كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

قال إن دوره في 'خلف الأبواب المغلقة' تطلب منه الكثير من العمل

كريم الدكالي: السينما المغربية تسير في الاتجاه الصحيح بفضل الجهود المبذولة في القطاع

حاوره: خالد لمنوري | المغربية 

 

قال الممثل المغربي كريم الدكالي، إن فيلم "خلف الأبواب المغلقة" كان ضرورة ملحة في ظل التشوهات التي طالت المجتمع المغربي في الآونة الأخيرة، إذ يعالج واقعا معاشا بلغة حوار مفهومة وراقية شكلا ومضمونا.

أكد كريم في حوار لـ "المغربية" أن دوره في الفيلم تطلب منه مجهودا خاصا، حتى يقدم للمشاهد شخصية مقنعة، لأن الجمهور المغربي، حسب الدكالي، ليس ساذجا كما يعتقد البعض، مشيرا إلى أن الدور تطلب منه الخضوع للزيادة في الوزن للظهور بالشكل المطلوب.

وفي حديثه عن السينما المغربية، قال الدكالي إنها تسير في الاتجاه الصحيح بفضل الجهود المبذولة في القطاع، مؤكدا أنه حان الوقت ليلعب المغرب دور الريادة في إفريقيا والعالم العربي، وداعيا إلى استثمار الطاقات الشابة في ظل بروز أسماء ذات تكوين أكاديمي عال، درست التمثيل والإخراج داخل وخارج المغرب.

·        كيف ترى فيلم "خلف الأبواب المغلقة" بالمقارنة مع باقي أفلام المهرجان؟

للأسف لم أشاهد كل الأفلام المشاركة في المهرجان، كما أننا مازلنا في بداية هذا العرس الفني، إذ لم تعرض سوى ستة أفلام روائية طويلة فقط، وهذا ما يجعلني عاجزا عن المقارنة بين "خلف الأبواب المغلقة" وباقي أفلام الدورة، لكن يمكنني أن أقول إنه الأول من نوعه الذي يعالج ظاهرة التحرش الجنسي، سواء في الفترة الراهنة أو على امتداد تاريخ السينما المغربية.

وتقديم عمل من هذا النوع كان ضرورة ملحة في ظل التشوهات التي طالت المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة، ولدي اقتناع تام بأن هذا العمل سيكون بوابة لعدد من الاعمال الأخرى حول الموضوع نفسه، لفضح العديد من الممارسات المشينة.

·        ما رأيك في طريقة معالجة هذا الموضوع الحساس؟

قدم عهد درسا قبل أن يقدم فيلما نظرا للموضوع الشائك الذي يعالجه، وبطريقة راقية حافظ على الطابع المحافظ للأسرة المغربية، لأن مشاهدة مثل هذه الأعمال ضرورية لكل الفئات العمرية، فحتى الآباء ملزمون باصطحاب أبنائهم لرؤية هذا النوع من الأعمال ليتضح أمامهم المشهد، ويتعلموا جيدا ما هو الصحيح وما هو الغلط.

·        ما هو شعورك عقب النجاح الذي حققه الفيلم في القاعات السينمائية؟ 

هذا أمر مشرف ومفرح، يدفعني لاحترام مخرجه عهد بنسودة بشكل خاص، والاعتراف بكونه عملة نادرة في عالم الإخراج السينمائي المغربي، وليس بوسعي سوى أن أتمنى له المزيد من التوفيق محليا وعالميا في ظل توفره على المؤهلات المطلوبة، وهو ما يتضح جليا من خلال شريط"خلف الأبواب المغلقة" الذي يتميز بلغة راقية تجعل منه فيلما لكل المغاربة على اختلاف أعمارهم، وهذا سر نجاحه المتواصل بالقاعات.

·        أين تكمن قوة فيلم "خلف الأبواب المغلقة"؟

الفيلم قوي على مستويات عدة يبقى أبرزها موضوعه، الذي يعد حديث الساعة في المجتمع المغربي، ثاني نقط قوته تكمن في التصوير، إذ سخر عهد لهذا العمل كل الإمكانيات التقنية الممكنة لإنجاحه.

كما أن الممثلين لعبوا دورا مهما في إنجاح العمل، وإن كان الفضل يعود بشكل أو بآخر للمخرج في انتقاء فنانين في المستوى، ما انعكس إيجابا على الشريط.

·        كيف كان التعامل مع زينب عبيد؟

زينب عبيد الإنسانة شخصية رائعة تغلب عليها الطيبة والوقار، ومن الناحية المهنية، رغم قصر تجربتها في المجال إلا أنها تتعلم بسرعة كبيرة نظرا لقابليتها لتقبل الملاحظات والنصائح، واختيارها من قبل عهد لم يكن بشكل اعتباطي، بل لأنها تعبر عن المرأة الودود الطيبة، ما يجعلها قادرة على لعب دور الضحية بشكل متقن.

·        ألم تتردد في لعب دور المتحرش خوفا من ردة فعل الجمهور؟ 

ليس هناك تخوف، بل تخمين مسبق قبيل الشروع في التصوير، فبعد قراءتي لسيناريو الفيلم، وأثناء حديثي مع المخرج قال لي وهو "يبتسم هذا الفيلم سيدفع بنساء المغرب جميعا إلى كرهك" لكنني عبرت عن استعدادي لتحمل المسؤولية نظرا لأهمية الموضوع وضرورة وجود شخص يلعب هذا الدور الحساس، وبعيدا عن هذه الاعتبارات فإن طبيعة عملي تفرض علي تقديم أدوار مختلفة دون حساسيات، لأن الممثل المحترف هو من يستطيع تجسيد كل الأدوار.

·        ما قصتك مع الولايات المتحدة الأمريكية؟

أمضيت فترة طويلة في أمريكا قاربت 15 سنة، درست خلالها التمثيل والإخراج على أيدي مبدعين عالميين، وشاركت في عدد من الأعمال رفقة مخرجين كبار، وعدت بعدها للاستقرار في أرض الوطن لأسباب شخصية أفضل عدم الافصاح عنها. 

·        ألم تشعر بوجود فرق كبير بين السينما المغربية والأمريكية عند عودتك إلى المغرب؟ 

بالتأكيد الفوارق موجودة بالجملة، لكن تصعب المقارنة بين سينما مغربية تعيش حاليا فترة تطور، وسينما أمريكية وصلت أوج عطائها منذ مدة، ما يجعلها الأولى في العالم، متبوعة بالسينما الأوروبية ثم الآسيوية.

·        باعتبارك من أكثر الممثلين المغاربة مشاركة في الأعمال العالمية المصورة بالمغرب لإتقانك الإنجليزية والفرنسية، هل سيعود المغرب للعب الدور الرئيسي في استقطاب الإنتاجات العالمية في ظل المنافسة الدولية؟

رغم التعثر الأخير بسبب الأزمة المالية التي أرخت بظلالها على العالم منذ سنة 2008، فإن المغرب بدأ يستعيد عافيته من حيث استقطاب الإنتاجات الدولية، بفضل الاهتمام المتزايد بالقطاع من طرف جلالة الملك محمد السادس.

وأعتقد أن الإنتاجات السينمائية الأجنبية بدأت تعود إلى الأراضي المغربية، فهناك فيلمان كبيران يصوران حاليا في المغرب، الأول لنيكول كيدمان، والثاني للممثل الكبير طوم هانكس.

الصحراء المغربية في

12.02.2014

 
 

مشاركة مهمة للأفلام الأمازيغية في الدورة 15

المهرجان الوطني للفيلم يبرز التنوع الثقافي واللغوي للمغرب

موفد "المغربية" إلى طنجة: خالد لمنوري | المغربية 

في إطار حرصه على إبراز التنوع الثقافي واللغوي للمغرب، يقدم المهرجان الوطني للفيلم في دورته الخامسة عشرة، أربعة أفلام أمازيغية، ويتعلق الأمر بـ"تاونزا" لمليكة المنوك، و"حب الرمان" لعبد الله تكونة الشهير بفركوس، و"أراي الظلمة" لأحمد بايدو، و"سليمان" لمحمد البدوي.

وتعكس الأفلام الأربعة، حسب المنظمين، نضج السينما الأمازيغية، التي تطورت في السنوات الأخيرة بفضل الدعم الذي يخصصه المركز السينمائي المغربي للسينما.

ويندرج عرض الأفلام الأمازيغية، حسب تصريحات استقتها "المغربية" من مخرجي هذه الأفلام، ضمن الاهتمام المتزايد بالثقافة الأمازيغية، باعتبارها مكونا أساسيا للهوية المغربية.

وفي هذا السياق، قال مخرج فيلم "سليمان" محمد البدوي، في تصريح لـ"المغربية" إن اللغة المنطوقة تبقى مسألة ثانوية بالنسبة إليه، لأنه يكتب أعماله بالكاميرا، مشيرا إلى أن لغة السينما هي لغة الصورة، بدليل أن الفن السابع بدأ صامتا.

وأوضح البدوي أنه حاول في فيلمه الناطق بالريفية التركيز على الصورة من خلال إبراز أحاسيسه كمخرج وممثل، وأحاسيس كل الممثلين الذين شاركوا معه في الفيلم، لأن الأحاسيس لغة كونية يفهمها الجميع.

وحرصا منه على خدمة السينما المغربية، أكد البدوي أنه سيعمل على عرض فيلمه بالعربية والريفية والإسبانية لتقريبه من المشاهد العادي، رغم أن الأمر مكلف، مؤكدا أنه أنجز فيلمه الأول بالاعتماد على إمكانياته الذاتية فقط، ولم يستفد من أي دعم عمومي.

وتدور أحداث الفيلم، التي صورت بمدينة الحسيمة، حول أسرة ريفية تنهار بسبب سائحة إسبانية تدعى "إيفا".

بعد فترات سعيدة تعيشها الأسرة الصغيرة، المكونة من "سليمان" وزوجته "عائشة"، وابنه "إسماعيل"، تظهر "إيفا" لتغوي رب الأسرة، وتبدأ معاناة الزوجة، والابن عند اكتشاف إصابته بداء سرطان الرئة.

وما بين الخيانة ومرض الابن القاسي، تحاول عائشة الاحتفاظ بالزوج، لكن الأخير يضيع وينقاد لحبال إغراء السائحة الأجنبية، فتقرر الانتحار بتجرع السم هي وابنها، في الوقت نفسه الذي تتخلى السائحة الإسبانية عن الأب، الذي يخسر كل شيء.

من جانبه، قال عبد الله تكونة، الشهير بفركوس، في تصريح مماثل، إن فيلمه الجديد"حب الرمان" يمثل السينما الأمازيغية، التي يعمل المركز السينمائي المغربي على دعمها تفعيلا لمضامين الدستور المغربي، الذي ينص على أن الأمازيغية لغة وطنية يجب أن تأخذ حقها من التداول فنيا وثقافيا. 

وهذا لا يعني، حسب فركوس، التعصب للأمازيغية، بدليل أن الفيلم سيكون مصحوبا بسطرجة أو دبلجة بالعربية بالنسبة للعروض التجارية، حتى يتمكن جميع المغاربة من مشاهدة الفيلم، مشيرا إلى أنه أخرج بالإضافة إلى فيلميه الأمازيغيين "سوينكم" و"حب الرمان" فيلما جديدا بالدارجة العربية بعنوان "الفروج".

وبخصوص تعامل الممثلين مع الأمازيغية، أكد فركوس أنه لم يجد صعوبة في العمل مع أي واحد منهم، لأنهم من أصول أمازيغية، مشيرا إلى أن الفنان الحقيقي هو الذي يستطيع التأقلم مع أي عمل سواء كان بالأمازيغية أو العربية أو بأي لغة أخرى، لأن السينما هي لغة الصورة التي تحتاج إلى الكثير من الإحساس والقليل من الكلام. 

وأكد فركوس حصوله على دعم المركز السينمائي المغربي لفيلم "حب الرمان"، الذي تجاوزت ميزانيته 550 مليون سنتيم.

من جهتها اعتبرت مخرجة فيلم "تاونزا" مليكة المنوك، أن السينما الأمازيغية تطورت في السنوات الأخيرة بفضل الدعم الذي يقدمه المركز السينمائي المغربي، والاهتمام المتزايد بكل مكونات الهوية المغربية (أمازيغية وحسانية...)، معبرة عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان الذي اعتبرته عرسا وطنيا للسينما المغربية بكل مشاربها.

الصحراء المغربية في

12.02.2014

 
 

تتويج فيلم وثائقي سوري لطلال دركي

زبيدة الخواتري

يقول الكاتب "آلان توران " في كتابه "هل من الممكن أن نعيش مع بعضنا لبعض" أن التاريخ ليس فقط رصدا لقصص نجاح ولكن أيضا سقوط وتراجع المجتمعات باعتبار الفشل والتراجع محطة مهمة يمكن استغلالها لاسترجاع القوة والعودة من جديد ، وهو ما حصل مع المخرج السوري طلال دركي الذي حصل مؤخرا على جائزة أفضل فيلم وثائقي أجنبي ضمن فعاليات الدورة الثلاثين لمهرجان السينما الأمريكية المستقلة .

وقد توج المخرج بجائزة "سانداس" عن فيلمه "العودة الى حمص" والذي يحكي قصة عبد الباسط الساروت ورفاق دربه والمواجهات التي يقومون بها في اطار مواجهتهم للنظام السوري حيث يكشف في البداية النزوح للحوار وللطرق السلمية لحل المشكل ومن تم الانتقال لمرحلة أخرى وهي حمل السلاح الذي تتعالى أصواته ايذانا بدق طبول الحرب لتتحول مدينة حمص ومعها جزء مهم من تاريخ العرب والتاريخ الانساني من مدينة هادئة مبتهجة لمدينة متحركة غطاها ضباب العيار الناري ، ولوث سمعها صوت الصراخ ، وسال دمعها مع دماء الشهداء كبارا وأطفالا ممن رسموا صورة جعلت العالم يقف وقفة انسانية صارخة ضد الظلم وأبشع أنواع العنف الذي من الممكن أن يتعرض له انسان.

ووسط زخم كل الأحداث يرفض عبد الباسط التراجع حتى بعدما قتل العديد من الأبرياء وهجر البقية المدينة هربا من الموت وحاملين معهم آلام فراق الأحباب و بقايا هجرة جاءت قصرا جعلتهم يغادرون الذكريات والأحلام والمكان الذي يحمل كل ما يمكن للإنسان أن يملكه ويجعله يعيش سعيدا من بيت وعمل وقوت وحتى جيران وأهل وفراق ليجد نفسه في نهاية المطاف مخيرا بين أمرين أحلاهما مر الأول هو البقاء في حمص ومعها الوطن وهو ما يعني الشعور بالخوف والموت في أي لحظة أو الخيار الثاني وهو الهجرة لمكان مجهول بدون أدنى فكرة عن المصير المحتمل شعور يمزج بين الشعور بالغبن والظلم والخوف من الحاضر والمستقبل .

لكن وسط كل هذه الخيارات يقرر عبد الباسط ورفاقه البقاء في أرض المعركة وعدم رفع راية الاستسلام يقررون القتال والمقاومة بكل السبل حتى آخر رمق ، وهو خيار صعب لكنه شجاع لأنه وعلى الرغم من كونه ظاهريا يعكس نهاية قد تكون حتميا وبسبب ظروف الحرب هي الموت لكنه باطنيا يحمل رغبة أقوى في الحياة ، هي فقط الحياة أو الممات معنى ينم عن رغبة دفينة في البقاء والحفاظ  على الكرامة وصيانة الوطن والاستعداد للاستشهاد من أجله وهي تضحية خالدة وحده التاريخ سيحفظ مكانها ويوثقها للأجيال القادمة ويجعلها رسالة واضحة تتكرر عبر صفحات الماضي والحاضر ، فالربيع العربي الذي كانت سورية واحدة من البلاد التي عاشتها هو استمرارية وليس قطيعة وبداية لمرحلة جديدة وليس أبدا ايذانا بالنهاية لأنه وان حمل بين طياته الألم فهو أيضا يقدف باقة من الأمل في غد جديد أفضل فالدماء السورية التي سالت جراء الحرب التي حررت البلد وأعادت له استقلاله سيعيدها الحاضر عاجلا أم آجلا ويمحو عبرها السحابة السوداء ايذانا بشمس يوم جديد ،لكن في انتظار ذلك اليوم يستمر مسلسل العنف والدمار والتشريد الذي جعل الأطفال بدون مدارس والمرضى بدون دواء ولا راحة والمواطن بدون أدنى حقوق للمواطنة وحرية التعبير وأبسط سبل العيش ففجأة وجد كل الأبواب مغلقة فقد عمله ومنهم من ترك دراسته وفارق أحبابه على حين غفلة وبدون سبب مقنع فقط ذهبوا ضحية للجهل والطمع والعنف والارهاب وأبشع سبل القمع التي حولت الخلاف البسيط لاختلاف جعلته لا يعطي اعتبارا حتى للقواسم المشتركة التي جمعت ذات يوم أبناء نفس البلد سورية وهي اليوم تفرقهم وتعصف بهم وبتاريخ مشرق وجميل يذكر حمص التاريخ والحضارة والعمران في فيلم وثائقي يعيد من خلال حمص الاعتبار لسورية التي ترفض الاستسلام.

الجزيرة الوثائقية في

12.02.2014

 
 

المركز القومى للسينما.. تحويله لقطاع سينمائى

د . مصطفى فهمى 

رغم أهميته فى جميع دول العالم كمنبر لدعم السينما ، وصانعيها . إلا أن المركز القومى للسينما فى مصر لم يؤد دوره كاملا خلال السنوات الماضية أسوة بنظرائه فى الخارج ؛ مما جعل لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة تطرح مشروعا لتحويل المركز إلى قطاع ، للنهوض بحال السينما بعد سنوات من التدهور الذى صاحب الصناعة ، وتقليص مهام المركز.

يأتى هذا المشروع بعد اكتشاف اللجنة لتسريب اختصاصات المركز لجهات أخرى داخل الوزارة، مما أثر بالسلب على أدائه وجمد دوره الرئيسى كحلقة وصل بين الصناعة والدولة، ومن ثم تضاؤل وضعه الإدارى .. مما دفع اللجنة الرئيسية بالمجلس برئاسة المخرج خالد يوسف لإنشاء لجنة مصغرة لبحث سبل التطوير بعضوية د. أحمد عواض رئيس الرقابة على المصنفات الفنية ، والمخرج مجدى أحمد على الرئيس السابق للمركز، ود . خالد عبد الجليل مستشار الوزير لشئون السينما ، والسينارست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية والمنتج د محمد العدل.

وتوصلت لجنة السينما بتشكيلها الواسع بعد اجتماعها مع المهندس محمد أبوسعدة رئيس قطاع مكتب الوزير ورئيس صندوق التنمية الثقافية، إلى إعادة الهيكلة فى مسارين لإتمام التحويل، المسار الأول يعتمد على إعادة اختصاصات المركز المسلوبة تنفيذا للقانون 150 لسنة 1980، مع إعطاء صلاحيات أكبر لمجلس الإدارة، واتخاذ ما يراه من قرارات فنية إدارية لتكون وجوبية الاعتماد من رئيس قطاع الإنتاج الثقافي.

الجانب الآخر لخطة التطوير والتحويل يشمل منح المركز جميع الاختصاصات المالية والإدارية بعد الحصول على موافقة الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، على أن يبدأ العمل كقطاع من العام المالى 2015 ،2016.

وأخيرا يشمل القطاع إنشاء إدارات جديدة خاصة ..بالتسويق، وتسهيل تصوير الأفلام الأجنبية بمصر، وتطوير الثقافة السينمائية، والنشر السينمائى ،العروض ونوادى السينما ..إلى جانب تطوير مشروع الدعم وتفعيل مشروعى السينماتك ، متحف السينما..

وسوف يعتبر كل عضو من أعضاء اللجنة المصغرة ومجلس الإدارة مسئولا عن الإشراف على مشروع التطوير من خلال متابعته لأحد الأنشطة الرئيسية بعد تذليل العقبات الإدارية التى تعيق العملية الفنية والإبداعية. والأهم تدريب الكوادر البشرية فى الإدارات الجديدة حتى يتسنى للسينما المصرية المنافسة عالميا والوقوف فى مصاف مراكز السينما ذات الريادة على الساحة الدولية.

وتم رفع المشروع للسيد وزير الثقافة لكى يتم البت فيه بأسرع وقت.

الأهرام اليومي في

12.02.2014

 
 

«لا مؤاخذة»..

معالجة مختلفة للتمييز

هناء نجيب 

يعد فيلم «لا مؤاخذة» من الأفلام التى ترصد قضية شائكة وهى قضية الدين، ولكنها بطريقة مختلفة عما تعرضت لها أفلام من قبل. التأليف والإخراج لعمرو سلامة وهو ثالث أفلامه، والبطولة لكندة علوش (الأم) وأحمد داش (الطفل هانى).

تدور أحداث الفيلم حول شخصية هانى عبد الله بيتر وهو طفل تنقلب حياته رأسا على عقب بعد وفاة والده، واكتشاف والدته انه ترك ديونا كثيرة، فتضطر لنقل ابنها الى مدرسة حكومية بعد أن كان فى مدرسة خاصة ليواجه مأزق الاختلاف الطبقى الشاسع بين المدرستين، ويزداد الموقف تعقيدا عندما يضطر لعدم الكشف عن ديانته المسيحية والاستسلام لفكرة زملائه ومدرسيه الذين لم يلاحظوا اسمه كاملا وظنوا أنه مسلم.

اختار المؤلف عنوان الفيلم «لامؤاخذة» بمعنى هذا هو الواقع ولكن الشعور بإلإحراج، وزملاء هانى بالمدرسة الحكومية لقبوه بهذا الاسم لانه ينطبق عليه تماما، نظرا لأنه ينتمى لطبقة اجتماعية مرفهة وسط تلاميذ فقراء لا يفهم لغتهم فعندما سألهم المدرس فى أول يوم الدراسة عن وظيفة ابائهم، فرد كل تلميذ قبل مهنة أبيه (لا مؤاخذةوكرر الشيء نفسه هانى وقاللا مؤاخذة أبى مدير بنك...

يمتاز الفيلم بالجمع بين السخرية والهزل مثل وجود وصف الأقباط «بالعضمة الزرقاء» وجمعهم فى فصل واحد ومشهد آخر هزلى عندما تخيل أن هناك مياها سكبت على رأسه عندما قال مدرس الفصل «الحمد لله كلنا مسلمون».. استخدم المخرج اسلوب الراوى (الفنان أحمد حلميوكأنه يروى قصة للأطفال ولكن سرعان ما كان يتخلى عنها فى المشاهد الواقعية وركز على التمييز الطبقى من خلال منظومة التعليم المتدنية داخل المدارس الحكومية التى تؤدى بالتالى لعدم احترام الأديان الأخري. فنجد التلاميذ متشردين أما المدرسون فهم أكثر شراسة، فمثلا منهم مدرس يهدد الأطفال باستخدام السلاح الأبيض فى حالات الشغب، بالاضافة الى ضعف مستواهم فى تدريس المواد، حتى الناظر ضعيف الشخصية وليس صاحب قرار.. نتيجة اضطهاد التلاميذ لهانى تولد فى شخصيته العنف فتعلم لعبة الجودو حتى يحمى نفسه من قسوة زملائه عليه.. وهنا حاول المخرج ان يطلق إنذارا وهو ان العنف يولد العنف ويخلق شخصية غير سوية.. فنجد اننا أمام نوعين من التمييز بالفيلم النوع الأول طبقى والثانى ديني.

قدم الطفل أحمد داش دوره باقتدار .أما كندة علوش فتعتبر (ضيفة شرفلأنها لم تظهر على الشاشة إلا فى مشاهد قليلة وغير مؤثرة فى الأحداث. بذل المخرج مجهودا لكى يجمع تلاميذ فى وقت واحد، فتركيزهم فى الوقت ذاته جميعا صعب..أما الأغانى والموسيقى التى قدمها هانى عادل كانت متماشية مع تسلسل الأحداث .الديكور جاء ملائما تماما. نحن أمام نوعية جديدة، فهى لا تمثل حياة المسيحيين مثل فيلم «بحب السيما» أو النهايات السعيدة بين المسلمين والمسيحيين وتعانق الهلال والصليب مثل «حسن ومرقص» لذا ترك المخرج النهاية مفتوحة من خلال نظرات الطفلين المسلم والمسيحى لبعضهما..

الأهرام اليومي في

12.02.2014

 
 

أصغر فرهادي... عن «ماض» لا شفاء منه

بانة بيضون 

في جديده «الماضي» الذي طُرح أخيراً في الصالات اللبنانية، ما زال السينمائي الإيراني مسكوناً بالعلاقات الانسانية والعاطفية وتعقيدات النفس البشرية. نحن هنا أمام ما يشبه ملحمة إغريقية باستثناء أنّه لا مجد لأبطاله! كائنات معلّقة بين اليوم والأمس وغارقة في متاهة لا فكاك منها

قد يكون أول ما يفاجئ المشاهد في فيلم أصغر فرهادي «الماضي» (2013) الذي طرح أخيراً في الصالات اللبنانية، هو قدرته على تحويل الواقع اليومي المعيش إلى متخيل من دون أن يلجأ فعلياً إلى عناصر الدراما الاعتيادية. إنها تفاصيل شبه عشوائية من الحياة اليومية للشخصيات يشكلها فرهادي ويلصقها خالقاً عبرها ما هو أشبه بملحمة إغريقية باستثناء أنّه لا مجد يحيط بأبطاله، ولا هدف واضحاً يرنون إليه، وإن كان الشغف هو الذي يسيّرهم. ربما كان الاهتمام بالتفاصيل هو العامل الوحيد الذي يقترب بالفيلم من السينما الإيرانية.

في «الماضي»، لا نجد أياً من الخصائص النمطية للسينما الإيرانية (كما نعرفها من خلال كياروستامي أو مخملباف مثلاً) بشاعريتها أو رمزية القصص التي تتناولها أو واقعيتها التي تقترب من الوثائقي في أحيان أخرى، كما في «انفصال» الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي في 2012، وبجائزة «الدب الذهبي» في «مهرجان برلين»، حيث المشهد الافتتاحي للفيلم هو لسيمين وهي تطلب الطلاق من زوجها، كذلك الأمر في «الماضي». بداية الفيلم تبدو كأنها نهاية لفيلم آخر لم يره المشاهد الذي هو «الماضي» فعلاً. نرى ماري (بيرينيس بيجو) في المطار تنتظر بترقّب وصول أحمد (علي مصفا). ما نظنه لقاءً فرحاً بين الاثنين سرعان ما نكتشف أنه نهاية هذه العلاقة، فأحمد أتى من إيران إلى فرنسا ليكمل إجراءات طلاقه من ماري بناء على طلبها. هذه البساطة الساذجة التي يوهم بها فرهادي المشاهد تصبح تدريجاً أكثر تعقيداً كلما أدخل شخصية أخرى إلى متاهة العلاقات العائلية والعاطفية المتشابكة التي يبنيها. نرى طفلتي ماري اللتين نفهم في ما بعد أنهما من زواج آخر سبق زواجها بأحمد، ثم نشاهد طفلاً آخر هو فؤاد، الذي يتضح أنّه ابن سمير (طاهر رحيم) حبيب ماري الجديد، الذي يشاركها السكن. أحمد الذي استدعته ماري لإنهاء زواجهما يجد نفسه فجأة في قلب هذه النزاعات العائلية، بناء على إصرار ماري الغريب على أن يبيت في منزلها مدة إقامته، وتحويله إلى طرف في الصراع القائم بينها وبين ابنتها، وحتى بينها وبين حبيبها الجديد، والصراع بين الماضي والحاضر والزيجات وحتى الهويات المتعددة. كأنّ كل ذلك الجنون لا يكفي. يدخلنا فرهادي في متاهة أخرى عبر طيف زوجة سمير الواقعة في غيبوبة منذ محاولة انتحارها. قد تكون أقدمت على ذلك بسبب اكتشافها العلاقة بين زوجها وماري إثر الرسائل النصية المتبادلة بين الاثنين، التي أرسلتها إليها لوسي ابنة ماري، لكننا لن نعرف ما إذا كانت قد تسلمتها فعلاً قبل انتحارها. مهمة البحث عن حقيقة انتحار الزوجة، التي يدخلها فرهادي إلى حبكته ليست سوى وهم آخر يضعنا فيه ليقودنا نحو المعضلة الأساسية. إنّها التقنية نفسها التي يستخدمها في «انفصال» عبر إدخال شخصية مدبرة المنزل، التي تتهم الزوج بدفعها عن السلالم وخسارة جنينها، حيث تنشغل سيمين بهذه الأزمة الجانبية وبإيجاد جواب يوضح ما جرى ويبرئ زوجها من هذه التهمة، إلا أن ذلك لا يحلّ أزمة زواجها. هل إذا عرف سمير السبب الحقيقي لانتحار زوجته، سيتمكن من تجاوز الماضي، أو إذا عرفت ماري سبب عودة أحمد إلى إيران وهجره لها منذ سنوات، ستتمكن من المضي قدماً في علاقتها مع سمير؟ قد نتوهم مثل الشخصيات أنّ التحرر من الماضي يكمن في إيجاد الأجوبة عن هذه الأسئلة المعلّقة، لكن في اللحظات الأخيرة من الشريط فقط، يهدم فرهادي ذلك الوهم، الذي بناه لنا حين يقترب أحمد من ماري ليشرح لها سبب رحيله، وينتظر المشاهد أن يفهم أخيراً الحلقة الضائعة، ذلك «الماضي» الذي يبدو كأنه الفيلم المفقود الذي بني على ركامه هذا الفيلم، لكن ماري ترفض أن تسمع الجواب، وتصرفه قائلة إنّ ذلك لم يعد مهماً. ذلك الجواب هو نفسه الذي ما زال سمير ينتظره وهو يمسك يد زوجته الواقعة في الغيبوبة. في الحالتين، ليس هناك من جواب شاف. وأكثر ما يمثل فكرة الماضي ربما شبح الزوجة الغائبة التي ليست ميتة تماماً ولا حيةً فعلياً.

يعتمد فرهادي في طريقة إخراجه على ما يشبه البناء الهرمي. في كل مشهد، يضيف شخصية جديدة ويخلق رابطاً بينها وبين الشخصيات. كل حدث يودي بنا إلى حدث آخر، كأن كل مشهد باب يفضي إلى آخر، وفي كل مرة نظن أنّنا بلغنا ذروة الأحداث. يفتح نافذة أخرى تأخذنا إلى معضلة جديدة، حتى يفضي بنا إلى الباب الأخير الذي هو عودة إلى نقطة البداية، أو سقوط الهرم، تاركاً مكانه ذلك الفراغ الذي هو الحاضر. في إيقاعه أيضاً، يعتمد الفيلم على مبدأ البناء والهدم المتمثل في الإيقاع الدرامي التصاعدي الذي يبنيه عبر العلاقات المتأزمة بين شخصياته المجبرة على أن تتشارك السكن في منزل واحد. من خلال المواقف التي يضع فيها شخصياته، وعبر لعبة الكاميرا والحوار، يقلب فرهادي الأدوار ببراعة بين الشخصيات والأزمان. يظهر أحمد كأنه الزوج الحاضر، وسمير في خلفية المشهد متخلياً طواعية عن دوره. الحوارات المحتدمة بقوتها الدرامية، وخصوصاً المشاهد المصورة داخل المنزل، تقترب من المسرح، الذي درسه فرهادي قبل خوضه السينما، وقد تذكر إلى حد ما بتنيسي ويليامز، لكنها في الوقت عينه تحمل قدراً من العفوية والبساطة. يعزز قوة الحوار الأداء الرائع للممثل الإيراني علي مصفا، في دور أحمد، والممثلة الفرنسية الأرجنتينية بيرينيس بيجو، التي أتقنت ببراعة دور ماري وكل التناقضات التي تجسدها (نالت عنه جائزة أفضل ممثلة في «مهرجان كان»). كذلك كان الأطفال مذهلين، وخصوصاً الممثل الصغير الياس أغيس، الذي يؤدي دور فؤاد. الكاميرا بإيحاءاتها الرمزية هي هنا لتؤكد دوماً مراوحة الشخصيات مكانها، فلا تستطيع العودة إلى الماضي ولا البقاء كما مشهد الباب في أول الفيلم، الذي يرتج من ضربات ابن سمير المحبوس داخل غرفته، الذي يركله برجله محاولاً الهرب. وحين يفتح أحمد الباب ويسأله إلى أين يريد الهرب، يخبره فؤاد أن لا مكان يعود إليه. أو مشهد ماري وسمير يتكلمان في الخارج بينما الباب الزجاجي للصيدلية يفتح ويغلق في انتظار أن تتخذ الشخصيات قرارها بالرحيل أو البقاء.

في البدء كان المسرح

لا يذهب أصغر فرهادي في أعماله إلى إظهار العلاقة المضطربة بين بلده والبلدان الغربية، بل يسعى إلى الإضاءة على الأمور المشتركة بين الطرفين. وهذا ما أكّده في مقابلة أجرتها معه إذاعة WHQR الأميركية، حين شدّد على «أنني لا أريد أن أصبح بوقاً سياسياً. أنا مخرج ومتى سمحت لي الفرصة بأن أساعد الناس على فهم بعضهم بغضاً، وأقرّب الحضارات، فسوف أفعل هذا». أما المشكلات الاجتماعية التي تنعكس في أفلامه، فهي تعود إلى نشأته في طهران، حيث دأب على قراءة الأدب الإيراني وفهم مجتمعه. كما وجد في دراسة الأدب والمسرح صوتاً لتوجهاته الفنية والسياسية، ففي حين شكّل الأدب والقراءة خلفيته الأساسية، أدّت دراسته للمسرح إلى وعيه لأهمية الدراما ودمجها مع الأدب.

الأخبار اللبنانية في

12.02.2014

 
 

رقم صعب في السينما الإيرانية

فريد قمر 

لم يكن مصادفة فوز أصغر فرهادي بأوسكار أفضل فيلم أجنبي عن «انفصال»، فضلاً عن جائزتي «الدب الذهبي» و«غولدن غلوب». ها هو السينمائي الإيراني يضرب من جديد عبر فيلمه «الماضي». لا يحتاج هذا المخرج لذمّ بلاده كي تفتح العالمية أحضانها له، ولا لاتخاذ جلد الذات سلّماً للجوائز على غرار كثير من المخرجين الإيرانيين وحتى العرب. لقد انتزع اعتراف العالم من خلال أفلام تتخذ من الإنسان العادي محوراً لها. ما بناه في «انفصال» يواصله اليوم في «الماضي». عمل فريد آخر كأنه استكمال لسلسلة واحدة تتخذ من العلاقات الأسرية قضيتها.

في فرنسا، تدور أحداث «الماضي» الذي يتحدث عن أحمد (علي مصفا) الذي يعود من طهران ليوقّع على أوراق طلاقه من زوجته ماري (بيرينيس بيجو) بعد أربع سنوات من الانفصال الفعلي. يكتشف أنها تعيش مع سمير (طاهر رحيم) وهو رجل متزوج ولديه ولد، فيما زوجته تعيش في غيبوبة بعد محاولة انتحارها. يجد أحمد زوجته السابقة عالقة بين ابنتيها اللتين ترفضان الواقع الجديد وبين حبيبها الذي حملت منه، فضلاً عن الزوجة شبه الميتة التي قد تقوم من غيبوبتها في أي لحظة.

إنه عمل جديد يركز فيه فرهادي على المرأة، لكنه لا يرفع قضاياها شعاراً، ولا يشير ببنانه إلى الرجال، لا يصرخ ولا يبالغ تعنيفاً ليستجدي تعاطف الجمهور معها، بل يعالج الموضوع بأن يقتحم حياتها ومشكلاتها اليومية ممسكاً بمشاعرها أو أفكارها من الصميم. جعل أحمد يلعب دور المحفز على البوح في العمل، فلكل امرأة أسرارها ولكل منها اعتبارات تؤثر في تصرفاتها ولا تبوح بها، فيما يتلقى عالمها النتيجة فقط.

يُدخلنا المخرج في كمٍّ هائل من العقد الدرامية التي يشرح بها المشاعر البشرية المتناقضة. عقدة تلو عقدة وحقيقة تلو أخرى، تتكشف للمشاهدين الذين يدخلون رغماً عنهم في معضلة التعاطف بين حق المرأة بأن تختار حياتها، وبين حقوق أولادها عليها. إنّه الصراع القيمي من جديد، وصراع الحرية الشخصية التي تصطدم بحقوق الجماعة.

حبكة تقوم على القصة أكثر من أي شيء آخر. كل عناصر العمل تحوم حول نقطة ارتكاز واحدة. رغم انحصار أماكن التصوير بمواقع محددة، نجد أنفسنا أمام عمل مصقول جيداً، من الحوار الممتع والمفرط في الواقعية، الى التمثيل المبدع لكل من شارك في الشريط.

اللافت في الفيلم بساطته، بساطة التصوير والديكور والكلفة أيضاً. لا إبهار بصرياً ولا موسيقى تصويرية جدية. على العكس، عمد فرهادي الى استخدام توليفة من الأصوات الحقيقية كبديل للموسيقى التقليدية. تستحيل مثلاً أصوات احتكاك زجاج الثريات المنقولة في السيارة مقطوعةً موسيقية قائمة بنفسها. أصغر فرهادي بات رقماً صعباً في السينما الإيرانية، وشقّ لنفسه أسلوباً فريداً جداً يمثّل بصمته، ليقول للعالم إنّ رحم السينما الإيرانية قادر على إنجاب المزيد من المبدعين.

الأخبار اللبنانية في

12.02.2014

 
 

أمين معلوف يرنو إلى الفن السابع

محمد الأمين/ لاهاي 

الروائي اللبناني الذي انضمّ إلى «الأكاديمية الفرنسية» لم تشقّ مؤلّفاته طريقاً إلى السينما الفرنسية أو العربية. أسباب كثيرة تحول دون ذلك ربّما، لكنها ترجعنا إلى علاقته بالشاشة الكبيرة والكتابة للفن السابع

لدى الحديث عن العلاقة بين السينما والرواية العربية، يتصدّر اسم نجيب محفوظ المشهد. برغم مرور السنوات، استطاع الروائي المصري أن يحافظ على الفصل بين شخصية الكاتب السينمائي والكاتب الروائي. وقد نقلت مجموعة من أعماله إلى الشاشة الكبيرة؛ من بينها «ثرثرة فوق النيل»، فيما كان أول من قدّم القصة المكتوبة للسينما في «بين السما والأرض» (1959) لصلاح أبو سيف. لكن هذه العلاقة بين الروائيين والمخرجين في العالم العربي يسودها الخلل، حيث يتراجع مستوى السيناريوات، ويتعزز انعزال الروائيين وكتّاب القصة في مؤلّفاتهم. مع دخول أمين معلوف «الأكاديمية الفرنسية»، فُتحت لرواياته نافذة على السينما الفرنسية. لكن بالطبع فإنّ أعماله التي تتقاطع مع الحدود بين الشرق والغرب، وتنتقل مناخاتها عبر القرون والمدن، وتتنوّع بين المغامرات والسير المتخيّلة، والهويات والتاريخ، تتطلّب ميزانية كبيرة لنقلها إلى الشاشة الكبيرة، وخصوصاً مع غياب تجربة كتابة السيناريو عن معلوف.

لذلك، لم تشقّ أعماله طريقاً إلى السينما العربية أو الفرنسية، فمعلوف كان «مشاهداً أكثر من أن يكون لي حلم المشاركة» كما يقول.

في مقابلتنا مع صاحب «صخرة طانيوس» التي تمحورت حول الفن السابع، يقول: «لم أكتب للسينما، ولم أحاول أبداً أن أنجز شيئاً في هذا المجال، حتى في الأوقات التي تزامنت مع مشاريع لتحويل روايتي إلى الشاشة». وهذا يعود إلى «أن شعوري بكتابة سيناريو مختلفة كلياً عن كتابة رواية أو حتى مسرحية، فهي كتابة خاصة وأنا شخصياً لا أتقنها». يقول ذلك رغم علاقته القديمة بالسينما التي ترجع إلى طفولته. «أنا من جيل تفتحت عيناه على السينما»، وخصوصاً في بيروت التي أمضى فيها فترة صباه، حيث كان يتابع الإنتاجات السينمائية بشكل دائم. في فترة صباه، شاهد معلوف عدداً كبيراً من الأفلام، وتحديداً في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات التي ارتبطت فيها السينما العالمية بتصوير العالم الروماني. ثم تعرّف إلى أنواع سينمائية أخرى، إلى جانب «الأعمال التي كنا نشاهدها في المدرسة ولم تكن تجد طريقها إلى الصالات». ويضيف: «كانت عائلة لأصدقاء أهلي تمتلك صالة تعرض أفلاماً مصرية، وكنا نذهب إليها وكأننا أصحابها. هناك، شاهدتُ العديد من الأفلام المصرية؛ منها أفلام اسماعيل ياسين». ومع عدم امتلاكه أي تجارب سينمائية أو كتابة سيناريو، يؤكد معلوف أنّ «هناك دائماً مشاريع لنقل عدد من رواياتي إلى الشاشة، وفي معظم الأوقات كانت تصطدم بالكلفة، لأن الروايات التاريخية تقترن دائماً بالكلفة العالية حينما يكون هناك مشروع لإخراجها سينمائياً». ويشير إلى أنه يجري العمل على مشروعين لإخراج روايتَي «ليون الأفريقي» و«موانئ المشرق» سينمائياً. كذلك، هناك جهود جدية تبذل حالياً للتوصل إلى الميزانية الكافية لتمويل هذين المشروعين، و«آمل أن ينجح المشروعان وينفذا سينمائياً في السنة الحالية». إلى جانب هاتين الروايتين، «هناك مشروع آخر يخصّ عملاً ثالثاً وأتابع حالياً تفاصيله وقد يستغرق أكثر من عام من أجل تهيئة ميزانيته». ضمن إطار الحديث عن الأجواء التاريخية في روايته، وإمكانية نقلها إلى الشاشة، فإن السينما العالمية بما فيها السينما التاريخية تركز على المشاهد المتعلّقة بالجسد وجمالياته. فهل سلّط معلوف الضوء في رواياته على موضوعة الجسد؟ أو هل منحه المساحة الكافية، وخصوصاً أن الجسد في الرواية عامل مهمّ في إنجاح العمل السينمائي؟ «ربما هذا صحيح، فأنا لم ألعب أي دور في هذا المجال، حتى إن الجسد يكاد يكون غائباً في جل رواياتي، وقد تعاملت مع هذه المواضيع من منظور عقلاني، بعيداً عن الإباحية»، يقول قبل أن يضيف «إنها مسألة مطروحة في الشرق والغرب، ولها امتدادات في كل المجالات؛ بما فيها المجالات السياسية والاجتماعية»،

تشكّل أعمال معلوف الروائية مادّة قد تكون قريبة أيضاً من المسلسلات التلفزيونية، حيث تحضر تيمات الحوار مع الآخر والتسامح بقوّة، وهما من التيمات الحاضرة للمجتمعات العربية. هنا، يتمنى الكاتب دائماً أن تتحول كتاباته الى أفلام سينمائية أو مسلسلات، إلا أنه يعيدنا إلى «أنني شخصياً على الأقل أرى أن قدرتي محدودة على ترجمة ما أكتبه إلى صور أو حلقات، وبالتالي لا أعلم إن كانت ستتحول رواياتي إلى أعمال درامية في أحد الأيام».

الأخبار اللبنانية في

12.02.2014

 
 

البيانو العظيم | التشويق الفريد

بانة بيضون 

كيف يتحوّل الرعب المُتخيّل إلى رعب حقيقي؟ هل يشتدّ الرهاب النفسي إلى درجة تستقلّ مخاوفنا عنا وتصبح لها حياة خاصة بها، فتتكلم فعلياً وحتى تهدّد بقتلنا إذ لم ننصع لها؟ هذا ما يفكر فيه الموسيقي توم سلزنيك المصاب برهاب المسرح، حين يجلس أمام البيانو ليعزف أمام الجمهور ويقرأ بين النوتات سطراً مكتوباً بالخط الأحمر: «اعزف نوتة واحدة خاطئة وسأقتلك». توم مثل المشاهد يتساءل بقلق ما إذا كان يتخيّل كل ذلك أم أن رهابه النفسي بلغ حدّ الجنون. يقلّب توم برعب بين الأوراق وينفّذ ما تأمره به، فينسحب فجأة من خشبة المسرح ليذهب إلى حجرته حيث يجد سماعة يضعها على أذنه، فيكتشف أن مخاوفه قد طورّت صوتاً خاصاً بها تخاطبه به وتأمره بالعودة إلى المسرح للعزف. «البيانو العظيم» للإسباني أوجنيو ميرا ليس فيلماً عن موسيقي مجنون وإن كان يوحي لنا بذلك في بدايته. إذ سرعان ما نكتشف أنّ قاتلاً فعلياً يتربص بتوم سلزنيك الذي يلعب دوره إليجا وود، لكن الحبكة الروائية التي بني على أساسها الفيلم هي التي تخرج تماماً عن المألوف وتضعنا أمام فيلم تشويق فريد من نوعه بالأبعاد النفسية التي ترمز إليها الحوادث والشخصيات.

رغم أنّ مَن يطارد توم هو شخص حقيقي كما يصوره الفيلم، إلا أنّه يبدو كأنما هو خوفه، تقمص صورة هذا الرجل، ما يذكر إلى حدّ ما بهيتشكوك في حواراته ورمزية الرعب الذي يجسده الفيلم أكثر منها في لغته السينمائية. الفيلم لا يخلو من الطرافة عبر هذا الموقف الذي يبدو سوريالياً، حيث يتحدث توم مع الشخص الذي يهدده عبر السماعة ويغادر المسرح ويعود إليه وهو ينفذ أوامره بينما الجمهور يفسّر ذلك بغرابة أطوار الموسيقي ويستمر بالتصفيق حتى النهاية. السبب الذي يدفع جون كوزاك الذي يلعب دور كليم لمطاردة الموسيقي وتهديده عبر السماعة بقتله أو قتل زوجته، ليس هو المهم فعلاً. الممتع أكثر هو مراقبة التفاعل بين هذين الممثلين والحوارات المحتدمة التي تدور بينهما التي تجسد بذكاء لا يخلو من السخرية معركة المرء مع ذاته، خصوصاً أنّنا لا نرى كوزاك إلا في نهاية الفيلم. طوال الوقت، لا نرى من كوزاك سوى صوته الذي يطارد توم الذي يسمعه وحده. المذهل أنه في ظل تهديد كليم له والرعب الحقيقي الذي يواجهه، ينسى توم رهابه النفسي ويعزف ببراعة لا مثيل لها، ويذهب ليواجه كليم بشجاعة مبهرة بالنسبة إلى هذه الشخصية الخائفة المتردّدة التي تطالعنا في أول الفيلم. كأنما كليم ليس هنا إلا لمساعدته على تخطي خوفه. لا يبدو اختيار خشبة المسرح كساحة لهذه المعركة اعتباطياً. منذ صعود توم إلى الخشبة، ينفصل عن العالم الخارجي، وتتحول الخشبة إلى مسرح لكل تجسدات اللا وعي، كما الدخول إلى صالة السينما الذي يشبه تجربة الحلم بحسب التحليل النفسي .

الأخبار اللبنانية في

12.02.2014

 
 

The Lego

يحقق ثاني أعلى إيرادات في السينما الأمريكية خلال شهر فبراير

كتب: ريهام جودة 

حقق فيلم الرسوم المتحركة الجديد The Lego movie 69 مليون دولار في أول أيام عرضه بداية هذا الأسبوع في أمريكا الشمالية، ليصبح بذلك ثاني أعلى الأفلام الأمريكية التي تعرض في شهر فبراير بعد فيلم The Passion of the Christ للمخرج ميل جيبسون الذي حقق 83.8 مليون دولار عند عرضه في نفس الفترة عام 2004.

كما حقق الفيلم نجاحًا عالميًا بعرضه في عدة دول، وتجاوزت إيراداته 18.1 مليون دولار في 34 دولة ، منها 4 ملايين في المكسيك فقط .

الفيلم تم تنفيذه يتقنية 3Dويقوم بالأداء الصوتي فيه مجموعة من فناني هوليوود منهم ويل فاريل وإليزابيث بانكس ومورجان فريمان وليام نيسون وكريس بارت وويل آرنيت، ويستعرض الفيلم رحلة الدمية «ليجو» ومرورها بالعديد من المواقف الصعبة.

ورغم ما هو معروف عن توجه أفلام الرسوم المتحركة عادة للجمهور من الأطفال ، فإن استبيانا بين الجمهور الذي شاهد الفيلم أكد أن 55% ممن شاهدوه من الرجال، و41% فقط ممن ابتاعوا تذاكر العرض كانوا تحت سن 18 سنة.

وجاء فيلم The Monuments Men بطولة وإخراج جورج كلوني في المرتبة الثانية محققا 22.7 مليون دولار ، ليكون بذلك أعلى فيلم له يحقق تلك الإيرادات ، وقد تكلف الفيلم 70 مليون دولار ، وهو دراما كوميدية عن الحرب العالمية الثانية ، ويشاركه البطولة مات ديمون وكيت بلانشيت وجون جودمان ، وقد افتتح لأول مرة في مهرجان برلين المنعقد حاليا ، والتي يرى خبراء شباك التذاكر الأمريكي أنها الأنسب لعرض الفيلم حيث صور في ألمانيا ، ويستعرض الفيلم مجموعة من الأثريين والمعماريين والفنانين والمخرجين الذين يعكفون على القيام بعمل فني قبلما يقوم زعيم النازية أدولف هتلر بالقضاء عليهم.

وجاء فيلم Ride Along في المرتبة الثالثة محققا 9.4 مليون دولار في أسبوع عرضه الرابع لتصل إجمالي إيراداته إلى 105 ملايين دولار ، ومتفوقا بذلك على الفيلم الجديد Vampire Academy الذي خيب التوقعات بتحقيقه إيرادات ولم يحقق سوى 4.1 مليون دولار ، ليأتي في المرتبة السابعة ، رغم انتمائه لنوعية أفلام مصاصي الدماء وكانت الشركة المنتجة له تتوقع تصدره شباك التذاكر مثل سلسلة the Twilight حيث يتتبع رحلة 3 أصدقاء من مصاصي الدماء.

وحافظ فيلم الرسوم المتحركة Frozen على تحقيقه مزيد من الإيرادات ، حيث حقق هذا الأسبوع 6.9 مليون دولار ، ليبقى في المرتبة الرابعة ووصلت إجمالي إيراداته إلى 368.8 مليون دولار ، كما حقق 913 مليون دولار عالميا ، ليصبح بذلك أعلى رابع فيلم رسوم متحركة إيرادًا في السينما الأمريكية ، بينما جاء فيلم That Awkward Moment في المرتبة الخامسة هذا الأسبوع محققا 5.5 مليون دولار.

المصري اليوم في

12.02.2014

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)