كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

المخرجة مرجانة ساترابي:

شاهدت فيلم "الساموراي السبعة" ثلاثمئة مرة

ترجمة: نجاح الجبيلي

 

تمتلك "مرجانه ساترابي"، المخرجة الفرنسية الإيرانية الأصل، حساً بالدعابة جذاباً بشكل طبيعي وجافاً على نحو فنتازي ، لذا فهي تبدو حاوية لمجموعة من الحساسيات والرؤية الفنية الكافية الصنع فيلم مثل "الأصوات The voices" من تمثيل "رايان رينولدز" في أحد أفضل الأدوار التي أداها حتى الآن. يدور هذا  الفيلم الكوميدي المرعب، الذي عرض لأول مرة ولفت الانتباه له في مهرجان صندانس الأخير، حول رجل مشوّش تشجعه قطته على ارتكاب الأمور الشريرة على الرغم من رفض كلبه.    

تبلغ  هذه المخرجة ،التي ترشحت سابقاً لجائزة الأوسكار عن فيلمها "برسيبولس" ، القمم الجديدة بتحريها المؤسلب والقاسي  الجدير بالتوقير للمرض العقلي.إن  فيلم "الأصوات" هو معالجة نادرة ومبهجة سيتمتع بها أولئك الذين يستطيعون أن يتذوقوا ويتحملوا انتقالاته النغمية المتزنة وصنعته الفريدة.  

·        *منذ فيلميكِ السابقين "برسيبولس" و"دجاج بالبرقوق" المعدين عن روايتيك المصورتين كان لديك ارتباط أكثر بالمادة فما مدى صعوبة تطوير فيلم كتبه شخص آخر؟ 

-هذا سؤال جيد حقاً. أساساً أنا لم أفكر أبداً أني سأصنع قصة شخص آخر لأني لديّ عالمي وقصصي الخاصة. مرة من المرات  أرسلوا لي السيناريو وأغلبهم أشعروني  بما أني امرأة فلا بدّ من أن أهتم بالقصص التي تتعلق بالنساء- مثل حقائب اليد (تضحك). لكن فجأة جاء هذا السيناريو (فيلم "الأصوات") وبينما كنت أقرأه وجدته في غاية الغرابة والهزل وفي الوقت نفسه فكرت مع نفسي:" إن هذا هو أفضل وصف للشيزوفرينيا قرأتها حتى الآن". أعرف ناس مصابين بالانفصام العقلي وقد عرفت اثنين منهم وبالطبع هم يسمعون بالأمور التي لا تسمعها أنت ويرون الأمور التي لا تراها، إنّ لديهم رؤى. انجذبت كثيراً للقصة ، قرأتها في الليل وقلت:" يا إلهي هذه القصة في منتهى الإثارة" وفي الصباح استيقظت وقلت: "إنها قصة مثيرة لا بدّ أن أحولها إلى فيلم". وهكذا بدأ الفيلم.   

تقرأ القصة وعليك أن تنقح السيناريو وعليك أن تعيد كتابة بعض الأمور، كان الكاتب لطيفا حقا، لهذا كان تعاوننا صادقا. لكن في المخطوطة لا يوجد وصف لكيفية جريان الأمور التي وردت في القصة ،لهذا عليك أن تتصورها، وأنا فهمتها بشكل كامل. حين أريد أن أصنع فيلماً أقفل على نفسي في الحمام لأنّ هناك مرآتين وقد مثلت الفيلم كله حوالي 7 أو 8 مرات. بالنسبة لي أن  المسألة تكمن في معرفة إيقاع الفيلم كي أحسّ به لكني أشبه مريضاَ نفسياً يفعل ذلك، وحمداً لله لا أحد يراني. أنك لتفعل ذلك عدة مرات فتصبح القصة ملكك ولا توجد طريقة أخرى لتجسيدها. إني أضع كل قلبي وعقلي وحساسيتي حتى لو كانت القصة ليست لي لأنه في اللحظة التي أفهمها وأتصورها تصبح القصة ملكاً لي

·        *فيلم "الأصوات" هو أول أفلامك الناطق باللغة الإنكليزية وهو في منتهى "الأمركة"  بمعنى ما. ما مدى صعوبة هذا التحول؟ 

-إن التحول الأكبر هو أنّ المخرج في أوروبا يمتلك القطع الأخير، ولا جدال، فذلك هو القانون. لدينا القطع الأخير؛ إنه ينتمي لنا، وهو في اعتقادي أمر جميل جداً لأني لا أعرف، إضافة إلى المخرج، من الذي يستطيع أن يعرف  القرار الذي يجب اتخاذه. لكن في أوروبا، بما أن المخرجين لديهم القطع الأخير لا يناقشونه مع الآخرين، ومناقشة الأفكار أمر جيد. يتطلب الأمر أن يكون ثمة نظام لأنه أحياناً تكون منهمكاً جداً بمشروعك بحيث تحتاج إلى شخص ما من الخارج لكي يشاهده ويخبرك إن كان ثمة شيء خطأ فيه. إن الأمر صعب نوعاً ما لأني عليّ أن أتحدث إلى الجميع في كل الوقت وأوضح كل شيء وأبرر الأمور التي أعرف أنها يجب أن تكون بطريقة محددة. وبعد شهر من الشروح والتفسيرات قالوا لي": أنتِ على حق" وقلت:" أنا أعرف ذلك!".

هذا أمر صعب لكن في الوقت نفسه، وحين تصنع فيلماً ناطقاً بالإنكليزية، يكون لديك مشاهدون كثيرون فيكون أقرب إلى العالمية وهذه حقيقة منذ أن أصبحت الإنكليزية لغة عالمية. إنها تجربة عظيمة على أية حال

·        *بما أنك مولودة في إيران وعشت أغلب حياتك في فرنسا فأنت ِتُعدّين مخرجة أجنبية تصنع فيلماً أميركياً. فكيف أثرت السينما الأمريكية بصنعتك؟ 

- كنت محظوظة بالعيش مع أب عاشق للسينما. كان يأخذني لأرى أفلاماً مثل "صائد الغزلان" ثم أذهب وأرى فيلماً لبرغمان. حين أتذكر أني كنت طفلة وبأن فيلم "صائد الغزلان" لم يكن في الواقع للأطفال( تضحك)  يأخذني لأرى فيلماً كارتونياً من شركة وولت دزني. لهذا رأيت الكثير من الأفلام لمخرجين مثل "جون فورد" و"جون هيوستن". نشأت مع أفلام أمريكية لكن أيضا مع أوروبية و أنواع أخرى من الأفلام

سأخبرك بشيء لا أحد سيصدقه، لقد رأيت فيلم "الساموراي السبعة" لكوروساوا 300 مرة. في البداية كان لدى أبي وأمي على الفيديو ويومياً حين أرجع من المدرسة وفي كل يوم أشاهده بكامله 3 ساعات و30 دقيقة. كانت أمي تسأل:" ألم تضجري من هذا الفيلم؟" لكني في كل مرة أكتشف فيه شيئاً جديداً فأجيبها:" كلا!" كان لديّ علاقة مهووسة ببعض الأفلام ،إذ أنني أشاهدها مراراً وتكراراً. إني أحبها حباً جماً ولا أستطيع التوقف عن مشاهدتها.  

·        *فيلم "الأصوات" ذو نغمة معقدة. كيف خلقتِ التوازن ما بين الرعب والدم والدعابة كي تصنعي شيئاً شعرت ِ بأنه صحيح بالنسبة لكِ و مرتبط مع المشاهدين؟

- تلك هي مسألة الاتزان. أعرف مثلاً أني كنت أكره رؤية شيء وهو يتوغل في اللحم، إنه يزعجني حقاً ويجعلني خارج الفيلم. هنا، لم أظهر ماذا يجري  تقطيعه، وأنت لن ترى المدية وهي تتوغل. أعتقد بأن خيال البشر أسوأ بكثير من الواقع. ويشبه الأمر شخصية "فريدي كروغر" (شخصية رعب خيالية في سلسلة أفلام Nightmare on Elm Street " لقد أظهروه كثيراً ،إذ أنك في نهاية الفيلم تقول:"اللعنة على فريدي كروغر" (تضحك). إذا لم يظهروا فريدي أبداً فإنك ستكون أكثر رعباً من أن تراه خمسين مرة. أنه أصبح مثل الدمية. "اللعنة عليك فريدي كروغر اذهب ونم في غرفتك الخاصة".  

·        بعد هذه التجربة هل ترغبين في الاستمرار في صنع الأفلام  بالولايات المتحدة أم  ترجعين إلى فرنسا وتصنعين فيلمك اللاحق هناك؟

في الواقع لا أدري. لقد أنهيت الفيلم تواً قبل وقت قريب من بدء المهرجان. انتهينا وجلبنا معنا الحزمة السينمائية الرقمية (DCP) وأتينا هنا. كان عليّ القدوم ومعي تلك الحزمة والآن لا بد أن آخذ قسطاً من الراحة فالحياة مليئة بالمفاجآت وأنا لست الشخص الذي يخطط كل شيء في حياتي. أنا مجرد هنا وأنتظر. ربما أحصل على سيناريو أريد أن أكتبه بنفسي أو ربما قصة عظيمة ستأتي مرة أخرى وسأقول:" ليس بإمكاني أن لا أصنعها".

في الوقت نفسه أنه لشيء جميل أن تعمل على سيناريو كتبه شخص آخر لأن لديك مدىً أوسع بالنسبة للقصة  فحينما تقرأها تعلم ما هي الأمور المعيبة. إذا ما كتبتها تعتقد أن كل شيء مناسب ففي اعتقادك أن كل شيء يخلق منطقاً فإنه ينجح. لكن إن كانت ليست لك فإنك تستطيع أن ترى ما الذي لا ينجح مباشرة والكاتب لا يستطيع أن يرى ذلك

حين كنت أشتغل في المونتاج كنت أحتاج إلى وجهة نظر الآخرين. نقحت العمل أربع مرات. أنقح ثم أترك الفيلم لمدة أسبوعين ثم أنقحه مرة أخرى. في كل مرة ترى شيئاً لمدة طويلة تقتنع بأنه نجح ثم تتخذ مسافة وتنظر إليه مرة أخرى وتدرك قائلاً:" إنه غير ناجح" فأنا لا أهوى الأفلام الطويلة جداً. اليوم أغلب الأفلام طويلة وأفكر قائلة:" قطع لعينَ" إن بعض الأفلام مثل "سيكون هناك دم" بالطبع كان يجب أن تكون أكثر من ساعتين ،فالقصة تحتاج لذلك ،لكن هناك العديد من الأفلام تجعلني أشعر بالقول:" هيا، استمر!".

المدى العراقية في

06.02.2014

 
 

"وعد A-promise".. عودة لعصر الأفلام الرومانسية الدافئة

محمد خلف كباشي  

العلامة الفارقة في فيلم  ( وعد –A promise    )  هي امتلاكه تلك الرومانسية الرائعة المفعمة بالنظرات الصامتة والإيماءات الهادفة فضلا عن العواطف الخفية، دارت أحداثه في ألمانيا عام 1912 قبل الحرب العالمية الأولى , ارتبط الفيلم من ناحية الأسلوب السينمائي بالسينما الكلاسيكية القديمة , سواء في البناء والسرد وتطور الأحداث  أو من خلال إيقاع هادئ ورصين اعتمد هذا على التمثيل وعلى محاكاة الأجواء والمدة الزمنية التي كانت سائدة آنذاك , فهو عودة إلى عصر الأفلام الرومانسية المثيرة للمشاعر . تعود شهرة المخرج الفرنسي باتريس ليكونت لجماهيره وعشاقه الناطقين باللغة الإنكليزية واهتمامه الكبير في الأفلام الناطقة باللغات الأجنبية الأخرى حيث كان من المفترض أن يتم تصوير الفيلم في ألمانيا ويكون الإنتاج مشتركاً , بيد ان ذلك لم يحصل كون المخرج لا يجيد التحدث بالألمانية  بعد ان أقر بأن " تصوير الفيلم  في ألمانيا يجعلني أشعر بالغرابة بعض الشيء " استطاع المخرج ان يكسب شهرة واسعة  وهو في سن السادسة والخمسين عاما حينما اعتبر الإنكليزية لغة عالمية ،فهي قادرة على الوصول إلى أوسع الأسواق العالمية كما سمحت له بالعمل مع الجهات الإنكليزية الفاعلة وكان يحلم بهذا الشيء منذ أمد طويل

حاجز اللغة 

لم يجد المخرج لينكونت اللغة عائقا بوجه فريق العمل , إذ يقول " كانت اللغة سهلة جدا ومتناغمة "ومرد ذلك إلى ممثليه الذين أدوا أدوارهم باحترافية عالية وإتقان ويضيف " عندما تحدثت مع فريق العمل كانت القرارات سريعة ،بعد ذلك عرفت بالضبط ماذا أريد .فالممثلة ريبيكا هول كانت ملائمة تماما مع المكانة الاجتماعية لشخصيتها وقد أضفت بعض الخفة والسعادة والمتعة على أجواء الفيلم . أما (  ألان ريكمان )فقد كان أداؤه في غاية الروعة ومثيرا للأعجاب . إن مثلثات الحب ليست بجديدة في السينما العالمية ،بيد ان فكرة وجود رجل وامرأة يحبان بعضهما دون ان يجرؤ احدهما على إعلان ذلك . إن الشيء المميز للاهتمام حقا هو ذلك الوعد حينما أقسمت ( لوتي ) لفريدج قائلة " سأكون لك إلى آخر يوم في عمري

اختار المخرج  ليكونت  لفيلمه  ثلاثة من الممثلين البريطانيين، وجعله ناطقا بالإنجليزية بهدف منحه فرصة أكبر  في التوزيع داخل بريطانيا و أمريكا ،  لاسيما  أنه مقتبس من عمل أدبي يعد من الكلاسيكيات الرومانسية. جسد كل من  ربيكا هول  وآلان ريكمان  وريتشارد مادن الجوانب الثلاثية  لمثلث الرومانسية (الزوج والزوجة والعشيق ) العمل الدرامي ( وعد ) للمخرج باتريس ليكونت يصور أحداثا  وقعت  في بداية القرن العشرين في ألمانيا حول امرأة متزوجة تقع في حب ربيب زوجها .لعبت القصص الرومانسية دورا مهما في شهرة المخرج ليكونت ،ولعل  تحفته الرائعة  " زوج حلاقة الشعر - 1991 "  و " فتاة على الجسر " من أروع أعماله السينمائية  وها هو يعود ثانية ليتناول  البرود العاطفي والجنسي  لفيلمه الأول الناطق  باللغة الإنكليزية .

يعد الفيلم من النوع الميلودرامي الرومانسي بالرغم  من بساطة الموضوع وكونه مألوفا، تمكن المخرج من  السيطرة على  تكوين اللقطات و الاهتمام الكبير بالإضاءة الطبيعية وحركة الكاميرا المحسوبة بدقة فضلا عن  تصميم الملابس الذي يراعي بشكل مدهش كل تفاصيل الزمن واختيار مواقع التصوير و الموسيقى التي تلعب دورا في إشعال العاطفة التي تبقى رغم ذلك مكتومة .
قصة الفيلم 

إن الحدث الرئيسي لقصة الفيلم  هو ذلك " الوعد" الذي قطعته لوتس لفريدرج ،بيد انه جاء متأخرا جدا . يقول المخرج " إن فكرة الفيلم أعطتني شعورا محيرا ،إذ لم يكن من السهل وجود كل هذه المشاعر التي حجبت أثناء التصوير أن تنتهي بجفاف المشاعر وتجلد العواطف إنما أرادت وراء حجب هذه المشاعر إيقاظ الشعور بالدفء لآخر مشاهد الفيلم " يقول لينكونت " نحن نعيش في مجتمع يعطي مساحة صغيرة جدا للمشاعر، وإن هذا لشيء محزن  وأنا بالتأكيد لا أخجل أن أقول انه من المهم حقا بالنسبة لي من خلال هذه المشاعر والأحاسيس أشعر بأني على قيد الحياة وبفضلها أستطيع أن أستيقظ كل صباحيكتشف من خلال مسار الفيلم  أن الزوجة الشابة اضطرت للزواج من الرجل بعد ان أنقذ عائلتها من الضياع الاقتصادي بعد وفاة عائلها , وأصبحت  تدين له اكثر مما ترتبط به عاطفيا , وربما كانت تختزن مشاعرها إلى حين تلتقي بالرجل الذي يشعل هذه العواطف ويلهبها . لعب الممثل ( ريتشارد مادن ) دور فريدرج الذي تربى في حي متواضع في المدينة حيث تخرج حديثا من كلية الهندسة بتقدير امتياز ليجد وظيفة في أحد مصانع الحديد ،ثم انه بذل جهودا كبيرة لينال قبول ورضا رئيسه في العمل كارل هوفمستر الذي لعب دوره الممثل ( آلان ريكمان ) ليتبوّأوا مناصب عليا بالشركة خلال مدة قياسية . وعندما تعتل صحة رئيسه في العمل يجبره على القيام ببعض أعماله المنزلية وكذلك يجعل له مكتبا  داخل بيته . يقسّم فريدرج جهده ووقته بين  المصنع وبيت صاحب العمل بيد ان طموحه يرتقي إلى ابعد من ذلك حينما يلتقي بـ(توتي ) زوجة هوفمستر صاحب العمل التي جسدت دورها الممثلة ( ريبيكا هول ) تلك المرأة الحسناء التي لديها ابن في العاشرة من العمر أنجبته من زوجها يعكف ( آلان ) على مراجعة الدروس مع الولد في أوقات فراغه . فيبدأ بتوجيه نظرات عاطفية إلى لوتي في حين هي تكتم وتكبت مشاعرها  تجاهه بالرغم من أنها تبادله نفس المشاعر بيد أنها تمتنع تماما عن خيانة زوجها ,وترغم فريدرج على ضبط مشاعره ،كما أنها تصر على إبقاء العلاقة بينهما علاقة رومانسية بريئة ,غير ان الزوج يعلم بما يجري ويلتزم الصمت حتى يأتي ذلك اليوم الذي يطلب فيه من الشاب مغادرة ألمانيا إلى فرع الشركة في المكسيك للإشراف على المشروع الضخم الذي كان من بنات أفكار ذلك الشاب يقوم بإنتاج وتصنيع المواد الخام اللازمة في تطوير الصناعات التي تنتجها الشركة .  وفي إحدى حفلات دار الأوبرا المسائية في الضاحية لم يكن بمقدوره كتم عواطفه ، الأمر الذي أدى به إلى مصارحتها بحبه لها عندما علم ان زوجها سيرسله إلى المكسيك ليدير احد فروع الشركة هناك. فوعدته ان تكون له عندما يعود بعد سنتين ،بيد ان الحرب العالمية الأولى اندلعت وتتقطع جميع الطرق ليترك لوتي وحيدة وتغدو السنتان ثماني بسبب اندلاع الحرب .

يعترف الزوج المريض لزوجته وهو على فراش الموت بأنه كان يحاول ان يقرب بينهما , وكان يمكنه ألا يجعلها تحب هذا الشاب الذي أحبته وأن يقطع العلاقة في مهدها , لذا قرر إبعاد الشاب عنها بعد ان وجد أنها تحبه اكثر منها . وبعد وفاة الزوج تكتب رسائل عديدة لفريدرج إلا انه لا يستلم منها شيئا بسبب انقطاع جميع الاتصالات ،ومنها البريد خلال تلك الحرب

استلهم كاتب السيناريو ( جيرومي  تونير)  قصة الفيلم من رواية الكاتب والقاص النمساوي الشهير ستيفان زيفايج  (رحلة إلى الماضي )التي   امتازت  بالتحليل النفسي  كما اختص بكتابة سير العظماء وتناول  أدق تفاصيل حياة الأدباء  و بناة الفكر والأدب والفلسفة ،أمثال  نيتشه  و دوستويفسكي و رومان و بلزاك , إن مبيعات  أعماله الأدبية سجلت أرقاماً قياسية في العديد من الدول حيث  ترجمت إلى لغات عدة. وتعد رواية (أتوبيوغرافيا  ) التي تؤرخ الحرب النازية وهزيمة العقل ودمار النفس واغتيال الأحلام  من أبرز أعماله الأدبية .  غن أدب زفاريج يغلب عليه طابع الوصف للحالات النفسية والرومانسية .

لقد امتازت أجواء الفيلم بطغيان المشاعر الجياشة والعواطف الدافئة , أما الإنتاج وتصميم الأزياء فكانت ملائمة ومقبولة ،إذ لم تكن عادية ،وبالتأكيد فإن الفيلم كان بوجه العموم بعيداً عن إمكانات المخرج ليكونت وإنجازاته السينمائية السابقة.

المدى العراقية في

06.02.2014

 
 

"ناشا".. وأحلام المراهقين الكبيرة!

ترجمة: عادل العامل  

هناك الكثير من  الأفلام التي صورت " قصة حب " تختمر بين شاب صغير و امرأة أكبر سناً منه و بالعكس. و فيلم " ناشا " هذا ليس مختلفاً عن ذلك. و المهم هنا أنه يؤشّر للظهور الأول للمثلة بونام باندي، التي كانت مدار الأخبار لأسباب متنوعة، منها أداؤها أفضل ما لديها على مستوى الإغراء، كما يقول تاران أدارش في عرضه هذا

وقد أُقيم فيلم " ناشا " على حبكة ظلت ميداناً لقصص الكثير من الأفلام المتماثلة في فكرتها مثل " ميرا نام جوكر " 1970، و " دوسرا آدمي " 1977، و " تشينيكوم " 2007، حيث يقع ولد صغير في السن في حب امرأة أكبر منه سناً، و بالعكس، كم أسلفنا و حتى مع كون ارتقاءات " ناشا " تجعل مقياس توقعات الجمهور يرتفع عالياً حقاً، فإن المخرج أميت ساكسينا يعالج هنا حكايةً عاطفية بدلاً من حشو القصة بمشاهد متتالية ساخنة.   

فالفيلم يروي قصة ولد في سن 18 عاماً ( يقوم بدوره شيفام باتلي ) يقع بشكل يائس في حب امرأة في سن 25 (بونام باندي ). و تبدو الحياة عادية بالنسبة لمراهق ذي ملابس جذّابة، وصديقة جميلة، و عطلات صيف، و عصابة من الأصحاب لا يتورعون عن القيام بحيلة أو بأخرى. وفي اللحظة التي يرى   شيفام فيها بونام، فإنه لا يسقط صريع فتنتها فقط بل   يبدأ يحلم بها و يتخيلها في الليل و النهار. و يؤدي هذا كله في نهاية الأمر إلى رحلة أفعوانية من حبٍ تخالطه الشهوة و تصاحبه جرعات من الغيرة و حب التملك.

ومع فيلم منسوج حول مثل هذه الحبكة، أي استكشاف آلاف الانفعالات، فإن المرء يتوقع أكثر من قصة حب في أفلام من هذا النوع. و بينما يحاول المخرج أميت ساكسينا استكشاف كل زاوية ممكنة من سنوات النشوء في حياة مراهق، يعاني الفيلم من بعض الأمور في نصفه الأول، لكنه يفلح في الارتقاء في ما بعد الفاصل. و حتى مع أنه ينتهي بتعليق تقليدي، فإن من الصعب هنا الإتيان بأي تجديد لهذا الفيلم وفقاً للموضوعة / الحبكة التي ينطوي عليها

وإذا ما تأملنا ملياً، فإن الكتابة نادراً ما يمكنها أن تقدم أي شيء جديد للمشاهد. و لا يمكن هنا لوم الكاتب في الواقع على الافتقار إلى الجِدّة في القصة إذ ليس هناك إلا بالكاد ما يمكن أن يكتبه الواحد في فيلم يكون التركيز فيه على العرض المظهري، و هو محدود أيضاً، بالمصادفة

ويمكن القول إن بونام باندي بحاجة لأن تبذل جهدها في الواقع من ناحية التعبير و أداء الحوار. وعلى كل حال، فإن مفاجأة الفيلم تتمثل في شيفام، الذي يظهر هنا واثقاً بشكل كبير وينطوي على إمكانية للتطور كممثل، و يبدو على راحته تماماً أمام الكاميرا. كما أن فيشال بونسل، الذي يقوم بدور صديق بونام، رائع هنا. و كان الممثلان اللذان قاما بدور والد وعم شيفام طبيعيين أيضاً. و قد تمكن المخرج من إبراز ما شابَ سلوكهما من تحرّج و تردد وهما يذهبان إلى بونام ليستعلما منها عن علاقتها بابنهما. كما أظهر الممثلون الشباب الذين قاموا بدور أصحاب شيفام ثقة واضحة بالنفس

 عن: The Hindun

المدى العراقية في

06.02.2014

 
 

الإبهار في فيلم أمازونيا لراغوبير

عدنان حسين أحمد 

نادرة هي الأفلام الوثائقية التي ترقى إلى مستوى التحفة غير أن فيلم "أمازونيا" للمخرج الفرنسي تييري راغوبير يستحق هذا التصنيف عن جدارة. وقد بذل طاقم الفيلم برمته جهوداً كبيرة، بدءاً من كُتّاب السيناريو الخمسة، مروراً بالمصورين الثلاثة وأصحاب المؤثرات الصوتية، وانتهاء بالمُمنِتجَين الذين أبهروا مشاهديهم بهذا العمل الساحر الذي يخلو من الحوار! فكيف أوصلَ المخرج فكرته إلى المتلقين الذين سقطوا في دائرة الدهشة والذهول على مدى خمس وثمانين دقيقة وهم يتنقلون في أماكن التصوير التسعة في أمازونيا، هذا العالم الاستثنائي الغامض وغير المروّض؟ 

لقد أراد منتجو الفيلم الأربعة أن يحصروه في إطار أفلام الأطفال أو العائلة في أبعد تقدير، لكن قوة الفيلم وسحر الغابات الأمازونية الممطرة المكتظة بعشرات الآلاف من النباتات والحيوانات والحشرات هي التي أخرجت هذا الفيلم من الأطر الضيقة المرسومة له. فهو فيلم لكل الأعمار، ولجميع المستويات، وأكثر من ذلك فهو يزاوج بين التوثيق والروي الصامت المعبّر إن صحّ التعبير. هذه إضافة إلى تنفيذه بتقنية الأبعاد الثلاثة التي منحته نكهة خاصة تُحسب لمصلحة الفيلم القائم على رصد اللقطات الجمالية المُبهرة التي تقترب من الفنتازيا أو اللامعقول في بعض الأحيان.

بناء القصة السينمائية

على الرغم من خلو الفيلم من الحوار إلاّ أنه ينطوي على قصة سينمائية متكاملة الأركان، بل أنها تنطوي على قدر كبير من التشويق خصوصاً وأن الكشوفات المدهشة التي قدّمها المصورون الثلاثة الذين انهمكوا بالتصوير على مدى ثمانية عشر شهراً كانت تسحر ألباب المتلقين، وتمدهم بمتعة بصرية غير مسبوقة مع كل لقطة أو مشهد من مشاهد الفيلم في أبعد الأحوال. تنعقد أولى خيوط القصة السينمائية حينما نرى فتاة صغيرة تودع قردها المُقلنَس "ساي" إلى سيرك آخر حيث سيتم نقله جواً حيث تتطور الأحداث بشكل دراماتيكي حينما تسقط الطائرة التي تقل هذا القرد لتعيده إلى حاضنته الأولى الطبيعة، تلك الحاضنة التي لم يرها من قبل، ولم يألفها قبل هذا التاريخ، وعليه أن يتماهى فيها ويندمج مع حيواناتها لكي يؤمِّن حاجته من الطعام والشراب والمأوى والبقاء على قيد الحياة. غير أن هذا القرد لم يعرف عالم الغابات لأنه تربى في الأسر وأصبح شأنه شأن الحيوانات المنزلية مدجّناً خلافاً لغرائزه الحقيقية، وطبعه البّري الذي ينسجم مع حياة الغابات التي تمتلك اشتراطاتها الخاصة.

لا تقتصر القصة على هذا السياق السردي الخارجي على رغم أهميته، وإنما تتجسد أمام أعيننا إشكالات جديدة من قبيل الضياع، والإحساس بالغربة، وصعوبة الإندماج مع الحيونات الأخرى، والإساءة إلى هذا النمط من الحيونات المأسورة التي أُقتلعت من جذورها وحاضنتها البيئية المألوفة بسبب الإنسان لا غير. لقد أحسن المخرج راغوبير حينما اختار هذا النوع من القرود المقلنسة "التي يحيط برأسها شعراً كثيفاً يشبه القلنسوة"، فهي قرود ذكية تتعلم بسرعة، وتندغم في البيئة المكانية من جديد، وتتفاعل معها، لكن هذا التفاعل لا يمنعها من ارتكاب بعض الأخطاء التي قد تودي بحياتها لأنها قد تذهب إلى الخطر بقدميها بسبب تدجينها وأسرها مدة طويلة من الزمن بعيداً مسقط رأسها ومأواها الطبيعي.

اللغة البصرية 

إن منْ يشاهد هذا الفيلم لابد أن ينحني إعجاباً لكل طاقمه. وقد يستغرب المتلقي كيف تمكن المصورون من تصوير هذا الكم الهائل من اللقطات والمشاهد المدهشة التي تحبس الأنفاس؟ والجواب ببساطة شديدة أن الطاقم برمته قد انغمس في العمل على مدى عامين كاملين من البحث العلمي والكتابة وتطوير الأفكار، بل أن المصورين وبعض التقنيين قد أمضوا تسعة أشهر كي يتأقلموا مع الحيوانات الرئيسة التي يحتاجون تصويرها، هذا ناهيك عن مفاجآت التصوير والغواية الكامنة وراء المصادفات التي لا تنتهي لأنهم اقتحموا كوكباً أخضر بالكامل يحتوي على "40.000" نوع من النباتات و "5000" نوع من الحيوانات، و "2.5" مليون حشرة. أما الجمال الذي تنطوي عليه هذه الحيوانات والحشرات والنباتات فهي قصة ثانية لأنها تحتاج لوحدها إلى مقال منفصل يتمحور على قدرة المصورعين البارعين في الإمساك باللقطات الجمالية المدهشة والصادمة في آنٍ معا.

ربما يكمن قسط غير قليل من جمال الفيلم في اللقطات المدهشة لهذا الكم الكبير من الحيوانات وخاصة القرود والنمور والدببة والقُضاعات والنسور والدلافين النهرية والتماسيح والكائنات المُدرّعة والأفاعي العصّارة والطائر الطنان، والببغاوات الملونة، والجنادب، والعصافير، والعنادل. أما الأشجار الباسقة، المثمرة، المكتظة الأغصان فتحتاج وحدها إلى دراسة منفصلة كي تغطي فقط الجوانب الجمالية الكامنة فيها. ربما تكون الجنة أو الفردوس المفقود هي الكلمة الوحيدة التي تستوعب هذا الجمال النوعي المدهش المخبّأ في الغابات الأمازونية الحالمة.
ليس غريباً على المخرج الفرنسي تييري راغوبير أن ينجز فيلماً بهذا الإتقان الكبير، فقد سبق له أن حقق فيلم "الكوكب الأبيض" الذي رصد طبيعة الحياة في القطب المنجمد حاصداً العديد من الجوائز العالمية. وفي الختام لابد من القول إن هذا الفيلم الوثائقي يلامس القلب والعقل في آنٍ معا. كما يمنح المتلقي العضوي مساحة كبيرة من التأمل والاستغراق في هذا المنجم البصري الذي لا ينضب.

الجزيرة الوثائقية في

06.02.2014

 
 

مصطفى استيتو:

عريس المهرجان الوطني بالمغرب

أحمد بوغابة / المغرب 

تنعقد الدورة الخامسة عشر للمهرجان الوطني للفيلم المغربي بمدينة طنجة من 7 إلى 15 فبراير الجاري. ويُعد هذا المهرجان أهم تظاهرة سينمائية على الإطلاق يحتضنها المغرب. إنه جزء من حيوية فنون السينما بهذا البلد ولا يضاهيه في القارة السمراء بأكملها سوى جنوب إفريقيا. أسبوع من الاحتفال والاحتفاء بالأفلام المغربية وصانعيها من الرجال والنساء، ومن مشارب تقنية بشموليتها، ومن أجيال مختلفة ومتباينة فكريا وجماليا. أصبح المهرجان الوطني للسينما المغربية مناسبة سنوية للتقييم أيضا في أجواء حميمية رغم ما قد يبدو أحيانا من سيادة قسوة النقد العنيف والرفض الجذري... أو في المقابل الترحيب بما تم إنجازه، بما له وما عليه. وككل دورة، في كل سنة، تواجه المتتبعين مفاجآت سينمائية وأحداث في غاية الأهمية مما يجعل هذا المهرجان ساحة للتجديد، وغير ممل، فيشجع على العودة إليه باستمرار ومتابعته، خاصة حين وجد بمدينة طنجة مقره الطبيعي على جميع المستويات بغض النظر للمحاولات اليائسة التي فشلت في تهجيره وتهريبه لاغتياله في مكان ما ليس أهلا لاستقباله. ويتعرض أحيانا لتلك الممارسات الهدامة ومثلها من الجهات المفروض فيها الدفاع على التظاهرة محليا ووطنيا بل من داخل المؤسسات الرسمية المسؤولة عنه معنويا وأدبيا وقانونيا وماليا. إلا أن لطف الله جعل سدا بينهم وبين المهرجان فغشى أبصارهم حيث عاقبهم بما لم يكونوا ينتظرون بإبعادهم وإقصائهم لترتاح الأمة السينمائية منهم. إنه سميع مجيب.

إذا كنا قد تعودنا في السنوات السابقة أن تُثار بعض الأحداث الأساسية أو الهامشية أو المُفتعلة إبان أيام المهرجان من طرف، أو أطراف، حسب موقعه وما يريده أو يسعى إليه بتوظيف السينما والتجمع الجماهيري الواسع ـ الذي تتيحه هذه التظاهرة الأكثر نجاحا ـ لإبراز "عضلاته" فإن هذه السنة قد سبقت المهرجان عدد من معطيات يمكن اعتبارها "تسخينية" قبل "المباراة" الوطنية. لأنها تشكل جزء من النسيج السينمائي المغربي، وما المهرجان الوطني إلا تتويجا لسنة بأكملها في أفق تأسيس لسنة جديدة. وما حققه المهرجان في السنوات القليلة الأخيرة هو الذي جعله يجلب إليه فعاليات من خارج المغرب، مدراء المهرجانات العالمية ومدراء القنوات التلفزيونية الأجنبية، أو من يمثلهم، ليس بهدف التغطية الإعلامية فقط وإنما لرسم علاقة مع أهل السينما بالمغرب أو شراء أفلامهم. وكثير من الصحف والمجلات المتخصصة الذائعة الصيت تبعث أقلامها المتميزة للمواكبة، وذلك راجع بالأساس أن المهرجان أصبح قارا في المكان والزمان يسمح لهم بتنظيم برامج أسفارهم، فاسألوهم إذا لم يكن بينكم مَنْ لا يصدق بما أقول؟ وهكذا تحول المهرجان الوطني الخاص بالأفلام المغربية فقط إلى مهرجان ذي بعد عالمي إلا أن كثير من السينمائيين المغاربة لم يتفاعلوا بعد مع هذا المعطى الجديد، أي دولي بثوب وطني

"دستور" السينما المغربية

ومن بين "الأنشطة" التي سبقت المهرجان، في الأسابيع الأخيرة، انعقاد لقاء للجنة المكلفة بدعم المهرجانات مع مدراء التظاهرات السينمائية بالمغرب والذي سمته اللجنة ب"لقاء تواصلي" لتقييم تجربة السنة. مهما يكن من نواقص التي عرفتها التجربة في أول خطوة لها فإن اللقاء جد هام ولو للإنصات وبس بين مختلف الفاعلين في الترويج للثقافة السينمائية ولذلك نعتبر تسميته ب"لقاء تواصلي" (رغم ما قد يحمل من تواضع أصحابه) فإنه كان مناسبة مهمة للكثيرين حسب ما علمته من الذين استفادوا منه حيث توضح لهم ما كانوا عنه غافلون. كما من المفروض أن تستفيد اللجنة من أخطائها وبعض الممارسات التي تمس من مصداقيتها
كما تم أيضا تنظيم يوم دراسي حول النهوض بالإنتاج السمعي البصري ـ وتُشكل فيه السينما والأفلام السينمائية المشتركة مع القنوات وأيضا الأفلام التلفزيونية ـ وهو اليوم الذي شاركت فيه أكثر من 24 هيئة معنية بفنون السينما والإنتاج السمعي البصري فضلا عن مهنيين ذاتيين. لقد توج هذا اليوم بمجموعة من التوصيات والخلاصات والتي كان قد وصف وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد مصطفى الخلفي، هذا اليوم بمثابة الجيل الثاني من الإصلاحات بالنقاش الجماعي والمقاربة التشاركية لتطوير وتحديث المنظومة القانونية للقطاع السمعي البصري برمته ليس في مجال الإنتاج فحسب وإنما أيضا في جودته.

سيلي هذين اللقاءين جلسة جد هامة صباح يوم 8 فبراير 2014، وهو اليوم الثاني من فعاليات المهرجان الوطني، سيتم فيها تقديم ومناقشة "الكتاب الأبيض للسينما المغربية" الذي أصدرته وزارة الاتصال كنتيجة للمناظرة الوطنية حول السينما التي كانت قد انعقدت في أكتوبر 2012. وقد أشرفت لجنة علمية على صياغته تكونت من ممثلي الهيئات وبعض الأسماء الأخرى اعتمدت على توصيات المناظرة ولقاءات مهنية. وهذا "الكتاب" سيكون بمثابة "دستور" السينما المغربية. لكن، هل سيتم الاحتفاظ بصيغته التي ظهر بها حاليا أم هو قابل للتعديل بعد لقاء مهرجان طنجة؟ وهل هو مُلزم للجميع حتى لمعارضيه؟ هل الإلزام يرتكز على سند قانوني؟ إن المناظرة نفسها عانت من نواقص عميقة وبالتالي فإن نتائجها تتضمن هي أيضا خلل في جوانب عدة والدليل أنه لم يحظ بالاهتمام الذي كان مطمح مَنْ فكر في تنظيم المناظرة وما ستسفر عنه (سنعود إليه – أي الكتاب الأبيض - بالتفصيل في مناسبة أخرى وما سُمي بالمناظرة الوطنية التي عبرنا من قبل على هشاشتها التنظيمية التي تكلف بها مَنْ هُمْ ليسوا أهلا بها).

ورئيس اللجنة العلمية، التي أشرفت على "الكتاب"، الأستاذ عبد الله ساعف هو الذي سيترأس لجنة التحكيم الرسمية للدورة الحالية للمهرجان الوطني، وهو أستاذ جامعي ووزير التربية الوطنية السابق، بمعية أسماء أخرى من داخل المغرب وخارجها. وستوزع هذه اللجنة 12 جائزة تشمل جل المهن السينمائية الأساسية (الموسيقى، المونتاج، الصوت، التصوير، التمثيل الرجالي والنسائي للدور الأول والثاني، السيناريو، فضلا لجوائز العمل الأول وجائزة لجنة التحكيم والجائزة الكبرى). ستبث هذه اللجنة في 22 فيلم طويلا كلها روائية حيث غاب هذا العام الفيلم الوثائقي من المسابقة.

ونُذَكِّرُ بكون إدارة المهرجان تقبل بجميع الأفلام المغربية الطويلة التي أخرجها مخرجون مغاربة خلال السنة (من تاريخ آخر دورة للمهرجان السابق) سواء داخل المغرب أو خارجه على أساس أن يعبر عن ذلك – المخرج نفسه - بتسجيل فيلمه عند المركز السينمائي المغربي. وبالتالي، فإن الفيلم الروائي الطويل لا يخضع للاختيار المسبق أو للانتقاء من لجنة ما كما هو حال الفيلم القصير.
وقد ركز البعض من خلال كتابات قصيرة سريعة عند الإعلان عن لائحة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني على أحد الأفلام بعينها وهو "جيش الإنقاذ" لمخرجه عبد الله الطايع لإثارة الأسئلة حوله قبل عرضه باعتبار أن صاحب الفيلم، وهو كاتب له عدة مؤلفات، يعلن صراحة عن مثليته وأن الفيلم هو اقتباس من كتاب له يحمل نفس العنوان. فهناك من ينادي بالرقابة المسبقة ومنعه كتهمة قبلية وجاهزة، وبذلك يسير النقاش على الهامش وليس على المحتوى السينمائي. فيلم "جيش الإنقاذ" عاد جدا سينمائيا بل أقل من عادي وليس فيه اجتهاد فني على الإطلاق لكن سيصبح للفيلم مكانة إعلامية مهمة بالهجوم عليه بينما يمكنه أن يمر في صمت. فهل سيكون حقا هو الفيلم المحور لهذه الدورة إعلاميا وعلى الهوامش؟ أتمنى أن أكون مخطئ هذه المرة.

الجزيرة الوثائقية في

06.02.2014

 
 

عالم القذافي السريّ

محمد موسى 

"لا بياض في عينيّ القذافي، سواد مُعتم فقط ، عبثاً تحاول أن تبحث عن حياة في عينيه، وكأن لا روح هناك او إنها غادرت للأبد". هكذا يَّصف المُصور الفوتغرافي البريطاني الشاب بلاتون زعيم ليبيا السابق، والذي كان على بعد خطوة واحدة منه، عندما صوره في أحد أروقة مبنى الأمم المتحدة في نيويورك ، المدينة الأمريكية التي حلَّ بها القذافي في زيارة خاطفة شهيرة في عام 2009، أبى وقتها أن لا تمر دون ضجيج او فضائح، فطلته في ممرات مبنى الأمم المتحدة حولت الإنتباه عن المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي باراك اوباما، المُنعقد وقتها في نفس المبنى (يُمكن سماع ضجيج المصوريين المحيطين بالعقيد القذافي من خارج القاعة في التغطيات التلفزيونية الأرشيفية لمؤتمر الرئيس أوباما الصحفي). ترك بعض الصحفيون والمصورون مؤتمر الرئيس الأمريكي، وإنشغلوا ب "ملك أفريقيا"، أحد الألقاب المُحببة للقذافي في سنواته الأخيرة،عندما "زعل" من العرب، فوجود القذافي في أي مناسبة كان حدثاً فريداً، وأحياناً الحدث الوحيد.

في تلك الصورة الفوتغرافية الشهيرة لبلاتون، والتي تميزت بتصويرها وجه القذافي من مسافة قريبة جداً، ولم تخضع لبروتوكولات تصوير الزعماء المهووسيين بأنفسهم وصورتهم المُقدمة للإعلام، تبدو بوضوح آثار العمليات الجراحية التجميلية العديدة لوجه الزعيم الليبي. والتي سيَّمر عليها الفيلم التسجيلي البريطاني "كلبُ مسعور: العالم السريّ للقذافي"، الذي عرض قبل أيام على شاشة القناة الرابعة لهيئة الإذاعة البريطانية.

الفيلم الذي سبقت عرضه التلفزيوني دعاية كبيرة في الأعلام البريطاني، سيحظى بمقابلة مع جراح القذافي الخاص. هو برازيلي، ترك منذ سنوات تحسين وجوه نساء يبحثن عن جمال غارب، وإنشغل بتجميل زعماء يبحثون عن الخلود من أمثال: القذافي ورئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني. يَّصف الجراح البرازيلي غرفة عمليات الرئيس القذافي، بأنها تقع في طابق سريّ تحت قصره في العاصمة طرابلس. غرفة عمليات مُجهزة بكل الحديث من المُعدات. لكن القذافي رفض، وحسب جراحه، بأن يتم تخديره بشكل كامل في تلك العمليات، فهو لا يُريد أن يَغمض عينيه بين يديّ غريب، ومن دون الأحتياطات المُعتادة الخاصة بأمنه، فشبح القتل كان يُطارد القذافي في كل لحظة من يومه.

يقسم الفيلم التسجيلي البريطاني زمنه الى فترات، تُعالج كل منها حُقبة من عصر القذافي، فيبدأ من صعوده الى السلطة، وتقلبه بين الأفكار القومية والعالمية وإنشغاله بالبحث عن دور له في حروب الشيوعية والرأسمالية، ثم مرحلة تصادمه الأقوى مع الغرب، والذي وصل الى ذروته بتفجير مخابرات القذافي الطائرة الأمريكية فوق إسكتلندا في عام 1988، وما أعقبها من رد غربي قوي، ثم إتجاهه الى أفريقيا، بعد أن نفض يديه من العرب، وتقربه المُثير للجّدل من الغرب في السنوات الأخيرة من حكمه، وينهي الفيلم زمنه بالربيع العربي، الذي حمل النهاية للزعيم الليبي، والتي لا تقل جدليّة ووحشية وفوضوية عن حياته نفسها.

الكثير من التفاصيل السياسية التي مر عليها فيلم " كلبُ مسعور: العالم السريّ للقذافي "، معروفة للمتابعين للشأن الليبي، اذ تَكَشَّفَ الكثير منها في العامين الأخريين بعد مقتل القذافي. بدوره يركز الفيلم بشكل واسع على تقديم العالم السريّ الشاذ للزعيم الليبي، فيفرد أوقاتاً طويلة للتحري عما يُقال عن هوس القذافي الجنسي، فيقدم شهادات لليبيات من ضحايا ذلك الهوس، وكيف كان القذافي يقوم بزيارة مدارس فتيات مثلاً، لإختيار ما يشاء منهن، وإنه إبتكر شفرة سريّة لمعاونيه، بأن يضع يده فوق راس فتاة ما، والتي تبدو نوعاً من التحية الشائعة، لكنها عَنَّت لحراسه، بأنه تم تحديد "الفريسة"، وإن عليهم ترتيب التالي. تُورد سيدة ليبية، تقول إنها تعرضت لإعتداء جنسي من القذافي، بأن السلطات الأمنية أودعتها بعد إغتصابها في مستشفى للمجانين، لمنعها من التواصل الطبيعي مع أهلها او محيطها خوفا مما قد تفشيه. هذه السيدة تُعتبر محظوظة للغاية، فكثير من ضحايا القذافي من النساء، إنتهن في مقابر جماعية او في غرف عمليات أثناء إجهاض أجنتهن بعد حملهن غير الشرعي. مقربون من القذافي سيكشفون للفيلم عن ولع لا يقل شذوذاً للقذافي بالصبيان الصغار، وينقلون قصصاً عن هذا الجانب أيضا

يحظى توجه القذافي لأفريقيا بمساحة مهمة في الفيلم، فالقذافي نجح بأمواله بتكريس مكانة مُعتبرة له ونظامه هناك وفي غضون سنوات قليلة فقط. هو تحالف مع أكثر المليشيات والحكومات الأفريقية قسوة ووحشية ، ويعتبر مسوؤلاً بشكل غير مباشر عن مجازر معروفة في القارة السوداء . كان القذافي في قرارة نفسه يحتقر الأفريقيين  لأسباب عنصرية بحتة (وكما نقل مقربون منه) ، لكنه كان في حاجتهم في خطته الجديدة لبلوغ "المجد"  الذي كان يبحث عنه حياته كلها، وخاصة بعد أن ترك  العرب ومشاكلهم. في السنوات التي أعقبت فك الحصار الغربي عن ليبيا، وتصاعد شعبيته في أفريقيا، بدا القذافي كقوة لا تُقهر. وغاب الليبي العادي خلف صورة زعيمه بالكامل.

الساعة والنصف، وقت الفيلم التسجيلي البريطاني لم تكن كافية، الا بمرور سريع على أبرز محطات سيرة القذافي. الفيلم الذي يُعد المحاولة التسجيلية الإولى لسبر أغوار التاريخ السريّ للديكتاتور، ستعقبه بالتأكيد أعمال عديدة قادمة، فهناك ما يكفي لمليء ساعات تلفزيونية عديدة، خاصة بوجود الشهود الأحياء من الليبيين وغيرهم، ومسارح الأحداث،. إختار الفيلم البريطاني، وعلى خلاف تقاليد هيئة الإذاعة البريطانية المُنتجة العريقة، المُقاربة المثيرة التي تقترب من اسلوب صحافة "التابلوت" للتاريخ الليبي الحديث. وهو أمر يسهل الوقوع فيه عند التعرض لشخصية جدليّة وغريبة الأطوار مثل القذافي. الفيلم إختار هذه الزواية من التناول على تقديم تحقيق يتعرض للمحنة الطويلة التي عاشها الليبيين في العقود التي عاشوا فيها تحت حكم العقيد. فقصص هؤلاء مرت بعجالة في الفيلم مقارنة بالمساحة التي استحوذت عليها قصص "الجنس" للزعيم الليبي او شَّق نزقه الغريب في تعامله مع الحكومات الغربية. وكأن القذافي، الذي نجح أثناء حياته، بغرابة أفعاله وهيئته، بتحويل الإنتباه عن سجله الداخلي تجاه الليبيين، مازال ورغم موته، يبعد الإهتمام عن ما اقترفه ضد شعبه، والذي عاش حصاراً مرعباً لأكثر من 30 عاماً، والذي مازلنا بعيدين كثيراً عن الإحاطة بكل أبعاده وآثاره.

الجزيرة الوثائقية في

06.02.2014

 
 

السينما الروائية المستقلة..

بدأت بـ«جفت الأمطار» وتحولت إلى «ديجيتال» مع «حبة سكر»

كتب: أحمد الهواري 

كانت بداية السينما المصرية الروائية مستقلة تماماً على أيدى مجموعة من المهتمين بالصناعة، مثل آسيا جابر وعزيزة أمير ومحمد بيومى ومحمد كريم، والذين عملوا بعيداً عن أى شركات ضخمة للإنتاج فى محاولات لتقديم تجارب سينمائية جادة قبل ظهور «استديو مصر» الذى أسسه الاقتصادى طلعت حرب، لتبدأ مؤسسات السينما فى الظهور إلى جانب شركات الإنتاج الخاصة، وتبدأ السينما المستقلة فى الاختفاء على الرغم من ظهور تيارات مستقلة مثل «جماعة السينما الجديدة» التى ضمت سعد عرفة وممدوح شكرى وعلى عبدالخالق ومحمد راضى، ثم ظهور جيل الثمانينيات الذى ضم خيرى بشارة ومحمد خان وداوود عبدالسيد وعاطف الطيب، و«شلة المنيل» التى ضمت سامى السلامونى ومجدى أحمد على وسامى السيوى ورضوان الكاشف.

هذه التيارات فى محاولاتها لإنتاج تجاربها الخاصة نجحت فى تقديم أفلام مستقلة على المستوى الفكرى فقط، فيما لم تستطع أن تعمل بعيداً عن الطرق الإنتاجية المعروفة. وعلى الرغم من غلبة الطابع الإنتاجى طوال تلك الفترات إلا أن الأمر لم يخلُ من بعض المحاولات لإنتاج سينما مستقلة على المستويين الفكرى والمادى. وظهر هذا فى بعض المحاولات الصغيرة من أشخاص مثل سامى السلامونى فى السينما التسجيلية والأفلام الروائية القصيرة، إلى جانب مشروع لفيلم روائى طويل مات السلامونى قبل أن يكمله.

ويعتبر فيلم «جفت الأمطار» 1967 للمخرج سيد عيسى أول فيلم روائى طويل مصرى مستقل بالمعنى الكامل، فقد صوره المخرج بالكامل فى قريته بالمنصورة بمشاركة أهلها من الفلاحين والطلبة، وعلى الرغم من ظهور تجارب بعدها صنفها النقاد كأفلام مستقلة ومنها «أنياب» للمخرج محمد شبل، إلا أنها أفلام أنتجتها شركات بتكلفة قليلة، لكنها ليست مستقلة.

عام 1989، ظهر فيلم «حبة سكر» كأول فيلم روائى طويل مستقل يتم تصويره بالكاميرات الديجيتال، وفى عام 1999 استخدم المخرج يسرى نصرالله كاميرا ديجيتال لتصوير الأجزاء الخاصة بالقاهرة من فيلم «المدينة»، وهو فيلم تجارى بإنتاج مصرى فرنسى مشترك، فيما اعتمد على خام السينما فى تصوير الأجزاء الخاصة بفرنسا، ثم جاءت بعده تجربة خيرى بشارة وفيلم «ليلة فى القمر» 2003 لترسخ أكثر استخدام الكاميرات الديجيتال فى التصوير السينمائى، والذى أنتج بالطريقة التجارية المعتادة، وعرض فى قاعات السينما عام 2008.

مع ترسخ فكرة التصوير الديجيتال وظهور تقنيات الـ«بلو آب» التى تتيح عرض هذه الأفلام فى قاعات العرض السينمائى العادية، بدا أن التصوير الديجيتال هو الطريق لخروج الأفلام المستقلة الطويلة إلى الجمهور من خلال ما تتيحه من تحرر من قيود الإنتاج التجارى المعتاد. وفى عام 2004، أخرج محمد خان فيلمه «كليفتى»، الذى لم يعرض فى قاعات السينما وعرض فقط على شاشات التليفزيون، وبدأ إبراهيم البطوط فى تصوير فيلمه «إساكى»، وتبعها بتجربة أخرى باسم «عين شمس» والذى يعد أول فيلم روائى طويل مستقل مصور بكاميرا ديجيتال يعرض فى قاعات السينما عام 2008.

حقق «عين شمس» بنجاحه نقطة تحول فى سينما الديجيتال، فانطلق بعده آخرون فى استخدام نفس التقنية فى تصوير الأفلام. وصور«البطوط» فيلمه «حاوى» بنفس التقنية وأخرج أحمد رشوان تجريته «بصرة» 2010، وأخرج أحمد عبدالله أفلامه «هليوبوليس» 2010، و«ميكروفون» 2011، و«فرش وغطا» 2013، وأخرج تامر عزت «الطريق الدائرى» 2010، وهى الأفلام التى خضعت للعملية الإنتاجية بمعناها التقليدى على الرغم من تصويرها بتقنية الديجيتال.

المصري اليوم في

06.02.2014

 
 

سبعة أفلام مغربية في الدورة الثالثة من التظاهرة

حضور مغربي قوي في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية

خالد لمنوري | المغربية 

تشارك سبعة أفلام مغربية في فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، الذي تنعقد دورته الثالثة في الفترة من 18 إلى 24 مارس المقبل، بأشهر المدن الأثرية بمصر، كما يشارك المغرب في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة من خلال المخرج داود أولاد السيد.

تشمل قائمة الأفلام المغربية المشاركة في مختلف مسابقات المهرجان، حسب البرنامج العام للدورة الذي أعلنت عن مؤسسة شباب الفنانين المستقلين، الجهة المنظمة للمهرجان، فيلمي "هٌم الكلاب" و"روك القصبة"، اللذين سيمثلان المغرب في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، و"القمر الأحمر" في مسابقة أفلام الحريات، التي تحمل اسم "الشهيد الحسيني أبوضيف"، و"باسم الشقيق" في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، و"لوح التزلج" في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، بالإضافة إلى شريط "الدلو"، الذي سيعرض خارج المسابقة الرسمية.
ويعد الفيلم المغربي "هم الكلاب"، الذي يعد ثاني تجربة سينمائية للمخرج هشام العسري، بعد فيلمه الأول "النهاية"، من أهم الأشرطة المغربية، التي أنتجت هذه السنة، إذ مثل المغرب بمهرجان "كان" ضمن إطار فقرة "السينما المستقلة"، التي تشرف عليها الوكالة الفرنسية لتوزيع أفلام السينما المستقلة، ومهرجانات (هامبورغ، ومونبوليي، وبيونس أيرس، ودبي).

كما يعد من أبرز الأشرطة المرشحة للفوز بإحدى جوائز المهرجان، بعدما سبق تتويجه بمجموعة مهمة من الجوائز في ظرف نصف سنة، منها لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل ممثل من مهرجان دبي، وجائزة أفضل فيلم من مهرجان قرطبة بإسبانيا، إضافة إلى جوائز مهمة من مهرجانات مغربية مثل مهرجان الرباط لسينما المؤلف، وبمهرجان زاكورة.

وتدور أحداث "هم الكلاب" حول مصير شخصية "مجهول"، اعتقل عام 1981، ولم يطلق سراحه إلا عام 2011، ليواجه واقعا جديدا، ويحاول الاندماج معه رغم المتغيرات.

أما "روك القصبة"، الذي يعد، أيضا، ثاني تجربة سينمائية للمخرجة ليلى المراكشي فتدور أحداثه على مدى ثلاثة أيام في مدينة طنجة، تزامنا مع التحضيرات لدفن الأب "مولاي حسن"، الذي يلعب دوره عمر الشريف. وبينما تكون بناته مشغولات بترتيبات العزاء والتعايش مع مصابهن الأليم، تنكشف أسرار عائلية عديدة.

وبالإضافة إلى "هٌم الكلاب" و"روك القصبة"، اللذين سيمثلان المغرب في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، هناك فيلم "القمر الأحمر" للمخرج حسن بن جلون الذي سيمثل المغرب في مسابقة أفلام الحريات.

وتتمحور أحداثه حول مسيرة الموسيقار المغربي الراحل عبد السلام عامر، من خلال تسليط الضوء على أهم المحطات المهمة من حياة هذا الاسم الكبير في الساحة الموسيقية المغربية.

وقال بنجلون إن اختياره لأغنية "القمر الأحمر" عنوانا للفيلم، جاء استنادا لشخصية الراحل عبد السلام عامر، الذي كان يساريا، الأمر الذي ربطه المخرج باللون الأحمر، مضيفا أنه كان بمثابة قمر يضيء الظلمة، ما جعل هذه التسمية أبلغ في التعبير عن قصة الفيلم.

ويجمع هذا العمل، الذي صور في مناطق مختلفة من المغرب أبرزها القصر الكبير، نخبة من الفنانين البارزين سينمائيا وغنائيا، من بينهم الفنان عبد الفتاح النكادي، الذي يلعب دور البطولة، إلى جانب المغنية فاتن هلال بك التي تخوض ثاني تجربة تمثيلية في مسارها الفني بعد مسلسلها الأول كريمة، والمغني حاتم إدار، كما يشارك في هذا العمل كل من عبدالرحيم المنياري، وعبد الكبير الركاكنة، ومحمد عياد، ووسيلة صبحي، بالإضافة إلى العديد من الوجوه الفنية المعروفة.

وتعكس الأفلام الروائية المغربية الطويلة المشاركة في المهرجان قوة السينما الوطنية وتطورها في الآونة الأخيرة كما وكيفا، ما يجعلها تسعى إلى الظفر بإحدى جوائز المهرجان، الذي بات يعد من أهم التظاهرات السينمائية في إفريقيا إلى جانب مهرجاني خريبكة للفيلم الإفريقي، ومهرجان السينما الإفريقية "فيسباكو" الذي تحتضنه العاصمة البوركينابية واغادوغو كل سنتين.

وتقدم الأفلام 79 فيلما، التي تم اختيارها من 41 دولة إفريقية في مسابقات المهرجان المختلفة، من طرف لجنة متخصصة التي ترأسها السيناريست عطية الدرديري، وضمت في عضويتها المخرجان أحمد رشوان، وأحمد حسونة، والناقدان فاروق عبدالخالق، وأحمد فايق، طيفا واسعا من القضايا التي تهم المواطن العربي، في اللحظة الراهنة، وترصد التحولات التي طرأت على الحياة العربية، حيث تتنوع بين قضايا الترابط العائلي، الذي يعتبر عنصرا اجتماعيا مؤثرا في الثقافة العربية، ورصدا عميقا للاضطرابات السياسية التي تشهدها المنطقة، إضافة إلى مشاكل اجتماعية مزمنة من واقع المجتمع العربي. 

ويرأس المخرج المالي سليمان سيسيه لجنة تحكيم الفيلم الطويل، التي تضم في عضويتها المخرج الجزائري أحمد راشدي، والممثلة ناكي سي سافانيه من ساحل العاج، ومن مصر مدير التصوير طارق التلمساني والممثلة إلهام شاهين.

وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة كلا من المخرج المغربي داود أولاد السيد، والمنتج بيدرو بيمنتا من موزامبيق، والناقدة ماهين بونيتي من سيراليون، والناقد بيتر ماشن من جنوب إفريقيا، ومدير التصوير المصري سامح سليم.

وتضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة كلا من الناقد التونسي محرز القروي، والمخرج بالوفو باكوبا كانييندا من الكونغو الديمقراطية، والناقد البريطاني المتخصص في السينما الإفريقية كيث شيري، ومن مصر السيناريست عطية الدرديري، والمخرج أمير رمسيس.

الصحراء المغربية في

06.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)