة مصائبها، لكنني أعرف أن دور دوكري، أي المضيفة الجوية في الفيلم، أيضاً لم يتميز بالسهولة وهي مثلته بتفوق ملموس. وصدقني لولا أنها فعلت لكان الجمهور قد صدم، ولكان الإعلام قد دمرها، وهذا لم يحصل.

·        لم أقل إنها رديئة لكنك متفوقة عليها فقط.

- دوري يتفوق من حيث الأهمية على الشاشة على دورها، لا أكثر ولا أقل.

الأمومة والنضج

·        أنت، على العموم، نضجت، شكلاً ومضموناً، في السنوات القليلة الفائتة، فهل يمكن القول إن أمومتك هي السبب في ذلك؟

- هل تعني أنني كنت ممثلة سيئة من قبل، وأنني تحولت إلى فنانة معقولة الآن؟ أنا أمزح طبعاً وأفهم معنى كلامك، خصوصاً أنني أشعر فعلاً بكوني قد تغيرت بعد أن أنجبت مرتين، فهناك في حياتي ما أسميه بفترة ما قبل الأمومة ثم فترة ما بعد الأمومة، وذلك على الصعيدين الشخصي والمهني. ومن ناحية مظهري فأنا مثلي مثل أي امرأة تلد، ازداد وزني كثيراً في وقت معين وفي كل مرّة، ثم بذلت قصارى جهدي لأفقد الكيلوغرامات التي اكتسبتها، بالتالي فقدت أكثر منها وأصبحت أنحف مما كنت عليه في الماضي قبل ولادتي الأولى، وهذا ما يفسر ملامح وجهي الجديدة الذي خسر استدارته كلياً. أما عن النضوج الداخلي أو الفني، بما أنك تكلمني عن مهنتي، فلا شك في أنه اكتسب صفة جديدة وملموسة ناتجة مباشرة من الإحساس الذي ينتابني منذ أن تحولت من مجرد امرأة إلى أم مسؤولة.

·        ربما أيضاً أن لسن الخمسين دوراً في نضوجك؟

- ربما في الشكل الخارجي، لكنني لا أعتقد بأنه يؤثر في مستوى أدائي التمثيلي بالمرة.

·        وهل تؤثر الأمومة في طريقتك في تصور مهنتك الآن؟

- صحيح أنني أرفض مغادرة عائلتي الصغيرة فترة طويلة نوعاً ما. وقد ألغيت تماماً كل فرص الخروج الليلي والتردد إلى سهرات هوليوودية رسمية، أو مهرجانات سينمائية، وهي أشياء لا أحبذها أصلاً، وإذا سافرت مثلما هي الحال الآن من أجل الترويج لأعمالي أو تلبية لمهمة مهنية ضرورية، فلا أغيب أكثر من خمسة أيام متتالية عن بلدي وعن بيتي وأترك مسؤولية الطفلين في هذه الحال لوالدهما، لكنني على رغم هذه القيود الصارمة سأستمر في ممارسة مهنتي، فأنا لا أنظر إلى الحياة العائلية أو إلى الأمومة كعقبة أمام العمل.

·        كيف تتأقلمين، كممثلة خمسينية بالتحديد، مع الأوضاع السينمائية في هوليوود التي تفضل ظهور الممثلات الشابات فوق الشاشة، وأفضل مثل على ذلك هو نجاح شريكتك في فيلم «بلا توقف» ميشيل دوكري المولودة في منتصف الثمانينات؟

- لا أعرف ما إذا كان الفيلم التسجيلي الذي أخرجته الممثلة روزانا أركيت قبل حوالى عشر سنوات، وعنوانه «البحث عن ديبرا وينغر»، نزل إلى صالات السينما في المنطقة العربية، لكن الجمهور الذي شاهد هذا الشريط يدرك ما الذي تمر به فنانة أميركية خمسينية أو حتى أربعينية إذا أرادت أن تستمر في ممارسة مهنتها. وقد استعانت أركيت بشهادة كل من شارون ستون وديان لين وباتريسيا أركيت وسلمى حايك وغيرهن من النجمات اللاتي يقربن من سن الأربعين أو الخمسين، والشيء الأكيد هو معاناة الممثلة من العنصرية البشعة التي تمارسها ضدها الشركات المنتجة كلها بلا استثناء والتي لا تتصور البطلة فوق الشاشة، إلا شابة وجذابة، وكأن الجاذبية حكر على الشابات دون سواهن. وما ألاحظه شخصياً هو أن العنصرية المذكورة أخذت في التراجع بعدما أدركت الاستوديوات المنتجة مدى رواج الأفلام التي تمثلها كل من ميريل ستريب وجسيكا لانغ وديان كيتون وسيغورني ويفر، سواء في الدراما أم في الفكاهة. بمعنى آخر يرغم الجمهور الشركات على احترام رأيه في اختيار الممثلين والممثلات. أما عن نفسي، فقد نجحت في فرض شخصيتي في أدوار الدراما والرومانسية والمغامرات، ولا أعرف في الحقيقة كيف حققت ذلك.

نادر الحدوث

·        ما هي هواياتك؟

- أنا مولعة بالقراءة، خصوصاً الأعمال الأدبية الكلاسيكية، لذلك شعرت بغبطة كبيرة عندما تلقيت العرض بالمشاركة في فيلم «رجل وحيد» قبل ثلاث سنوات، لأن سيناريو الفيلم استوحى حبكته من كتاب ناجح عائد إلى زمن الستينات من القرن العشرين ألفه البريطاني كريستوفر إيشروود. ووجدت أن الفيلم احترم النص الأصلي إلى درجة كبيرة، وهذا أمر نادر الحدوث في شكل عام، فالسينما تميل إلى التحوير في الأعمال الأدبية إذا استوحت منها، وإلى التخلص من مقاطع كاملة بحجة أنها لا تصلح للتصوير.

·        بمناسبة ذكر فيلم «رجل وحيد»، فهو من إخراج توم فورد الذي هو رجل موضة في الأساس، فكيف كانت تصرفاته كمخرج سينمائي مبتدئ؟

- صحيح أن فورد كان المدير الفني لدار غوتشي، وأنه تولى خلافة إيف سان لوران بعد رحيل هذا الأخير، ورسم موديلات هذه العلامة لفترة ما قبل أن يؤسس داره الشخصية للموضة. والرجل عبارة عن أيقونة حية في دنيا الأزياء، وأنا لا أدري ما الذي دفع به فجأة إلى خوض تجربة السينما، فهو لم يصارحني بأي شيء في هذا الخصوص، لكنني لاحظت أثناء التصوير كيف أن الموضة تهمه وتثير مخيلته بطريقة مستمرة، إذ إنه كان يولي اهتمامه بما كنا نرتديه نحن الممثلين حتى نبدو فعلاً وفي كل لقطة كأننا نعيش في زمن الستينات الذي تدور فيه أحداث الحبكة، أكثر مما كان يهتم بطريقتنا في الأداء، فهو كان يمنحنا ثقته التامة من هذه الناحية.

·        وماذا عن الإسباني خاوم كوليه سيرا مخرج فيلم «بلا توقف»؟

- الأمر هنا يختلف كلياً، بما أن كوليه سيرا هو رجل سينما في الأساس يكرس وقت تصوير الفيلم لمتابعة الناحية التقنية من ناحية، ثم أداء ممثليه من جانب آخر. وأنا أميل إلى كوليه سيرا كمخرج، وأحب أسلوبه في إدارة الممثل الذي أمامه، وهو يهتم جداً بالممثلات لأنه يحبهن ويكتب لهن أجمل الأدوار في سيناريوات أفلامه.

·        أنت لا تترددين في التقليل من جاذبيتك الطبيعية فوق الشاشة، ألا يضايقك الأمر؟

- أنا ممثلة وبالتالي أتقمص شخصية أمام الكاميرا أو فوق خشبة المسرح لا علاقة لها بما أنا عليه في الواقع، بمعنى أنني قد أبدو مغرية جداً في عمل ما، ثم مجردة من أدنى جاذبية في الفيلم التالي. فهذه مهنتي وأنا لا أخلط بينها وبين حقيقة مظهري وماكياجي وثيابي في حياتي اليومية. وللرد الصريح على سؤالك، لا، الأمر لا يزعجني إطلاقاً.

الحياة اللندنية في

20.02.2014

 
 

قلب مكلوم في وحدة المستقبل

أمستردام - محمد موسى 

إختار المخرج الأميركي سبايك جونز زمناً ما في المستقبل لأحداث فيلمه «هي»، المرشح لخمس جوائز أوسكار منها أفضل فيلم وأفضل سيناريو. لكن ملامح هذا المستقبل لا تكاد تتميز كثيراً عن زمننا المعاش، فالأزياء التي يرتديها الناس في الفيلم، يمكن أن تكون موضة السنة القادمة، والمدينة الكوزموبوليتية المستقبلية، التي تجري فيها أحداث الفيلم، لا تختلف عن مُدن العالم العملاقة اليوم، أما علاقة الانسان بالتكنولوجيا والتي بدت في الفيلم وكأنها ستكون العلاقة الوحيدة في المستقبل، فنحن نعيش منذ سنوات بداياتها الاولى، ويُمكن، واذا سارت التطورات التكنولوجية بالسرعة التي يشهدها العالم اليوم، تخمين وجهتها أيضاً.

من هنا يتبدى إن الإطار المستقبلي للفيلم، لا يخرج عن منهج المخرج المتواصل في أفلامه بتقديم عالم غرائبي، جنباً الى جنب مع العالم المُعاش المألوف الذي نعرفه. منذ فيلمه الأول «ان تكون جون مالكوفيتش»، وحتى فيلمه الثالث «أين الأشياء المتوحشة؟»، يعيد المخرج التركيبة نفسها: بطل شاب وأحياناً طفل، غالباً من أصحاب الخيالات الجامحة، يواجه أزمات عاطفية وشخــصية، وأحياناً لها علاقة بعدم قدرته المؤقته على الإبداع او الإنتاج، لتأتي مُقاربة المخرج الخيالية، وكأنها تُطلق عنان الشخصيات والأفلام، وتمنحها فرصةً لسرد غير تقليدي، هو في جوهره مُتفجر من خيال أبطال الأفلام أنفسهم. كما إن تلك الأفلام وإن شطحت إســلوبياً هنا وهناك، تعود غالباً الى الثيمات المعروفة نفسها، عن الحب والخيبات التي يجلبها والأحلام التي لن تتحقق.

خطّ واحد

أربعة عشر عاماً تفصل بين « ان تكون جون مالكوفيتش «، الفيلم الأول للمخرج، وفيلمه الأخير «هي». هناك ما يربط البداية المجنونة تلك، والفيلم الأخير، لكن السنوات زادت المخرج خبرة، فهناك صفاء وموازنة في الفيلم الأخير بين القصة التقليدية العاطفية للفيلم والعالم الغرائبي الذي يحيطها. البطل في «هي» (تيودور)، هو كاتب رســـائل ورقية، إنشغال لم يعد موجوداً إلا بحدود ضيقة كثيراً في المستقبل، يكتبها على أجهزة الكترونية، لكنها تطبع كالرسائل القديمة، وترسل بأسماء أصحابها الى حبيباتهم او أهلهم، هي مهنة أنتجها «الحنين» لزمان ســابق للفيلم. البطل نفسه يعيــش في نوستالجيا دائمة الى زمن آخر، عندما كان الناس يقرأون كتـــباً ورقــية، ويرســلون رسائل عشق الى بعضهم. البطل يعــيش أيضاً حزن فراق زوجته، والمدينة العملاقة تضاعف الوحدة. ترسم مشاهد إفتتاحية رائعة وحدة تيودور. تصور المشاهد تلك رحلة البطل اليومية الى عمله، ثم تقدمه في شقته الأنيقة. من النادر للسينما أن تقدم وحدة رجال على الخصوص وبهذه الحساسية، وتقدمها كما هي بضجرها وفراغاتها وألمها، ومن دون أن تكون بالضرورة مُقدمة لتحولات عنيفة.

يمكن أن يقال الكثير عن العلاقة العاطفية التي ستربط بين البطل وصوت جهاز الكومبيوتر ( تؤدي الصوت النجمة سكارليت جوهانسون). فالسينما قدمت منذ بداياتها أفلاماً عن آلات تتمرد وأحياناً تنقلب على صانعيها. إنه كابوس البشرية وحلمها أيضاً. بالعودة الى الأفلام السابقة للمخرج، لا يمكن تأويل العلاقة الأساسية في الفيلم، خارج حدود حاجة البطل ونتيجة لخيالاته. ستقع فتاة الكومبيوتر في عشق تيودور، والأخير سيبادلها العاطفة نفسها. قصة الحب هذه ستتطور بالشكل الذي نراه غالباً في أفلام السينما. لكن وعلى خلاف أفلام المخرج الاخرى، يملك «هي» وحدته الرصينة، فلا تبدو الإنتقالات في الفيلم وكأنها إنتقالات من فيلم الى آخر. ينطلق المخرج من الحكاية الشخصية لتيودور ولا يحيد عنها، ولا يترك للعالم المُختلف المحيط بالبطل، أن يسلب الحكاية جوهرها العاطفي الأساسي.

منذ عودته الى التمثيل بعد إنقطاع دام بضع سنوات، ويواكين فينيكس هو الممثل الأثير لأبرز مخرجي السينما الأميركيين. يبدو يواكين فينيكس في الفيلم وكأنه عاشق من القرن التاسع عشر، بشاربه الذي أطلقه من أجل الفيلم، ومحافظته العاطفية وإنغلاقه على ذاته والألم المكبوت الذي يحمله أثر إنتهاء علاقته مع زوجته. يدعم إداء يواكين فينيكس الحميميّ والصادق جذور الفيلم الإنسانية وغير المحددة بزمن، إنه بطل «اللازمان»، الذي يتعذب من أجل فراق الحبيبة والوحدة التي يعيشها. كان بارزاً في الفيلم حضور الممثل الفيزيائي ووتيرة الأداء المذهل الواحدة طوال وقت الفيلم، والتي عندما توضع في مقابل الأسلبة المحدودة التي منحها المخرج لمشاهد الفيلم، يتحقق توازن غير مسبوق ( على الأقل في أفلام المخرج السابقة)، بين البناء الغرائبي وجوهر الشخصيات الأنساني. بعد الرحيل المأسوي المُبكر للممثل الأميركي فيليب سيمون هوفمان، وقبله الإسترالي هيث ليجير قبل سنوات قليلة، صرنا نعرف إن هناك أثماناً باهظة يدفعها ممثلون من خامة يواكين فينيكس من حياتهم الخاصة للتميز كل مرة، كما أن أخلاصهم لمهنتهم، والتحديّ الذي تفرضه الأدوار الجديدة، يدفعهم أحياناً الى القنوط والإدمان، والذي قاد بعضهم الى النهايات المُفجعة.

الحياة اللندنية في

20.02.2014

 
 

رانيا يوسف:

الكوميديا السوداء سبب موافقتي على «الوصايا السبع» (حوار)

كتب: أميرة عاطف 

بدأت الفنانة رانيا يوسف تصوير مشاهدها فى مسلسل «الوصايا السبع»، وتستعد فى الوقت نفسه لتصوير مسلسل «الصندوق الأسود»، اللذين ستخوض بهما المنافسة الدرامية فى شهر رمضان المقبل.

وقالت رانيا فى حوارها مع «المصرى اليوم» إنها لم تستطع أن ترفض المسلسلين لأنهما على مستوى جيد، موضحة أنها ستعطى صوتها للمشير السيسى لو ترشح للرئاسة.

ماذا عن تجربتك فى مسلسل «الوصايا السبع»؟

- المسلسل تأليف محمد أمين راضى وإخراج خالد مرعى، ويشارك فى بطولته أيتن عامر وهنا شيحة وناهد السباعى وهيثم أحمد ذكى ومحمد شاهين وصبرى فواز، وبدأنا تصويره يوم الاثنين الماضى، وتدور أحداثه حول 7 إخوة يفاجأون بأن والدهم ترك لكل واحد فيهم وصية بعد وفاته، وهم فى الأساس فرقتهم ظروف الحياة.

وما هى الشخصية التى تقدمينها فى المسلسل؟

- أجسد شخصية الأخت الكبرى للأشقاء السبعة، رغم أنها ليست الأكبر سنا، وهى التى كانت تقف بجوار والدها فى فترة مرضه وتحاول أن تجمع أشقاءها مرة أخرى لكى ينفذوا وصية الأب، ومن خلال رحلة جمع الأشقاء تكشف أحداث المسلسل عن مشاكل موجودة بالفعل فى المجتمع.

هل هناك عوامل معينة جذبتك للمسلسل؟

- جذبتنى تركيبة المسلسل كلها لأنها جديدة بالنسبة لى، وفى الفترة الماضية قرأت العديد من السيناريوهات ولكن شدنى سيناريو هذا المسلسل، لأنه يعتمد على الكوميديا السوداء، وهذه النوعية قليلة عندنا.

ما سر تعاونك مع مؤلف ومخرج مسلسلك الأخير «نيران صديقة» للمرة الثانية على التوالى؟

- الحقيقة هم الذين رشحونى للمسلسل وكنت سعيدة بالتعاون معهما، لأن تجربتى السابقة معهما حققت نجاحا كبيرا، وأتمنى أن أحقق معهما نفس النجاح مرة أخرى.

وماذا عن تجربتك فى مسلسل «الصندوق الأسود»؟

- المسلسل تأليف طارق بركات وإخراج عادل الأعصر، ومن المنتظر أن أبدأ تصويره بعد أسبوع وأجسد من خلاله شخصية فتاة اسمها «دولت» تتصرف فى حياتها بدافع العقد التى أصابتها منذ الطفولة، وهى فتاة متمردة على واقعها والظروف التى نشأت فيها، فوالدها يعمل سائقا ووالدتها تعمل خادمة، وطوال الوقت تتحرك بدافع العقد التى أصابتها ولا تدرك إن كان ما تفعله صحيحا أم خطأ، كما أن المسلسل يرصد رحلة صعودها من القاع إلى القمة.

هل تشبه هذه الشخصية تلك الشخصية التى قدمتها فى مسلسل «أهل كايرو» فى رحلة صعودها من القاع للقمة؟

- هناك اشخاص كثيرون يعيشون رحلات صعود، لكن يظل لكل شخص رحلة صعوده الخاصة به والتى لا تشبه الآخرين، وكل شخص يسير فى رحلته على طريقته الخاصة، وهذه الرحلة تكون أشبه بالحرب بين الشخص ونفسه.

لماذا اعتذر المنتج شريف مندور عن عدم إنتاج المسلسل؟

- شريف مندور ترك المسلسل بسبب مشاكل مع المخرج عادل الأعصر، وأنا لم أتدخل لأننى فى النهاية يهمنى خروج العمل بشكل جيد، بصرف النظر عن اسم المنتج، والشركة التى ستنتج المسلسل ربما تكون جديدة لكن مسؤوليها متحمسون للعمل.

لماذا تدخلين سبق رمضان بمسلسلين رغم أنك صرحتِ بأنك ستقدمين مسلسلا واحدا؟

- عندما عرض علىّ العملان «استخسرت أسيبهم» ولم أستطع مقاومة «الورق»، كنت قد تعاقدت على مسلسل «الصندوق الأسود» ولم أستطع أن أرفض العمل مع محمد أمين راضى وخالد مرعى، خاصة أننى أطمع فى تحقيق نجاح جديد معهما.

ما رأيك فى المشهد السياسى حاليا؟

- أتمنى أن يتحقق الاستقرار فى أسرع وقت ويعود الأمن والأمان، ولو المشير عبدالفتاح السيسى ترشح فى انتخابات الرئاسة «هانتخبه».

المصري اليوم في

20.02.2014

 
 

تقصير الشعر موضة فنانات هوليوود (تقرير)

كتب: ريهام جودة 

إذا كانت جملة «شعر المرأة تاجها» مقولة شهيرة تعكس جاذبية المرأة بتسريحة شعرها، فإن تلك الجاذبية تصبح مضاعفة حينما تتعلق بكون المرأة فنانة مشهورة، لذلك تحرص نجمات السينما والغناء على إطلالة مميزة بشعورهن، خاصة أنهن غالباً ما يملن لإطالة شعورهن، إلا أن النجمات لجأن إلى تقصير الشعر فى الفترة الأخيرة، بعضهن فعل ذلك لأن الموضة بجنونها تستلزم أن تقوم بها فنانة شهيرة لتصبح أكثر تأثيراً بين بنات جنسها وتقلدها الفتيات بعد ذلك.

المغنية كاتى بيرى قصرت شعرها، الذى كانت دائما تجعله منسدلاً على ظهرها ليصل بالكاد إلى كتفيها، وأكد مقربون أن سبب تقصيرها لشعرها الأسود هو رغبتها المستمرة فى الحصول على مظهر جديد، حيث تغير لون شعرها باستمرار وتسريحته، لدرجة صبغه باللون الأزرق مرة، واللون الموف مرة ثانية واللون الزهرى مرة أخرى، وسرعة تغيير لونه وتسريحته أمر تقوم به نجمات الغناء، ربما ليواكب سرعة إيقاع الأغانى اللاتى يقدمنها.

أما جنيفر أنيستون فلم تقصر شعرها إلا مرات قليلة، منذ بدايتها الفنية، حيث يعتبره خبراء الشعر والموضة مثالياً لكل امرأة لتقليدها فى تسريحته، وتحرص الممثلة الشقراء على إطالته منذ فترة طويلة، ولم تلجأ لتقصيره وفقاً للمقربين منها إلا كلما عانت من أزمة نفسية ما، فعند طلاقها من زوجها السابق براد بت وارتباطه بزميلتهما أنجلينا جولى بعد اكتشافها خيانته لها، قصرت جنيفر شعرها كنوع من محاولة الخروج من الاكتئاب والصدمة النفسية التى ألمت بها، وحين عادت لإطالته، قصرته مرة أخرى عندما علمت بحمل أنجلينا من براد، بينما لم تنجب جنيفر، ومؤخراً وبعد سنوات من إطالة شعرها واكتسابه مظهراً جميلاً، عادت مجدداً لتقصره قبل أسابيع، بحيث بدا أطول من الأمام عنه من الخلف والجانبين، وهو ما برره المقربون منها باضطرابها النفسى بعد سلسلة من العلاقات السريعة والفاشلة، رغم علاقة الحب التى تحاول إظهارها مع خطيبها الحالى نيك لويد.

الممثلة والمغنية وعارضة الأزياء الفرنسية فانيسا باراديس، 41 عاما، ظهرت فى أحد الحفلات الفنية فى عيد الفالنتين بشعر أسود وقصير ومجعد لأول مرة بعد سنوات من حرصها على شعرها الأشقر الطويل المنسدل، وبرر المقربون منها أنها تحاول الظهور بلوك جديد بعد تأثرها نفسياً حين علمت بخطبة صديقها السابق ووالد طفليها الممثل الأمريكى جونى ديب من الممثلة الصاعدة أمبر هيرد التى تصغره بـ22 عاما. أما المغنية كريستينا أوجيليرا فإن لجوءها للشعر القصير مؤخراً يتناسب مع رغبتها فى الحصول على لوك جديد بعد خطبتها الأسبوع الماضى.

وإلى جانب النجمات اللاتى يلجأن لتقصير شعورهن هناك أخريات يمتزن بالشعر القصير ولم يتخلين عنه ومنهن كاميرون دياز والمغنية بينك التى تحرص على تلوين خصلات زهرية اللون فى شعرها ليتناسب مع اسمها أو صباغته بالكامل بهذا اللون.

المصري اليوم في

20.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)