كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«متروبوليس»:

نافذة على «سينما البندقية»

بانة بيضون 

 

للمرة الأولى في بيروت، تدشّن الجمعية اللبنانية شراكة مع المهرجان الإيطالي، لتتيح لنا مشاهدة آخر الإنتاجات التي تضمّها دوراته. على البرنامج هذه السنة خمسة أفلام تعكس اهتمامات السينمائيين كالهجرة والبطالة، إضافة إلى عرض أعمال كلاسيكية خضعت للترميم

بالتعاون مع «المعهد الثقافي الإيطالي» في لبنان و«بينالي البندقية»، تنظم «الجمعية اللبنانية للسينما المستقلة» و«سينما متروبوليس أمبير صوفيل» أول دورة من «سينما البندقية» في بيروت. المهرجان يقدم عدداً من الأفلام التي عُرضت في الدورة السبعين من «مهرجان البندقية السينمائي الدولي».

«بطل وحيد» (20/2 ـــ 2013) لمخرجه جياني أميليو الذي يفتتح عروض التظاهرة، يتناول موضوع البطالة في إطار كوميدي ساخر من خلال شخصية أنطونيو (أنطونيو ألبينيز) الذي نراه يتنقل من عمل إلى آخر.

تارة يعمل في «الترامواي»، وطوراً في سوق الأسماك أو في ورشة بناء، فوظيفته تحديداً ـ وللطرافة ـ ليست سوى العمل مؤقتاً، لأنّ الموظف الفعلي مقيَّد. يوظف المخرج الحياة الاستثنائية والمتغيرة التي يعيشها أنطونيو الذي يحاول التأقلم معها. في كل يوم، عليه أن يتعلم مهنة جديدة ويتقمص شخصية جديدة عبر اسكتشات ساخرة على نمط شارلي شابلن في «الأزمنة الحديثة» على سبيل المثال. وبالعودة إلى حقبة سابقة في الكوميديا الإيطالية، يعرض المهرجان أيضاً النسخة المرممة من «خبز وشوكولا» (23/2 ــ 1974)، أحد الأفلام التي شهرت المخرج فرانكو بروزاتي. العمل الذي حاز جائزة الدب الفضي في «مهرجان برلين السينمائي»، يحكي قصة عامل إيطالي يهاجر إلى سويسرا (نينو مانفريدي) ويخسر رخصة عمله بسبب تبوّله في مكان عام. من هنا، تبدأ رحلة مغامراته التراجي ـ كوميدية حيث يبقى في سويسرا متخفياً ويتعرف إلى امرأة يونانية تدعى إيلينا تساعده في البداية. تؤدي الشخصية آنا كارينا التي اشتهرت بأدوارها في أفلام جان لوك غودار. يظل البطل يتنقل من مكان إلى آخر حتى تقبض عليه الشرطة في النهاية وترحّله، إلا أنه يقرر العودة إلى سويسرا. لعل أجمل ما في الفيلم هو كيف يمزج بروزاتي بدقة الكوميديا بالدراما من دون أن تغلب إحداهما على الأخرى، مصوّراً المواقف المؤلمة بسخريتها التي يتعرض لها المغترب. كذلك من الأفلام الكلاسيكية التي ستعرض، نشاهد النسخة المرممة أيضاً من الفيلم الكوميدي «الملكية لم تعد سرقة» (22/2 ــ 1973) لإليو بيتري. وقد يكون «شارع في باليرمو» (21/2 ــ 2013) للمخرجة إيما دانتيه من أقرب الأفلام التي تذكر بالواقع المجنون الذي نعيشه يومياً على الطرقات في لبنان عبر الطرح الذي يعتمده. الفيلم يتتبع رحلة امرأتين كل في سيارة منفصلة، روزا برفقة حبيبتها كلارا التي تقترح فجأة أن ينفصلا، وسميرة (إلينا كوتا) في السيارة الأخرى التي تقل صهرها وعائلته بعد عودتها من زيارة قبر ابنتها الشابة التي توفيت إثر إصابتها بالسرطان. التوتر يتصاعد في السيارتين تجسده حركة الكاميرا المضطربة التي تعتمدها المخرجة، إلى أن يتلاقى قدر هاتين المرأتين عندما تعترض سيارة «روزا» سيارة «سميرة» بينما تمر عبر زقاق ضيق. كل منهما تتمسك بموقفها وترفض أن تتنازل للأخرى وتحرك سيارتها من مكانها، وتبقيان على هذه الحال تتبادلان النظرات. يتدخل الجميع لحل الخلاف، حتى الجيران والغرباء، لكن كل منهما ثابتة في موقعها ترفض الهزيمة، كأنها تحارب عبر هذه المعركة الافتراضية مشاعر الغضب والحزن داخلها. كذلك من الأفلام الصادرة حديثاً، يُعرض «أول هبوط ثلج» (24/2 ــ 2013) لأندريا سيغريه الذي يتناول علاقة خاصة تنشأ بين المهاجر الأفريقي الذي لم يتخط حداده على زوجته الميتة ولا يستطيع الاهتمام بطفلته؛ لأنها تذكره بأمها، وميشال الصبي الذي توفي أبوه. يساعد أحدهما الآخر تدريجاً على تقبل حزنه والتعايش معه. أخيراً، يختتم المهرجان بوثائقي «ساكرو غرا» (25/2 ـــ 2013) للمخرج جيانفرانكو روزي الحائز «جائزة الأسد الذهبي» في «مهرجان البندقية». علماً أنّها المرة الأولى التي تمنح فيها هذه الجائزة لفيلم من النوع الوثائقي. يتناول العمل المستوحى من رواية إيتالو كالفينو «مدن لامرئية»، قصصاً متنوعة لمجموعة من الأشخاص يعيشون على حافة روما بالقرب من الطريق السريع الذي يمتد على شكل حلبة يحيط المدينة. يستكشف المخرج تفاصيل حياة هؤلاء الأشخاص ويراقب تفاعلهم مع المكان ليخلق عالماً فريداً من نوعه.

«سينما البندقية»: بدءاً من 20 حتى 25 شباط (فبراير) ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/204080 ـ جميع العروض عند الثامنة

ضيوف ونسخ مرممة

مهرجان «سينما البندقية» سيتحوّل إلى موعد سنويّ، يقدّم مجموعة من الأفلام الحديثة والكلاسيكية التي عُرضت خلال «مهرجان البندقية السينمائي». من ضيوف الحدث في الدورة الأولى مدير «بينالي البندقية» لويجي كوتشينيللو الذي سيقدّم فيلم الافتتاح «بطل وحيد»، والممثلة إلينا كوتّا بطلة فيلم «شارع في باليرمو». على البرنامج أيضاً النسخ المرمّمة لفيلمين من كلاسيكيات السينما الإيطالية: «خبز وشوكولا» من بطولة آنّا كارينا ملهمة جان ــ لوك غودار، و«الملكية لم تعد سرقة».

الأخبار اللبنانية في

16.02.2014

 
 

مخرجات ينتشلن المرأة الفلسطينية من الكليشيه

صالح ذباح/ عكا  

في العقد الأخير، بدأنا نشهد أعمالاً تحمل توقيع مخرجات كشيرين دعيبس، وآن ماري جاسر، وتقدّم المرأة بعيداً عن «الأيقنة» التي اتسمت بها التجارب التي أنجزها رجال. هذا العام، تستكمل هذه المسيرة مع فيلمي نجوى نجار وسهى عراف

«على هذه الأرض سيدة الأرض/ أم البدايات أم النهايات/ كانت تسمى فلسطين». قد تختصر أبيات محمود درويش ثنائية العلاقة بين الوطن والمرأة في الثقافة الفلسطينية التي قد تبلغ أحياناً درجة «الكيتش». لطالما حوى الشعر والنثر الفلسطينيان تلك الموازاة أو الصهر بين الوطن والمرأة، بين الأرض والأم. ولا شك في أنّ لهذه التصورات بالغ التأثير في التعبير المرئي كالرسم أو الكاريكاتور، وبالطبع على السينما وعلى السياق الروائي الذي تشكلت فيه شخصية المرأة الفلسطينية.

في التصورات السينمائية الروائية الأولى («عرس الجليل» لميشيل خليفي)، بدت المرأة محرّكةً للطقوس في مساحة نوستالجية «نكبوية»، ألا وهي القرية، حيث تقع تحت وطأة سلطتين متداخلتين: ذكورية واستعمارية وسط هالة من القدسية، قد تعتبرها نسويات كثيرات اليوم تكريساً للفكر الذكوري في المجتمعات العربية، ولا سيما القابعة تحت الاحتلال.

لا ينفي القول أعلاه أنّ مخرجين آخرين قد آثروا في تجاربهم الخروج إلى حيّز مختلف والابتعاد عن أيقنة المرأة الفلسطينية في القرية وما يلتصق بهذه الأيقنة من صوابين وأشجار زيتون وموقد طابون، إلا أنّ التجارب النسائية الفلسطينية في الإخراج، تشكل حالياً إحدى أهم مراحل التطور والتغيير الذي وصلته السينما الفلسطينية في هذا المضمار. بعدما ساد شبه احتكار ذكوري لحلبة الإخراج الروائي الطويل في فلسطين، بدأت العديد من المخرجات في العقد الأخير بالإسهام في أرشيف الأفلام الروائية الطويلة منهن شيرين دعيبس («أمريكا»، «مي في الصيف»)، ونجوى نجار (المر والرمان)، آن ماري جاسر («ملح هذا البحر»، «لما شفتك»)، هيام عباس (الميراث). تتسم أفلام هؤلاء المخرجات بوضع المرأة في مركز الأحداث، وعدم التعامل معها كغرض مكمّل للمشهد الذكوري. وكما فككت الناقدة السينمائية البريطانية لاورا مالفي ذاك التداخل بين «نظرة» المشاهد الذكوري و«نظرة» المخرج الذكوري، تحاول مخرجاتنا تفكيك التركيبة شبه المعتادة في العديد من الأفلام الفلسطينية التي تمنح فيها المرأة تبجيلاً من خلال رومانسيات الصور الرمزية، وعلى منحى مواز، تُهمَّش في سياق الأحداث.

بعد تجارب عديدة مثل «ملح هذا البحر» الذي يتمحور حول بطلته العائدة الى فلسطين من الشتات حيث تواجه واقع الاحتلال، أو «أمريكا» الذي يعرض قصة امرأة (نسرين فاعور) تكافح بعصامية من أجل تربية ابنها بعدما أودت بها الظروف إلى الهجرة هرباً من الاحتلال، نرى الحيز الواسع الذي لم تكن لتملأه الشخصيات النسائية قبلاً. استمرت المخرجات على هذا النسق في أفلام مثل «المر والرمان» و«الميراث» التي ركّزت على الشخصيات النسائية، مانحةً إياهن المساحة الكبرى في القصة.

لكن من الضروري التمييز بين كون السينما نسائية أو نسوية. الأولى التي تعود إلى جنس صاحبة العمل أو المشاركات فيه، ليست بالضرورة نسوية تقدمية. قد تكون أحياناً أشد ضراوة على النساء من أفلام المخرجين الرجال. عربياً، تعدّ أفلام إيناس الدغيدي أبهى مثال على ذلك («دانتيلا»، «ما تيجي نرقص»). وهناك النوع الثاني النسوي الذي تطمح إليه الحركات النسوية التقدمية، ليس بالضرورة أن يكون صناعة نسائية. لو أخذنا شريط يسري نصر الله «احكي يا شهرزاد» مثالاً، لوجدناه تقدمياً وأكثر نسوية في الطرح والمعالجة من «سكر بنات» لمخرجته نادين لبكي. حاولت الأخيرة أن يكون شريطها نسوياً، إلا أنّها لم تنجح في ذلك، فاختارت صالون التجميل وصباغة الشعر (بما لهذه الصناعة من إسقاطات ذكورية) ليكون المكان الآمن والحاضن لفتياتها.
بخلاف هذه التجارب العربية، تختلف الحسابات عند فحص صورة المرأة في الشريط الفلسطيني، إذ يشكل الاحتلال سبباً لتأخّر ظهور المرأة المخرجة. السيرورة الفلسطينية سينمائياً مختلفة تماماً عن قريناتها. التجربة المصرية التي عرفت في الثمانينيات ما سمي «سينما المرأة»، لم تفض إلى تغيير حقيقي في طرح قضايا المرأة سينمائياً، إلا في حالات قليلة («عفواً أيها القانون» لإيناس الدغيدي). وفي بداية الألفية، تولت السينمائيات الفلسطينيات زمام الإخراج. استكمالاً لهذه المسيرة، يستقبل هذا العام شريطين لمخرجتين فلسطينيتين: تطرح نجوى نجار (المر والرمان) شريطها الروائي الطويل الثاني «عيون الحرامية» الذي تدور أحداثه حول أب (خالد أبو النجا) يبحث عن ابنته التي فقدها منذ عشر سنوات، لتتوالى الأحداث الدرامية متناولةً واقع العلاقات الإنسانية تحت الاحتلال. وتقدم المخرجة سهى عراف (نساء حماس) أولى تجاربها الروائية الطويلة «فيلا توما» الذي يدور حول ثلاث أخوات فلسطينيات مسيحيات فاتهنّ قطار الزواج، يستقبلن ابنة أخيهم المراهقة في منزلهن الكئيب، وسط تفاعلات درامية، وكوميدية في بعض الأحيان. تطرح مخرجتنا هنا جانباً من الجوانب الحياتية لمسيحيي الضفة الغربية، وبالذات قضيتي القهر البورجوازي للأجيال الشابة والزواج المتأخر للنساء. بينما لا يشير الفيلم الأول من خلال حبكته إلى البعد النسائي فيه (قد نتوقعه مسبقاً لكون مخرجته امرأة)، يظهر جلياً في فيلم سهى عراف، وخصوصاً أنّ بطلات الفيلم نساء: نسرين فاعور، علا طبري، شيرين دعيبس والممثلة الشابة ماريا زريق.

وسط ترقب لهذين الشريطين اللذين سيزيدان رصيد الأفلام الفلسطينية التي باتت الأهم عربياً في المحافل الدولية، في مفارقة شديدة لما للاحتلال من «إسهام» في تطور وتميز المبدعين والمبدعات الفلسطينيات، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستشكل أفلام المخرجات موجة جديدة في السينما الفلسطينية؟ وهل ستستطيع مخرجاتنا تشكيل صنف سينمائي ذي خاصيات مشتركة تحكي لنا من جديد قصة المرأة الفلسطينية كما لم نعهدها من قبل؟

الأخبار اللبنانية في

16.02.2014

 
 

فيلم «أسطورة هرقل».. لم يعجب نقاد أميركا

عبدالستار ناجي 

تجاهل نقاد السينما الاميركية فيلم «أسطورة هرقل» حيث يبدو أن ما تمتلكه أسطورة هرقل من حضور قوي في الأساطير الإغريقية القديمة، حيث جاء في الميثولوجيا الإغريقية إنه ابن زيوس الأكبر الذي أنقذ جبل أوليمبوس من شرور عمه هاديس، لم تكن قادرة لأن تؤهله للاحتفاظ بهالته بين أروقة هوليوود التي فقد فيها هرقل جميع حظوظه في معظم الأفلام التي طرحتها هوليوود حول أسطورته وتناولت فيها حياته، فلم تتمكن من تحقيق النجاح، ولعل فيلم «أسطورة هرقل» للمخرج الفنلندي ريني هارلن.

حيث لم يتمكن من اقناع النقاد حول العالم، رغم كلفته العالية التي وصلت إلى 70 مليون دولار، لم يجمع منها حتى الآن سوى 18 مليون دولار عالمياً، بحسب تقارير شباك التذاكر الأميركي. كما لم يتمكن من الحصول على تقييمات جيدة، فأحسنها كان 4 درجات منحه إياها موقع «اي ام بي دي»الالكتروني، في حين أن نقاد موقع «روتن تميتو»لم يلتفتوا إليه أبداً، وقد يكون السبب فيما يحمله السيناريو من ضعف.

العارف لقصة هرقل، وما قدمته الأساطير من روايات حوله والتي سبق أن عولجت عبر أفلام سينمائية وتلفزيونية كثيرة بدأت منذ الخمسينيات وحتى الآن، ومن أبرزها فيلم الانيمشن «هرقل»الذي أصدرته شركة والت ديزني في العام 1997، ومن قبله سلسلة تلفزيونية أميركية تحمل عنوان «هرقل: الرحلات الاسطورية» صدرت في العام 1995، لن يشعر في هذا الفيلم بأنه أمام شيء جديد، فهو لم يقدم أية معلومة جديدة تخص حياة هرقل، وكل ما يدور حولها من هالة كبيرة. فسيناريو الفيلم الذي تولى تأليفه شون هود (آخر عمل له كان سيناريو فيلم «كونان البربري» في العام 2011) ودانيال جيات، بدا ضعيفاً وركيكاً للغاية، ومتسرعاً في نقلاته التي لم تقترب من طفولة هرقل ابداً، سوى من خلال ذلك الصوت الذي خرج منه عند ولادته، لينتقل بنا مباشرة إلى مرحلة شبابه، أي بعد 20 عاماً، معرجاً على قصة حبه وعلاقته مع أخيه وصراعه مع العبودية والتحرر ثم الانقلاب على الملك. ووقوفه مع أبناء الشعب في وجه الظلم، لتأتي مشاهد الفيلم والتي اعتمدت في الكثير منها على تقنيات الغرافيك المتطورة والتي ساعدت على تقديم صورة جميلة تم تصوير بعضها في مواقع جميلة، سريعة وخاطفة، وغير حقيقية في الكثير منها ما أدى الى اضعاف مشاهد الأكشن والقتال في الفيلم، التي يتضح أن الكثير منها قد نفذ بواسطة الكمبيوتر، ليبدو الفيلم خالياً من الحماس الذي عادة ما تتميز به هذه النوعية من الأفلام.

يذكر أن بطولة الفيلم كانت من نصيب الأميركي كيلن لوتز الذي عرفناه بشخصية «ايميت كولن»في سلسلة أفلام «توايلايت»المشهورة، ويقاسمه فيها الممثل الانجليزي سكوت ادكنز الذي شارك في الجزء الثاني من سلسلة «اكسبندبلز»(المرتزقة) وفيلم «زيرو دارك نايت»واللذان صدرا في العام 2012.

أعرب الممثل كيلن لوتز، عن حماسه الشديد لمشاهدة فيلم «هرقل»للممثل دوين جونسون، وقال في مقابلة أجريت معه أخيراً: « لا استطيع الانتظار لمشاهدة فيلم المخرج بريت ريتنر «هرقل»، فأنا مهووس بأفلام الأساطير، وأتمنى أن يكون هناك الكثير منها، لأشاهدها جميعاً». وأضاف: « هناك الكثير من القصص التي تدور حول شخصية هرقل، ولذلك اعتقد ان فيلم المخرج بريت ريتنر سيكون مختلفاً أيضاً من حيث المعالجة عما قدمناه في فيلمنا، وفي الحقيقة لا استطيع الانتظار لمشاهدة دوين جونسون في دور هرقل.

لا تزال الفرصة متاحة أمام عشاق السينما لمتابعة بعض من تفاصيل أسطورة هرقل في يوليو المقبل، وذلك من خلال فيلم «هرقل»للمخرج بريت راتنير، وبطولة الأميركي داوني جونسون والمعروف أيضاً باسم «ذا روك»والذي انتهى أخيراً من تصوير آخر مشاهده في هذا الفيلم.

حيث ذكر جونسون على تويتر أن تصوير مشهد المعركة الأخيرة استغرق ما يقرب من 16 ساعة متواصلة، معرباً عن اعتزازه ببطولة هذا الفيلم، متقدماً بالشكر إلى كل من شارك في صناعته، يذكر أن هذا الفيلم الذي يشارك في بطولته أيضاً النجمان جوزيف فاينز وجون هارت، مبني على رواية كوميكس تحمل الاسم نفسه.

النهار الكويتية في

16.02.2014

 
 

«دى نيرو» بيتكلم عربى

كتبت: شيماء سليم

فى أحد مشاهد فيلم «الاحتيال الأمريكى» للمخرج «ديفيد أو راسل» يظهر النجم «روبرت دى نيرو» فى مشهد وحيد كضيف شرف. «دى نيرو» يلتقى فى المشهد ببطلى الفيلم «كريستيان بال» و«برادلى كوبر». ومعهم شخص متنكر فى صورة أمير عربى. «دى نيرو» الذى يؤدى شخصية الذراع اليمنى لعمدة ميامى، والذى جاء للاتفاق مع الأمير العربى على صفقة مشبوهة تتلخص فى منح امتيازات للأمير حتى يستثمر أمواله فى كازينوهات.. مقابل رشوة يدفعها هذا الأمير.

«دى نيرو» يتحدث فجأة باللغة العربية مع الأمير ليتأكد من أنه ليس مزيفا وأنه قادر على فهمه فينطق بالعربية وبلهجة خليجية قائلا: «أقدر أعتمد عليك؟ لازم تكون قدها.. فهمتنى.. إذا قلت إيه قدها.. يعنى قدها مو؟ شو رأيك الحين؟ قل لى». هذه الجمل البسيطة التى جعلت النجم الأمريكى الشهير يدرس اللغة العربية حتى يتقن نطقها هى التى توقعه فى الفخ من خلال أحداث الفيلم، حيث يرد عليه الأمير المتنكر بالعربية أيضا أنه سعيد للتعامل معه وأن الاستثمارات حقيقية.

فيلم «الاحتيال الأمريكى» كان من الضرورة فى قصته أن نشهد مثل هذا الموقف. فالقصة مأخوذة عن قصة حقيقية تتلخص فى خطة رسمها مكتب المباحث الفيدرالية للإيقاع ببعض السياسيين من خلال إثبات قبولهم رشاوى من أمراء عرب. يريدون استثمار أموالهم فى أمريكا. ويستعين الـ«إف. بى. آى» بشخصيات مزيفة لتؤدى شخصيات الأمراء، هذه الفضيحة جاءت مع بداية الثمانينيات وأثارت استياء العرب المقيمين فى أمريكا. بسبب الصورة السلبية التى ظهر فيها العربى وتساءل البعض: هل كان من الممكن أن تكون هذه العملية باسم «جويشكام» بدلا من «ابسكام» أو «الخداع اليهودى» بدلا من «الخداع العربى» ويكون أبطالها يهودا بدلا من العرب؟ الفيلم نال عشرة ترشيحات لجوائز الأوسكار.. ومن المنتظر أن ينافس بقوة وينال عددا كبيرا من الجوائز التى رشح إليها نظرا للإشادة الكبيرة التى حققها منذ بداية عرضه وحتى الآن.

ظهور الشخصية العربية والحديث باللغة العربية لم يعد أمرا جديدا فى الأفلام الكبرى التى تنافس على جوائز الأوسكار، ففى العام الماضى أيضا ظهر فيلم «ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل» إخراج ''كاثرين بيجلو»، وقد تناول الفيلم تفاصيل عملية التخلص من «أسامة بن لادن». اللغة العربية ظهرت كثيرا فى الفيلم ونطقت بها البطلة «جيسيكا تشاستين» والتى ظهرت أيضا مرتدية النقاب فى أحد مشاهد الفيلم.. أما فى السنوات السابقة فقد ظهر العرب واللغة العربية فى الأفلام المنافسة على الأوسكار مثل : «خزانة الألم» إخراج «كاثرين بيجلو» عام 2011 «ميونخ» إخراج «ستيفن سبيلبرج» و«سيريانا» إخراج «ستيفن جاهن» عام 2006 وقبل ذلك بسنوات فيلم «المريض الإنجليزى» إخراج «أنطونيو مانجيلا» عام ,199 وقبله بسنوات أطول فيلم «لورانس العرب» إخراج «ديفيد لين» عام .1963

ولكن الظهور العربى لم يقتصر هذا العام على عدة جمل منطوقة باللغة العربية، أو أحداث تدور فى مناطق عربية، أو حتى استخدام شخصيات عرب ضمن الأحداث، الأمر هذا العام يختلف كثيرا فللعرب ظهورهم الإيجابى ليس كتوابع فى الأفلام، ولكن كصناع أفلام يتنافسون مع غيرهم بقوة فى أربع فئات مهمة، وهى الفيلم الأجنبى والذى ينافس فيه فيلم «عمر» الفلسطينى للمخرج «هانى أبو أسعد». فيلم «الميدان» المصرى إخراج «جيهان نجيم» فى فئة أفضل فيلم وثائقى طويل. فيلم «ليس للكرامة جدران» يمنى إخراج «سارة إسحاق» فى فئة «أفضل فيلم وثائقى قصير»، كما ينافس الممثل الصومالى «بركات عبدى» كأفضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم «كابتن فيليبس» إخراج «بول جرينجراس».

فيلم «عمر» للمخرج «هانى أبوأسعد» يمنح مخرجه وبلده فلسطين ثانى ترشح للأوسكار بعد فيلم «الجنة الآن» لنفس المخرج، والذى رشح فى فئة أفضل فيلم أجنبى عام .2006 «الجنة الآن» كان أول فيلم يذكر من خلاله اسم دولة فلسطين فى الأوسكار، وذلك بعد تغيير اللوائح ليتم إدراج دولة فلسطين مع باقى الدول.

أما فيلم «عمر» فإنتاجه فلسطينى بالكامل مع مشاركة ضئيلة من مهرجان دبى السينمائى، لذلك فالفيلم يحقق وجودا حقيقيا وقويا لفلسطين فى الأوسكار هذا العام. فى الفيلم يقدم أبوأسعد من جديد قصة إنسانية عن الحياة تحت وطأة الاحتلال. وكيف من المستحيل أن يتجنب أبناء هذا الشعب المأساة التى يعيشونها يوميا. «عمر» والذى يؤدى دوره «آدم بكرى» ابن الفنان الفلسطينى «محمـد بكرى» يتسلق الجدار الفاصل يوميا للقاء حبيبته ليتم القبض عليه فى إحدى المرات ويتعرض للاستجواب ثم المساومة إما أن يفقد حياته أو يتعاون مع الاحتلال، ليعمل مخبرا مع الجانب الإسرائيلى.

«أبو أسعد» يعيد من جديد الحديث عن الخيانة والمعنى الحقيقى للنضال والحياة والحب والموت الطبيعى الذى من المستحيل التمتع بها فى بلد مثل فلسطين. وهى نفس الأفكار التى تناولها فى فيلمه «الجنة الآن».

وعن ثورات الربيع العربى تأتى الأوسكار من خلال فيلمين: «الميدان» المصرى للمخرجة «جيهان نجيم» الذى يتناول الثورة المصرية من 25 يناير 2011 وحتى الأسابيع الأولى بعد 30 يونيو .2013 وتحقق «نجيم» بمشاركة فيلمها «الميدان» الحضور الأول لمصر فى مسابقة الأوسكار. والأمر نفسه يأتى من خلال الفيلم اليمنى الوثائقى القصير «ليس للكرامة جدران» للمخرجة «سارة إسحاق» والذى يتناول حدثا من أحداث الثورة اليمنية وهى جمعة الكرامة التى قام بها اليمنيون فى 18مارس من عام .2011 وتم الهجوم من قبل الشرطة على المعتصمين من خلال محاصرتهم بجدار وإطلاق النار عليهم من خلال القناصة ليروح ضحية هذا البطش 45 يمنيا.

من ناحية أخرى يأتى ترشح الممثل الصومالى «بركات عبدى» لجائزة أفضل ممثل مساعد فى فيلم «كابتن فيليبس» الذى يؤدى بطولته النجم «توم هانكس». «بركات» يؤدى شخصية زعيم القراصنة الذى يقوم بالهجوم على سفينة أمريكية ليختطف ركابها. ويعد ترشح «بركات» هو ثالث ترشح لممثل عربى فى جوائز الأوسكار، حيث سبقه النجم المصرى «عمر الشريف» عام 1963عن دوره فى فيلم «لورانس العرب» إخراج «ديفيد لين». والممثل السورى الأصل «موراى إبراهام» الذى فاز بالأوسكار كأفضل ممثل عام 1985 عن فيلم «أماديوس» إخراج «ميلوش فورمان».

مجلة روز اليوسف في

15.02.2014

 
 

لماذا يعشق نجوم مصر المشير السيسى؟

كتب : طارق مرسي 

فنانو مصر هم نبض الشعب ومرآة المجتمع يشاركونهم فى أفراحهم وآمالهم وأحزانهم حتى همومهم، ولهذا لم يكن غريبا أن يكونوا شركاء حقيقيين فى هذا التأييد والعشق الجارف للمشير عبدالفتاح السيسى ودعم ترشيحه لرئاسة مصر.

هذا العشق قد لاحت بوادره قبل وبعد ثورة 30 يونيو المجيدة.. فقبل الثورة بحوالى ثلاثة شهور فى احتفالية شارك فيها نخبة من النجوم بمناسبة أعياد سيناء فى أبريل 2013 الماضى، لخص فيه المطرب محمد فؤاد مشاعر النجوم فى مشهد مؤثر نقل فيه فؤاد وصية أحد الشهداء بقوله: خللى بالك من مصر «يا فندم».

«السيسى» فى هذا اليوم رد بالحرف الواحد: أنا عايز أقولكم إن مصر محفوظة بالمصريين، وقتها قال عبارته الشهيرة: «تنقطع إيد اللى يمد إيده على المصريين»، هذه العبارة التى تحولت إلى «تميمة» لعشاق قائد الجيش المصرى وترجمها فريق من الفنانين إلى أوبريت «تسلم الأيادى» الشهير، الفريق السيسى قال أيضا إن «مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا»، وهذه العبارات لخصت شخصية القائد الذى ينتظره الشعب والملهم الجديد للمصريين.. كلمات السيسى التلقائية لم تكن هى طوق النجاة لأبناء هذا الوطن، بل سفينة الإنقاذ للأمة التى قادت مصر إلى العبور الثانى فى 30 يونيو بعد ثورة شعبية عظيمة لم تشهدها مصر والتخلص من الكابوس الإخوانى للأبد.

الوسط الفنى فى هذه الفترة عاش حالة من الهلع ربما تكون هى الأصعب فى تاريخ الفن بخنق الإبداع المصرى لتوقف عجلة الإنتاج بعد الهجوم المتزايد على كبار النجوم، وفرض قيود عليهم على خلفية الفتاوى الضالة التى كانوا يرددونها بأن الفن حرام والتمثيل رجس من عمل الشيطان، ونجوم مصر فى عام الاستعمار الإخوانى شعروا وكأنهم وقعوا فى «فخ»، ربما يعيدهم إلى عصر الجاهلية الأولى، لكن ثورة المصريين التي قادها المشير السيسى أعادت الروح لنجوم مصر ومبدعيها.

نجوم مصر لم يقفوا مكتوفى الأيدى أمام محاولات هدم الدولة العميقة وتجريف ثوابتها، بل خرج البعض ببيانات غنائية شديدة اللهجة وجريئة، لعل أبرزها أوبريت «انزل» الذى أطلقه المنتج نصر محروس بمجموعة من المطربين فى مقدمتهم بهاء سلطان وسومة وتوبة وهو أول أوبريت غنائى يحرض المصريين على النزول والثورة وتصحيح المسار، برع المشاركون فيه بالصوت والصورة فى رسم لوحة لمصر المريضة فى غرفة العمليات ونداءات الجميع ودعاء الملايين لها بالشفاء وتجاوز المحنة.

المنتج نفسه عاد ليؤكد اتجاهه الوطنى ويعلن عن رغبة نجوم مصر وإرادة غالبية الشعب المصرى فى أوبريت جديد بعنوان «عايزينك» من تأليفه وإخراجه وغناء بهاء سلطان وسومة ودياب ونبيل وتوبة، للإعلان عن تأييد الغالبية لترشح السيسى للرئاسة فى مسار يدعم موقفه ودور الفن فى التعبير عن مشاعر الملايين.

رسالة الأوبريت الأول التحمت مع الفنانين الذين شكلوا جبهة وطنية تحمل اسم جبهة الإبداع وقادها المنتج محمد العدل ومجموعة كبيرة من كبار النجوم لتصحيح مسار ثورة 25 يناير التى سرقها المتاجرون بالدين والوطن وتطور التحرك الفنى وتجلى فى صورة الاعتصام الشهير بوزارة الثقافة الذى كان الشعلة الأولى لقيام ثورة مصر، وفى نفس التوقيت تقريبا اندفعت مجموعة من المطربين لتسجيل أوبريت «تسلم الأيادى» وهو أول عمل فنى يؤرخ كفاح المصريين ويرد الاعتبار لخير أجناد الأرض وقائد مصر الجديد الفريق السيسى روعة الأوبريت فى كلماته التى حملت رسائل واضحة للإشادة بالجيش المصرى ودوره النضالى على مر التاريخ وتوجيه تحية خاصة لقائد العبور الثانى ويلخص مؤلف وملحن الأوبريت المطرب مصطفى كامل فيه مشاعر أبناء الوطن لقائد مكافحة الإرهاب ومخلص مصر من كابوس الإخوان فى مقطع غنائى رائع «واحنا تايهة الدنيا بينا طل صوت مليان حنين.. قال دى تقطع إيدينا لو نمس المصريين»، فى إشارة واضحة للمشير السيسى ودوره الوطنى.

نجوم الشعب لم يكتفوا بالأغنيات والأوبريتات الوطنية لتحميس المصريين، بل شارك كبار النجوم فى فعاليات ثورة 30 يونيو ومباركة خارطة الطريق ودعم دستور مصر الجديدة، وهو ما عبروا عنه فى صفحات «روزاليوسف» فى أول ظهور وطنى حقيقى لنجوم مصر فى المسرح السياسى وشاهد الجميع خروج شريهان وليلى علوى ويسرا وغادة عبدالرازق وأحمد عز وهشام عباس وحسين فهمى ومعهم الزعيم عادل إمام لتأييد خارطة الطريق وإعادة بناء الدولة التى فككت مفاصلها جماعة مضللة خلال عام واحد، واستجابت الغالبية لمبادرة «روزاليوسف» للمشاركة فى صناعة وطن جديد وشعب عظيم.

العشق الجارف لنجوم مصر وتأييدهم للمشير السيسى رئيسا لاستكمال خارطة المستقبل والقضاء على الإرهاب لم يمنع البعض منهم فى التحفظ على ترشحه وفقا للسقف الذى منحه شباب مصر فى أعظم ثورتين فى تاريخه، بدون وضع قوائم سوداء أو بيضاء واحتراما لحريتهم فى التعبير ومبرراتهم الجديرة بالاهتمام والتأمل.

دور كبار النجوم لن يتوقف على الدعم والتأييد، بل ينتظرون «ساعة الصفر» بعد إعلان المشير عن ترشحه استجابة لإرادة شعب.. لاستكمال دورهم التاريخى والوطنى لتحقيق الحلم المصرى الذى بات هو أمل الجميع رغم أنف المتاجرين والمدعين والمنافقين.

ولا يطمع نجوم مصر فى مناصب أو سلطة، إنما يريدون سقفا من الحرية يمنحهم الأمان فى إطلاق إبداعهم دون قيود أو فتاوى أو وصايا وبعيدا عن عبث دعاة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، يريدون أن تعود مصر الحرة هوليوود الشرق وقبلة العرب وأم الدنيا.

عايزينك

عايزينك علشان عايزين نعيش.. فى أمان شوية

عايزينك ولازم تعرف يا سيسى.. دى مسئولية

فوضناك وبأمر الشعب فلتحيا الحرية

عايزينك يا سيسى عشان تفرح بهية

من بحرى ومن قبلى وكل الدنيا تقولها

مش عايزة غيرك إنت يا سيسى تبقى إنت اللى راجلها

عايزينك عشان عايزين نعيش أيامنا اللى جاية

من غير كدب وظلم وخوف يا أبوالمرجلية

يا سيسى مصر أمانة فى إيديك

تشيلها جوا حباب عنيك

دا إنت اللى وقفتلها

وفى وقت الشدة يأمنها ولو خافت مرة يطمنها

عايزينك عايزينك

هو السيسى ما فيش غيره

مجلة روز اليوسف في

15.02.2014

 
 

كيف يحقق الفنان الاستمرارية؟  

ثمة من يدخلون عالم الفن فيحققون نجاحاً، وآخرون لا يعمرون طويلاً، وما بين النموذجين يبقى السؤال عن أسباب الاستمرارية في الوسط الفني، والتضحيات التي يبذلها النجوم ليحققوا النجاح، وهي كثيرة اليوم نظراً إلى ازدياد وسائل التواصل الاجتماعي التي تجعل من السهل بلوغ النجومية، لكن من الصعب البقاء في القمة كون النجومية باتت صناعة أكثر منها موهبة
ووسط هذا الكم الهائل من النجوم تبدو كلمة استمرارية وقفاً على من لا يوفرون جهداً وعطاء و...

اجتهاد ومواكبة العصر

أحمد عبدالمحسن

نصار النصار

{قدمت تضحيات لتحقيق الاستمرارية في الوسط الفني، مع ذلك أعتبر هذا الأمر صعباً}، يقول الفنان نصار النصار، موضحاً أن الفنان يتعرض لمشاغل اجتماعية وخاصة قد تؤثر على تقديمه أعمالاً سنوية بشكل دائم.

يضيف: {على الفنان البحث عن كل ما هو جديد ومواكبة العصر، وأن يلمّ بالأمور التي تحصل من حوله، سواء سياسية أو اجتماعية واقتصادية وثقافية، أن يدرك أن كل جيل يحتاج إلى أعمال مختلفة عن الجيل الذي سبقه، فذوق الجمهور يختلف من وقت إلى آخر. على الفنان الانتباه إلى هذه الناحية إذا أراد تحقيق استمرارية}.

يؤكد النصار أن الفنان مطالب بالتضحية في سبيل الفن، لأن الفن يستحق ذلك، ويتابع: {بعد وفاة زوجتي بفترة قصيرة قدمت عملاً مسرحياً، وكان أحد أكبر التضحيات التي قمت بها في الوسط الفني، ولا أنسى أنني ضحيت بوقتي مع أبنائي وأسرتي، لأحافظ بشكل أو بآخر على الاستمرارية. على الفنان الاجتهاد لتحقيق أهدافه، ودائماً أقول له إن الإنسان إذا أحب شيئاً، حتى لو كان غير الفن، يستطيع إزالة كافة العقبات التي تعيقه}.

يوسف الحشاش

{استغلال الفرص المتاحة بشكل جيد، والاعتماد على النفس وعدم انتظار الفرصة من الخارج}، هذه معايير الفنان يوسف الحشاش لتحقيق الاستمرارية والنجاح، ويضيف: {لا بأس أن يفشل الفنان، فالفشل هو أولى خطوات النجاح، أما الإصرار والثقة بالنفس فهما من العوامل المهمة لتحقيق استمرارية في الوسط الفني، وعندما يقدم الفنان أعمالاً إبداعية سيجد أمامه فرصاً جديدة وسيتعرف الناس إلى جديته وإبداعه}.

يرى الحشاش أن الصعوبة التي يواجهها الفنان في مسيرته الفنية تتمثل باهتزاز الثقة به، لذا عليه التغلب على هذه الأمور ورفض الاستسلام وتثبيت نفسه من خلال أعماله التي يقدمها باستمرار.
 
يتابع: {قدمت تضحيات في سبيل تحقيق الاستمرارية في الوسط الفني، وخسرت علاقات اجتماعية لانشغالي بالتمارين المسرحية والارتباطات الفنية. أحاول دائماً تعويض هذا الغياب، لكني مقصر بعلاقاتي الاجتماعية. ثمة تضحيات أخرى يقدمها الفنان لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، إذا ما أراد تقديم أعمال إبداعية، أتمنى أن يوفقني الله عز وجل في خدمة الوسط الفني والحركة الفنية في والخليج والحفاظ على الاستمرارية في الوسط الفني}.

أحمد الرويشد

{يجب أن أقدم في كل سنة عملاً جديداً، ولكن من الصعب المواظبة على هذا الأمر}، يشير المطرب أحمد الرويشد مشدداً على حسن اختيار الأعمال السنوية التي يقدمها الفنان، ليثبت حضوره في الساحة الفنية.

يضيف: {أعتقد أن المطرب يرى في الأغنية المنفردة التي يقدمها في كل عام إثبات وجود، لذلك أسعى إلى الحضور، بصورة أو بأخرى، من خلال تقديم لحن متميز أو أداء أغنية جميلة. في المقابل، يحاول بعض الفنانين إنتاج ألبوم غنائي في كل موسم، ولكن هذا الأمر صعب، وأعتقد أن إنتاج ألبوم من فترة إلى أخرى لا يعتبر أمراً سيئاً، وليس بالضرورة أن يكون في كل عام، خصوصاً مع انكفاء شركات الإنتاج وخشيتها من الإنتاج لبعض الفنانين، فضلا عن أن الإنتاج الخاص مكلف ولا يستطيع كل فنان تحمل تكاليفه}.

يستهجن الرويشد الأجور المرتفعة التي تفاجئ الفنانين في كل عام، فالأسعار تزداد تماماً كالسلع الموجودة في الأسواق ولا سعر ثابتاً، يتابع: {في بعض الأحيان يتعاون المطرب مع ملحن أو شاعر مقابل أجور رمزية، ولكن بمجرد مرور عام واحد ترتفع هذه الأجور بشكل غير مبرر، ما يصعب مهمة الفنانين الشباب}.

يرى أن التضحيات التي يقدمها الفنان كبيرة ومتعبة، {غناء الأعمال الوطنية يجب أن يقابله دعم من الجهات المتخصصة، إلا أننا نقدم أعمالاً وطنية على حسابنا الخاص، من دون أي دعم يذكر، في سبيل تحقيق الاستمرارية}.

لا تخاذُل أو ضعف

بيروت  -   ربيع عواد

فادي اندراوس

«الاستمرارية هي الأساس في الفن، لكنها اليوم من الصعوبة بمكان في ظل غياب شركات الإنتاج واتكال الفنان المبتدئ على إمكاناته وموهبته» يقول فادي أندراوس، لافتاً إلى أن الواقع السياسي المرير يؤثر بشكل مباشر على الواقع الفني، ويتجلى ذلك في شحّ الحفلات وتراجع الإصدارات وتصدر الأحداث السياسة الواجهة عند المواطن وعلى الشاشات.

يضيف: «يحرص كل فنان حقيقي على عدم الوقوف مكانه، بل تحقيق تقدم ليستمر في الفن حيث لا مكان للتخاذل أو الضعف. الحمد الله أنا حاضر دائماً، ولا شك في أنني أبذل كل ما بوسعي لأثبت نفسي وأحقق الاستمرارية التي يطمح إليها أي فنان، ويجعلني النجاح الذي تلاقيه أعمالي في كل مرة أطرح فيها جديداً متفائلا».

حول رأيه بالمنافسة يقول: «المنافسة الصحيحة تكون لتقديم الأفضل، لكل فنان ما يميزه ولا أحد يشبه الآخر وتتسع الساحة للجميع»، مشدداً على أن من واجب الفنانين نشر الفرح والأمل بين الناس.

فيفيان مراد

{الذكاء هو سلاح الاستمرارية في الفن كما هو في ميادين الحياة كافّة} تؤكد فيفيان مراد، مشيرة إلى أن المهم ليس أن يقدم الفنان عملا ضارباً أو أغنية ناجحة فحسب بل أن يحافظ على هذا النجاح ويوظفه بشكل مناسب.

تضيف: {أجتهد في  الحفاظ على استمراريتي الفنية من خلال التأني، فأنا أخشى الخطوات الناقصة، لذا أتروّى قبل الإقدام على أي جديد يخصّ حياتي وفنّي. لذّة النجاح التي أعيشها اليوم تمنحني دافعاً نحو الأمام والبحث عن كل جديد ومميز، كذلك يمنحني شغفي بالفن قوّة وأملاً جديداً}.

تشير إلى أن الذكاء هو سلاح في ميادين الحياة كافة، ولا يمكن التميز في حال افتقاره، وتقول: {ليس الفن مجرّد استعراضات مبتذلة ودلع وغيرها من أمور لا طعم لها ولا لون، بل أعمال ناجحة وراقية تحافظ على مستواه وتدفع به نحو الأمام. لو لم أكن فنانة ذكية لما حققت هذا النجاح. أتمنى الحفاظ على استمرارية راقية تليق بي وبأذن المستمع.

بريجيت ياغي

«ليس النجاح في تقديم عمل ناجح بل في الحفاظ على استمرارية مميزة» تؤكد بريجيت ياغي التي تصر على استكمال مسيرتها الفنية رغم غيابها لفترة عن الساحة الفنية، وتحضر راهناً لأعمال جديدة ستثبت من خلالها مجدداً حبها للفن وعدم تخليها عنه ومواجهة الصعوبات، وهي موجودة في قطاعات الحياة كافة كما في الفن، وتضيف: «يحاول كل إنسان الحفاظ على استمرارية ناجحة في مكانه ووظيفته والتقدم إلى الأمام، أما في الفن فالأمور أكثر وضوحاً كون الأضواء مسلطّة على الفنان».

تتابع: «لا شك في أن الاستمرارية صعبة في ظل الأوضاع المتوترة وغياب شركات الإنتاج وغيرها، ما يجعل الفنان في صراع دائم مع نفسه وفي تحد للبقاء. بالنسبة إلي، يجري الفن في دمي ولن أستغني عنه وسأحارب لأصل إلى ما أريد».

جنى

{لا يمكن للفنان الاستمرار وحده من دون فريق عمل ومقربين يدعمونه على الصعيد المعنوي}، تؤكد جنى مشيرة إلى أن حبها وشغفها بالفن يجعلانها في حالة من النشاط والإصرار على تقديم أعمال جديدة، وإثبات نفسها على الساحة الفنية.

تضيف: {على الصعيد المعنوي، يدعمني الأهل والمقربون والأصدقاء، ولولاهم لما استطعت تحقيق حلمي في عالم الفن، فأنا بطبعي إنسانة حساسة وأريد أشخاصاً محبين من حولي. أما على صعيد العمل فأشكر شركة {ميوزك إز ماي لايف} التي تتولى إدارة أعمالي وتجتهد في تقديمي بأفضل صورة، كذلك شركة {روتري للإنتاج}. لا يمكن للفنان الاستمرار بمفرده وأشكر الله أنني وجدت من يقف إلى جانبي لأكمل طريق الفن الذي أحب}.

تحدٍّ وتنوع

القاهرة –  بهاء عمر

تعتبر رانيا يوسف أن الوسط الفني، على غرار مجالات الحياة الأخرى، ليس مفروشاً بالأضواء والنجومية والراحة، فمنذ اللحظة الأولى للانخراط  فيه، تبدأ الصعوبات التي تواجه كل شخص في مقتبل حياته العملية، ما يشكل صدمة لأولئك الذين يعتقدون أن مجال الفن سهل ومفروش بالورد، في حين أن الحقيقة غير ذلك.

تضيف: {يصعب على كثر استكمال طريق الفن فيتجهون إلى مهن أخرى مختلفة، لقدرتهم المحدودة على التحدي أو ربما لصعوبة ظروفهم}، مؤكدة أن مواجهة الصعوبات بشجاعة والعمل تحت الضغط أحد أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها الفنان، منذ بداية حياته الفنية، خصوصاً أن طبيعة عمله تعتمد على الجانب النفسي والقدرة على السيطرة على المشاعر.

ضغوط خاصة

ترى أميرة العايدي أن الفنان يتعرّض أكثر من غيره لضغوط خاصة نظراً إلى وجوده في بؤرة الضوء، وذلك عبر تسليط الرؤية على حياته الشخصية والعائلية، ما يسبب له مشاكل، فضلاَ عن الضغوط والقيود التي يلتزم بها هو وعائلته.

تضيف أن الأخبار في الوسط الفني يتمّ تداولها بسرعة، ما يعني ضرورة انتباه الفنان لتصرفاته، مشيرة إلى أنه ما دام الفنان قد التزم في تعامله بالجدية والصدق والدقة والعطاء، يستطيع تحقيق النجاح والتقدم فيه، لافتة إلى أنها تضع تلك المعايير نصب عينيها تجنباً للوقوع في أي مشكلة.

بدوره يوضح حمادة هلال أن التأني وعدم الاستعجال من أهم الشروط لضمان التحرك بثبات في مجال الفن، ما يفسر تأخره في إصدار ألبومات لتخرج بصورة يرضى عنها وبعيدة عن التكرار.

يضيف أن البحث عن عمل جيد وبذل جهد، مهما كان شاقاً في البداية،  لتحضيره له مردوده، ما يعوض المشقة والتعب، منبهاً إلى أن طريق النجاح والتميز شاق، ولا يمكن أن يجتازهما، سوى المتميزين والمجتهدين.

تنوع وتجديد

تشير نبيلة عبيد إلى أن التنوع في الأدوار يجب أن يكون الهدف الذي يسعى إليه النجم منذ اللحظة الأولى لدخوله إلى الوسط الفني، كي لا يصاب بالملل على المستوى الشخصي، وكي لا يعتاد الجمهور على أدائه لشخصية معينة، موضحة أن منتجين ومخرجين كثراً يتمسكون بأداء ممثلين في أدوار معينة، ولا يمكنهم الخروج منها بسبب تكرار الظهور فيها.

تضيف أن التضحيات التي يبذلها الفنان في الوسط الفني كثيرة، بداية من وجوده تحت عيون وسائل الإعلام وتضحيته بوقته الذي لم يعد ملكاً له، خصوصاً أن الوظائف والمهن لها مواعيد محددة، في حين أن الفنان يعيش حياة أخرى إلى جانب حياته الطبيعة، ما قد يؤثر على الحياة العائلية لمن لا يستطيع التوفيق في المواعيد.

من جهتها توضح جومانا مراد أن أحد أهم التحديات في الوسط الفني الخلط بين طبيعة الشخصية التي يؤديها النجم وبين شخصيته الأساسية، على سبيل المثال، في حال أدى دوراً شريراً يظن الجمهور أن ذلك جزء من شخصيته الحقيقية، ما قد يعطي انطباعاً غير جيد لدى البعض.

تضيف أن استمرارية الفنان مرهونة بأن يضع الفن وعمله في قمة أولوياته وألا يجمع بينه وبين عمل آخر، والسعي إلى كل ما هو جديد فيقدم نفسه لجمهوره في صورة بعيدة عن التكرار.

العمل في الفن له مميزاته وعيوبه برأي تامر عبد المنعم، موضحاً أن في  مقدمة الإيجابيات الجماهيرية الواسعة التي يتمتع بها الفنان والشهرة والنجومية، أما السلبيات فتتمثل في اختفاء المساحة بين حياته الشخصية والفنية، ويمكن أن تسبب له آراؤه الشخصية والسياسية بمشاكل، رغم أنها حريته الشخصية فإنها ضريبة الشهرة وعلى النجوم الاستعداد لدفعها.

يضيف أن الصعوبات التي تواجه الفنان في بداية حياته يجب أن تكون حافزاً للاستمرار، خصوصاً أنه صاحب رسالة في المجتمع لتحقيق الوعي والانتباه والكشف عن مشكلات مختلفة، وبالتالي يجب أن يكون لديه إصرار على ممارسة دوره الذي اختاره، مؤكداً أنه ما دام الفنان ملتزماً ومحباً لعمله وباحثاً عن أفضل النصوص والأعمال، فلا بد له من النجاح حتى وإن تأخر بعض الشيء.

الجريدة الكويتية في

15.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)