كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

عمرو سلامة: تجربة الفيلم مع الرقابة كانت مريرة.. لكننى كنت واثقاً من خروجه للنور

حذف مشهد التحرش لم يؤثر على الأحداث.. وحذف مشهد «أبلة فاهيتا» ليس له علاقة بالاتهامات التى طالتها

كتب : محمد عبد الجليل 

 

وصف المخرج والمؤلف عمرو سلامة تجربته مع فيلم «لا مؤاخذة» بالتجربة المريرة، لما خاضه بسببها من معارك مع الرقابة استمرت لأكثر من ثلاثة أعوام، وإن كان لم يشعر باليأس على الإطلاق، وقال «سلامة» فى حواره لـ«الوطن» إن الفيلم يمثل تجربة عاشها فى فترة الطفولة عندما التحق بمدرسة حكومية عقب عودته من السعودية، كما تحدث عن ظروف الفيلم الإنتاجية وظروف التصوير، وأخيراً ردود الفعل التى وصلته عقب عرضه.

فى البداية كيف جاءتك فكرة الفيلم؟ وما الذى دفعك لتقديمها؟

- الفيلم يعبر عن تجربة شخصية مررت بها عقب عودتى من السعودية فى المرحلة الإعدادية، واضطرارى للدخول لمدرسة حكومية، ووقتها شعرت بأننى دخيل، وظل هذا الشعور يطاردنى فى كل مكان أدخل فيه، ففى السعودية كنت «الواد المصرى»، ولما جئت إلى المدرسة الحكومية كنت «الواد اللى جاى م السعودية»، ولما رحت مدرسة خاصة بقيت «الواد اللى جاى من مدرسة حكومية»، ولما دخلت كلية التجارة بقيت «الواد بتاع الفن»، ولما اشتغلت فى السينما بقيت «الواد بتاع التجارة اللى جاى يشتغل سينما»، وهكذا، طوال الوقت يعانى مجتمعنا من التمييز، وهو ما دفعنى لكتابة الفكرة، خاصة أن كل من كنت أحكى له عن ذكرياتى فى المدرسة كان يقترح علىَّ كتابتها، وبالفعل كتبتها كقصة قصيرة قبل فترة، ورأيت ضرورة تغيير ديانة الطفل حتى يكون هناك بعد أعم وأشمل، وهنا استعنت بصديق مسيحى ليحكى لى عن تفاصيل تخصه أكثر، وبدأت أضيف إليها بعض الأحداث لتدعم الفكرة، ومن ثم كتبت الفيلم وعرضته على أصدقاء لى، فوجدت أن هناك كثيرا من أصدقائى يقولون إن هذا العمل من أفضل الأعمال التى كتبتها، وكان من بينهم المنتج محمد ح فظى، ثم كتبت السيناريو بشكل كامل فى 2009.

كم من الوقت استغرق الفيلم فى الكتابة؟

- لم يستغرق وقتا طويلا، فهو من أسهل الأفلام التى كتبتها، فقد كانت كل عوالمه بداخلى طوال الوقت، ولم أحتج لمجهود كبير فى صياغتها، وبالتالى لم تحدث تعديلات كثيرة على النسخة الأولى التى كتبتها.

هل ساهم حصول الفيلم على دعم وزارة الثقافة فى تسهيل إيجاد منتج له؟

- بالطبع، وهذا ما حمسنى لعرضه على المنتج محمد حفظى، الذى يعد هذا العمل هو الرابع لى معه، وإن كان فى كل مرة يشاركه منتج آخر، وعلاقتى بمحمد حفظى جيدة من قبل الفيلم، وكل شىء أكتبه لا بد أن يطلع عليه، لأننى أحب دوماً أن أعرف رأيه بصفته صديقا، وأن يرى السيناريو بصفته منتجا، وعندما أوقفت الرقابة تصوير الفيلم، هدأ «حفظى» قليلاً، ولكنى حاولت مرات كثيرة مع الرقابة حتى حصلت على الموافقة، وفزت بمنحة من وزارة الثقافة لإنتاج الفيلم، وكذلك المنتج هانى أسامة تحدث معى معبراً عن رغبته فى إنتاج فيلم لى عبر شركته «The Producers Films»، ومن هنا شارك محمد حفظى فى إنتاج الفيلم، وكان التعامل بيننا سهلاً بسبب التشابه الواضح بين شخصيتينا.

هل تعتبر أن أزمة الفيلم مع الرقابة جعلت ولادته «متعثرة»؟

- بكل تأكيد، فتجربتى مع الرقابة من خلال هذا الفيلم كانت مريرة بكل المقاييس، فأصعب شىء أن تقوم بكتابة عمل فنى أو صياغة فكرة، ثم تصطدم مع موظف يطالبك بحذفها أو تخفيفها، تحت دعاوى غير صحيحة تقيد إبداعك.

هل شعرت فى لحظة باليأس من خروج الفيلم للنور؟

- على الإطلاق، فلم أصل أبداً لهذه اللحظة فى أى مرحلة من حياتى، فبداخلى إصرار كبير على كل ما أقتنع به، والحمد لله أن الفيلم تم تصويره كما أردت، وكما يملى علىَّ ضميرى، وعندما ذهب للرقابة مرة أخرى أجازته دون إبداء ملاحظة عليه.

وماذا عن مشهد التحرش بالمدرسة ومشهد أبلة فاهيتا اللذين تم حذفهما؟

- بالفعل حذفت مشهد التحرش بالمدرسة، وهو فى الأصل لم يكن موجودا فى السيناريو، وبالتالى لم يكن له ضرورة درامية فى العمل، حيث يتم من خلال الأحداث فهم أنه كانت هناك حادثة تحرش بالمدرسة، أما فيما يتعلق بمشهد أبلة فاهيتا، فليست هناك علاقة بين حذفه وبين ما ردده البعض عنها والاتهامات الغريبة التى طالتها، فقد حذفته لأن أصدقائى الذين شاهدوا الفيلم قبل عرضه قالوا إنه لا يضيف للعمل وليس له ضرورة وبالتالى تم الاستغناء عنه.

ما أصعب مشاهد الفيلم على مستوى التنفيذ؟

- كل المشاهد التى ضمت أطفالا، خاصة مشاهد فناء المدرسة والطابور، والتى كنت مطالباً فيها بالسيطرة والتحكم فى 300 طفل، فناء المدرسة بالنسبة لى كان الجحيم الأكبر، وكذلك كانت السيطرة على 50 طفلاً فى فصل واحد أمرا صعبا، والطفل لا يعرف مسئولية عمل الكاميرا، وأن المشهد سيُعاد مرة أخرى، كذلك كانت هناك أوقات يأتون لك بأطفال غير الذين صورتهم مسبقا، فتجد أن الأمر مكشوف جدا وواضح أن الأطفال متغيرون، وكذلك عندما يتكلم طفلان فى آخر الفصل فيُعاد المشهد بأكمله، ولكن التصوير فى البيت كان سهلا لأنه مكان مغلق، كما كانت فترة التحضير فى رأيى صعبة، فأن تجد أطفالا يمثلون ويعرفون كيف لهم أن يظهروا المشاعر التى تريد أن توصلها أمر صعب للغاية، لذا فوقت البحث استغرق حوالى 9 أشهر، رأيت فيها ما يقارب 5000 طفل كى أختار من بينهم 5 فقط، ذلك بجانب صعوبة أن تجد الطفل الذى يستطيع أن يفعل ما تريد، وأن تفهّمه كيف يتعامل أمام الكاميرا.

هل كنت تتوقع استقبال الفيلم بهذا الترحيب؟

- كان بداخلى مزيج من القلق من استقبال الجمهور له، وفى نفس الوقت كنت أشعر بالأمل فى أن تصل الفكرة للجمهور، وتوقعت أن الجمهور سيسأل عن أشياء عدة، وسيواجهون أنفسهم بالكثير، منهم من سيغير من نفسه سريعا، ومنهم من سيقول عندما أكبر سأغير، ومنهم من سيرى أنه يفعل الكثير من الأشياء التى تشوه مصر، تشوه التعليم والأطفال وتشوه حضارة البلد، ولقد سعدت جداً عند عرضه فى افتتاح مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، عندما قام أحد الحضور عقب الفيلم وطالب بعرضه فى المدارس الحكومية كلها.

الوطن المصرية في

05.02.2014

 
 

كندة علوش: أحترم «السينما المستقلة» والتعامل مع الأطفال ليس صعباً

نناقش قضية حساسة بلا ابتزاز للمشاعر.. والفيلم حقق معادلة النجاح: جذب الجمهور والمستوى الفنى المميز

كتب : محمد عبد الجليل 

لأول مرة تقدم الفنانة السورية كندة علوش دور أم فى السينما المصرية، من خلال فيلم «لامؤاخذة»، وترى «كندة» فى تجربتها السادسة بالسينما المصرية اختلافاً عن التجارب السابقة التى قدمتها من قبل.

وأشارت «كندة» فى حوارها لـ«الوطن» إلى تحمسها للتجربة منذ أن عرضت عليها، بسبب محمد حفظى وعمرو سلامة، اللذين تحترم تجربتهما فى السينما.

كيف عرضت عليك المشاركة فى الفيلم؟

- منذ أن تحدث معى مسئول الإنتاج عن الفيلم، وسألنى عن استعدادى للمشاركة فى فيلم يدخل فى إطار الأفلام المستقلة، أخبرونى أن المشروع لـعمرو سلامة وإنتاج محمد حفظى، فكان ردى أننى موافقة من حيث المبدأ ومن قبل القراءة، فأنا أحترم للغاية تجربة الأفلام المستقلة فى مصر، وأؤمن بأنها يجب أن يتم دعمها بأى شكل، وبكافة صور الدعم، كما أننى أحترم عمرو سلامة وأحترم تجربة محمد حفظى فى الإنتاج، وأرى أنه يقدم أفلاما مختلفة عن السائد فى السوق السينمائية ولا تنتمى للطابع التجارى بقدر ما تهتم بجودة الفيلم، وتبقى فقط أن أجلس مع «عمرو» وأقرأ النص، وبالفعل جلست معه، وشرح لى الفكرة، وقرأت السيناريو، فوجدته مختلفا عن أفلام كثيرة فى السينما المصرية.

وما الذى جذبك فى العمل ودفعك لقبوله؟

- التجربة بها خصوصية شديدة، فقد أعجبتنى رؤية عمرو للواقع بعين طفل، بكل عفوية وشفافية، وكأن هذا الطفل يأخذك من يدك كى تقتحم عوالم الفيلم، وأيضاً لأنه عالج قضية هامة وجريئة وحساسة جداً ولكن بشكل بعيد عن التقليدية وبلا ابتزاز للمشاعر، بل قدم المعالجة بشكل ذكى ومبهج وطريف وبعيد عن الخطابة.

وبالنسبة لدور «كريستين»؟

- لم يسبق لى أن قدمت دور أم من قبل، ومن وقت قراءتى وأنا أشعر أن شخصية الأم كريستين دورها مهم جدا فى حياة الابن، خاصة أنها تمتلك مشاعر دافئة لا تظهرها كثيراً، بسبب رغبتها فى ألا يعتمد الابن عليها بشكل كامل حتى تعطيه الثقة بأن يعتمد على نفسه.

هل واجهت صعوبة فى التعامل مع الأطفال أثناء التصوير؟

- لا أعتقد أنه كانت هناك صعوبة كبيرة، خاصة أنى اعتدت على التعامل مع الأطفال منذ فترة، حين كنت أقوم بتدريس الدراما للأطفال بسوريا ببعض الفصول الصيفية، كما أننى لم أقدم فى الفيلم مشاهد كثيرة جمعتنى بالأطفال، بل كان تعاملى فى كل المشاهد تقريباً مع الطفل أحمد داش، وقد كان طفلا واعيا وذكيا وغير متعِب، لديه جرأة وشجاعة مثل الممثلين المحترفين، وقد فوجئت باحترافيته وقدرته على التعامل مع الكاميرا دون أن يواجه صعوبة مثل بعض الأطفال.

وكيف كان توقعك عن استقبال الفيلم من الجمهور؟

- من البداية كان بداخلى قدر كبير من التفاؤل للتجربة، فأنا أرى أنه يحقق معادلة مهمة من أن يكون فيلما مهما يناقش قضية مهمة، وفى نفس الوقت ينجح فى اجتذاب الجمهور، وهذا ذكاء عمرو سلامة فى تقديم عوامل جذب كثيرة للجمهور فى سياق الدراما الجادة، فهو فيلم للأسرة.

الوطن المصرية في

05.02.2014

 
 

الطفل أحمد داش: «كنت قلقان قوى من المسئولية»

أعجبت بشخصيتى فى العمل.. وتدربت طويلاً على معظم المشاهد

كتب : محمد عبد الجليل 

أكثر من ستة أشهر قضاها المخرج عمرو سلامة فى مرحلة اختيار الطفل الذى يجسد دور «هانى عبدالله»، الذى يمثل الدور الرئيسى والمحورى فى الفيلم، حتى استقر على اختيار الطفل أحمد داش، الذى لفت الأنظار ولاقى الكثير من التعليقات الإيجابية منذ أن عُرض الفيلم فى مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية وحتى طرحه فى دور العرض.

يتحدث الطفل أحمد داش فى البداية عن التجربة قائلاً: «اتصل بى أحد العاملين فى الفيلم ليخبرنى أنهم يريدون عمل كاستينج واختبار لى، وبالفعل ذهبت لأول مرة للشركة المنتجة فى شارع مصدق بالدقى، وقمت بعمل اختبار أداء، وأتذكر أنه كان مشهدا لشخصية هانى التى أديتها فى الفيلم، وكان معى فى هذا اليوم خمسة أطفال آخرين لاختبار نفس الدور، وبعدها غنيت أغنية لمحمد منير، وبعدها بعدة أيام اتصلوا بى مرة أخرى للذهاب لمكتب مروة جبريل فى المعادى، وعمل كاستينج آخر هناك، وهناك وجدت طفلا آخر، ويومها قمت بأداء أربعة مشاهد أخرى مختلفة من الفيلم، ولم أكن أعرف موضوع الفيلم بالكامل، وبعدها ذهبت مرتين لمروة جبريل، وفى آخر مرة شاهدنى المخرج عمرو سلامة، وبعدها تحدث معى عن الفيلم وأرسل لى السيناريو عبر الإيميل، وطبعته وقرأته، وفوجئت وقتها أن الشخصية التى رشحت لها هى هانى بطل الفيلم، وقد فرحت جداً وقتها، خاصة أننى كنت معجبا بشخصية الطفل، لكنى كنت قلقا لأنى سأتحمل كل هذا القدر من العمل، خاصة أن الشخصية موجودة فى كل مشاهد الفيلم تقريبا، لكننى أحببت العمل مع المخرج عمرو سلامة والفنانة كندة علوش والفنان هانى عادل، وتدربت طويلا على أداء معظم المشاهد».

وأكد «داش» أنه كان يخشى التجربة بشكل كبير فى البداية، وأنه سعد كثيراً بردود الفعل التى وصلته عقب عرض الفيلم، وأشار إلى رغبته فى الاستمرار بمجال التمثيل وإن كان يتمنى الالتحاق بكلية الهندسة.

الوطن المصرية في

05.02.2014

 
 

لا مؤاخذة ..

صرخة سينمائية ضد التمييز فى المجتمع

كتب : محمد عبدالجليل 

«وكأنه لحن ماهوش جميل.. وأنا جوه منه نغمة شاذة».. هذه هى كلمات أغنية فيلم «لامؤاخذة»، التى اختصرت فكرة الفيلم، وشعور الطفل «هانى عبدالله بيتر» بالتمييز فى المدرسة الحكومية التى التحق بها عقب وفاة والده، وسوء ظروف العائلة المادية. الفيلم كتبه عمرو سلامة عام 2009 وخاض به معركة كبيرة مع تشدد جهاز الرقابة على المصنفات الفنية حتى تمت إجازته والسماح بتصويره، رغم حصوله على دعم وزارة الثقافة. الفيلم استقبلته دور العرض قبل أسبوع، وعرض قبلها فى افتتاح الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، ولاقى نجاحا لا بأس به فى ظل الظروف الحالية وحقق إيرادات جيدة. فى هذا الملف نتحاور مع عمرو سلامة مخرج ومؤلف الفيلم، بالإضافة للطفل أحمد داش بطل الفيلم، والفنانة كندة علوش.

الوطن المصرية في

05.02.2014

 
 

كليرمون فيران.. مدينة تتنفس سينما

دعاء سلطان 

هل تتخيل أن مدينة صناعية مثل المحلة الكبرى فى مصر، يمكن أن تنشئ مهرجانا سينمائيا، ويسعى عمال مصانع غزل المحلة -مثلا- وذووهم، لجعل إجازاتهم السنوية فى موعد انعقاده السنوى، كى يتسنى لهم حضور عروض المهرجان؟!

لا شىء بعيدا، فمدينة كليرمون فيران، المدينة العمالية المليئة بالمصانع وأشهرها مصنع إطارات السيارات «ميشلان»، تتحول فى بداية شهر فبراير من كل عام إلى قبلة للسينما والسينمائيين.. يخلع عمالها «الأفرول» محتشدين مع ذويهم حول الشاشات الأربع عشرة التى تعرض أفلام مهرجان كليرمون فيران السينمائى الدولى للسينما القصيرة.

مهرجان كليرمون فيران بدأ كفكرة عام 1979 من أعضاء الحلقة السينمائية الجامعية C.C.U.C للمدينة.. الذين كانوا ينظمون أسابيع للأفلام القصيرة، ثم تحول إلى جمعية «Sauve qui peut le court métrage» أو «أنقذوا الفيلم القصير»، ولقى المهرجان دعما من مؤسسات الدولة إلى أن أصبح دوليا، بل وأصبح الأهم عالميا للفيلم القصير، حتى إنهم يطلقون عليه لقب «مهرجان كان للفيلم القصير».

الأحلام الكبيرة تولد صغيرة ولا تحدها الظروف ولا الإمكانات ولا الأماكن، فآخر ما كان يتصوره سكان المدينة الصناعية تلك، أن تكون بلدهم محط أنظار فنانى العالم وعشاق السينما، وآخر ما كان يتوقعه مؤسسو المهرجان أن يصبح العمال وطلاب الجامعات من سكان هذه المدينة، متذوقين للسينما وشغوفين بها إلى هذا الحد، فالناقد السينمائى اللبنانى هوفيك حبشيان الذى يغطى أنشطة المهرجان منذ سبعة أعوام، كتب:

«أفلام كثيرة لسينمائيين ذهبوا إلى مهرجانات كبيرة مثل كان، نالت فى مهرجان كليرمون فيران جائزة الجمهور.. أفلام للمخرجين العالميين: مايك لى وتوماس فينتربرج وجان بيار جونيه.. كلهم صفّق لهم المشاهدون، فى إحدى الدورات السابقة لمهرجان كليرمون فيران.. هذا الجمهور الذى يأتى إلى المهرجان بأعداد هائلة مُشكّلًا الضمانة الكبرى لحدث لما كان أبصر النور من دون دعم السكان المحليين له».

تلك هى زيارتى الثانية لمهرجان كليرمون فيران على التوالى، منذ زيارتى الأولى، أحببت المدينة، وتأكد حبى لها فى الزيارة الثانية، مع موعد انعقاد الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان كليرمون فيران تأكد انطباعى الأول.. مدينة هادئة، قد تبدو مملة للوهلة الأولى، لكن السينما تثير فيها الصخب، فبريق الفن السابع يلمع من عيون كل سكان المدينة الصغيرة.. بداية من الطائرة التى تقلك من باريس إلى كليرمون فيران، ستكتشف أن كل الركاب متجهون إلى مهرجان السينما، التاكسى الذى أقلنى من المطار إلى الفندق -مثلا- كان يحمل معى ثلاثة آخرين من جنسيات مختلفة، متجهين إلى فنادق قريبة من مقر المهرجان لحضور أنشطته، وقد اقتسمنا الأجرة معا.

جميع الفنادق كاملة العدد وبوسترات المهرجان ستصاحبك من المطار مرورا بالشوارع وليس انتهاء بالمطاعم والفنادق.. المدينة تتنفس سينما، والجمهور شغوف.. كل الطرق فى هذه المدينة تؤدى إلى المتعة.

حضرت إلى المهرجان -هذا العام- فى ثالث أيام انعقاده.. الطوابير أمام دور العرض، تثير البهجة.. فيها العجائز والشباب، وهناك طوابير خاصة لعروض أطفال المدارس.. لا ضجر ولا استياء من الانتظار، فالقاعات قليلة والجمهور الباحث عن متعة السينما كثير.. كم تمنيت أن أشاهد هذا الكم من الجماهير -فى مصر- محتشدا وشغوفا لمشاهدة أفلام مختلفة، لا محتشدا لمشاهدة «عبده موتة» و«القشاش» أيام العيد، فلا جمهور كليرمون فيران مثقف ومختلف، ولا جمهور سينما الأعياد فى مصر أقل وعيا منه، فما الذى ينقصنا لحشد الجمهور لفن خالص وجاذب دون انحطاط؟! لماذا لم يتمكن مهرجان الإسماعيلية للسينما القصيرة، منذ بدايته وحتى دورته السادسة عشرة العام الماضى من اجتذاب سكان مدينة الإسماعيلية للتفاعل معه، مثلما يحدث فى كليرمون فيران؟! هل تكمن المشكلة فى الجمهور أم المنظمين أم فى الدولة نفسها؟! أعتقد أنها أسئلة يجدر بالمهتمين الإجابة عليها، وإلا «فبلاها» مهرجانات فى مصر، إذا كانت لا تتفاعل مع الجمهور ولا يتفاعل معها الجمهور.

استقبل مهرجان كليرمون فيران فى دورته السادسة والثلاثين المنعقدة فى الفترة من 31 يناير إلى 8 فبراير، ما يقرب من الـ7700 فيلم من 123 دولة، موزعة على أقسامه المختلفة، من بينها 73 فيلما فى المسابقة الدولية، تشارك فيها مصر بفيلمين هما «رغم أنى أعرف أن النهر قد جف» إخراج عمر روبرت هاملتون، وهو إنتاج مصرى فلسطينى بريطانى، وفيلم «ورديات يناير» إخراج عماد مبروك. بينما تضم مسابقة الأفلام الفرنسية ستين فيلما، وتضم مسابقة «لابو» للأفلام التجريبية 29 فيلما، إضافة إلى الأفلام المعروضة فى سوق المهرجان وفى باقى أقسامه الأخرى.

أول من أمس وبعد وصولى بساعتين توجهت إلى دار عرض جان كوكتو لمشاهدة أفلام المجموعة التاسعة لأفلام المسابقة الدولية.. تضم أفلام المجموعة خمسة أفلام، وهى «أولجا» من أسيتونا، وفيلم «the boy» من كوريا الجنوبية، وفيلم إسبانى برازيلى، ثم فيلم أيرلندى فنلندى عنوانه «ghost train»، وأخيرا فيلم أمريكى إسبانى عنوانه «sequence»، فلماذا يحتشد كل هذا العدد من جمهور المدينة المحلية الفرنسية التى لا يتجاوز عدد سكانها الـ145 ألف نسمة، فى قاعدة عرض قوامها نحو 1300 مشاهد، امتلأت عن آخرها، لمشاهدة أفلام لا تمت للثقافة الفرنسية بصلة؟!

لاحظ يا من تقرأ كلماتى أننى لا أملك إجابة عن تساؤلاتى.. فلا أنا أعرف لماذا يتجاوب جمهور عادى ترتدى بعض فتياته تيشيرتات بصور لشاكيرا، بينما يرتدى بعض شبابه معاطف تحمل صور جاكى شان وويسلى سنايبس! وعائلة سيمبسون، وبعض العجائز يتناولون «ساندوتشات» فى دور العرض، مع بعض من صناع السينما القصيرة وعشاقها والصحفيين والمراسلين من كل أنحاء العالم.. كما أننى لا أعرف لماذا لا يتفاعل جمهورنا فى مصر مع مهرجانات السينما؟!

لا أعتقد أن جمهورهم واع وجمهورنا غير واع، ولكنى أظن أن جمهورهم شغوف.. يبحث عن المتعة، ويجد من يحققها له، وجمهورنا مرهق ومتعب ومكتئب، ولا أحد يمد له يدًا لانتشاله من الكآبة.. جمهورنا يصطدم بالمتعالين المتأففين، ولذا فإنه يتجنبهم تماما، حتى إنه يقاطع أنشطتهم ويسخر منها ومنهم، وينتصر لكل ما يكرهونه.. جمهور كليرمون فيران من العمال والطلاب والعاديين من البشر، وجد من يحتضنه ويهتم به، فبذل مجهودا ضخما لإنجاح من سعوا لإسعاده واهتموا به.

غدًا تغطية جديدة لأنشطة مهرجان كليرمون للسينما القصيرة فى دورته السادسة والثلاثين.

التحرير المصرية في

05.02.2014

 
 

السينما الإماراتية في مهرجان كليرمون فيران

عمان - الرأي 

تشارك مجموعة من المؤسسات السينمائية من دولة الإمارات لأول مرة في مهرجان كليرمون فيران للأفلام القصيرة، الذي يقام في فرنسا، ويعتبر أهم التظاهرات السينمائية على مستوى العالم التي تحتفي بصناعة الأفلام القصيرة، وتهدف هذه المشاركة إلى تعزيز تواجد السينما والمواهب العربية في المحافل السينمائية العالمية، وخصوصاً المهرجانات العريقة مثل مهرجان كليرمون فيران للأفلام القصيرة الذي تنعقد دورته الـ 36 هذا الشهر، ويجذب إليه أكثر من 100 ألف زائر سنوياً ويعتبر سوقاً حيوية لصناعة الأفلام القصيرة.

ويضم وفد المؤسسات السينمائية الإماراتية ممثلين عن «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، و»مهرجان الخليج السينمائي» ومشروع «فيلمي» التابع لمؤسسة «وطني الإمارات»، و(تو فور 54) ولجنة أبوظبي للأفلام، وذلك ضمن جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في مهرجان كليرمون فيران، الذي سيعرض أحدث انتاجات الأفلام القصيرة الإماراتية، لتعريف الجمهور الدولي بما حققته صناعة السينما في الامارات من تقدم في هذا المجال، وايضا لإتاحة الفرصة لخبراء الصناعة وشركات الإنتاج للتعرف على الفرص السينمائية المتوفرة في هذه المنطقة من العالم، والترويج للخيارات المتعددة والعصرية التي توفرها دولة الإمارات لصناعة السينما، فضلاً عن تشجيع المخرجين العالميين على عرض أفلامهم في المهرجانات السينمائية التي تقام في دولة الإمارات، وتنحصر المشاركة العربية بين كل من دولة الإمارات ودولة قطر التي تمثلها «مؤسسة الدوحة للأفلام».

تعليقاً على هذه المشاركة قال سامر حسين المرزوقي مدير «سوق دبي السينمائي»: «عقب النجاح الكبير الذي حققه جناح دولة الإمارات في مهرجان «كان» السينمائي العام الماضي، شجعنا ذلك على تكرار التجربة في مهرجانات دولية كبرى في حجم «كليرمون فيران» الذي يعتبر أكبر حدث سينمائي متخصص في الأفلام القصيرة، حيث سيتسنى لنا إبراز ما حققته السينما الإماراتية في صناعة الأفلام القصيرة، التي شهدت تطورات ملموسة على مستوى المضمون وحجم الإنتاج، ومشاركتها في العديد من المهرجانات السينمائية الكبرى على مستوى العالم، ونحن في «مهرجان دبي السينمائي الدولي» الذي اختتم دورته العاشرة مؤخرا بأحد أنجح دوراته على الإطلاق، نهدف إلى الاستفادة من هذا المحفل السينمائي العالمي الهام للترويج دولياً لكل من «دبي السينمائي» والخليج السينمائي»، وتقديم المزيد من الدعم لمخرجينا وإتاحة الفرصة لهم لتأسيس علاقات مهنية وطيدة مع الوسط السينمائي العالمي.»

قام سوق دبي السينمائي، المنصة الرائدة للصناعة السينمائية العربية، منذ انطلاقته عام 2007 بدعم أكثر من 240 فيلماً بما فيها فيلم هاني أبو أسعد «عمر» المرشح للأوسكار هذا العام، وقد حظي بتمويل برنامج انجاز لمراحل ما بعد الانتاج. إن مهرجاني دبي السينمائي الدولي والخليج السينمائي يوفران منصة عرض للأفلام ومساحة للتدريب السينمائي إضافة للتمويل وتوفير سبل التواصل مع جهات سينمائية متعددة. هذا عدا عن مبادرات ريادية أخرى خاصة بدبي السينمائي مثل مسابقات المهر التي تتيح لانتاجات المنطقة التنافس والعرض وفق معاير ومستويات عالمية.

وبالتوازمن جهته خالد خوري، رئيس قسم ابتكار التجاري»: تعتبر المهرجانات السينمائية الدولية مثل «كليرمون فيران»، فرصة ممتازة للمخرجين الذين تدعمهم twofour54، حيث تتركز المشاركات على تطوير المواهب واكتساب الخبرات في المناسبات السينمائية الكبرى حول العالم، وهو أيضاً أرضية خصبة لتسويق أعمال السينما الإماراتية لدى الموزعين حول العالم، بما يفتح لصناعة السينما الإماراتية آفاقاً أرحب.»

وتتضمن الأفلام التي ستعرض في «سوق الأفلام القصيرة» بمهرجان كليرمون فيران، كل من فيلم «ضوء دامس»، الحاصل على الجائزة الأولى في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة ضمن مسابقة أفلام الإمارات في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي 2012، وجائزة أفضل فيلم روائي قصير، في مهرجان تريبيكا السينمائي 2013 في نيويورك، وفيلم «إطعام خمسمائة» للمخرج رافد الحارثي الحائز على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان أبوظبي السينمائي 2013، والذي حاز أيضاً على فرصة المشاركة الرسمية في مهرجان «إنكاونترز» في بريستول البريطانية، وكذلك فيلم «وليد « من إخراج نزار صفير.

وحققت تلك الأفلام العديد من النجاحات، حيث شارك 22 فيلماً في مهرجانات إقليمية وعالمية، وتم تسجيل اختيارها في 265 مهرجاناً يقام على مستوى العالم.

الرأي الأردنية في

06.02.2014

 
 

فيلم مفعم بالمشاعر تلتقي فيه أم وابنها مع «مطلوب للعدالة»

«يوم العمال».. حب ضدّ القانــــون

علا الشيخ - دبي 

تخبّط في المشاعر، ورومانسية تتحدى القانون، وإيقاع يلزمه ضبط، في حكاية بطلها امرأة من خلال فيلم «يوم العمال» لمخرجه جايسون ريتمان، الذي اعتاد جمهوره متابعة أفلامه الكوميدية. لكن المخرج يغير مساره هذه المرة في تحويل رواية حملت الاسم نفسه للكاتبة جويس ماينارد، وأصر على أن تكون بطلتها كيت وينسليت التي وقف أمامها جوش برولين والطفل جايكين جريفن. ويعرض الفيلم حالياً في دور السينما المحلية بعد جولة على المهرجانات السينمائية العالمية، آخرها مهرجان دبي السينمائي في دورته العاشرة.

قصة الفيلم التي تحدث في أواخر الثمانينات مبنية على ثلاث شخصيات، الأم المطلقة أديل التي تعيش مع ابنها هنري، ليحرك سكون إيقاع حياتهما فرانك الفار من العدالة. ومع هؤلاء الثلاثة يعيش المشاهد لحظات مليئة بالعاطفة والمغامرة، خصوصاً عندما نرى الأم وابنها مضطرين لاستضافة رجل تبحث عنه الشرطة محكوم عليه بسبب قتل زوجته. هذا الذي تعرفه الأم من نشرات الأخبار، قبل أن يبدأ فرانك رواية حكايته البعيدة عن حكم القضاء وقضبان السجن.

استسلام

التخبط في المشاعر لا يعتري بطلة الفيلم في شخصية (أديل) فحسب، بل يعتري المشاهد أيضاً خصوصاً في ما يتعلق بحكاية فرانك، ويضع تساؤلاً أمامه: هل من الممكن أن نتعاطف مع مجرم بنظر القانون؟ فيتحول التساؤل الى شك يظل موجوداً طوال أحداث الفيلم، يظهر عبر لغة العيون تارة أو زلة لسان تارة أخرى، خصوصاً بعد أن يدرك المشاهد أن أديل وابنها، الذي لا يشاهد والده سوى يوم الأحد، بدآ التعلق عاطفياً بفرانك.

أحداث الفيلم بدأت من خلال لمحة عن علاقة أديل وابنها هنري اللذين يعيشان في منطقة أشبه بالقرية من بساطتها، فسكانها يعرفون بعضهم بعضاً. تتسوق حاجيات المنزل، هي هادئة لا تبتسم أبداً، والحزن يملأها، وتتصرف بطريقة رسمية مع الآخرين. ومن دون مقدمات يظهر فرانك الى جانب ابنها، تتوتر من هذا الغريب الذي يضع يديه على عنق ابنها بطريقة إيحائية تفهمها الأم إذا ما لبت طلبه باستضافته في بيتها. توافق بعدما فشلت في محاولتها لفت انتباه الموظفة على صندوق المحاسبة إلى أن ثمة شيئاً يجري، وعندما يصلون المنزل أخيراً ويفتحون التلفاز، فيدركون أن في بيتهم مجرم.اً

مصالح

لم يحتج فرانك جهداً لإقناع أديل بالبقاء، وعدم تصديق رواية الاخبار، ما يربك المشاهد، فهي لم تتخوف ولو ادعت ذلك، لكن شيئاً ما في قلبها يسيّرها، هو الحب من النظرة الأولى ربما، او الحاجة الى رجل في هذا المنزل الآيل للسقوط بسبب اكتئابها الشديد وعزلتها عن المحيط بعد طلاقها. تنتشر الأخبار بهروب رجل من السجن في المنطقة، ويشعر الجميع بالخوف، وتنتشر دوريات الشرطة، فيضطر فرانك لتقييد أديل بعد أن يؤكد لها أن هذا لمصلحتها أمام الشرطة كي لا يتهموها بإخفاء مطلوب للعدالة. والابن هنري يشهد على كل هذا، ويتواطأ هو الآخر في حماية فرانك لأسباب خاصة به، فهو يريد رجلاً بالغاً في حياته يستشيره في أمور يعجز عن الحديث عنها مع والدته، حتى لو كان هذا الرجل مجرماً.

ما يجمع الثلاثة في بداية الفيلم مصالح خاصة لا يعلنون عنها، لكن تصرفاتهم تكشفها، فالأم بحاجة الى رجل يضمها، والابن بحاجة الى أب، وفرانك يحتاج الى كليهما لأسباب تتضح عبر مجريات الفيلم. كل هذا يحدث ليلة الجمعة، وقد وعد فرانك أديل أنه سيغادر شقتها مع أول صافرة للقطار، بعد أن طبخ للعائلة وأطعمها بيده وهي مقيدة.

طبخ ورقص

صافرة القطار لم يصل صوتها إلى فرانك، تقول له أديل: «اليوم هو عيد العمال، لا ضرر ببقائك اليوم أيضاً»، فيبدأ فرانك تصليح المنزل، وتنظيفه، وتعليم هنري لعبة البايسبول. تراقب أديل فرانك وعلاقته مع هنري، تجد ابنها يضحك ويلهو من كل قلبه. تحاول استفزاز فرانك ليظهر شخصيته الحقيقية كمجرم مطلوب للعدالة، لكن تصرفاته تطغى على محاولة الذهاب الى ذلك المنحى، فتنتهي اللعبة، ويدخلون الى المنزل. يتجمدون من صوت قرع الباب، فيقوم فرانك بلف أديل من عنقها، ويأمر هنري بفتح الباب، فيكون الجار وبين يديه دلو من فاكهة الدراق. ينصح الجار هنري بألا يفتح الباب دون والدته، فثمة مجرم يحوم في المنطقة. يستغرب رواية هنري أن والدته ليست موجودة، وعندما يشعر هنري بارتباكه وتوجسه يقول له إنها في الحمام. هو خائف على فقدان فرانك أكثر من خوف فرانك من العودة الى السجن.

وبمشهد عائلي، يتفحص فرانك الدراق، ولهذا المشهد أثره في بناء شخصية هنري لاحقاً، حيث سيصبح طاهياً معروفاً بحلوى الدراق، ويرى فرانك أن الدراق لن يدوم طويلاً، فيقرر تعليم الأم التي تعاني رجفة في يدها وابنها طريقة صنع فطيرة الدراق. التفاصيل حاضرة في المطبخ، والمكونات ايضاً، وطريقة تقطيع الدراق وصنع الفطيرة، ووضع العجين، فيطلب من أديل أن تضع اللمسة النهائية، تخاف من رجفة يدها، لكن فرانك يشجعها وتنجح أخيراً.

أديل التي تعزف على آلة تشيلو وتحب الرقص، أصبحت تخاف من وضع عجينة لينة على فطيرة الدراق. ومع هذا المشهد، يظهر مشهد عائد الى الماضي، يحار المشاهد هل هو خاص بأديل أم فرانك، لحبيبين بين الخضرة، والموسيقى، والشغف، وولادة طفل، لذلك لن يدرك المشاهد من هؤلاء العاشقين إلا في النهاية.

الإيقاع

خلال الأحداث المرتبطة بتفاصيل حياتية لأي منزل، وبعد أن أصبح بليلة وضحاها فرانك جزءاً من حياة هنري وأديل، تدخل شخصيات عابرة الى هذه الحياة، مثل جارة أديل، وهي أم لطفل معاق ذهنياً وحركياً، ترجوها أن تعتني به لساعات بسبب مرض والدها. تحاول أديل التملص، لكنها تخضع في الأخير، حتى هذا المعاق تعلق بفرانك، فقد علّمه البايسبول هو الآخر. وعندما عاد مع والدته الى المنزل، تظهر صورة لفرانك في التلفاز، فيحاول الطفل المعاق أن يربط بين صورة التلفاز والرجل الذي لعب معه، يصيح باسمه، فيتلقى صفعة قوية من والدته التي لم تفهم عليه واعتقدت أنه يستعجل خروجهما. مشهد مؤلم لا تفسير لوجوده، والصفعة لطفل معاق كانت سيئة جداً، وعملت على خلل في توازن القصة المليئة بالعاطفة.

يقترب فرانك من أديل، وتقترب هي منه، ويلاحظ هنري هذا القرب، ويغضّ البصر عنه، لكن صديقته في المدرسة تحذره من أن والدته ستستغني عنه اذا أحبت رجلاص آخر، فتبدأ المخاوف في قلبه، هي لا تعرف أن هذا الرجل مطلوب للعدالة، فهي تتحدث عن أي رجل في العالم يدخل حياة أم لديها أطفال، فقد استغنت عنها أمها مقابل رجل.

يحاول هنري النظر الى عيني أمه ليرى اذا تغيرت تجاهه أم لا، وقد مضى على وجود فرانك ليلتين، وجاء يوم الأحد الذي يذهب هنري مع والده وعائلته الجديدة.

كسر القيد

في غياب هنري يوم الأحد مع والده، يوجد فرانك وأديل في المنزل، ومع رقصة الفالس وبعد أن كشفا لبعضهما بعضاً حكايتهما، تبدأ علاقة المشاهد مع فرانك بالتحسن بل والتعاطف، ففرانك أحب فتاة وحملت منه وتزوجها، واستغلت حبه لها وحبه للطفل، وكانت تتركه كثيراً، فشك فيها ولاحقها حتى اكتشف أنها تهرب مع آخر. وعندما واجهها وسألها عمّا اذا كان الطفل ابنه، استهزأت به، فدفعها وسقطت من الدرج وماتت. وهو يحاول إيقاظها يلاحظ تسرب ماء من السقف، فيصعد خائفاً الى الأعلى، وإلى الحمام تحديداً، ليدرك المشاهد دون لقطة مباشرة أن الطفل قد مات غرقاً، والمشهد المعتمد على الاسترجاع الزمني كان خاصاً به وبحكايته. لم يحاول فرانك الدفاع عن نفسه أمام المحكمة، بل أراد أن يعاقب نفسه عن إهماله غير المقصود، لكنه سئم السجن، أما أديل فيدرك المشاهد أنها مسجونة هي الأخرى لكن دون قضبان، فهي وبعد ولادتها لهنري وكأي امرأة قروية حاولت الانجاب مرات عديدة وفشلت. تقول: «عندما لم أعد منح رحمي الحياة مرة أخرى قررت العزلة، ولم أستطع تقديم الحب الى زوجي، فذهب الى أخرى وكوّن معها رحماً جديداً». هي رومانسية جداً، لم تحتمل فكرة خلوّ بيتها من ضجيج الأطفال متصاحبين مع إيقاعاتها على تشيلو، حلمت بحياة كاملة لم تعشها.

فقررا أن يكسرا معاً القيود التي ربطت أيديهما عن الحياة، عن طريق الهرب الى كندا مع ابنها هنري.

العودة والانتظار

بعد عودة هنري إلى المنزل يفاجأ بقرار الرحيل الى كندا، يسعد أن والدته جمعته معهما، وهو الخائف من فكرة استغنائها، يبدأون بتوضيب حاجاتهم الرئيسة في صناديق. خلال هذا أحداث كثيرة تقع، ويشك الجيران في وجود شيء مريب في منزل أديل، بدءاً من محاولتها سحب كل رصيدها من البنك، مروراً بدخول الجارة والدة الطفل المعاق فجأة الى منزل أديل ورؤيتها لفرانك وهو يصلح الإضاءة، وليس انتهاءً برسالة هنري الى والده الذي يخبره فيها أنهم سيرحلون، والشرطي الذي وجده يسير وحيداً في أول يوم دراسي له، والمفترض أن يكون في المدرسة. لا يعرف المشاهد من الذي أبلغ عن وجود فرانك، لكن المهم أن أربعة أيام كانت كفيلة بخلق رابط متين، بين فرانك وأديل، قيّدها مرة أخرى، وسلّم نفسه الى الشرطة. وبعد مضي 10 سنوات، لم يردّ فرانك على رسائل أديل التي عادت الى عزلتها وسجنها الذي اختارته، وتنازلت عن الوصاية لوالد هنري، لأنها لم تعد قادرة على العطاء، ورغبة هنري الدائمة في منح والدته السعادة. تصل رسالة الى هنري من فرانك الذي قال له فيها إنه قرأ خبراً في مجلة أن فطيرة الدراق التي يصنعها أخذت جوائز عديدة، ويؤكد له خروجه من السجن قريباً، على أمل قضاء نهاية الاسبوع سوياً، كما كانا يحلمان، فيرد هنري على فرانك بعنوان منزل والدته التي لم تبارحه، أملاً في هروب فرانك مرة أخرى، لكنه عاد اليها هذه المرة حراً.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجي الضغط علي هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

06.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)