كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

شيرلي تامبل.. لحظة مصيرية في تاريخ السينما

نديم جرجورة

 

هل يُعقل أن "تغيب" لائحة طويلة من الأفلام السينمائية أمام سطوة حضورها الأسطوريّ كأصغر ممثلة في تاريخ الصناعة الهوليوودية منذ ولادة الفن السابع؟ هل يُعقل أن تختفي الممثلة، التي نالت جائزة "أوسكار الشبيبة" في العام 1934، في سيرة سياسية غلبت حياتها الفنية، المنتهية باكراً جداً في صناعة لا ترحم غياباً، ولا تنتبه إلى المنفضّين عنها وإن عند رحيلهم؟ أهي إيقونة سينمائية لشدّة انبهار الكاميرا بحضورها الطفوليّ البديع، أو أسطورة تحوّلت بفضلها إلى ذكرى قديمة، بدا واضحاً أنها مدفونة في قعر الذاكرة؟

إنها شيرلي تامبل. أكاد أجزم أن الاسم وحده كفيلٌ بالتنبّه إلى عبقرية الطفولة في تطويع الكاميرا، وتحويلها إلى مدخل إلى العالم والحياة والدنيا. أكاد أجزم أن الاسم وحده كفيلٌ بفتح خزائن الماضي، والغرق في بهاء أداء عفوي أفضى بها إلى جائزة "أوسكار الشبيبة"، الجائزة الوحيدة بهذا العنوان الممنوحة لممثلة في تاريخ "أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية" مانحة جوائز "أوسكار" الممتد على مدى 86 عاماً. لكن، هل استعادة اللائحة الكاملة لأفلامها، وقراءتها نقدياً، ومعاينة أسلوب اشتغالها، مفيدة في لحظة الوداع؟ ألم تكن شيرلي تامبل المرادف الواقعي لما هو غير واقعي؟ ألم تشارك في صناعة أحد فصول أمجاد سينما الثلاثينيات والأربعينيات الهوليوودية؟ لكن، هل تكفي 17 عاماً فقط من التمثيل في نحو 40 فيلماً، كي تتحوّل الصبيّة إلى "نجمة"، وكي تتكئ السينما الهوليوودية على إحدى أجمل ركائزها في لحظة تاريخية مصيرية؟ هناك سؤال أبرز: ما الذي يدفع ممثلة كشيرلي تامبل إلى الانسحاب من صناعة جعلتها الأشهر تاريخياً وفنياً وثقافياً، كي تنتقل إلى صناعة لم تكن أكثر من مجرّد "عمل" سياسي ملطّخ بألف وصمة وعار كأي عمل سياسي آخر، في حين أن أبواب الأمجاد كلّها كانت مفتوحة أمامها؟ أم أن هذه الصناعة بحدّ ذاتها جعلتها تدرك أن "ألف وصمة وعار" ستلحقها حتى لو بقيت ممثلة سينمائية "مدى الحياة"؟ هل شهرتها مبنية على أداء تمثيلي مختلف(!)، أم أنه نتاج تلك اللحظة الوحيدة في حياتها، المنبثقة من وقوفها أمام الكاميرا للمرّة الأولى وهي في الثالثة من عمرها؟ ألم تتحوّل سريعاً إلى ما يُشبه شعار مرحلة تاريخية معيّنة، تماماً كما كُتب في الأسبوعية الفرنسية Fiellette، التي نشرت رسوماً متحرّكة معنونة بـ"أحبّوا شيرلي تامبل، احصلوا على الضحكة، كونوا في عمر أكبر من ستة أعوام، أحبّوا السينما، كونوا هادئين وحكماء"؟

في الثالثة من عمرها بدأت رحلة مع الصورة المتحرّكة على شاشة كبيرة. لكن، هل صحيح أنها، ببلوغها الواحدة والعشرين، شعرت باكتفاء ما، دفعها إلى عزلة سينمائية استمرّت لغاية 10 شباط 2014، تاريخ وفاتها؟ الانتقال من السينما إلى السياسة جعلها تغيب عن المشهد الدولي العام، مخلّفة وراءها كَمّاً من الأعمال التي يستحيل تذكّرها من دونها.

السفير اللبنانية في

12.02.2014

 
 

لم يحضر الوزير الإسلامي.. فالسينما تتعرض لهجوم

"سر الأسرار" يفتتح مهرجان طنجة السينمائي

محمد بنعزيز (طنجة) 

تحتضن مدينة طنجة، الواقعة في شمال المغرب، "المهرجان الوطني للفيلم" بين 7 و15 شباط 2014، الذي يقدّم في دورته الـ15 هذه 22 فيلماً طويلاً، أبرزها "هُم الكلاب" لهشام العسري و"جيش الإنقاذ" لعبد الله الطايع، بالإضافة إلى 21 فيلماً قصيراً اختيرت من بين 60 فيلماً قصيراً رُشّحت للمهرجان، هي حصيلة الإنتاج السينمائي المغربي في عام واحد.

في مداخلة له في حفل الافتتاح، قال نور الدين الصايل (مدير "المركز السينمائي المغربي") إن "الإنتاج أصل تطوّر السينما". أضاف أنه بعد 10 أعوام أمضاها في إدارة المركز، انتقل الإنتاج من 7 أفلام إلى 24 فيلماً طويلاً سنوياً كمعدّل عام. كما أكّد أن المهرجانات وسيلة للعرض والترويج للأفلام. هكذا تسير سياسة المركز على ساقيّ الإنتاج والترويج، فتضع المغرب في وضع متقدّم أفريقياً وعربياً على صعيد إنتاج الأفلام. بالأرقام، أنتج المغرب 134 فيلماً بين العامين 1957 و2003، بينما أنتج 154 فيلماً بين العامين 2004 و2014. أي أن المغرب أنتج أكثر من نصف الفيلموغرافيا المغربية في الأعوام الأخيرة.

في الدورة الجديدة هذه، يتولّى المنتج والمخرج عبدو عشوبة رئاسة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، والسوسيولوجي والوزير السابق عبد الله ساعف رئاسة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة. في كلمته الملقاة بالمناسبة نفسها وهو يتأمّل القاعة المكتظّة، قال ساعف إنه لم يدرك أهمية هذا المهرجان إلاّ في الأعوام الثلاثة الأخيرة. هذه علامة تحوّل موقع السينما في المشهد العام للثقافة الوطنية، فقد غدا المهرجان محطّة مركزية في المشهد الثقافي. أدرك ساعف أن مشاهدي الأفلام أكثر من متابعي المحاضرات التحليلية، ويحكم هذا التحوّل في النظرة مسار السينما التي صارت في صلب الثقافة الوطنية. لم يعد يُنظر إليها كتسلية فقط، خاصة منذ دأب الإسلاميون على مهاجمتها. للإشارة، لا يحضر وزير الاتصال الإسلامي المهرجان لأنه لا "يتفاهم" مع مدير المركز السينمائي اليساري.

بعد مداخلات حفل الافتتاح، عُرض فيلم "سرير الأسرار" لجيلالي فرحاتي، المُشارك في المسابقة الرسمية، وهو مقتَبَس عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب المغربي البشير الدامون، الصادرة عن "دار الآداب" اللبنانية، التي تُقدّمها على لسان البطلة: "داركم دار بغايا. هذا ما قالته لي سعيدة ونحن متوجِّهتان إلى المدرسة. بدهشة نظرتُ إليها. لم أدرك معنى كلامها. ذكرتْ أنّ أمها حدَّثتها عن أشياء قبيحة تجري في دارنا، وأنّ أمي مما زاهية ليست بأمي". يتقدّم السرد خطيّاً، لتكتشف الطفلة عالمها الحقيقي بفضل نظرة الجيران. لكن المخرج تخلّى عن السرد الخطي، ولجأ إلى الـ"فلاش باك". لكن، ما الذي جعل الـ"فلاش باك" ضرورة فنية؟ ماذا أضاف للسيناريو؟ يريد الجيلالي فرحاتي حكاية الماضي. لماذا لا يحكيه؟ لماذا يريد من الساعة أن تدور إلى الخلف؟ تضعف المسافة الزمنية الطويلة الجانب الدرامي، وتضفي مسحة من الحنين على الصُوَر. لا حبكة في السيناريو. لماذا؟ لأن طول المدّة يجعل الصلة بين الأحداث ضعيفة، ويكون السرد رتيباً. ثلثا الفيلم "فلاش باك"، ما يتطلّب جهداً كبيراً في المونتاج. النتيجة: تتداخل الأزمنة، وتتضارب المؤشّرات الزمنية، وتُسجن الأم، وتبقى الطفلة تائهة لمدة طويلة لا تتناسب ومدة عقوبة "تجهيز بيت للدعارة"، التي لا تزيد على 6 أشهر في القانون المغربي. النساء جميعهنّ يرتدين النقاب، والطفلة تضع طاقم تقويم أسنان حديثاً. في النصف الثاني من الفيلم، يُطلب منها أن تغلق فمها وقد فعلت ذلك بمبالغة. لا توجد ضرورة فنية للـ"فلاش باك". حتّى الطفلة عرفت أمها الحقيقية في الصغر وليس بعد 20 عاماً. لذا، فإن هدف الـ"فلاش باك" خلق تواز بين الماضي والحاضر في المونتاج. لكن الزمنين تداخلا، فتشوّش السرد، وارتبك المتفرّج.

السفير اللبنانية في

12.02.2014

 
 

أهم 20 "دويتو" ناجح بين نجوم ومخرجى هوليوود

كتبت - شيماء عبدالمنعم 

هوليوود ليست أفلاماً فقط، ولكن خلف الأفلام تكمن علاقات فنية ناجحة بين النجوم وبعضهم البعض، أو بين النجوم ومخرجى الأعمال، هى التى أدت إلى تربع هوليوود على عرش السينما العالمية.
النجاح تيمة مشتركة بين العديد من نجوم هوليوود ومخرجيها بسبب «الكيمياء» بينهم، فيقرر الطرفان إعادة التجربة مرات عديدة، ليصنعوا لنا قائمة من أشهر العلاقات بين النجوم والمخرجين تحت عنوان «Great Actor And Director Partnerships»، وأول هذه العلاقات بين النجم براد بيت والمخرج ديفيد فينشر، حيث تعاملا سويا فى الأفلام «Seven، Fight Club، The Curious Case Of Benjamin Button»، والعلاقة الثانية تجمع بين النجم روبرت دى نيرو والمخرج مارتن سكورسيزى واجتمعا فى الأفلام «Taxi Driver، Raging Bull، GoodFellas».

علاقة ناجحة أخرى تجمع بين النجم جونى ديب والمخرج تيم بيرتون، حيث اجتمعا فى أفلام «Edward Scissorhands، Ed Wood، Charlie And The Chocolate Factory»، وعن كبار نجوم ومخرجى هوليوود كانت هناك علاقة عمل قوية بين النجم جيمس ستيوارت والمخرج الكبير ألفريد هتشكوك، فتعاملا سويا فى الأفلام «Rope، Rear Window، The Man Who Knew Too Much، Vertigo». تعامل قوى أيضا بين النجم أرنولد شوارزنيجر والمخرج صاحب رائعة أفاتار جيمس كاميرون، وتعاملا سويا فى «The Terminator، Terminator 2: Judgment Day، True Lies».

ويظل التعامل القوى للنجم راسل كرو بينه وبين المخرج ريدلى سكوت، حيث تعاملا معا فى الأفلام «Gladiator، Body Of Lies، American Gangster»، وعن النجم دنزل واشنطن جمعته أفلام ناجحة مع المخرج سبايك لى فى الأفلام «Mo> Better Blues، Malcolm X، The Inside Man».

النجم جورج كلونى شكل ثنائيا ناجحا مع المخرج ستيفن سودربرج فى الأفلام «The Oceans Trilogy، Solaris، Out Of Sight»، أما النجم توم هانكس كانت أفلامه الناجحة مع المخرج الكبير ستيفن سبيلبرج فى الأفلام «Saving Private Ryan، Catch Me If You Can، The Terminal».

وشكل النجم ليوناردو دى كابريو مع المخرج الكبير مارتن سكورسيزى ثنائيا شديد التناغم، خصوصا أن سكورسيزى أعاد اكتشاف دى كابريو وقدمه بشكل مختلف فى «The Aviator، The Wolf Of Wall Street، The Departed»، وعن النجم بول توماس أندرسون فورد فى القائمة برفقة المخرج فيليب سيمور هوفمان فى الأفلام « Hard Eight، Boogie Nights، Magnolia, Punch-Drunk Love، The Master».

وعن تعامل النجمات مع مخرجى هوليوود فكان أول هذه التعاملات الناجحة بين النجمة لورا ديرن والمخرج ديفيد لينش، حيث تعاملا سويا فى الأفلام «Wild At Heart، Blue Velvet، Inland Empire»، وكان هناك تعامل ناجح أيضا بين النجمة كاثرين هيبورن، والمخرج جورج كوكور، وتعاملا سويا فى الأفلام «The Philadelphia Story، Little Women، Adam>s Rib»، وفى تعامل آخر كان بين النجمة مايا فارو والمخرج الكبير وودى آلن فى الأفلام «Zelig، The Purple Rose of Cairo، Hannah And Her Sisters، Radio Days، Crimes and Misdemeanors، Husbands And Wives». النجمة ليف أولمان جاء تعاملها الناجح مع المخرج أنجمار بيرجمان فى الأفلام «Persona، Scenes From A Marriage، The Serpent>s Egg»، أما النجمة جوليتا ماسينا كان تعاملها الناجح مع المخرج فيديريكو فيلينى فى الأفلام «La Strada، Nights Of Cabiria، Juliet Of The Spirits»، وآخر النجمات الكبار اللاتى ظهرن بالقائمة النجمة ديان كيتون ومرة أخرى المخرج الكبير وودى آلن فى الأفلام Interiors، Sleeper، Annie Hall، Manhattan Love And Death.

وعن نجمات الجيل الجديد فيأتى التعاون القوى بين النجمة بينيلوبى كروز والمخرج بيدرو المودوبار، فى الأفلام «Volver، Broken Embraces، All About My Mother»، وبعد كروز جاءت علاقة العمل التى نشأت بين النجمة أوما ثورمان والمخرج كوينتن تارانتينو حيث تعاملا معا فى الأفلام «Pulp Fiction، Kill Bill: Volumes 1 & 2»، واستكمالا لنجمات الجيل الجديد يأتى تعامل النجمة جوليا روبرتس مع المخرج ستيفن سودربرج، وهذا ثانى ظهور له فى القائمة بعد تعامله مع النجم جورج كلونى، وتعاونه مع روبرتس شمل الأفلام «Erin Brockovich، Ocean>s Eleven، Ocean>s Twelve and Full Frontal».

اليوم السابع المصرية في

12.02.2014

 
 

بالفيديو والصور.. أحمد داش: "لا مؤاخذة" تجربة جميلة.. والتعليم عندنا محتاج ضمير

داش: التمثيل مكنش في دماغي.. وكنت مركز في الكورة

حوار- سارة نعمة الله تصوير: أيمن حافظ 

تنتابك حالة من الاندهاش عندما تجلس معه، فالطفل الذى تتوقع أنه محدود الكلام والمعرفة، يعرف أكثر مما يتيحه له عمره، يفاجئك بتلقائيته ولباقته التى تجعله مؤهلاً للرد على أي تساؤل يطرح أمامه حتى وإن كان خارج نطاق العمل الذى أصبح من خلاله نجمًا. 

أحمد داش أو "هانى عبد الله" في فيلم "لا مؤاخذة" الذى طرح مؤخرًا بدور العرض السينمائية، تستطيع أن تحدد ملامح شخصيته وتعرف عنه الكثير من خلال حواره التالى مع "بوابة الأهرام" الذى أجاب فيه عن الكثير من القضايا المجتمعية كرأيه في مستوى التعليم في مصر، والأفلام التى يشارك فيها الأطفال في الوقت الحالى، ورفض التعليق على إمكانية تعاونه مع السبكى في يوم ما، كما يؤكد على نجومية نادى الزمالك ولاعبيه لأنهم "مبيقبضوش" على حد وصفه. 

الكثير والكثير تعرفه عن أحمد داش بطل فيلم "لا مؤاخذة" للمخرج عمرو سلامة، في هذا الحوار.. 

·        كيف جاءت تجربة "لا مؤاخذة"، وما الذى حمسك للقيام به رغم أنك تعشق الكرة في الأساس؟ 

*الحقيقة الكورة كانت في دماغى أكتر، إلى أن جاءت المخرجة مريم أبو عوف في مدرستى في يوم، واختارتنى للقيام معها بإعلان ثم آخر، وفي كل مرة كنت أذهب فيها لتصوير إعلان كنت أتعرف على شخصيات تقول لى: "عاوزينك علشان عندنا كاسيتنج" إلى أن قدمت 10 إعلانات، وفي يوم وجدت مكتبًا منهم يكلمنى وقال لى هتعمل مشهد في فيلم "وأنا بيت قص شعري"، وهذا كان أول مشهد في الفيلم أصوره، بعدها قابلت المخرج عمرو سلامة وتحدث معى عن الفيلم، ثم جلسنا نعمل بروفات مع مروة جبريل. 

·        ألم تقلق من أن يكون أول مشهد لك بالفيلم تصوره، تقوم فيه بقص شعرك؟ 

* كانت صدمة بصراحة لكن فرحة أيضًا، بمعنى أنى هكون بطل وهعمل فيلم، والحقيقة أول ما بدأت تصوير نسيت كل حاجة. 

·        كيف كان أول يوم تصوير؟ 

* كنت خايف وبتكسف من الكاميرا أكيد، وأول مشهد في هذا اليوم كانت الكاميرا خلفي وكنا بنتكلم مع بعض عادى قبل المشهد، وطبعًا الكاميرا لها هيبة "يعنى أجواء العمل كلها سكوت..أكشن.. حديد بيخبط.. ارفع لمبة"، لكن اتعودت بعد ذلك. 

·        عمرو سلامة مخرج سهل التعامل معاه، ما هى توجيهاته لك؟ 

* أحلى حاجة في عمرو إنه شاب صغير، ولذلك يستطيع التعامل معى بسهولة، وقبل تصوير كل مشهد كان بيقولى عاوز منى إيه بالضبط، وهذا كان يساعدنى أكثر لأنه كان يعانى هذه القصة في الحقيقة باستثناء أنه مسلم. 

·        ما هو أكثر شىء جذبك في شخصية هانى، ووافقت من خلاله على الفيلم ده؟ 

* صراحة أنا قبلت علشان هعمل فيلم، وهبقي بطل، ولم أقرأ السيناريو إلا بعد ما وفقت، وبعد قراءتى له قلت لنفسي هذا الفيلم تجربة عظيمة، ويمثل نقلة لى نظرًا لأن الأحداث تدور حول انتقالى من مدرسة انترناشوال إلى حكومى، وأنا شخصيًا لدى تجربة في ذلك حيث كنت ألعب كرة لمدة 6 سنوات "يعنى تقريبًا عشت مع نفس الناس بتوع الحكومة في بطولات الدورى". 

·        ما وجه التشابه بين أحمد وشخصية "هانى"؟ 

* أنا قريب من هانى في شخصيته الأولى بمدرسته الإنترناشونال، لكنه لم يكن يصاحب أحدًا إلا في أثناء لعبه لكرة سرعة كما في الأحداث بعكسي أنا حيث أن لعبى الكورة بدأ منذ عمر الثالثة، مرورًا بمشاركتى في نادى "أنبي" مما جعل لى علاقات مع الناس من مختلف المستويات منذ صغري، وهذا سهل علي الدور كثيرًا. 

·        كيف استطعت التعامل مع زملائك الذين ظهروا معك في الفيلم، ويجسدون شخصيات من المدارس الحكومية، وهل خرجت بأصدقاء منهم؟ 

* "مليش تواصل مع حد منهم"، وفي واحد بس منهم بيكلمنى على الفيسبوك كل أسبوع مرة، لكن مفيش حد منهم صحابي، وأثناء التصوير واحنا في الفصل كنا مركزين في التصوير، أما في فترات الراحة كنت بعيد عنهم ودائمًا مع عمرو سلامة. 

·        ما سليباتهم وإيجابيتهم من وجهة نظرك؟ 

* مفيش إيجابيات مبدئيًا، أما سلبياتهم فطوال الوقت بينهم مشاكل و"خناقات" على الأكل، وغيرها وأثناء التصوير كنا نظل نبحث عنهم حتى أنه في أحد المشاهد كان في ولد بيقول "الواد هانى طلع كفتس" وأثناء تصويرنا للمشهد كنا نجده يأكل على عربة الفول ويظل يهرب منا ونطارده. 

·        كيف تقيم تجربة "لامؤاخذة" بين الأفلام الأخرى التى كان ظهور الأطفال بها ثانوى "على الهامش"؟ 

* تجربة عظيمة جدًا، وتعطى رسالة حقيقة موجودة في المجتمع، الناس على علم بها جيدًا بس بتعمل "عبيطة" ولا أحد يتحرك من أجلها، فالجميع يعلم أن مدارس الحكومة بها تفرقة بين المسلم والمسيحى، ورسالة الفيلم بتقول "اتحركوا" من خلال طفل يرصد معاناته في هذا المجتمع الذى لن يتغير. 

·        من وجهة نظرك، ما هى القضايا التى لا بد أن تطرحها السينما وتناقشها لمن في عمرك؟ 

* القضايا لازم تكون مثل هذا الفيلم، وتحديدًا "التمييز" بين الناس خصوصًا لمن في عمرى، "يعنى مثلاً لو في واحد من سنى قاعد في مطعم، وهناك متر أكبر منى في السن نجد طريقة غريبة في التعامل بين الاثنين". 

·        هل لديك حلول لقضية التمييز في المجتمع؟ 

* الحلول في الناس اللى بتربي، وفي الأمهات والآباء الذين يشبون على طريقة تعامل أهاليهم، وهنا لا بد أن يكون التغيير في هؤلاء. 

·        هل لدينا نموذج "هانى عبدالله" الذى يخفي ديانته كثيرًا في مصر؟ 

* بالنسبة لى في مدرستى لا، يعنى عندى واحد صاحبي في المدرسة نعرف بعض من عامين لسه عارف انه مسيحي من شهر، لكن هذا الأمر موجود في مدارس الحكومة، وهذا ما رصده الفيلم فهو عن قصة حقيقية. 

·        هل تهتمون في المدرسة بالسؤال مين مسلم أو مسيحي؟ 

* بالنسبة لنا، أهم حاجة أننا أصدقاء، وكل واحد منا بيقول "شكرًا لربنا" بطريقته، فكلنا أديان سماوية ونازلة من عند الله، وكل واحد حر في عقيدته. 

·        حدثنى عن تعاملاتك مع معاذ وأبو بكر؟ 

* أبو بكر هو الوحيد فينا غير الظاهر بطبيعته على الحقيقة، لأنه في الواقع شخص طيب جدًا وهو يكبرنى بأربع سنين، وكانت تعاملاته مع الجميع محترمة، أما معاذ بيمثل نفس شخصيته الحقيقة أنه شخص غلبان، وتعرفنا على بعض في الفيلم وأصبحنا أصدقاء، وبنتقابل كثير. 

·        كيف كانت مشاهد الضرب بينك وبين أبو بكر، وهل قام أحد بتدريبكم عليها؟ 

* المشهد كان كله ارتجالى منا نحن الاثنين، باستثناء حركة "الكاراتيه" التى قدمت في البداية، والحقيقة "الخناقة" كانت طبيعية جدًا وتقريبًا "متقلش فيها كات كتير". 

·        ما هى أجمل مشاهدكم معًا وأصعبها؟ 

* بالنسبة للأصعب مكنش فيه معاهم، الصعوبة كانت في مشاهدى مع نفسي، مثل مشهد الذى كنت أكلم فيه المسيح وبعيط "وأنا مكنتش عاوز أعيط"، وهنا طلبت من عمرو سلامة أن يخرج الجميع من الغرفة حتى أستطيع تنفيذ طلبه، وحقق لى طلبي بالفعل، أما أحلى المشاهد فتقريبًا مشاهدى مع معاذ وأبو بكر لما أبو بكر بيضرب معاذ على "قفاه" وهذا كان يثير الضحك في الكواليس كثيرًا. 

·        هل كان يجلس أحد معك في التصوير بالنسبة لبعض التعاليم المسيحية كالصلاة؟ 

* إطلاقاً باستثناء مشهد واحد الذى "جمع بين آسر يس وهند صبري" أثناء جوازهم في الكنيسة، وحضر شخص فقط أعطاهم بعض التعليمات، لكن بالنسبة لى توجيهاتى كلها كانت من عمرو سلامة. 

·        كلمنى عن حكايتك مع الكرة؟ 

* بلعب كرة من عمر 3 سنوات في نادى الصيد، وكان مدير الكرة هناك الكابتن عمرو أبو المجد لكنه ذهب إلى نادى "إنبي" فأخذنى معه أنا وخمسة من أصدقائي، وظللت هناك 6 سنوات ثم انتقلت إلى نادى المقاولين، وكانت متعة بالنسبة لى أن ألعب دورى على مدار هذه السنوات، وحلم حياتى أنى ألعب كورة في إنجلترا، وسبق وجاء لى عرض من "بارشلونة" و"فينسيا" أنى أذهب لعمل الاختبارات هناك، وكانت فرحة لا توصف لكن والدى رفض، وناوى أكمل في هذا الطريق. 

·        إذا خيرتك الآن بين التمثيل والكرة فلمن تذهب؟ 

* لو هلعب كرة في مصر يعنى الدورى المصري "مفيش دورى" لكن أنا هكمل في الكرة وحلمى أسافر إلى الخارج، وسوف أستمر في التمثيل أيضًا. 

·        أى ناد تختاره للعب في مصر، ومن هو أفضل لاعب من وجهة نظرك؟ 

* بكل ثقة إلى نادى الزمالك بالتأكيد فهو أعظم الأندية في مصر، وبالنسبة لى أفضل لاعب شيكابالا. 

·        لماذا ترى أن نادى الزمالك هو أعظم الأندية رغم الهجوم عليه طوال الوقت، وكيف تقييم مستوى لاعبيه؟ 

* معنى إنه يتهاجم يبقي ناجح وعظيم، وأعتقد أن هذا "حقد عليه" لأنه ناد فدائي، ولاعبي نادى الزمالك "مبتقبضش" وبتلعب في النادي بروح عالية، وبيعانوا لحين حصولهم على أموالهم وهذا يكفي للحديث عنهم والحمد لله أخدنا كأس مصر. 

·        إيه رأيك في أبو تريكة"؟ 

* أبو تريكة على رأسنا من فوق، فهذا الرجل قدم كل شىء للنادى الأهلى. 

·        ما رأيك في التعليم في مصر بالنسبة لتجربتك في الإنترناشونال؟ 

*التعليم في مصر غير جيد بالمرة، وليس هناك فارق بين الإنترناشونال والحكومى، وإن كان الأول أفضل قليلاً ولكن هذا ليس المستوى الذى نريده، فبحسب كلام عمرو سلامة، إحنا من عشر دول على مستوى العالم، وبالنسبة للانترناشونال فكل واحد معاه فلوس بياخد فيلا يفتحها مدرسة، ويحضر واحدة روسية "شعرها أصفر" ويعملها مديرة وخلاص. 

·        بتحب مدرستك وهل تشبه "هانى" في مدرسته؟ 

* أنا في مدرستى بتعلم كل حاجة لكنى مش مخترع مثل "هاني"، وبحب مدرستى والتعليم عندنا مختلف نظرًا لما تحمله سمعة المدرسة. 

·        عندك مقترحات لتطوير التعليم في مصر؟ 

* الاقتراحات أن الناس يبقي عندها ضمير وهى بتفتح مدرسة، يعنى ليه نجيب مدرسين من بره يعلمونا ونقول إن هذا هو الصح. 

·        لكن الجميع يشكو من المدرس المصري ويفضل الأجنبي؟ 

* ما هو المدرسين من بره برضوا مش كويسين، يعنى لو هو كويس هيجي ليه في ظروف البلد دى ويسيب بلده، والمدرس الأجنبي بيدخل الفصل ولا حد عارف لهجته، وبيبقي مدرس أمريكان وبيتكلم "بريتش". 

·        كيف تقيم تجربة الأطفال في أفلام الأبيض والأسود؟ 

* الأطفال في هذا الوقت كان لهم قيمة، وكانت أفلامهم نقية وبتقدم رسالة، وفي نفس الوقت بتضحك.

·        ما رأيك في بعض الأطفال الذين ظهروا خلال الفترة الماضية، وبعض النماذج مثل منة عرفة وغيرها؟ 

* كل واحد حر في ما يقدمه لكن "مش ده اللى يتقدم للشعب، مش علشان بيحيب إيرادات يبقي ده اللى يتقدم، ونجيب شوية مطاوى على شتائم ومهرجانات شعبية وخلاص". 

·        ممكن تشتغل مع منتج زى السبكى؟ 

* لا أنا مش بتكلم في الحاجات دى. 

·        من أفضل المطربين والممثلين الذين تفضلهم؟ 

* الكينج طبعًا "محمد منير"، وأحمد عز، وحلمى، وويل سميث. 

·        حدثنى عن تجربتك في المسرح، وأنت حاليًا تتولى منصب مدير المسرح في مدرستك؟ 

* وأنا في عمر 3 سنين، أعطتنى مدرستى دور "ألدين" لأقدمه، وحفظت المسرحية قبلها بأسبوع "40 صفحة" مع التمثيل، وعملت بعد ذلك مسرحيات كثيرة إلى أن توليت مسرح المدرسة، وأنا أحبه كثيرًا رغم مجهوده الكبير في الحفظ ومواجهة الجمهور مباشرة. 

·        ما أمنياتك للبلد، وعلى مستواك الشخصي؟ 

نفسي البلد ترجع زى ما كانت، وعلى مستواى الشخصي أنا ألعب كورة وأمثل وإذا فشلت في أى واحدة هفكر أبقي مهندس بترول. 

الدكتورة أمل الشوربجي، والدة أحمد داش تتحدث عن ابنها: 

والدة داش: أحمد ذكي جداً.. وبيحب المغامرة

"أحمد طفل ذكى جدًا، وصحيح هو لا يحب القراءة تمامًا لكنه يعشق مشاهدة الأفلام الوثائقية، وطول عمره مغامر وأتذكر أنه في عمر الخمس سنوات قام بالقفز من أعلى منط حمام السباحة، وحبه للكورة دفعه لأن يكون فريقًا مع أصدقائه في النادي وهو في عمر الأربع سنوات مع الكابتن عمر أبو المجد". 

"ابنى محظوظ أنه بدأ مشواره الفنى مع مخرجة واعدة مثل مريم أبو عوف في الإعلانات، ثم عمرو سلامة في "لامؤاخذة" لأنه شاب واستطاع أن يعامل أحمد ببريستيجه فكان يحترمه ويكلمه طوال الوقت، وبين المشاهد كان يأخذه ويجعله يشاهد المشاهد معه على المونيتور، حتى أن عمرو سلامة قال لو مكنش معانا ولد بذكاء أحمد في الفيلم ده كان زمانا مخلصناش تصوير، ولو أضمن أن يكون عندى ابن زيه أخلف من بكره". 

"مواقفي مع أحمد كثيرة لكن أتذكر منها أنه دائمًا يحب الاعتماد على نفسه، ففي سن الرابعة دخل علي وقال لى أنا عاوز أعمل الأومليت بتاعى، وفي مرة أخرى قال لى هو أنا فين وقتى مثل أخواتى لأنى كنت دائمًا أقول شنطتى وموبايلي وأحمد. وهنا انتبهت لذكائه وخصصت له وقتًا مثل إخوته الثلاثة".

بوابة الأهرام في

12.02.2014

 
 

(سلام بعد الزواج) ..

فيلم يرسم مشهديات بصرية حائرة

عمان - ناجح حسن  

في احدث افلامه الروائية الطويلة «سلام بعد الزواج»، يبدد المخرج والممثل غازي البلوي– المولود في الزرقاء والمقيم باميركا - اشتغالاته السينمائية والدرامية التي كادت ان تبشر بميلاد مخرج موهوب .

منذ المشاهد الافتتاحية للفيلم، بدا للمتلقي بشكل جلي لا لبس فيه، انه ازاء احد الافلام اللافتة، والذي يتوازى مع قامات الابداع الكوميدي في الفيلم الاميركي المعهود، لكن ذلك لم يستمر طويلا، حيث اطاح المخرج وصاحب الدور الرئيسي بالفيلم ببنية الفيلم وخطابه الافتعالي، وهو ما اثار الصخب والجدل عقب عرضه في مهرجان ابو ظبي السينمائي الاخير.

لا شك ان الاسلوبية الجمالية التي نجح المخرج البلوي في تطويرها الى الامام، بخلاف ما ظهرت عليه تجربته السابقة بالفيلم المعنون «الضفة الغربية لبروكلين»، توارت بتشتت افكاره وتعددها، والتي مضى باطلاقها صوب العديد من الجهات المتباينة كسهام طائشة، الامر الذي ادى الى تحطيم بنية خطاب العمل، مثلما قاد المتلقي الى الدخول في قضايا محسومة، ولئن اعتقد صانع الفيلم – صورت بعض مشاهده في الاردن والاراضي الفلسطينية المحتلة - انها تنهل موضوعاتها من واقع الشخصية العربية ومعاناتها في المهجر الاميركي، سواء كان ذلك من خلال تلك الهموم الذاتية او الالام الجسدية والنفسية، أو في علاقاتها مع الاهل والاقارب والبيئة المحيطة به او من خلال تساؤلات مست قضايا في الصراع العربي الاسرائيلي، الذي كان ينظر اليه بمواقف من السخرية والدعابة التي لا تستقيم مع حقيقة هذا الصراع على الواقع .

يجسد الفيلم تلك الصورة التي ما زالت عالقة في اذهان قطاعات وشرائح اجتماعية عديدة في اميركا، عن ذلك العربي البشع الذي لا يفكر الا بنزواته وخوض مغامراته في المجتمع الاميركي.

اثر المخرج والممثل غازي البلوي بفيلمه «سلام بعد الزواج» ان يقدمهما في اطار نمطي من الاحداث داخل اسرة عربية مهاجرة الى اميركا، استحوذت فيها شخصيته رقعة واسعة من المضمار الذي كانت تتحرك فيه الاحداث، بأشكال من الدعابة والمواقف الكوميدية، وهي تطلق سهامها في كل الجهات، على نحو يفتقد الاحاسيس الاتية من مخيلة لا تستقيم مع المنطق الدرامي للفيلم في انحيازها الى واقع ملتبس لشريحة المهاجرين العرب، بامل العيش الكريم بهذا العالم الجديد، او في لحظات التعبير عن الحنين للوطن.

يتخذ الفيلم من اسئلة القضية الفلسطينية ابعادا وملامح لسلسلة من المفارقات والمفاجاءات المضحكة، خاصة وان اسم الشخصية الرئيسية الشاب محور الاحداث بالفيلم حمل اسم «عرفات»، والذي يعرضها للكثير من الأزمات والمطبات التي تطيح ببعض من احلام ورغبات الشخصية، خصوصا لدى لقائه مع فتاة اسرائيلية حضرت الى اميركا للاقامة بصحبته للزواج منه من باب خديعة سلطات الهجرة والاقامة باميركا . 

تتفرع عن الفيلم قصصا وحكايات وتفاصيل لاحداث ومفارقات مزنرة بتلك العادات والتقاليد السائدة في اسرة عربية اختارت اميركا للعيش، حيث من الصعوبة بمكان الاحاطة فيها بخيط ثابت يصل بين تلك الافكار والرؤى في معالجته الدرامية للفيلم، الذي ينزع عن الشخصية اطوار وتفاصيل تتعلق بالتصاقه كوحيد لوالديه يقيم مع في أميركا ضمن عائلته الفلسطينية المهاجرة المحافظة على موروثها الاجتماعي، متوقفا على نحو خاص على رغبة والديه بمحالة تزويج هذا الشاب المدلل مبكرا، حين يجري البحث له عن واحدة من قريباته في بلدهما الاصلية لتزويجه منها، درءا لما يتعرض له من اغراءات الهجرة وفلتانها.

يقرر الشاب على نحو مفاجئ الغاء فكرة زواجه لدى اصطحابه من قبل والديه الى مسقط راسه، والعودة الى اميركا بسرعة للبدء في عملية احتيال على الراغبات بالهجرة والزواج منهن مقابل بدل مالي، وهو ما يجعله يتعرف على الفتاة الاسرائيلية التي تشترط عليه الزواج لمدة ستة اشهر مقابل مبلغ من المال، لتلافي ملاحقة شرطة الهجرة حتى لا يتم تسفيرها خارج اميركا، وهذا كله يسري بعد ان اخفى كل منهما حقيقته عن الاخر، الامر الذي يوقعهما معا في مواقف ومفارقات صعبة، لا تخلو من الدعابة والكوميديا، والتي تصل الى حد تهديد علاقاتهما مع الاهل والمحيطين بهما، وهو ما يدفع الشاب الرحيل بمعزل عن اهله والاقامة الى جوار الفتاة، ليكتشف بالتالي هويتها، وذلك بعد ان يكون زواج المصلحة قادهما الى نوع من العاطفة، بيد ان نهاية الفيلم المشرعة على هذا التباين والاختلاف بين الطرفين، تؤشر على استحالة الزواج في حالتيهما، لكنه في الوقت ذاته ترك المشاهد في حيرة وقلق عن مغزى ودلالات ما شاهده من احداث هذا العمل.

فعلى رغم متعة الصورة، وبعض المواقف الكوميدية التي تذكر بتجارب وودي الين، وملامسة حدود اللعب مع سينما باستر كيتون، الا ان انفعالات المشاهد أمام اسلوبية البلوي وابهاره في لوحات سينمائية تتوارى امام احداثه التي تجري باميركا، خصوصا لدى وصول الكاميرا الى بيئته المحلية، فانها تنأي عن الشعور والاحساس بأعماق القهر والانكسار، جراء سلوكيات الاحتلال هناك، التي لا تلبث ان تتحول عنها الكاميرا صوب عالمه الخاص في الاشتغال بتقنيات مشهدية على نص اشكالي وشخصيات حائرة ومضطربة.

الرأي الأردنية في

12.02.2014

 
 

«الغيلان» لفويّاد:

بعيداً من الحرب قريباً من الرعب

ابراهيم العريس 

في ذلك الحين كانت المنافسة بين السينما الأميركية والسينما الفرنسية على أشدها. لم يكن الطغيان، بعد، في العالم، لهوليوود، بالكاد كانت شعوب كثيرة في العالم سمعت شيئاً عن تلك المنطقة من لوس أنجليس التي ستصبح قطب الفن السابع في العالم كله لاحقاً. وفي ذلك الحين كان يمكن للسينما الفرنسية، حتى أن تفوز على زميلتها الأميركية، وأحياناً في مجالات كانت أصلاً من ابتكارات هذه الأخيرة. فكان يحدث أحياناً أن يبتكر الأميركيون فكرة تتحول فيلماً، فيسارع الفرنسيون بمحاكاتها، ثم يحدث أن ينجح الفيلم الفرنسي أكثر من نجاح سابقه الأميركي. وهكذا، مثلاً، حين حقق الأميركيون واحداً من أول المسلسلات السينمائية التي حملت في عنوانها اسم مدينة نيويورك، وهو «أسرار نيويورك»، المملوء بمشاهد الرعب والغموض والصمت الذي كان يطبق بقوة على أعصاب المتفرجين فيمضي في اجتذابهم إلى الصالات بدلاً من أن ينفرهم ويبعدهم عنها، أسرع الفرنسيون يحققون من ناحيتهم فيلماً مسلسلاً فيه الكثير من مواصفات «أسرار نيويورك»، لكنه تجاوزه في خياله ولجوئه إلى القوى الخفية. هذا الفيلم هو «الغيلان» للويس فويّاد، الذي كان - وعلى الخطى النشيطة والمبدعة لمواطنه الكبير جورج ميلياس الذي سيحقق الأميركي مارتن سكورسيزي فيلمه «هوغو» انطلاقاً من حكايته بعد ذلك بقرن من الزمن - لا يتوقف في ذلك الحين عن الابتكار، واجتذاب الجمهور، إما عبر أفلام رعب وإثارة وما شابه، وإما عبر مسلسلات أفلام كان يسير فيها على نسق ذلك النوع من الروايات المسلسلة التي كانت اعتادت الصحافة الفرنسية والإنكليزية نشرها منذ القرن التاسع عشر، وكانت في أساس أعمال خالدة مثل «البؤساء» و «أسرار باريس» في فرنسا والقسم الأكبر من روايات تشارلز ديكنز من ناحية أخرى. وفي هذا الإطار لا يزال مؤرخو السينما الفرنسية يذكرون، وحتى اليوم، بالخير أفلام فانتوماس.

> فيلم فويّاد «الغيلان» LES VAMPIRES يقترب من «فانتوماس»، وكذلك من «جودكس» (الابتكار الناجح الآخر للويس فوياد)، من ناحية، لكنه يبتعد عنه بعض الشيء من الناحية الأخرى. ذلك أن هذا الفيلم يبدو أكثر قرباً، في الأحرى، من نوع مرعب يشتغل على الألعاب البصرية وعلى أحاسيس المتفرجين في آن معاً، من أنواع السينما التعبيرية الألمانية. ومن هنا كان نجاحه في زمنه، مزدوجاً، بل مثلثاً، إذ أنه استفاد من ناحية، من محاكاته أفلام الألغاز والإثارة والتشويق الأميركية قبل أن يطل العبقري ألفريد هتشكوك بزمن طويل، واستفاد من ناحية ثانية، من اتباع سبل وأساليب التعبيرية الألمانية التي كانت من جهتها إرهاصاً بمجيء النازيين إلى الحكم وتسببهم في دمار أوروبا وأجزاء كثيرة من العالم بعد حين، ناهيك بكونه، من ناحية ثالثة لا تقل أهمية، استفاد من شهرة الممثلة ميزادورا، التي كانت ذائعة الصيت ونجمة حقيقية في ذلك الحين، لاجتذاب جمهورها... ما حقق للفيلم قطف نجاحه الثالث... عبر حلقاته التي عرضت تباعاً.

> حقّق لويس فويّاد «الغيلان» بين العامين 1915 - 1916، وكان في ذلك الحين يعمل مديراً فنياً لدى مؤسسة «غومون» التي كانت تخوض منافسة عنيفة مع مؤسسة إنتاج وتوزيع فرنسية أخرى هي «باتيه». ولما كانت «باتيه» قد أعلنت عن قرب عرض مسلسل «أسرار نيويورك»، قررت «غومون» أن تزيد من حدة المنافسة: طلبت من فويّاد أن يحقّق وبسرعة مسلسل رعب فرنسياً يتصدى لأي نجاح محتمل قد يحققه الفيلم الأميركي. والغريب أن فويّاد لم يستغرق وقتاً طويلاً في إنجاز مسلسله: صوّره وأنهى أعماله التقنية وأوصله إلى صالات العرض قبل أن يحل موعد عرض «أسرار نيويورك» بفترة لا بأس بها ما مكنه بهذا أن يقطف النجاح من حيث لم تكن «باتيه» تتوقع. أو بالأحرى: أنجز الحلقتين الأوليين من الفيلم، لأن الفيلم، أصلاً يتألف من عشر حلقات (يتراوح طول كل واحدة منها بين 800 متر و1300 متر). أما الشعار الذي جعله عنواناً للفيلم كله فكان عبارة تقول: «إنهم ملوك الليالي التي لا قمر فيها... إنها كائنات عالم الظلمات هو إمبراطوريتها». ويمكننا أن نخمّن طبعاً، كم كان يمكن لمثل هذا التقديم أن يكون فاعلاً... وكم أن الحلقات راحت تجتذب الجمهور أسبوعاً بعد أسبوع.

> طبعاً ليس من اليسير أو المنطقي هنا تلخيص أحداث الحلقات العشر التي يتألف منها المسلسل ولا سيما أن كل حلقة كان لها موضوعها وشخصياتها... ولكن يمكن القول إن العمل بأكمله أتى حافلاً بالموتى والمطاردات وظهور الأشباح والغيلان، وكل هذا من حول شخصية محورية هي شخصية الصحافي فيليب غيراند، الذي تقوده مهنته إلى مطاردة مجموعة من المجرمين الغامضين، الذين لا يتوقفون عن ارتكاب جرائمهم وتحدي أجهزة الشرطة... وإذ تقع راقصة حسناء ومشهورة ضحية لمؤامرات هؤلاء الأشقياء، يتابع غيراند تحقيقاته ومطارداته حتى يتوصل في الحلقة الثالثة إلى التعرف إلى الحسناء الغامضة «إيرما فيب» (فيردورا في لباسها الأسود اللاصق الذي شكل أول إثارة حقيقية في السينما الشعبية الفرنسية) التي يتبين له أنها ملهمة تلك العصابة. وإذ يقترب غيراند من القبض على إيرما تفلت هاربة من قبضته. وفي حلقة تالية عنوانها «هرب الميت»، يجد الصحافي نفسه أمام حفلة عشاء يتم خلالها خنق المدعوين جميعاً، وانتزاع حاجياتهم وثيابهم. وإذ يتمكن الصحافي من أن يدلّ الشرطة، أخيراً، على زعيم الغيلان فيعتقل هذا الأخير، يحل «ساتاناس» الشرير محله في الزعامة، ويُستأنف الصراع من جديد. ومنذ الحلقة السابعة وحتى النهاية، ما إن يسقط زعيم للأشرار في قبضة الشرطة أو يقتل، حتى يحل مكانه زعيم آخر، بحيث تبدو العصابة وكأنها تفرخ زعماءها كالنبتة الشيطانية. ولكن كيف يمكن للشرّ أن يواصل انتصاره على هذا النحو؟ وكيف يمكن لقوى الظلام أن تنتصر؟ إن انتصارها في الحلقات التسع الأولى يبدو مؤكداً وضخماً، ولكن، في النهاية كان لا بد للخير أن ينتصر، وهكذا عند نهاية الحلقة العاشرة ينهزم «الغيلان» إبان عرس دام وضخم يشغل وقتاً طويلاً من الحلقة. ومع هذا، على رغم هزيمة «الغيلان» فإن المسلسل ينتهي بشيء من الالتباس إذ يترك المجال واسعاً أمام عودة لهم قريبة. وكأن فويّاد كان يعد العدة لاستئناف الحلقات ما إن يطلب ذلك منه.

> لأن فوياد كان يريد إنجاز العمل خلال زمن قياسي، من الواضح أنه كان يعمد إلى الارتجال، مشهداً بعد مشهد، وحلقة بعد حلقة، خصوصاً في مشاهد المطاردات التي صّوّرت كلها في شوارع باريس بداية القرن العشرين، وتبدو اليوم مدهشة للغاية. لكن المهم في الأمر كله، ذلك النصر الذي أعطي للغيلان على مدى الحلقات، وكان كناية عن انتصار الشر في شكل مدهش، في زمن يؤهله للانتصار: كان الشر طوال الحلقات يولد من الشر، فيما الخير يخبط خبط عشواء من دون أن يتوصل إلى أي انتصار حتى لحظة النهاية. والأدهى من هذا أن «الغيلان» في المسلسل لم يكونوا مصاصي دماء، ولا كائنات خرافية، حتى وإن كان ظهورهم المباغت خرافياً دائماً، بل كانوا أشراراً ذوي حيلة، لا يكفّون عن السخرية من أجهزة الأمن إلى درجة أثارت استياء هذه الأجهزة وجعلتها تبدو عاجزة تماماً. ولقد قال مؤرخ من مؤرخي تلك الحقبة إن الجمهور الذي كان يعيش في عز الحرب العالمية الأولى في ذلك الحين، كان يحدث له أن يجد أن الفظائع التي يشاهدها على الشاشة أمامه، تكاد تنسيه فظائع الحرب الحقيقية التي يعيش.

> إذاً، محقق هذه الحكاية السينمائية المسلسلة، وكاتبها كان لويس فويّاد (1873 - 1925)، الذي يسميه جورج سادول «غريفيث السينما الفرنسية»، إذ إنه كان دائماً رائداً، أكثر منه مبدعاً كبيراً. وعلى ابتكاراته وريادته، عاشت السينما الفرنسية طويلاً، وعلى رغم أنه مات باكراً، وكانت السينما لم تنطق بعد، فإنه عُرف كمنظر ومخرج وإداري، وهو حقق الكثير من الأفلام والسلاسل السينمائية، التي كان «الغيلان» و «جودكس» و «فانتوماس» أشهرها...

alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

12.02.2014

 
 

بروفايل:

علاء ولي الدين.. طفل السينما الكوميدية

كتب : أسماء بدوي 

بإطلالته الخاصة في أعماله الفنية، سواء على شاشة السينما، أوعلى خشبة المسرح. بجسمه الضخم حيث يستطيع التحرك بالكاد، وبوجهه ذو الملامح البريئة وتلقائيته في الآداء، حفر مكانه، ليس فقط في قلوب الكبار، بل أيضا الصغار. كان الفنان الراحل علاء ولي الدين هو طفل السينما الكوميدية.

رحل علاء ولي الدين في عام 2003، عن عمر 39 عاما، في أول أيام عيدالاضحي من جراء مضاعفات السكري الذي كان يعاني منه.

ولد علاء بقرية الجندية بمركز بنى مزار التابع لمحافظة المنيا، وحصل عام 1985 على بكالوريوس المحاسبة من كلية التجارة بجامعة عين شمس. كان جدة الشيخ سيد ولى الدين مؤسس مدرسة في القرية أنشأها بالكامل على نفقته الخاصة، وظلت تعمل لأعوام إلى أن انتقلت للإدارة الحكومية.

أتم الفنان الرحل دراسته الثانوية في مدرسة مصر الجديدة الثانوية العسكرية، وبرز من خلال أدوار ثانوية في أفلام عادل إمام ثم انطلق بعد ذلك ليحمل عبئ البطولة منفردا في أفلام عدة.

نشأ "إبن الناظر" في فيلم "الناظر صلاح الدين ، كعضو في أسرة فنية، واعتاد على جو البلاتوهات لطبيعة عمل والده الممثل، سمير ولى الدين.والذي كان أيضا مدير عاما لملاهى القاهرة.

دخل علاء ولي الدين، مجال الفن كمساعد مخرج، في البداية مع المخرج نور الدمرداش لمدة أربع سنوات، ثم اتجه إلى التمثيل في العديد من السهرات التلفزيونية التي بدأ فيها بأدوار صغيرة. شارك في العديد من المسرحيات والأعمال التلفزيونية والأفلام منها، غبي على الزيرو، أيام الغضب، أيس كريم في جليم، هدى ومعالي الوزير، رسالة إلى الوالي، حلق حوش، خلطبيطة، الذل، ضحك ولعب وجد وحب، الإرهاب والكباب، المنسي، بخيت وعديلة، بخيت وعديلة 2 الجردل والكنكة، النوم في العسل.

وأهم مسرحياته، لما بابا ينام ومسرحية حكيم عيون، كذلك فوازير أبيض وأسود.

ساهم علاء ولي الدين في ظهور عدد من نجوم الساحة الفنية الحاليين منهم، أحمد حلمي وكريم عبد العزيز ومحمد سعد، صاحب شخصية "اللمبي" التي كان أول ظهور لها في فيلم الناظر صلاح الدين، وبعدها انطلق محمد سعد وأصبح من نجوم شباك الأفلام الكوميدية.

كان "ابن عز" هو آخر عرض من أفلام علاء ولي الدين في السينما، لكن آخر فيلم كان يصوره، ولم يكمله نتيجة لوفاته المفاجئة، هو فيلم "عربي تعريفه".

الوطن المصرية في

12.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)