كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

سمير حبشي:

عندما يتحقق الوعي الاجتماعي تبدأ المحاسبة

كتب الخبرمايا الخوري

 

مخرج سينمائي ودرامي لبناني، تميّز بأعمال تحاكي الأرض والإنسان، لأنه مؤمن بأن العمل الفني يهدف إلى طرح أسئلة إنسانية لدى المشاهدين وليس التسلية. أنهى المخرج اللبناني سمير حبشي تصوير مسلسله الجديد {أولاد البلد} ويستعد لمشاريع جديدة منها عمل عربي مشترك.
عن مسلسله الجديد وفيلمه الذي سيبدأ تصويره قريباً ونظرته إلى الدراما والسينما تحدث إلى {الجريدة}.

·        ما تفاصيل {أولاد البلد} الذي انتهيت من تصويره؟

مسلسل اجتماعي معاصر، كتابة غريتا غصيبة وإنتاج زياد شويري (أون لاين برودكشن) يحكي عن التنوع الطائفي في الشارع اللبناني وأجواء الانتخابات ومفاعيل تأجيلها وأحداث 7 مايو 2008.

·        متى يبدأ عرضه؟

بدأنا مرحلة توليفه على أن يبدأ عرضه نهاية الشهر الجاري عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال.

·        المسلسل من بطولة نادين الراسي وبيتر سمعان، فما سبب اختيارهما؟

هما ممثلان ممتازان والأنسب للدورين. يؤدي كل منهما شخصية مختلفة عن شخصياتهما السابقة، ويركزّان دائماً على أدق التفاصيل بهدف تقديم الأفضل. لذا آمل أن ينالا إعجاب الجمهور.

·        هل سنرى بصمتك المعهودة في العمل، أم ثمة تجديد لأسلوبك الإخراجي؟

لا شك في أن قماشة المخرج واحدة في أعماله كافة، وتظهر بوضوح في كل عمل ينفذّه، لذا من السهل ملاحظة هويته من خلال أسلوبه الإخراجي وطريقة التصوير وكيفية إدارة الممثل وجوّ العمل ككل.

·        تسلّط الضوء باستمرار على أجواء القرية والطبيعة اللبنانية، فما سر تعلقك بالأرض؟

تفسح الأرض في المجال أمامنا لابتكار مناخ معين في المسلسل، والذي أعتبره أهمّ من القصة، بحد ذاتها، لذا يهمني إظهاره، لأن المكان نزرع فيه الشخصيات لئلا تأتي القصة مجرد حوارات متبادلة من دون جوّ خاص أي من دون ابتكار فنيّ.

·        أيهما تفضل: أن تكون بيئة المسلسل معروفة لدى المشاهد أو غير محددة المعالم الجغرافية؟

لا يهم، ما دامت تصبّ في خدمة الفكرة. بالنسبة إلى {أولاد البلد} صوّرنا في البقاع وبيروت والشوف حيث جرت الأحداث في الواقع، فجاءت الأماكن محددة المعالم والأسماء. فضلا عن استخدامنا أسماء ذات دلالة طائفية مثل: حسين الشاب الشيعي الذي يؤيد {حزب الله}، وعمر الشاب السني المؤيد لتيار المستقبل.

·        عادة يُفضل الابتعاد عن التسميات الطائفية في الدراما المحلية.

صحيح، لكننا في هذا المسلسل نحكي الأمور بصراحة من دون لفّ ودوران.

·        فكرة المسلسل على تماس مع الشارع اللبناني، فهل سيتطرق إلى قضايا سياسية؟

هو مسلسل اجتماعي بحت ولن يتطرق إلى قضايا سياسية، علماً أنني أفضّل تقديم عمل درامي أو سينمائي يعبّر عن أرائي السياسية الخاصة.

·        رغم تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية في لبنان، نشهد إنتاجاً درامياً متقدمّاً، فما رأيك؟

لا يقتصر ذلك على لبنان، ففي سورية تُصوّر أعمال درامية رغم القصف والمعارك. كل من يريد التطوّر في قطاعه المهني عليه أن يسعى إلى الاستمرار وعدم التوقف عن الإنتاج. لذا لا تتأثر الدراما بهذه الأوضاع، خصوصاً أن محطات التلفزة تريد الاستمرار ولا يمكن ذلك من دون إنتاج الأعمال.

·        كيف ترى مسيرة الدراما اللبنانية الراهنة؟

لستُ ناقداً فنياً لأبدي رأيي بالأعمال الدرامية، لكنني أراها تسير إلى حيث يسير البلد. فإذا كنا نجهل وجهة لبنان فهل سنهتم بالاتجاه الذي تسلكه الدراما؟ إنها إضافة إلى السينما والمسرح مرتبطة بالكيان اللبناني ارتباطاً جدلياً، وبالتالي ستتجه هذه الفنون الى حيث يتجه هو. فما دمنا في عالم تغيب فيه المحاسبة السياسية والفنية، سنبقى مسمّرين في مكاننا ولن نتطوّر.

·        أين يكمن الحل برأيك؟

عندما يتحقق الوعي الاجتماعي ويبدأ الناس بمحاسبة السياسي والمخرج والمنتج والممثل. يجب أن تتحقق المحاسبة في لبنان، ويتوقف البعض عن اعتبار مسلسله يكسّر الارض، لأنه لم تعد ثمة أرض لتكسيرها، والبعض الآخر عن اعتبار فيلمه بداية السينما اللبنانية، لأن هذا ادعاء ليس في محلّه.

·        أساساً أنت مخرج سينمائي، فما رأيك بالحركة السينمائية الراهنة؟

مسرور بصدور ثمانية أفلام لبنانية في عام واحد، وحصدها جماهيرية، فهذا دليل على أن الجمهور اللبناني يقصد صالات السينما لمشاهدة أعمال محلية.

·        هل يعني ذلك أن البيئة مهيأة للصناعة السينمائية في لبنان؟

طبعاً، فتقنية الفيديو والـHD سهّلت عملية الإنتاج السينمائي وخفّضت كلفة صناعة الفيلم.

·        أين أصبح فيلمك {العقرب}؟

جاهز ونحن جاهزون أيضاً، لكن تصويره مؤجل في انتظار إعلان المنتج إمكان الانطلاق به.

·        تعاونت شركات انتاج عدّة أخيراً على تنفيذ عمل درامي واحد، فكيف تفسّر ذلك؟

يحصل مثل هذا التعاون بهدف تأمين التمويل المادي اللازم لإنتاج عمل ما، حين تكون إحدى الشركات غير قادرة على دفع التكاليف وحدها، ما يعني اقتصار التعاون بين شركات الإنتاج على الناحية المادية.

·        تتعاون مع مختلف شركات الإنتاج، فهل التفلّت من مبدأ الحصرية يجعلك قادراً على فرض أمور معينة؟

أمارس مهنة الإخراج منذ مدة طويلة، وثمة اعتراف من الجميع بمهنيتي وقدراتي. معروف أنني لا أقبل إلا العمل الذي يعجبني، بغض النظر عن الجهة المنتجة، ما دمنا نتفق على الشروط المتبادلة. أما تعاوني مع شركة أكثر من سواها، فمرّده إلى توافر نواحٍ مشتركة بيننا نتفق عليها، لكنني لست حصرياً مع أحد.

·        هل يمكن لمخرج قوي، إذا توافر لديه فريق عمل تقني قوي، أن ينتشل مسلسلا من السقوط ضحية إنتاج ضعيف؟

يمكن أن يحقق المخرج العجائب، إذا جاز التعبير، خصوصاً أن الإنتاج اللبناني ضعيف في الأساس، ويحاول المخرجون تغطية هذا الضعف قدر الإمكان. أعتبر نفسي شريكاً للمنتج في تنفيذ العمل، لذا أنا متفهم لضعف الإنتاج وآخذ في الاعتبار الإمكانات الإنتاجية ومتطلبات السوق اللبنانية. لذا عندما أستلم عملا ما، اطلع على الإمكانات الإنتاجية المتوافرة له، لأرسم صورة إخراجية على هذا الأساس، لئلا يأتي التنفيذ معيباً.

·        هل يفرض المخرج الأسماء المشاركة في العمل أم للمنتج الكلمة الفصل؟

يُفترض بالمخرج أن يختار الممثلين بنفسه لأنهم أداة تعبيره الأقوى، ومن خلال إدارته لهم يعّبر عن إمكاناته المهنية. لذا عندما يقرر المنتج الأسماء يكبّل يديّ المخرج لأنه يتصرّف كمخرج صغير، ويتدخل بشؤون إخراجية. إنما يمكن أن يقترح المنتج الأسماء وفق المعايير التي يحددها المخرج للشخصيات، ليختار الأخير من بينها عبر تعاون متبادل لتقديم الأفضل.

·        ثمة مسلسلات تجارية تُعرض في شهر رمضان وتحقق نسبة مشاهدة مرتفعة، فهل من مشروع في هذا الإطار؟

لا أحب إخراج مسلسلات تجارية، والمسلسل الرمضاني {باب ادريس} الذي قدّمته، كان عملا فنياً حقيقياً وسيبقى كذلك. أوافق على المشروع انطلاقاً من فكرته ومضمونه، ومدى اقتناعي به لاستطيع تجنيد نفسي 100 يوم للتصوير، وأشهر للتوليف. اختار القضايا المنتمية إلى البيئة والأرض والزمان والمكان والإنسان. وحتى الآن لم يحدث أن نفذّت عملا كمخرج تقني فحسب بهدف الربح المادي الصرف.

·        رغم مسيرتك الطويلة في الاخراج، لم تنفّذ سوى عمل كوميدي خفيف واحد هو {مشوار}، ما السبب؟

أستمتع بإخراج العمل الذي يحمل قضايا معينة أؤمن بها وتحمسّني للنهوض باكراً من أجلها، وليس أعمالا مسلية للجمهور. تشكّل القصة جاذباً للناس لمتابعة العمل، لكنها ليست الهدف بحد ذاته. ثمة نشاطات كثيرة يمكن أن أقوم بها بهدف التسلية غير الأفلام أو المسرح أو العمل الدرامي، غايتها تعليم الإنسان أمور جديدة.

·        وما الهدف بالنسبة إليك؟

دفع المشاهد الى طرح أسئلة إنسانية في أثناء متابعته الفيلم أو المسلسل.

·        هل من مشاريع أخرى بعد {أولاد البلد}؟

ثمة مشاريع درامية كثيرة من بينها مسلسل لبناني عربي حقيقي وواقعي، أعجبتني فكرته لكننا لا نزال في مرحلة المفاوضات.

إنتاج مشترك

·        ما رأيك بمستوى الأعمال التي تجمع اللبناني والسوري والمصري؟

لا يمكن التعميم من حيث المستوى والنوعية، لكن الانتاج المشترك جيد عموماً. إنما من جهة أخرى، يجب ألا يكون شبيهاً بمستوى السينما الرديئة التي انتشرت في الماضي وافتُعل فيها خليط عربي، وعندما تحقق الوعي الاجتماعي سماها النقاد وصانعوها بمرحلة السينما الرديئة. لذا أرى أن الوعي الاجتماعي الذي سيتحقق مستقبلا سيعتبر الأعمال المترجمة راهناً والتي يزرعون فيها هويات عربية مختلفة بشكل مفتعل وغير منطقي وغير واقعي، رديئة، رغم أنها تحصد جماهرية وتأتي بمردود جيد للمنتجين وتوّزع في العالم العربي، فإنها ليست المسلسل العربي الحقيقي.

·        كيف يمكن إنتاج عمل عربي مشترك حقيقي؟

ما دامت في لبنان جالية سورية وأخرى مصرية، وفي مصر جالية لبنانية وأخرى سورية، نستطيع إنتاج عمل عربي مشترك حقيقي، عبر كتابة قصة تضم هؤلاء بشكل منطقي وواقعي، مثلا قصة رجل مصري يعمل في محطة وقود، يسكن في غرفة متواضعة على سطح مبنى يتابع يومياً عبر قنوات الأخبار الأوضاع في بلده، وهو مغرم بجارته اللبنانية ويتواصل مع جاره السوري الهارب مع عائلته من الأوضاع الأمنية في بلاده، فتدور الأحداث حول علاقة هؤلاء ببعضهم البعض وتفاعلهم مع المجتمع اللبناني.

·        هل يمكن لمسلسل لبناني صرف، شق طريقه إلى العالم العربي من دون تطعيم؟

لا شيء يحول دون ذلك شرط أن يكون عملا نوعياً، ويتوافر السعي إلى تحقيق الانتشار. تكمن المشكلة التي تعرقل انتشار العمل اللبناني خارجاً، في إنتاج أعمال مساوية للسوق اللبنانية الضيقة أساساً، وعدم مخاطرة المنتج بتنفيذ مسلسل لبناني بتكاليف مرتفعة، وبالتالي سنبقى غير قادرين على الانتشار.

الجريدة الكويتية في

17.02.2014

 
 

فجر يوم جديد: {سعيد كلاكيت}!

كتب الخبرمجدي الطيب 

 بيتر ميمي مخرج شاب تقول سيرته الذاتية إنه طبيب بشري ولد في التاسع من أبريل عام 1987، وأحب الإخراج فأنجز عدداً من الأفلام القصيرة، وبدأ مسيرته في إخراج الأفلام الروائية الطويلة بفيلم {سبوبة}بطولة أحمد هارون وراندا البحيري، التي رشحها لبطولة فيلمه الثاني {سعيد كلاكيت}لكن ظروفاً حالت دون إتمام الاتفاق فما كان منه سوى أن اختار سارة سلامة لتجسد الدور بدلاً منها، ونجح في إقناع عمرو عبد الجليل وعلا غانم بتجسيد الدورين الرئيسين. وكما فعل في فيلمه الأول كتب قصة {سعيد كلاكيت}وترك للشاب محمد علام مهمة كتابة السيناريو والحوار، وتجسيد أحد أدوار الفيلم!

تبدأ أحداث الفيلم بمقدمة ثقيلة الظل يُبدي فيها {سعيد كلاكيت}(عمرو عبد الجليل) استياءه، وكل من حوله في المسرح، بسبب ضعف أداء بطل الفيلم، الذي يضطر الجميع إلى مجاملته لأن أمه {سميرة فايد}(سلوى عثمان) هي المنتجة. ويواصل الفيلم فضح {ميكانيزم}صناعة السينما المصرية؛ حيث المخرج الذي يحب البطلة {سلمى}(سارة سلامة) والمنتجة التي تعشق شاباً في عمر ابنها، ولا تتردد في تقديمه للمخرج، بوصفه وجهاً جديداً!

{كليشيهات}قديمة عفا عليها الزمن، وتبدو مجرد {ثرثرة}أو حشو زائد قبل الوصول إلى أزمة البطل الذي يعامل جارته {حنان}(علا غانم) بقسوة شديدة فيما يمنح اهتمامه لابنته {أمنية}(الطفلة رودي العميري). لكن حياته تنقلب رأساً على عقب بعد اختطاف ابنته، وتهديد المختطفين بقتلها في حال لم يستبدل الرصاص {الفشنك}برصاص حي يقتل نجل المنتجة المتصابية، التي تزوجها المنتج المخضرم حلمي شهاب (أحمد فؤاد سليم) بعدما صنع منها نجمة شهيرة، لكنها خانته واستولت على أمواله وشركاته، ونسبت إليه ابنها الفاشل الذي رأيناه في المشهد الأول، وبعد تردد يحسم {سعيد كلاكيت}أمره، وينفذ المهمة التي تنتهي بمقتل الشاب وصدمة الأم.

في هذه اللحظة يُدرك كاتب السيناريو والحوار أنه وضع نفسه في مأزق درامي ينبغي الخروج منه في أسرع وقت فيلجأ، من دون مبرر، إلى دفع {سعيد كلاكيت}إلى الاعتراف بسهولة عجيبة بأنه القاتل، وفي أعقاب القبض عليه تتبرع جارته بالدفاع عنه أمام الضابط مروان (نضال نجم) وتفجر مفاجأة مذهلة باعترافها أنها زوجة {سعيد كلاكيت”، وأن ابنته ماتت وأنه مريض بانفصام الشخصية ويعيش الوهم، وأن العاملين في الوسط السينمائي يعلمون حقيقة مرضه، كما يعرفون أن المنتج المخضرم حلمي شهاب رحل عن الحياة منذ أربعة أعوام!

في هذا الاعتراف وتداعياته تكمن إثارة الفيلم، ويصل التشويق إلى أوج عنفوانه، وأتصور أن في هذه المشاهد تتجلى طزاجة القصة التي كتبها المخرج، وشوهها كاتب السيناريو والحوار باستطراداته المملة وثرثرته الزائدة وادعاءاته الفارغة؛ فالقول إن الفيلم يُحذر من خطورة الوقوع في براثن {غاسلي الأدمغة}ممن يستثمرون الجهلة وناقصي الأهلية، ويزرعون فيهم الأفكار الخاطئة التي تهدد استقرار الوطن، يمثل محاولة يائسة لقراءة الفيلم من زاوية مختلفة، واجتهاداً فوق الطاقة لإضفاء أهمية على الفيلم، الذي يجد المتلقي صعوبة بالغة في تصنيفه؛ فهو اجتماعي و”أكشن}و”سيكو دراما}(دراما نفسية) وكوميدي نتيجة وجود عمرو عبد الجليل، فباستثناء نجاحه في إيهام المتلقي بأنه عاقل، بدا وكأنه الاختيار الخاطئ؛حيث تأرجح أداؤه بين الهزل والجدية، وعجز عن التفاعل مع التراجيديا فافتعل {إفيهات}كوميدية ليفلت بها من ردات الأفعال الهزيلة، في المواقف الدرامية الصعبة كلحظة اختطاف الطفلة،  والإذعان الغريب لتعليمات المختطفين.

المثير أن {الفانتازيا}وجدت لنفسها مكاناً أيضاً في الفيلم، من خلال مشهد غرائبي عجيب فوجيء البطل خلاله باقتحام حجرته بواسطة لص ملثم، وقبل أن يقبض عليه هرب الملثم، وامتطى صهوة حصان في قلب الحارة الشعبية (!) بينما اتسم الفيلم بأسلوب إضاءة واحد (مدير التصوير أكرم ممدوح) بحيث لا تعرف ليله من نهاره، وجاء الحوار ضعيفاً، والإيقاع رتيباً ومترهلاً (مونتاج عمرو عاكف) بما يتناقض وهذه النوعية التي تعتمد على الغموض والتشويق والإثارة.
باستثناء اجتهاد وثقة نضال نجم الممثل الأردني من أصل فلسطيني، وعلا غانم التي تركت إيحاء بأنها امرأة لعوب، قبل أن تكشف عن حقيقتها، وتحول مجرى الأحداث، تضيف خبرة أحمد فؤاد سليم الكثير إلى الفيلم، حتى يُخيل للمشاهد أنه الوحيد الذي تعامل بجدية مع شخصيته الدرامية، على عكس الوجوه الجديدة التي فضحت شُح الإنتاج وميله إلى المجاملة، فيما جاءت أغنية مدحت صالح مع نزول {تترات النهاية}لتمثل إهداراً للمال، وهدماً للضرورة الدرامية؛ إذ ترددت في أرجاء قاعة خلت من الجمهور!

الجريدة الكويتية في

17.02.2014

 
 

ساندي:

«خطة جيمي» فيلم مُسلّ للعائلة

كتب الخبرهند موسى 

دخلت عالم الفن من بوابة الغناء فقدمت أغنيات نالت استحسان المراهقين على وجه التحديد، ولفتت الانتباه إليها خلال سنوات قليلة، ثم انتقلت إلى السينما أخيراً.
الفنانة الشابة ساندي تنافس أفلام موسم منتصف العام بـ {خطة جيمي». عن دورها فيه، وحماستها لخوض تجربة التمثيل، وطموحاتها الفنية كان اللقاء التالي معها.

·        ما الذي شجعك على خوض تجربة التمثيل؟

إحساسي بأنها ستضيف إلى مشواري الفني إلى جانب الغناء، لا سيما أن الفيلم يتناول المشاكل العمرية للجمهور الذي أغني له، أي المراهقين،  فقد حصلت على لقب Teen Idol أو محبوبة المراهقين، ما شجع الشركة المنتجة على تقديم فيلم يتحدث عن الجيل الذي أتوجه إليه.

·        لماذا اخترت {خطة جيمي}ليكون أولى خطواتك التمثيلية؟

لأنه مختلف وصعب، وتكمن صعوبته في تجسيدي لشخصيتين مختلفتين تماماً، ما فرض عليّ مجهوداً مضاعفاً، وقبلت ذلك لرغبتي في تحدي نفسي.

·        كيف انبثقت فكرة الفيلم؟

بعد نجاح كليب أغنية {عايزة أقولك}شعرت بأن البطلة فيه تقترب من فتيات كثيرات، لذا أردت تجسيد شخصية في الإطار نفسه، بعد اكتسابي قلب الجمهور عندما اهتممت بالفتاة المثالية التي تركز في دراستها من دون مظهرها الخارجي، ما شجعني على توسيع الفكرة عبر تقديمها في عمل سينمائي، لأن الكليب لا يُظهر أبعاد الشخصية كافة، وأجلت اقتراح الجزء الجديد للفترة المقبلة كي لا أُحصر في هذه الشخصيات.

·        أخبرينا عن دورك فيه.

أجسد شخصيتين لفتاة واحدة؛ {جميلة»، طالبة جامعية بدينة تعشق الكيمياء ودمج مواد مع بعضها البعض ببراعة أكثر من والدها، و{جنا} شابة نحيفة، وهو الشكل الذي تكون عليه {جميلة} بعد ابتكار اختراع يحولها من بدينة إلى نحيفة.

·        هل شعرت برهبة في الوقوف أمام كاميرا السينما؟

بالتأكيد، وذلك في أول يومين من التصوير لتخوفي من هذا الوضع الجديد بالنسبة إلي، لكن بمرور الوقت اعتبرت أن كل يوم هو سنة خبرة في التمثيل، وفي منتصف التصوير أصبحت متمكنة، وما ساعدني في ذلك وزاد من جرأتي أننا صوّرنا المشاهد الدرامية في البداية، تحديداً مشاهد البكاء لدى صاحبة الوزن الزائد.

·        ما أصعب مشاهدك؟

مشهد النهاية إذ تطلب مني البكاء، وهو ما وجدته صعباً أثناء تجسيدي لشخصية {جنا}، وحتى أيسّر الأمر، كنت أستجمع تعابير وجهي وأرتجل الحوار لأتأثر كي يخرج بكائي حقيقياً وليس تمثيلا. والحمد لله خرج المشهد بشكل جيد، ونال إعجاب الجمهور الذي صفق بمجرد انتهائه.

·        ماذا عن الأغنيات التي قدمتها ضمن الفيلم؟

عددها ثلاث: {متلغبطة، فيكي حاجة كده، من ورا نضارتي}، من كلمات محمد عاطف، ألحان محمد يحيى، توزيع أحمد إبراهيم، وتم توظيفها بشكل يخدم الدراما.

·        لماذا استعنت بفريق عمل أفلام ديزني الأميركية ومديري تصوير عالميين؟

لم يكن هذا اقتراحي وحدي، إنما اتفق عليه صانعو {خطة جيمي}لرغبتنا في خروجه بألوان وصورة مختلفة، وجعله فيلماً للمراهقين بالفعل، وليس مجرد تحايل على الموضوع، حتى في اختيار الشركة المنتجة وفريق العمل من الممثلين راعينا أن يكونوا في عُمر الشباب، إذ من غير المنطقي الاستعانة بمن تجاوزوا الأربعين عاماً في أدوار طلبة، وحرصنا على الاهتمام بأدق التفاصيل ليتسم العمل بمصداقية.

·        هل تدخلت في اختيار الممثلين؟

أثناء كتابتي للقصة ورسمي للشخصيات تخيلت أن جنا عمرو تشاركني فيه لأنها صديقتي، ولم أجد صعوبة في العمل معها فهي موهوبة ومحترفة وتعرف دورها، لكنها كانت تُصاب بالإرهاق وتنام في موقع التصوير لأن التمثيل يتطلب مجهوداً يفوق طاقتها كطفلة.

·        كيف تقيّمين ردود الفعل حوله؟

أتجول في بعض دور العرض للتعرف إلى آراء الجمهور التي كانت في مجملها جيدة، وأخبرني مشاهدون كثر أنهم حضروا  {خطة جيمي} ثلاث مرات. شخصياً، في كل مرة أشاهد فيها الفيلم أضحك على ضحك الجمهور على العمل ككل وليس على أدائي فحسب، وهو ما أسعدني لأنني رسمت ابتسامة على وجه مواطن.

·        ألم تقلقي من عرض فيلمك في ظل الأحداث الجارية ومنافسة الأعمال المطروحة في الموسم نفسه؟

هذا التوقيت، برأيي، الأنسب لطرح {خطة جيمي}، وإذا استمر التأجيل فسيكون الوضع سخيفاً. بالتأكيد تؤثر الظروف الحالية على نسبة مشاهدته، ولكن الجمهور يخرج ويتابع الأعمال الفنية المختلفة.

·        كيف تقيمين تجربتك التمثيلية الأولى؟

راضية عنها، ولا أشعر بتقصير في أدائي لدوري، بالطبع تمنيت أن يخرج العمل بشكل أقوى مما خرج عليه، لأنني طمّاعة وأحلم بأن تحقق أعمالي أعلى مستوى من التميز، لكنني لست غاضبة من أي شيء فيه، بالنسبة إلي هي تجربة جديدة بذلت فيها مجهوداً أتمنى أن يشعر به المشاهد، واكتسبت خبرة ستؤثر على تجاربي المقبلة وأداء أدواري فيها الذي سيتطور نحو الأحسن.

·        هل سيؤثر عملك في التمثيل على الغناء؟

لا، فلم أخض هذا المجال إلا بعدما تأكدت من أنه لن يؤثر على عملي كمغنية، مع أن التمثيل يشكّل عنصر ضغط عصبياً أكبر مما يسببه لي الغناء.

·        ساندي مغنية وممثلة ومؤلفة... أي منها الأقرب إليك؟

المغنية من دون تردد؛ أجد ذاتي في الغناء، والموسيقى التي أفهمها جيداً لأنها ترافقني منذ طفولتي. أما التمثيل والتأليف فهما موهبتان اكتسبتهما خلال سنوات عملي في المجال الفني عموماً.

الجريدة الكويتية في

17.02.2014

 
 

استياء من قرار المركز الكاثوليكي تكريم فاروق حسني 

كتب الخبرهيثم عسران 

قرر المركز الكاثوليكي منح وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني جائزة خاصة في الدورة 62 من {مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما}، ما أثار استياء داخل الأوساط السينمائية، ووصل الأمر إلى حد دعوة بعض السينمائيين، إلى مقاطعة المهرجان، لا سيما أن التكريم يأتي لوزير عانت الفنون المختلفة، سواء السينما أو المسرح، مشاكل كثيرة في عهده وواجهت عقبات لم يتدخل لحلها.

{مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما}أقدم مهرجان سينمائي في مصر وتحظى خياراته الفنية بثقة واحترام ويشارك في عضوية لجان تحكيمه مجموعة من النقاد والفنانين الذين يختارون المكرمين والجوائز عبر معايير فنية بحتة، بعيدة عن المجاملات التي اشتهرت بها المهرجانات في مصر في الفترة الأخيرة. المهرجان يمنح وزير الثقافة المصري فاروق حسني جائزة خاصة، ويكرّم الفنانة سميحة أيوب عن مشوارها السينمائي الطويل.

يؤكد مدير المركز الأب بطرس دانيال أن حيثيات تكريم فاروق حسني ستُعلن خلال حفلة التكريم، مستغرباً الهجوم عليه رغم كونه فناناً تشكيلياً قبل أن يكون وزيراً، ونظم معارض وجولات في الخارج، ويؤسس راهناً متحفاً على نفقته الخاصة ليهديه إلى الحكومة المصرية.

يضيف دانيال أن هدف المهرجان فني ولا علاقة له بالسياسة، ولا يقحمها في نشاطاته موضحاً أن تكريم فاروق حسني جاء بناء على نجاحه في مجال حماية الآثار والمتاحف التي أنشأت في عهده وليس عن دوره السينمائي فحسب.

ويشير إلى أن تكريم الشخصيات في المهرجان يتم بناء على معايير محددة وأسس وضعها المركز منذ فترة طويلة، مذكراً أن المركز يحمل رسالة محبة وسلام وتصالح ويحتوي أي شخص، ومن يهاجمون حسني الآن لم يكونوا يستطيعون فعل ذلك عندما كان وزيراً.

يلفت دانيال إلى أن المركز لا يسعى إلى الحصول على أي مكاسب من تكريم فاروق حسني، خصوصاً أنه غادر الوزارة قبل سنوات، مشدداً على أن الهجوم عليه غير مبرر ويجب الانتظار إلى حين إعلان حيثيات التكريم خلال الحفلة.

استغراب وانتقاد

تستغرب الناقده ماجدة خير الله تكريم المركز الكاثوليكي لوزير أغلقت دور العرض السينمائية خلال توليه مسؤولية وزارة الثقافة وبيعت، وشهدت السينما تراجعاً في الأعمال المنتجة وتوقفت الدولة عن الإنتاج السينمائي، ما قضى على أجيال سينمائية.

تضيف أن للمركز حرية اختيار الشخصيات التي يود تكريمها، شرط أن تكون لها علاقة بمجال التكريم، لافتة إلى أن سينما السبكي والأفلام الرديئة هي نتاج سياسات الفشل التي اتبعها حسني في التعامل مع السينما، ومنع الدولة من الدخول في إنتاج أفلام سينمائية، وعندما قرر تقديم فيلم سينمائي لم يكن مناسبا.

تشير إلى أن حسني لا علاقة له بالسينما ليتم تكريمه في مهرجان سينمائي مهم، وأن ثمة أموراً غير مفهومة تتم في هذا الموضوع ربما تتضح في الأيام المقبلة. بدورها تنتقد المخرجة هالة لطفي تكريم المركز لفاروق حسني معتبرة أن اختياره إساءة إلى أعضاء لجنة التحكيم المشاركين في المهرجان وإلى صانعي الأفلام السينمائية التي وصلت إلى المراحل النهائية في المنافسة، وتعبّر في غالبيتها عن الثورة التي تمرد شبابها على نظام كان فاروق حسني أحد رموزه.

وتصف تكريمه في المركز الكاثوليكي بالجريمة في حق المجتمع، موضحة أنه عندما كان وزيراً باع أصول وزارة الثقافة من دور العرض والقاعات ومعامل التحميض، ما أدى إلى إعاقة الصناعة، إذ تعامل معها بنظرة استثمارية بعيدة عن أي معايير فنية، ولا يزال المبدعون يواجهون مشاكل متعلقة بعدم قدرتهم على إعادة ما فرط فيه خلال توليه الوزارة.

لذا ترى أنه من غير المقبول أن يعرض المهرجان أفلاماً حول ثورة 25 يناير التي تعبر عن روح ميدان التحرير، ويعيد في الوقت نفسه إنتاج نظام مبارك الذي ثار عليه الشباب عبر تكريم أحد رموزه.

الجريدة الكويتية في

17.02.2014

 
 

نوستالجيا: فخ الذاكرة الجميل

محمد رضا

«النوستالجيا» حالة حنين للماضي، عالجتها كل الوسائل الفنية والأدبية في العديد من الإنتاجات، وفي كل الثقافات. حين يجلس ماكبث مهموما بما وقع له من مأساة، يتذكر ما كان عليه بالأمس ويزداد همّا وحزنا. هذا مثل محدد (وصحيح)، لكنه لا يعني أن كل «النوستالجيا» لا تطل برؤوسها الجميلة إلا في أوقات اليأس، بل كثيرا ما تتفاعل مع الذاكرة التي تبتسم لحادث ما.. ولو أن الابتسامة كثيرا ما تخبو بعد ذلك، إذ يدرك صاحبها أنه إنما يتذكر شخصا لم يعد موجودا، أو حقبة غابت تماما.

ليست المسألة في أن النوستالجيا تتحكّم في كثيرين منّا لدرجة أنهم مغتربون عما يحدث في دنيانا اليوم. بل هي في أن شعورهم وإدراكهم لما يحدث اليوم يدفعهم لمقارنة اليوم بالأمس. هذا في الظاهر، لأن الباطن، إذا ما خبرناه، يكشف عن دوافع أخرى لحب «النوستالجيا»، منها - وربما أهمّها - أن الإنسان كلما مضى عمرا ازدادت شكواه من واقعه، خصوصا إذا لم يحقق ما انصرف إلى تحقيقه من أحلام وأماني عندما كان في سن الشباب.

وهو ربما لا يعرف ذلك. جدّتي، رحمها الله، كانت تحن إلى سنوات غابرة، عندما كانت صغيرة تصعد سلم السراي بصحبة أبيها الضابط العثماني. في ذلك، لم تكن تترحم بالضرورة على واقع واحد، بل على أكثر من واقع؛ مكانة والدها التركي، ومدينة إسطنبول التي عاشت فيها صغيرة، و(في المضمون) الحقبة الزمنية ذاتها. كثيرون يحنّون إلى يوم «كان من الممكن ترك باب الدار مفتوحا، لأن الدنيا كانت آمنة»، وعلى أيام كان الجيران فيها يعرفون بعضهم بعضا، كما لو كانوا أفراد أسرة واحدة، ويتشاركون في الحياة الاجتماعية. أو أيام ما كان عالمهم عبارة عن تلك القرية أو ذلك الحي، أو عن أشجار التوت والجميز.

ذات مرة في صحراء عُمانية، نظر البدوي بعيدا ثم قال لي سارحا: «كانت هناك أيام لم يكن العالم بأسره عندي سوى هذه الصحراء التي أمامي. الآن ابني يعيش بعيدا عني في المدينة. لا شك أن عاداته اختلفت». هذا الرجل بدوره يتذكر حقبة ونوعية حياة يجدها تبدّلت حتى في موقعه.

أكثر من هؤلاء مَن يتذكر بحنان أيام الراديو أو أيام «التلفزيون الأولى» أو زمن المسرحيات الكبيرة التي كان الجمهور يحضرها بالبدلة الرسمية وثياب السهرة، كمن يحضر زفافا أو مناسبة عائلية كبيرة، أو «سينما الأمس» ووجوهها وممثليها والأبيض والأسود، وتلك المواقف البطولية التي لا تزال تلعب في البال.

هل زيارة الماضي حالة صحية أم وجع قلب؟ هل تنعش المتذكِّر أو تحبطه؟ أو هي حالة مزدوجة ترفعه فوق الواقع الحالي بيد وتغرقه في بحر الوهم بيد أخرى؟

ربما الجواب في الحالة الثالثة: تتذكر. تبتسم. تنتهي الذكرى تتجهم. الطريق محفوف بإحساس متشابك من عالم فات، تثق به، وحياة حاضرة، تتوقع منها أن تغدر بك في أي وقت. عليك أن تعرف طريقا وسطا يضمن لك أن تستفيد من تجارب الأمس وتخطط للمستقبل، ثم تفعل ما يحلو لك في الحاضر بعد ذلك.

الشرق الأوسط في

17.02.2014

 
 

ضم 22 شريطا طويلا و21 قصيرا

«الصوت الخفي» يفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان المغربي للفيلم بطنجة

طنجة: فؤاد الفلوس 

توج المهرجان المغربي للفيلم بطنجة في دورته الـ15، الليلة قبل الماضية، فيلم «الصوت الخفي» لمخرجه المغربي كمال كمال، بالجائزة الكبرى للمهرجان في صنف الفيلم الطويل، وذلك في ختام فعالياته التي جرت في سينما الريف بمدينة طنجة (شمال المغرب)، وامتدت تسعة أيام. كما حصل فيلم «الصوت الخفي» على جائزتي أحسن موسيقى أصلية، وأحسن صوت.

وقال كمال لـ«الشرق الأوسط» إنه يشعر بالفخر والاعتزاز بعد ثلاث سنوات من العمل، موضحا أنه لم يكن يتوقع أن ينال فيلمه الجائزة الكبرى، خاصة في ظل المنافسة القوية من أفلام أخرى أثنى عليها الكل، وهي «هم الكلاب» و«وداعا كارمن».

يحكي «الصوت الخفي» عن قصة مغربي يتولى مهمة تسهيل عبور مجموعة من الهاربين عبر الجبال من الجزائر إلى المغرب، إلا أن هذا الطريق الواقع على خط موريس، الذي هو بمثابة حزام طويل من 700 كيلومتر، وتمتد على طول الحدود المغربية - الجزائرية، كلها ألغام.

وعادت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «أراي الظلمة» للمخرج أحمد بايدو، وتوج فيلم «سرير الأسرار» للمخرج الجيلالي فرحاتي بجائزتين هما جائزة التصوير لكمال الدرقاوي، وجائزة السيناريو للجيلالي فرحاتي، فيما كانت جائزة المونتاج من نصيب المخرج رشيد الوالي عن فيلمه «يما»، ونال الفيلم الأمازيغي «وداعا كارمن» للمخرج محمد أمين بنعمراوي جائزة العمل الأول، فيما حصل الممثل حسن باديدة على جائزة أول دور رجالي عن دوره في فيلم «هم الكلاب» للمخرج هشام العسري، وفاز بجائزة ثاني دور رجالي الممثل سعيد المرسي عن دوره في فيلم «وداعا كارمن».

وتوج المهرجان ثلاث نساء هن مرجانة العلوي، ونادين لبكي، ولبنى أزبال، بجائزة أول دور نسائي عن عملهن في فيلم «روك القصبة» للمخرجة ليلى المراكشي، فيما فازت الممثلة القديرة فاطمة هراندي الشهيرة بـ«راوية» بجائزة ثاني دور نسائي عن دورها في فيلم «فورمطاج» للمخرج مراد الخوضي.

وشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 22 فيلما طويلا و21 فيلما قصيرا عكست تجارب وأجيالا إبداعية مختلفة في خريطة السينما المغربية.

وبخصوص جوائز الفيلم القصير، فاز فيلم «ريكلاج» للمخرجين المغربيين إدريس كايدي وهشام ركراكي، بالجائزة الكبرى، وحصل فيلم «بطاقة بريدية» للمخرجة محاسن الحشادي على جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم القصير، وعادت جائزة السيناريو للمخرج هشام اللادقي عن فيلم «اليد الثالثة».

ومن جهة أخرى، قررت لجنة تحكيم جائزة النقد للدورة الـ15 للمهرجان، منحها للفيلم الطويل «هم الكلاب» لهشام العسري، بينما حجبت جائزة النقد للفيلم القصير نظرا لعدم استيفاء أي فيلم منها لشروط الإبداع المطلوبة في هذا النوع السينمائي.

الشرق الأوسط في

17.02.2014

 
 

مشاهدون منحوا الفيلم من 5 إلى 7 درجات

«رايد ألونج».. كوميديا بوليســـية تختبر الحب

عُلا الشيخ – دبي 

عندما يتعلق الموضوع بالأفلام البوليسية الأميركية الكوميدية، فالمشاهد يتوقع السيناريو مسبقاً، لكن من أجل الضحك فقط يذهب، هذا ما أجمع عليه مشاهدو فيلم «رايد الونج» Ride Along الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية.

يحكي الفيلم، الذي أخرجه تيم ستوري، وقام ببطولته كيفين هارت وآيس كيوب وتيكا سومبتر وجون ليجوزامو، قصة حارس أمن يحب فتاة، فيقع في مشكلة مع شقيقها الشرطي الذي يضعه في مواقف لإثبات جدارته في نيل رضاه في هذا الزواج. ومنح مشاهدون استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم حول «رايد الونج» علامة راوحت بين خمس وسبع درجات.

الرفض والشرط

بن يحب أنجيلا التي لديها شقيق يعمل في الشرطة اسمه جايمس غير المقتنع بقوة وشجاعة بن ليزوجه شقيقته، فيرفض هذا الزواج لتبدأ معه أحداث الفيلم، وتستهل بطلب من بن الالتحاق بالشرطة لنيل إعجاب جايمس.

منذ بداية الفيلم، حسب مهند محمود (30 عاماً) «شعرت أنني أمام فيلم عادي لن يقدم لي سوى القليل من الضحك الذي أنا بحاجة إليه، لكنني شعرت بالاستفزاز ولم أكن سعيداً بعد انتهاء الفيلم»، موضحاً أن «القصة مكررة بوجود قطبين غير متناسبين تجمعهما مغامرة بوليسية أشبه بقصص الأطفال؛ ما أشعرني بالملل»، مانحاً الفيلم خمس درجات.

في المقابل، قال محمد زينهم (25 عاماً): «الفيلم يقع تحت فئة الأفلام (الهاي لايت) الخفيفة الظريفة التي لا تقدم شيئاً عميقاً، بقدر ما تقدم وجبة خفيفة تشعر المتفرج بالسعادة». وأعطى الفيلم ست درجات.

بينما وصف محمد الجشي (30 عاماً) الفيلم بـ«اللطيف»، مستدركاً «لكنه لا يتناسب مع الترويج الإعلاني له، فدعايته أفضل منه بكثير، لا جديد فيه، حتى علاقة الحب بين الحارس وأنجيلا باهتة، لذا شعرت بالملل في الكثير من المشاهد، وأمنح الفيلم خمس درجات فقط».

24 ساعة

الرفض من قبل جايمس قوبل بمحاولات من بن لإثبات جدارته مهما كلّفه الأمر، وبعبوس جايمس الذي لازمه طوال الفيلم يطلب من بن أن يرافقه لمدة 24 ساعة في مهماته البوليسية التي من الممكن أن يتصادف فيها القبض على لصوص، أو حتى على إرهابيين، فجايمس هو الشرطي الوحيد الذي يعمل على قضية مهرب أسلحة خطير، لكنه لم يتوقع أن تصادف الـ24 ساعة القبض على هذا المطلوب وبوجود بن.

«حكاية معادة ومشاهد الآكشن فيها مكررة، ولا جديد يذكر سوى بعض المواقف المضحكة التي لا تعلق بالذهن كثيراً»؛ هذا ما شعر به سعيد آلدم (36 عاماً)، مضيفاً «شعرت بالملل صدقاً، مع أنني كنت متوقعاً جرعة كبيرة من الفكاهة»، ومنح الفيلم خمس درجات. فيما رأى زاهر عرفة (29 عاماً) أن «الفيلم جيد، لكن لا يرتقي لمستوى أفلام بوليسية كانت أشد حركة ومغامرة»، مانحاً إياه سبع درجات. أما نايا علي (19 عاماً)، التي تعشق الأفلام البوليسية؛ فشعرت بالخذلان، حسب تعبيرها، موضحة «لم أحب الفيلم بالمرة، إذ لم أشعر بالتشويق، فأنا أبحث دائماً عن الأفلام البوليسية، الجادة منها والكوميدية، والجميع يستغرب كوني فتاة وأحب هذا النوع من الأفلام»، مانحة الفيلم خمس درجات.

التردد والإقدام

ومع كل محاولات بن البائسة في إقناع جايمس بجدارته في الزواج من شقيقته، إلا أن نظرة الأخير لا تتغير؛ لأنه يرى صهر المستقبل جباناً، ولن يستطيع حماية شقيقته، فيقوم أخيراً جايمس بدعوة بن إلى مرافقته في يوم عمله في شوارع أطلانطا التي تعج بالمجرمين والسارقين.

فيتردد بن، لكنه يقدم بعد أن يشعر بخسارته لحبيبته إذا أخفق وجبن، ومع هذا اليوم في الشوارع تبدأ الكوميديا مع المغامرات البوليسية التي كاد بن أن يتسبب في أضرار كبيرة فيها.

من جهته، قال يزن كرارا (26 عاماً): «الفيلم بدأت المتعة فيه بعد أن التقى الثنائي في مهمات بوليسية، والتي لم تكن مهمة جداً؛ لكن مضحكة»، وذكر أن الفيلم يستحق سبع درجات.

بينما قال محمد عبدالله (20 عاماً): «أحببت الفيلم، ولكن العلاقة العاطفية فيه ليست مهمة، مقارنة بالمهمات البوليسية التي أخذت الحيّز الأكبر»، مانحاً إياه ست درجات.

النهايات المتوقعة

كل المهمات البوليسية العادية أخفق فيها بن، وزاد من حنق جايمس ويأسه، والمضحك أن بن ينجح في المهمة الصعبة التي كان من المفترض أن ينجح فيها جايمس منذ وقت طويل، فيتحول بن إلى الرجل الشجاع الذي يتمنى جايمس أن يزوجه شقيقته.

أسوأ ما في الفيلم، حسب رامز أحمد (23 عاماً) «أن تتوقع النهاية، وتكون بهذا السخف؛ بل بهذا الاستخفاف بعقل المتلقي الذي جاء بالفعل ليضحك من قلبه، ويشاهد فيلماً من المفترض، حسب ما روّج له، أن يكون جميلاً»، ورأى أن الفيلم لا يأخذ أكثر من خمس درجات.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

17.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)