كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

ساندى:

وضعى فى المركز الثانى بعد فيلم «لامؤاخذة» «ظلم» ومقارنتى بمى عز الدين غير منصف لأن فيلمى «مش تافه»

كتبت - نسرين علاء الدين

 

على الرغم من سعادتها بردود أفعال تجربتها الأولى فى التمثيل من خلال فيلم «خطة جيمى» إلا أن ساندى أكدت فى تصريحات خاصة أنها تعلمت من بعض الأخطاء التى وقعت فيها بالعمل ولكن هذا الخطأ وارد لأنها أولى تجاربها السينمائية وأضافت ساندى: إن نجاح الفيلم فاق توقعاتها الشخصية وأنها سعيدة بردود الأفعال حوله وحول أدائها التمثيلى على وجه الخصوص مؤكدة أن القادم أفضل.

وأضافت ساندى: إن بعض الانتقادات التى وجهتها لنفسها بعد مشاهدتها للفيلم فى دور العرض تتلخص فى عدم تمكنها فى الربط بين الشخصيتين جنة وجميلة ولكن هذا الخطأ كان سببه من وجهة نظرها عدم وجود توجيه لها أثناء أداء الشخصيات أمام الكاميرا وأنه كل الأداء نابع عن اجتهاداتها الشخصية.

وأكدت ساندى أنها أصبحت تمتلك خبرة أكثر تجعلها تتمكن من تقييم السيناريو خاصة أن سيناريو «خطة جيمى» كان يحتاج أن يكون أفضل على الرغم من كون سيناريست العمل إيهاب خاطر له خبرته إلا أن سيناريو العمل المقبل لابد أن يكون أقوى.

وعن مستوى إيرادات الفيلم قالت ساندى: إنه على الرغم من رضاها عنه إلا أنها ظلمت عندما تم وضعها فى المركز الثانى بعد فيلم «لامؤاخذة» للمخرج عمرو سلامة حيث أكدت ساندى أن هذا الترتيب ظلمها لأن فيلم «لامؤاخذة» تم طرحه بدور العرض قبل فيلمها بأسبوع كامل كما أنه تم توزيعه على 52 داراً عرض وفى المقابل فيلمها تم توزيعه على 25 دار فقط أى النصف تقريباً ومع ذلك مستوى ايراداتها قريب منه.

كما أضافت ساندى: إنها راضية عن ايرادات الفيلم خاصة أنه ينافسها فى الأسواق عدد كبير من الأفلام الشيقة خاصة الأجنبية على الرغم من أن كل الظروف كانت ضدها فى عدد نسخ العمل وتوقيت العرض.

كما أكدت ساندى أنها واجهت ظلماً آخر عندما تمت المقارنة بين غلاف فيلمها وغلاف فيلم ليس «حبيبى نائماً» لمى عز الدين وأكدت ساندى أن فيلمها «سفيها» ليتم مقارنته بفيلم «أيظن» مؤكدة أحترامها للجميع ولكن فى نفس الوقت قالت إنها لم تخرج برسالة من أى عمل سينمائى مصرى ناقش قضية السمنة غير فيلم «أكس لارج» لأحمد حلمى وفيلمها، حيث قالت: إن فيلمها بعيد عن التفاهة وحاولت توضيح ذلك فى التريللر حتى لا تقع فى فخ هذه المقارنة كما أكدت أن الجيل الذى توجه له الرسالة فى فيلمها أصغر بكثير من جيل مى عز الدين.

حيث قالت إن هدفها من فكرة الفيلم أن تؤكد فى شخصية جميلة أن أى فتاة agly لها مشكلات نفسية لابد من التعمق فيها وأنها لو اتهمت بالاقتباس فهى من الأولى أن يقولوا إن فيلمها مقتبس من فكرة فيلم ديزنى يدعى «Bigsistar».

وأضافت ساندى: إن كل من قارن الفيلم بـ«حبيبى نائماً» لم يشاهده واستكملت: مع احترامى لكل الآراء لكن ما يهمها هو الجمهور الذى شاهد الفيلم وله انطباعات حتى لو سلبية ولكنها تحترم، ولكن الغالبية أكدت أن الفيلم يشبه الأفلام الأجنبية ويتميز بالواقعية.

من ناحية أخرى أكدت ساندى أنها تتفرغ حالياً لألبومها لأنها لم تتأخر فى طرح ألبوم على جمهورها طول هذه المدة من قبل والتى قاربت على عامين مؤكدة أنها ستقوم بطرح الألبوم فى الصيف المقبل حيث إنها لم يتبق إلا تسجيل آخر ثلاث أغنيات اختارتها بالفعل ويتبقى أن تضع صوتها عليها.

وأضافت ساندى: إنها لديها أفكار لأكثر من عمل سينمائى آخر ولكنها غير مسروقة ولكن منها القائم على نجاح عمل آخر وهذا ليس عيباً وستقوم بطرحها على شركة «New generation» المنتجة للفيلم إذا قررت الشركة تكرار التعاون فى وقت قريب.

روز اليوسف اليومية في

18.02.2014

 
 

فى مدينة «الكاوتش»..

100ألف عاشق للسينما!!

كتبت: امل فوزى 

أليس حب السينما واحترامها جزءا لا يتجزأ من صناعتها وفلسفتها؟.. ما جدوى وجود مبدعين وصناع للأفلام بدون جمهور يستقبل ويشاهد ويفهم معنى تلقى الفيلم السينمائى؟

ما جدوى وجود المخرجين والكتاب بدون وجود أى مساحة لسقف الحريات والأفكار والتعبير دون أن تكون هناك رقابة من الذات أو من الآخر؟.. ما معنى إقامة مهرجان سينمائى يحضره المثقفون والسينمائيون وصناع الأفلام وحدهم،.. وبدون جمهور لا علاقة له بالسينما إلا أن يحبها ويتذوقها أو على الأقل لديه فضول الاكتشاف لهذا العالم؟

كل هذه التساؤلات وأكثر تبقى وتشغل بالى وفكرى فى كل مرة أحضر فيها مهرجان «كليرمون فيران» للأفلام القصيرة بفرنسا. هذا العام.. كانت الدورة السادسة والثلاثين لهذا المهرجان السينمائى العالمى الذى يعد أحد أهم المهرجانات التى رسخت صناعة وتيار الفيلم القصير والتجريبى والتسجيلى والرسوم المتحركة.

هذا المهرجان الذى يعد ثانى أهم مهرجان سينمائى عالمى فى فرنسا بعد مهرجان «كان».

ذلك المهرجان يكفى أن أقول لك إن هناك أكثر من مائة ألف شخص يحضرونه سنويا!!!

لا أبالغ إذا تحدثت عن هذا المهرجان بوصفه نموذجا وتجربة فريدة فى مجال سينما الفيلم القصير، فإذا أردت أن تعرف معنى «السيستم» أى النظام والتطور والارتقاء والرؤية والانفراد، عليك أن تعرف أن ذلك المهرجان نجح فى أن يجمع بين كل هذه القيم... ذلك المهرجان الذى بدأ مؤسسوه وهم مجموعة صغيرة من النقاد السينمائيين ومحبى السينما عام 1979 بعمل أسبوع لعرض الأفلام ومنذ عام 1981 بدأ المهرجان بمنح الجوائز لصناع الأفلام الفائزة.

كبر المهرجان بروح الدعم الذاتى والأهلى، حتى أصبحت هناك مؤسسات للسينما تتشرف بأن تصبح جزءا أو محورا من برامج هذا المهرجان.

توسع المهرجان بنظام لا يحيد عنه من الدقة وإتاحة الفرصة لجمهور المواطنين الفرنسيين المحبين للسينما والمحترمين لها بتلقى أفلام قصيرة من جميع أنحاء العالم فى مدة تسعة أيام هى فترة إقامة المهرجان، حيث تشع مدينة كليرمون فيران بروح السينما والفن فى كثير من القاعات والمراكز الثقافية ودور العرض فى أرجاء المدينة الصغيرة لتجد صفوفا وازدحاما وطوابير لا نهائية من الجمهور والمواطنين العاديين يقفون فى انتظار حضور برنامج للأفلام القصيرة بمنتهى الأدب والاحترام.

تجد عائلات بأكملها وعجائز وشبابا، ناهيك عن رحلات المدارس فى الوقت المخصص لعرض أفلام الأطفال، تجد دأبا حقيقيا لجمهور يفهم قيمة الفيلم القصير، تجد أناسا قد خصصوا إجازتهم من أعمالهم فى فترة المهرجان حتى يتسنى لهم مشاهدة أكبر قدر من الأفلام، ومن لم يستطع، تجد وجوها مألوفة قد تأتى يوميا بعد انتهاء عملها أو دراستها لحضور الأفلام.

كثافة جماهيرية مذهلة تدل على أن هذا المهرجان ليس مجرد حدث سينمائى عادى، لكنه أصبح تقليدا سنويا وركيزة من ركائز احتياجات الجمهور وسكان هذه المدينة.

عندما نتحدث عن مدينة كليرمون فيران، فنحن لا نتحدث عن عاصمة النور بباريس، لكننا بصدد مدينة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 43 كيلومترا مربعا، ولا يتجاوز عدد سكانها 160 ألف نسمة، نتحدث عن مدينة صغيرة فى الجنوب الشرقى من فرنسا، تعتبر مدينة صناعية تشتهر بتصنيع كاوتشوك «ميشلان».

تدل إحصاءات المهرجان على أن هناك أكثر من مائة ألف زائر يرتاد المهرجان تزداد نسبتهم كل عام، هذا دليل على أن نسبة كبيرة بكل تأكيد من سكان البلدة والضواحى المجاورة يشكلون كتلة مشاهدة كبيرة للغاية.. هل هذا يعطيك انطباعا ما بمدى حب وعشق وتقديس سكان هذه المدينة الصناعية للسينما؟

هذا المهرجان لم ينجح فحسب فى تأسيس وترسيخ علاقة الجمهور بالسينما القصيرة، لكن هذا المهرجان قد نجح بالفعل فى صناعة نجوم من المخرجين الذين أصبح لهم اسم وباع فى السينما العالمية، لهذا فقد أصبح هذا المهرجان حلما أيضاً للسينمائيين وصناع الأفلام القصيرة والتسجيلية والتجريبية بأن يحظوا بقيمة اختيار وعرض أفلامهم فى مهرجان كليرمون فيران، فما بالكم بالفوز فيها؟!

الكلام كثير عن هذا المهرجان وعن تاريخه، ولكن الأروع هو كيف يطور المهرجان رؤيته السينمائية، ففى هذا العام أضاف قسماً آخر يضاف إلى برامجه المتعددة وهو قسم أفلام 3 أو الأفلام ذات البعد الثلاثى التى لابد من مشاهدتها بارتداء نظارة خاصة يتم توزيعها على الجمهور، ومن خلال جهاز خاص يتم العرض عليه، ويعتبر هذا النوع ثورة وتيارا جديدا انتبه له صناع الأفلام وبالتالى كان المهرجان مواكبا له بمنتهى التطور والحداثة، وكان فرصة لالتقاء السينمائيين وصناع الأفلام بمنتجى ورواد إنتاج وصناعة الأفلام ثلاثية الأبعاد وعمل ندوة وتعريف بمدى أهمية الأفلام 3 وكان من أهم الأفلام المعروضة فيلمSouviens-moi أو لا تنسانى لمخرجته «جوزفين ديروب» التى تعد واحدة من أهم مخرجى الأفلام الثلاثية الأبعاد فى العالم. إن المهرجان لا يتخذه الكثير من رواده على أنه فرصة للمشاهدة الرائعة لأفلام تأتى من جميع أنحاء العالم وتعرض موضوعاتها فى عوالم تؤكد لنا أننا نعيش فى قرى معزولة عن بعضنا البعض وأننا لا نعرف عن الآخر وعن واقعه إلا القليل، ما أروع هذه السينما التى تنقلك بالخيال والفكر والقلب إلى مساحات إنسانية أخرى، لمعاناة أناس يعيشون فى أفريقيا أو فى مدينة صغيرة تسجل واقع الحياة فى المحاجر فى أمريكا اللاتينية، أو فى قرية صغيرة فى كمبوديا أو ربما تنقلك إلى مساحات لشطحات العقل بجنونه والذى يبدأ بخيال أطفال يلعبون لعبتهم المفضلة وهى ربط أنفسهم بكرسى متحرك، يربطونه خلسة وراء حافلة أو مقطورة تسير فى طريق سريع وهم بدورهم يدخلون فى مغامرة اكتشاف الطريق والحرية بطريقتهم.

أنماط مختلفة من الحياة والرؤى الإنسانية والسياسية والإبداعية تشاهدها فى الأفلام من مناطق فى العالم كثيرة، ولكن هناك أيضا - كما ذكرت - أهداف رائعة للمهرجان، وهى التعرف على تجارب آخرين فى التعبير عن عشقهم للسينما.

من يريد تحقيق حلم ولديه رؤية ووعى وإرادة وقدرة على مواجهة التحديات فى أى مجال يمكنه تحقيق حلمه، وهذا ما جذبنى فى الفتاة الإيطالية الشابة التى أتت إلى المهرجان فى ثانى عام لها، وهو عمر تأسيس مهرجانهم المستقل فى جنوب إيطاليا فى مدينة «كالابريا»، هى: سارة فارينتينى Sara Farintini التى لخصت التحديات التى تواجهها هى وفريق العمل فى تأسيس مهرجان فى الجنوب قائلة: للأسف.. الناس والمؤسسات تتعامل مع إيطاليا على أنها روما فحسب، أما من بعدها وكأنه لا توجد إيطاليا، دائماً الجنوب يقع عليه ظلم كثير، لهذا نحن أقمنا المهرجان بجهود ذاتية لأننا نحب السينما وعندما قدمنا العام الماضى إلى مهرجان كليرمون فيران لم تكن لدينا أى مطبوعات أو مواد نقدم بها أنفسنا أو فكرة وهدف المهرجان ولكن كليرمون فيران ليس مهرجانا عاديا، لكنه فرصة للتعلم لمن يريد أن يتعلم كيف تقام وتؤسس المهرجانات على أساس قوى، لذلك أتينا هذا العام ونحن مستعدون إلى حد كبير بمطبوعاتنا، بمقابلة ممثلين لمهرجانات أخرى فى العالم، بتقديم فكرتنا فى التوسع فى إيطاليا، وأوروبا، وأيضا التعرف والتبادل بيننا وبين الشرق الأوسط لأنها منطقة زاخرة بالسينما والثقافة، وبالفعل كانت مسألة التواصل فعالة هذا العام، وإذا كنا قد عرضنا 04 فيلماً العام الماضى فى المهرجان فى دورته الأولى، فأعتقد أن هذا العام سيزداد العدد بعدما تعرفنا أكثر على مخرجين وشاهدنا أفلاما كثيرة رائعة.

مهرجان سارة وأصدقائها يحمل اسم La guarimba وعندما سألتها عن المعنى فاجأتنى قائلة بأن هذا الاسم مشتق من كلمة مذكورة فى الدستور فى فنزويلا يستخدمها المعارضون فى مواجهتهم للشرطة بمعنى: «مكان آمن»، ورغم أن المهرجان لا يحمل أية صبغة سياسية، ولكنهم فضلوا استخدام كلمة من جذور اللغة لترسخ قيمة أو فلسفة المهرجان بأنه «مكان آمن».. سواء للحلم أو لحرية التعبير والإبداع والثقافة.

وأكـــثر ما لفـــــت نظــــــرى فى شــــــعار مهرجـــــان La guarimba هى تلك الجملة التى تلخص وتشــــرح روعـــــــــة الســـــينما كرســــــــــالـــــة:

(The cinema to the people and the people to the cinema)

أى السينما للناس أو للشعب والناس للسينما.. بالفعل السينما هى اللغة التى توحد وترسخ التواصل بين البشر مهما اختلفت لغاتهم وأفكارهم، ولكن الحس الإنسانى والهم والحلم والشقاء والمتعة تتجسد عبر الصورة السينمائية فنكتشف أن قصصنا وحواديتنا الإنسانية متشابهة وتكاد تكون متطابقة، والحقيقة أن السينما هى الوسيلة التى تؤكد لنا هذا.

عندما يكون هناك مهرجان بهذه القيمة مثل مهرجان كليرمون فيران، ويكون هناك تمثيل مصرى مشرف فى مسابقة الأفلام الدولية فهذا يعطى تفاؤلاً وسعادة لنا وللمخرجين، ولكل صناع السينما للأفلام القصيرة والتسجيلية والرسوم المتحركة، ففى هذا العام كان لى حظ التعرف فنيا على المخرج الشاب المتميز عماد مبروك، الذى يطلق عليه فى مسقط رأسه الإسكندرية بأنه الأب الروحى لأفلام الديجيتال، وعماد مبروك قد أنجز الكثير من التجارب السينمائية بعد دراسة وعلم، فمن خلال عمله بمركز الجيزويت الثقافى بالإسكندرية ومشرفاً على ورشة السينما هناك، التحق هو أيضاً بها وحصل على شهادة، ثم كان ثانى دفعة تخرجت فى المعهد العربى بالأردن والذى كان يشرف على دراسته المخرج عمر أميرالاى، ومن بعدها كانت تجارب عماد هى خير معلم ومطور له ولرؤيته الإخراجية والتى كان آخرها وبعد ثمانية أفلام.. فيلمه الذى مثل مصر فى المسابقة الدولية الرسمية بكليرمون فيران وهو فيلم «وردية يناير»، والتى كان لعماد فيه رؤية شديدة الذكاء وتنفيذها بدقة وبوعى، وهى عن حالة الريبة والشك فى المؤامرات التى كانت تدبر لقتل الثوار فى ثورة يناير، من الفاعل ومن هو الطرف الثالث - إن وجد ذ وذلك من خلال مشاهد عادية من داخل بيت مصرى لزوج وزوجته «مع الثورة وضدها»، المؤامرة التى دبرت للشعب هل الثورة «وطنية أم عمالة»، هل القناصة والقتل «فعل بوليسى ومن داخل المؤسسة الأمنية أم أنها الأيدى الخفية»، تساؤلات الشك والريبة سألها عماد مبروك فى 41دقيقة من التكثيف بلغة سينمائية بسيطة، والبساطة فى لغة السينما «عمق وذكاء» ولمن يفهم الخلفيات السياسية لهذه المرحلة سيصله الفيلم مؤثراً شكلا وموضوعاً.

أما الفيلم الثانى الذى كان ممثلاً لمصر فى المهرجان، فكان لمخرجه عمر روبرت هاملتون، وكانت المرة الأولى التى أعرف فيها أنه ابن الكاتبة والأديبة أهداف سويف، والتى كانت داعما جزئيا لفيلم عمر «مع إنى أعرف أن النهر قد جف»، وعمر يعد من المخرجين المستقلين الذين حاولوا توثيق الثورة بكل كواليسها وأحداثها من خلال «مجموعة مصرين»، التى لها العديد من الأفلام التى توثق اجتماعيا وسياسيا الكثير من الواقع المصرى، أما الفيلم الثالث لعمر فكان هو المعروض فى مسابقة المهرجان والذى يجسد فيه عمر المعاناة بين البقاء فى الوطن «فلسطين» مع الأخ والأهل و الأرض أم الرحيل «إلى الوطن» لضمان حياة آمنة للطفل القادم إلى الحياة والذى لا يريده الأب أو الأم أن يلقى مصير الألم أو الموت.. الوقوع فخاً بين اختيارين كلاهما صعب.. إلى أى حياة ننتمى؟!!

ورغم أن الفيلمين لم يحصدا جوائز فى مهرجان كليرمون فيران، فإن المكسب الحقيقى هو ذلك التلقى الرائع من الجمهور وتعرف الجمهور الفرنسى والنقاد وصناع السينما من دول عديدة بمخرجينا المصريين المبدعين المثابرين فى محاولة صناعة أفلام تحمل هماً وأملاً وواقعاً يريدون التعبير عنهم جميعا.. برؤى إبداعية تستحق الدعم والانتباه والاحترام.

صباح الخير المصرية في

18.02.2014

 
 

أصحابى بينادونى يا نجم!!

كتب : ماجي حامد وريشة: هبة المعداوي 

الطفل أحمد داش أو هانى عبدالله بيتر بطل فيلم «لامؤخذة» الذى تناول قضية من أكثر القضايا الشائكة فى تاريخ البشرية هى قضية الاضطهاد لكل من هو مختلف عنا سواء فى الدين، اللون، الرأى، بعفوية الأطفال وذكاء ونضج الكبار نجح أحمد فى تقديم دوره، الذى أدهش الجميع وأشاد به النقاد والفنانون، ولكن السؤال: هل ينجح أحمد فى إعادة الروح إلى الطفل البطل، فعادة وخلال الأعوام الماضية كان للطفل دوره الثانوى فى عالم الفن إلا أن أحمد داش بطل فيلم «لامؤخذة» جاء ليقلب الموازين وليكن «لامؤخذة» البداية.

  فى البداية كيف تم ترشيحك لدور هانى عبدالله   بيتر بطل فيلم «لامؤخذة»؟

- الحقيقة فأنا سبق لى العمل قبل مشاركتى فى فيلم «لامؤاخذة» من خلال أكثر من إعلان تليفزيونى، وأثناء تقدمى ذات مرة لعمل كاستنج لاختيارى ضمن إحدى الدعاية التليفزيونية فوجئت بهم بعدها يطلبون منى المشاركة ضمن كاستنج خاص بأحد الأفلام السينمائية، وبالفعل توجهت للقاء المخرج عمرو سلامة وقد كان.. كان مشهد تقييمى هو أحد مشاهد الفيلم، وهو مشهد الحلاقة حيث يقوم أحد أصدقائى بقص شعرى اعتقادا منى أننى بذلك سوف أصبح متشابها مع الأطفال الآخرين فى المدرسة الحكومية، من خلال هذا المشهد وافق علىَّ المخرج عمرو سلامة موافقة مبدئية، بعدها تم اختيارى ضمن مجموعة أخرى من الأطفال وقامت المدربة مروة جبريل بتدريبنا على عدد من المشاهد الأخرى من الفيلم، وبعدها تم اختيارى لتقديم دور هانى بيتر عبدالله فى «لامؤخذة».

الإعلانات شىء والسينما شىء آخر فى حاجة إلى تحضير وحفظ للدور.. كيف كان استعدادك؟

- ماما وبابا كانا دائما بجانبى، فبمجرد تعاقدى على الفيلم بدآ فى قراءة السيناريو وشرحه لى وتبسيطه وعلى أساس ذلك عشت من خلال قصة الفيلم وتعايشت مع حياة هانى بطل الفيلم، فقد كنت أبدأ فى استحضار حالة هانى خلال كل مشهد من تفاصيل ومشاعر، ولكن فى النهاية أنا عايش متعايش معه، بالإضافة إلى دور المخرج عمرو سلامة الذى تحدث معى أكثر من مرة عن شخصية هانى عبدالله بيتر بكل تفاصيلها، عن إحساسه وعن مشاكله.

احك لى عن مشهد الصلاة للمسيح أحد أهم مشاهدك فى الفيلم؟

- هذا المشهد من أصعب وأكثر المشاهد متعة بالنسبة لى فى الفيلم لأنه فى حاجة إلى تركيز لأنه ملىء بالتمثيل والمشاعر، لذا طلبت من المخرج عمرو سلامة أن يقوم بإخراج الجميع إلى خارج مكان التصوير إلا طبعا فريق العمل، وقد كان طلبى هذا له مبرره الذى تفهمه الجميع حتى إننا قمنا بإعادة هذا المشهد كثيرا حتى وصلنا إلى الصورة التى أرادها المخرج عمرو سلامة منى، والحمد لله كنا جميعا راضين عن هذا المشهد.

حدثنا عن كواليس العمل مع النجمة كندة علوش والتى قامت بدور والدتك ضمن أحداث الفيلم؟

- هى والمخرج عمرو سلامة كانا يمازحانى دائما ولكن فى الوقت نفسه كانا دائما ينصحانى، حتى إن المخرج عمرو سلامة جاء إلى بيتى وظل يتناقش معى فى الدور وعن كونى بطل الفيلم وهذا ما حمسنى للعمل، وليس فقط المخرج عمرو سلامة فالجميع بموقع التصوير كانوا يساعدوننى.

وما رد فعل أصدقائك بالمدرسة؟

- فى المدرسة وبين أصدقائى الوضع مختلف، فالمعاملة لم تختلف على الإطلاق، أحيانا ينادوننى بالنجم، ولكن هذا لأنهم سعداء بى وبدورى الذى قدمته فى الفيلم، فجميع من يعرفنى من أصحابى وأقاربى، فليس هناك أى تغير فى المعاملة فهم لم ينتبهوا لفكرة كونى بطل فيلم، حتى أنا لم أشعر بأى تغيير، فأنا أتعامل بشكل طبيعى مع الجميع.

أخيرا أنت تستعد لمشاركة النجمة هند صبرى أحدث مشاريعها الدرامية «إمبراطورية مين» .. احك لى عنه وهل مشاركتك بناء على رغبة هند صبرى؟

- فى انتظار بدء التصوير،فأنا سعيد جدا بالعمل مع النجمة هند صبرى، والمخرجة مريم أبو عوف التى رشحتنى لهذا العمل خاصة أن دورى من خلال المسلسل مختلف تماما عنه فى «لامؤاخذة»، لذا ففرحتى فرحتان، ويارب دورى فى «امبراطورية مين» يحقق نفس نجاح دورى فى «لامؤاخذة».

صباح الخير المصرية في

18.02.2014

 
 

«لامؤاخذة».. ميلاد الطفل النجم

كتب : ماجي حامد وريشة: هبة المعداوي 

مع نجاح «لامؤاخذة» هل يتلاشى الخوف ويترك مبدعونا صومعتهم ليعلنوا عن ميلاد بطل جديد لأفلامهم، بطل لا يشترط فيه الخبرة أو التاريخ الفنى وإنما أهم ما يعنيهم هو الموهبة والذكاء حتى يقتنع به وبقضيته المشاهد، فمنذ أعوام لم تشهد السينما المصرية مثل هذه التجربة، من أيام فيروز ولبلبة وإكرام عزو وغيرهم من نجومنا الصغار الذين أقنعونا فى زمن ما بنجوميتهم وموهبتهم.. عن غياب هؤلاء النجوم كان سؤالنا حول السبب الذى أدى إلى غيابهم ومع الإجابة عن هذا السؤال تعددت الأسباب ولكن النتيجة واحدة.

«لامؤاخذة».. عقلية الطفل

جاءت إجابة الكاتب تامر حبيب بمثابة أحد الأسباب التى أدت إلى غياب نجومنا الصغار عن الساحة الفنية، ليس أى نجوم وإنما نجوم ذوو موهبة، ذوو مستقبل باهر فى عالم الفن، فمن جهته أكد تامر: «من جهتى فأنا حقيقة أتمنى أن أشاهد أعمالا مماثلة لفيلم «لامؤاخذة»، حيث البطل الطفل الذى لا يقل أهمية أو موهبة عن أى نجم كبير سواء عمرا أو خبرة أو تاريخا فنيا، ولكن من وجهة نظرى فالسبب وراء افتقادنا للبطولة الطفولية وللأعمال التى تحترم عقلية الطفل هو صعوبة العمل على مثل هذه النوعية من الأعمال بداية من الفكرة والموضوع، اختيار الموهبة التى تستحق والموهبة الأفضل فنحن فى اشتياق حقيقى لهؤلاء النجوم.. ففى اعتقادى أن «لامؤاخذة» سيعود بنا بالزمن إلى الوراء حتى نتذكر كيف كان هؤلاء الأطفال نجوما فى وقت ما، وقد حان الوقت حتى نشهد معا ميلاد نجوم آخرين خلال هذه الأيام».

«لامؤاخذة».. هل من مزيد؟

سبب آخر من وجهة نظر إنتاجية بحتة أكد عليه المنتج محمد حسن رمزى قائلا: «العيب فى الكتاب، فمن خلال «لامؤاخذة» من المفترض أن يبدأ الكتاب فى إعادة النظر فى شأن الأفلام التى تتناول قضايا مهمة سواء بالنسبة للكبار أو الصغار من خلال البطل الطفل، فنحن فى حاجة إلى المزيد، فالسينما من دورها تثقيف النشء، لذا فأنا أتمنى أن يكون «لامؤاخذة» بمثابة الدفعة لكل من المنتجين والمخرجين والكتاب حتى نعيد أمجاد سينما الطفل، وبالنسبة لى فأنا شديد الحماس لتقديم عمل من هذه النوعية بغض النظر عن تحقيق إيرادات، فالأهم الموضوع والبطولة والإخراج، كل هذا سيجعل من الفيلم منتجا جيدا يشيد به الجميع.. ومع تباين الآراء أو الأسباب كان للناقد والكاتب طارق الشناوى رأيه الذى كان كالآتى : «من خلال فيلم «لامؤاخذة» لاحظنا قدرة المخرج على فن قيادة الممثل وتوجيه الطفل وهى أكبر مشكلة تواجه المخرج وهى كيفية المحافظة على تلقائية الأطفال، وهذا ما نجح فيه المخرج عمرو سلامة وإن كنت لا أتمنى أن تصبح موضة، فهناك حتمية أدت إلى أن يلعب أطفال بطولة هذا الفيلم، وقد نجحوا فى ذلك وإنما إذا تم تجميع الأطفال لمجرد التجميع لا أتصور أن النجاح فى هذه الحالة قابل للتكرار، فلابد من وجود منطق فنى ودرامى ليس مجرد تلكيك للاستعانة بالأطفال، فهذا لن يؤدى إلى شىء سوى الفشل.

صباح الخير المصرية في

18.02.2014

 
 

“لا مؤاخذة” فيلم يتجاوز الصراع الدينى كثيراً

ماجدة موريس 

طفل من عائلة مستريحة اجتماعيا، يذهب للتعليم فى مدرسة دولية من هذه المدارس التى تملأ مصر الآن.. وبالطبع يعيش فى شقة فاخرة وسط كومباوند تشعرك طوال مشاهدتها عبر لقطات الفيلم بأنك فى الجنة، من حيث الترتيب والألوان والتناسق.. يموت والد “هاني” فجأة وعلى مائدة الغداء ويبقى وحده مع أمه الشابة “كندة علوش”، عازفة التشيللو بدار الأوبرا، ولأن الأب “هانى عادل” كان مديرا لبنك، فقد فقدَ الابن وأمه الدعم المادى الأكبر، وبالتالى ترك هانى مدرسته ووافق أمه على الذهاب لمدرسة حكومية، وفيها تحول إلى الاستثناء بين قاعدة من التلاميذ يهيمن عليهم أفق واحد فيلما يلعبون ويغنون ويتلفظون، وأيضا فى رفض الاختلاف، وبالتالى إقصاء المختلف، إنه “جو” عام عاشه الطفل المنقول حديثا للمدرسة، نقله من النظام الشديد إلى الفوضي، ومن مساحات الوفرة المتاحة لكل تلميذ فى مدرسته السابقة سواء فى الفصل أو فى الملاعب أو فى كل مفردات العملية الدراسية إلى مساحات الندرة والصراع فى مدرسته الحكومية حيث الفصل المكدس، والحوش المقفر الصغير، والملاعب الغائبة والكانتين الصغير الذى يحتاج لبهلوان لكى يستطيع الحصول على سندويتش أو زجاجة مياه غازية.. وغير هذا كله تحريض على العنف والفساد من طالب بعينه فى الفصل، ينصاع له الباقون لبذاءته وقوته البدنية، أما خارج الفصل، فإن نفس التلميذ أو الطالب يمارس تهريجه وتشرده على الجميع فى طابور المدرسة، بلا عقاب من ناظر ومدرسين، كل هم الناظر ضبط الطابور أمامه صباحا وبضع كلمات يلقيها ومسابقة لتجويد القرآن الكريم والإنشاد الدينى فى الحوش، أما المدرسون فإن جهدهم الأول هو فرض السيطرة على التلاميذ، سواء بإخراج مطواة وإظهار العين الحمراء أو تهديدهم بالسقوط، أو البحث عن هوياتهم كما قال مدرس فى أول العام الدراسى “كل واحد يقول اسمه وأبوه بيشتغل إيه” من أجل الفرز، الدينى والمالي، وهنا لا يدرك “هاني” معنى أن زملاءه يقولون للمدرس “لامؤاخذة” مصحوبة بعمل الأب لأن المهنة تحتم ذلك “جزمجى ميكانيكى إلخ” فيقول مثلهم “مدير بنك لامؤاخذة” فيضحك الجميع، ويدرك المدرس أنه طالب مختلف و”ابن ناس” ويدهش لأنه جاء إلى هذه المدرسة، ويبدأ بالاهتمام به لكونه زبون درس خصوصي، مع أن نفس المدرس فاته أن يسمع اسم التلميذ جيدا، وقال مبتهجا بعد أن علم كل الأسماء “الحمد لله كلنا مسلمين”.. تتصاعد الأحداث بالطبع فى المدرسة التى يضعها فيلم “لامؤاخذة” للمخرج والكاتب عمرو سلامة فى قلب العمل وليس على هامشه، ومنها يطلق رسالة تحذير إلى الجميع بأنها – أى المدارس الحكومية – تحولت إلى ما يشبه دور لإيواء التلامذة الصغار ينتشر فيها العنف والفكر المتخلف وتخلو من العلم والتربية وهو ما نراه فى تتابع السيناريو حين تأتى للمدرسة مدرسة جديدة لمادة العلوم، تحاول أن تمارس عملها بجدية وحب، لكن “التلامذة” يرونها “أنثي” فهى لا ترتدى الجلباب أو الحجاب مثل بقية المدرسات ولا تتعامل بقسوة، وحين تفلح فى إقناع الناظر بعمل مسابقة علمية وإعلان نتيجتها فى الاجتماع اليومى بالحوش يجهض التلميذ الشرير الأمر ويدعمه الناظر، وكأن “العلم” عيب، بينما يوقر الجميع مسابقة التجويد الدينى ويعتبرون التلميذ الفائز بها “بركة” يستحق الاحترام.. إنها منظومة تسللت إلى الأعماق واستقرت لدى الجميع، من التلاميذ للمدرسين للناظر الذى يبدو “أسدا” ظاهريا على مدرسة منهارة، لا يهش ولا ينش إلا فى النهاية، حين تذهب والدة “هاني” إليه مطالبة بعقاب ذلك الطفل الذى ضرب ابنها ويرى الصليب على صدرها فيقول “إننا جميعا أخوة” ولكنها ترفض بعنجهية مسألة التلميح بالاضطهاد، ولأول مرة يرسل الناظر “الخائف من المساءلة” لإحضار تلميذ فاسد طول الوقت، لعقابه مرة واحدة وبسبب شكاوى الأم التى ارتأى أنها قد تؤذيه شخصيا وتتجاوزه إلى مسئول أكبر منه، لكن الأم تطلب، أن يعاقب ابنها أيضا حيث تعرف أنه ضرب التلميذ القوي، وأنه – أى هانى – قرر أن يأخذ حقه بيديه فى هذه المدرسة “الغابة”، فتعلم الكاراتيه فى النادى الذى يمارس فيه التنس، وذهب مستعدا واستطاع هزيمة الولد الشرير بلطجى المدرسة فحمله التلاميذ على الأعناق بعد أن أصبح بطلهم المخلص.. قد تبدو القضية طائفية مبدئيا فى فيلم عمرو سلامة، لكنها تتحول إلى قضية جمعية وطبقية بامتياز، قضية مجتمع نخر فيه الفساد حتى النخاع فتحولت قيمه من الانتصار للإنسان والحرية والعدالة والمساواة إلى الانتصار للون وفكر وسلوك واحد ورفض الاختلاف، فالدين لم يكن مشكلة فى حد ذاته فى مسألة “هاني” فأمه لم تكن متدينة واستعادت علاقته بالمسيحية بعد أن وجدت نفسها فى ورطة نفسية واجتماعية شديدة دفعتها إلى فكرة الهجرة، لكن الحل يأتى من الابن نفسه الذى يرفض هذا ويطلب منها مرافقته للكنيسة حيث صديقه “القس” وهناك تشعر بالراحة والمقدرة على مواجهة التحديات، إننا إزاء فيلم مركب يأخذك وجهه الأول إلى قضية الفتنة والطائفية لكنه يفاجئك بما هو أكثر أهمية وهو هذا الرفض المتغلغل لفكرة الاختلاف وهؤلاء الذين سطوا على عقل غالبية المصريين بحجة الانتماء الدينى للأغلبية تاركين الفقر والانحياز والعنف تسرى فى حياة الأغلبية التى يمثلها تلاميذ هذه المدارس “الحكومية” وأهاليهم.. والفيلم بأسلوبه الذى جمع بين الراوى والكوميدى وحتى المأساوى حاول الإفلات من تحويل قضيته إلى مأساة نمطية، ونجح، فهو فيلم جذاب للمشاهدة وقادر على خلق جدل بينه وبين مشاهده لا ينتهى بعد الخروج من دار العرض.

الأهالي المصرية في

18.02.2014

 
 

فيليب عرقتنجي:

ضغط الواقع يدمج الوثائقي بالروائي

بيروت - الجزيرة الوثائقية 

وقع المخرج فيليب عرقتنجي مجموعة من أفلام انتقاها من أربعين فيلما من أعماله، أنتجها منذ أواخر السبعينات وحتى اليوم، ووثقها في خمسة أقراص مدمجة (دي في دي)، بينما يترقب الجمهور نزول فيلمه الجديد "الميراث" إلى السوق أواخر آذار (مارس) المقبل.

يتناول عرقتنجي موضوعات أفلامه من الواقع، يعتمد في عرضها على المزج بين الرواية والتوثيق. هو ميال إلى الرواية، يجدها في وقائع كثيرة من الحياة، لكنها تعتمد على الأحداث الحقيقية فتبدو توثيقية. ولذلك، يظهر عرقتنجي وكأنه خط لنفسه منهجا جديدا في عالم السينمايتحدث عرقتنجي ل"الجزيرة الوثائقيةعن ذلك: “على صعيد التوثيق، هناك مدارس متعددة، أما لوني التوثيقي فلم يجد له مكانا معينا في مدرسة منها لأن الصيغ التي كنت أعتمدها استندت إلى تجارب ذاتية"، وهو لا يروي رواية خيالية من خارج الواقع كما فيلمه الأول "البوسطة" الذي يقول عنه: "الوحيد من الأفلام الذي كان روائيا بالكامل هو فيلم البوسطة، وهو قريب من الحقيقة، وهو ليس عالما خياليا بحتا”.

ويتحدث عرقتنجي عن ضغط الواقع، وتطورات الأحداث التي لا تنقطع، حتى إذا شاء البحث عن موضوع رواية لفيلم من أفلامه، بدا توثيقيا حيث "لا يمكن تلافي الوقائع الكثيرة الحاصلة في حياتنا والتي تفرض نفسها بقوة على موضوعات أعمالنا"، كما قال.

ويضيف: "كنت أحب أن أعمل أفلاما روائية، وأنا أحب اختراع القصص، ولكن الواقع اللبناني كان أصعب من أي خيال، ومهما تصورت من أشياء، فعندما تأتي إلى الواقع اللبناني يفرض الواقع عليك ما الذي يجب أن تتصوره. الحالة على الأرض في لبنان ضاغطة ومؤثرة حتى أصبحت هي الرواية. وفي الواقع هناك أشياء أكبر من التي يتخيلها العقل. بمعنى أن المواد التوثيقية هي أكبر من الرواية ومن الخيال”.  

كما اعتمد في رواياته على فهم الواقع فهما اجتماعيا ثقافيا معمقا، فسبر في كل رواية خطا أمسك به مسارا طويلا لقضايا اجتماعية، ولخص بها أحداثا تاريخية هامة، مثل "من عيون الأمهات"، و"الميراث"، و"أرض الانسان"، و"تحت القصف"، وسواها من قصص.

عن فيلمه "من عيون الأمهاتيقول: “أول عرض للفيلم كان سنة 1998 في "المحطة اللبنانية للارسال"، ولقي نجاحا باهرا، وبيع في بلدان كثيرة، وكان موضوعا لكتاب، والفيلم يعرض أهمية الأم في العقلية الشرقية، فهي تفقد اسمها الصغير لتحمل اسم ابنها الصبي الذي يصبح هويتها، فإذا أصبح الصبي طبيبا صارت "أم الحكيم"، وإذا استشهد صارت "أم الشهيد"، وندخل بشعور الأم وآلام الحرب ونفسر كم أن المجتمع اللبناني ذكوري، لكن للأمومة فيه موقع رائد. الفيلم يطرح أسئلة، كما غالبية أفلامي، ولا تعطي إجابات بطريقة واضحة”.
ويعرض عرقتنجي الأعمال التي وقعها مؤخرا، وهي مجموعة مسجلة على خمس DVD، وفيها عشرة أفلام. بينها "من عيون الأمهات"، و"فيلم "البوسطة" الذي عرف الجمهور العربي علي. لكن هناك 40 فيلم وثائقي سابق له، وكان كثير من الأصدقاء يطلبون مشاهدة الأفلام مجددا لأنهم أحبوا الأفلام، وهذا كان من دوافع إصدار المجموعة".

في المجموعة أيضا فيلم "تحت القصف" وهو روائي- وثائقي، نال 23 جائزة في مهرجان البندقية، وعدة مهرجانات أخرى، وجرى تمثيله مع جورج خباز وندى بوفرحات، بعد حرب 2006، وهناك "أرض الانسان"، نزل بعد وفاة الاستاذ غسان تويني، وهو وثائقي عنه، وينقل صورته قبل وفاته، يقول عرقتنجي: "أحببت أن اسجله لأنني أحب معرفة الناس، وآخذ منهم أشياء كثيرة، منها ما يريدون قوله، ومنها ما لا يريدون. وهو فيلم يدخل بعمق في الحياة الحميمة للاستاذ غسان (تويني)”. 

وبداخل فيلم خامس خمسة أفلام، واحد عن بيروت منذ عشرين سنة، يقول عنه: "بينما كنت أحضره، طلبت من المنتجين تصوير بيروت كما هي مدمرة، لكي تظل الأجيال تتذكر ما الذي أحدثته الحرب عسى تتلافاها مستقبلا”. 

مجموع الجوائز التي حصلت عليها هذه الأفلام هي 43 جائزةيعلق عرقتنجي عليها بقوله: "الأفلام أحببتها، وأعدتها للذاكرة لأتذكر كيف نفذتها، وكان عمري بين 25 و28 سنة”. 

"الميراث" سيعرض في لبنان في 27 آذار المقبل، وقد استغرق ثلاث سنوات ونصف السنة من العمل، منها سنة ونصف في التفتيش بأرشيف أفلام عن لبنان بين 1920، و1950، وعن مراحل تلك الحقبة بكل ما فيها، وما تتضمنه من أحداث نادرةيقول عرفتنجي عنها: "عثرت عليها في أماكن متعددة في أميركا وفرنسا ولبنان. والفيلم يخبر عن مائة سنة من التاريخ، من خلال قصة عائلتي، فقد لاحظت أن كل أفراد عائلتي، منذ الأجداد، لم يولد واحد منهم ويتوفى في المكان عينه، وكلهم هاجروا مرة على الأقل، وشعرت أن الهجرة هي إحدى أسس هويتنا كلبنانيين، من مختلف الطوائف، وأصبحت الهجرة جزءا من هويتنا، وكلنا سالنا أنفسنا: هل نبقى في لبنان أم نهاجر؟ أم نهاجر ونعود من الاغتراب، أو لا نعود؟ وننسى هويتنا كلبنانيين. الفيلم يطرح هذا السؤال.
ويروي أنه انطلاقا من فرنسا، عمل في انحاء مختلفة من العالم على أفلام وثائقية، منها عن الزرافة في أفريقيا الجنوبية، لشركة Discovery،  وفي سيريلنكا عن الآثار، وفي المغرب عن المهرج، وأفلام للأطفال في تونس ومصر ومنغوليا، وعن "المها" في المملكة العربية السعودية. هذه الأفلام توزعت بين الديسكوفري والبي بي سي والتلفزيون الفرنسي.

الجزيرة الوثائقية في

18.02.2014

 
 

صلاح الحنفى فى ندوة فيلمه:

"الشتا اللى فات" أنضج أفلام إبراهيم البطوط

كتبت صفاء عبد الرازق 

قال الفنان والمنتج صلاح الحنفى إن أنضج أفلام إبراهيم البطوط هو فيلم "الشتا اللى فات"، وذلك من خلال ندوة الفيلم التى عقدت أمس، الاثنين، فى قاعة السينما، بمركز الإبداع الفنى، حيث يعرض ضمن فعاليات مهرجان جمعية الفيلم.

كما أكد الناقد السينمائى أسامة عبد الفتاح مدير الندوة، أن أفضل وانضج أفلام إبراهيم على الإطلاق "الشتا اللى فات" لأنه يتسم بالاحترافية العالية جداً، قائلاً: لأول مرة إبراهيم يعمل مع فنانين محترفين مثل عمرو واكد وفرح يوسف، وذلك من خلال وجود سيناريو كامل وبعيد عن الارتجال، موضحاً أن الفيلم ليس له علاقة بالفن المستقل.

ومن جانبه، قال الفنان صلاح الحنفى إن شركة "زاد للإنتاج والإعلام" حريصة على التوعية من خلال الفن، ومن خلال إنتاج أفلام روائية طويلة ووثائقية قائلاً: إن ثورة يناير كانت سببا فى جلب الرزق ووجودنا فى السوق السينمائى، لافتاً إلى أن جميع الفنانين ساهموا فى الإنتاج من مدير التصوير إلى أبطال الفيلم.

وأوضح أن الفيلم تم تصويره فى غياب تام للشرطة وسيطرة البلطجة فى الشارع فى هذا الوقت، مشيرا إلى أن أكبر منتجى مصر خافوا على أموالهم وجلسوا فى البيت، ولكن الحمد الله ربنا أكرمنا وكنا دائماً حريصين كل الحرص على استمرار الصناعة مهما كانت الظروف والضغوط.

وقال الناقد فوزى سليمان، إن فيلم "الشتا اللى فات" يمثل ثورة 25 يناير وهو عمل صادق وحقيقى، وتساءل هل الشركة المنتجة سوف تستمر فى إنتاج الأعمال .

وأنهى الفنان والمنتج صلاح الحنفى حديثه قائلاً: أستعد لعمل سينمائى جديد بعنوان "القط" للمخرج إبراهيم البطوط، وبطولة الفنان فاروق الفيشاوى.

اليوم السابع المصرية في

18.02.2014

 
 

أنجلينا جولي تواصل إخراج Unbroken:

واجهت صعوبة فى تقديم فيلم قيّم عن هذا البطل

كتب: ريهام جودة 

نشرت أنجلينا جولى أول صور وتريللر مبدئى من فيلمها الروائى الجديد Unbroken الذى تقدمه كمخرجة، تزامنا مع دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية المقامة فى الولايات المتحدة حاليا، وتشجيعا لدورها على المستوى القومى هناك، حيث تتناول خلاله قصة حقيقية للعداء الأوليمبى الأمريكى، لويس زامبرينى، الذى شارك فى أولمبياد برلين عام 1936، ونجا من حادث تحطم طائرة خلال الحرب العالمية الثانية، وظل تائها فى البحر طوال 47 يوما وعلى إحدى الجزر النائية، قبلما تأسره القوات اليابانية كأسير حرب لعدة سنوات.

الفيلم صورته أنجلينا فى أستراليا طوال الأسابيع القليلة الماضية، وقدمت تريللر له بصوت زامبرينى نفسه البالغ من العمر 97 عاما حاليا، والذى نشرت أنجلينا صورة لها إلى جواره، وقال زامبرينى عن تجربة أسره: «من المهم فى الحرب أن تتمتع بإرادة قوية لأن تكون أول الناجين، بل أن تتمتع بإرادة ونية قوية لأن تخرج حيا».

الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتبة لورا هيليبراند تحمل اسم Unbroken: A World War II Story of Survival، Resilience، and Redemption، وأعاد الأخوان إيثان وجويل كوين كتابة السيناريو لها، الذى كان قد كتبه كل من وليام نيكلسون وريتشارد لاجرافانيز، ولم يعجب أنجلينا عند قراءته، فطلبت تغييره.

وقالت أنجلينا فى بيان صادر عنها: حاولت أن أحضّر هذه القصة الملهمة إلى الشاشة لبطل رياضى قاده القدر ليبتعد عن الملاعب ويكون أسير حرب، وواجهت صعوبة فى تقديم فيلم قيّم عن هذا الرجل.. لقد تعلمت من تجربته الكثير وألهمنى فى حياتى.

الفيلم هو التجربة الثانية لأنجلينا كمخرجة بعد فيلمها عن الحرب البوسنية In the Land of Blood and Honey الذى قدمته عام 2011، ومن المقرر عرضه فى موسم الكريسماس المقبل، ويلعب بطولته جاك أوكونيل فى دور زامبرينى، إلى جانب كل من دومانال جليسون وفين ويتروك فى دورى ناجيين من تحطم الطائرة، وجاريت هيدلان وجون مارجو اللذين يجسدان دورى أسيرى حرب رافقا زامبرينى فى معسكر للأسرى.

المصري اليوم في

18.02.2014

 
 

على خلفية اقتراح الممثل أن تعيد بريطانيا قطعا أثرية منهوبة لليونان

جورج كلوني يدخل في تراشق لفظي مع عمدة لندن

لندن: «الشرق الأوسط» 

دخل نجم هوليوود الشهير جورج كلوني في تراشق لفظي واضح مع عمدة لندن بوريس جونسون حول قطع أثرية من الرخام مأخوذة من معبد الباراثينون داخل الأكروبوليس اليوناني وتعرض حاليا في المتحف البريطاني.

وخلال المؤتمر الصحافي للترويج لفيلمه الجديد «رجال الآثار» (مونيومينتس مين) طالب كلوني بإعادة تلك القطع الأثرية إلى اليونان. وتعرف باسم «إليجين ماربلز»، نسبة إلى توماس بروس، إيرل أوف إيلجين سفير بريطانيا لدى اليونان في 1799 الذي حصل على تصريح من السلطات العثمانية لإزالة قطع كبير من معبد الباراثينون في أثينا وشحنها إلى بريطانيا، ثم بيعت بعد ذلك للمتحف البريطاني.

وتعد القطع الأثرية محل خلاف دائم بين اليونان التي تطالب بإعادتها وبريطانيا التي ترفض ذلك بشدة، ولعل تلك الخلفية توضح سر حماسة عمدة لندن وانتقاده اللاذع لكلوني، متهما الممثل الشهير بالدفاع عن أجندة للأعمال الفنية المنهوبة مثلما كان يفعل هتلر في الماضي.

ورد كلوني في تصريحات لصحيفة «هافينجتون بوست» الأميركية أن مبالغة جونسون قد يرجع سببها إلى تجرعه «بضعة كؤوس من الويسكي»، مضيفا أنه لا يؤاخذ عمدة لندن على ذلك. وأضاف قائلا: «ولكن عندما يتعلق الأمر بالتاريخ الحقيقي لا المتخيل فينبغي علينا قراءة قرارات اليونسكو التي وافقت عليها جميع الدول والتي تنص على أنه «لا تستطيع أي قوة احتلال بيع آثار الدولة التي تحتلها»، إضافة إلى أن القطع الأثرية المتنازع عليها تم نزعها بالقوة من معبد الباراثينون بواسطة المحتل التركي وقتها، ثم بيعت بعد ذلك. كانت جزءا من بناء أثري متكامل تم كسره إلى أجزاء صغيرة. يشبه هذا أن نقوم مثلا بتحطيم تمثال «ديفيد» للمثال مايكل أنجلو ونبيع الرأس لإنجلترا والذراع للفاتيكان والجزء العلوي لمتحف المتروبوليتان في نيويورك». وأشار كلوني في حديثه إلى استطلاع أجري في بريطانيا وصوت فيه البريطانيون لصالح إعادة «لجين ماربلز» لليونان مضيفا: «إذا أردنا الحقائق فها هي الحقائق. ولكن يبدو أن الطريق الأسهل للتعامل مع الأمر هو تشبيهي بهتلر».

ولكن عمدة لندن والمعروف بانتقاداته اللفظية اللاذعة لم يترك الأمر يمر مرور الكرام ورد على كلوني مرة أخرى قائلا: «يبدو أن كلوني قد فقد عقله، فهو يقدم فيلما عن القطع الفنية التي سرقتها قوات النازي دون أن يدرك بأن القائد الألماني هيرمان غورينغ، كان ينوي نهب المتحف البريطاني خلال الغارات التي شنتها قوات النازي على بريطانيا.. وإلى أين كانت قوات النازي ستأخذ رخامات إلجين؟ إلى أثينا؟ إن ما يريده كلوني لا يقل عن خطة هتلر تجاه آثار مدينة لندن. يجب عليه أن يبتلع سيناريو الفيلم وأن يلتزم بالحقائق التاريخية».

الشرق الأوسط في

18.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)