كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

مهران:

بكيت عند عرض أسرار عائلية في السينما

حوار - علاء عادل:

 

بالرغم من أنه أول أعماله السينمائية إلا أنه استطاع إحداث ضجة قبل وبعد طرح الفيلم في دور العرض، فاتهم بأنه شاذ ويشجع علي انتشار هذا المرض في مصر، مما يسيء الي سمعة رجال مصر أمام العالم، ولكن إيمانه بالله وبموهبته جعله يسبح ضد التيار ويصر علي استكمال العمل، ولم يصرح أو يدافع عن نفسه إلا بعد طرح العمل في دور العرض لتكون المشاهدة خير دليل.

لذلك تحدثت «الوفد» مع محمد مهران بطل فيلم «أسرار عائلية» وطرحنا عليه هذه الاتهامات التي لحقت به قبل عرض الفيلم وكيفية مشاركته في هذا العمل وما خطواته التالية:

·        حدثنا في البداية عن كيف جاءت مشاركتك في الفيلم؟

- أنا خريج معهد فنون مسرحية قسم تمثيل وإخراج عام 2011، ودائما ما يكون لدينا الرغبة في العمل، فنذهب الي مكاتب الإنتاج لعمل «كاستنج» حتي يتعرف علينا المخرجون، وبعد عودتي من المغرب وحصولي علي إحدي جوائز التمثيل هناك، شاركت في مشروع تخرج أحد الزملاء بالمعهد، وأثناء البروفة اتصل بي مساعد الأستاذ هاني فوزي وقال لي إن الأستاذ شاهدني في «كاستنج» ويريد رؤيتي في مكتبه بمدينة نصر وأنه أمامه ساعة واحدة ويغادر، فذهبت الي هناك بسرعة وقدمت أحد المشاهد وأعجبوا بأدائي وقالوا لي انهم سوف يقدمون عملا عن المثلية الجنسية فلم أفهم ماذا تعني الجملة، فشرح لي الأستاذ هاني معناها وماذا يريد تقديمه خلال العمل، وإعطائي مهلة للتفكير بعدها أعطاني سيناريو العمل لأتخذ القرار النهائي وقد كان ووافقت علي العمل.

·        بتلك السهولة دون تردد؟!

- بالطبع لا، أنا ترددت لمجرد سماع أن الفيلم يناقش قضية المثلية الجنسية ولكن عندما قرأت سيناريو العمل وجدت أن الموضوع يسير في طرق العلاج وكيفية الخروج من هذه الأزمة وقمت بعرض الأمر علي والدي بحكم قربه الشديد مني بعد وفاة والدتي، فشجعني بعد اطلاعه علي السيناريو وكان دافعه في هذا الأمر أنني سأكون قدمت شيئا ذا قيمة إذا ما قرر أحدهم بعد مشاهدة الفيلم أن يتعالج وأني سآخذ جزءا من الثواب ومن هنا قررت أن أقنعهم بأدائي كممثل في البداية لأني لم أكن وقعت عقد العمل وذهبت الي المكتب وقدمت عدة مشاهد من الفيلم قمت بتوقيع العقد في نفس الجلسة ولكني طلبت منهم وقتا للتحضير للشخصية لأني لم أكن أفهم معني المثلية الجنسية في البداية.

·        وما كانت تلك التحضيرات؟

- الأستاذ هاني عرفني علي أحد الأطباء النفسيين مختص في علاج تلك الحالات فركزت معه علي طريقة كلامهم وحركات جسدهم وهذا ما ركزت عليه في تقديم الشخصية حتي حركة تمزيق المنديل طوال الفيلم. لم أرد قضم الأظافر لأنه تقليدي ففكرت في المنديل، وغيرها من الأمور لمدة شهرين وبعد ذلك بدأنا التصوير.

·        وهل تأثرت بحالة محددة أثناء تلك التحضيرات؟

- الحقيقة تأثرت بحالة لكنها لم تكن عن الطبيب النفسي بل تعرفت عليها عن طريق أحد المعارف وهي فتاة مثلية جنسية ذنبها الوحيد في الحياة أن والدتها تنجب الإناث وجدها من الأب يريد ولد فأثناء فترة حملها قال لوالدها إنه إذا لم يأت بولد تلك المرة سوف يطرده خارج المنزل ولكنه كان رجلا مريضا وطريح الفراش وبعد ولادتها قام والدها بالكذب علي والده وقال له انها ولد وقام بتسميتها بأحد الأسماء التي يمكن تكون لولد وبنت معا وبعد ثلاث سنوات توفي الجد وظل الأب يعاملها علي أنها ولد مما جعلها تصل لتلك الحالة.

·        وماذا عن شخصية بطل الفيلم الحقيقية هل جلست معه؟

- الأستاذ هاني رفض هذا الأمر من البداية لعدم إحراج مشاعره.

·        وما الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟

- الصعوبات كانت في مرحلة التحضير للفيلم من خلال الشكل وطريقة التقديم أما التصوير فلم يكن صعبا خاصة أني أثناء دراستي في فرنسا نصحوني بأني طالما معي مفاتيح الشخصية سأقدم أي مشهد يطلب مني، وهذا ما حدث ولكن أصعب مشهد قابلته كان مشهد مواجهة الأب للابن ومعرفته بحقيقته، لقد تعبت في ذلك المشهد ومن كثرة الانفعال مرضت وأصبت بورم في الرقبة.

·        ما أسباب الهجوم الشديد علي الفيلم؟

- هذه النقطة تركتها للجمهور هو من يحكم عليها، فالرقابة ظلمته وكتبت 13 ملحوظة عن الفيلم ولم يكن به أي شيء مخل بالآداب، ومن الأشياء التي اعترضت عليها الرقابة مشهد عصير الليمون الذي يبصق فيه البطل في الكوب انتقاما من المدرس، ومشهد آخر وهو مع المدرس في السرير اعترضوا علي كادر الكاميرا بدلا من يعرض المشهد من فوق أخذ بالجنب.

·        ألم تقلق من كل هذا الجدل الذي أثير حول أول بطولة لك؟

- نظرت الي الأمر أن الله سبحانه وتعالي هو من أكرمني بهذا العمل، وقمت بالاجتهاد في الشخصية لكي يقول الجمهوري أني ممثل جيد، بجانب أني تعودت منذ دراستي في المعهد أن المخرج هو سيد العمل وحتي عند العمل مع زملائنا طالما يوجد ثقة بيننا وتوافق علي العمل الذي نقدمه لا نتحدث في أي أمر لذلك كنت أترك الأمر للمخرج هاني فوزي ولم أتدخل في أي أمر وأثق فيه.

·        هل خشيت أن يلصق بك وصف أنك شاذ؟

- يوجد أشخاص كثيرة في الوسط الفني سألوا عني هل أنا شاذ فعلا أم أنا ممثل جيد، ويوجد كثير من الناس نصحوني بألا أجتهد في الدور لكي لا تقتنع الناس بأني كذلك، فمن يعرفني سوف يقول إنني ممثل جيد أما الآخرون فسوف يتساءلون عني وبالتأكيد سوف يوجد من يرد عليهم، وأول يوم عرض الفيلم نزلت الي سينما وسط البد لأعرف رد فعل الجمهور فبكيت من تصفيق الناس في مشهد مواجهة الأب وابنه فالجمهور لم يشغل باله بأني شاذ أم لا بل بالقضية التي أقدمها.

·        لدي تعقيب علي مظهرك منذ مدة وأنت تارك لحيتك وشعرك هل هذا له علاقة بالابتعاد عن شخصية الفيلم؟

- لا أبدا، لقد كنت متعاقدا مع المخرج عمرو عرفة في مسلسل «سرايا عابدين» فطلب مني ترك لحيتي وشعري لأني كنت سأقدم شخصية أخو الخديو ولكن التصوير تم تأجيله فقمت بالاعتذار عن العمل بعد تعاقدي علي مسلسل «قلوب» حيث أفكر في الانتشار بشكل جيد في الأعمال الدرامية مهما كان حجم الدور.

هانى فوزى: الاحتياج وراء طرح أسرار عائلية

كتب - علاء عادل:

أكد المخرج هاني فوزي مخرج فيلم أسرار عائلية أن لجنة التظلمات أنصفته ولم يحذف من الفيلم مشاهد بل طلب كتم الصوت في لفظ واحد قيل آنذاك، و3 لقطات تم حذفها كانت تجمع بين الولد والمدرس الخاص به في السرير بالرغم من أنهما كانا ينامون بعيدين عن بعضهما، وقال: الرقابة عطلت العمل وأجلت طرحه في دور العرض لأكثر من شهرين وأحب التأكيد علي أنها لم تكن مشكلة الرقابة مفتعلة بل موقف حقيقي لم يكن الغرض منه الدعاية للفيلم.

وأضاف: كل من شاهد الفيلم اعتقد أننا افتعلنا مشكلة مع الرقابة، وذلك لعدم وجود ما يخدش الحياء أو ما يسيء لسمعة مصر مثلما تردد، ففي النهاية كان يوجد احتياج لطرح الموضوع ومناقشته لتعديل أفكار المواطن تجاه هذه الطائفة من الناس التي أصبحت موجودة بيننا ولا أحد ينتبه اليها، ولذلك فم نكن نشجع علي الشذوذ بل بحثنا عن طريقة لعلاج هذا المرض النفسي، الذي يقع فيه أفراد هم غالبا يكونون ضحايا مجتمع، فهم موجودون في المجتمع بنسبة كبيرة لكن ليس بالنسب التي تعلن في الصحف الأجنبية، وأي ادعاءات عن أن الفيلم يسيء لسمعة مصر ورجالها هو نوع من «الهبل».

وعن رحلة العمل وكيف جاءت فكرته قال: الفيلم كان عبارة عن فكرة عند المؤلف وكان يتردد في كتابتها وأخذنا كثيرا من الوقت لكي نبدأ في تنفيذها، ظهرت في 2010 وقررنا البدء في الكتابة نهاية 2011 وبعد 6 أشهر بدأنا رحلة البحث عن منتج يقبل دفع أموال في هذا العمل، ولم يكن أمرا سهلا حيث إن المنتجين كانوا خائفين وبعد رحلة طويلة من مكتب الي آخر وجدت الاستاذ إيهاب خليل منتج العمل، والذي اقتنع بالسيناريو بعد قراءته الأولي فهو طبيب نفسي ولديه خلفية عن هذا المرض.

وواصل حديثه قائلا: بعد ذلك بدأنا رحلة أخري وهي البحث عن ممثل يقدم العمل، وعرضت الدور علي 15 ممثلا قبل محمد مهران بطل الفيلم رفضوا جميعا، وكان منهم ممثلون معروفون لكن الجميع كان خائفا من الموضوع وشكلهم الاجتماعي بالرغم من أني لم أضع صفات محددة لبطل العمل غير أن يكون عمره مناسبا للدور.

وأشار «فوزي» الي أن أي فيلم آخر كان سيقابل نفس المشكلات التي واجهت فيلمه، وأن الأمر لم يكن له علاقة بموضوع الفيلم وأنه يناقش المثلية الجنسية وهو موضوع جديد علي أنواع الدراما التي نقدمها في السينما، مؤكدا أنه مازالت «التابوهات» ثابتة في السينما عن الجنس والسياسة والدين، وقال: بالرغم من كل ذلك أنا راض بالشكل النهائي الذي خرج فيه الفيلم مع أني أتمني عدم وجود جهاز الرقابة.

ونفي «هاني» ما تردد حول وجود مشهد ينظر فيه «مروان» بطل العمل لبعض البنات في نهاية الفيلم، وقال: النهاية كانت واضحة وتبعث علي الأمل ويوجد جملة قيلت علي لسان طبيبه تؤكد أنه تم علاجه، حيث قال له: إنه مثل من يتسلق جبلا ومن الممكن أن ينزلق أثناء صعوده ولكنه لن يعود للبداية مرة أخري.

سينما تصدم المشاهد وتعالجه

رحلة "أسرار عائلية" من مقص الرقيب لدور العرض

كتب - علاء عادل:

«أسرار عائلية» أحد الأفلام التي أثارت جدلا في الآونة الأخيرة لجرأة موضوعه واقترابه من دنيا المسكوت عنه، في حياتنا اليومية.

لقد حظي الفيلم بسلسلة متواصلة من الانتقادات من الرقابة، وبذل المخرج جهودا عالية في الخروج به الي حيز التنفيذ خاصة بعد أن رفض أكثر من 15 ممثلا القيام بدور البطولة.

الوفد المصرية في

05.02.2014

 
 

"أسرار عائلية" سينما تفضح المسكوت عنه

كتبت - حنان أبوالضياء: 

السينما مرآة الشعوب.. مقولة تذكرتها بعد مشادة فيلم «أسرار عائلية» ومن خلالها تأكدت أننا في الكثير من الأحيان نتعامل بطريقة «أبوالعريف» الذي لا يفعل شيئا إلا الافتاء ليل نهار دون معرفة، أو السير مع «الرايجة» وادعاء القيم والمثل ومحاولة الظهور كأبطال وحامي حمي الفضيلة -عن رئيس جهاز الرقابة عن المصنفات الفنية صاحب الفتح السينمائي التاريخي «بون سواريه» أحمد عواض أتحدث - الذي هاجم الفيلم مما جعل الكثيرين يهاجمون العمل دون أن يراه أحد مدعين أن الفيلم يهدف الي تدمير قيم وتقاليد مجتمعنا الراسخة!! في حين أن الفيلم بعيد تماما عن تلك الإرهاصات غير المبررة بل العكس تماما هو عمل يستحق المشاهدة لكونه يقترب من أزمة العلاقات المثلية والتي شئنا أم بينا هناك مجموعة من الشباب يعاني منها حاليا.

كل الأعمال التي اقتربت من المثلية كانت بمثابة التلميح لا التصريح، وفي الواقع تحمست للفيلم من منطلق جرأة الموضوع ولأنه عمل جديد لهاني فوزي والذي استفاد من دراسته الفنون الجميلة ودراسة الإخراج بمعهد السينما ولكنه فضل الكتابة عن الإخراج، وشجعه سيناريو محمد عبدالقادر ليصبح أولي تجاربه الإخراجية، وهذا الاختيار في حد ذاته شجاعة لأن المجتمع يهاجم تلك الموضوعات دون أن يشاهدها ويعشق دفن رأسه في الرمال أو علي الأقل اللعب في منطقة الأمان بعيدا عن الشذوذ ومشاكله، وله في الهجوم علي فيلم «عمارة يعقوبيان» الذي قدم شخصية مثلية جسدها خالد الصاوي أكبر دليل، ومن قبل كان هناك فيلم «قطة علي نار» و«حمام الملاطيلي» وإشارة للمثلية في فيلم «الصعود للهاوية» ورغم أن الرقابة طلبت حذف 13 مشهدا حتي تسمح للفيلم بالوصول الي الصالات، إلا أن تلك المشاهد لم تحذف في «أسرار عائلية»، وتم تعديل أسلوب تصوير مشهد يظهر فيه البطل في فراش أستاذ في جامعته، وحذفت جملة «احنا مفيش أمل في علاجنا وها نفضل كده» وعلي الرغم من ذلك لم يتضمن الفيلم أي انحدار أخلاقي كما ادعي من لم يشاهد الأفلام.

أهم ما في الفيلم أنه تعدي مرحلة التلميح التي اعتادنا عليها في السينما  المصرية في كل المواضيع الي الدخول في صميم الموضوع خاصة أنه اختار النماذج المختلفة للمثليين من كل الطبقات ومن أشخاص يبدون أنهم مكتملو الرجولة، وهو إشارة الي أن الموضوع نفسي في الأصل لا يرتبط ببعد طبقي أو اجتماعي، فهناك أستاذ الجامعة والصنايعي والذي يذهب للعمرة ويعود وهو مقتنع أن ما يفعله من الكبائر ثم يعود اليها من جديد بعد ذلك لأنه لم يعالج السبب وتعامل مع العرض الذي يجيء نتيجة للعودة من الأراضي المقدسة.

شدني أيضا في كتابة السيناريو استعراض الأساليب المختلفة من الأطباء الذين يلجأ من يفكر في العلاج، فهناك الطبيبة المحجبة التي تتعامل مع القضية بأسلوب قصور فكري وتكتفي بالتوبيخ والإهانات بل إنها نفسها لا تملك جرأة الاقتراب من مناقشة موضوع الشذوذ والدخول الي صلب الموضوع مباشرة، وهناك الدكتور الذي يناقش الموضوع ويستخدم أدوية تؤدي الي إنهاك الإنسان وكأنه مريض اكتئاب ويطلب منه مشاهدة المواقع الإباحية وهناك الطبيب الذي يتكلم معك ولكن لا يملك حلا، بل ربما يكون هو نفسه مقتنعا بحق المثليين في الاستمرار والاعتراف بهم في المجتمع، لذلك يطلب منه التفكير في الهجرة الي دولة تحترم المثليين في أوروبا.
أما الدكتور الأخير فهو يتعامل مع القضية من منظور أنه أولا ليست مرضا «چينيا» لأنه لم يكتشف «چين» للشذوذ، وأن القضية في أساسها نفسية والعلاج يعتمد علي رغبتك أنت في التخلص منها الي جانب الإشارة الي أن العلاج تتخلله مرحلة إخفاقات واردة عن الخروج من الشذوذ الي جانب أهمية الاعتراف أولا بالمشكلة من المريض والأسرة المحيطة به والمجتمع، وأعتقد أن السيناريست كان موفقا في رسم الشخصيات وعلي رأسهم شخصية البطل والتي تعاني ليس فقط نتيجة من اعتداء  جنسي مستمر في الصغر ولكن أيضا من التواجد في أسرة مخوخة من أب مسافر دائما وأم أنانية غيورة لا تفكر سوي في نفسها وأخ عدواني بطبعه.

وأعتقد أن الإشارة الي الأخ نفسه هو الذي اعتدي علي أخيه والتأهيل لذلك بأن له رغبات جنسية مشتعلة جعلته يقيم علاقة غير شرعية مع زميله، ثم الزواج من أي شخصية لمجرد تفريغ الكبت الجنسي، وهذا يفسر لماذا اعترض علي أخيه في مرحلة المراهقة. والأجمل أنه عندما ذهب للدكتور الذي يعالج أخاه استطاع السيناريست من خلال حواره مع الطبيب أنه مثل بعض الأشخاص الذين يمارسون الشذوذ لتفريغ الطاقة الجنسية دون الاقتناع به، وأيضا هم أشخاص لا يملكون المقدرة علي الاعتراف بمرضهم.

وفي الواقع إن «أسرار عائلية» من الأفلام القليلة التي تقترب من قضية الشذوذ الجنسي وليس بالطرح ولكن بالبحث عن الحلول وهو أجمل ما في الفيلم، ويبدو أن اختيار الاسم في حد ذاته إنجاز لأنه يتكلم عن المسكوت عنه في عالمنا، وأحد «التابوهات» المحظور الاقتراب منها.
ولقد شدني الاستغراق في التفاصيل الخاصة بالبطل ومنها حركة تمزيق المناديل التي يقوم البطل في العديد من مشاهد الفيلم دليل علي حالة الخجل المقترنة بالخوف من افتضاح أمره ومعرفة الآخرين بأنه شاذ لذلك لم يقم بتلك الحركة عندما تخلص من عقدة الخوف والرغبة في احتواء الأسرة له للخروج من أزمته، وأعتقد أن من عوامل نجاح الفيلم هو الممثل محمد مهران الذي أشعرني أداؤه بأزمة فترة المراهقة عند البعض عند اكتشافه بأن ميوله تجاه الجنس الآخر معدومة، والتي يتبعها دائما بعذاب الضمير ويتبعه بحالة بكاء شديد ورغبة في اللجوء الي الصلاة.
الطريف أن المخرج أعلن أنه وجد صعوبة في إيجاد من يقوم بالدور خاصة بعد رفض 15 شخصا الدور، لأسباب عائلية والخوف من نظرة المجتمع له، ومن المعروف أن المخرج هاني فوزي عاشق الصدام مع الرقابة كسيناريست واستكمل المسيرة مع الإخراج، فهاني فوزي له ستة أفلام رصيده من السيناريوهات السينمائية: «أرض الأحلام - كرسي في الكلوب - فيلم هندي - بحب السيما - الريس عمر حرب - بالألوان الطبيعية» وكلها تؤكد أنك أمام إنسان عاشق للسينما المختلفة.

الوفد المصرية في

05.02.2014

 
 

أصبت بالذهول عندما عرض علىّ دور الشـاذ

كتبت: ماجى حامد 

الوجه الصاعد محمد مهران خريج المعهد العالى للفنون المسرحية، لعب العديد من العروض المسرحية، التى أشاد بها أساتذته بالمعهد وبأدائه المميز من خلالها، لعب القدر لعبته معه ليصبح بطلا لأولى تجاربه السينمائية «أسرار عائلية» الذى وجده الجمهور صدمة وبداية تضع محمد فى مأزق مع جمهوره الذى لا يزال يتعرف عليه.

لماذا محمد مهران دون غيره الذى تم اختياره لتقديم دور مروان فى أسرار عائلية؟

- «القدر.. فأنا أذكر أننى كنت فى إحدى بروفات عرض مسرحى خاص بى وإذا بالموبايل يرن، المتصل محمد ماهر مساعد إخراج فى فيلم بعنوان «أسرار عائلية»، والحوار كالتالى: أنا محتاجك تأتى لمقر الشركة خلال ساعة للقاء مخرج العمل «هانى فوزى».. بالمناسبة أنا لم أجب على الهاتف على الفور وهنا يظهر دور القدر الذى جعلنى أرد لأعتذر عن البروفات لأذهب فى غضون ساعة لمقابلة المخرج هانى فوزى الذى لم يكن لينتظر سوى ساعة واحدة أى تأخير فى بطل آخر سيكون الدور من نصيبه، وبمجرد وصولى التقيت بمخرج العمل هانى فوزى الذى سألنى عملت إيه يا محمد قبل كده؟!، أجبته أننى أعمل فى مسلسل اسمه «ذات» غير كده أنا بعمل مسرح، هنا طلب منى تقديم مشهد للتقييم، كان المشهد عبارة عن مشهد ارتجالى لشخص وحيد حالة نفسية مركبة، الحمدلله أعجب به وهنا فوجئت به يتحدث معى هو ومنتج العمل عن فكرة الفيلم وهى «المثلية الجنسية» فكانت إجابتى كالتالى: «إيه هى بقى المثلية الجنسية»؟!

أفهم من هذا أنك رفضت الدور قبل التفكير فى قراءته لمجرد الفكرة التى يدور حولها العمل؟

- «حقيقى هذا ما حدث، حالة من الذهول يعقبها رفض وإذا بى أقول طيب سلام عليكم، حتى من غير ما أقرأ، لكن بعد محاولات من المخرج هانى فوزى ومنتج العمل «أقنعونى أن أتمهل فى الحكم على الموضوع حتى أنتهى من قراءة الورق بعدها من حقى أن أقرر لو عجبك ألقى نظرة على المشاهد محور التردد ونتناقش بعدها، بالفعل أخذت الورق وأنا حائر ومتردد، فى الوقت نفسه كنت أسعى لنقل حياتى إلى فرنسا لاستكمال دراستى، وبعدها وارد جدا أن أستكمل هناك حياتى تقدرى تقولى هجرة، ولكن فجأة الحياة تنقلب رأسا على عقب، فما كان علىَّ سوى أن أقرأ الورق عشر مرات فى يوم واحد أبحث وفى كل مرة أبحث عما هو خادش للحياء، ولكن الحقيقة الورق مميز وأى فنان سيجد أن الدور ثمين وملىء بالتفاصيل، من ضمن العشر مرات قراءة كانت هناك قراءتان مع والدى الذى قال لى «بعد هذا الدور لو واحد فقط قال أنا عايز أتعالج يبقى أنت ربنا كتب لك إنك تكون سبب فى علاجه بعيدا عن أى عمل فنى».

بالفعل قرأت وحضرت أكثر من مشهد وذهبت إلى المخرج هانى فوزى حتى أقنعه بموهبتى حتى يكون الاقتناع متبادلا.. هذه المشاهد هى مشهدى مع الأخت ومشهد الاعتراف مع الأب ومشهد مع الدكتور فهى من أكثر المشاهد المهمة والرئيسية فى دورى.

بصراحة شديدة ألم تتردد ولو لحظة خاصة وأن هذه هى بداية تعارف الجمهور على محمد مهران؟

- قبل التحضير للدور ذهبت إلى المخرج هانى فوزى حتى نتناقش حول الدور والتحضير له وأثناء ذلك قلت له أنت معايا أن دور مروان ممكن يقعدنى فى بيتنا للأبد، ولكن تحمس المخرج الكبير هانى فوزى لى، شجعنى لأن أضع كل تركيزى فى شخصية «مروان».

وكيف كان تحضيرك من أجل مروان وخاصة أنه بهذه الشخصية المركبة والمعقدة نفسيا؟

- «الوقت.. أهم عنصر حتى أصبح جاهزا لتقديم مروان، فى البداية كان هناك اجتهاد شخصى للقراءة فى هذا الموضوع وقد ساعدنى كثيرا كل من الكاتب محمد عبدالقادر والمخرج هانى فوزى ونصحانى بالذهاب إلى طبيب نفسى هو أوسم والذى شاهدت من خلاله حالات مشابهة لمروان دون الاحتكاك طبقا لنصيحته، فهؤلاء الأشخاص عادة ما يكونون هم رافضون لحقيقة كونهم مرضى، وفكرة أننا نقدم فيلما عنهم ستجعلهم يشعرون وكأنهم فئران تجارب، لكن بالفعل حضرت جلسات علاج.. واستمعت إلى الكثير من القصص المؤثرة والتى جعلتنى أدرك حقيقة مؤكدة وهى أن هناك فرقا كبيرا بين من هم يسعون للعلاج وبين مدعى التحرش والحرية، وبالفعل دخلت فى نقاش مع البعض منهم وكان السؤال المتداول: يعنى إيه علاج إحنا مش مرضى دى حرية شخصية.. وكانت إجابتى أن الحرية تقول إن من الطبيعى أن تكون مؤمناً بالحرية والواجب على احترام هذا طالما إنك لم تضر بها المجتمع ولكن الحرية الحقيقية أيضا تفرض عليك الاعتراف بعلتك والسعى أن تصبح طبيعيا وليس بأن تجعل علتك أسلوب حياة لا يجوز الاعتراف به، وأنه طبيعة لأن بذلك سيصبح قاعدة عامة والنتيجة انقراض الجنس البشرى إذا فهى قاعدة تضر.. أيضا حرصت على مشاهدة أفلام كثيرة تناولت الظاهرة بأكثر من شكل، يعقوبيان من بينها ولكننى كنت حريصا جدا أثناء مشاهدته لأننى كنت أخشى أن أقع فى مأزق وهو المقارنة، أيضا استعنت بمدرب تمثيل فرنسى وتابعت معه بعض التفاصيل وما يتطابق مع المجتمع المصرى خلال شهرين، ظلت عملية البحث قائمة، بالإضافة إلى العمل والتركيز على الشخصية من حيث الجانب الشكلى الذى يتطرق لأكثر من مرحلة عمرية مختلفة إلى أن بدأنا التصوير».

المثلية الجنسية عبارة أثارت حولها جدلا وكانت السبب وراء هجوم البعض على الفيلم حتى قبل مشاهدته؟

- أود أن أؤكد أنا مؤدى ولست صاحب قضية، وليس كل عمل هقدمه سيكون مهما بالنسبة لى ونابع من قضية مؤمن بها، دعونا من فكرة أن الفن رسالة لأن هذه الفكرة خاطئة، فالفن للترفيه والاستمتاع، ولا يعنى الاستمتاع هنا الموضوعات الإباحية، فلابد أن يكون العمل الفنى لديه موضوع مهم، من خلاله أنا لدى وجهة نظر والمتلقى لديه وجهة نظر ولديه أيضا الحرية التامة للاقتناع بوجهة نظرى أو الإبقاء على وجهة نظره، فأنا كممثل لا يجوز لى فرض وجهة نظرى على الآخر، فما يعنينى وما يستهوينى هو الموضوع.

إذا نستطيع أن نقول إن مروان والمثلية الجنسية استهوتك كممثل حتى تقدمها فى عمل سينمائى؟

- مروان لم يستهونى ولكن ما استهوانى هو فكرة أننا نقدم عملا يقدم العلاج، وعلى الجمهور أن يحكم إذا كان أسرار عائلية فيلما ناجحا أم لا، فالحكم فى الأعمال الناجحة دائما هو كم واحد شاهدالعمل.

- بصراحة شديدة اللوك ليس له علاقة بالدور، فأنا حاليا أعمل على دور جديد لأن ببساطة مروان كان دور وانتهى، صحيح أننى حاولت الظهور بشكل جديد بعيد كل البعد عن مروان فى أسرار عائلية من خلال دورى القادم، ولكن هذا لأننى أرفض الانحصار وهذا الشكل الجديد سيساعدنى على ذلك وبالمناسبة هو دور بعيد جدا عن الأدوار النفسية المركبة».

هل تستهوك مثل هذه الأدوار المركبة الجريئة أم أن الجدل والهجوم الذى صاحب أسرار عائلية هو السبب وراء هذا الاتجاه؟

- دعينا نتفق أن مثل هذه الأدوار مغرية لأى ممثل ولكن أنا رافض للتصنيف، فليس كل دور مجنون أو مريض نفسى سيكون محمد مهران، ممكن يكون مغريا للجميع لكن بالنسبة لى فالأدوار الطبيعية البسيطة تستهوينى لأنها الأصعب من وجهة نظرى وقد تستلزم منى مجهودا أكبر حتى أبدو مختلفا من خلالها، خاصة إذا كنا معتادين على رؤيتها، هو بس يكون فى عروض أولا حتى أفكر فى الاختيار، فأنا حتى الآن أذهب لعمل كاستنج فأنا مقتنع أننى مازلت فى البداية ومازال لدى الكثير حتى أقدمه».

احكى لى عن مشهد الاعتراف؟!

- مشهد فى غاية الصعوبة فقد كانت من ضمن متطلباتى أن يكون تصوير هذا المشهد فى يوم كامل بمفرده، وهذا اليوم مكثت فى مكان التصوير، حتى إننى لم أنم يومها بل مكثت أفكر فى كل تفصيلة وطريقة تقديمه.. بعدها أتذكر أننى تعبت كثيرا من الانفعال والتعمق القوى فى الدور فطلبت يوم راحة وأخذت الأدوية وبعدها استكملنا التصوير على الفور».

ومشهد السرير الذى وجد البعض أنه يمكن الاستغتاء عنه دون أن يؤثر فى مجرى الأحداث؟

- هذا حقيقى وأنا معهم فى ذلك فماذا لو كان هذا الحوار وهما يجلسان على مائدة يتناولان الطعام، أكيد لن يؤثر فى الأحداث ولكن هذه رؤية مخرج.. فهناك فرق بين الحوار وبين السيناريو، فالحوار هنا الأهم فمن خلاله تظهر رغبة البطل فى العلاج، وبالفعل تناقشنا أنا والمخرج هانى فوزى إلا أنه أقنعنى أنه من الضرورى أن يظهر هذا الفتور فى العلاقة وغضب البطل مما هو عليه.

أنت بطل أول فيلم كامل يناقش الشذوذ الجنسى.. ما الذى تمثله لك هذه العبارة؟

- ولا شىء.. أنا ممثل وأقدم شخصيات كثيرة، هذه الشخصيات نجحت إذا أنا ممثل جيد، فشلت إذا أنا ممثل سيئ، ولكن افتراضا أننى قدمت دور مدمن هل يجوز أن يعتقد الناس أننى مدمن ومحمد مهران المدمن وأدوارى من هنا ورايح مدمن، المشكلة أن الناس تجهل محمد مهران، فأنا أمثل من أيام المدرسة وهناك أربع سنوات لف وتعب من أجل تقديم نفسى، وليس لكون هذه البداية كانت من خلال شاب شاذ جنسيا، إننى فى الحقيقة رافع شعار وشايل هم المثليين على كتفى.. أنا طبيعى وما قدمته مجرد دور مش أكثر وأرجو أن أتحرر قريبا من دور المدافع عن نفسى لأن المدافع دائما ما يكون فى موضع الخطأ وأنا لست فى هذا الموقف».

غير التردد هل ندمت ولو لحظة على تقديمك لهذا الدور؟

- الناس عادة ما تربط بين الممثل وصاحب الفكر وأنا مقتنع أننى لن أغير المجتمع بدور سأقدمه وإن كنت سأسعد إذا حدث تغيير بالطبع.. وأتمنى ذلك ولم أندم على تقديمى لهذا الدور.

صباح الخير المصرية في

04.02.2014

 
 

أسرار عائلية..

صدمة للجميع 

نظرا لحساسية الموضوع والذى أثار جدلا واسعا وهجوما شرسا منذ طرح التريلر الخاص به، (أسرار عائلية) تلك التوليفة السينمائية الأولى التى أخرجها لنا الكاتب والمخرج هانى فوزى وكتبها لنا الكاتب محمد عبدالقادر وقام ببطولتها الفنان الشاب محمد مهران، هذا الثلاثى الذى وجد من المثلية الجنسية حقيقة ملموسة ليس بين أفراد المجتمع المصرى أو العربى فقط وإنما فى العالم كله وها قد حان الوقت حتى نزيح عنها الستار ونضع الكمامة عن أفواهنا جانبا لنعترف ولا ننكر هذه الحقيقة.. هذه هى رسالة كل من كاتب ومخرج (أسرار عائلية) اللذين من أجلها وفى وجه أى جدل أو نقد أو هجوم وقفا على دراية تامة بقيمة ما يقدمانه وإن كان بمثابة الصدمة للجميع.

فى حوار مفتوح تحدثنا إلى كل من المخرج والكاتب هانى فوزى والكاتب محمد عبدالقادر عن قصة فيلمهما الجديد (أسرار عائلية) منذ أن كان مجرد فكرة حتى أصبح عملا فنيا يحمل اسم كل منهم.

فى البداية كيف جاءت فكرة أسرار عائلية كفيلم سينمائى يتناول المثلية الجنسية؟

- المؤلف محمد عبدالقادر: «مبدئيا كنت فى ورشة مع المخرج هانى فوزى ووقتها كنت حائرا بين أسرار عائلية وفكرة شائكة أخرى وبعد تفكير تم الاستقرار على أسرار عائلية ليكون هو فيلمى القادم، وقبل أن أكتب كلمة واحدة حرصت على مجالسة أكثر من طبيب نفسى وأيضا أكثر من شخصية مشابهة لشخصية البطل ولكن من خلال جلسات العلاج الجماعى تعرفت على حالات كثيرة ومختلفة وأيضا استمعت إلى آراء مختلفة من الاطباء وما بين مرض أو طبيعة، اضطراب أو اختيار كانت الآراء إلى أن بدأت الكتابة بالفعل وبعدها بدأنا التحضير للعمل».

ويكمل هانى فوزى الحديث قائلا: «من خلال كل أعمالى السابقة كنت صاحب الفكرة وكنت كذلك المؤلف لكن هذه المرة الوضع مختلف، فأنا فقط تحمست للفكرة التى طرحها علىَّ الكاتب محمد عبدالقادر والتى وجدت فيها فكرة فى حاجة للطرح نظرا لواقعيتها وقيمتها وهذا هو هدفى الرئيسى فى كل عمل أقدمه أن يكون موضوعه حقيقيا يفيد المشاهد ومن خلال (أسرار عائلية) وجدت هذا، لهذا لم أتردد ولو للحظة فى إخراجه فهى مشكلة اجتماعية موجودة بالفعل أتصور أن الكثير منا ينظر إليها نظرة خاطئة فالأغلبية تنظر إلى هذا الشخص كونه سعيدا بما هو عليه وهذا بالتأكيد غير صحيح بالمرة فهناك دائما سبب وراء هذا الاتجاه الذى سلكه، لأن علميا ليس هناك جين إذا تواجد لدى الإنسان أصبح شاذا وهذا ما يتناوله لأسرار عائلية».

توظيف العــامل الاجتماعى والإنسانى من خلال أحداث الفيلم، وهو العامل الرئيسى وراء ما أصبحت عليه شخصية بطل العمل كان للتخفيف من صدمة الجمهور من فكرة العمل؟

- محمد عبدالقادر: «بالتأكيد ولكن أيضا تناول الفكرة بهذا الشكل كان لهدف آخر وهو رفضى لحصر موضوع الفيلم فى المثلية الجنسية، فإلى جانب هذه القضية هناك الكثير من القضايا التى تناولها الفيلم وهى أيضا قضايا شائكة و فى حاجة إلى من يتناولها مثل الاعتداء على الأطفال، فكل شخصية من شخصيات الفيلم هى مرآة عاكسة للعديد من الشخصيات المشابهة لها وهذا ما تمنيت حقا أن يشعر به الجمهور الذى سيشاهد الفيلم أثناء كتابته».

يكمل المخرج هانى فوزى: «كل تفصيلة من تفاصيل العمل جاءت فى صالحه برأيى، حتى الجانب الذى تم من خلاله تناول فكرة الفيلم، هذا التناول الاجتماعى الإنسانى وهذا لغرض محدد وهو أن يشعر الجمهور بأنه أمام قصة حقيقية، باختصار جميع عناصر الفيلم جديدة من فكرة وتناول وبطل وأبطال مشاركين فى الفيلم مما أعطى إيحاء بواقعية القصة».

هجوم شرس يلاحق (أسرار عائلية) بمجرد طرح التريلر الخاص به، كيف واجهتموه؟

- هانى فوزى: «شىء متوقع ومبرره واضح وهو أننا للأسف مجتمع معروف عنه الخوف المسبق من كل ما هو جديد، بالإضافة إلى خوف إضافى هو خوف مضاعف من الأمور الجنسية وهو خوف ليس فى محله على الإطلاق من وجهة نظرى والدليل رد فعل الجمهور الذى شاهد الفيلم حتى الآن والذى أكد أن الفيلم لا يحتوى على ما يخدش حياء أحد، فنحن أمام مشكلة حقيقية لفتى يعانى وهنا يكمن الفرق بين أسرار عائلية وأى فيلم آخر».

يتابع محمد عبدالقادر: «كمجتمع لدينا مشكلة فى ثقافتنا، وهذا ما جعل البعض يتصور أنه طالما اعترفنا بأن لدينا مثليين فهذه فى حد ذاتها إدانة لأفراد المجتمع وبالتالى فالحل هو الإنكار وهذا ليس من العدل لأننا جميعا مدركون لهذه الحقيقة أو هذه المشكلة فهم يعيشون بيننا وقد نكون على علم بشخصيات بعينها تعانى هذه المشكلة ومن هنا جاءت فكرة أسرار عائلية لأن الكلام هو الحل لعلاج هذه المشكلة من الجذور هذه هى القضية الرئيسية للفيلم والتى لم ينتبه لها الكثير ممن تعجلوا الهجوم على الفيلم حتى قبل مشاهدته وبالتالى لم يكن مؤثرا بل بالعكس فقد جاء فى صالح الفيلم فالبعض الآخر كان شغوفا لرؤية الفيلم والحكم عليه فلولا ذلك ربما قد مر أسرار عائلية مرور الكرام دون أن يلتفت إليه أحد فرب ضرة نافعة».

هل من هنا جاءت فكرة الافيش وهى لشاب يضع بلاستر على فمه؟

- محمد عبدالقادر: «بالفعل فمن خلال أسرار عائلية ندعو الجميع للحديث حتى يحدث النقاش وتحدث المواجهة ويظهر الحل لكل مشكلة لأن الإنكار ليس فى صالحنا، من هنا كان المفتاح لفكرة الفيلم الذى ظلمه البعض بحصره فى منطقة المثلية الجنسية».

هل حقيقى أن فكرة الفيلم مستوحاة من قصة حقيقية ؟

- محمد عبدالقادر: «الحبكة الدرامية الرئيسية هى بالفعل لشخص بعينه ولكن الأحداث ككل فهى مستوحاة من أكثر من قصة حقيقية بالإضافة إلى تفاصيلى الخاصة كمؤلف».

فى الوقت الذى كان محمد مهران لا يعلم أنه البطل المنتظر لأسرار عائلية كان الكثير من النجوم يرفضون تقديم نفس الدور؟

- هانى فوزى: بالفعل تم عرض الدور على الكثير من النجوم إلا أنهم رفضوا القيام به خوفا من جرأة الموضوع، لهذا جاءت فكرة الاستعانة بوجه جديد ولم يكن أيضا من السهل العثور على الشاب المناسب وإقناعه بالدور، فالكثير تراجعوا عن الموافقة بعد تهديد أهله له وهناك من وجد مشكلة فى إقناع خطيبته وأهله بالأمر إلى أن تم الاستقرار على محمد مهران».

صباح الخير المصرية في

01.01.2014

 
 

يقدم مجموعة مونولوجات في إطار «سيكولوجي» يمثل شرائح اجتماعية مختلفة

فيلم «طالع نازل» اللبناني يتمحور حول ضرورة التحاور بين أفراد المجتمع

بيروت: فيفيان حداد 

المصعد الكهربائي وعيادة الطبيب النفسي شكلا العنصرين الأساسيين لوقائع الفيلم السينمائي اللبناني الجديد «طالع نازل». فهذان الموقعان المتشابهان من حيث مساحة الحرية التي يؤمناها للناس ربطهما المخرج محمود حجيج معا، وقدمهما في حبكة سينمائية واقعية لمعالجة مشكلة تعاني منها مختلف المجتمعات، لا سيما المجتمع اللبناني، ألا وهي انعدام التحاور بين أفرادها.

«لازم نحكي» قد يكون العنوان الأنسب لهذا الفيلم الذي حاول فيه مخرجه تسليط الضوء على ضرورة البوح بمكنوناتنا وكسر الصمت الذي يسود علاقاتنا الاجتماعية. «طالع نازل» عبارة شهيرة في أحاديثنا اليومية، استخدمها المخرج لملامستنا عن قرب.. فنقول مثلا: مزاج فلان «طالع نازل»، أو إنه «يتكلم (طالع نازل)» أو هو «يفكر (طالع نازل)» أو حتى نقول: «هذا البلد وضعه (طالع نازل)»، وذلك للدلالة على أي تصرف أو وضع غير متوازن.

المخرج محمود حجيج اختار المصعد الكهربائي الذي ينقل ركابه من الأسفل إلى الأعلى أو العكس، ليصف حالات القلق والتشويش التي يعيشها أبطال عمله في حالة اللااستقرار المحيطة بهم. فمن منا لا يتصرف على سجيته عندما يوجد وحيدا أمام المرآة في قمرة المصعد الكهربائي؟ ومن منا في المقابل لا يعلم أن عيادة الطبيب النفسي بمثابة ملاذ للفضفضة عما في داخله والتحدث عن مشكلاته بحرية؟ في هذين المكانين نتكلم ونحاور أنفسنا من دون أي أقنعة، فنتخلى عن خجلنا ونشعر بالرضا.

هذه الفكرة البسيطة والعميقة على السواء استخدمها مخرج فيلم «طالع نازل» لإيصال رسالة واضحة للمشاهد تتمحور حول ضرورة التحاور معا. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتناول الفكرة لأدق ناقوس الخطر أو لأقدم الحل المناسب لهذه المشكلة المتفشية في مجتمعنا، بل لأحفز المشاهد على استنتاج الحل الذي يلائمه رغم أن هناك مشكلات قصدت أن أتركها دون حل». ويضيف: «الأهداف والمعالجات المقولبة لا تهمني، فأنا آخذ وقتا طويلا في التحضير للفيلم لأجمع فيه كل ما يمكن أن يحرك رد فعل المشاهد بعد أن أوضح له الواقع. وفي رأيي أن الفيلم بمثابة مرآة تعكس حياتنا اليومية بتفاصيلها الدقيقة التي رغم اعتبارها من قبل البعض تافهة أو غير ضرورية تشكل عوامل أساسية في مجتمعنا الصامت».

ويحكي الفيلم الذي تدور أحداثه في الساعات الأخيرة من آخر يوم في السنة، قصة سبعة أشخاص يعيشون صراعات نفسية داخلية يتخبطون فيها بين الكبت والصمت، فيحاولون البوح بها على طريقتهم في محاولة منهم لتقييم ذواتهم قبيل استقبال عام جديد. طيلة مدة الفيلم التي تبلغ نحو 90 دقيقة، تدور كاميرا المخرج في مساحة ضيقة وبين موقعين فقط؛ هما المصعد وعيادة الطبيب النفسي. ويقول المخرج محمود حجيج عن هذا الموضوع: «أردت التركيز على النص أكثر من المناظر الطبيعية أو أي مواقع أخرى قد تدرج عادة في أفلامنا السينمائية، فجاءت تركيبة الفيلم مركزة وليست سطحية، كما أنها تطال جميع الشرائح الاجتماعية، فلا فلسفة فيها ولا مبالغة، بل مجرد واقع حياتي قدمته في أسلوب بسيط».

يبدأ الفيلم بعبارة: «هذا الفيلم خال من التدخين» عبارة لم يسبق أن شاهدناها في أي فيلم آخر، تشعرنا منذ اللحظة الأولى من عرضه بأن المخرج يولي اهتماما للإنسان والبيئة، فنبتسم لاشعوريا ونتنفس الصعداء وكأن جرعة من الأكسجين لامستنا في هذه اللحظة. فالوحدة والكبت والجرأة على البوح من «جوا لبرا» وبالعكس، إضافة إلى حاجتنا الملحة لكمية من الدفء والحنان، أحاسيس نفتقدها اليوم، وضعها المخرج تحت مجهر كاميرته ليعيد للإنسانية موقعها الرئيس في حياتنا، وليؤكد أن العلاقة بين الفكر والغريزة والقلب تفصلها بعضها عن بعض شعرة رفيعة قد تتسبب لنا في الفراغ فيما لو تركنا الأمور تتراكم وتجاهلنا تأثيرها علينا.

ينطلق الفيلم على مشهد تنقله إلينا عين عامل تنظيف زجاج لإحدى البنايات الشاهقة، فتطل علينا بيروت من فوق لتدخل الكاميرا إلى أحد مبانيها حيث تدور وقائع الفيلم التي تجري بين المصعد والعيادة الطبية. وكل مشهد من هنا يستكمله المخرج بمشهد من هناك، فنتعرف إلى شخصية كل واحد من أبطال القصة بمجرد متابعتنا لتصرفاته داخل قمرة المصعد. فندى أبو فرحات التي تجسد دور امرأة متزوجة (يارا) تقيم علاقة مع رجل آخر، وعلى الرغم من ذلك، فإننا نلاحظ تحررها الفكري منذ لحظة دخولها المصعد الذي يقلها إلى عيادة الطبيب النفسي، عندما قالت للمراهقة التي كانت تستقل المصعد نفسه: «انتبهي ما ياكلوك الشباب» إشارة إلى حالة الاستفزاز التي تسببها لها التقاليد الاجتماعية. فالفتاة كانت ترجو والدتها السماح لها بلقاء صديقها دون جدوى. وبعدها تكر السبحة لنتعرف إلى شخصيات أخرى مثل الزوجة (عايدة صبرا) التي تعاني من مشكلات مع زوجها تنعكس سلبا على علاقتها مع ابنها، وبائع دمى واجهات محلات الألبسة (حسان مراد) الذي كان لا يجد أحدا غيرها لتصغي إليه دون مقابل، مرورا بالمريض الوهمي (زياد عنتر) المدمن على تناول الأدوية الذي تضفي شخصيته الطريفة على الفيلم كمشة ابتسامات. أما المريض النفسي الآتي من سوريا (حسام شحادات) فهو يقصد لبنان للمعالجة لأنه يعده بلد الحريات وفيه يمارس هواية البوح الساحرة كما يقول دون خوف. ونصل إلى الزوجين (يارا أبو حيدر ومنذر بعلبكي) اللذين لا يجدان ما يتحدثان به بعد مرور عدة سنوات على زواجهما فيقصدان الطبيب النفسي ليشرحا مشكلتهما علنا، خصوصا أن الزوج، كما تذكر زوجته في الفيلم، لا يحسن التحدث سوى في صالة دورة المياه (الحمام). أما (ديامان بو عبود) فجسدت دور الفتاة التي يسكنها صمت ثقيل لا تستطيع التحرر منه بسبب تأثرها بوالدتها الراحلة التي كانت صاحبة شخصية خاضعة. طيلة عرض الفيلم نشاهد الطبيب النفسي الذي يجسد دوره الكاتب والمخرج والممثل المعروف «كميل سلامة» بالصوت أكثر من الصورة. فلقد عمد المخرج إلى تصويره بكاميرا ثابتة وضعت خلفه، وهي بالكاد تظهر تفاصيل وجهه، فتركيزه بالمجمل كان على مرضاه، وعلى حواره الموضوعي والمحترف معهم. في هذه الكادرات بالذات يستمتع المشاهد بلقطات قريبة للممثلين تدور في قالب متحرك وملون، تذكرنا بمشاهد أفلام إنجليزية أو فرنسية. ففي أجواء ديكور بسيط يتميز بإنارة هادئة وجميلة ندخل إلى أعماق هذه الشخصيات التي تحاول كل منها أن تفرغ من داخلها أكبر كمية ممكنة من القلق الذي تعيشه. كل ذلك كان يشير إلى مفاجأة تنتظرنا حول الطبيب فنكتشف بالفعل قبيل انتهاء الفيلم بأنه هو أيضا كان يعاني من حالة الفراغ مع زوجته (منال خضر) وأنه كان بحاجة ماسة لمن يصغي إليه، فالجميع ينادونه «حكيم» أو «دكتور» حتى نسي اسمه.

مونولوجات مختلفة وقفشات طريفة ينقلها إلينا المخرج محمود حجيج من خارج العيادة أيضا، كالشاب الذي يعمل في خدمة التوصيل المنزلي ويغتنم فرصة وجوده أمام مرآة المصعد ليتخيل نفسه مطربا، وناطور البناية الذي على عكس النواطير عامة يسكن في الطابق الأخير بدلا من الأرضي، وهو فخور بصوته الذي لا ينفك يمرنه بأغنية لعبد الحليم حافظ (أسمر يا اسمراني) أثناء قيامه بمهمته «طالع ونازل» في مصعد المبنى الذي يعمل فيه.

مشاهد متنوعة في كادرات متشابهة كسرها المخرج بين وقت وآخر بلوحات سوريالية، كالجمل المحمل بالزينة والألوان الذي يمر وسط شارع المدينة من أمام المبنى ليترك علامة استفهام لدى المشاهد عن معنى وجوده هناك. ويقول المخرج في هذا الصدد: «أردت أن أشغل بال المشاهد بلوحة مغايرة تماما عن باقي مجريات الفيلم، فرغبت في أن أكوّن لديه ردة فعل أجهلها أنا شخصيا».

«طالع نازل» يحدث فينا انقلابا يتعدى الصعود والهبوط أحيانا، ليلامس الغوص والعوم أحيانا أخرى، فنصاب بدوخة أقل ما يقال عنها إنها بصرية وسمعية وتثقيفية معا.. فأن نطلع وننزل بأفكارنا وأحاسيسنا ونحن مسترخون على كنبة في صالة سينمائية، وأن نشاهد فيلما مصورا بآذاننا بدل عيوننا، لهو أمر يستحق المغامرة. قد لا يلاقي الفيلم رواجا كبيرا لدى رواد السينما الرومانسية أو الترفيهية، فهو أقرب إلى الأعمال الوثائقية أو تلك المتخصصة في المهرجانات السينمائية، ولكنه دون شك يشكل نقلة نوعية لصناعة السينما في لبنان، التي بدأنا نشهد لها غزارة في الإنتاج.. فالمنتجون الذين كانوا يترددون بشكل عام في تبنيها لسنوات خلت، باتوا اليوم يشجعونها ويساهمون في انتشارها، فعام 2013 وحده شهد إطلاق أكثر من 10 أفلام لمخرجين لبنانيين استطاعوا وضعها على خريطة الانتشار العربي والعالمي. ويقول محمود حجيج معلقا على الموضوع: «لا يجب أن نسأل كيف فجأة تأمنت الماديات لصناعة السينما اللبنانية؛ بل علينا أن نمضي قدما في تطويرها والعمل على رفع مستواها».

يذكر أن فيلم «طالع نازل» من إنتاج شركة «أبوط برودكشن» لصاحبها جورج شقير، وبدعم من مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق).

الشرق الأوسط في

05.02.2014

 
 

«سارقة الكتاب»..

رحلة سينمائية إلى المجازر التي تعرض لها اليهود 

المتابع لأحداث فيلم «سارقة الكتاب» للمخرج بريان برسيفال، يشعر بمدى ثقل شخصية «روزا» التي حملتها الممثلة الإنجليزية ايميلي واتسون، ففيه تلعب دور أم ذات ملامح جادة وشخصية قوية تكاد تكون متناقضة مع ما يعتمل في قلبها من حنان ورقة.

نجاح ايميلي في هذا الدور لم يكن الأول من نوعه، فقد سبق أن تألقت في الكوميديا بفيلم «بـانش درانـك لاف»، وهزت كيان جمهورها بلقطاتها الجريئة بفـيلم «التنين الأحمر»، ومارست الإثارة البوليسية في «غوسفــورد بارك»، وقدمت الرومانسية في «هيلاري وجاكي»، لتترك بصمتها في فيلم «كسر الأمواج» الفائز بسعفة كان السينمائي في منتصف التسعينيات، حيث قدمت فيه شخصية زوجة تنفذ جميع رغبات زوجها ونزواته الغريبة لمجرد ارضائه وهو على فراش المرض إثر إصابته بالشلل الدائم نتيجة حادث سيارة مروع، وقد وصفه النقاد بالدور الصعب والعنيف.

ورغم ما اتصفت به شخصية «روز» في فيلم «سارقة الكتاب» من صرامة وقوة، إلا أن ايميلي، التي يقارنها الكثير مع مواطنتها النجمة سارة مايلز، لم تخف سعادتها به، واصفة إياه بأنه «شكل متعة حقيقية لها»، وإنه «منحها الفرصة لأن تعيش ظروف الشخصية المتطرفة والصارمة، وقالت في تصريح صحافي «رغم أن هذه الشخصية كانت شريرة من وجهة نظر «ليزيل ممنجير» الممثلة الشابة صوفي نيلسي. إلا أن «سارقة الكتاب» يتضمن مجموعة لحظات مثيرة، وأهميته نابعة من كونه يسرد قصة الحرب من وجهة نظر الشعب الألماني، سواء من جهة أولئك الذين لم تحاصرهم الأيدولوجيات، أو أولئك الذين وقعوا ضحية لها، ولذلك فقد كان الوضع بالنسبة لـ «ليزيل» مختلفاً، فهي ليست متشددة فكرياً كما أقرانها في تلك الفترة، وتسعى في الوقت نفسه لأن تعيش حياتها بعفوية وسهولة، في حين أن كل ذلك يتقاطع مع طبيعة امرأة تعمل بكل طاقاتها لتأمين أسرتها، ولا وقت لديها لتكون امرأة شاعرية.

تفاصيل الفيلم المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب ماركوس سوزاك والصادرة عام 2006، تدور في فترة حكم النازية لألمانيا، وهو يركز على الروح والإرادة البشرية التي تمثلت في قراءة الكتب لتصبح متعة حقيقية لمن عاشوا تلك الفترة، دون أن يغفل نقل معاناتهم، ولتتمكن ايميلي من تجسيد دورها فيه، فقد جنحت للبحث في تلك الفترة لتضيف رصيدا جديداً إلى معرفتها الشخصية.

ووصفت ايميلي وجودها في برلين لتصوير الفيلم، بأنه منحها بعداً آخر للتعرف على تلك الفترة، وبحسب قولها، فبرلين تضم الكثير من الشواهد على فترة الحرب، معتبرة إنها لاتزال واعية جداً لتاريخها، عبر ما تضمه من معارض ومتاحف تؤرخ لتلك الفترة التي لاتزال حاضرة في الذاكرة الجمعية، وقالت: «من الطبيعي جداً أن تستمع من الناس العاديين لقصص وحكايات مختلفة حول تلك الفترة، ولا أنكر بأن ذلك منحني بعداً آخر لتقديم هذا الدور.

ورغم أن القــصة تكاد أن تكون أكبر بكثير من أن ترويها فتاة صغيرة، إلا أن ايميلي فسرت ذلك، بأن «ليزل تكره هتلر الذي حرمها من والدتها التي يُعتقد أنها كانت حـــاملة لأفــكار الشـيوعية، وهو أمر كـــان مرفوضاً لدى النظام، ولذلك أحاول دائماً تخيل شعور تلك الفتاة لو أن النظام عالج المشكلة بطريقة أخرى، بالتأكيد أن ذلك سيكون مثيراً للاهتمام في ظل فترة كان الموت سيدها.

منذ خطواتها الأولى في السينما، عملت ايميلي واتسون تحت إدارة مجموعة من المخرجين الكبار والنجوم الكبار أبرزهم ريف فاينز وآدم ساندلر وآلان بـيتس وكريستين سكوت توماس وكريستيان بيل في فيلم «ايكيليبريوم» الخيالي، وغيرهم، وبلا شك أن تجربة ايميلي المثيرة في هذا الفيلم، انسحبت أيضاً على عملها مع مخرجه بريان برسيفال، الذي قالت إن «تركيزه كان منصباً على القصة وعلى من يرويها بكل تفاصيلها.

سارقة الكتاب- دراما أميركية مستوحاة عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب ماركوس سوزاك صدرت عام 2006.

الإخراج لبراين بيرسيفال والسيناريو لمايكل باتروني والموسيقى لجون ويليامز

بطولة صوفي نيلسي وجيوفري راش وايميلي واتسون

الإصدار كان مقرراً في 2014، ولكن عُرض الفيلم سينمائيا بشكل محدود في 8 نوفمبر 2013

النهار الكويتية في

05.02.2014

 
 

بطولة كايت وينسلت وجوش برولين

«عيد العمال» قصة حب مستحيل ! 

فيلم «عيد العمال» أحد اجمل افلام الكندي جايسون ريتمان. مخرج «جونو» «على الهواء» يقدم من خلال فيلمه الجديد الذي يدور في آخر ايام صيف 1987الحار، دراما عاطفية مؤثرة واداءات بارعة يجسدها كل من الاستثنائيين جوش برولين وكايت وينسلت التي رشحت عنه لغولدن غلوب. يروي الفيلم المقتبس من رواية «عيد العمال» للكاتبة جويس ماينارد، قصة حب استثنائي يولده لقاء قدري بين سجينين، رجل وامرأة، يعيشان وراء قضبان مأساة عائلية: الرجل هو فرانك(جوش برولين) الهارب من سجن فعليّ بسبب جريمة ارتكبها عن غير قصد في شبابه، والمرأة هي أديل(كايت وينسلت) المكتئبة والسجينة داخل قضبان بيتها المتداعي بعدما قررت الانعزال عن العالم والابتعاد عن الحياة والحب اللذين خذلاها. هي تعيش مع ابنها هنري(غاتلن غريفيث) البالغ من العمر 13 عاما، والناقم على والده الذي هجرهما وأسس لنفسه عائلة جديدة. هنري الذي يعتبر أمه عائلته الوحيدة، والذي تتحرك لديه مشاعر الحب للمرة الأولى تجاه فتاة في مدرسته، ويحتاج الى رجل يعلمه البايزبول، يروي لنا على لسانه ما جرى خلال عطلة عيد العمال، قبل ايام قليلة على بدء مدرسته، وكان كفيلاً بقلب حياته وحياة امه الى الابد. يومها اضطرت اديل الى الخروج مع ابنها من سجنها الآمن الى السوق لشراء ثياب له فيلتقيان فرانك السجين الفار الذي يجبرهما على اخفائه في بيتهما بينما الشرطة تبحث عنه في الخارج. 4 ايام فقط تكون كافية لولادة جاذب قوي بين الخاطف ورهينتيه. الاسرار تكشف والحب يتفجر لدى فرانك الذي يبحث عن عائلة، وهنري الذي يحتاج الى أب، واديل العطشى الى قطرات شغف توقظها من سباتها العميق وتنفض عنها غبار الاهمال وتحررها من كل ما يقيّد رغبتها في استعادة حب الحياة. 4 ايام يعيش خلالها الحبيبان معاً، وينجحان في كشف اسرارهما الدفينة وفي شحن قلبيهما بالطاقة الكافية التي تعينهما على الانتظار 20 عاماً للالتقاء مجدداً.

كل ذلك من دون ثرثرة كثيرة وحوارات متواصلة، فالشريط يتميّز بكونه شبه «وي ـ كلو» كتوماً ولا يعبّر بالكلام، وغناه الحقيقي يتجسّد بالمشاعر المحتدمة بين اديل وفرانك والتي تنقلها الينا الصورة الجميلة، والموسيقى الحساسة وحركة الكاميرا الملتصقة بالشخصيات التي تتوقف عند التفاصيل الصغيرة مثل لمسة يد وتوتر نظرة وابتسامة عين ورعشة خصر. الفيلم الذي يجسّد قصة حب مستحيل على الطريقة القديمة.

ذكرني كثيراً بالفيلم الجميل «جسور نهر مادسون كونتي» الذي اخرجه كلينت ايستوود عام 1992 ومثله مع ميريل ستريب. نقاط الشبه كثيرة، بدءًا بالمناخ الخاص والتصوير على طريقة المدرسة القديمة وقوة الشغف التي تعبق منه وخصوصاً موهبة نجمية وصدقية أداءاتهما والكيمياء الكبيرة بينهما، التي تجعل كل شيء ممكناً. من خلال وينسلت وبرولين البارعين والمتناغمين كلياً، نصدق قصة الحب وتطورها السريع. في اية حال هذا الفيلم يشبه الحب تماماً، فنحن نشعر به ونقع في أسره من دون ان نسأل كثيراً عن المنطق.

النهار الكويتية في

05.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)