كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

مخرج "لامؤاخذة" بندوة "اليوم السابع":

*معندناش ثقافة اختلاف والقدامى علمونا حاجات كتير غلط.. وعايشت "المدرس أبو مطواة" فى الحقيقة

أدارت الندوة علا الشافعى - أعدها للنشر محمود ترك و على الكشوطى

 

نقلا عن اليومى.. 

*وأحمد داش: بكيت فى مشاهد الدعاء لله ولا أعرف تفرقة بين مسلم ومسيحى..

*معاذ: طلبت من أحمد حلمى أن يشاركنا فى الفيلم.. و"اتهريت ضرب"

*أبوبكر: تعليمات المخرج جعلت جميع مشاهدى سهلة وبحب أغانى "الراب"

يكشف فيلم «لا مؤاخذة» الذى يعرض حاليا، عن الكثير من عيوب مجتمعنا التى نرفض الاعتراف بها، ويبدو أن ذلك كان السبب فى منعه مرارا وتكرارا من العرض وتعنت الرقابة ضده، وهو الأمر الذى يكشف فى طياته أن الأمر ليس مجرد منع عرض فيلم، بل أيضا وجود مجموعة من الأفكار المتحجرة والتى عفا عليها الزمن ما تزال مسيطرة علينا، فكل ما هو يختلف معنا مرفوض، وكل من يحاول كسر التابوهات مصيره المنع.

ورغبة من «اليوم السابع» فى الاحتفاء بكل ما يثرى السينما المصرية، ويحاول أن يخاطب عقل المشاهد، أملا فى تصحيح أفكار خاطئة متوارثة، التقت أسرة الفيلم فى ندوة خاصة، حيث حضرها مخرج العمل عمرو سلامة والأبطال الأطفال الذين تدور حولهم أحداث العمل وهم أحمد داش فى دور «هانى» ومعاذ فى دور «مؤمن» وأبوبكر فى دور «على».

·        كيف جاء اختيارك للوجوه الجديدة من الأطفال معك فى الفيلم؟ خصوصا أن المجموعة متميزة جدا؟

عمرو سلامة: بذلنا كثيرا من الجهد فى اختيار مجموعة العمل فى الفيلم، وأعلنا عن حاجتنا لاختيار أطفال على مواقع الإنترنت وأيضا مكاتب «الكاستينج»، وتقدم للاختبارات آلاف الأطفال حيث ذهبنا إلى المدارس أيضا وكانت معنا مدربة التمثيل مروة جبريل، وفى الحقيقة أن مروة هى من شاهدت الأطفال فى البداية وتم اختيار مجموعة منهم لكى أشاهدها بعد ذلك وأنتقى المناسب منها خصوصا أن %99 من الذين تقدموا لم يسبق لهم التمثيل.

وعندما بدأنا فى مرحلة التحضير، حرصت على ألا تكون هناك بروفات لأننى لا أحبها، وركزنا على قراءة السيناريو ومناقشة تفاصيل الشخصيات، وفى اليوم الأول كنا «مخضوضين» لأننا لم نكن اعتدنا على بعض لكن مع مرور الوقت بدأ كل شىء يسير طبيعيا.

ولم تكن لدى أزمة فى التعامل مع الطفل كممثل، وأتذكر هنا مقولة المخرج العالمى وودى آلان الذى قال إن أكثر ممثل يريحه فى التعامل معه هما الحيوانات والأطفال لأنهما لا يمثلان أبدا، لكن الأزمة الحقيقية التى واجهتنى كانت فى التعامل مع الأطفال بشكل عام، خصوصا فى مشاهد المدرسة، لأن هناك 50 طالبا فى الفصل و300 طالب فى فناء المدرسة، وهذا فى حد ذاته كارثة إنسانية، فمثلا أثناء التصوير أفاجأ بأن هناك «خناقة» بين الأطفال بدون أى سبب مثل خناقات فريد شوقى فى أفلام الأبيض والأسود، ويضحك عمرو قائلا: بعدما انتهيت من تصوير الفيلم وجدت نفسى رجعت لتدخين السجائر مجددا.

·        من أكثر طفل كان ملتزما معك أثناء التصوير؟

- عمرو سلامة: أبوبكر الذى جسد دور «على» كان دائم التأخير لكنه ملتزم جدا فى اللوكيشن، أما أحمد داش فكانت لديه طاقة تمثيلية زيادة ولكنه ذكى، أما «معاذ» فهو طبيعى جدا وهو أصغرهم، وبالمناسبة كنا نستعين بأشياء ليقف عليها معاذ ليظهر كأنه من نفس عمرهم.

·        صرحت من قبل بأن الفيلم يعد جزءا من تجربة شخصية لك، فى إحساسك بالاغتراب وعدم القدرة على الاندماج عندما جئت لمصر من السعودية فى مرحلة الطفولة، فمن من هؤلاء الأطفال استطاع أن ينقل إحساسك فى تجربتك الشخصية؟

- «لامؤاخذة» يعد أكثر فيلم أخرجته يشبه حياتى، لكنى فضلت أن أحول البطل إلى طفل مسيحى حتى تكون هناك دراما أكثر، وهو ما جعل الموضوع بعيدا قليلا عن تجربتى، لكن كل مشهد بالفيلم يلمس داخلى ذكريات بعينها، وباستثناء الدين فإن الفيلم بأكلمه يذكرنى بأشياء حقيقية، حتى أسماء الأبطال هى أسماؤهم الحقيقية.

·        لماذا جاءت نهاية الفيلم بهذا الشكل؟

- هذا ما أردت أن أعبر عنه، والقصة التى كتبتها فى البداية ووضعتها على المدونة الخاصة بى كانت نهايتها مختلفة، حيث كان البطل يقف على الفصل ولا يستطيع أحد أن يتكلم معه، لكننى عندما حولت القصة إلى الفيلم اخترت أن أغير النهاية.

·        وما الذى غيرته فى الفيلم بعد مواجهته لملاحظات وتشدد من الرقابة؟

- الرقابة اعترضت على أشياء كثيرة فى الفيلم، لكننى فى النهاية صورته كما يرضى عنه ضميرى، والمشكلة أن الرقابة تقريبا اعترضت على كل شىء فى السيناريو، وفوجئت بتعنت شديد لدرجة أن أحد الرقباء قال لى: إنت جاى تختبرنا، أنا لو وافقت على الفيلم ده نقفل الرقابة بكرة.

وأود أن أوضح أنه عندما قدمت السيناريو للرقابة لم أكن أتوقع كل ذلك الرفض، لكننى فوجئت بتشدد غريب، وتم رفض الفيلم أيضا فى لجنة التظلمات.

ومن الغرائب التى لا تحدث إلا فى مصر، أننى تقدمت إلى مسابقة وزارة الثقافة المتمثلة فى المركز القومى للسينما للحصول على دعم، تم اختيار السيناريو وحصلت على الدعم، وعندما عدت إلى جهاز الرقابة والذى يعد جهازا تابعا لوزارة الثقافة فوجئت مرة أخرى برفض الفيلم ومعنى هذا أن هناك موظفا ما فى الوزارة قام بالتوقيع على ورقة بمنحى أموالا ودعما من الوزارة لإنتاج العمل، ونفس الموظف قام بتوقيع ورقة أخرى ترفض إجازة الفيلم وعرضه!

·        مشكلتك مع الرقابة توضح أنه لدينا أزمة كبيرة مع المبدعين الذين يرغبون فى كسر «التابوهات» فى السينما المصرية، فأى فنان يقترب من الدين أو الجنس مثلا نجد اعتراضات كثيرة حتى إذا لم يكن هناك ما يسىء إليهما.. فمتى نتغلب على ذلك؟

- هناك إنكار حقيقى للواقع، كما أن هناك أزمة أجيال فى السينما، فهناك فرق بين طريقة تفكيرنا وطريقة تفكير الأجيال القديمة المسيطرة على الساحة.

وسأحكى هنا موقفا تعرضت له شخصيا، ففى مجلس الشعب السابق فى ظل نظام الإخوان، تأسس ما يعرف بـ«جبهة حرية الإبداع» كانت تضم إسعاد يونس وخالد يوسف ومحمد العدل، وذهبنا إلى مجلس الشعب لعرض مطالب الفنانين وجلسنا مع لجنة بالمجلس تسمى «لجنة الثقافة والإعلام» التى ترأسها وقتئذ محمد الصاوى، وفوجئت بأعضاء اللجنة والتى كانت تضم سلفيين يقولون لنا: «إنتم عملتوا مسلسل الجماعة علشان تشوهونا، وإن المسلسلات لا ينبغى أن تعرض فى شهر رمضان والتليفزيون المفروض يكون فى الدين»، والمفارقة أن أحد المعترضين على المسلسلات فى رمضان فوجئت بأنه من حزب الوفد، وسألته كيف تكون من حزب الوفد الليبرالى وتقول مثل هذا الكلام لكنه فاجأنى برده حيث قال: وهل هم مؤمنون بدينهم أكثر منى؟!

والجيل القديم لا يدرك أن المبدع حاليا من السهل أن يصل بفكرته إلى أى شخص عن طريق الإنترنت، وأن فكرة الرقابة من الأساس لم تعد تناسب العصر الحالى الذى يشهد ثورة تكنولوجية هائلة، وفكرة القمع أصبحت فكرة «هبلة»، وأنا أستطيع أن أشاهد ما أريد على الإنترنت وإذا قام النظام بمنع مواقع بعينها أستطيع أيضا أن أصل إليها عن طريق «البروكسى» proxy.

وأنا على يقين أننى فى المستقبل، لن أحتاج إلى الرقابة، فأنا هعمل أفلامى وأعرضها على الإنترنت.

وفى تأكيد على أن هناك اختلافا كبيرا بين الأجيال، عندما عملت قليلا فى السياسة وجدت أن جيل الشباب يستطيع أن يصلوا إلى اتفاق فى الأفكار رغم اختلاف اتجاهاتهم وهو ما لا يحدث فى الجيل الأكبر سنا.

·        الفيلم يتعرض أيضا إلى فكرة التفرقة بين الأشخاص خصوصا بين المسلم والمسيحى، فهل كان الأطفال بالفيلم يفهمون هذه المعانى؟

عمرو سلامة: لم يكن يهمنى أن يفهموا فكرة الفيلم بقدر أن يكون الطفل مدركا لما يتطلبه من المشهد الذى يصوره.

أحمد داش: أعرف هذه المشكلة من التليفزيون فقط، لكن مع زملائى فى المدرسة أو النادى لا توجد هذه المشكلة ولا أشعر بها، لكن ذات مرة وجدت الناس فى الشارع يكلمون والدة زميل لى باللغة الإنجليزية ويقولون لها «هاى» مثلا رغم أنها مصرية، لكن فقط شعرها أصفر، فالناس اعتقدت أنها أجنبية.

معاذ: لا أسأل زملائى وأصحابى عن ديانتهم، بس بعرف بالصدفة، وفى الحقيقة لا أشعر بفرق، وكل واحد حر فى ديانته «إنت صاحبى بنهزر مع بعض وخلاص».

·        النجوم المحترفون يضعون لمساتهم الخاصة فى أدوارهم.. لكن كيف كان الأمر مع الأطفال؟

عمرو سلامة: معاذ كان يفاجئنى كثيرا، وأكثر حد كان بيضحكنى، فمثلا مشهد المباراة لم يكن هناك تعليق مكتوب وكان مطلوبا من «مؤمن» أو معاذ فى الفيلم أن يقوم بالتعليق على المباراة، فقلت لهما تقمصا دور المذيع الرياضى، وبالفعل خرجت منه جمل لم أكن أتوقعها مثل «منتخب الساجدين يا جماعة».

معاذ: عندما وقفت أمام الكاميرا، وجدت نفسى أقلد المعلق الرياضى مدحت شلبى، وتقمصت دوره واقتبست إيفيهاته، ولقيت الناس فى اللوكيشن بتضحك.

·        وكيف كانت كواليس ما قبل التصوير؟

عمرو سلامة: طلبت من داش ومعاذ وأبوبكر ألا تكون بينهم صداقة، و«ميتصاحبوش على بعض»، لكن مع أول يوم تصوير وجدت أنهم أصبحوا أصدقاء.

·        وما تعليقك على طلب عمرو مصطفى منع الفيلم؟

عمرو سلامة: عمرو مصطفى ملحن ومطرب هايل وبس.

معاذ: أنا زعلت إنه طلب منع الفيلم علشان موضوع الكنيسة ودخول المسلمين الكنيسة.

·        ألقيت بالمسؤولية فى الفيلم على المجتمع بأكمله وجعلته السبب فى رفض ثقافة الاختلاف.. لماذا؟

- لأن المسؤولية مشتركة بين الجميع وليس من فى السلطة فقط، فمثلا بعد ثورة يناير الناس قالت إن «البلاعة اتفتحت» والثورة أخرجت أسوأ ما فينا، لكن الحقيقة أننا لدينا مشاكل كثيرة وميراث هائل من الأفكار الخاطئة التى تغرس بداخلنا منذ طفولتنا ونتربى عليها، فنحن نعشق التصنيف» فلول.. عسكر.. إخوان.. زملكاوى.. أهلاوى».

·        لماذا ظهرت كندة علوش بدور مسيحية غير متدينة؟

- كندة فى الفيلم أو «والدة هانى» مختلفة عن طائفة زوجها، وأنا لا أفهم لماذا يستغرب الناس من عدم تدين كندة فى الفيلم، فهى مش متدينة وفى وقت حست بالضعف وحست إنها محتاجة لدعم وبتقرب من ربنا.

·        أبوبكر.. كيف قدمت شخصية التلميذ البلطجى والمشاغب فى الفيلم رغم أنها عكس شخصيتك؟

أبوبكر: أنا من منطقة شعبية وأرى نماذج كثيرة من هذه الشخصيات، واستمعت إلى نصائح أستاذ عمرو الذى وجهنى كثيرا، وأنا بدأت التمثيل فى مسلسل الكارتون «بكار» وعملت شخصيات كتير فى المسلسل، وعملت فى آخر موسم شخصية «حسونة» واشتغلت فى بعض الإعلانات، كما أننى أغنى «راب» وغنيت فى الفيلم أغنية راب وهى فى الأصل «بتاعة أخويا» بس أنا استلفتها منه.

·        كيف جاء التعاون مع هانى عادل فى وضع الموسيقى التصويرية وأغانى الفيلم؟

- هانى قرأ السيناريو، وعقدنا جلسات عمل كثيرة للوصول إلى فكرة مزيكا تناسب العمل، وكان معنا الشاعر وليد عبدالمنعم، وفى النهاية توصلنا إلى أغنية الحروف التى تعبر عن الفيلم بشكل كبير.

·        ومن الذى أقنع أحمد حلمى بالمشاركة وعمل التعليق الصوتى على الفيلم؟

- عمرو سلامة: حلمى كان يزور اللوكيشن وفجأة طلب منه معاذ أن يشارك فى الفيلم، وقال له حلمى: شوف لو ليا دور معاكم أعمله فورا، وتحول الموضوع من هزار إلى جد وطلبت منه أن يقوم بالتعليق الصوتى على العمل.

·        ما شعورك عندما تجد أفلاما تافهة توافق عليها الرقابة وفى نفس الوقت ترفض أفلاما جادة بحجج واهية؟

- القانون مطاط ومبنى على أهواء شخصية، فمن الممكن أن تظهر ممثلة شبه عارية لكن لا تناقش مشكلة لمسيحى أو تتعرض لقضية سياسية، والأزمة الحقيقية لا توجد فى الرقيب بل فى القانون.

·        وما قصة المدرس أبومطواة الذى ظهر فى الفيلم؟

- هذا المدرس شخصية حقيقية شاهدتها بعينى، كما أن المدرسة التى تحرش بها الأطفال هى أيضا شخصية حقيقية.

·        بالنسبة للأطفال ما هى أصعب مشاهدهم فى الفيلم؟

معاذ: المشهد اللى بيضربنى فيه «على» بالقلم، «ده إيده كبيرة والمشهد اتعاد 10 مرات» وبصراحة مكنتش قادر أستحمل.

أحمد داش: مشهد بكائى فى السرير ودعائى لربنا، وأيضا مشهد دفنى للسلحفاة حيث كان مطلوبا منى أن أبكى «ومحدش رش لى مياه فى عينى».

أبوبكر: بصراحة مفيش مشاهد صعبة لى.

اليوم السابع المصرية في

09.02.2014

 
 

فيلم «لامؤاخذة»..

قضيةمهمة خذلتها الدراما

محمود عبدالشكور 

يقدم عمرو سلامة مؤلفا ومخرجا قضية خطيرة فى فيلمه «لامؤاخذة»، وهى مشكلة التمييز عموما ضد الآخر، وبشكل خاص التمييز الدينى، ولكن الفيلم، وهو العمل الثالث له تأليفا وإخراجا بعد «زى النهاردة» و «أسماء»، لم ينجح فى تقديم دراما متماسكة تحمل فكرته، فانفرط العقد فى النصف الثانى من الفيلم، وغابت الدوافع والتفسيرات، واختلطت فكرة انهيار التعليم بفكرة التمييز الدينى ، ثم دانت الغلبة لقضية فوضى التعليم، التى رأينا نماذج كوميدية كثيرة سابقة لها مثل فيلم «الناظر» للراحل علاء ولى الدين ومن إخراج شريف عرفة، تحتاج الأفكار الكبيرة إلى دراما قوية، وإلا وقعت فى التشويش والفوضى، وهذا ما حدث فعلا، رغم اجتهاد عمرو الواضح، ورغم طموحه الذى لا يمكن إنكاره.

يرسم الفيلم فى بدايته ملامح حياة نموذجية، يعيشها الطفل المسيحى هانى عبد الله بيتر «يلعب دوره الطفل الموهوب أحمد داش» فى مدرسته الخاصة، ووسط أب يعمل مديرا فى أحد البنوك «هانى عادل»، وأم تعمل عازفة لآلة التشيللو فى دار الأوبرا اسمها كريستين (الممثلة السورية كندة علوش)، الراوى الذى يؤديه بالصوت أحمد حلمى يعلق على هذه الحياة المثالية، التى تكاد تعزل الأسرة المسيحية عن مجتمعها بأكمله، لا نشاهد سوى علاقة صداقة بين هانى وشاب مسلم اسمه أمين، لا نعرف عنه سوى أنه يحاول أن يكمل تعليمه، فجأة يموت والد هانى بطريقة هزلية مفاجئة، وتضطر أمه كريستين إلى نقل طفلها الوحيد إلى مدرسة حكومية، ولا تنسى (دون أن نفهم دافعها إلى ذلك) أن تحذر ابنها من إظهار هويته المسيحية، أو الحديث فى الدين مع زملائه، وعندما يصل هانى إلى مدرسته الحكومية تبدأ معاناته.

تتضح مشكلة الدراما فى أننا تقريبا وحتى منتصف الفيلم، نفهم شعور هانى بالاغتراب على أنه بسبب فوضى الحياة التعليمية، فى الواقع نحن أمام وكر للجانحين وليس للتلاميذ، المدرسون أنفسهم أقرب إلى الفتوات، بل إن أحدهم اسمه شقاوة، ويحمل معه مطواة، نتيجة تحذيرات الأم لابنها، ونتيجة لا كتشاف هانى أنه الطفل الوحيد المسيحى فى الفصل، يقوم بإنكار هويته الدينية، ورغم ذلك تزيد عزلة هانى عن زملائه أساسا بسبب هذا التفاوت الفادح بين مستوى التعليم الحكومى، ومستوى التعليم الخاص، هم أصلا لا يعرفون هويته الدينية، ولكنهم يشعرون بأنه متميز عنهم طبقيا، ومع ذلك يواصل الفيلم رحلة هانى فى محو هويته الدينية لكى يقترب أكثر من زملائه، لدرجة أنه يغير من صور منزله التى تثبت هذه الهوية، حتى لا يراها زملاؤه عند زيارتهم له، بل إن هانى يشارك فى مسابقة للإنشاد الدينى الإسلامى، ويفوز فيها، كل ذلك فى محاولة لكى يتخلص من لقب «لامؤاخذة» الذى أطلقه عليه زملاء الفصل من باب السخرية من طبقته الرفيعة، ومن مهنة والده الراحل، وليس من دينه الحقيقى الذى أنكره.

يبدو أن هانى متأثر بكلام وتحذيرات والدته، ويظل الفيلم مضطربا بين خطين: تمييز دينى هو المقصود، وفوضى تعليمية طاغية، حتى أمين صديق هانى القديم، يتحول إلى جفائه دون مبرر، وذلك عندما نراه وقد أصبح فجأة مدرسا للحاسب الآلى فى نفس مدرسة هانى الحكومية، ولكن كل هذا التملص غير المبرر من الهوية، لم يمنع من ضرب هانى على يد زملائه لسبب آخر، وعندما تذهب الأم كريستين، يكتشف الجميع أن هانى مسيحى، وهنا يتورط الفيلم فى مزيد من التحولات الغريبة.

سبب مأزق السيناريو هو أنه جعل انكار الهوية هى الأساس، مع أنه لو أراد أن يوصل إلى المشاهد فكرة التمييز لفعل العكس تماما، أى إن يعلن هانى هويته المسيحية منذ اليوم الأول، فيؤدى ذلك إلى عزلته عن مجتمعه من التلاميذ الفتوات، وحتى عندما اكتشف التلاميذ أن هانى مسيحى، لم تنحل العقدة ولا العزلة، فقد تحاشاه الجميع، ليس لأنه مسيحى، ولكن لأنه من أسرة ميسورة، ولديه أم يمكن أن تدافع عنه، ووصل السيناريو إلى قمة اضطرابه فى الثلث الأخير من الفيلم، عندما تحول هانى إلى النقيض تماما، أصبح متطرفا فى الاتجاه المضاد، عنيفا يمارس الكاراتيه بدلا من كرة السرعة «!» ويشتبك مع زميله الصايع فى خناقة ساذجة للغاية، ينتصر فيها وسط تصفيق الجميع، وكأن طفلا تنازل عن هويته يمكن أن يتحول فجأة بهذا الشكل العجيب، وكأن صياعة التلاميذ توازيها صياعة هانى، وكأن الحكاية كلها مجرد لعب عيال، ومقالب مراهقين، أريد لها أن تحمل وتعبر عن قضية خطيرة للغاية، وهى التمييز الدينى.

عمرو سلامة كانت تشغله قضية اغتراب أبطاله كثيرا فى فيلميه السابقين كمخرج ومؤلف وهما «زى النهاردة» و»أسماء»، بل إن قضية شخصية أسماء التى لعبتها هند صبرى فى هذا الفيلم الهام، لم تكن فقط نتيجة معاناتها من الآلام الجسدية إثر إصابتها بمرض الإيدز، معاناتها الأهم كانت بسبب حياتها فى مجتمع جاهل يسوده احتقار الآخر، ولكن أزمة الطفل هانى النفسية، لم يتم تأسيسها بشكل جيد، رغم الإعتراف بوجود الكثير من التفاصيل الذكية، سواء فى علاقة هانى مع والده الراحل، أو فى صداقته لطفلة جميلة اسمها سارة، أو حتى تفاصيل الطريقة الساخرة فى انتقاد فوضى التعليم الحكومى الذى نعرفه بالطبع، ولكن ظلت المشكلة واضحة فى أن العيب فى التعليم وليس فى التمييز، وأن وجود هانى فى مدرسته الخاصة، لم يكن سيعرضه لهذه البهدلة، لقد فشل المعادل الدرامى فى التعبير عن المعنى المقصود، هناك اجتهاد فى تنفيذ الفيلم، وأفضل إنجازات عمرو سلامة هى اختيار طفل موهوب اسمه أحمد داش حمل كل المشاهد تقريبا على كتفيه الصغيرتين، رغم أن معظم زملائه، وخاصة الطفل الذى لعب دور مؤمن، كانوا فى حالة مرتبكة، وينقصهم الكثير من التدريب، من الصعب أيضا الحديث عن أدوار حقيقية لكندة علوش وهانى عادل، لقد كانا ضيوفا على الفيلم مثل هند صبرى وآسر ياسين اللذين ظهرا فى مشهد واحد كعريس وعروسة.

أكتوبر المصرية في

09.02.2014

 
 

المريض النفسى على الشاشة....

قليل من الواقع وكثير من الأكاذيب !

محمد الدوى 

الـ «سيكو دراما» أو «سينما الأمراض النفسية»، هى الأفلام التى تعبر عن مرض نفسى معين، يُصاب به أحد أبطال الفيلم، وتتشابك حوله وتنسج عليه الأحداث، فهل عبرت، السينما المصرية عن الأمراض النفسية والمصابين بها بشكل سليم؟ أم إن الدراما تنسى وتتناسى الجانب العلمى، والأعراض المرضية الصحيحة من أجل خدمة السياق الدرامى وقصة الفيلم؟

البداية كانت منذ الخمسينيات، مع فيلم «المنزل رقم 13» لفاتن حمامة وعماد حمدى ومحمود المليجى، والذى كان -وقتها- نموذجا غير عادى لأفلام الجريمة التى أبدعها كمال الشيخ فى السينما المصرية، حيث يبدأ بجريمة يرتكبها عماد حمدى بدون وعى، وإن كان يتذكرها كما لو كانت حلمًا او كابوسًا، إلا أنه يجد على قميصه بقعة دم، كما يجد مفتاحًا غريبًا فى جيبه، نعلم فيما بعد أنه مفتاح الشقة التى ارتكب بها الجريمة، ومع تقدم الأحداث نعلم أن المجرم الحقيقى هو الطبيب النفسى محمود المليجى الذى يعالجه، وقد ساقه لارتكاب الجريمة تحت تأثير التنويم المغناطيسى؛ ليحصل هو وعشيقته على التأمين الذى رصدته الضحية قبل موته..

واستوحى المخرج الراحل كمال الشيخ فكرة الفيلم من خبر قرأه فى إحدى الجرائد عن طبيب نفسانى فى الخارج استعان بالتنويم المغناطيسى للسيطرة على شخص، وتوجيهه إلى إطلاق مسدس (فارغ) على شخص آخر، ولجأ الشيخ إلى المؤلف على الزرقانى لكتابة سيناريو الفيلم الذى جاء على صورة تخالف الفيلم المصرى التقليدى الشائع وقتها، بابتعاده عن الرقص والأغنية والأحداث الرومانسية أو الميلودراما...

ومن هنا زاد إقبال الجمهور على الفيلم بعد أن تيقنوا من أن فكرة الفيلم واقعية تماماً ولا تستند إلى الخيال المبالغ فيه، ثم ظهرت من بعده أفلام أخرى اعتمدت فى «التيمة» على مرض نفسى، والمصاب به –أى المرض النفسى- يقع فى مأزق، غالباً ما يكون هو عقدة الفيلم التى ينتظر المشاهد حلها بفارغ الصبر طوال الأحداث، مثل فيلمى «أين عقلى» و «بئر الحرمان» لسعاد حسنى فى السبعينيات.

والمشاهد لفيلم «آسف ع الإزعاج» لنجم الكوميديا أحمد حلمى سيجد قائمة من أسماء الأطباء النفسيين على تتر النهاية للفيلم، ويوثق بها القائمون على الفيلم اعتماد قصته وفكرته على مراعاة للجانب العلمى فى الأحداث، حتى لا يكون الفيلم مجرد عمل فنى قادم من عالم الفانتازيا والخيال، إلا أن مريض الفصام أو «الشيزوفرينيا» -وهو المرض الذى كان مصاباً به أحمد حلمى بطل الفيلم. 

ويقول الدكتور هانى السبكى أستاذ الأمراض النفسية أن المريــض بالشيزوفرنيا يتعــرض لهلاوس سمعية وبصرية غير حقيقية، ولا يهتم بملابسه وأناقته على الإطلاق، مثلما كان حلمى فى كامل أناقته واهتمامه بنفسه طوال الأحداث، كما أنه لا يدخل فى علاقات عاطفية ولو من باب الخيال كما حدث فى الفيلم، بالإضافة إلى أنه لا يبدو متماسكاً على الإطلاق، بينما كان حلمى فى الفيلم متماسكاً فى العديد من المشاهد، رغم أنه كان غير موفق بالفعل فى عمله وحياته الأسرية، إلا أن مدى التفكك فى الواقع يكون أشد ألماً وصعوبة بكثير.

ويؤكد السبكى أن هذه الأخطاء العلمية هى الطابع الأساسى لمعظم الأفلام التى تتناول المرضى النفسيين ، ومنها أيضاً فيلم «ميكانو» ، والذى يعانى بطله «تيم الحسن» من فقدان الذاكرة كل عدة أشهر نتيجة إجراء عملية جراحية لإزالة ورم فى المخ، وهى «تيمة» تستند إلى ظاهرة علمية معروفة تعرف بـ «فقدان الذاكرة القصيرة» «Short term memory lost» حيث يتعرض المصاب بهذا المرض الغريب والنادر، إلى حادث معين او اصطدام حاد يؤدى إلى تلف فى الفص الأمامى للمخ، وهو الجزء الذى يوجد به أكبر عدد من الخلايا العصبية المسئولة عن الذاكرة، مما يؤدى إلى ثبات الذاكرة القديمة بالنسبة للمصاب، بينما ينسى الأحداث الجديدة كل 10 ثوانٍ كحد أدنى، وثلث ساعة كحد أقصى، بينما يفقدها تيم كل عدة أشهر وهو ما يخالف الواقع، وهى نفس الفكرة التى اعتمد عليها مؤلف فيلم «فاصل ونعود» للنجم الشاب كريم عبدالعزيز.

أما فيلم «التوربينى» المأخوذ عن فيلم «رجل المطر»، فلم يهتم كاتبه السيناريست محمد حفظى بعمل الدراسة اللازمة حول المصاب بمرض التوحد، إذ إن الفيلم الأصلى به كافة التفاصيل، بينما غفل المؤلف عن أن المصاب بالتوحد.

أكتوبر المصرية في

09.02.2014

 
 

الوجـه القبيـح لـ"الحقيقـة"!!

خيرية البشلاوى 

بعد أسبوع حافل بالكدمات الكاشفة عن أسرار عائلية قديمة مشينة وأكاذيب واتهامات أخلاقية تعلن "دبلان فارو" ابنة النجمة الأمريكية المشهورة مايا فارو الاسباب التي دفعتها إلي إرسال الخطاب المفتوح إلي صحيفة نيويورك تايمز عن والدها بالتبني المخرج والممثل الأمريكي الشهير وددي ألين.

تقول ديلان: "لقد بذلت كل ما عندي من جهد وصلابة عاطفية حتي افعل ما فعلته.. فالحقيقة وحدها هي كل ما عندي وما امتلكه من ذخيرة.

والكلام يتناول فضيحة قديمة اتهم فيها وددي ألين بالاعتداء جنسياً علي "ديلن" ابنته بالتبني وقد احدثت حينئذ دوياً إعلامياً كبيراً.. والآن بعد مرور سنوات طويلة تعيد الأبنة فتح الملف القديم قبل إعلان جوائز الأوسكار بأيام قليلة واحتمال فوز فيلم "الياسمين الأزرق" الذي رشح لثلاث جوائز بإحداها. والفيلم آخر أعمال المخرج الاشهر وددي الين.

لقد فتحت الابنة مخزن ذاكرتها. ووضعت حقيقة مؤلمة أمام عشاق هذا النجم الكوميدي والمخرج اللامع وذلك من خلال لقاء نشرته مجلة "بيبول" هذا الأسبوع تعليقا علي الخطاب المنشور:

تقول ديلان: هذه هي ذخيرتي "الحقيقة".. فلست أملك مالا ولا إمكانيات دعائية ولا سيارات ليموزين ولا شقة فارهة في حي منهاتن كل ما امتلكه هو "الحقيقة" التي افصحت عنها في هذا الخطاب المفتوح.

وديلان كاتبة في الثانية والعشرين وكانت قد تعرضت لتحرش والدها في سن السابعة.. وفي هذا الاسبوع اثارت فضيحة مدوية بإزاحة الستار عن هذه الجريمة التي تعرضت لها.

قالت: حسب ما اتذكر فإن والدي مارس معي أشياء لم أقبلها.. ودافعني للكشف عنها الآن ليس بهدف إيذائه قبل إعلان جوائز الأوسكار واحتمال فوز فيلمه "الياسمين الأزرق".

تضيف: "لقد سمعت الكثير عن هذه الفضيحة وأنا سعيدة علي اتاحة الفرصة للإجابة عن هذه الأمور وهدفي من كتابة هذا الموضوع أن أضع الحقيقة علي الورق وبصوت لم يكن قادراً علي الكلام قبل ذلك.

بينما يقول محامي وددي ألين: أن اتهام ديلان لوالدها الآن مدفوعاً من والدتها مايا فارو.

ولكن ديلان تقول الناس يقولون إنني لا أتذكر ذلك الحادث علي وجه الدقة. ويقولون إن والدتي الشريرة قامت بغسل دماغي لأنهم يرفضون تصديق أن والدي المريض والشرير قد قام بالاعتداء علي جنسيا ولأننا نعيش في مجتمع يلوم الضحية ولا يغفر سلوكها وأن هذا "التابو" الذي يحرم ويمنع فضح المشاهير علي حساب ضحاياهم يبدو مقبولا ومبرراً.

تري المجلة إن الدافع الأكبر الذي جعل ديلان فارو تكتب هذا الخطاب المنشور بسبب تكريم المخرج وودي ألين الجولدن جلوب في 12 يناير الماضي ومنحه جائزة "سيسيل دي ميل" علي تجمل أعماله. وأمام هذا التكريم كتبت ديلان وشقيقها رومان فارو وأمهما ميا في تغريدة لهم تعبر عن اشمئزاز الثلاثة إزاء هذا التكريم.

وقد أظهر الابن "رومان" منتهي الشجاعة لتصديه دفاعاً عن الأسرة. وكذلك عندما قامت "دبلان" بكتابة خطاب يكشف عن الحقيقة.

وحتي تواجه ردود الفعل المتوقعة قالت ديلان للمجلة "أعلم أن هناك من يقول إنني "كاذبة" وهذا جزء من الحملة السخيفة ضدي وأن ما قمت به تعبير عن مرارة الانتقام لوالدتي أضافت "ولم أكن أدرك انني بهذا أخون كرامة الأسرة.. لقد شعر شقيقي بالتبني "موسي فارو" بالألم وأعلن عن مساندته لي.

صرحت شقيقه ديلان فارو "لينا دفهام": أن خطاب أختي المفتوح والمنشور إنما يعبر عن شجاعة وقوة وكرم. وقالت أمي غرست بداخلنا كراهية أبي لأنه قام بتمزيق أواصر الأسرة واعتدي علي اختي جنسياً وقد كرهته لسنوات بسبب ما فعله. وها أنا أري الآن أن ما فعلته ديلان مجرد طريقة للانتقام بسبب وقوعه في غرام "سون بي" وخيانته لنا جميعاً.

عبرت ديلان عن مشاعرها القوية إزاء تعليق شقيقها الجارح علي خطابها المفتوح قائلة إن شقيقها كسر قلبها فقد انفصل عن الأسرة منذ فترة طويلة. ولطالما اشتقت إليه فأنا أحبه. وكثيراً ما أفكر فيه. وهذه الخيانة التي أشار إليها ليست واردة بالنسبة لي ولا مقبولة من شقيقي الذي أحبه وأعزه وكبرت معه.

قالت: إن كلامه محض اكاذيب وما تحفظه ذاكرتي صحيحا وحقيقي. وما جري لي وأنا طفلة صغيرة هو "صليبي الذي أحمله" ولا أقبل أن تنجر عائلتي إلي هذا الدرك كما انني لا استطيع أن أبقي صامتة حين تحتاج أسرتي لي.

وقالت: جانب من الأسباب التي دعتني إلي كتابة هذا الخطاب أنني كنت ذات يوم أحب والدي حباً جما.

وفي مواجهته لهذا الاتهام دافع محامي النجم المشهور عنه بتوجيه اللوم إلي الممثلة مايا فارو مدعياً بأن التهمة التي وجههتها باطلة.

تقول المجلة إن ديلان ابنة ودوي الين بالتبني ليست سوي مخلب في الصراع القائم بين ألين ومايا فارو منذ سنوات مضت وفكرة الاعتداء عليها جنسيا مزروعة في رأسها من قبل أمها.

وأضاف المحامي "أن ردود فعل ودوي إلين إزاء هذا الاتهامه تركزت في كم هائل من الحزن بسبب ما حدث لابنته "ديلان".

وقبل أيام أعلن مندوب عن ألين للصحيفة التي نشرت خطاب ديلان "إن المخرج يري أن هذا الاتهام غير صحيح فضلا عن كونه مشيناً".

وفي تعليق لعشاق الين علي مواقع التواصل الاجتماعي. قال بعض العاملين في صناعة الترفيه ووسائط الميديا "أنهم يدعمون ديلان فارو ولكنهم في نفس الوقت لا يفضلون تقديرهم البالغ لأفلام ودوي الين من الاتهامات التي تصيب حياته الخاصة.

وحثت لينا دنهام اصدقاءها ومعجبيها علي مشاركتها قراءة خطاب "ديلان" اختها باعتباره مثالا للشجاعة والقوة والكرم.

قال أحدهم تعليقا علي ما جري "اختار أبطالك بعناية وكن مستعداً أن تدعهم يرحلون.. في إشارة إلي الاعجاب الجارف بالنجم الأمريكي.

وعلق آخر: بعد هذا الخطاب لا استطيع أن انظر إلي ودوي إلين بنفس الطريقة التي اعتدت عليها ولا يجب ان تفعل!

قالت الروائية سارة دسين "إن مقالة ديلان فارو اصابتها بالصدمة ووصفت "فارو" بأنها شجاعة جدا لكتابتها هذا الخطاب".

قال الممثل الكوميدي الأمريكي جيني جونسون في تغريدة "ربما يساعد ذلك ضحايا آخرين ويقنع "هوليوود" أن تتوقف عن تقبيل مؤخرة وودي الين".

كتب صحفي آخر "جاك مور" قائلا: وودي الين عبقري ولطالما عشقت أعماله طوال حياتي. ولكن تقدير فنه علي حساب حياة إنسانة جرحها وأساء إليها يجافي الضمير".

وفي وصفها لما جري حين كانت في السابعة قالت ديلان فارو في الخطاب المنشور "لقد أمسك والدي يدي واقتداني إلي مكان مظلم ومغلق في الدور الثاني وطلب مني أن ارقد علي بطني ثم هاجمني جنسيا.

ولم يحاكم أو يدان ودوي إلين علي جريمة التحرش الجنسي ابداً رغم ذلك.

وفي الخطاب وجهت "ديلان" سؤالا إلي أبطال فيلم ودوي إلين المرشح للاوسكار "الياسمين الأزرق" وهم إلك مولدوين وكيت بلانشيت وليس سي. ك: ماذا لو تعرضت طفلتك لهذا العدوان الجنسي؟؟.

ولم يعلن احداهم من خلال "التويتر" علي هذا السؤال.

لقد انتهت علاقة ميا فارو بالممثل المخرج ودوي إلين في 1992 عندما اثارت "ميا" هذا الاتهامه ضد إلين وعدها مباشرة ارتبط وودي الين بسون يجي برفين وهي أيضاً ابنة ميا فارو بالتبني.

حين ارتبط وودي إلين بالنجمة مايا فارو كونا ثنائيا غريبا فالمعروف أنه فنان متعدد المواهب وعصبي ومخرج فريد وكميديان من نوع خاص. وهي فنانة ناعمة ذات ميول إنسانية ولم يتزوجا بالمناسبة ولم يعيشا في شقة واحدة رغم التزام كل منهما ازاء الآخر.. ودوي إلين لم يكن لديه ابناء بينما فارو كانت أما لست اطفال بالتبني اشتركا في ثلاثة منهم كانت بطلة لافلامه اسند إليها بطولة 12 فيلما والاثنان لم تجمعهما صفات مشتركة وعلي ذلك اصبحا في فترة اشهر "زوجان".

ثم انقلب الأمر رأسا علي عقب عندما عثرت "ميا فارو" علي صور ابنتها سون بي برفين التي كانت تتبنها وهي في سن الثامنة. عارية تماما في شقة وودي إلين الذي كان سنه وقتئذ "56 سنة" واكتشفت في نفس الوقت علاقته الجنسية معها وكانت تبلغ حينئذ 21 سنة واستمرت علاقتهما حتي الآن وقاما بتبني طفلين وهما ابيشت "13 سنة" و"هاتري" "12 سنة" والاثنان اختارا لهما اسم اثنين من مشاهير موسيقي الجاز التي يعشقها وودي الين.

وحتي الآن ورغم تقدمه في العمر "77 سنة" مازال وودي إلين الذي وصف نفسه ذات يوم بأنه "اليهودي المطلق" يخرج الافلام الجديرة بالجوائز: "منتصف الليل في باريس" الذي فاز عنه بجائزة الجولدان جلوب كأحسن سيناريو وفيلم "إلي روما مع حبي" الذي لعب فيه دوراً رئيساً أيضا. وآخر أفلامه "الياسمين الأزرق" وددي الين أيضا عازف محترف لآلة "الكلارينت" وله عشاق ومريدون يترددون منذ فترة علي المكان الذي يعزف فيه مع فرقته في إحدي خانات نيويورك.

إلين - حسب قوله - لم يفهم ابداً سر انجذاب الجمهور لعلاقته مع سون بي التي تبلغ من العمر الآن "42 سنة" ويتساءل "أين الفضية؟ لقد احببت الفتاة وتزوجتها ومر علي الزواج أكثر من 15 سنة.. ولكن هذه العلاقة كلفته العلاقة مع جميع أبنائه بالتبني.

الطريف أن مايا فارو التي تعشق دور الأم في الحياة. قامت بتبني ستة أطفال آخرين بعد قطع العلاقة مع إلين. وانها الآن أمه لـ15 طفلا ميا فارو الآن في سن الثامنة والستين اصبحت مشهورة جداً في مجال المشروعات الإنسانية. وعملت سفيرة للنوايا الحسنة وسافرت إلي افريقيا وأولت اهتماما خاصا بدارفور.

حياة غريبة جداً علي ثقافتنا.. أليس كذلك؟!

رنـات

زيـزي وأشـياء أخـري

خيرية البشلاوى

قبل أن أشرع في الكتابة قرأت الفاتحة علي روح الفنانة زيزي البدراوي ودعوت لها بالرحمة والمغفرة.. فنانة عاشت محترمة فعلاً ورحلت في هدوء بعد معركة طاحنة مع المرض اللعين. والمؤكد أن حياتها لم تكن مزيجاً من الزبد والعسل مثل معظم من أمضوا حياتهم في حقل الفن وصناعة الترفيه السينمائي والتليفزيوني

لم تحظ زيزي البدراوي بتسليط الأضواء الساطعة من قبل وسائل الإعلام مثل الذين شاركوها بطولات الأفلام من نجوم السينما المصرية مثل أحمد رمزي. وسعاد حسني وشكري سرحان ومثل من وقفوا إلي جوارها في أفلام اعتمدت علي البطولة الجماعية. ولكنها حظيت دون شك بالاحترام وربما نعمت بالسكينة بعيداً عن صخب وزيف وقسوة الحياة الفنية.. وأقول "السكينة" بتردد لأن إصابتها بسرطان الرئة بسبب الإسراف في التدخين إلي الحد الذي ذكرته في بعض احاديثها حيث قالت إنها كانت تدخن مائة سيجارة في اليوم "!" الأمر الذي يجعلني أخمن حجم التوتر الذي كان يسيطر علي فنانة حساسة وإنسانة ذكية بدأت مشوارها الفني مبكراً واستمرت بإخلاص تقدم ما يسند إليها من أدوار بغض النظر عن مساحة الدور أو أهميته

لفت نظري بينما أتابع ما كتبته الصحافة الفنية بعد رحيلها يوم 31 يناير 2014. أن المعلومات الواردة والمنشورة عن زيزي البدراوي متضاربة وليست دقيقة حتي فيما يتعلق بملامحها الطبيعية التي لا تحتاج إلي مراجع علي سبيل المثال. تكرار عبارة "الفنانة الشقراء".. سألت هل كانت زيزي شقراء فعلاً؟ إنها امرأة مصرية مائة بالمائة من حيث الملامح والروح والحضور

صحيح أننا لا نجد مصدراً واحداً صحيحاً عن تواريخ ميلاد الفنانين مع أن لدينا نقابات فنية ويفترض أن تضم ملفات دقيقة من حيث المعلومات وتمثل مرجعاً لأي متخصص أو باحث ومع ذلك أتشكك جداً في أن تكون هذه "النقابات" حريصة علي امتلاك مثل هذه الملفات

ومن الأشياء المزعجة ايضا أن أقرأ أن هذه الفنانة المحترمة لم يزرها كثيرون من زملائها وزميلاتها في اخريات عمرها وأثناء صراعها مع المرض الذي غيبها. ثم أتبين من مصادر أخري أن مثل هذه المعلومة السخيفة يعوزها الدقة وأن كثيرات من زميلاتها حرصن علي زيارتها وحضور جنازتها

وفيما يبدو أن بعض الصحفيين يحبذون الاخبار السلبية خصوصاً التي تخالف طبيعة الأمور ظناً منهم أنها الأكثر إثارة

وأكثر ما اثار حفيظتي سؤال أجده بالغ السخافة وهو: هل زيزي البدراوي مسيحية؟؟ وهل ثمة فارق؟ وما أهمية هذه "الخانة" في البطاقة الشخصية للفنان. أو حتي للإنسان عموماً؟ الفارق الحاسم في مدي الالتزام والسلوك الاخلاقي والإنساني وفي قيمة ما تقدمه من فن. وموقفه عموماً الذي يدل عليه محصلة أدائه علي مسرح الحياة وفي الحياة الفنية

ثم ما أهمية أن ترتدي زميلة لها الحجاب أثناء المشاركة في الصلاة عليها بالرغم من أن هذه الزميلة مسيحية؟؟ وما هذه الحساسية الزائدة إزاء "الدين" إلا إذا كان الطابع العام يغلب عليه مشاعر التعصب وهو ذات الطابع الذي يولد مناخاً وبيئة صالحة للتطرف وللجماعات الإرهابية التي تقتل علي الهوية وتمنح نفسها حق الترويع والتصفية المعنوية لمن يخالفونهم في الدين

"زيزي البداوي مسلمة" هذا ايضا ضمن العناوين التي مرت عليّ وأنا أتابع المنشور عنها!! "زيزي البدراوي لم يمهلها العمر لكي تري أول أحفادها".. والمعروف أنها لم تنجب رغم زواجها مرتين. لديها أبناء أخت منهم هادي الباجوري وسامح الباجوري المخرج السينمائي.. ولم نقرأ أنها قامت بتبني أي منهما. صحيح "الخالة والدة" حسب ما يقول المثل. لكن يظل الفارق بين المعلومة الموثقة وبين الأعراف الدارجة

رحلت زيزي البدراوي وتركت مكانها لأجيال تأتي من بعدها وتملأ الفراغ.. ولكن مكانتها في تاريخ السينما موثقاً وستظل موجودة في قائمة الأفلام التي مثلتها.. فمنذ فيلم "بورسعيد" "1957" وهي حاضرة علي خريطة السينما.. وعلي خريطة الدراما التليفزيونية منذ السبعينيات.. والعديد من الشخصيات التي لعبتها يعاد اكتشافها مع تكرار عروض هذه الأعمال علي شاشات التليفزيون.. وسوف يظل اسمها الفني "زيزي البدراوي" الحقيقة الأكثر دلالة من اسمها الحقيقي المسجل في شهادة الميلاد: فدوي جميل البيطار.

المساء المصرية في

09.02.2014

 
 

الميديا تعولمها

أفلام الرعب يحبها الصغار ويستهجن مشاهدتها الكبار

بغداد – علي حمود الحسن   

"خنفوشردوا.. دموي.. إيموت.. فد شي.. إيجنن" هذه الكلمات غالبا ما يتدولها عشاق سينما الرعب لوصف افلام، تشكل اعلى نسبة مشاهدة لدى الشباب والفتيان في بغداد، بحسب جولة استقصائية لـ "ملحق فنون" في اماكن بيع الاقراص الليزرية، المتواجدة في الباب الشرقي والكرادة؛ إذ اتفق الباعة على ان "قصص العنف هي الاكثراستحواذا على ذائقة الشبابوتاتي بعدها افلام الاكشن والرومانسية الاجتماعية" ومفهوم العنف بعمومه يعني "اي فعل يمارس من طرف جماعة، أو فرد ضد أفراد آخرين عن طريق التعنيف قولاً أو فعلاً، يجسد القوة المادية أو المعنوية" وتكمن الخطورة في الوسيط الناقل، واقصد به السينما وقبل ذلك التلفزيون، اذ يتهافتون عليه حد التوحد والتسمر امام الشاشة، التي لم تعد صغيرة، ومن هنا جاء تساؤلنا عن الدوافع، التي تحث جمهور الشباب.. والى حدما الاطفال، على الاقبال على هذا النوع من الافلام؟

يجيب د.مفيد سليمان.. استاذ علم الجمال في كلية الفنون الجميلة / جامعة بغداد، بحكاية ابنه، الذي يواظب على هذا النوع، منذ عمر عشر سنوات، وهو اليوم في السادسة عشرة ومازال يفعل الشيء نفسه، وسبب ذلك يعــــود.. بحسب تقديره.. الى احداث العنف التي عصفت ببلادنا، فما يحصل في الواقع يؤثر تماما على نفسية الافراد، مارا على اسباب اخرى منها "الغرائبية" و"التشويق" لان الانسان غرائزيا لديه رغبة في ان يشاهد القتل، وهذا ماتفعله الميديا، التي تسهم في "ان تقبل هذا الذعر من دون ان يرف جفن". 

تشويق
لايراها التدريسي في كلية الفنون / بغداد.. علي انور، ظاهرة.انما هي وضع طبيعي لمتعة بصرية، يتوافر في جوهرها التشويق، لاتركز على الحدث انما تتفنن في صنع التوتر والترقب، فضلا عن مشاهد التقتيل وتقطيع الاوصال والدمـــاء.

التي تحبس الانفاس" لكنه ضد الولوغ بالدم، ويميل الى افلام هيتشكوك، المتضمنة تشويقا نظيفا، ويضرب مثلا بـافلام على شاكلة"سايكو - الطيور".  

طالبات وطلاب في الكلية أجمعوا على ان الاثارة  والتشويق واللغة السينمائية المبهرة هي ماتجعلهم يتابعونها بحماس، بالرغم من السادية: "... اشباح.. مصاصو دمـــاء..." 

تجدها سحر حكمت / اول تصميم / سدا لنوع من النقص في الاكتشاف.. 

"نكتشف عوالم غرائبية، بقدر ماهي بعيدة لكنها لاتختلف عن واقعنا، بل وتثأر لنا منه" فيما تعزو شهد سالم الولع بها ارواءً للرغبة بخوض تجربة مثيرة.. "تماما مثل ذهابنا الى مدينة الالعاب وصعود دولاب الهواء او نفق الرعب".  

ظاهرة كونية

"هذه الحمى، لاتخص بلدا بعينه، انما هي ظاهرة كونية رسختها عولمة الميديا" قال الباحث عناد الربيعي، مضيفا: "قرأ ت ان اشخاصا ينامون في الصيف قبالة صالة السينما كي يحظوا بمشاهدة اولى لفيلم رعب جديد" فهي بحسب تقديره جزء غريزي في الطبيعة الانسانية، انه "مزيج من الفضول والبحث عن كل ماهو غريب، فالانسان دائما يعجب بما لايفهمه".

"واهس"
كسبة وطلاب وموظفون، بأعمار متفاوتة، يحرصون على اقتناء الجديد منها، باعتبارها "واهس" انهم مدمنو خوف؛ يرون فيها احداثا مبتكرة وايقاعا سريعا وتنوعا في الاضاءة تجعلهم يحبسون الانفاس، وهم غالبا ما يتمتعون كلما اشتد الصراع.

شيماء كاظم / طالبة في جامعية اهلية / لاتسيطر على مشاعرها في ذروة الفيلم واحيانا تطلق صراخا واصواتا  اثناءه؛ مثيرة ضحك الجالسين حولهااجمع اصحاب محال بيع الاقراص الليزرية، ليث ومحمد وسعد كلاسيك، على تراجع الطلب على عموم الافلام، عدا "الاكشن والرعب" التي زاد الاقبال على إقتنائها، بحسب ليث الخفاجي.. صاحب محل، قال

هذه الافلام تصنع في هوليوود، تستهدف الفرد الاميركي قبل العالميالا ان تسارع التطور، ومن خلال الشبكة الاخطبوطية، صارت متاحة "فيما يعزوها سعد كلاسيك الى ايقاع العصر السريع وتزايد العنف المجتمعي وقلق الانسان من المجهول.

وغالبا ما يُسأل" عن "التعويذة" و"طارد الارواح الاخير" و"انت التالي" و"السماء السوداء" و"كاري" و"الشعوذة".

يظل الانسان باحثا عن الاثارة وكشف مجــاهل واسرار اشياء عصية ليس بمقدوره تجريبهــــــا.

الصباح العراقية في

09.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)