كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

أصغر فرهادي يتحدث عن "الماضي":

الحقيقة كالأوكسيجين ليست مُلك أحد

هوفيك حبشيان

 

أصغر فرهادي هادئ دائماً ومتمهل في طرح أفكاره. الفائز بـ"الأوسكار" و"الدبّ الذهب" عن فيلمه "انفصال نادر وسيمين" (2011) يتكلم عن سينماه بحذر الشاعر الذي يخاف كشف أسرار كتابة القصيدة. لا يريد أن يقول الكثير كي لا يتطاير سحر الغموض.

الايرادات الفرنسية لفيلمه السابق الذي اطلقه عالمياً، دعمت فكرة ان ينجز فيلماً فرنسياً يصوّره في ضواحي باريس. فكان "الماضي" (2013) الذي أدخله الى حلبة الكبار مع دخوله الأول الى مسابقة مهرجان كانّ الرحب، بعدما كان الايراني الآخر عباس كيارستمي احتكرها لسنوات. سعي الفرنسيين الى استقطاب سينمائيين ألمعيين من الأقطار البعيدة، لا يعود تاريخه الى الأمس. هناك تاريخ طويل في جلب هؤلاء الذين تحاصرهم ظروف العمل الصعبة في بلدانهم، لأسباب سياسية أو غيرها. بيد ان فرهادي "منفاه" الفرنسي العابر كان فنيّاً صرفاً، كما صرّح في لقائنا معه في كانّ أيار الماضي وننشره هنا لمناسبة انطلاق العروض التجارية لـ"الماضي" بدءاً من اليوم في الصالات المحلية. لقاء يروي فيه أيضاً بعضاً من تفاصيل عيشه في العاصمة الفرنسية سنتين متواصلتين كي يصبح مشبعاً بثقافتها وممتلئاً بروحها قبل أن يقف خلف الكاميرا.

أمام الكاميرا حكايةٌ أخرى: بطلنا رجل ايراني اسمه احمد (علي مصفا) يعود الى فرنسا بعد أربع سنوات غياب، نزولاً عند طلب زوجته (بيرينيس بيجو، جائزة أفضل ممثلة) التي هجرها. الهدف من الزيارة: اكمال اوراق الطلاق. الزوجة، ماري، تعيش في ضواحي باريس، وما إن تطأ قدما أحمد بيتها، حتى يعلم ان ثمة رجلا جديدا (طاهر رحيم) في حياتها. وفي حين يطارده الماضي اينما حلّ، يقع احمد في فخّ الحاضر الذي يعدّ له أكثر من مفاجأة. يصوّر فرهادي ضواحي باريس كأنه يصوّر ضواحي طهران، مبتعداً من الفيلم السياحي. يضع الحكاية في عمق التجربة الآدمية، ويحمل سينماه المتعاطفة مع الاضطرابات الانسانية والغنية بالحوارات الى هاجس التفاصيل. كمراقب بارع، يتطرق فرهادي الى كيفية تغلغل الذنب الى داخل الانسان ويُسقط الأقنعة عن الوجوه حالما يدرك ان خلفها وجوهاً تتربص بحيوات الآخرين وتلعب بأقدراهم.

·        ما الذي حملك الى تصوير هذا الفيلم في باريس؟

- لم يكن هناك قرارٌ مسبق. الحكاية هي التي فرضت عليّ فكرة تصويرها في باريس. كنتُ أريد أن أروي حكاية هذا الرجل الذي يسافر الى فرنسا... عندما بدأتُ بإنجاز الفيلم، وجرياً على عادتي، لم أقل في سريّ "هذه التيمة التي اريد طرحها". تركتُ الأشياء تأتي اليّ. كل الأجوبة عن الأسئلة التي كنتُ أطرحها على نفسي بعد "انفصال" كانت موجودة في الحكاية هذه. حتى سؤالك "لماذا في باريس؟"، الجواب عنه موجودٌ في الحكاية: لم يكن ممكناً أن يقوم أحمد بإجراءات الطلاق وهو في طهران، كان عليه السفر الى فرنسا. في الحقيقة، كنت كتبتُ سيناريواً آخر، وكنت حتى في صدد البدء بالتصوير والتحدث مع الممثلين، عندما، خلال احدى جلسات النقاش، خطرت على بالي قصة "الماضي"، وأطاح المشروع الذي كنت اتهيأ له. ولما أعلنتُ انني اريد استبدال فيلم بآخر، سادت لحظة من الصمت المطبق وفوجئ الحاضرون.

·        للمرأة دورٌ حقيقي في هذا الفيلم كما في أفلامك الماضية. ثم، ليس هناك بطل أوحد...

- في افلامي، يستطيع المُشاهد ان يتابع الشخصية التي يريدها ويعتبرها البطل من وجهة نظره الخاصة. هذا يتعلق بمدى حساسيته، فالبعض مثلاً اعتبر ان الفتاة التي تعمل في المغسلة هي الشخصية الرئيسية. بالنسبة لي كلهم أساسيون، لا أصنّف شخصياتي. أحاول دائماً ان أقف على مسافة واحدة منهم جميعاً، وألا أفضّل واحداً على آخر. في أفلامي، النساء أكثر ميلاً للتغيير فيما الرجال ينحازون الى الاستقرار. عندما أبني حكاية، احتاج دائماً الى هذا اللقاء بين التغيير والاستقرار، لذا سترى دائماً أن المرأة هي التي تقود الحكاية، لأن الذي يغيّر هو الذي يكون في الطليعة.

·        لماذا اخترت ان تجري الأحداث في ضواحي باريس وليس في باريس نفسها؟

- عندما قررتُ نقل أحداث الفيلم الى خارج ايران، كنت اواجه خطراً كبيراً وهو أن أقع في فخّ الفيلم السياحي. لذا، مكثتُ فترة في باريس كي اعتاد على أجوائها. في النهاية، بقيتُ فيها سنتين. بعد ذلك، أدركتُ انه يجب عليّ كسر هذه الطبقة البصرية الموجودة وان أذهب مباشرة الى حياة البشر اليومية، وحينها قررتُ التصوير في الضواحي.

·        واضح ان النظرة التي تلقيها على البيئة الفرنسية نظرة الغريب التي تستنفر - اذا جاز التعبير - امام ما لم تعتد على رؤيته. لفتتني مثلاً الكيفية التي استخدمت فيها الشريط الصوتي ووظفته لرفع مستوى الاحتقان في مشهد المترو. لذا، اعتقد أنك استطعت ان تلتقط كلّ ما يصعب على المخرج الفرنسي التقاطه كونه لم يعد يرى كل تلك التفاصيل...

- في هذا النوع من السينما، الصوت أكثر اهمية من الصورة. عندما تسمع كلّ هذه الأصوات، فهذا يوسّع آفاق مخيلتك. ما إن ترى الصورة حتى يتراجع المدى الذي تتحرك فيه مخيلتك لتصبح بحجم ما تراه أمامك. كوني لم أكن أريد موسيقى تصويرية، لجأتُ الى كلّ أنواع الضجيج الذي نجده في محيطنا. سبق أن قيل لي ان بعض الأشياء قد لا يراها المخرج الفرنسي لكثرة ما تحولت الى شيء عادي بالنسبة له، ولكن لستُ متأكداً من ذلك.

·        تستعمل القليل من الموسيقى في أفلامك، أو تجعلها تقتصر على بعض النوتات هنا وهناك. لكن، هل من قاعدة لديك؟

- أعتقد أنه في أفلامي موسيقى أكثر مما هي موجودة في أفلام الآخرين، لكنها موسيقى لا تُعزَف على الأوتار والآلات الموسيقية، بل تصدر من أمواج البحر او من السكة الحديد. عندما أضع احياناً موسيقى حقيقية في نهاية الفيلم، ذلك انني أطلب الى المُشاهد ان يخرج من الحالة الانفعالية التي هو فيها ويعبر الى الحيز المنطقي وأنا أحب أن ارافقه في هذا العبور على طريقتي. أجد نفسي في كلّ مرة في حاجة الى جسر موسيقي كي تحصل هذه النقلة.

·        كيف كانت تجربة العيش في باريس لمدة سنتين؟

- جئت اليها مع زوجتي وابنتيّ. في البداية، كانت تجربة صعبة لهنّ. هذا الانتقال أرغم زوجتي على التوقف عن العمل. لو لم تقم بهذه التضحية، لكان صعب عليَّ أن أنجح في اتمام هذا المشروع. يجب ان تعلم ان في أفلامي هناك دائماً مخرجين: المخرج الذي هو أنا والذي يعرفه الكلّ، والمخرج الذي لا أحد يعرفه ولا أحد يتحدث عنه وهو زوجتي. بعد شهر من اقامتنا في باريس، التحقت ابنتاي بالمدرسة والآن تتحدثان الفرنسية جيداً.

·        هل أنت على إتفاق تامّ معها؟

- (ضحك). لا، بل تنتقدني كثيراً. وهي قاسية في آرائها.

·        هل ستبقى في باريس؟

- لا، بعد عرض الفيلم هنا في كانّ، سأعود الى دياري. هناك بعض المحدودية في ايران، لكن لدينا الكثير من الأشياء التي يمكن المرء أن يتباهى بها، كالذكريات والتراث، ولا أريد ان تنقطع ابنتاي عنها. لستُ من الذين يؤمنون بأنه علينا مغادرة البلاد، حين تواجهنا مشكلة ما...

·        هل وجدت نفسك أكثر حرية وأنت تصوّر هذا الفيلم في فرنسا؟

- أنا من الذين يؤمنون انه اذا اعتدت العمل في مكان يقيد حريتك ثم ذهبت للعمل في مكان أكثر حرية، فستظل تعمل كما اعتدت ان تفعله في مكانك الأول. جزء من تلك المحظورات التي فُرضت علينا على مدار السنوات في ايران صار منا وفينا إلى درجة لا نعود نلاحظه. أحياناً، تساعدنا الممنوعات على ان نتجاوز انفسنا ونصبح خلاّقين ونجد حلولنا الخاصة.

·        في رأيك، بأيّ طريقة أثّرت "محظوراتك" وأنت تنجز هذا الفيلم؟

- عندما أقول ان المحظورات تعيش في داخلي، أوضح دائماً أنها فيَّ بشكل غير واعٍ. لو كنت استوعبها وأعيها، لدمرتها.

·        لماذا قررت ان تمنح شخصية الايراني (أحمد) طابعاً ايجابياً أكثر ممّا هي الحال مع غيرها من الشخصيات، اذ نراها تملك الحلّ لكل شيء تقريباً...

- لا ارى أحمد صاحب حلّ. هو فقط يحاول مساعدة الآخرين، لكن، شيئاً فشيئاً، سيشعر بذنب شديد حيال الماضي الذي يحاول اصلاحه بطريقة او بأخرى.

·        ما هي المرحلة من صناعة الفيلم تجد فيها متعة أكبر؟

- الكتابة، لأنها تتيح لي أن أكون موجوداً مع شخصياتي في اطار حميمي جداً وأن أتجول بينها. هذا أكثر ما أحبه.

·        هل توقظك شخصياتك أحياناً في منتصف الليل؟

- انه عمل على مدار الساعة. لا يتوقف. حتى عندما ينتهي الفيلم، تظل الشخصيات معي. أحياناً أسأل نفسي: ماذا يا ترى تفعل شخصيات أفلامي السابقة وماذا حلّ بها؟ أستطيع أن أقول حتى انه عندما أباشر العمل على فيلم جديد وادرج فيه شخصيات جديدة، ينتابني شعور بأن شخصيات أفلامي القديمة غضبت مني واتهمتني بالخيانة.

·        في الفيلم ايضاً مكانٌ للأطفال الذين هم الأبطال الدائمون للسينما الايرانية...

- الأطفال يحملون دائماً معهم عنصرين الى الفيلم. الأول هو الانفعال والثاني الصدقية. عندما تكون الحكاية التي نضعهم فيها عصيبة والعلاقة بين الشخصيات غير واضحة، وجودهم داخلها يلطف الأجواء ويظهر التناقض بين نزاهتهم ونفاق مَن يكبرهم سنّاً. الأطفال هم الوحيدون الذين يعيشون في الحاضر. صغر سنّهم لا يسمح لهم بتراكم ماضٍ، وعدم امتلاكهم عقلاً حسابياً يحول دون أن يفكروا في المستقبل. لهذا السبب هم نزهاء وهم أول ضحايا قرارات الكبار. في "الماضي"، حتى الطفل الذي لم يلد بعد نشعر بأنه سيتأذى جراء كل ما يحصل. يبدأ هذا عندما تبدأ أمه بالتدخين، ثم عندما تلحق الأذى بنفسها...

·        ماذا عن خيارك لبيرينيس بيجو لدور ماري؟

- أول مرة شاهدتها، كان في فيلم "الفنان" في الولايات المتحدة. بسرعة أدركتُ انها ممثلة موهوبة. النحو الذي مثّلت فيه في "الفنّان" يظهر مدى ذكائها، لأنها اعادت انتاج ما كان عليه التمثيل في زمن السينما الصامتة.

·        فيلمك هذا انجزته بزمن أقل مما تطلّب انجاز أفلامك السابقة...

- النجاح الذي ناله "انفصال" أثقل كاهلي، فإنجاز هذا الفيلم كان طريقة للتخلص من هذا العبء.

·        اللافت ان لكلٍ حقيقته في الفيلم، وليس هناك حقيقة واحدة...

- الواقع ليس شيئاً جامداً نحتفظ به في الثلاجة. كل منّا يمكن أن يكون له حقيقته الخاصة. لا تتوقع أن تكون حقيقتك مطابقة لحقيقة الآخر. ليس هناك فريق يحتكر الحقيقة. الحقيقة موزعة على الجميع، انها كسائل، كالأوكسيجين.

Le passé - يُعرض في "متروبوليس".

hauvick.habechian@annahar.com.lb

برلين 64: دورة الوافدين الجُدد!

برلين ــ ه. ح.

مهرجان برلين يبدأ هذا المساء. انها الدورة الرابعة والستون التي ستستمر الى السادس عشر من الجاري. أفلام كثيرة بتواقيع شابة في انتظار الوافدين الى عاصمة الصقيع الألمانية. 20 فيلماً ستتسابق على جائزة "الدب الذهب" طوال 11 يوماً من المشاهدة الأكولة في تظاهرة يلتف حولها عشرات الألوف من السينيفيليين. أقسام أخرى تضمّ ايضاً عدداً غير قليل من العناوين الشيقة التي ينتظرها عشاق الفنّ السابع على أحرّ من الجمر: 3 أفلام في خانة "خارج المنافسة" و37 فيلماً في قسم "بانوراما" و10 أفلام في عروض الـ"غالا" الخاصة، و6 أفلام ضمن برنامج كلاسيكيات البرليناله المرممة، البرنامج الذي سيعيد احياء "عيادة الدكتور كاليغاري"، رائعة روبرت فيين. انه الاحتفال السينمائي المنتظر في شهر شباط من كل عام، يترأس لجنة تحكيمه هذه المرة كاتب السيناريو الأميركي جيمس شايمس.

الانطلاقة مع "فندق بودابست الكبير" ، إخراج وسّ أندرسون الذي يحملنا الى أجواء طريفة، ملوّنة، مشبعة بالحركة وملأى بالشخصيات الغريبة. هذا كله سبق ان صنع عالمه الخاص الذي تجلى في أفلامه التسعة. في جديده هذا، يستعين اندرسون بالوجوه التي ملأت أفلامه السابقة مع بعض الوجوه الجديدة: أف موراي ابراهام، ماتيو امالريك، وليم دافو، جود لو، هارفي كايتل، بيل موراي، أدوارد نورتون، اون ويلسون، ورالف فاينز الذي يضطلع بدور البطولة. اذاً، سنكون هذا المساء امام استعراض مشهدي باذخ يأتي بأندرسون الى البرليناله بعدما كان قد افتتح كانّ في دورته ما قبل الأخيرة، علماً ان الفيلم تمّ التقاط مشاهده في برلين واستخدم اندرسون ثلاثة أنواع من القياسات الفوتوغرافية للحصول على نتيجة معينة. تجري أحداث الفيلم في مطلع العشرينات من القرن الماضي، في جمهورية اسمها زوبروفسكا. غوستاف، ناطور الفندق الشهير، يتورط في عملية سرقة محورها لوحة كانت سيدة اسمها "مدام د"، اعطته إياها بعد ليلة غرامية، قبل ان تُقتل. وها ان ابنها ديمتري صار يطالب بحقه مناشداً بفعل الانتقام.
ليس هذا الفيلم الوحيد الذي صُوِّر في ألمانيا وتحديداً في ستوديوات بابلسبرغ، بل هناك أيضاً كلٌّ من "الجميلة والوحش" لكريستوفر غانز و"رجال الآثار" لجورج كلوني، وكلاهما يُعرَض خارج المسابقة. يقدم غانز استعادة عصرية لرواية غبريال سوزان دو فيلنوف التي سبق ان كانت مادة لفيلم شهير انجزه جان كوكتو. الفيلم من بطولة ليا سايدو وفنسان كاسيل. في مقابلة مع مجلة "فرايتي"، قال غانز، المتوارى عن الأنظار منذ عام 2006، إن نسخته هذه ستكون من وحي أعمال هاياو ميازاكي التي تنطوي على احساس بالسحر. أما كلوني فيأتي باقتباس لرواية روبرت ادسل التي ظهرت عام 2009 تقول الآتي: عام 1944، أسس الجنرال ايزنهاور وحدة مخصصة باسترجاع التحف الفنية التي نهبها النازيون خلال الحرب. وحدة مؤلفة من ستة مديري متاحف يخاطرون بحياتهم لإنقاذ التراث الثقافي الأوروبي من يد هتلر الذي كان يرغب في اقتناء اوسع تشكيلة من اللوحات، علماً انه كان ينوي تدمير جزء منها.

نصف عدد الذين يشاركون في المسابقة هذه السنة يدخلونها للمرة الاولى. أسماء جديدة غير معروفة لا من الجمهور العريض ولا من النقاد يراهن عليها فريق المهرجان بقيادة ديتر كوسليك الذي يرى فيهم أمل السينما المقبلة. بعيداً من سجادة كانّ الحمراء (ادعت ادارة برلين دائماً بأنها تملك الأفلام الجيدة، فيما كانّ لديه السجادة)، والنجوم والباييت والغلامور، يحتضن البرليناله هذه السنة 62 فيلماً ضمن الأقسام كافة سبق لأصحابها إن كانوا في قسم "مواهب البرليناله"! طبعاً، الى جانب هؤلاء هناك بعض المخضرمين القلائل، ومنهم ألان رينه، وهو ليس أيّ مخضرم. فالمخرج الفرنسي الكبير صار في الـ92 من العمر، لكن عنوان فيلمه الجديد "أن نحبّ، أن نسكر، أن نغنّي"، يشير الى أننا امام سينمائي شاب لا يزال متعطشاً للحياة والتجريب. صدق من قال يوماً "لم تشاهدوا شيئاً بعد" (عنوان فيلمه الأخير). طبعاً، من يغيّر عادته تقل سعادته، لذا لا يزال رينه يعمل مع فريقه المعتاد، في مقدمهم سابين ازيما واندره دوسولييه.

النهار اللبنانية في

06.02.2014

 
 

"ثورتي المسروقة"..

بعيداً عن الماضي بدون نسيانه

نديم جرجورة 

لا يُمكن التغاضي عن "النصف المخفيّ" (2002) للإيرانية تهمينه ميلاني، بعد مشاهدة الفيلم الوثائقي الإيراني الجديد "ثورتي المسروقة" (2013) لناهيد بيرسون سارفستاكي. صحيح أن الفيلم الأول روائي طويل يستند في مناخه العام إلى شيء من الوثائقي المجمَّل بلغة سينمائية واضحة، إلاّ أن مضمونه الدرامي يُشبه، إلى حدّ كبير، النواة الدرامية الرئيسة لـ"ثورتي المسروقة": معاناة صبايا إيرانيات غداة الانقلاب، نهاية سبعينيات القرن الفائت، ضد شاه إيران محمد رضا بهلوي ونظامه الحاكم. قدّم الفيلم الروائي، المستند إلى حكاية مخطوطة وضعتها البطلة/ المرأة التي عاشت تجربة نضالية إنسانية مرّة أمام زوجها قبيل "غيابها"، صورة عن العامين اللاحقين لنجاح الثورة الإسلامية بقيادة الخميني في تثبيت "حكم الملالي" الذي بدأ في العام 1979، اللذين شهدا إحدى أبشع المطاردات العنيفة ضد الشيوعيين، الحلفاء السابقين لرجال الدين ومناصري آية الله الخميني في انقلابهم على حكم الشاه. هذا كلّه بطريقة سينمائية روائية تجمع اللحظات المتباعدة زمنياً في سياق درامي وجمالي هادئ في كشفه فظائع الارتكابات الدموية ضد مناضلين ومناضلات شيوعيين وليبراليين ومستقلّين. أما الفيلم الوثائقي، فاستعاد تلك الحقبة نفسها من خلال عيون خمس مناضلات سابقات تعرّضن لأقسى أنماط التنكيل الجسدي والمعنوي في سجون الثورة الإسلامية، هنّ اللواتي واجهن عسف نظام الشاه أيضاً، ونزلن إلى الشوارع للتنديد بسياسته القمعية، ووقفن صفّاً واحداً مع "ثوّار" الخميني.

بعيداً عن المقارنة بين الفيلمين، يُمكن القول إن "ثورتي المسروقة" محاولة سينمائية إضافية لتأريخ لحظات مصيرية في مسار مجتمع وبيئة وشعب وثقافة. فالمخرجة، التي أرادت تحقيق هذا الفيلم للاغتسال من سطوة الماضي من دون تناسيه، سعت أيضاً إلى لقاء هؤلاء السيدات الخمس للتحرّر من شعور طاغ بالخجل والخوف والألم، لأنها لم تعش العذاب الذي عانته هؤلاء الفتيات حينها، عندما كنّ في أعمار تتراوح بين الـ17 والـ19 عاماً. أي أن أولئك الفتيات الجميلات، اللواتي واجهن أصعب اللحظات بسبب قناعات ومعتقدات اعتبرنها جزءاً من وعي معرفي خاصّ بهنّ، بتن اليوم شاهدات حيّات على تفاصيل وحكايات يُفترض بها أن تكون مُلك الجماعة، لأنها جزء من تاريخ وذاكرة يجب ألا يموتا.

ينطلق "ثورتي المسروقة" من رغبة في استعادة الحدث، كي يذهب إلى ما يُشبه المُصالحة العميقة مع الذات، أقلّه بالنسبة إلى من اعتبرن أنفسهنّ "مجاهدات" ليبراليات في سبيل بلدٍ هُنَّ بناتُهُ، ومن أجل مجتمع وُلدن فيه وتربّين على ثقافته وطقوسه المتنوّعة، وحبّاً بأناس ينتمين إليهم. صحيح أن الماضي ثقيل، لشدّة ما فيه من آلام تنخر في الجسد والروح معاً لغاية اليوم، ومن جراح لم تندمل، وإن توصلت السيدات جميعهنّ إلى ما يُشبه التواصل الداخلي الصامت، الذي منح كل واحدة منهنّ شيئاً من صفاء وهناء وسكينة، لم تمنعهنّ من حماية الذكريات من الاندثار. وصحيح أيضاً أن الهجرات المختلفة التي جعلت كل واحدة منهنّ تعيش في بلد أوروبي ما، لم تكن عائقاً أمام قوّة الذاكرة في احتضان المأساة، وأمام جمال الحياة "الجديدة" التي جعلتهنّ يستعدن أفضل ما فيهنّ من دون تغييب ما عرفنه وعشنه. لكن الأصحّ من هذا كلّه أن "ثورتي المسروقة" يُعيد إلى واجهة اللحظة فصولاً من الصراع مع سلطة أرادت كبت المعاني المتضمنة في الفعل النضالي لكل من خالفها الرأي والسلوك والمواجهة.

الارتكابات العنيفة الممارَسة ضد هؤلاء السيدات ظلّت ماثلة في وعيهنّ، ما أدّى بهنّ إلى عيشها مجدّداً، وإلى سرد وقائعها كأنها تحدث "الآن هنا". حكايات عن مسلسل الإعدامات، وفنون التعذيب، والإرهاب المعنوي، وسطوة الذكورية على نساء وجدن أنفسهنّ في أعماق التحوّل الجذري لبلدهنّ ومجتمعهنّ.

السفير اللبنانية في

06.02.2014

 
 

دعاء سلطان تكتب:

ستة أفلام عن بؤساء العالم فى مهرجان كليرمون فيران

الفقراء يحبون الله.. فهل يحبهم الله؟

«إن الله يحب الفقراء، بدليل أنه جعلهم أغلبية فى هذا العالم».. لا أتذكر، أين قرأت هذه الجملة، لكنها رغم مرارة السخرية فيها، فإنها تثبت صحتها يومًا بعد يوم.

ستة أفلام من دول مختلفة من بين ستة عشر فيلمًا قصيرًا فى ثلاث مجموعات من المسابقة الدولية، شاهدتها ضمن عروض الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان كليرمون فيران للفيلم القصير، كان محورها الفقر والفقراء.. يختلف البشر والفقر واحد.. تختلف البلاد ويتشابه الفقراء فى البؤس والألم والعوز والشقاء.

قبل أن ينطق أبطال فيلم 140 Drams، أتحدى أى مشاهد مصرى لم ينخدع فى بداية الفيلم متصورًا أنه فيلم مصرى أبطاله أحد سكان المساكن الشعبية المنتشرة فى أحياء مصر ومدنها المختلفة، لكن ما إن ينطق أبطال الفيلم، حتى نكتشف أنه فيلم أرمينى! يبدأ الفيلم بامرأة تهدهد رضيعًا جائعًا، ثم تصرخ فى وجه الزوج العاطل عن العمل، قائلة له إن البيت خال من الطعام تمامًا، يتركها الزوج ويخرج، فتقرر أن تنقل غضبها إلى طفلها الثانى الذى يلعب كرة القدم مع أصدقائه فى الشارع، يدخل الطفل إلى المنزل، ويخلع حذاءه فى مكان غير الذى خصصته الأم لخلع الأحذية.. يعتذر لها، ويرجوها أن تتركه يلعب قليلًا.. تعطيه 140 درامزًا أو درهمًا أرمينيًّا، هى آخر ما تمتلكه من نقود، ليشترى زجاجة حليب لشقيقه الرضيع، يقول لها: هل من الممكن أن أشترى بعض الحلوى؟ تنهره، فيغضب، ثم تندم وتمسح على رأسه وتحتضنه.

يذهب الطفل إلى السوبر ماركت، فيجد أن سعر الحليب أعلى مما يمتلكه من نقود، يدخل أحدهم ويبلغ البائع أن فرق التفتيش عن الأسعار، أشبه بحملات التموين على المحلات، ستمر الآن، فيقرر الرجل أن يغلق المحل ويقف خارجه حتى تمر حملات التفتيش بسلام.. الطفل الآن فى المحل بمفرده.. يترك الـ140 درهمًا ويخبئ علبة الحليب فى قميصه، ولا يأخذ أى قطعة حلوة له، رغم أنها متاحة أمامه، ويفتح باب المحل من الداخل ويخرج.

يتوجه الطفل إلى المنزل حاملًا الحليب.. يخلع حذاءه هذه المرة بحرص شديد فى المكان الذى خصصته الأم لذلك، ويجلس مبتسمًا وراضيًّا عن نفسه.. تسأله أمه: هل تريد أن تلعب مع أصدقائك الآن، وينتهى الفيلم وهو يقول لها: لا.. لن ألعب.

كبر الطفل قبل الأوان، وعرف وهو الطفل الصغير أن لا مكان للفقراء فى هذا العالم إلا بالتحايل، فصاحب السوبر ماركت تحايل حتى لا يتهم فى قضية «تموين» أو غش تجارى أو خلافه، والطفل تحايل وسرق علبة الحليب، لكنه ترك ما يملكه مقابل ما سرقه.. مفاهيم الشرف والأمانة تتبدل تمامًا أمام الفقر والعوز والحاجة.

ومن بيرو يأتى فيلم kay pacha، الذى تمت ترجمته إلى الإنجليزية بـone picture أو صورة واحدة.. حيث تعيش أسرة مكونة من زوج وزوجة وطفلتين فى أفقر قرى بيرو، يترك الزوج المنزل بعد مشاجرات مع الزوجة، لعدم تمكنه من الإنفاق على البيت، لاحظ تشابه البشر وردود فعلهم فى أثناء خلافاتهم وصراعاتهم عندما يكونون فقراء،

البنتان الفقيرتان تعملان فى مجال التقاط الصور مع السائحين بالزى الرسمى للهنود الحمر، خصوصًا أنهما تنحدران من دماء السكان الأصليين للأمريكتين.. كانت الأم ترغب فى أن تكمل الفتاتان تعليمهما، لكن هروب الأب حال دون ذلك، وينتهى الفيلم بمشهد للأم وجارتها وهما يخيطان ثوبًا زاهيًّا لترتديه فتاة جديدة، أصغر من بطلتى الفيلم، لتعمل فى نفس المهنة.. مهنة التقاط الصور مع السائحين.

فيلم Fitri أو «عيد الفطر» وهو فيلم إندونيسى.. هذا الفيلم ربما سيرهق ويزعج بعض المرهفين المتدينين، شكليًّا، وبعضًا ممن قتلوا ضمائرهم فى بلاد ينتهك فيها الفقراء روحًا وجسدًا.

يبدأ الفيلم بشابة مشرقة تنشر ملابسها الداخلية فى شرفة، لنكتشف بعد ثوانٍ أنها عاهرة تعيش مع قوادة.. تلك العاهرة الصغيرة قررت أن تزور أهلها فى عيد الفطر، بينما القوادة تقنعها بالبقاء، خصوصا بعدما أعجب مالك المنزل بها، وهو يريد قضاء ليلة معها.

تصمم العاهرة الصغيرة على زيارة أهلها فى عيد الفطر، وتتحايل القوادة وتخدعها وتتفق مع أحدهم ليسرقها، قبل وصولها إلى الأوتوبيس الذى سيقلها إلى أهلها.

حتى العاهرات الفقيرات البائسات يحتجن إلى لحظة تطهر، ولن يتراجعن عنها إن كن ملحات فى طلبها.. ينتهى الفيلم بالعاهرة الهاربة من ماضيها بمشهد لها وهى مطاردة.. يتلقفها أحد ساكنى الشوارع ويجرها على شريط القطار، هاربًا بها على عربة متهالكة.. مشهد عذب فى فيلم مؤلم، لشاب بائس يجر أمامه فتاة أكثر بؤسًا لينقذها من المجهول الذى يطاردهما.

وليس أكثر انحطاطًا من الفقر.. إنه يحول البشر الساعين إلى الحياة إلى حيوانات تنتهك الحياة، بأيدى أغنياء عاشقين لمتعة المشاهدة و«الفرجة» على فقراء يتطاحنون، بينما يستمتع هذا الثرى.. الفيلم الرومانى Colectia de Arome، يحكى قصة أسرة مكونة من أم مريضة وأب عاطل عن العمل وطفل نبيه وواعد.. يجهز الأب ابنه لمعركة يحصل خلالها على مئة يورو، بينما يجهز الابن نفسه بالتدريب، لخوض المعركة نيابة عن أبيه الذى اتفق على خوض المعركة.

فى إحدى بقاع الأرض، وحيث إحدى قرى رومانيا الفقيرة، يقرر أحد الأغنياء عقد مسابقة قتال بين أطفال القرية، ومن ينجح فى شل حركة خصمه يفوز بمئة يورو، فقط ليستمتع هذا الثرى بالمشهد من خلف زجاج سيارته المرسيدس! عمومًا فاز الطفل بطل الفيلم بالمئة يورو واستلم والده المبلغ.. لكن، كيف نطمئن ونسعد فى عالم يحمل كل هذا الكم من البشاعة؟!

A tropical Sunday.. هل سمعت عزيزى القارئ عن دولة اسمها «موزمبيق».. إنها فى نفس القارة التى تنتمى لها مصر «إفريقيا».. «يوم الأحد الاستوائى».. فيلم موزمبيقى، يحكى عن ثلاثة مشردين «طفلة وشقيقها الولدين»، يتجولون فى مدينة ملاه.. يشحذون ويتوسلون، تماما، ويا للعجب، كما يشحذ أطفال الشوارع فى مصر، لكن أبطال الفيلم ليس هدفهم الأكل ولا سد الجوع.. هم فقط يتمنون التمتع كالباقين بمدينة الملاهى.. يدخل أحدهم مسابقة للرقص فى مدينة الملاه ويفوز فيها، وينتهى الفيلم بالثلاثة وهم يلهون بتذاكر مدفوعة فى مدينة الملاهى التى كانت حلمًا بعيد المنال عنهم.

وكان ختام يوم أول من أمس لأفلام المسابقة الدولية فى مهرجان كليرمون فيران للسينما القصيرة مروعًا، بفيلم وثائقى من بوليفيا عنوانه «Minerita» عن عمال مناجم الفضة والزنك فى أحد مناطق بوليفيا.. يتناول الفيلم قصة النساء فى هذه المنطقة الفقيرة الخالية من الأمن، الذى يتولى كل فرد فيها تأمين نفسه.. حتى إن إحدى بطلات الفيلم تفتخر بتصنيعها قنبلة يدوية لإبادة أى شخص يحاول مهاجمتها!

تتساءل إحدى بطلات الفيلم بعد سردها معانتها مع النوم المتقطع بسبب الخوف من الناس ومن المجهول: هل يحب الله الفقراء فعلًا؟! بعد سؤالها: تشعل شمعة للمسيح فى قلب منجم ربما ستموت بداخله.. الفقراء يحبون الله.. فهل يحبهم الله؟!

التحرير المصرية في

06.02.2014

 
 

إيناس الدغيدى:

السبكى منتج يضحى فى ظل سوق السينما السيئة

الشروق  

لأول مرة منذ خمس سنوات تعود المخرجة إيناس الدغيدى لجمهور معرض الكتاب فى الندوة التى عقدت أمس الأول تحت عنوان «بين الفن والسياسة» وأدارتها الندوة الناقدة ماجدة موريس.

قالت الدغيدى: «إنها تتبنى أفكارا وقناعات محددة ولا تفرض على أحد أفكارها، مشيرة إلى أن الفكر الحر وإطلاق الحريات لابد وأن يكون هو طريق كل التيارات فى المجتمع، وأن ما يحدث فى مصر الآن يسير فى هذا الاتجاه.

وتابعت: مصر فى الفترة الماضية كانت فى كابوس، وعندما جاء الإخوان إلى الحكم لم أصدم ورأيت أن يأخذوا فرصتهم فى الحكم خاصة أن قطاعا كبيرا من الشعب المصرى كان يؤيدهم، ولكن كانت النتائج سيئة، ورأينا مهزلة على جميع المستويات، مجلس الشعب ورئاسة الجمهورية، وكلنا قلنا ليست هذه هى مصر بثقافتها وفكرها وفنها، وهو ما جعل الناس تفهم وترى الأمور على حقيقتها، وخرج الناس فى 30 يونيو للتعبير عن هذا الغضب من ممارسات الإخوان التى شوهت وجه مصر».

وأضافت: المتعمق فى طبيعة الشعب المصرى سيدرك بسهولة أننا نحب بلدنا ربما بعنصرية وجميعنا مرتبطون بهذا الوطن بشكل لن تجده فى أى مكان آخر فى العالم، ولذلك عندما يأتى من يشوه هذا الوطن أو يناله بسوء ستكون عاقبته ما حدث فى 30 يونيو، ولكن نحن أفضل الآن، صحيح أن هناك منغصات وصعوبات قائمة ولكن المستقبل سيكون أفضل فى ظل عودة الوعى للمصريين.

وعن سؤال حول الظلم الواقع على صعيد مصر فى كل المجالات بما فيها الفن والإبداع، قالت إيناس الدغيدى إن الصعيد مظلوم بالفعل والسبب يرجع للمركزية الشديدة وطغيان العاصمة وبعض المحافظات الأخرى مثل محافظة الإسكندرية التى تأتى بعد القاهرة فى الرعاية، وأكدت أنه على غير المتوقع تأتى الآن المواهب الحقيقية من الأقاليم، ربما لأنها لم تتلوث بعشوائية القاهرة، حتى على مستوى البيئة الصحية.

لقد سألت مرة الدكتورة رتيبة الحفنى عن سبب هبوط مستوى الغناء وأن القاهرة لم تعد تنتج أصواتا جميلة، قالت إن كثرة التلوث فى الجو وزيادة نسب الرصاص اثر بشكل كبير على حنجرة القاهريين، وهذا الأمر غير موجود فى الصعيد لذلك أنا أتوقع خلال الفترة القادمة ان المواهب الفنية ستأتى من الصعيد ومن الأقاليم أكثر من القاهرة، وهو ما يتطلب من وزارة الثقافة والوزارات الأخرى المعنية أن تهتم بالأقاليم وتعيد تفعيل قصور الثقافة الجماهيرية التى كانت فى فترة من الفترات أهم مكتشف للمواهب، كذلك المدارس والحفلات الفنية والمسرحيات التى تعرض على مسارح المدارس، كل هذه الروافد لابد وأن تفرز المواهب الحقيقية وتبرزها على الساحة الفنية.

وتحدثت إيناس عن أحوال السينما وسيطرة أفلام السبكى على الساحة، فقالت: يحسب للسبكى أنه منتج يضحى فى ظل أوضاع سوق السينما السيئة، ويصر على نجاحها، والنوعية التى يقدمها السبكى موجودة فى كل بلاد العالم، ولكن غياب السينما الجادة هو ما يظهر الشكل العام للسينما بهذا السوء، ولابد أن نؤكد أن نهوض الفن وارتقاء الذوق العام يتطلب فى المقام الأول نهضة البلاد وتقدمها ثم بعد ذلك سيرتقى الفن تلقائيا.

الشروق المصرية في

06.02.2014

 
 

عمرو سلامة: الرقابة رفضت الفيلم 4 مر ات وكان عندي إصرار على خروجه للنور

بطل فيلم «لا مؤاخذة»: تم اختياري من بين 5 آلاف طفل لأداء الدور

مصطفى الأسواني

قال عمرو سلامة، مؤلف ومخرج فيلم "لا مؤاخذة"، إن الرقابة رفضت الفيلم وكان لديه إصرار على خروج الفيلم للنور، مشيراً إلى أن الرقابة رفضت الفيلم 4 مرات وتم إجازته في المرة الخامسة، على حد قوله.

وأضاف سلامة، في مداخلة هاتفية له ببرنامج "الحدث المصري" المُذاع عبر شاشة "العربية الحدث"، أن الفيلم يدور حول شخصية هاني عبد الله بيتر، وهو طفل تنقلب حياته رأساً على عقب بعد وفاة والده واكتشاف والدته أنه ترك ديوناً كثيرة، فتضطر لنقل ابنها إلى مدرسة حكومية بعدما كان في مدرسة خاصة، ليواجه الطفل مأزق اختلاف الطبقات بين المدرستين، ويزداد الموقف تعقيداً عندما يُضطر لعدم الكشف عن ديانته المسيحية والاستسلام لفكرة زملائه ومدرسيه الذين لم يلحظوا اسمه كاملاً وظنوا أنه مسلم، على حد تعبيره.

وتابع: أن كل أحداث الفيلم واقعية ومرت عليه شخصياً بالفعل، "بعد أن انتقلت إلى إحدى المدارس الحكومية أصبت بصدمة شديدة، وكنت دائماً ما أروي المواقف التي أمر بها لأصدقائي، حتى اقترحوا عليّ أن أقوم بتحويل هذه القصص إلى فيلم"، حسب وصفه.

وأشار سلامة، إلى أنه بدأ في كتابة الأحداث كمجرد قصة قصيرة، ولكنها أثبتت أنها من الممكن أن تتحول إلى فيلم بالفعل، "استعنت بصديقي جورج عزمي الذي يعمل في مجال الستاند أب كوميدي لكي يشجعني على كتابة الأحداث، خاصة أنه مرَّ بمواقف شبيهة"، حسبما قال.

وعن المبالغة في أحداث الفيلم، أوضح المخرج: "كنت أرغب في نقل أحداث الفيلم من وجهة نظر رأس طفل صغير، لا بعقلية رجل كبير، وهذا كان أصعب ما فيه، فكنت أسترجع الزمن وأتذكر كيف كنت أرى الأوضاع من وجهة نظري كطفل".

وعن تناول الفيلم للفتنة الطائفية، أوضح سلامة، أن "الفيلم يتناول التمييز، وهو مرحلة تسبق الفتنة الطائفية"، مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع أن يظل سيناريو الفيلم تحت أيدي الرقابة لأكثر من 4 سنوات كاملة، على حد وصفه.

وقال سلامة، إنه قضى شهورًا طويلة في البحث عن أطفال يصلحون للقيام بالأدوار المكتوبة في الفيلم، ففكرة أن الفيلم قائم بأكمله على الأطفال شيء صعب للغاية؛ لذا فقد استغرق البحث حوالي 9 أشهر، رأيت فيها ما يقارب 5000 طفل كي أختار من بينهم 5 فقط.

وتابع: وقد خاض الطفل أحمد داش "بطل الفيلم" تصفيات كثيرة حتى يصل للمرحلة النهائية، ورغم عدم وجوده من البداية في مرحلة الاختيارات إلا أن موهبته وذكاءه جعلاه مرشحًا قويًا للبطولة، حسب قوله.

من جانبه، قال بطل فيلم (لا مؤاخذة) الطفل أحمد داش (13 عامًا)، أنه تم اختياره من بين 5 آلاف طفل لأداء الدور.

كما قالت الدكتورة أمل الشوربجي والدة الطفل أحمد داش، إن الفيلم يقوم بالكامل على رؤية طفل لمن حوله، ولذلك فإن أهم الاختيارات في هذا الفيلم هو الطفل الذي سيجسد شخصية "هاني عبد الله بيتر سوسة" بطل الفيلم ومحرك الأحداث، وهي المرحلة الأطول للفيلم على الإطلاق، حسب قولها.

الشروق المصرية في

06.02.2014

 
 

فيليب هوفمان..

نجم الأوسكار الذى اغتالت المخدرات موهبته قبل الأوان

كتبت رانيا علوى

فيليب سيمور هوفمان واحد من أهم نجوم هوليوود وهو حالة لا يمكن تجاهلها، خصوصا أنه ينتمى لنوعيه الممثلين أصحاب الموهبة الثقيلة، وكان يستطيع أن يخطف الكاميرا مهما كان السوبر ستار الذى يقف أمامه مثلما شاهدناه فى فيلم "The Savages" و"The Master " و"A Late Quartet" و"The Ides of March" و"Mary and Max" و"Strangers with Candy" و"Owning Mahowny" و"25th Hour ".

رشح هوفمان لنيل جائزة الأوسكار 4 مرات الأولى عن فيلم "Capote" عام 2005 وفاز بها بجائزة الأوسكار أفضل ممثل للعام، كما تم ترشيحه للأوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره فى " Charlie Wilson's War" عام 2007 وفيلم "Doubt" عام 2008 والمرة الثالثة عن دوره فى فيلم "The Master" عام 2012.

بينما استطاع النجم والمخرج فيليب سيمور هوفمان أن يبرز موهبته أمام عدد كبير من نجوم هوليوود منهم جوكان فونيكس وبراد بيت وبيل باكستون وبيتر ستروس وجورج كلونى وبول جياماتى.

وفوجئ محبو وعشاق نجم الأوسكار والمخرج العالمى فيليب سيمور هوفمان بخبر العثور عليه ميتا فى منزله فى مانهاتن بولاية نيويورك الأمريكية منذ يومين، وتضاربت وسائل الإعلام فى الكشف عن السبب الرئيسى للوفاة، حيث أعلن بعضها أن وفاته كانت بسبب جرعه زائدة من المخدرات، حيث أعلنت نيويورك تايمز أن أحد مسئولى الشرطة أكدوا أنهم تلقوا اتصالا من أحد أصدقاء هوفمان المقربين وقد وجد بجانب النجم الراحل مظروف يحتوى على كمية من الهيروين إضافة لبعض "الحقن"؛ وقد تعرض الراحل فيليب سيمور هوفمان لعدد من المشاكل فى السنوات الماضية بسبب المخدرات فالتحق العام الماضى بأحد مراكز علاج السموم والتى مكث بها 10 أيام كاملة؛ بينما أكدت مواقع فنية أخرى أن نجم "The Hunger Games: Catching Fire" كانت بدايته مع المخدرات كانت فى سن العشرينيات، فى حين أعلنت "independent" أن السبب الحقيقى والرسمى للوفاة لم يعلن حتى الآن من قبل الشرطة أو الطبيب الشرعى، وكل ما نشر من خلال وسائل الإعلام العالمية أعلنت تفصيلها من مصادر مجهولة تماما فأعلن البعض أن هوفمان وجد فى منزله ملقى بأرضية الحمام وتخرج من ذراعه "إبرة حقنة" مما يشير إلى احتمال تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات، وذلك بالرغم من أن فيليب اعترف منذ فترة عن خضوعه العلاج من تعاطى الهيروين، بينما اكتفى موقع "hollywoodreporter" بالإعلان عن وفاة نجم الأوسكار ووصفه بالصدمة، والقى الموقع الضوء أن تواجد فيليب قبل أسبوعين فى مهرجان " Sundance" من أجل دعم عدد من الأعمال التى عرضت حينها.

واستكمل الموقع أن الجزء الأول من "The Hunger Games: Mockingjay" الذى سيعرض رسميا 21 نوفمبر المقبل حيث انتهى الراحل منه، بينما علق الموقع أن الجزء الثانى The Hunger Games: Mockingjay -- Part 2 لن يتأثر بوفاة فيليب سيمور دون التركيز على التفاصيل الخاصة بدوره ومن المقرر عرض الفيلم فى 20 نوفمبر 2015

من جهه أخرى أكد موقع "hollywoodreporter" أن فيليب سيمور هوفمان كان ينوى إطلاق مشروع خاص بالمنتجين يوم الأحد المقبل فى برلين.

الخميس، 6 فبراير 2014 - 10:07

التجهيز لحفل تأبين فيليب سيمور هوفمان فى نيويورك

كتبت رانيا علوى

أعلنت وسائل الإعلام الفنية العالمية، أنه سيقام حفل تأبين كبير للنجم والمخرج الراحل فيليب سيمور هوفمان، حيث بدأ الإعداد له ليظهر الحفل بشكل مميز، ومن المقرر أن يكون فى نيويورك وهو مخصص فقط للعائلة والأصدقاء المقربين.

يذكر أن فيليب سيمور هوفمان توفى مؤخرا بعد أن تناول جرعة كبيرة من الهيروين فى شقته بمانهاتن.

الخميس، 6 فبراير 2014 - 21:52

أصدقاء وعشاق هوفمان يصلون حدادا على روح الممثل الراحل

(رويترز)

تجمع المئات من أصدقاء وعشاق الفنان الأمريكى الراحل فيليب سيمور هوفمان يحملون الشموع خارج شركة للأعمال المسرحية فى نيويورك كان يعمل بها تأبينا للفنان الذى يشتبه فى وفاته بفعل جرعة زائدة من المخدرات.

وقاد الأب جيم مارتن وهو قس وأحد العاملين فى الشركة الصلاة على روحه أمام شركة لابرينث للإنتاج المسرحى التى كان يعمل فيها مخرجا فنيا.

وقال: "نجتمع فى فترة حداد مريعة وخسارة فادحة.. فترة حزن وأسى لا تضاهى لكن أيضا كى نحتفى بحياة رائعة، وأضاف: "سنتذكر فيل بطريقتنا الخاصة. سنتذكر كيف مس قلوبنا"، وتم العثور على هوفمان ميتا فى شقته فى مانهاتن يوم الأحد الماضى وعثر معه على محقن وأكياس بها مادة يعتقد أنها مخدر الهيروين.

وذكرت متحدثة باسم كبير الأطباء الشرعيين فى مدينة نيويورك أن سبب وفاة الممثل هوفمان (46 عاما) لم يتحدد بعد وأن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الفحوصات.

وفاز سيمور هوفان بجائزة الأوسكار عن دوره فى فيلم (كابوتي) عام 2006 وكان يعتبر من أكثر أبناء جيله موهبة لكنه كان يصارع إدمان المخدرات فى الأشهر القليلة الماضية، وأشاد أيريك بوجوسيان وهو أحد أصدقاء هوفمان بشجاعة وتواضع الممثل الراحل وكذلك بعطائه الكبير على مدار عشرين عاما.

وقال بوجوسيان: "أعتقد أنه من الضرورى الإشادة ليس فقط بمواهب هوفمان بل بسماته الشخصية الرائعة أيضا".

اليوم السابع المصرية في

06.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)