كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

هيفاء وهبى تعرى العقد الجنسية للمصريين

كتبت: هدى المصرى

 

عند سامح عبدالعزيز مخرج «حلاوة روح» الخبر اليقين والقاطع حوله وهو الفيلم الذى أثار أزمة رقابية مازالت مستمرة لاحتواء الفيلم على مشاهد بالجملة ما بين اغتصاب وتحرش وألفاظ خارجة إلى جانب تحول بطلته «هيفاء وهبى» إلى لوحة تنشين حول دورها فى الفيلم ومشاهدها المستفزة وهو ما تردد فى الفترة الأخيرة حتى تأجل عرضه لأكثر من مرة.

مخرج «حلاوة روح» فى حواره معنا يضع النقاط فوق الحروف حول التساؤلات التى فجرها الفيلم فى الشارع السينمائى.

سألته: نريد أن نعرف تفاصيل أزمة الفيلم مع الرقابة التى أدت لتأجيله لأكثر من مرة؟

- هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، ولا توجد أزمة رقابية وإنما كل ما تردد مجرد قصص وهمية اختلقها الإعلام لمجرد أن هيفاء بطلته، وكان الخلاف مع الرقباء فقط يتعلق بوجود ثلاثة ألفاظ تضمنها الفيلم واعترض الرقباء عليها فقمنا بحذفها.

هل تقصد أن بطلة الفيلم «هيفاء وهبى» سر أزمته؟

- وجود «هيفاء» أثار حفيظة مجتمع مستثار جنسيًا بالفعل، ومن حسن الحظ أن الفيلم يناقش هذه الأزمة التى تعانى منها المرأة كونها أنثى فى مجتمع قاس فى الحكم عليها ولهذا كان الهجوم الذى لقيه الفيلم لمجرد أن بطلته هيفاء وهبى مما يعكس ثقافة وعقلية المجتمع.

لكن بعض الصحف اهتمت بكشف مشاهد تتجاوز الخطوط الحمراء؟

- هذه المشاهد غير موجودة داخل الفيلم باستثناء ثلاثة مشاهد منها، وبخلاف ذلك فما نشرته إحدى الصحف من مشاهد لا علاقة له بالفيلم، فاعتراض الرقابة كان يخص بعض الألفاظ وهى ثلاثة فقط إحداها جاء على لسان طفل: «يا مرة» «يا وسخة».. «يا ابن ستين كلب»، ويؤكد كلامى بأن أزمة الفيلم «مفتعلة» خاصة أن أحمد عواض رئيس جهاز الرقابة صديقى وقد يكون ذلك سببًا لإثارة الأزمة أيضًا.

هل مشهد الاغتصاب ضمن أسباب أزمة الفيلم؟

- لا أصدق أن المجتمع وصل إلى هذه الدرجة من التفاهة، فحادث الاغتصاب ليس محوريًا فى الفيلم.. ولا تنسى أننى مخرج مصرى فى مجتمع مصرى وهذا يجعلنى رقيباً قبل الرقباء، بالفعل قرأت كل ما نشر عن الفيلم وقصته ما لا يمت لها بصلة لذلك لن أتحدث عن فيلمى كثيرًا وإنما سأترك الحكم للجمهور بعد مشاهدته لأننى أعتبره مثل اللوحة الفنية لا ينبغى لصاحبها أن يشرح مغزاها.

هل تتهم الإعلام بتشويه فيلمك؟

- اتهمه بالمبالغة والتضليل خصوصًا ما نشر عن «قبلة باسم لهيفاء» بلغ حد الإسفاف، فقد روج أن باسم رفض أن يقبلها فى الفيلم.

ما تعليقك على تشابه قصة الفيلم مع الفيلم الإيطالى «مالينا» حتى صورة أفيش الفيلم نفسه؟

- ردى على ذلك بأن هذا المشهد يتشابه كثيرًا مع مشهد «نيكول سابا» فى التجربة الدنماركية ورغم ذلك لم يتحدث أحد عن الفيلم الإيطالى لأن التجربة الدنماركية فيلم لـ«عادل إمام».

إذا لم تكن هناك أزمة رقابية فمتى نشاهد فيلمك؟

- توقيت عرض الفيلم معلومة لدى محمد السبكى منتجه لأنه المعنى بها، وهذه المسألة ليست من شأنى ولكن أحب أن أنوه أنه لن يكون هناك عرض خاص لـ«حلاوة روح» فى مجتمع لديه هذه الثقافة وهذا ما يحزننى.

هل ترى أن فيلمك الأخير تجربة مختلفة أم استكمال لتجاربك السابقة «كباريه» و«الفرح»؟

- بالتأكيد التجربة الأخيرة مختلفة لأنه لا يمكن لحلم أن يتكرر مرتين.

ما تقييمك لأداء هيفاء وهبى فنيًا وهل يمثل الفيلم بداية رحلة النضج الفنى؟

- سأترك الحكم للجمهور، فهيفاء وهبى كانت ترشيحى لأننى أراها الأكفأ لهذا الدور.

ومنذ اللحظة الأولى اتفقنا أنا والمنتج محمد السبكى والمؤلف على الجندى على هيفاء كبطلة لأننا لم نر سواها لأداء هذا الدور.

ما ردك على النقد الموجه للفيلم باستخدام الأطفال جنسيًا وخصوصًا فى مشاهد التحرش بالكبار لفظيًا وبدنيًا؟

- بالطبع أراه حكمًا ظالمًا خصوصًا ولم يشاهد أحد الفيلم حتى الآن، وتوظيف مشاهد الأطفال كان فى سياق الأحداث، وكل من كتب عن الفيلم قبل مشاهدته سيخجل من نفسه بعد أن يشاهده.

مجلة روز اليوسف في

08.02.2014

 
 

«الملحد» يواجه يوم القيامة

كتبت: سمر فتحي 

تشهد دور العرض السينمائى الأربعاء المقبل، أول فيلم من نوعه فى تاريخ السينما المصرية، وهو فيلم «الملحد» الذى أثار جدلا واسعا منذ بداية الشروع فى إنتاجه منذ 4 سنوات وحتى الآن.

الفيلم الصادم والجرىء بعد أن تجاوز المطبات الرقابية وحصوله على موافقة من الأزهر الشريف باعتباره يسجل رحلة شاب من الإلحاد إلى الإيمان.. واجه أزمة عنيفة ربما تحدث لأول مرة فى تاريخ السينما، برفض دور العرض استقباله بحجة وجود تهديدات لأصحاب دور العرض بعد أن تمكن أصحابه من المرور من أزمة قيادات جماعة الإخوان الذين أوصوا بمنعه من العرض قبل ثورة 30 يونيو.

أهمية فيلم «الملحد» حسب آراء صناعه أنه ينبه إلى خطورة صفحات التواصل الاجتماعى، التى تتزايد من مجرد صفحات شخصية ضالة إلى صفحات لروابط الملحدين حول العالم العربى.

إنه يواجه الإحصاءات المرعبة للملحدين فى مصر والعالم العربى، ويدق جرس إنذار لكل من يهمه الأمر لوقف هذه الخرافات والأكاذيب التى تستغل أزمات الشباب والعبث في عقولهم.

«الملحد» حسب روايات أبطاله يلخص معاناة جيل من الشباب وقع فى فخ الدعاة المتطرفين الذين أفسدوا عقول الشباب لفترة طويلة، ويفضح الجماعات المتطرفة التى أقحمت نفسها فى السياسة بدعاوى دينية مزيفة، وكادت أن تخرب وطنا بأكمله ويدعو إلى ضرورة وجوب خطاب دينى معتدل للأجيال الجديدة.

روزاليوسف ترصد الأزمة الأخيرة لفيلم «الملحد» بعد الإفراج عنه وخروجه إلى نور الإيمان.

«الملحد» بدأ التفكير فى إنتاجه عام 2009 وهو أول تجارب المنتج أدهم عفيفى، الذى حصل على موافقة من الرقابة دون إبداء أى ملاحظات، بعد أن تحصن بموافقة الأزهر الشريف، وهذا يعنى أن أحداثه وتفاصيله تخلو من الإساءة للإسلام والاعتراف بأن الفيلم يناقش قضية موجودة بالفعل فى المجتمع لا يمكن التنكر منها، خصوصا أن المؤلف وهو نفسه المخرج استعان بموضوعه من واقعة حقيقية عرف تفاصيلها عن قرب.

أسرة الفيلم «الوجه الجديد» محمد عبدالعزيز ويجسد دور «الملحد» و«محمد هاشم» الذى يجسد شقيقه و«ياسمين جمال» التى تجسد دور فتاة محجبة تعشق البطل و«صبرى عبدالمنعم» الذى يجسد دور الأب ويظهر فى الفيلم داعية إسلامى مشهور، أما شخصية الأم فتجسدها «ليلى عز العرب»، وقد حاولوا بكل الطرق تجاوز الأزمات التى تحول منع عرض الفيلم، والتى وصلت إلى حد التهديدات بإهدار دمهم من الجماعات الدينية المتشددة التى ترى أن الفيلم يروج لفكرة الإلحاد والكفر، وأنه يشوه صورة الدعاة والدين الإسلامى لتكون هذه الأزمة هى تمسك دور العرض فى الوقت الحالى بمنع عرض الفيلم خوفا من الهجمات الشرسة لهذه الجماعات المتطرفة.

جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وتحت رئاسة د. سيد خطاب أجاز الفيلم وأبدى إعجابه بالفكرة وأكد أن هناك موضوعات بدأت تفصح عن قضايا شائكة، وهذا أيضا ما أكده أيضا لنا رئيس الرقابة الحالى أحمد عواض بقوله: إن الفيلم تم إيجازه فى فترة سابقة قبل أن أتولى مسئولية الرقابة واقتصر دورى على اعتماد نسخة المطابقة، وأن الفيلم يخلو من أى إساءة ويتسم بالطابع الذى يسجل رحلة شاب من الإلحاد إلى الإيمان.

المفاجأة هى ما تردد من رفض دور العرض له، بحجة التخوف من الجماعات الدينية المتشددة، ورغم أن الرفض مازال قائما بعد أن فشلت جميع المحاولات مع دور العرض، فإنه حسب صناع الفيلم سيعرض فى 12 فبراير المقبل، وبسؤالنا «منيب شافعى» رئيس غرفة الصناعة هل من حق دور العرض الرفض أو المنع لعرض فيلم رغم حصوله على موافقة من الرقابة؟ أجاب: إذا رأت دور العرض أن الفيلم سيحدث مشاكل لها من حقها أن تمنع عرضه.

«ياسمين جمال» بطلة الفيلم وتقوم بدور فتاة محجبة يتوفى والداها فيأخذها صبرى عبدالمنعم لكى تتربى مع ابنيه «زيزو ومصطفى» كأخت ثالثة لهم ولكنها تعشق زيزو وتنشأ علاقة حب بينهما إلي أن يبدأ زيزو فى الصدام مع والده الداعية الإسلامى الذى يظهر على القنوات الفضائية لينصح الناس ويجيز بعض الفتاوى، إلا أنه فى بيته غير ذلك فيصطدم زيزو بهذه المفارقة والازدواجية ليرى والده شخصا يخطئ ويقول ما لا يفعله..

ياسمين أضافت: إن هذا التحول يجعل زيزو يبحث عن طريق صفحات التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عن شخصيات تشكك فى وجود الخالق، وأن تواجد البشر من أصل الطبيعة دون تدخل الذات الإلهية، ويبدأ بحضور جلسات واجتماعات لجماعات ملحدة للتعرف على أفكارهم وإقناعه بأن كل ما يحدث فى الحياة أفعال تنسب للشخص نفسه دون الاعتراف بوجود الخالق.

وقالت ياسمين: إن شخصيتها فى الفيلم دفعتها لكشف الستار عن الملحدين بوجه عام، والذين لم تكن تعرف عنهم شيئا، وأضافت بقولها: عندما عرضوا السيناريو لي تعجبت من كلمة «ملحد» وسارعت بالاتصال بمخرج ومؤلف الفيلم «نادر سيف الدين» لتفهم منه ما هو الملحد وبدأت التساؤلات التى أصابتها فى بداية الأمر بالحيرة ما هو الملحد؟ وهل هذه الشخصيات موجودة بالفعل أم لا؟

وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم - والكلام لياسمين - واجهت بعض العقبات فى منع عرضه، بسبب الهجمات التى وصلت إلى حد التهديد بالقتل من جماعات مجهولة الهوية، هذا بالإضافة إلى موقف دور العرض الذى أراه غريبا ومحيرا فى الحكم على فيلم لم يتم مشاهدته بعد.

الفيلم - حسب كلام ياسمين - يطرح قضية ويناقشها ويبدأ فى العلاج فهو ليس ترويجا للإلحاد ولكن الفن من وجهة نظرها هو مرآة للمجتمع الذى نعيش فيه والذى نجد فيه «الحرامى» و«المدمن» و«البلطجى» وأيضا «الملحد» فلا مانع من تجسيد هذه الشخصيات..

أما عن «أحمد رمزى» مؤدي الأغنية الدعائية للفيلم وهى من الممكن أن تلخص وضع علاقة الإنسان بالدين ويقول مطلعها «بكلمة الناس اهتدوا ومن جديد ابتدوا وبكلمة ناس ألحدوا وفى منهم اتخدروا الكلمة ديما ثمن فى السر أو فى العلن بشر بالخير أولا بعديها قوموا حذروا».

من الواضح أن الأغنية تنتقد أداء الدعاة وبالأخص الذين يظهرون على شاشات الفضائيات حول الكلمة التى يروجون بها رسائل لملايين من الجمهور وأنه مهما كانت الإملاءات التى توجه لهم من تلك القنوات فهو فى نهاية الأمر رجل دين يوجه خطابه الدينى على أحكام السنة والقرآن دون النظر إلى الفترة السياسية التى نعيش فيها وهذا ما ترصده حالة الفيلم.

وبسؤاله عن الفيلم الذى يظهر من خلاله فى 4 مشاهد تكون نقطة تحول للبطل للعودة للإيمان بوجود الخالق، وأن كل شىء مقدر ويسير على أوامره، فأجاب أن الفيلم يركز على جانبين لابد أن يأخذ به الأول الدعاة الذين يظهرون على شاشات الفضائيات وعلى منابر المساجد يرشدون ويقدمون النصيحة وبينما يهملون أبناءهم فى زحمة العمل والبحث عن الأموال والشهرة، الأمر الثانى هو الاعتراف بوجود الملحدين والعمل على علاجهم من جانب هيئات الدولة وتنبيه لمن يهمه الأمر لخطورة هذا المد الملحد.

السؤال المطروح هنا الآن.. هل سيتم الإفراج عن الملحد ويشاهده الجمهور فى دور العرض قريبا أم سيشهد موجات من النيران التى تعوق عرضه

مجلة روز اليوسف في

08.02.2014

 
 

«سكرين إنترناشونال»

تبحث إمكانية نجاح الأفلام الخليجية

تحت عنوان آمال كبيرة، نشرت مجلةScreen international ملفاً عن التطورات التي شهدتها صناعة السينما في منطقة الخليج، استطلعت فيه آراء خبراء الصناعة في العالم العربي، حول نمو حجم سوق الخليج والفرص الواعدة المتاحة فيه، وآفاق التعاون المشترك بين مؤسسات منتمية لدول مجلس التعاون الخليجي.

وركز محرر المجلة كولينبراون مدير تحرير منصة Slated الإلكترونية لتمويل الأفلام، على رصد إمكانية نجاح الأفلام الخليجية بسوقها المحلي، وهو ما علق عليه السينمائي محمدحفظي مؤسس شركة FilmClinic التي يقع مقرها في القاهرة، حيث يرى أن إحدى المشكلات في نموذج العمل بدول المجلس هي أن سوق الخليج لم يتم اختباره بعد فيما يخص الإنتاج المحلي، «قنوات تلفزيونية قليلة جداً تشتري الأفلام الخليجية، ببساطة لأنه حتى الآن لا يوجد إمداد منتظم من الأفلام، ولا استدامة في الجودة، أعتقد أنه في المستقبل سيحقق سوق الخليج استدامة ذاتية إذا توجه إلى الأفلام الكوميدية المعتمدة على النجوم، لكن حتى الآن بالكاد يوجد سينمائيون يقدمون أفلاماً جادة وإبداعية التوجه، وهم بهذا يبقون في مجال السينما المستقلة التي تتلقى دعماً من الحكومات والمهرجانات والمؤسسات غير الربحية».

في مصر، التي تراجع إنتاجها إلى نحو 25 فيلماً روائياً في السنة بسبب التقلبات السياسية، تستحوذ الأفلام على نسبة 60 - 70 في المئة من سوق العرض، لكن بشكل عام، تتراوح حصة الأفلام العربية في شباك الإيرادات العربي بين 15 - 20 في المئة فقط. هشام الغانم المدير العام للبرامج والعمليات في شركة السينما الكويتية الوطنية Cinescape، قام بإطلاق العديد من الأفلام التي تم إنتاجها من دول المجلس منذ عام 2004، لكنه وجد أن أفلاماً عربية قليلة، أقل من أصابع اليد الواحدة، تمكنت من بيع أكثر من 50 ألف تذكرة سينما في الكويت.

«المسئولون عن العرض في منطقتنا يعتبرون أن الأفلام المصرية وحدها هي التجارية. إذا تجاوزنا هؤلاء، تجربتنا تقول إن فيلمين أو ثلاثة فقط من بين الأفلام العربية حققت نجاحاً هنا، حتى لو كانت مصنوعة باحترافية وحققت نجاحاً في بلدها الأصلي، مثل الأفلام اللبنانية سكر بنات، BOSTA و «وهلّأ لوين؟»، ما نحتاج عمله هو بناء ثقة بين الجمهور وصناعة السينما في دول الخليج».

لكن ككل المبادرات التي تبدأ من الصفر، تكون هناك دائماً فجوات وتبعات غير مقصودة، مثل ما شرحه المحلل السينمائي علاء كركوتي، وهو شريك مؤسس في شركة MAD Solutions المتخصصة في تقديم الاستشارات المبتكرة في أنحاء العالم العربي، حيث عبّر عن قلقه من الأموال الزائدة التي تبددت في الإنتاجات السينمائية المنفردة خلال هذه المرحلة البكر من تطور صناعة السينما الإماراتية. «الأفلام الإماراتية تم دعمها بموازنات غير واقعية بالنسبة للجمهور المحتمل، كل الأفلام الروائية التي تم إنتاجها في آخر خمس سنوات كانت تكلفة كل منها مليون دولار على الأقل، مثل فيلم الرعب الإماراتي «جن» الذي أخرجه توبهوبر والذي تكلف 9 ملايين دولار. ورغم النوايا الجيدة، إلا أن هذا التدليل يمكنه أن يضر بصناع الأفلام الطموحين، بما أنهم سيعتادون على قدر معين من الرفاهية التي لا تتوافر في أجزاء أخرى من العالم العربي. خطورة الإنفاق الزائد أنه يمكن أن يؤدي إلى ثقافة الاعتماد عليه، وسيزيد من فقر المسئولية في العمل».

وأشار كركوتي إلى أن جوائز المهرجانات السينمائية تسهم بنسبة 1 في المئة في الدخل الإجمالي للسينما العربية. ويتوقع أن تكون الموازنة الإجمالية السنوية لكل المهرجانات السينمائية العربية ما بين 75 و100 مليون دولار، وهو رقم ليس بعيداً عن صافي العائدات الكامل الذي يحصل عليه موزعو الأفلام من مبيعات التذاكر في أنحاء العالم العربي». وأضاف براون أن إجمالي التمويل الذي تقدمه المؤسسات في أنحاء العالم العربي، يتراوح بين 12 و15 مليون دولار سنوياً، ما يعني أن صناع الأفلام عليهم الكفاح من أجل البحث عن تمويل.

لكن الصورة في جانب العرض تحمل المزيد من التفاؤل كما يرى رويشقرا المدير العام لشركة Shooting Stars للتوزيع السينمائي في الإمارات، حيث تتولى شركته توزيع أفلام وارنربروسبيكتشرز، وقد شهد في هذا العام نجاح فيلم Man of Steel الذي حقق أعلى إيرادات في تاريخ وارنربروسبيكتشرز بالمنطقة، «2013 كان عاماً جيداً جداً للصناعة ككل، حيث ارتفعت مبيعات تذاكر السينما بنسبة 16 في المئة مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي، المزيد من الشاشات تمت إضافتها للمناطق الرئيسية، والعديد من دور العرض متعددة الشاشات تمت إضافتها، وهو ما سيزيد من حجم الأعمال بشكل عام. يتبقى أن نرى إذا ما كانت هذه الإضافات ستحسن وضع السوق» يقول شقرا، بينما يضيف الغانم «النمو السكاني في المنطقة أضاف نحو 2 في المئة إلى الدخل السنوي خلال العام الماضي».

وتناول براون بوادر وآفاق التنسيق بين عواصم السينما الثلاث دبي، أبوظبي والدوحة، حيث تضم كل عاصمة منها مهرجاناً يحمل اسمها، ومؤخراً أسفرت رياح التنسيق عن تمثيل مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان أبوظبي السينمائي بشكل مشترك في فعاليات مهرجان كان السينمائي، «لأول مرة تشارك هاتان الإمارتان المتجاورتان في الجناح نفسه لتقديم عروض مشتركة»، كتب براون.

وعلى الإيقاع نفسه، قررت مؤسسة الدوحة للأفلام تعديل موعد مهرجان الدوحة لكي يصبح في مارس/ آذار بدلاً من نوفمبر/ تشرين الثاني، وهذا لتحسين أجندة العمل بصناعة السينما بالمنطقة، وسيتخذ مهرجان قمرة الدوحة السينمائي توجهاً شبيهاً بمهرجان ساندانس السينمائي، بحيث يتخصص في عرض الأعمال الأولى والثانية للمخرجين.

جانب آخر أضافه السينمائي خالدالمحمود، والذي أخرج فيلمه القصير «سبيل» ليصبح أول فيلم من منطقة الخليج يتم اختياره في مهرجاني برلين ولوكارنو الدوليين، «أود رؤية المزيد من الكيانات الحكومية أو المستقلة تقوم بالترويج لأفلام ومواهب الخليج، بدون النظر لانتماءاتهم، فما أراه الآن هو أن كل كيان يروج للفيلم الذي يدعمه أو قام بتمويله» يقول المحمود.

سينما الإمارات في «كليرمون فيران»

تشارك مجموعة من المؤسسات السينمائية من دولة الإمارات لأول مرة في مهرجان كليرمون فيران للأفلام القصيرة، الذي يقام في فرنسا، ويعتبر أهم التظاهرات السينمائية على مستوى العالم التي تحتفي بصناعة الأفلام القصيرة، وتنعقد دورته الـ 36 هذا الشهر، ويجذب إليه أكثر من 100 ألف زائر سنويّاً ويعتبر سوقاً حيوية لصناعة الأفلام القصيرة.

ويضم الوفد الإماراتي ممثلين عن «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، و»مهرجان الخليج السينمائي» ومشروع «فيلمي» التابع إلى مؤسسة «وطني الإمارات»، و(twofour 54) ولجنة أبوظبي للأفلام التابعتين إلى «هيئة المنطقة الإعلامية بأبوظبي».

الوسط البحرينية في

08.02.2014

 
 

فيلم «الشرطي الآلي»

خطوة أخرى في أفلام الخيال العلمي

عمان - محمود الزواوي 

يجمع فيلم «الشرطي الآلي» بين أفلام الحركة والمغامرات والخيال العلمي والجريمة والإثارة والتشويق. وهذا الفيلم هو ثالث فيلم روائي طويل من إخراج المخرج البرازيلي اللبناني الأصل خوزيه باديلها (بديعة)، وأول أفلامه الأميركية، ويشتمل الرصيد السينمائي لهذا المخرج أيضا على الإنتاج والتأليف.

يعيد فيلم «الشرطي الآلي» إلى الشاشة قصة فيلم «الشرطي الآلي» للمخرج بول فيرهوفين. وكان هذا الفيلم الجزء الأول في سلسلة سينمائية ثلاثية شملت أيضا فيلم «الشرطي الآلي – الجزء الثاني» (1990) وفيلم «الشرطي الآلي – الجزء الثالث) (1993). كما عرض المسلسل التلفزيوني القصير «الشرطي الآلي» في العام 1988 والمسلسل التلفزيوني الطويل «الشرطي الآلي» في العامين 1994 و1995.

تستند قصة فيلم «الشرطي الآلي» إلى سيناريو للكاتب السينمائي جوشوا زيتومير مبني على سيناريو الفيلم الأصلي للكاتبين السينمائيين إدوارد نيوميير ومايكل ماينر. وتدور أحداث الفيلم في المستقبل في العام 2028 في مدينة ديتروت الأميركية. والشخصية المحورية في قصة الفيلم هو الشرطي أليكس ميرفي (الممثل جول كينامان) الذي يكرّس جهوده لمحاربة الجريمة والفساد، ويتعرض خلال عمله لجراح بليغة في حادث تفجير سيارة قام بتنفيذه رجال شرطة فاسدون متآمرون مع زعيم العصابات المحلية.

في تلك الآونة تعكف شركة عملاقة متعددة الجنسيات على تطوير تكنولوجيا الروبوت أو الإنسان الآلي، خاصة بعد النجاح الذي حققته القوات المسلحة الأميركية في الخارج باستخدام الطائرات التي تحلق بلا ربان. وتجد هذه الشركة في الإصابات التي تعرض لها الشرطي أليكس ميرفي فرصة ذهبية لتحويله إلى شرطي نصف رجل ونصف إنسان آلي، وتتوقع انتشار هذه الظاهرة في كل مدينة، ما قد يعود عليها بمليارات الدولارات من الأرباح. وتقوم الشركة بالفعل بتزويد هذا الشرطي المصاب ببرامج الحاسوب الضرورية لتحويله إلى نصف رجل ونصف إنسان آلي، بما في ذلك برمجة دماغه وتزويده بقوة خارقة.

وبعد مرور هذا الشرطي بسلسلة من المشاكل والمواجهات وفصله عن زوجته كلارا (الممثلة آبي كورنيش) وابنه ديفيد (الممثل الطفل جون بول روتان) ينجح في الحدّ من نسبة انتشار الجريمة في مدينة ديترويت، ثم يتعقب زعيم العصابات المسؤول عن إصاباته ويقتله، كما يقتل الشرطيين المسؤولين عن حادث التفجير الذي وقع ضحيته ويقتل مدير الشركة الفاسد ريموند سيلارز (الممثل مايكل كيتون) بعد أن يستخدم زوجة وابن الشرطي الآلي كرهينتين. وفي النهاية، تتم إعادة بناء جسم الشرطي أليكس ميرفي في مختبر الشركة، ويلتئم شمله مع زوجته وابنه.

يطرح فيلم «الشرطي الآلي» في سياق قصته العلمية الخيالية طائفة من الموضوعات الراهنة كمعنى الإنسانية وعلاقات الأسرة وتأثير أجهزة الإعلام والرأي العام وجشع بعض الشركات وانتشار الفساد بين صفوف بعض سلطات فرض القانون. وتؤكد قصة الفيلم على تطوير شخصية بطل القصة أليكس ميرفي وتعامله مع جسمه الجديد كنصف آلي وعلاقته مع أسرته، ما يجعل شخصيته أكثر واقعية ويبرز الجانب العاطفي لهذه الشخصية، مقارنة بالأفلام الثلاثة السابقة في هذه السلسلة السينمائية. كما تلقي قصة الفيلم نظرة على الصراع الذي قد يواجه الإنسان في التعامل مع الآلة وتكنولوجيا المستقبل المتطورة. وتثير قصة الفيلم التساؤل حول ما إذا كانت المعايير الأخلاقية والقانونية تغفل العامل الإنساني في فرض القانون للحدّ من الجريمة، عن طر يق استخدام إنسان آلي يحلّ محل البشر.

ويتميز فيلم «الشرطي الآلي» بقوة إخراجه على يد المخرج خوزيه باديلها (بديعة) الذي يحافظ على سرعة إيقاع الفيلم وسلسلة المشاهد والمعارك المثيرة باستخدام أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المؤثرات الخاصة والصوتية. كما يتميز الفيلم بقوة أداء ممثليه، خاصة بالنسبة لفيلم حركة ومغامرات وخيال علمي، وفي مقدمتهم جول كينامان ومايكل كيتون وجاري أولدمان وصاموئيل جاكسون وآبي كورنيش. وبلغت تكاليف إنتاج فيلم «الشرطي الآلي» 100 مليون دولار، أي أكثر من تكاليف إنتاج الأفلام الثلاثة السابقة في هذه السلسلة، والتي بلغت مجتمعة 70 مليون دولار.

الرأي الأردنية في

09.02.2014

 
 

ثلاثة أفلام ناطقة بالعربية فى مهرجان «كليرمون فيران»

دعاء سلطان 

فى يومين متتاليين أمس وأول من أمس، وضمن أنشطة الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان كليرمون فيران للسينما القصيرة، تم عرض ثلاثة من الأفلام الناطقة بالعربية، من بينها فيلمان أحدهما تونسى والثانى مصرى، والثالث نرويجى تدور أحداثه فى المغرب. تباينت موضوعات الأفلام تماما، واتفقَت فى تلخيص ما نعانيه فى مجتمعاتنا العربية الفقيرة الثائرة المخدوعة.

«فيه قناصة.. مافيش قناصة».. هذا هو ملخص الفيلم المصرى «وردية يناير» الذى كان من ضمن عروض البرنامج الرابع عشر فى المسابقة الدولية لمهرجان كليرمون فيران.

الفيلم تدور أحداثه فى أيام ثورة يناير 2011.. يبدأ الفيلم بخطاب مبارك الأول، يشاهده فى المنزل ضابط أمن مركزى نقل نفسه قبل الثورة إلى الحراسات الخاصة، تصل زوجته إلى المنزل، وتحكى له عن معاناتها فى المشرحة مع شاب قتلته قوات الأمن فى أثناء التظاهرات، ثم تشكر الله أن زوجها نقل نفسه من الأمن المركزى، كى لا يكون سببا فى قتل المتظاهرين، بينما يؤكد هو لها أن كل من نزل فى هذه الثورة عميل وخائن!

يستقبل الزوج عقب خطاب الرئيس مكالمة على هاتفه المحمول -لاحظ أن هذه واحدة من سقطات الفيلم، فكما هو معروف كانت اتصالات الهواتف المحمولة منقطعة فى تلك الفترة- ثم ينزل من البيت.. يذهب إلى فندق ويقابل شخص مجهول، ونعرف بعد لحظات أن الزوج قناص، يختار ضحاياه من ثوار ميدان التحرير.. يشاهد فى عدسة البندقية زوجته بميدان التحرير، ويذهب إلى البيت ليجدها فيه.. وينتهى الفيلم.

الفيلم الذى أخرجه عماد مبروك بطولة هانى المتناوى ومى سالم، جيد وجدير بالمشاهدة والتأمل، ولكنه مرتبك كحالنا جميعا، فلغز وجود قناصة للداخلية لم يُجِب عنه الفيلم وطرح فى نهايته عبر لوحة أنه حتى الآن لم نعلم مَن الذى قنص الشباب فى التحرير!

ستشاهد الفيلم وتسأل نفسك: هل كانوا قناصة من الداخلية أم من جهات أخرى؟! خصوصا أن بطل الفيلم منتمٍ إلى «الداخلية»، ولكن مَن أعطاه أمر القنص شخصٌ غامض!

«فؤاد» فيلم نرويجى، لمخرج إيرانى الأصل نرويجى الجنسية! ما زالت العولمة تدهشنى.

الفيلم تدور أحداثه حول طفل مغربى اسمه فؤاد، يقرر أن يترك مهنته فى بيع السجائر للعمل كمساعد لمدرب سباحة نرويجى.. يطرح عليه فكرة تدريب المهاجرين غير الشرعيين على السباحة، ويأتى له بزبائن أفارقة ومغاربة كى يدربهم، ويقتسم معه الأجر.

مدرب السباحة نفسه مترهل وأوشك على الغرق عندما دخل فى عمق البحر، وبدلا من أن يبحث هؤلاء البؤساء عن مدرب آخر أكثر كفاءة منه، يتفاوضون معه على تقليل الأجرة طالما أنه فاشل! لم يتعلموا السباحة، وسيموتون غرقا فى مركب متهالك أَقلَّهم فى نهاية الفيلم مع الطفل «فؤاد» نفسه إلى المجهول الذى هو الموت بالتأكيد.

تحدثت مع مخرج الفيلم إيرانى الأصل نرويجى الجنسية «فرزاد سام سامى» وسألته: لماذا أخرج فيلما عن المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا من المغرب؟! فقال لى: أنا من أسرة إيرانية هربت بنفس الطريقة من إيران منذ ما يزيد على عشرين عاما، وكنت طفلا وقتها.. لم أتمكن من إخراج فيلم عن المهاجرين من إيران، لكن الظرف نفسه يتعرض له كل من يهرب من وطنه باحثا عن حياة أفضل قد يموت وهو فى طريقه إليها.

الفيلم التونسى «سلمى» للمخرج محمد عطية، يدور حول زوجة شابة، توفِّى زوجها (سائق التاكسى) فى حادثة.. تعيش الأرملة الشابة مع ابنتها فى منزل تسكنه عائلة زوجها.. تخوض اختبار «السواقة»، وتنجح فيه.. تعلن لوالدة زوجها المتوفَّى أنها ستسوق التاكسى، فتنهرها الأم، وتؤكد لها أن شقيق زوجها هو من سيحلّ مكانه، وأنها لا يمكن أن تعمل كسائقة للتاكسى كى لا تفضحهم، فترضخ الأرملة الشابة وتوافق.. تسمع الحفيدة كلمات جدتها، فتعلّى صوت التليفزيون على أغنية، رغم أن أمها حذّرتها من قبل أن لا تفعل ذلك لأنهم فى فترة حِداد.. تتجاوب الأم مع تمرد ابنتها على عادات وقيم الجدة، وتأخذ ابنتها فى جولة بالتاكسى.

فيلم أخّاذ رغم بساطته، وفكرته قوية وواضحة.. الأجيال القديمة لن ترسم لنا حياتنا، وأطفالنا أكثر تمردا وجرأة منا.

التمرد دائما يفزع الأجيال القديمة ويصيبها بالإحباط. إنه يهدد وجودها ويضرب مسمارا فى نعش استقرارها وثباتها على ما عاشت عليه، فبعيدا عن الأفلام العربية والناطقة بها فى مهرجان كليرمون فيران، عُرض ضمن أفلام المجموعة الرابعة فى المسابقة الدولية الفيلم البلغارى الألمانى «Pride». تبدأ أحداث الفيلم بسائق تاكسى يتبع شابًّا، ويراه وهو يقبِّل شابًّا آخر.. نكتشف بعدها أن الشاب هو حفيد سائق التاكسى الذى كان جنرالا فى الجيش، ثم عمل سائقا بعد انهيار سور برلين وسقوط الاتحاد السوفيتى. يواجه الجد حفيده مثلىّ الجنس، ويعطيه محاضرة فى القيم والأخلاق، والحفيد صامت تماما. يتوجه الجد لاستقبال ابنته فى المطار، ليفاجأ بأنها تقوم بإجراءات الطلاق من زوجها بعد عشرين عاما من الزواج. ينصحها بأن لا تفعل، ولكنها مصرّة.. رجل عاش وهو متوهم أنه مستقر وهانئ، ليفاجأ بحفيده وابنته وقد هدما كل أوهامه.. هل كان استقراره وشعوره بالطمأنينة حقيقيا؟ وهل الأخلاق التى تربَّى عليها تصلح لأبنائه وأحفاده؟ هل تمردهم على الاستقرار والأخلاق -كما يعرفها- مجرد انفلات، أم أنها طبيعة الأشياء؟ وهل من طبيعة الأشياء أن يتحول جنرال فى الجيش إلى سائق تاكسى؟!

وللفن حدود يجب أن لا يتخطاها عندما يتعلق الأمر بالأطفال، فهناك أفلام تصيبك بالغثيان، وإن كانت جيدة الصنع. الفيلم البلجيكى «De honger» يبدأ بطفل لا يتعدى عمره سبع سنوات، يلعب فى إحدى المناطق النائية مع أصدقائه.. يشاهد هذا الطفل ممارسة جنسية كاملة بين شاب وفتاة فى مكان قريب.. تشاهده الفتاة وهى تمارس الجنس وتكمل ما بدأته.. نكتشف فى ما بعد أن الفتاة هى أخته، وينتهى الفيلم والشقيقان يصليّان معا قبل تناول العشاء!

لا أدرى ما هو مدى أخلاقية تصوير فيلم بطفل لم يتعدَّ السابعة من عمره، وهو يشاهد مشهدا جنسيا، وبالمناسبة لا يوجد قطع فى المشهد، فالطفل شاهد ورأى المشهد كاملا فى أثناء التصوير!

أيًّا كانت رسالة الفيلم والهدف من ورائه ومدى جودته، فلا أخلاقية فى فيلم بطله طفل يشاهد ممارسة جنسية كاملة.. عند حد تشويه الأطفال تتوقف حدود الإبداع تماما، فالفيلم رغم جودته يمثل انتهاكا واضحا لحقوق الطفل، كما أعتقد.

فى الدورة السابقة لمهرجان كليرمون فيران، فاز الفيلم الإسرائيلى «Welcome and.. Our Condolences» بجائزة لجنة تحكيم الشباب، وهذا العام ربما يفوز الفيلم الإسرائيلى «Deserted» بإحدى جوائز المهرجان، فالفيلم بديع فى فكرته وفى طرحه وطريقة سرده، وفى موضوعه الذى يدين الكيان الصهيونى ويزلزل استقرار عدالة قضيته فى العالم الغربى.

بدوى عربى يساعد مجندة فى الجيش الإسرائيلى تجتاز تدريبًا، وتتوه فى الصحراء، فيُقتل لأنه ساعدها، وتصمت هى عن منع قتله أو تبرىء ساحته بعد القتل، لأنها فاشلة، أما صديقتها التى تجتاز معها نفس الاختبار فقد كذبت واستعانت بخريطة وهو أمر ممنوع فى هذا التدريب.. إنه جيش من الكذبة المخادعين، لا ينزعجون من قتل الأبرياء.. هذا هو ملخص الفيلم الإسرائيلى الذى نال تصفيقا حارًّا من الجمهور فى «كليرمون فيران».

التحرير المصرية في

09.02.2014

 
 

بروفايل|

شادية.. "فؤادة" السينما المصرية

كتب : حسام بيرم 

تكسو ملامح وجهها بهجة وتفائل، ملأت بهما قلوب محبيها على مدار 37 عامًا من التوهج الفني قدمت خلالهم 112 فيلمًا، و10 مسلسلات إذاعية، ومسرحية واحدة.

ولدت "فاطمة أحمد شاكر" الشهيرة بـ"شادية" في حي "عابدين" أحد المناطق الشعبية في قلب القاهرة، في العشرينات من القرن الماضي.

اكتشفها المخرج أحمد بدرخان في "ستوديو مصر" حينما قدمت للمشاركة في فيلم "أزهار وأشواك"، وخطفت أنظار الحضور، في أول تجاربها الفنية التي كانت تقدم فيه دورا صغيرا.

رشحها "بدرخان" لدور البطولة في فيلم "العقل في إجازة" أمام الفنان محمد فوزي، وحقق الفيلم رواجًا كبيرًا ما جعل "فوزي" يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام منها "الروح والجسد"، و"الزوجة السابعة"، و"صاحبة الملاليم"، و"بنات حواء".

"شادية" صاحبة الوجه "البشوش والضحكة الصافية" قدمت أكثر من "دويتو" فني ناجح مع عمالقة السينما المصرية.

وحققت أفلامها إيرادات كبيرة مع الفنان أنور وجدي في "ليلة عيد" و"ليلة الحنة"، ثم توالت نجاتها مع الفنان كمال الشناوي فحققت إيرادات "بنت عمارات وجابت أراضٍ" على حد وصف "الشناوي".

شكلت مع الراحل محمود ذو الفقار "ثنائي تاريخي" قدما أفلامًا حفظت في أرشيف السينما المصرية لسنوات عديدة أبرزها "مراتي مدير عام"، و"كرامة زوجتي"، و"عفريت مراتي"، و"أغلى من حياتي" وهو أحد روائع ذو الفقار الرومانسية، وقدما من خلاله شخصيتي "أحمد ومنى" كأشهر عاشقين في السينما المصرية.

دخلت "شادية" مدرسة "محفوظ" الإبداعية في ستينات القرن الماضي، فقدمت روايات "اللص والكلاب" و"زقاق المدق" و"ميرامار"، و"شيء من الخوف"، و"نحن لا نزرع الشوك".

وقفت لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية "ريا وسكينة" مع سهير البابلي، وعبدالمنعم مدبولي، وأحمد بدير، واستمر عرضها لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية، وكانت المسرحية هي التجربة الأولى والأخيرة، في تاريخ المشوار الفني في حياتها على خشبة المسرح.

شادية "بلبلة السينما" المصرية التي تربعت على عرش السينما المصرية قرابة الربع قرن أبت أن تعتزل إلا وهي في القمة، وفاجأت الجميع بارتدائها الحجاب واعتزلها الفن في ثمانينات القرن الماضي تاركة صورة ابتسامها الصافية في أذهان محبيها.

الوطن المصرية في

09.02.2014

 
 

{فانيسا هادجنز} تجد مكانها في أفلام أكثر جرأة 

كتب الخبرروجر مور 

في سياق حديثه عن فيلمه Gimme Shelter يقول الكاتب والمخرج رون كروس: {أرسلت وصلة لشريط فيديو إلى بعض الفتيات المقيمات في أحد الملاجئ. فشاهدن بعض تجارب الأداء. لم يعرفن الممثلات الشابات اللواتي قدمن تجارب الأداء. فلم يكنّ قد شاهدن فيلم High School Musical. لذلك اخترن فانيسا هادجنز}.

شاهد الكاتب والمخرج رون كروس عدداً من نجمات هوليوود خلال سعيه إلى اختيار مَن ستؤدي دور الفتاة المراهقة الحامل والمشردة آبل، في فيلمه الطويل الأول Gimme Shelter. فقد أمضى أكثر من سنة في التعرف إلى نساء مماثلات ومَن يدرن ملاجئ Several Sources في نيوجيرسي. لذلك صارت هذه المسألة بالغة الأهمية بالنسبة إليه، وكان عليه أن يختار الممثلة المناسبة.

قد تبدو فانيسا هادجنز، التي كانت سابقاً ممثلة قناة ديزني المحبوبة، اختياراً غريباً بالنسبة إلى فتاة سطحية حامل تهرب من أسرتها لتبحث عن والدها الذي لم تعرفه يوماً. يخبر كروس: {سارع مَن أخبرتهم في هوليوود عن خياري إلى القول: فتاة ديزني تلك؟ هل جُننت؟}. لكن هادجنز (25 سنة) وضعت سنوات ديزني تلك خلفها مع أفلام قوية، جريئة، ومخصصة للبالغين، مثل Sucker Punch، Spring Breakers، وThe Frozen Ground.

تذكر هادجنز: {من المفرح أن تنظر إلى المرآة ولا تتعرف إلى نفسك. تشبه النصوص التي أحصل عليها المشروع الأخير الذي شاركت فيه. لكن هذا يعني أنني لن أقبل بها. أحب التنوع. أكره أن أقف في مكاني وأؤدي الأدوار المتشابهة}.

صحيح أن هادجنز ترفض التعبير عن رأيها بصراحة، ولكن بعد سنوات من أداء دور {الفتاة اللطيفة الرقيقة} عقب مشاركتها في فيلم High School Musical وأفلام مثل Beastly وBandslam، صممت هادجنز على أداء أدوار بالغين في أفلام تقوّض صورتها القديمة.

في فيلم Sucker Punch، أدت دور سجينة في مصح عقلي تتخيل نفسها (وزميلاتها) كبائعات هوى يرتدين قليلاً من الملابس وينتقمن من الرجال الأشرار في حياتهن. أما في فيلم Spring Breakers، فتظهر ضمن مجموعة من الشابات السيئات السلوك يرتكبن الجرائم خلال عطلة الربيع. وفي فيلمThe Frozen Ground، تكون هادجنز فتاة هوى مراهقة تنجو من اعتداء قاتل متسلسل.

للمشاركة في فيلم Gimme Shelter، قصّت هادجنز شعرها، اكتسبت الوزن، ثقبت جسمها في أماكن عدة، {وعاشت في ملجأ طوال ثلاثة أسابيع}، وفق كروس. ويضيف: {لم أظن يوماً أن ممثلة من هوليوود تنجح في أداء هذا الدور، وأن بطلة هذا الفيلم ستكون شفافة إلى هذا الحد. لكنها تتمتع بالكبرياء، وتبرع في إخفاء جمالها. أظهرت جزءاً من شخصيتها لم يسبق لها أن كشفت عنه}.

انتقادات إيجابية

صحيح أن هادجنز لم تحقق نجاحات مبهرة في أفلامها الأخيرة، إلا أنها حصلت على انتقادات إيجابية خلال رحلتها إلى الجانب المظلم. فقد وصف موقع Digital Spy أداءها في فيلمThe Frozen Ground بأنه أشبه بأداء {طفلة معجزة}، إلا أن {مشاهدته مخيفة}.

أتاح لها فيلم Gimme Shelter، الذي يستند إلى قصة حقيقية وصُور في ملاجئ فعلية مع استخدام قاطناتها في الخلفية، العمل مع جيمس إيرل جونز (الكاهن) وآن دود، امرأة متعاطفة إنما حازمة تدير الملجأ الذي تقيم فيه آبل. تذكر هادجنز: {ينتمي الفيلم إلى نوع الأفلام المستقلة التي تدفعك إلى الخروج من المنطقة التي تشعر فيها بالراحة. صحيح أن تمثيل هذا الدور جزء من عملي، إلا أنه كان ممتعاً. يُعتبر الدور من الأدوار التي تبحث عنها لتنمو وتتقدّم}.

ينزل Gimme Shelter إلى دور السينما في مرحلة عاد فيها الفقر ليشغل الناس. ويُعتبر من الأفلام التي ترتكز على الإيمان لأن الملاجئ التي تدور أحداثه فيها تمولها المؤسسات الكاثوليكية ولا يُعتبر الإجهاض خياراً جدّياً بالنسبة إلى مراهقة حامل لا منزل لها ولا عمل ولا فرص للتقدّم. توضح هادجنز أنها تؤيد رسائل الفيلم. وتضيف: {أعتقد أن الفيلم جريء لأنه يتناول مسائل الإجهاض، التخلي عن طفل، التشرد، والإساءة. ولا شك في أن هذه مواضيع شائكة}.

لكن بعد مسيرتها الأخيرة في الجانب المظلم، تبدو هادجنز مستعدة مجدداً لدور مرح في فيلمها المقبل. تدرك أنها قد تخسر عدداً من معجبيها القدماء، منفرةً البعض منهم خلال محاولتها بلوغ الجمهور الأوسع، محاولة ستضمن استمراريتها المهنية. تخبر هادجنز وهي تضحك أن فيلمها الجديد Kitchen Sink يدور حول مرحلة يحاول خلالها الأموات الأحياء، مصاصو الدماء، والبشر التعايش معاً بسلام.

توضح هادجنز: {يشبه كل دور تسعى إليه وكل تغيير في مسارك تقوم به نضالاً وصراعاً. وهكذا يجب أن تسير الأمور}. لم تكن عملية الانتقال من طفلة نجمة إلى ممثلة بالغة سهلة مطلقاً، وخصوصاً مع حجم النجومية التي قد يحققها النجوم الأطفال اليوم. لذلك يصبح تخطي ذلك التصنيف في عقول الناس بالغ الصعوبة. تقول هادجنز: {عليك أن تحارب لتحصل على ما تريد. نسعى جميعنا إلى أن نشقّ دربنا. ومع أنك تُعجب بما يحققه الآخرون، إلا أنك ترغب في كتابة مسيرتك أنت بنفسك}.

الجريدة الكويتية في

09.02.2014

 
 

That Awkward Moment

يخفق في إضحاك المشاهد  

يبدأ فيلم That Awkward Moment (تلك اللحظة الغريبة) كل «لحظة غريبة» بكلمة «إذاً»، مثل «إذاً، ماذا نفعل هنا؟» أو «إذاً، ما مستقبل هذه العلاقة في رأيك؟». هذا ما يتعلمه الرجل الواقع في الحب من That Awkward Moment: {بالنسبة إلى المرأة لا تحمل كلمة {إذاً} أي خير}.

 يُعتبر فيلم That Awkward Moment كوميديا رومانسية عادية بالمفهوم العصري. فهو يحتوي على كثير من الوقاحة والعري والبساطة، مع بعض العبارات الأدبية المضحكة عن العلاقات وكيفية تفاديها.

لا شك في أن الفيلم يضم بعض المشاهد المضحكة، كما لحظة لقاء الثنائي الرئيس في حانة. فتعتمد شخصية إيموجين بوتس تلك الخدعة المعتادة التي نراها كثيراً في المسلسلات: إبعاد شاب يحاول التعرف إليها لأنها تتوقع مسبقاً فشل علاقتها به نظراً إلى ملابسه، طريقة اقترابه منها، وعباراته المبتذلة.

لكن الفيلم، على غرار زاك إيفرون والكاتب والمخرج توم غورميكان، يحرص على ألا تنسى أنه يبذل جهداً واضحاً ليقدّم للمشاهد حوادث مثيرة ومضحكة، مثل تمزق الملابس خلال حفلة عشاء والرحلات المتعددة إلى الحمام.

يؤدي إيفرون، مايلز تيلر (The Spectacular Now)، ومايكل ب. جوردن (Fruitvale Station) دور ثلاثة أصدقاء في نيويورك يقسمون على البقاء عزاب والتمتع بالحياة، عندما يدركون أن الطبيب بينهم (يؤدي دوره جوردن) قد هجرته زوجته. فيبدأون معاً بالتخطيط لإقامة علاقات عابرة. وفي اللحظة التي تستهل فيها امرأة الحوار بكلمة {إذاً}، يتركونها. هذا على الأقل ما ينوون القيام به.

لكنهم سرعان ما يتجاهلونها كلهم. فيقع جايسون (إيفرون)، مصمم أغلفة كتب ذكي وأنيق، في حب إيلي (بوتس) التي تعمل في دار نشر وتجمعه بها علاقة عابرة. أما دانيال المضحك والكثير الكلام (تيلر) فيدرك فجأة أن صديقته الجميلة والقوية (ماكنزي ديفيس) هي المرأة الملائمة له. أما مايكي (جوردن)، فيتعلق بأمل أن تقبل زوجته التي تعمل محامية وتخونه، حججه للحفاظ على شراكتهما والادعاء أنهما ما زالا زوجين.

نص متقن

لا شك في أن سيناريو That Awkward Moment الفكاهي كُتب بإتقان. ومن السهل اكتشاف  أسباب انجذاب الممثلين إلى نص غورميكان. فهو يشكّل نسخة أبسط وأقل إثارة للمشاعر من About Last Night، فيلم مقتبس عن مسرحية ديفيد مانيت (Sexual Perversity in Chicago). ويصدف أن هذا الفيلم قد أُعيد تصويره بطريقة شعبية أميركية-أفريقية وسينزل إلى صالات العرض خلال عيد الحب. نتيجة لذلك، تبدو الدعابات والعبارات المضحكة حادة وأحياناً مدروسة بطريقة مبالغ فيها.

على سبيل المثال، يذكر دانيال، وهو يراقب طريقة تصرف جايسون عندما يكون برفقة إيلي: {كفي عن النظر إلى عينيه، فهو مخطوب}. وخلال تجوّل إيلي وجايسون في حي راقٍ في منطقة Gramercy Park ومنتزهها الخاص المقفل، نسمع: {من ميزات نيويورك أننا محاطون بأشياء لا يمكننا الحصول عليها}.

يبدو أن إيفرون يعجز عن مجاراة تيلر الأكثر مرحاً وإثارة للضحك. فيتحلى تيلر بكبرياء وثقة بالنفس تعوضان عن إدراكه أنه ليس الشاب الوسيم الجذاب. ومع أن بوتس، ممثلة بريطانية لا تظهر لهجتها الحقيقية إلا في اللقطات المحذوفة التي تُعرض في النهاية، تبدو مرحة، إلا أنها لا تنجح في إثارة اهتمامك في الحال. أما جوردن، فلا يُعتبر دوره أساسيّاً، حسبما يظهر.

نشاهد {اللحظات الأغرب} في الفيلم مع جوش بايس، الذي يؤدي دور مدير أخرق وشديد الخجل، ويعرّف عن نفسه أمام فريقه المبدع (جايسون ودانيال) في كل مرة يلتقيه: {مرحباً، أنا فريد}. يبدو بايس مضحكاً جدّاً. أما ما تبقى من That Awkward Moment فلا يبدو غريباً البتة. على العكس، يُعتبر مألوفاً جدّاً. حتى إنه يُشبه فيلم يعرض مشاهد محذوفة مصنّفة للراشدين جُمعت معاً من فيلمَيRules of Engagement وHow I Met Your Mother.

الجريدة الكويتية في

09.02.2014

 
 

The Monuments Men

الحرب العالمية الثانية ولمسات خيالية  

يروي فيلم The Monuments Men قصة قريبة من الواقع، عُدّلت على نحو خيالي، عن جهود خبراء فنيين أميركيين جُنّدوا في الجيش للحفاظ على الإرث الفني في أوروبا وحمايته من نيران الحرب العالمية الثانية ونهب الألمان. وهكذا يبدو عملاً لطيفاً إلا أنه غريب بعض الشيء بخل عليه المخرج جورج كلوني بالجدية والإتقان اللذين تتطلبهما مواد مماثلة.

بدّل صانعو فيلم The Monuments Men أسماء الجميع تقريباً من مجموعة {رجال الآثار} التاريخيين، الذين ترد مآثرهم في كتاب روبرت م. إدسيل وبريت ويتر. اضطر كلوني والكاتب غرانت هسلوف إلى إضفاء طابع مثير على تلك الأحداث لجذب المشاهد. رغم ذلك، يبقى The Monuments Men فيلماً جيداً عن الحرب من بطولة مجموعة من الرجال {الذي صاروا أكبر سنّاً من أن يقوموا بأدوار مماثلة}، تماماً مثل كثير من المشرفين على الأعمال الأثرية والفنانين والباحثين الأبطال الذين أنجزوا فعلاً هذه المهمة.

يؤدي كلوني دور رجل أوكلت إليه مهمة جمع فريق من الرجال الخبراء أُرغموا على ارتداء بزة القتال، نالوا تدريباً أوليّاً، ودفعوا إلى ساحات القتال في أوروبا حيث واجهوا اللصوص الألمان المجرمين، الفرنسيين المثيرين للريبة الخاضعين للاحتلال، وقادة جيشهم الخاص الذين يعتبرون أن {ما من لوحة تستأهل موت جندي من أجلها}.

يذكر ستوكس (كلوني) خلال تشجيعه جنوده: {هذا تاريخنا. يجب ألا يُدمّر أو يُسرق، بل ينبغي الحفاظ عليه والاستمتاع به}. لكن هذا ما كانت تفعله القيادة النازية. فقد سرق الألمان أعمالاً مثل Ghent Altarpiece و Madonna of Bruges لميكلانجيلو وقطعاً أخرى استطاعوا حملها من باريس، فيما كان الحلفاء يتقدّمون شرقًَا بعد إنزال نورماندي.

يؤدي جون غودمان دور نحات كثير الكلام ومات دايمون مرمم أعمال فنية ومدير متحف يغالي في ثقته بأنه يجيد الفرنسية. كذلك يؤدي  بوب بالادان دور قيّم على الأعمال الأثرية وبيل موراي دور مهندس، وهما لا ينسجمان معاً إلا أنهما يتمتعان بمهارة كافية لكشف اللصوص. أما جون دوجاردان الحائز جائزة أوسكار (The Artist) وهيوغ بونيفيل (Downton Abbey)، فهما العنصران الفرنسي والبريطاني في هذا الفريق.

تنتقل القصة من موقع إلى آخر ببطء، وتعرض لنا الحوادث التاريخية: سلب النازي هيرمان غورينغ المتاحف في باريس والجهود البطولية التي بذلتها كلير (كايت بلانشيت)، القيمة الفرنسية على هذه الأعمال لتتبع السرقات.

استبعاد من الأوسكار

من الصعب تبرير التغييرات التي أدخلت على حياة وشخصية تلك البطلة الحقيقية من المقاومة الفرنسية، روز فالاند، لابتكار شخصية بلانشيت. وهذا أحد الأسباب الرئيسة لاستبعاد الفيلم من سباق جوائز الأوسكار. أما السبب الآخر، فيبقى أن The Monuments Men ليس جيداً كفاية. تكثر فيه اللحظات المبتذلة، حتى إن الممثلين يلجأون أحياناً إلى عبارات أفلام الحرب المبتذلة والمستهلكة، ما يثير استياء المشاهد.

يسأل كاهن الرجل البريطاني الذي يؤدي بونفيل دوره، فيما يسعى جاهداً لإنقاذ تمثال للعذراء: {هل أنت كاثوليكي، أيها الملازم؟». فيجيبه: «أنا كذلك الليلة».

لكن تبديل الأسماء وتغيير الشخصيات لا يفسد الاهتمام الكبير بالتفاصيل ولا يطغى على بعض المشاهد المؤثرة. صحيح أن الحوار يخفق في بعض المراحل، إلا أنه يُعتبر جيداً عموماً. على سبيل المثال، يُفسد مرور مشاهد {تشكيل الفريق} خلال عرض شارة الفيلم اللحظات المميزة الشبيهة بما رأيناه في فيلميMagnificent Seven وDirty Dozen.

صحيح أن كلوني والمنتجين حاولوا توخي الدقة في تصوير الحرب العالمية الثانية، ولكن ما من مدينة أو ممثلين يستطيعون نقل حقيقة تلك المأساة. ويتجلى ذلك، مثلاً، حين يحمل أحد الممثلين الثانويين رشاشاً ثقيلاً، فيبدو كما لو أنه لم يرَ سلاحاً مماثلاً سابقاً أو لم يعتد حمل أوزان ثقيلة.

كان من الممكن أن يتحوّل هذا الفيلم إلى قصة تاريخية ممتعة، مع مجموعة من الجنود المبتدئين الأكبر سنّاً تحاول حماية الأعمال الفنية. فتتفوق على النازيين وتُضطر أحياناً إلى التعاطي مع هذه المأساة وما يذكرنا بوقائع تلك الحرب المريرة.

يخفق كلوني للمرة الأولى في مسيرته في عالم الإخراج (Good Night, and Good Luck وThe Ides of March) في إبراز جوهر القصة، ويعجز عن تحويل النص إلى سيناريو ممتع كفاية لتبرير تصرفه هو وهسلوف بالوقائع والحقائق.

الجريدة الكويتية في

09.02.2014

 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً

المصرية في

01.01.2014

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)