كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

منقذ العالم ليس من شحم ودم

إطلاق «روبوكوب» جديد.. مخرجه لبناني وعالمه غير إنساني

هوليوود: محمد رُضا

 

«روبوكوب»، الذي ينطلق للعروض العالمية نهاية الأسبوع المقبل هو آخر ما تطلق هوليوود عليه اسم «ريمايك» (إعادة صنع). النوع الذي يعيد صياغة فيلم قديم كإنتاج جديد وإطلاقه غالبا مع أسماء جديدة في خانات الكتابة والتمثيل والإخراج.

في الأصل «روبوكوب» فكرة جهنمية (ضمن قواعد اللعبة السينمائية) طلع بها سيناريو كتبه كل من إدوارد نيوماير ومايكل ماينر وآرني شميت وقامت بإنتاجها، سنة 1984، شركة أورايون بيكتشرز التي كانت نشطة في ذلك الحين وتوزّع أفلامها عن طريق استديوهات وورنر الشهيرة. هذه تحمست لمشروع قام أساسا على فكرة أنه في المستقبل القريب (لم يحدده الفيلم) سيتطلّب الأمر أكثر من رجال بوليس آدميين لضبط الأمن. الفساد المنتشر بين الإدارة والطبقة السياسية ينعكس على بعض العاملين من رجال القانون، والبعض الآخر لا حول له ولا قوّة في مواجهة ميزان الجريمة الذي ارتفع وقتال مجرمين أكثر نظاما وشراسة من أي وقت مضى. بطل الفيلم (قام به بيتر وَبر) من خيرة رجال البوليس الذي كان يقضي في واحدة من تلك المواجهات. والطريقة الوحيدة لإبقائه حيّا كانت في توظيف تكنولوجيا المستخدمة لصنع الروبوت. النتيجة روبوت - كوب أو روبوكوب.

المخرج الهولندي بول فرهوفن الذي وصل إلى هوليوود تحت عزف الأبواق وضرب الطبول حقق فيلما جيدا ومسليا وبلا قلب. واليوم تلجأ هوليوود مجددا إلى الفيلم السابق ذاته وتسند إخراجه إلى البرازيلي (من أصل لبناني) جوزيه بديعة الذي كان قدّم أوراق اعتماده عندما حقق فيلمين بوليسيين واحد سنة 2007 بعنوان «فريق النخبة» والثاني بعده بثلاثة أعوام كجزء ثان بعنوان «فريق النخبة: العدو في الداخل». بديعة أتهم حين قدّم فيلمه الأول بأنه سعى لإرضاء اليمين المتطرّف فصوّر بوليسا فاشيا ودافع عن فاشيّته. في الجزء الثاني، وردا على منتقديه، جعل موضوعه فساد البوليس الذي رفع له القبعة سابقا. الأمر ذاته كان حدث مع كلينت ايستوود قبل ذلك بأعوام كثيرة عندما قام ببطولة «ديرتي هاري» وحيال التهمة ذاتها قام بتمثيل «ماغنوم فورس» (ضمن نفس السلسلة) الذي أتى به على ذكر فساد البوليس.

* رديف لكن «هاري القذر» كان، على الأقل، يتعامل مع رجال بوليس من لحم ودم. في حين أن الأفلام اللاحقة شهدت مزيدا من الأفلام التي تلغي البطل الآدمي لتعين مكانه واحدا من آلات وأشرطة وكومبيوترات مزروعة فيه. واحد لا يستجيب لأوامر لذلك ليس عليه أن يتحدّاها، بل هو مبرمج سلفا للقضاء على الشر وتحديد ذلك بنظام عمل مزروع داخله.

«روبوكوب» نفسه عاد فظهر في ثلاثة أفلام لاحقة كل منها بقصّة شبه جديدة. ولا واحد منها استطاع تكرار النجاح التجاري الذي حققه فيلم بول فرهوفن. ذلك الفيلم الأول تكلّف أقل من 15 مليون دولار وجلب أكثر من 100 مليون دولار عالمية بأسعار تذاكر ذلك الحين. بالمقارنة مع الفيلم الجديد، فإن تكلفته وصلت إلى 100 مليون دولار ولو أن المتوقع منه أن ينجز قرابة 400 مليون دولار.

لكن «روبوكوب» غالبا ما يمكن النظر إليه كرديف لسلسلة أخرى من المحاربين الآليين. قبله بثلاث سنوات قام (اللبناني الأصل أيضا) ماريو قصّار بإنتاج «ترميناتور» حول ذلك المخلوق غير الآدمي الذي يهبط من الفضاء للقضاء على طفل إذا ما كبر فسيلعب دورا في حماية الأرض ودرء المخاطر عنها. بعد سبع سنوات انطلق الجزء الثاني لكن الاختلاف فيه هو أن بطل ذلك الفيلم الأول (أرنولد شوارتزنيغر) انقلب من الشر إلى الخير وأخذ يتصدّى لأعداء الحياة على الأرض.

خلال ذلك وقبله الكثير من الأفلام التي استولى على بطولتها شرطيون ورجال قانون مصنوعون من الألياف المعدنية والكابلات الإلكترونية: «القاضي دريد» و«جنود سيبورغ» و«ماكس ستيل» و«سيبورغ 009» و«الشفرة الحمراء» و«ملاك المعارك» و«سيبورغ كوب» والكثير سواها.

كل هذه الأفلام المذكورة لم ترتفع إلى مستوى طرح وجداني أو اجتماعي ممكن. ليس خطأ الحديث عن روبوتس يحكمون بالقوّة أو يفرضون الطريقة الوحيدة لحل أزمة الصراع بين الخير والشر، لكن لا أحد من هذه الأفلام (باستثناء «روبوكوب» الأول) اكترث لطرح عناوين خلفية لما يدور على الشاشة. المثير في فيلم فرهوفن أنه اتسع لطرح مواضيع مثل البحث عن الهوية الشخصية عندما يفقد بطل الفيلم إمكانية اعتبار نفسه آدميا ولا يستطيع أن يقبل هويته الجديدة كروبوت على نحو كامل. ومثل الفساد السياسي والجشع الإداري ممزوجا بواقع الحياة الاجتماعية والنظام الاقتصادي.

* قضايا وجدانية وأسئلة قبل كل هذه الموجة من الأفلام استطاع فيلم واحد فقط أن يتناول قضايا عميقة، وإن مختلفة عن تلك التي طرحها «روبوكوب» سنة 1984. ذلك الفيلم هو «بلايد رانر» (Blade Runner) الذي إذا ما كان لا بد من ترجمته فإن التعريب الصحيح هو: «الراكض فوق النصل». هذا الفيلم خيالي علمي فريد من تحقيق ريدلي سكوت وبطولة هاريسون فورد وروتغر هاور وشون يونغ وداريل هانا. مأخوذ عن رواية قصيرة للكاتب فيليب ك. دِك بعنوان «هل يحلم الأندرويدز بالماشية الإلكترونية؟». أخذنا الفيلم إلى عام 2019. بطله هو متخصص بالكشف عن الأندرويدز (أشباه الآدميين) الذين لجأوا إلى مدينة لوس أنجليس وسكنوها خفية. شيء مثل بوليس الهجرة الذي يبحث عن القاطنين المكسيكيين الذين لجأوا هربا عبر الحدود. العالم القاتم لذلك الفيلم يسيطر على الفيلم ويهيمن على أجوائه، لكن العقدة الساحرة هنا هو اكتشاف بطل الفيلم في نقطة متقدّمة من الفيلم بأنه هو نفسه «أندرويد».

في الأسبوع نفسه سيتم عرض «ريمايك» آخر عن كتابة للمسرحي ديفيد ماميت كان ظهر فيلما من إخراج إدوارد زويك (فيلمه الأول) سنة 1986 وسط احتفاء نقدي لم يستحقّه. روب لاو وديمي مور وجيمس بالوشي وإليزابيث بيركنز كانوا الرباعي الذي شكّل لحمة هذا الفيلم العاطفي. الفيلم الجديد يتولاه ممثلون سود هم كيفن هارت ومايكل ريلي ورجينا هول وجوي برايانت. عدا ذلك لا تتوقع منه أن يكون أفضل من الفيلم السابق. في أفضل الأحوال عمل لم يستحق أن يعاد صنعه كمعظم أفلام هذه الفئة.

* العالم الجديد

* الأحداث التي يوردها «روبوكوب» الجديد لا تقع في عام 2019 كما الفيلم السابق، بل جرى دفعها لعام 2028. بعض المصادر تقترح أن المعركة في السنوات المقبلة ستكون كما كانت سابقا: بين المجرمين العتاة وذلك النصف الشريف من رجال البوليس بقيادة روبوكوب (الذي سيؤديه هنا جووَل كينامان)، لكن بعض المصادر تقول إن المواجهة في هذا الفيلم الجديد ستكون ضد «الإسلام الإرهابي»، فهل تتوقع هوليوود للتطرّف أن يستمر حتى ذلك الحين؟

شاشة الناقد

الحق على الجميع

الفيلم: أسرار عائلية 

إخراج: هاني فوزي تقييم الناقد:(2*)(من خمسة)

«أسرار عائلية» فيلم مصري جاد حول المثلية ولو أن الجدية لا تصنع بالضرورة فيلما جيّدا. أخرجه كاتب السيناريو هاني فوزي كعمله الأول وراء الكاميرا وسعى لكي يقدّم صورة شاملة عن وضع بطله الشاب كمثلي في مجتمع مصري وعربي محاط بالتقاليد والموروثات التي، بحسب الفيلم، لن تمنع انسياق المثلي صوب شهواته، وخصوصا وأن أحدا، لا من عائلته ولا من محيطه الاجتماعي يستطيع مساعدته.

الفيلم سعى، وحقق ما سعى إليه، لتقديم حكاية الشاب نور (المجتهد محمد مهران) الذي يحس بجاذبية صوب الذكور وليس صوب الإناث. شقيقته التي كانت ترصده كانت تعلم بذلك حتى قبل أن يعترف لها. حملت اعترافه وذهبت به إلى والدتها التي صرخت «لا ابني طبيعي». وهي تأخذه عند دكتور العائلة فيحوّله إلى طبيبة تتحدّث في كل شيء ما عدا المشكلة ومنها إلى طبيب آخر لا يفقه شيئا ومنه إلى آخر. باختصار، يعرض الفيلم بطله على خمسة أطباء نفسيين أربعة منهم لا يفقهون - حسب الفيلم أيضا - شيئا. المشكلة في هذا أن نموذجا واحدا أو نموذجين كانا كافيين لإيصال الرسالة. خمسة أطباء هو نوع من التكرار الذي لا ينتج عنه، والفيلم الماثل برهان على ذلك، سوى المط والتطويل.

آخر هؤلاء يعرف كثيرا أفضل من سواه وهو الذي يبدأ بوضع نور (الذي عاد فتمسّك باسمه الأصلي مروان كدلالة على بدء شفائه) على الطريق الصحيح للخلاص من معضلته التي يؤكد له مرارا وتكرارا أنه ليس مرضا إلا في مجتمع قاصر عن فهم وضعه (المشكلة مشكلة مجتمع بحاله يقول له الطبيب) وينصحه بأن يسافر ليعيش في الغرب لأنهم هناك أكثر قبولا بكثير من المجتمع العربي برمّته.

لكن المعضلة الأساسية في حياة بطل هذا الفيلم الحسّاس واليافع هي أسرته كما يكشف الفيلم الذي ينتقل في ساعته الأخيرة للكشف عن أصل الداء: الأب الذي لم يمنحه العطف الذي كان بطل الفيلم يبحث عنه وهاجر، عوض ذلك. الأم التي كانت تدلّعه وهو صغير والتي كانت دوما تريد أن تثبت أنها تدير البيت بنجاح في غياب الأب كونها تخاف من المسؤولية ما جعلها تنكر احتمال جنوح ابنها. وإذا لم يكن ما سبق كافيا، لم لا يضيف الفيلم سببا آخر يكمن في الأخ الأكبر لبطل الفيلم الذي اعتدى عليه وهو صغير أو كما قال في مشهد لاحق «اعتدى علي وأكثر من مرّة».

يبدأ الفيلم بوصلة كمان وناي، الآلتين الأكثر توظيفا في الأفلام المصرية تعبيرا عن ثقافة الحزن وهي تبدأ من مطلع الفيلم وتستمر بلا انقطاع تقريبا. لكن التفاؤل في أن الموسيقى الحزينة المستخدمة سوف لن تمنع تبلور الأحداث صوب فيلم جيّد الصنعة، يتبدد عندما نلحظ أن التعليق الذي يشرح فيه بطل الفيلم ما يحدث له ليس سوى إضافة صوتية لا معنى لها كوننا نرى بالفعل ما يحدث معه وله بصريا.

التعليق الصوتي هو نوع من الاستخدامات التي لديها احتمالات إخفاق أكثر من احتمالات نجاح. شرطها هو طرح ما لا نراه على الشاشة. أي سبيل آخر هو مثل مشاهدة فيلم والاستماع إلى شريط صوت منفصل في وقت واحد.

طبعا، سيسجّل للفيلم أنه أراد تقديم معالجة لمشكلة اجتماعية قائمة، لكن هذا التقديم يشبه من يسير على الحبل من دون تجربة أو مهارة فإذا به يقع أكثر مما يسير.

10-TOP

العام الماضي لم يكن طبيعيا بالنسبة لإيراد الأفلام الأميركية، في حين أن تلك الإيرادات داخل أميركا الشمالية (الولايات المتحدة، كندا والمكسيك) بلغت 10 مليارات و900 مليون دولار، فاقت تلك العالمية الرقم المذكور إلى نحو الضعف أو أعلى. الأرقام المعلنة تتحدّث عن 25 مليار دولار حصدتها هوليوود من الأسواق الأوروبية والآسيوية أساسا.

لكن غير الطبيعي أكثر أن معظم النمو في إيراد الفيلم الأميركي ورد من أسواق كانت تلعب دورا ثانويا في السابق وهي الهند والصين والبرازيل وروسيا.

الصين وحدها جلبت ثلاثة مليارات و600 مليون دولار وشهدت افتتاح آلاف الصالات الجديدة (حسب تقرير 5077 صالة). وهي في الأسبوع الماضي سجّلت في يوم واحد 41 مليون دولار من الإيرادات. صحيح أن معظم النجاح كان من نصيب أفلام صينية، لكن هذا الرقم يكشف عن السبب الذي تتهافت فيه استديوهات هوليوود على عرض أفلامه في الصين.

أميركيا، راوح فيلم «Ride Along» مكانه على قمّة الإيرادات للأسبوع الثالث على التوالي جامعا حتى الآن نحو 95 مليونا. في المقابل ترنّح فيلمان جديدان هما «اللحظة المحرجة» (The Awkward Moment) بطولة زاك إفرون و«يوم العمال» مع كيت ونسلت وجوش برولين تحت وطأة إقبال فاتر.

القائمة: الأفلام 1 (1) Ride Along(2*): $12,314,28 2 (4) Frozen(3*): $9,310,380 3 (-) The Awkward Moment(2*): $9,010,434 4 (3) The Nut Job(2*): $7,616,322 5 (2) Lone Survivor(2*): $7,244,860 6 (5) Jack Ryan: Shadow Recruit(3*): $5,097,356 7 (-) Labor Day(2*): $4,826,600 8 (7) American Hustle(3*): $5,942,510 9 (8) The Wolf of Wall Street(3*): $3,550,230 10 (6) I، Frankenstein(2*): $2,707,355

سنوات السينما: 1940

فيلم نوار

«فيلم نوار» هو الاسم الذي أطلقه النقاد الفرنسيون على نوع من الأفلام البوليسية الأميركية التي كانت تختلف عن كل الأفلام البوليسية الأخرى، ليس فقط لدكانة الإضاءة ما يضفي شعورا بدكانة العالم، بل أيضا لدكانة الشخصيات ووجود أبطال مختلفين عن البطولة الناصعة في الأفلام الأخرى.

عام 1940 كان بداية الحشد الذي امتد طوال العقد بأكمله خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ثلاثة أفلام متميّزة هي «غريب في الطابق الثالث» لبوريس إنغستر و«مدينة للفتح» لأناتولي ليتفاك و(أفضلها) «الرسالة» لويليام وايلر.

المشهد

إدمان الممثلين

* هناك أكثر من 110 ممثلين وممثلات ماتوا نتيجة المخدرات في العقود الستة الماضية.. آخرهم طبعا الممثل فيليب سايمور هوفمن الذي حسب تعليق زميل لي كان يبدو في آخر صوره المنشورة كما لو كان ابن الستين.. بينما هو لم يتجاوز الأربعينات من عمره بعد

* كالعادة في هذه المناسبات تنادى الوسط السينمائي ينعى هذا الممثل الذي كان بالفعل من أفضل المواهب في السنوات الـ20 الأخيرة حريصا على أدواره وحريصا على فنّه ويستطيع أن يجعل الدور الصغير كبيرا بحرفة لا تسعى لظهور متكلّف أو مغالٍ كما قال عنه مارك وولبرغ: «لم يكن أنانيا» خلال التصوير.. لم يطلب من العاملين معه أكثر من أن يؤدي الدور ويمضي.. وحين لعب «كابوتي» مؤديا شخصية الكاتب الأميركي المعروف رفع من مستوى الفيلم فعلا هو الفيلم وجوهره

* لكن لماذا يقترف ممثل موهوب (ورب أسرة) الإدمان على المخدرات؟ ما السر الدفين وراء انتشار الآفة بين كثيرين.. روبرت داوني جونيور كان صاحب الجنوح الأمثل.. كلّما هددوه بالسجن أدمن أكثر.. وكان ممانعا للتوقّف عن الإدمان بإصرار غريب.. هناك ممثلون منعهم الإدمان من شق طريقهم نحو النجاح من بينهم مثلا توم سايزمور الذي كان واحدا من آخر أدواره الملحوظة ذلك الدور الذي أدّاه في فيلم ستيفن سبيلبرغ «إنقاذ المجند رايان»

* من لم يمت بالكوكايين والهيروين مات بالاثنين معا كما حدث مع ريفر فينكس شقيق الممثل الحالي واكين فينكس الذي ما زالت عيناه تدمع حزنا على شقيقه إذا ما تطرّق صحافي ما إلى الموضوع ويتحاشى البحث فيه.. وإن لم يمت بالمخدرات والعقاقير مات بالإدمان على الكحول كما حدث مع ريتشارد بيرتون وغايل راسل وإيرول فلين وجين سيبرغ وكثيرين

* لماذا يفعلون ذلك؟ فراغ؟ ضغط عمل؟ عدم إيمان بهدف أعلى؟ ضعف عزيمة؟ انهزام عاطفي شديد حيال العالم؟ أسباب نفسية دفينة؟ من يدري؟ حتى فرويد كان سيقف عاجزا أمام لولبة الحياة في هذه الأيام وفي فهم كامل المعضلة الإنسانية التي تودي بكل منا في دروب مختلفة

* علم النفس لما بعد فرويد يؤمن بأننا جميعا مدمنون كل منا على شيء معيّن.. تدمن استخدام كلمة أو شرب قهوة أو الخروج من البيت لتمشي على الرصيف الذي تختاره من دون تفكير.. تدمن الجلوس في مقعدك أو مشاهدة مسلسلات بعينها أو بما دون ذلك أو أكبر.. كثير من هذا الإدمان ليس قاضيا ومميتا.. لكن ذلك الإدمان المميت هو الأفدح

* البوليس الأميركي ألقى القبض على أربعة متّهمين بتأمين الهيروين لهوفمن.. فعل متأخر.. حتى إذا ما جرى إثبات التهمة عليهم، لن يعود إلى الحياة لكن السؤال لمَ لمْ يجر القبض عليهم من قبل؟ الحكومة الأميركية صرفت مليارات الدولارات منذ السبعينات وهي تحارب عصابات المخدّرات لكن عوض القضاء عليها انتشرت هذه العصابات وانتشرت المخدّرات أكثر من قبل هل هناك معنى من وراء ذلك؟ هل يستطيع أحد إنقاذ الممثل التالي؟

الشرق الأوسط في

07.02.2014

 
 

«زي النهارده»

وفاة المخرج والفنان نور الدمرداش 7 فبراير 1994

كتب: ماهر حسن 

ولد نور الدمرداش، المخرج والممثل مصري في طنطا، في 12 نوفمبر 1925، وكان زوجًا للفنانة كريمة مختار وهو والد الإعلامي معتز الدمرداش.

تخرج «الدمرداش» من كلية التجارة ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ويعتبر أحد رواد التليفزيون في مجال الإخراج، كما شغل عدة مناصب فنية منها مراقب عام التمثيليات، ومراقب عام البرامج الفنية، ثم أصبح رئيسًا للقناة الأولى، وكان آخر منصب شغله هو نائب رئيس التليفزيون.

ومن أعماله التليفزيونية «هارب من الأيام، ولا تطفئ الشمس، والرحيل، الضحية»، وكان آخر عمل قدمه هو مسلسل «السقوط في بئر سبع»، وقد توفي «زي النهارده» في 7 فبراير 1994 قبل استكمال حلقاته عن عمرٍ ناهز الـ68 عامًا على إثر أزمة قلبية مفاجئة.

أخرج للسينما 5 أفلام من بينها «ثمن الحرية، وموسيقى وجاسوسية، وبعد العذاب، والانتـقام»، كما شارك بالتمثيل في عــدة مسرحيات منها «الشهم والطماع، وبعد العذاب»، وأخرج للفنان الكوميدي إسماعيل يس مجموعة من المسرحيات.

كما شارك بالتمثيل في عدة أفلام منها «المولد، وصغيرة على الحب، وشارع الحب، والاتحاد النسائي»، ومن أعماله التليفزيونية مسلسل «إني راحلة» في 1976، بطولة محمود مرسي، وزهرة العلا، ومحمد العربي، وليلى حمادة، وحمدي حافظ.

«زي النهارده»..

وفاة الفنان محسن سرحان 7 فبراير 1993

كتب: ماهر حسن 

ولد الفنان القدير محسن سرحان في 6 يناير 1916 بمدينة بورسعيد، وبدأ مشواره الفني في خمسينيات القرن العشرين، واستمر في مشواره حتى التسعينيات.

مثّل عدة أفلام مع ليلى مراد، ولعل أبرز أدواره هو دوره في فيلم «سمارة» الشهير مع تحية كاريوكا، والذي مثل فيه دور الشرطي الذي يدخل في عصابة تهريب المخدرات متخفيًا في هيئة مجرم والذي ينتهي بموت سمارة، وعندما لاقى الفيلم نجاحًا منقطع النظير، مثل الجزء الثاني للفيلم باسم عودة سمارة.

حصل على عدة جوائز عن أعماله ومشواره الفني كما مثل أدوارًا في أفلام جديدة نسبيًا، ومن أفلامه «أجنحة الصحراء، وحياة الظلام، وفتاة متمردة، وتحيا الستات، وشاطئ الغرام، وعلى كيفك، وحدث ذات ليلة، ولك يوم يا ظالم، وأنا بنت ناس، وحبيب قلبي، وأمال، وظلمت روحي, وغضب الوالدين، وذئاب لا تأكل اللحم، والشيماء، وتوفي «زي النهارده» في 7 فبراير 1993.

المصري اليوم في

07.02.2014

 
 

الطفل أحمد داش:

أدرك خطورة قضية الفيلم رغم عدم معاناتى منها

محمد الأسوانى

لا نرى ذلك إلا نادرًا فى السينما المصرية، أن تجد طفلًا لا يتجاوز عمره الخامسة عشر عامًا يقوم ببطولة فيلم، وتكون شخصيته هى محور الأحداث. لكن ذلك حدث مؤخرًا عندما أسند المخرج عمرو سلامة بطولة فيلمه الجديد «لا مؤاخذة» إلى الطفل أحمد داش، الذى جسد شخصية هانى عبد الله بيتر، الطفل الذى تنقلب حياته رأسًا على عقب، فيضطر أهله لنقله لمدرسة حكومية. داش تحدث لـ«التحرير» عن الفيلم، وقال إنه اشترك فى بطولته بالصدفة عندما اتصل به مكتب «كاستينج»، وأبلغه باختبارات للمشاركة فى الفيلم، وقام بعمل الاختبارات حتى اختاره عمرو سلامة للقيام بالدور الرئيسى فى الفيلم، متمنيًّا أن يستكمل المشوار الفنى، ويصبح نجمًا سينمائيًّا كبيرًا فى المستقبل.

داش أكد أنه طالب فى المرحلة الإعدادية، ورغم ذلك يدرك كل المشكلات التى يرصدها الفيلم، ويشعر بها وبخطورتها، على الرغم من أنه لا يعانى منها، لأنه يدرس فى مدرسة ليست حكومية، متوقعًا أن يتأثر الأطفال فى سنه بالفيلم.

ولم يتخوف داش أن يكون الفيلم تجنى على مستوى تفكير طلاب المرحلة الإعدادية، خصوصًا أن بعض المشاهد تبرز بعض الطلاب وهم يخططون لاغتصاب مُدرّستهم، وكذلك الألفاظ التى يرددونها فى الفيلم، معتبرًا ذلك أمرًا طبيعيًّا، ويحدث فى المجتمع ولا علاقة له بالسن، خصوصًا أن حوادث التحرش المتكررة أغلب جناتها من صغار السن وطلاب المرحلة الإعدادية، واستطرد أن الفيلم يتناول فكرة الفتنة الطائفية بشكل كوميدى، مضيفًا هناك أزمة بالفعل بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، ولا بد أن تتغير تلك النظرة المتبادلة بين الناس، ويكون هناك حلول لهذه المشكلة.

نشر: 7/2/2014 11:16 م

هانى عادل:

تعرضتُ للتمييز الدينى فى المدرسة بسبب اسمى وشكلى

محمد الأسوانى

حل ضيف شرف فى فيلم «لا مؤاخذة»، ولم يقدم أكثر من خمسة مشاهد فقط، لكنه قال لـ«التحرير» إنه سعيد بالمشاركة فى وضع الموسيقى التصويرية فى الفيلم، وكذلك المشاركة كضيف شرف أيضًا، موضحًا أن الفيلم يناقش قضية مهمة، وهى التمييز العنصرى والدينى، مؤكدا أنه تعرض لذلك شخصيًّا مثلما حدث تمامًا مع شخصية بطل الفيلم «هانى عبد الله بيتر» فى المدرسة، فأشار إلى أنه تعرض للطرد من حصة الدين أكثر من مرة فى طفولته، نظرًا لأن اسمه هانى عادل، وعينيه خضراء فقط، رغم أنه لم يكن يعرف سبب ذلك فى البداية.

ومن ناحية أخرى أكد هانى عادل استعداده لإطلاق ألبوم جديد مع فرقة وسط البلد باسم «كراكيب» فى الأيام القليلة القادمة، بعد أن أجل فكرة طرح ألبومه الخاص بعد الاطمئنان على ألبوم «وسط البلد»، الذى له الأولوية قبل إطلاق أول ألبوماته الخاصة به، لافتًا إلى أنه يفكر فى إضافة الموسيقى التصويرية لفيلم «لا مؤاخذة»، والأغانى التى قدمها فيه إلى الألبوم.

وأشار عادل إلى أنه لن يستطيع الابتعاد عن الموسيقى والعمل مع فرقة وسط البلد رغم انتشاره فى السينما والدراما بقوة فى الفترة الأخيرة، مؤكدا أنهم فى الفرقة لا يعانون من أزمات إنتاجية كبيرة لامتلاكهم استوديو خاص بهم.

وكذلك يقومون بالكتابة والتلحين والتوزيع والعزف أيضًا، مشيرًا إلى أن هناك طرقًا جديدة فى التسويق أهمها موقع «يوتيوب»، الذى تم استغلاله على سبيل المثال فى فترة الحظر فى إنتاج أعمال «حفلات البيت».

التحرير المصرية في

07.02.2014

 
 

السيسي (ترشّح) لم يترشّح عبر... «السياسة» الكويتيّة

محمد عبد الرحمن/ القاهرة  

 12ساعة تقريباً فصلت بين صدور عدد الخميس من جريدة «السياسة» الكويتية، وتكذيب عنوانها الرئيسي على لسان المتحدث العسكري للجيش المصري العقيد أحمد علي. وبين الحدثين، دخل المصريون في جدل طويل بسبب ما اعتبروه «خدعة» رئيس التحرير وصاحب الحوار أحمد الجار الله.

لو لم يكن الكلّ يترقّب إعلان وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي ترشحه في سباق الرئاسة خلال أيام، لما هرعت وسائل الإعلام المصرية إلى نقل تصريحات نسبها أحمد الجار الله إلى المشير السيسي، مستخدماً صورة التقطت لهما معاً قبل أشهر في القاهرة. عنوان جريدة «السياسة» كان واضحاً لا مراء فيه: المشير السيسي قال: «قضي الأمر، سألبّي طلب الشعب». باقي العناوين كانت إنشائية، وتفاصيل الحوار لم يهتم بها كثيرون، والحوار نفسه نُشر في الصفحة 39 من الجريدة، رغم أهمية الحدث. جميع برامج الـ«توك شو» المصرية والمواقع الإخبارية نقلت عن «السياسة» الكويتية تلك التصريحات مساء الأربعاء، وخصوصاً أنّ الترشح وارد جداً وفي أي لحظة قد يُعلن عنه. بعض المشكّكين في الحوار ركّزوا على أنّ الألفاظ التي صدرت عن المشير والتعبيرات الإنشائية المستخدمة ليست من قاموس السيسي. كما أنّ المقابلة لم تتضمن أي شيء عن برنامجه الانتخابي أو رؤيته للمنافسين. لكنّ انتشار الخبر بتلك الطريقة حجبَ أي لحظات تأمّل وتفكير أو انتظار التأكيد الرسمي. في ظل هذه المعطيات، تزايدت الانتقادات لاختيار السيسي جريدةً كويتيةً ليعلن عبرها الترشح، ولصحافي معروف بصداقته القديمة مع حسني مبارك. كل ما سبق اعتمد على استحالة «فبركة» تصريحات مع رجل بحجم المشير السيسي، وفي هذا الظرف تحديداً، رغم ما تداوله البعض عن سوابق الجار الله في هذا المجال.

لكن صباح أمس، تنفس الجميع الصعداء حين صدر بيان المتحدث باسم المجلس العسكري، مستخدماً مفردات دبلوماسية، فلم يكذب الصحافي الكويتي مباشرة وإنما وصف التصريحات المنشورة بأنّها «اجتهاد صحافي» وليست تصريحات مباشرة من المشير السيسي، وتم تحميلها بعبارات وألفاظ غير دقيقة. لكنّ اللافت أنّ البيان وجّه اللوم إلى الصحف المصرية التي نقلت الخبر، ولم يوجّه أي عتاب للجريدة الكويتية صاحبة التصريح. في المحصلة، عاد الوضع مجدداً إلى مرحلة «الانتظار» أي الصبر، ريثما يعلن السيسي ترشّحه رسمياً.

وسط ذلك، خرج الكاتب مكرم محمد أحمد بتصريحات لجريدة «الوطن» أكّد فيها أنّ السيسي تكلّم بالفعل مع الجار الله وأنّ تصريحات المتحدث العسكري تهدف فقط إلى امتصاص غضب الصحافة المصرية. هكذا يظلّ الجميع داخل الدائرة المفرغة نفسها حتى «يريح» السيسي الجميع ويعلن الترشح رسمياً للرئاسة.

... ونجوم مصر يهتفون: «سيدي» وتاج راسي!

محمد عبد الرحمن 

لماذا يتطرّف نجوم مصر في تأييدهم للمشير عبد الفتاح السيسي رئيساً للبلاد؟ سؤال يبدو أنّ إجابته ليست سهلة، وخصوصاً أنّ شعبية الأخير بين المواطنين العاديين كبيرة أيضاً. هؤلاء يرون أن السيسي أنقذهم من «فخ» الإخوان، وأحبوا خطابه العاطفي، كذلك تذكّرهم بعض مواقفه السياسية بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر. يحق للمواطنين التعبير عن آرائهم كما يريدون، لكن تصريحات بعض النجوم الأخيرة تطرح تساؤلات عدة، مع الأخذ في الاعتبار أنّهم ليسوا من المشاهير الذين عارضوا سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، ودعموا رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق المحسوب عليه في السباق الرئاسي. عُرف هؤلاء خلال الأعوام الثلاثة الماضية بتفرغهم للسياسة التي أثّرت في نجوميتهم بعض الشيء.

بالعودة إلى التصريحات «المستفزة»، تتصدّر النجمة سهير البابلي القائمة في الأيام الأخيرة؛ إذ أكدت لموقع «المصري اليوم» أنّها تتمنى أن يحكم السيسي مصر، فالمصريّون بحاجة إلى رئيس «بقوة هتلر»!

على المنوال نفسه، قال الممثل يوسف شعبان لصحيفة «الرأي» الكويتية إنّه «سنجبر السيسي على الرئاسة لأنّه رجل استخبارات مثل عمر سليمان»، وأعلن تدشين حملة «صقر» للضغط على وزير الدفاع للترشح رسمياً. يبدو أنّ هناك من لا يزال مقتنعاً بأهمية الإعلان المبكر للمواقف، من دون السؤال عمّا ستؤول إليه الأمور في حال عدم ترشّح السيسي واضطرارهم إلى دعم شخص آخر.

البابلي وشعبان أطلقا تصريحات فيها الكثير من المبالغة، بينما أبدى المغني إيهاب توفيق حرصاً في كل مناسبة على تغيير مقدمة أغنية «الله عليك يا سيدي» إلى «الله عليك يا سيسي». علماً أنّ توفيق هو أحد المشاركين في الأغنية الشهيرة «تسلم الأيادي». من جهتها، أكدت الكاتبة لميس جابر، المصنفة ضمن أبرز أعداء «ثورة يناير»، أنّ السيسي سيفوز بـ«اكتساح» وأنّه لا يحتاج لحملة انتخابية ودعاية. والمفارقة أنّ هذه التصريحات تغضب شباب الثورة، حتى الذين أيّدوا ما جرى في 30 حزيران (يونيو) الماضي. هؤلاء يرون أنّ الدور الذي أداه السيسي لإطاحة الإخوان لا يبرر المطالبة بفوزه برئاسة البلاد في انتخابات صورية، ووقوف من لا يزالون يدعمون مبارك إلى جانبه.

في محاولة لتقليص مخاوف الشارع المرتعب من إحياء نظام مبارك، نُسبت إلى الفريق عبد الفتاح السيسي تصريحات أكد فيها أنّه «لا عودة للوجوه القديمة». كلام يبدو أنّه لم يصل إلى آذان مؤيديه النجوم الذين يواصلون تصريحاتهم الساخنة والمتطرفة في آن واحد.

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر @MhmdAbdelRahman

من أين لك هذا؟

للمرّة الأولى منذ صدورها، اضطرت إدارة تحرير صحيفة «الوطن» المصرية إلى اتخاذ قرار بسحب النسخ المطبوعة من عددها الصادر أمس الذي كان يتصدره خبر يتناول ثروة المشير عبد الفتاح السيسي. علماً أنّها مسألة لم يسبق التطرّق إليها في الصحافة المصرية. أوضح الخبر أنّ ثروة السيسي تبلغ أكثر من 4 ملايين دولار أميركي، أي «قيمة العقارات والأراضي التي ورثها عن أسرته». وفيما حاول القائمون على «الوطن» نفي الخبر في البداية، إلا أنّهم سرعان ما أعلنوا حرق كل النسخ قبل أن يصدر العدد بقصة خبرية مختلفة، فضلاً عن تداول تسريبات تؤكد عدم دقة المعلومات الواردة في النسخ التي أُتلفت.

الأخبار اللبنانية في

07.02.2014

 
 

عمرو سلامة:

«لا مؤاخذة» حالة سينمائية لا تسيء إلى أحد

كتب الخبرأحمد عدلي 

بعد مشاكل مع الرقابة في مصر وتوقف التصوير فترة طويلة وصعوبات من كل حدب وصوب، أبرزها اختيار طفل لأداء دور البطولة، طرح المخرج عمرو سلامة فيلمه الجديد {لا مؤاخذة}، متمنياً أن يحقق إيرادات عالية، لا سيما أن توقيت طرحه يتزامن من بدء إجازة موسم نصف العام
عن تقييمه للفيلم والقضية التي يطرحها كان اللقاء التالي معه.

·        هل أثرت المشاكل الرقابية عليك خلال تصوير {لا مؤاخذة}؟

لا أنكر خوفي من عدم خروج الفيلم إلى النور، لأن فكرة أن تضع الرقيب أمام عينيك أثناء التصوير سيشعرك تلقائياً بأنه يتدخل في عملك بشكل أو بآخر، وهو أمر يقيد أي مخرج، لذا قررت تصوير ما أريده متناسياً تماماً الرقابة. بتعبير أدق، تعمدت ترك أي مشاكل يمكن أن تواجهني حتى النهاية. وبالفعل صوّرت مشاهد ووضعت جملا لم تكن مكتوبة في السيناريو، وقدمت العمل كما أريد، ولحسن حظي عندما شاهدت الرقابة الفيلم مجدداً أجازته من دون ملاحظات.

·        هل يقتصر قلقك من الرقيب أو يتعلق بأمور أخرى أيضاً؟

طبيعي ألا يرتبط الخوف بالرقيب فحسب، إنما يشمل جودة المشهد ومدى تقبل الجمهور للفيلم، وتفاصيل أخرى أضعها كمخرج في حساباتي. لكن ما يزيد الأمر تعقيداً عندما تدرك أن ثمة رقيباً ينتظرك في النهاية.

·        لماذا تعرض الفيلم لتعنت الرقيب السابق؟

لا ألوم الرقيب السابق الدكتور سيد خطاب، بقدر ما ألوم المنظومة ذاتها التي تضع الرقيب في مأزق وتحمله مسؤولية كبيرة لا يجب أن يتحملها، ففكرة تصنيف الأفلام وفرزها تعود إلى الجمهور الذي يقرر دخول الفيلم الذي يعجبه ويمتنع عن دخول فيلم آخر.

·        هل شعرت باليأس خلال أزمتك مع الرقابة؟

الفيلم بالنسبة إلي حالة خاصة، ولم أفكر أثناء كتابته بإمكان اعتراض الرقابة عليه لأنه لا يسيء إلى أحد، وفوجئت برفضها للسيناريو عندما عرض عليها  للمرة الأولى، لكني لم أيأس لأن كتابة الفيلم أمر يستغرق بين ستة أشهر وعام، ولا يمكن أن أهدر الوقت الذي بذلته، وكل ما حدث أن تصويره تأخر.

·        استغرق تعنت الرقابة وقتاً طويلا، هل أثر ذلك على حماستك للعمل؟

خسارة جولة في المعركة لا تعني الهزيمة، عندما رفضت الرقابة الفيلم صورت فيلم {أسماء}، ثم أعدت السيناريو إليها مرة أخرى، ولو رفضته مجدداً كنت سأقدّم عملاً آخر ثم أعيد تقديمه.

·        ما سبب تمسكك بالفيلم؟

موازنته مناسبة لظروف الإنتاج، بالإضافة إلى سخونة قضيته وواقعيتها، ولا يعقل أن يتوقف بسبب آراء موظفين.

·        لكن تتحجج الرقابة بأن العمل يسيء إلى المسيحية.

فكرة الإساءة إلى الأديان متمثلة في ازدراء أحدها، وهو أمر ليس مطروحاً في الفيلم من الأساس، بل يدعو إلى التعايش واحترام الآخر.

·        كيف تعاملت مع مشكلة الأطفال الأقباط التي يتطرق إليها الفيلم؟  

مررت بتجربة مماثلة عندما عدت من المملكة العربية السعودية والتحقت بمدرسة في مصر، وتحدثت مع أطفال كانت لهم تجارب مماثلة. كذلك ساعدني صديقي جورج عزمي، وهو قبطي، لمواجهته تجربة مماثلة خلال دراسته، لذا يعبر العمل عن تجارب حقيقية مرّ بها أشخاص في حياتهم.

·        كيف وقع اختيارك على الطفل الذي أدى بطولة الفيلم؟

لم يكن اختيار الطفل أمراً سهلا، على الأقل لأنه بطل الفيلم ويجب أن يكون ممثلا جيداً، لذا استغرق الاختيار فترة طويلة. وقد ساعدني أصدقاء كثيرون، إذ أرسلوا إلي أطفالا في المرحلة العمرية نفسها، حتى وجدت أحمد داش، وهو الأفضل للدور على الإطلاق.

·        هل وجدت صعوبة في توجيهه أمام الكاميرا؟

أحمد ممثل موهوب ولديه قدر كبير من الذكاء، لذا لم أجد صعوبة على الإطلاق في توجيهه خلال التصوير، وربما كانت تجربتي معه في التصوير أفضل من تجاربي مع ممثلين كبار.

·        تركز في أعمالك على البطولة النسائية، فهل هذا مقصود؟

على الإطلاق، فأنا لا أصنع أفلامي وفقاً لهذه الحسابات، بمعنى أن الأمر مرتبط بطبيعة الفيلم وقصته، وهذه المرة يعتمد الفيلم على الطفل بشكل أكبر.

·        ما أصعب مشهد بالنسبة إليك؟

ثمة مشاهد صعبة، خصوصاً تلك التي يظهر فيها كمّ من الأطفال، فأن تحرك 600 طفل في الوقت نفسه أمر في غاية الصعوبة، ولم أتوقع أن يكون كذلك قبل بداية التصوير.

·        لماذا تأخرت في تصوير الفيلم؟

بسبب الظروف السياسية، فعندما حصلنا على موافقة الرقابة بدأت التصوير على الفور، وتوقفت فترة بسبب الامتحانات، وبعد ذلك حل شهر رمضان ثم الأحداث السياسية وحظر التجوال، فأوقفنا التصوير مكرهين أكثر من مرة.

·        لماذا لم يشارك الفيلم في المهرجانات؟

تأخرنا في التصوير جعلنا لا نلحق بالمهرجانات العربية المهمة، وعندما انتهينا من تصويره عرض في  {مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية} بالتزامن مع طرحه جماهيرياً، وسنحاول المشاركة في مهرجانات أخرى في الفترة المقبلة.

·        ألا يؤثر طرح الفيلم بالتزامن مع ذكرى الثورة على إيراداته؟

توقيت طرح الفيلم منوط بالمنتج والموزع، وليس لي كمؤلف ومخرج أن أتدخل فيه. لكني أعتقد أن التوقيت مناسب لطبيعته، ثم طرحه مع بداية إجازة نصف العام، باعتباره فيلماً للأطفال، ملائم لمشاهدته بعد انتهاء الامتحانات، وبالتأكيد كانت لدي مخاوف من الأحداث السياسية، لكن للأسف أصبحت هذه الأحداث موجودة طوال العام، وإذا وضعناها في حساباتنا فلن نطرح أعمالا جديدة.

·        ماذا عن مشاريعك الجديدة؟

أحضر لفيلمي السينمائي الجديد {صنع في الصين} مع أحمد حلمي، ولم يتحدد موعد البدء بتصويره بعد.

·        كيف تقيّم  التجربة مع حلمي الذي يحقق إيرادات مرتفعة عادة، وهو ما لم تتمكن أفلامك من بلوغه؟

يتمنى كل مخرج تحقيق إيرادات مرتفعة لتستمر الصناعة على الأقل، ولن يتعامل المنتجون معي إذا كانت أفلامي لا تغطي كلفتها، فقد حقق فيلما:  {زي النهارده} و}أسماء} إيرادات {معقولة}، الأول بالنسبة إلى طبيعته، والثاني رغم كونه تجربة صعبة سينمائية ولها خصوصية فضلا عن طرحه في وقت صعب للغاية. كذلك، أتمنى أن يحقق {لا مؤاخذة} إيرادات جيدة، فالنتيجة حتى الآن مبشرة. باختصار، لكل تجربة خصوصيتها وظروفها، وأتمنى النجاح في تجاربي كافة.

الجريدة الكويتية في

07.02.2014

 
 

فيلم «اغتيال مدينة»

نبوءة «عبدالله المحيسن» الشاهدة

خالد ربيع (جدة) 

لو تأملنا ــ مجددا ــ فيلم «اغتيال مدينة»، وهو أول فيلم تسجيلي سعودي، لوجدناه بمثابة معالجة تسجيلية لأحداث الحرب اللبنانية التي اندلعت في منتصف السبعينات. غير أن هذا الفيلم، الذي أخرجه السعودي الرائد عبدالله المحيسن في 1977م، تميز برؤية سينمائية محايدة بعيدة عن إثارة النعرات الطائفية أو الأيديولوجية، ونقل من خلاله مشاهد حية وصورا واقعية من قلب الأحداث إبان اشتعال الحرب اللبنانية الأهلية ــ آنذاك. ليس ذلك فقط ما منح الفيلم قيمة توثيقية هامة، وجعل منه تسجيلا صادقا لبشاعة الحرب التي استمرت ستة عشر عاما بدأ من الثالث عشر من أبريل عام 1975م، حيث انطلقت الشرارة الأولى للحرب لتوقع أكثر من 150 ألف قتيل ونحو20 ألف مفقود وشردت مئات الآلاف من اللبنانيين على مختلف طوائفهم ومذاهبهم. ولكن ما يمنح الفيلم على الدوام هو لغته التحذيرية ونبوءته المستقبلية للأوضاع التي ستتفجر في المنطقة وتكون بدايتها اغتيال مدينة جميلة من أجمل الحواضر العربية: بيروت. التي ما زالت تعاني من تداعيات وتبعات تلك الحرب البغيضة. والفيلم لمن يتفحصه اليوم بعد قرابة أربعين عاما من إنتاجه، يجده نصا بصريا متماسكا، يخاطب مشاهده بلغة الوثيقة السينمائية الدائمة التأثير. إذن، لقد عبر الفيلم ذو الدقائق الست عشرة، وبلغة بصرية موجزة وعميقة، عن رفض تلك الحرب التي ما زالت في بداياتها وقت إنتاج وعرض الفيلم، فكان الفيلم بمثابة تنبيه لما يمكن أن يؤول إليه الحال إن استمرت الحرب.. وبالفعل صدقت نبوءة «المحيسن» وأدت السنوات الست عشرة السوداء إلى مزيد من الخراب والدمار، سواء على المستوى المدني أو الإنساني، ليس في بيروت وحدها، بل طال عواصم أخرى قريبة منها ومدن عربية أخرى تم اغتيالها كما تم اغتيال هذه المدينة... هكذا تأجج الصراع بين أطراف الحرب: القوات اللبنانية، حزب الكتائب اللبنانية، حزب الوطنيين الأحرار، منظمة التحرير الفلسطينية، إسرائيل، الولايات المتحدة الأمريكية، الحركة الوطنية اللبنانية، حركة أمل، حزب الله، الحزب التقدمي الاشتراكي. إضافة إلى جماعات وطوائف لعبت دورا في الصراع: المسلمون السنة، المسلمون الشيعة، الدروز، الموارنة، والفلسطينيون. وهي ذات الأطراف التي تلعب نفس الأدوار الآن مع تغيير طفيف في (السينوغراف) الواقعي ــ إن صح القول.. لكن مع كل السيناريوهات التي كانت مطروحة في السبعينات لم ينحز الفيلم لأي طرف، بل كان بمثابة الرسالة للجميع، بأن ينصتوا لصوت العقل ويحقنوا الدماء.. ولكن دون طائل.

مقدمة الفيلم تدور في دقيقتين من الرسوم المتحركة، تصوران الصراع العالمي، في مرحلة التقاطب الدولي الشديد، بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية، من خلال دلالات بسيطة، ومعبرة، تبين رجلين، أحدهما: عاري الساقين، بسرواله القصير، والقامة النحيلة الطويلة، والقبعة المتطاولة، وجراب المسدس المتدلي على خاصرته. وثانيهما: قصير وبدين، يرزح تحت المعطف الثقيل، ذي اللون الأحمر، والقبعة المستديرة. بينهما توجد الكرة الأرضية، الأول يشير إلى السماء، ويقتطف قطعة من الكرة.. والثاني يشير إلى الأرض، ويقتطف قطعة أخرى من هذه الأرض.

ويبدأ الفيلم فعليا بمشهد امرأة لبنانية، تنوح عند قبر عزيز لها.. هذه المرأة المتشحة بالسواد، لعلها هي بيروت ذاتها، أو نموذجها، وناسها الأبرياء، الباحثون عن لحظة نور، ونقطة ماء.. هكذا يبدأ الفيلم كمرثية سينمائية لمدينة بيروت التي هاجمتها جرثومة الحرب. ثم ينطلق التعليق: (ماذا فعلت اليد باليد؟. لماذا انغلق القلب على القلب؟. أية لوحة رسمتها يا أصابع الموت؟. أي طائر مد مخالبه في القلب منك يا بيروت؟. يا مواسم الحزن، لقد أطلت على قلوبنا، واعتصرتِ الرحيق من شفاه أطفالنا. هذه بيروت التي كانت. هذه بيروت التي صارت. يا قذائف الموت. أي بريء ستوقعين عليه قصاصا لا يستحقه؟).. يترافق هذا التعليق مع مشاهد وثائقية قاسية عن الحرب: المليشيات التي تعد نفسها للحرب. المسيرات والمظاهرات الصاخبة. مشاهد من القتال العنيف في شوارع بيروت.. والتعليق يدعو: (يا نار اخطئي هدفك). ثم صور ومشاهد المهجرين والمشردين، تقول إن من نجا من القتل وجد نفسه طي التهجير والتشريد من بيته، ومن مكانه، في مأساة إنسانية عظيمة، سوف تبقى ندبة على جبين الذاكرة. قطع، ثم ينتقل الفيلم إلى «مؤتمر القمة السداسي» الذي انعقد في الرياض في أكتوبر (تشرين الأول 1976م)، لتدارك الأوضاع وإنهاء الحرب.. نرى حضور الأمير فهد بن عبدالعزيز، ولي العهد ــ آنذاك، وندرك دوره المحوري في التوصل إلى عقد هذه القمة، ووقف إطلاق النار.. كما نرى مشاهد من المشاركة السعودية في «قوات الردع». تتوقف تلك الجولة من الحرب، ونذهب إلى مشاهد هادئة. عجائز يسيرون في شوارع بيروت الخالية من المارة، وسط الدمار. فيما تبدأ عملية إزاحة الركام، والشروع في الإعمار. وتبدأ عودة الحياة إلى بيروت.. فقد (آن للأنواء المحمومة أن تنحسر عن جبين لبنان).. وأن تنجو بيروت من محاولة اغتيالها.

عمد المخرج إلى توظيف كل ما يمكنه، من وسائل فنية، للخروج بفيلم تسجيلي وثائقي متميز، ففضلا عن الصورة المنسوجة بمونتاج متناغم، والتعليق الذي يلامس حافة الشعر، رقة وأسى، كما لعبت الموسيقى التصويرية التي صاغها الموسيقي عمار الشريعي دورا هاما في خلق الأجواء النفسية المناسبة، من توتر وقلق، ووجع وتفجع، وأمل واستبشار. هامسة في ضمائر الجميع «لا نريد حرب في لبنان بعد اليوم». بهذا الفيلم ولدت السينما السعودية التسجيلية على يد أول سينمائي سعودي، مؤسس أول استوديو تصوير سينمائي في المملكة العربية السعودية، المخرج عبدالله المحيسن، وهو من مواليد مكة المكرمة عام 1946. ودرس في لندن «الأكاديمية الملكية البريطانية للإنتاج» عام 1971، ثم درس الإخراج والتصوير والسيناريو السينمائي في «لندن فيلم سكول» عام 1974. وأسس «الشركة العالمية للإنتاج السينمائي بالرياض» عام 1975، وأخرج عدة أفلام تسجيلية: أولها عن مدينة الرياض بعنوان «تطوير الرياض» بتكليف من جهة حكومية عام 1976، ثم فيلمه «اغتيال مدينة» في عام 1977، وهو يعتبر الأول له فكرا ومضمونا وتنفيذا، والثالث فيلم «الإسلام جسر المستقبل» عام 1982. ثم فيلم «الصدمة» 1992م. إلى أن حقق في 2005 م فيلم «ظلال الصمت» أول فيلم سعودي روائي طويل.

عكاظ السعودية في

07.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)