كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

(السطوح) للمخرج الجزائري مرزاق علواش ..

حكايات إنسانية

عمان  - ناجح حسن 

 

تتباين اسلوبية الفيلم الروائي الجزائري الطويل (السطوح) للمخرج مرزاق علواش، الذي تعرضه الهيئة الملكية للافلام بحضور منتجته في صالة سينما الرينبو الساعة السابعة مساء اليوم الاثنين، مع ما درج عليه المخرج من اساليب في افلامه الاخيرة.

جاء الفيلم الجديد محملا باسلوبية مبتكرة على الصعيدين الجمالي والدرامي، وفيه رصد حاكايات انسانية تسري في يوم وليلة مليئة بالقضايا والاشكاليات التي تواجه مجتمعه.

ناقش علواش بحرفية موضوعات وهموم وتطلعات لافراد في حراكهم اليومي بوسط المدينة /العاصمة، ببراعة وجرأة، حيث عاين احوال ووقائع جزائرية تؤشر على ما تشهده المنطقة العربية عموما من احداث وتحولات عصيبة في اتكاء على بيئته المحلية التي يقطن فيها مجاميع من المهمشين والبسطاء والفقراء وهي حالة قد تكون ثابتة في الكثير من العواصم والمدن العربية .

اتخذ علواش بهذا الفيلم الحائز على جائزة مهرجان ابو ظبي السينمائي، من سطوح بيوتات قديمة في حارات شعبية مكتظة بالافراد والجماعات وسيلة له لان يتحدث عما اصاب الناس من الام ومعاناة وقسوة وفساد، نتيجة لما الت اليه علاقاتهم الاجتماعية والمناخ السياسي الذي يعصف فيها مسلطا الضوء على ممارسات وسلوكيات وثقافات مغمسة باشكال من الحرمان والعنف والجريمة والاقصاء وكاشفا ايضا عن اثار ونتائج وخيمة جراء الالتصاق بعادات وتقاليد وخزعبلات اعاقت اصحابها عن الاندماج في مجتمع كان يؤمل منه بأن ينهض على نواميس من سمات الايمان الحقيقي في العدل والتسامح.

اختار علواش صاحب فيلم (عمر قتلته الراجلة) 1975 - احد ابرز كلاسيكيات السينما العربية - خمسة من سطوح البيوت في قلب الجزائر والموزعة على مناطق متعددة، يجمعها حالة البؤس والاهمال، عارضا ومصورا فيها خمس قصص تدور تفاصيل احداثها من على هذه السطوح شكلت نسيج فيلم يرتكز على خمس فترات زمنية إيقاعها اصوات اذان الصلوات الخمس الاتية من مساجد العاصمة القريبة من الحارات، والتي تدلل على الصبح والظهيرة والعصر والمغرب وحلول ساعات الليل.

في تلك الاجزاء الخمسة التي تضم الاحداث مجتمعة، قدم المخرج مرثية الى اولئك الذين صنعوا استقلال الجزائر، وباتوا في حالة من الهذيان والتساؤل، وذلك من خلال شخصية (العربي) القابع في ظلمة مكان اشبه بالسجن على سطح بيت اخيه منبوذا ومهملا، الا من طفلة صغيرة هي ابنة شقيقه يتواصل معها بلطف وطيبة قبل ان تصيبه حالة سايكوباتية في الصراخ والعويل .

ومثل هذه السوداوية والقتامة تتكرر دائما في باقي القصص وهي تسرد الوانا من حياة يومية الى جوار معانقة المشهد الابداعي سواء عبر المسرح أو الموسيقى عبر واحدة من الفرق الفنية الشابة التي اعتادت ان تقيم تدريباتها على احدى هذه السطوح، لكن ما يعاينه افراد الفرقة من احداث مجاورة تجعل منهم هدفا سهلا في الانغماس باجواء ومناخات تلك الماسي التي تؤدي الى الموت والهلاك حيث تضيع قصص الحب والزواج الموعود، وبالتالي تسد كل نوافذ الأمل على وقع اغنية من صميم الغناء الجزائري الاصيل، لا تلبث ان تنزل عليها عناوين الفيلم الختامية.

الرأي الأردنية في

03.02.2014

 
 

لحظات الحياة في صـور

محمد رضا 

تتألّـف الحياة من لحظات تتتابع وتتراكم وتشكّـل عمرا قد يطول وقد يقصر. يمكن للمرء أن يشهد لحظة معيّـنة ثم يعود إليها. هناك في نيويورك من لن ينسى لحظة قرار رجل رمى نفسه من مبنى مركز التجارة العالمي خلال العملية الإرهابية التي كبّـدت البشرية آنذاك وفيما بعد مئات ألوف الضحايا. هناك من لا ينسى لحظة تلقيه نبأ فوزه بالميدالية الذهبية أو لحظة تسجيله أول هدف لفريقه في مرمى كرة القدم أو تلك التي لا تنسى اللحظة الذي وقّـع لها فيها نجمها المفضّـل على أوتوغرافها ونظر إليها وابتسم. ملايين اللحظات لملايين الناس بل لملياراتهم إذ لا توجد حياة بلا لحظات.

لكن المختلف في لحظاتنا هي أنها تتحرك كلحظات الفيلم السينمائي. حين تضغط بأصبعك على زر المصعد فتكتشف أن المصعد لا يعمل هي لحظة (من ثوان قليلة) لكنها موصولة بلحظات سبقتها ولحظات أخرى تتبعها. لا تتجمّـد الحياة كما تفعل في الصور الفوتوغرافية. وفي هذا النطاق، نطاق تجمّـد الحياة في الصورة الفوتوغرافية، ميزة رائعة تتجاوز القدرة البشرية. ما تلتقطه الكاميرا هو لحظة من حياة مرتبطة بضغط على زر معيّـن: حركة تقنية زائد لحظة حياة تساوي لقطة تخرج مما هو حي لتتجمد خلال الزمن المقبل.

أجد في كل هذا ما يدعو للتعجب والإعجاب خصوصا عندما أقف عند صور التقطها الفرنسي شارل مارفيل (1813 - 1879) الذي عرف بأنه «مصوّر باريس» والذي يعرض له «متحف متروبوليتان للفن» في نيويورك حاليا مائة صورة كل واحدة منها باتت، عبر الزمن، تشكّـل لوحة فنية بحد ذاتها.

هو أشهر مصوّري عصره. المصوّر الذي عيّـنه نابليون الثالث «مصوّر مدينة باريس» سنة 1858 طالبا منه أن يبدأ بتصوير ضاحية غابة بولونيا التي كان العمل جاريا لترميم مبانيها المحيطة بغابتها لأجل أن تكون ملاذا للأثرياء والقادرين على حياة البذخ.

لكن مارفيل لم يكن مصوّر الجانب الرغيد من الحياة الفرنسية بل جل اهتمامه، كما تبدي صوره المعروضة، كان في التقاط شوارع باريس بأسرها بما فيها - وربما خصوصا - تلك الأحياء العادية أو الفقيرة.

في صورة من أشهر ما التقطته كاميرته نرى حيّـزا من شارع كان دوما محط الطبقة المتوسّـطة هو شارع «كونستانتين» (باريس السابعة). اللقطة بسيطة التركيب مأخوذة من دور علوي لعمق الشارع مع رجل يقف في وسط الطريق ينظر إلى ما يبدو حفرة كبيرة. عربة بحصان تتقدّم منه وهناك حفر أخرى متتابعة لعمق الصورة.

بصرف النظر عن عناصر الصورة التي التقطت سنة 1866 باستخدام ورق خاص ورقيق زجاجي، هناك تلك اللحظة الصحيحة، ضوءا وتشكيلا، التي تدخـل فيها مارفيل والتقط في رحمها تلك الصورة. ضغط على الزر. التقطت الكاميرا تلك اللحظة ثم توقّـفت.

وكمثل كل الصور الفوتوغرافية الجيّـدة وبل ربما ككل الصور على نحو مطلق، تبرز هذه الصورة قيمتها حين تضعها في مقارنة مع صورة ملتقطة للشارع نفسه اليوم لترى الفروقات الكبيرة.

بالنسبة لي، هناك لحظة رائعة لمبنى صالة «ريفولي» في بيروت ملتقطة من بعيد. الصالة بعد الحرب تم تفجيرها وهدمها فأصبحت في حكم الميّـت، لكن قيمة تلك الصورة هي في أننا نستطيع عبر التصوير أن نعيش في الأمس متى شئنا.

الشرق الأوسط في

03.02.2014

 
 

حصل على 6 إلى 8 درجات

«مزرعة يدّو».. الجن بين الحكـــاية والواقع

عُلا الشيخ ــ دبي 

بعد 10 سنوات من مهرجان دبي السينمائي، وسبع سنوات من مهرجان أبوظبي السينمائي، وست سنوات من مهرجان الخليج السينمائي، كان لابد من وجود فيلم اماراتي يعرف الجمهور بمدى استفادة السينمائي الإماراتي من كل هذه المهرجانات، والحراك السينمائي عموماً. كان الجمهور على موعد مع الفيلم الروائي الإماراتي الطويل «مزرعة يدّو»، من اخراج أحمد زين، والذي يعرض في دور السينما المحلية في العاصمة أبوظبي، بعد عرضه في الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي. ومع أن موضوع الفيلم المبني على علاقة الإنس مع الجن، يعد من أكثر الموضوعات التي شهدتها أفلام إماراتية قصيرة، الا أن أهمية هذا الفيلم تكمن حسب مشاهديه في أنه احتوى على عناصر صناعة الفيلم بشكل كامل، وكان قريباً من أذواقهم، خصوصاً معجبي أفلام الرعب. والبعض أكد أن وجوده في الفيلم ما هو الا دعم للسينما الإماراتية، مشيرين الى أن الفيلم جميل ويستحق المشاهدة، لكن على الممثلين الاماراتيين بذل مجهود أكبر في علاقتهم بالكاميرا.

بداية طبيعية

يبدأ الفيلم مع مجموعة من الشباب يقررون الذهاب الى مزرعة تخص جدة أحدهم، ومن البداية يحاول كل شخص فيهم إظهار ميوله الثقافية والاجتماعية، سواء كان لها علاقة بالدين أو الكتابة والأدب، وحب النساء، وحب الطعام، وغيرها من الصفات التي قد تكون في كل مجموعة من الأصدقاء. يلتقون في طريقهم بفتيات في محطة بترول ويتبادلون الأرقام، وهذا المشهد يكاد يكون هو القريب من الواقع، حسب هيام خالد التي قالت «أنا سعيدة بمشاهدتي لفيلم إماراتي طويل، وهذه أول مرة، والتجربة تستحق الثناء، خصوصاً أن الفيلم ضم فريقاً اماراتياً كاملاً أثبت موهبته وقدرته على التنافس مع ممثلين من جنسيات أخرى». وأضافت «أمنح الفيلم ثماني درجات، لأنه أفضل من أفلام عربية كثيرة شاهدتها في دور السينما». في المقابل، عبر محمد الحمادي عن فخره بالمستوى العالي للفيلم. وقال إن «الفيلم مذهل وفيه الكثير من المؤثرات التي تقترب من العالمية، أنا فخور جداً به، لكن الأداء التمثيلي لم يكن بمستوى الصورة والاخراج»، مانحاً اياه ست درجات.

وشاركه الرأي يعقوب الظاهري، الذي قال «الفيلم بالنسبة لأفلام اماراتية قصيرة وطويلة يعتبر الأكثر نضجاً من الناحية الفنية والاخراج، لكن أداء الممثلين، خصوصاً الممثلات يحتاج الى تدريب أكثر»، مانحاً إياه ست درجات.

الإشارة

في أثناء الطريق يحاول السائق التفنن في القيادة، خصوصاً أن الطريق صحراوي، وخلال هذا العرض يصطدم بشيء، ولا يتوقف، ويلمح أحدهم هيكلاً عظمياً، وعندما يصلون الى المزرعة يبدأون اللعب، لكن أحدهم يصر على تفحص السيارة وصورة الهيكل العظمي لم تفارقه، وتزداد مخاوفه أثناء مسح عجلات السيارة وانتشار الدم في يده.

عبد نضال أكد أن الفيلم جميل وقصته مميزة «اختيار الجن، ومناقشته وجوده، أوجدا إثارة في الفيلم».

وقال «أنا مولود في الإمارات، وفخور جدا بهذا الانتاج الإماراتي المميز»، مانحاً الفيلم ثماني درجات. وقالت وداد صاوي «الفيلم فيه الكثير من المبالغة، والتمثيل محدود حتى إنه اقرب الى الهواة أكثر منه إلى المحترفين أو من له تجربة سابقة، لكنه خطوة جريئة في دخول التنافس مع الأفلام السينمائية التي تعرض في دور السينما المحلية»، رافضة إعطاء أي نتيجة. بدورها قالت هدى علي «الفيلم فيه شيء مميز ويستحق التقدير، فقد استطاع أن يجمع كل فئات المجتمع في مجموعة واحدة»، موضحة «بينهم المتدين والمثقف والمتشكك بوجود الجن بل ويتحداه، والعاشق الولهان، ومحب الطعام، صفات بالفعل قد تجتمع بين الأصدقاء ولو اختلفوا». وقالت «الفيلم جميل، وأمنحه ثماني درجات».

الجن

مع مشهد الدم والهيكل العظمي تبدأ مغامرات الشباب مع ما وراء الطبيعة، هم ببساطة جاؤوا ليستمتعوا بأجواء المزرعة، من لعب وطبخ ورقص، ولم يدركوا أن هذه المتعة سيبددها الجن الذي سمعوا عنه من خلال القرآن وأحاديث الجدات.

الآن أصبحوا بمواجهته، ما بين الأصوات واختفاء ذبيحتهم التي أعدوها للعشاء، وانقطاع التيار الكهربائي، يصبح الوهم حقيقة، وكل واحد منهم حسب تفكيره يحاول التصدي للجن الذي ظهر في حياته.

إشادة وذم

الفيلم الذي ضم في فريقه مساعد المخرج أحمد المرزوقي، وسيناريو وحوار إبراهيم المرزوقي، ومكياج فاروق حسن، وتصوير علي مطر، وتمثيل كل من الفنانة ميرة علي، وعائشة السويدي، وأمل محمد، وأم راشد، وسعيد الشرياني، وخالد النعيمي، وياسر النيادي، وعبدالله الحميري، وعبدالله الرمسي، ومحمد مرشد، ومحمد سيد، حظي بالاشادة والنقد، خصوصاً انه يتناول موضوعاً مثيراً للجدل. وتطرق بعض الحضور، خصوصاً لموضوع الجن، فالبعض قال إن الجن لا يجوز النقاش حوله، إذا كان موجوداً أم لا، لأنه ذكر في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. وآخرون وجدوا أن الحوار الذي حدث في ما يتعلق بالجن كان من باب الخوف منه وليس التشكيك في وجوده. وهذا ما أكدته شريفة عبدالله «لم أشعر بتشكيك في وجود الجن في الفيلم، لكن حالة ما وراء العين وغير الظاهر تشكل خوفاً دائماً نحاول انكاره، وهذا ما حدث مع الأصدقاء، وكان الحوار بينهم بناءً ومتوازناً»، مانحة الفيلم سبع درجات.

في المقابل، قال ناصر المولى «لقد تجاوز فريق العمل الحدود في مناقشة وجود الجن من عدمه، فالبعض صدق والبعض لم يصدق بل تحدى القصة وأخذ جزاءه»، مؤكداً «هذا ما أزعجني في الفيلم، لكني فخور بأبناء بلادي الذين قدموا لنا فيلماً بهذا المستوى»، مانحاً اياه ست درجات.

النهاية عبرة

تستمر مغامرة الأصدقاء مع الجن، والحالة التي عاشت بداخلهم هي التي تكشف عن متانة العلاقة بينهم، ومع ان الفيلم يصنف من أفلام الرعب إلا أن الكوميديا كانت حاضرة بقوة، فالشباب الإماراتي ـ حسب متابعين ـ يتمتعون بخفة الظل، وقدرة على قلب الجد الى مزاح يبعث في النفس البهجة.

الفيلم بشكل عام يعد تجربة تستحق الاهتمام بها ودعمها من خلال بناء الثقة مع الفنان الإماراتي وتشجعيه، الذي يعيش حالة المهرجانات الثلاثة الموجودة، التي من الطبيعي أنها أثرت في تعاطيه مع آلية صناعة الفيلم.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

03.02.2014

 
 

دور السينما اليمنية في طريقها نحو الانقراض

ميدل ايست أونلاين/ لندن 

دور السينما القليلة المتبقية تحولت من عرض الافلام السينمائية إلى عرض مباريات كرة القدم العالمية والأفلام الهندية لجذب الجمهور وفشلت.

يتعافى الاقتصاد اليمني من الاضطرابات السياسية التي صاحبت الإطاحة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح من الحكم عام 2011.

استقرت العملة اليمنية وتراجع معدل التضخم واستأنف بعض رجال الأعمال أنشطة الاستثمار.

لكن البعض في اليمن يقول إن الستار يوشك أن يُسدل للمرة الأخيرة على دور العرض السينمائي في البلاد. وتغلق دور السينما في صنعاء وعدن أبوابها واحدة تلو الأخرى مع التناقص المطرد في عدد الرواد واستمرار بواعث القلق بخصوص الوضع الأمني.

ويقول خبراء إن منافسة قنوات التلفزيون الفضائية التي تعرض الأفلام بدون توقف على مدار ساعات اليوم لها تأثير سلبي جدا على نظرة الجمهور إلى السينما كوسيلة للترفيه.

وأكد شاب من سكان صنعاء، يدعى محمد حمزة، أن مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت وقنوات التلفزيون باتت لها الأفضلية عند جمهور السينما في اليمن.

وقال حمزة "دخول الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي وغيرها من التقنيات، ووجود الاقمار الصناعية أدى إلى عزوف الناس عن هذه الأماكن (دور السينما) باعتبار أن الرسالة التي كانت تنقلها السينما محددة تتطلب منك الذهاب وتكريس جهودك للوصول إليه. أصبح الآن متاح في اليد بالبيت مع الأصدقاء تستطيع أن تشاهد ما تريد."

وقال منصور أغبري رئيس المؤسسة العامة للمسرح والسينما في صنعاء إن قلة اهتمام الحكومة وقلة التمويل هما المسؤولان عن اختفاء دور العرض.

وأضاف "أصبح العمل في هذا المجال هكذا، مجرد أن تأتي مواعيد الاحتفالات الوطنية والطبل والتصفيق وتذهب ملايين إلى الهواء. هل تعرف أننا في الجنوب والشمال كدولتين والآن دولة الوحدة لا نملك مسرح؟ خشبة مسرح؟ لا يوجد مسرح واحد في بلادنا. وهذا شيء مخزي ومهين."

وذكر الناقد السينمائي والكاتب الصحفي اليمني علي سالم أن رواد السينما يعتبرون الأفلام نوعا من الترفيه لا عملا فنيا.

وقال "الثمانينيات والسبعينيات أعوام الذروة كانت نوع من الشغف أكثر منه ثقافة أو وعي. لكن كان بالإمكان أن تؤسس تلك الحقبة لثقافة سينمائية إن استمرت."

لكن المخرج التلفزيون ابراهيم الأبيض أصر على أن الأمل ما زال قائما في ازدهار الفن في اليمن.

وقال "لو كان هناك إدارة لتطورت كل المجالات كسينما أو مسرح أو أي مجال فني آخر بشكل عام. نتوقع خلال الأعوام القادمة وجود يمن جديد يحمل كل الآمال والأحلام لكل الشباب."

ويعود تاريخ دور السينما في اليمن إلى مطلع القرن الماضي، حيث تأسست أول دار للسنيما في عدن. ومن أصل 49 دار عرض سينمائي في اليمن، لا توجد في الخدمة الآن سوى بعض الدور التي تحولت من عرض الافلام السينمائية إلى عرض أفلام الاسطوانات المدمجة "دي في دي" أو إلى عرض مباريات كرة القدم العالمية.

ومنذ 2003 ظلت دار السينما الأهلية بحي شعوب بالعاصمة صنعاء صامدة بعض الوقت، وتخصصت بعرض الأفلام الهندية، وقد تأسست هذه الدار بعد أشهر من افتتاح دار سينما بلقيس عام 1962.

وعرفت المؤسسة العامة اليمنية للسينما بعد الوحدة باسم "المؤسسة العامة للسينما والمسرح".

وكان نشاط المؤسسة قد اختل وتعرض لحالة تعثر كبير في نهاية عقد السبعينات، بما في ذلك نشاط استيراد الأفلام الجديدة وتأجيرها لدور العرض، ونتيجة لتعثر نشاط المؤسسة عجزت ادارات دور العرض في المحافظات الشمالية عن مواجهة هذه المشكلة، التي زاد من خطورتها غياب علاقة ادارات هذه الدور بالفن السابع من جهة، والانتشار الكبير للأجهزة المتصلة بالأقمار الصناعية والقنوات الفضائية، وكذا مقاهي الانترنت ومحلات بيع الأقراص المدمجة، والتي استقطبت نسبة كبيرة من جمهور دور العرض السينمائي، اضافة إلى ان دور العرض أخذت بتكرار عرض مخزونها من الأفلام القديمة فتراجع روادها وضعفت ايراداتها، ما أدى إلى إغلاق معظمها، ومن ثم باتت بعض دور السينما المملوكة للدولة مثل سينما "أروى" وسينما "سبأ" في عدن عرضة للسيطرة عليها من قبل نافذين.

ميدل إيست أنلاين في

03.02.2014

 
 

سيمور هوفمان ليس آخرهم..

فنانو هوليوود يضحون بأرواحهم وصولا للنشوة الكبرى

كتب: ريهام جودة 

جثة هامدة بجرعة مخدرات زائدة.. هكذا سطرت النهاية المأساوية للممثل الأمريكي فيليب سيمور هوفمان الذي عثر عليه ميتًا وبيده حقنة مخدرات في منزله قبل يومين في مشهد مسرحي قاتم وشديد السواد.

أثبتت التحقيقات وتحليلات الطب الشرعي أن وفاته المفاجئة عن عمر 46 عامًا جاءت إثر جرعة مخدرات زائدة، رغم تلقيه العلاج العام الماضي من المخدرات، ولم تكن تلك الوفاة سوى سلسلة في مسلسل سخيف يقدمه فنانو هوليوود بإدمانهم المخدرات والكحوليات.

والمثير أن المسلسل لا تنتهي حلقاته، لأن كثيرين من هؤلاء يدورون في الدائرة نفسها حاليًا ولا يستطيعون إنجاح محاولاتهم للعلاج من الإدمان، فالممثلة لينزي لوهان لا تزال تخضع للعلاج وهي المرة السادسة بالنسبة لها، أيضًا المغني جاستن بيبر، الذي قبض عليه لقيادته السيارة مسرعًا تحت تأثير المخدرات، ويتردد أنه يقاوم الخضوع للعلاج من خلطات الماريجوانا وحبوب منع الحمل التي تناقلت صحف أمريكية أنه يتناولها.

ويبدو أن فناني هوليوود لا يتعظون رغم كل الشهرة والأضواء والمال وحب الجماهير الذي يستمتعون به، والعديد من الجوائز التي يفوزون بها، ورغم العديد من حالات الوفاة في سن صغيرة بين المشاهير منهم بسبب الجرعات الزائدة من المخدرات، والتي كان أقربها المغنية ويتني هيوستن التي توفيت قبل عامين عن 47 عاما، وعثر على جثتها في غرفتها بأحد فنادق بيفرلي هيلز وأثبتت تحليلات الطب الشرعي وفاتها بجرعة مخدرات زائدة، وقد عانت ويتني من الإدمان وعاشت فترة من حياتها تعالج في إحدى المصحات، ثم قررت فجأة العودة إلى عالم الموسيقى ونظمت جولة فنية، لكنها فشلت مما جعلها تعود من جديد إلى الإدمان، حتى تم الإعلان أخيرًا عن وفاتها، وكذلك مايكل جاكسون الذي توفي منذ 4 سنوات، عن 50 عامًا للسبب نفسه في منزله، وقبل سنوات توفي الممثل الأسترالي هيث ليدجر عن 28 عامًا، وعثر عليه جثة هامدة في منزله بجنوب مانهاتن، وسبقه الممثل براد رينفرو 25 عامًا الذي توفي بجرعة زائدة بعد سهرة قضاها مع أصدقائه في شقته.

وفي 2011 توفيت الممثلة إيمى واينهاوس عن عمر يناهز الثامنة والعشرين عامًا بعدما عثر عليها في منزلها بلندن وقد فارقت الحياة متسممة بالكحول الزائد، وكان قد ظهر لإيمي شريط فيديو وهي تتعاطى مزيجًا من المخدرات وتظهر فيه وهي تستنشق مخدر «الاكستاسي» أو «المتعة القصوى» من فوق أحد الكروت الائتمانية البلاستيكية أثناء حفل بشقتها مع بعض الأصدقاء, ثم عرض عليها صديق لها مخدر الكوكايين، لكنه حذرها من تناول الكثير منه لأنه مركز بشدة ولكنها تجاهلت التحذير وانهالت تستنشق المخدر, ولم تكتف بذلك بل أشعلت غليونًا مليئا بمخدر «الكراك» وسحبت منه عدة أنفاس حتى تحشرج صوتها تمامًا, وبعدها تناولت مجموعة من المهدئات زاعمة أنها سوف تساعدها على معادلة تأثير المخدرات وفقًا لما نشرته الصحف الأمريكية وقتها.

وكانت إيمي قد حاولت عدة مرات العلاج من الإدمان ودخلت العديد من مصحات العلاج، خاصة بعد القبض عليها أثناء قيادتها لسيارتها تحت تأثير المخدر وبحيازتها كمية من الكوكايين.

وإذا كانت هيوستن وليدجر وبراد رينفرو وواينهاوس وغيرهم قد لقوا حتفهم نتيجة الإدمان فإن نجوما آخرين يتهددهم المصير نفسه بسبب إدمانهم المخدرات، وهناك نجوم مروا بهذه التجربة ونجحوا في التعافي منها، فقد تأثرت كثيرًا النجمة ديمي مور بالانفصال عن زوجها السابق بروس ويليس، مما أدى إلى انهيارها نفسيًا وتناول جرعات من مادة تشبه الماريجوانا، أدت بها في النهاية إلى نوبة صرع نقلت على إثرها للعلاج في إحدى المصحات، وللنجمة الشهيرة أنجلينا جولي شريط فيديو انتشر قبل سنوات طويلة يؤكد إدمانها للمخدرات, والذي أظهره شخص اتصل بمجلة النميمة الأمريكية الشهيرة «ناشيونال انكوارير» وطلب منها مبلغ 74 ألف دولار مقابل بيعه للشريط الذي تظهر فيه أنجلينا وهي تتعاطى الهيروين بصحبة بعض من أصدقائها، وكانت المفاجأة أن أنجلينا اعترفت علنًا وقالت في تصريحات لمجلة بيبول وقتها «أنا تعاطيت الكوكايين والهيروين وكل شىء, ومع ذلك أنا أكره الهيروين لأنني انجذبت إليه بقوة»، كما أكدت أن الشريط خاص بها بالفعل وتم تصويره لها عندما كانت في العشرينيات من العمر.

في حين ظهرت لينزي لوهان في مهرجان صندانس مؤخرًا للمرة الأولى وبعد خروجها من إحدى المصحات العلاجية التي كانت تخضع فيها للعلاج، وكانت قد دخلتها 6 مرات من قبل، بعد ما أمر قاضي محكمة بتلقيها العلاج حيث اعتقلت عدة مرات وهي تقود سيارتها تحت تأثير المخدرات وعثر على كميات كبيرة منها في سيارتها عند تفتيشها، وقبل سنوات أوشكت على الإفلاس بسبب ذلك وعدم قدرتها على العمل.

ونفس السيناريو قد تكرر مع كل من المغنية بريتني سبيرز وصديقتها المقربة الممثلة وعارضة الأزياء باريس هيلتون، فقد فرق الإدمان والتصرفات غير اللائقة بين سبيرز وأطفالها واستطاع زوجها ضمهم إليه بحكم من المحكمة كما دخلت المصحات النفسية أكثر من مرة, حتى قررت الزواج للمرة الثالثة من صديقها جيسون تراويك وتلقت العلاج إلا أنه يتردد أنها لا تزال مدمنة للمخدرات وتهوى الحفلات الماجنة مع صديقتها باريس هيلتون، فتاة المجتمع الأمريكي، ووريثة سلسلة فنادق هيلتون العالمية، التي تعرضت لعدد من المشاكل مع القانون، ففي عام 2010 ضبطت وهي تدخن الحشيش في إحدى مباريات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، كما قضت في السجن عقوبة حبس لمدة 45 يومًا بعد القبض عليها أثناء قيادتها سيارتها تحت تأثير المخدر وبرخصة قيادة منتهية.

اللافت للنظر أن باريس رفضت استئناف الحكم وفضلت قضاء عقوبة الحبس مقررة كتابة تفاصيل حياة السجن وما يحدث بين السجينات والجوانب السلبية والطعام السيئ, وكل ما تراه فى السجن لتكتبه في مؤلف، مستغلة الاهتمام الإعلامي بها لتحويل تجربة الحبس لطريقة تجني من ورائها مبلغًا ضخمًا يضاف إلى ثروتها التي تقدر بأكثر من 360 مليون دولار.

أيضًا الممثلة إيمي روديجينز فقد حكم عليها بالحبس أكثر من مرة بعد القبض عليها وهي مخمورة وصدمت شخصًا ثم هربت, وذلك في الوقت الذي كانت ترتدي فيه سوار المراقبة فقد كانت خارجة لتوها من السجن بعد قضاء عقوبة من نفس النوع ولنفس الأسباب، إلا أنها انتهكت قوانين المراقبة التي تعد شرطًا من شروط الإفراج عنها والتي تنص على ضرورة التوقف عن الإدمان لمدة 90 يومًا, فتم الحكم عليها بالسجن لمدة 60 يومًا وأفرج عنها بعد أربع ساعات فقط بسبب الازدحام داخل السجون.

وفي نفس الفترة ولنفس الأسباب تم الحكم بحبس الممثل كيفين سوذرلاند لمدة 48 يومًا للسبب نفسه، أما المغني ايمنيم فقد كشفت والدته ديبي نيلسون في كتابها «ابنى مارشال.. ابنى ايمنيم» عن انغماسه فى حياة الخمر والمخدرات وتعرضه للكثير من المشكلات القانونية لذلك السبب, وإلزامه بالخضوع الدوري لاختبار تناول المخدرات, وكذلك دخوله لمصحة العلاج من الإدمان أكثر من مرة كما انتقدت كلمات أغنياته لترويجها للعنف والمخدرات 
ولم يكتف بيتي دوهيرتي، مغنى الروك وعضو فريق بابي شامبلز، بتناوله للمخدرات وحده بل ظهرت له صور وهو يجبر قطته على تدخين الكوكايين ويجعلها تستنشق المخدر حتى تفقد القطة المسكينة وعيها, كما حقن إحدى معجباته بالمخدر حتى أفقدها وعيها.

الغريب أنه تم سجنه عدة مرات ولكنه لم يقلع عن الإدمان حتى بين جدران السجن مما جعل حراس السجن يفتشونه ذاتيًا بشكل يومي بحثًا عن المخدرات التي يخفيها, كما اضطرت مصلحة السجون الحكومية البريطانية إلى تنظيم حملات تطهير للسجن ومصادرة الكوكايين والهيروين الذي كان بحوزته.

وبسبب تعاطى مخدر الحشيش والمهدئات المحرمة قانونًا والخمر أيضًا انضمت نيكول ريتشي إلى قائمة السجينات بعد القبض عليها أثناء قيادتها لسيارتها الرياضية بالقرب من لوس أنجلوس عكس الاتجاه وعلى طريق سريع وهي تحت تأثير المخدر، وحكم عليها بالسجن وغرامة قدرها ألفا دولار, بالإضافة إلى حضور جلسات لمساعدتها على الإقلاع عن الإدمان، كذلك انهارت شعبية المغني الشهير جورج مايكل بعد عثور الشرطة عليه في غرب لندن فاقدًا للوعي وبحوزته مخدرات، وهو ما حاول الهرب منه بإقامة جولات فنية في الولايات المتحدة وكندا لكنها باءت بالفشل.

كان الإدمان كذلك السبب الرئيسي وراء انفصـال الممثـلة هـيلارى سوانـك عن زوجها الممثل تشاد لويي, بعد أن وصل إلى حالة من الإدمان لا يمكن تحملها على حد تأكيدها.

ورغم كل هذه الفضائح والكوارث التي يتعرض لها مشاهير النجوم بسبب الإدمان إلا أن القائمة لا تنتهي بل تنضم إليها كل يوم أسماء أخرى من النجوم, وكأن هناك علاقة خفية تربط بين جنون الشهرة والإدمان, إلى جانب حب السهر والحفلات الماجنة.

المصري اليوم في

03.02.2014

 
 

«زي النهارده».. رحيل كوكب الشرق أم كلثوم 3 فبراير 1975

كتب: ماهر حسن

«أم كلثوم».. اسمها الأصلي فاطمة إبراهيم البلتاجي، أما ألقابها الفنية فهي كثيرة مثل «الست» أو «ثومة» أو «كوكب الشرق» أو «سيدة الغناء العربي»، بدأت مسيرة الغناء منذ نعومة أظافرها، ويظل يوم ميلاد ها محل خلاف إذا ما كان الرابع من مايو عام ١٩٠٤ وفق رواية عبدالحميد توفيق زكي وهو التاريخ الأرجح أو العشرين من ديسمبر عام ١٨٩٨ أو عام ١٨٩٩م، لكن ليس هناك خلاف علي موعد وفاتها، الذي كان «زي النهارده» 3 فبراير ١٩٧٥م، أما لقب «كوكب الشرق» فقد أطلقه عليها كروان الإذاعة المصرية، محمد فتحي.

أما لقب «قيثارة السماء»، فقد أطلقه عليها طاهر الطناحي في كتابه «حديقة الأدباء»، أما «ثومة» وهو اللقب الشعبي أطلقه الوسط الفني عليها وكذلك عائلتها، وكانت قصيدة صادق الرافعي «عصفورة» من أوائل ما تغنت به، وهي تنحدر لأسرة متواضعة في قرية «طماي الزهايرة» التابعة للسنبلاوين بالدقهلية الآن اسم القرية هو «قرية أم كلثوم»، ومثلما كان والدها إماماً لمسجد القرية فقد كان منشدًا دينيا في الموالد والأفراح.

كانت هي وأخوها خالد يتلقيان الإنشاد الديني عن أبيهما، ولم تكد هي تجاوز العاشرة من العمر حتي كانت تقف أمام الجمهور تغني في هيئة صبي يرتدي الجبة والقفطان والعقال، سمعها القاضي علي بك أبو حسين فقال لأبيها «لديك كنز لا تعرف قدره في حنجرة ابنتك»، وأوصاه بالاهتمام بها، واشتهرت بأداء قصيدة «وحقك أنت المني والطلب»، للإمام الشبراوي.

بدأت علاقتها بآل عبدالرازق «حسن وعلي ومصطفي»، وعلمها أمين المهدي أصول الطرب، وبدأ الرحلة معها محمد القصبجي، وبعد ذلك تعرفت على أحمد رامي ثم السنباطي لتبدأ مسيرتها الحافلة.

كانت أولى زياراتها للقاهرة في عام ١٩١٩ لإحياء إحدى ليالي «الإسراء والمعراج» في قصر عز الدين يكن، بحلوان ثم مرة أخرى عام ١٩٢١ لإحياء أحد الأفراح وتعرضت للنشل، فكرهت القاهرة وخاصمتها لعامين إلى أن التقت في ١٩٢٢ في محطة السنبلاوين بالشيخ أبوالعلا محمد الذي سمع صوتها وتحمس لها، وتبناها فنيا وأصر على سفرها للقاهرة.

وفي ١٩٢٣ انتقلت إلى القاهرة ورعاها الشيخ أبوالعلا، وفي ١٩٢٤ التقت صبري النجريدي ثم التقت أحمد رامي الذي لازمها طوال مسيرتها ثم محمد القصبجي، كانت أم كلثوم محط إجماع عربي وقد شاركت في افتتاح الإذاعة بصوتها عام ١٩٣٤ وبعد عام بدأت التعاون مع «السنباطي» إلى أن توفيت «زى النهارده» من عام ١٩٧٥.

وتظل «أم كلثوم» محطة فارقة في الغناء العربي لم يتجاوزها الغناء بعد، وكانت قبل وفاتها تجري بروفة أغنية «أوقاتي بتحلو» من تلحين سيد مكاوي لكن حالة إغماء انتابتها لتبدأ معها رحلة المرض التي انتهت بوفاتها، وقبل سفرها طلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب لها قصيدة احتفاء بنصر أكتوبر، لكنها توفيت قبل إنجاز هذه الأغنية التي كان يقول مطلعها: «ياللي شبابك في جنود الله.. والحرب في قلوبهم صيام وصلاة»، وكانت أخبار مرض أم كلثوم قد تصدرت الصحف المصرية بدءاً من ٢٢ يناير ١٩٧٥م، حتي إن الإذاعة كانت تستهل نشراتها بأخبار أم كلثوم، متابعة لحالتها، لقد حصلت أم كلثوم أثناء حياتها على الكثير من مظاهر التقدير المصرية والعربية والأجنبية.

بالصور.. 39 «لقطة نادرة» في الذكرى 39 لرحيل أم كلثوم

كتب: معتز نادي , أحمد عبد الله

في التاسعة مساء الخميس الأول من كل شهر، كانت الآذان تستلم الراديو، انتظارًا لسماع صوتها، الذي كان وجبة العشاء التي تلم شمل العرب من المحيط إلى الخليج.. مثلما كانت تفعل خطب عبد الناصر.. إنها سيدة الغناء العربي وكوكبه، وصاحبة العصمة، وست الكل، وألقاب أخرى لا تحصى ولا تعد.. إنها فاطمة إبراهيم البلتاجي.. الشهيرة بـ«أم كلثوم»..

يبقى صوتها في الذاكرة والوجدان مادام للزمن قدرة على البقاء في حالة دوران.. في ذكراها الـ39.. ننشر «لقطات نادرة» تداولها كثيرون على شبكات التواصل الاجتماعي، في عصر لم تعشه الست جسدا لكن صوتها يعيشه وربما يتجاوزه..

اللقطة الأولى.. تسقي حديقة منزلها..

وتتبعها لقطة أخرى في صحبة موسيقار الأجيال، محمد عبدالوهاب.

وثالثة مع الفنانة الشابة فيروز.

ورابعة مع طفلة ترقص أمامها أصبحت فيما بعد الفنانة شيريهان.

لقطات أخرى كثيرة جمعت أم كلثوم بسياسيين في قامة جمال عبدالناصر، وأدباء أمثال نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، وفنانين، كانت هي على قائمتهم.. إعلانات ترويجية خاصة بحفلاتها..

المصري اليوم في

03.02.2014

 
 

وائل عمر:

عالم «فيلا 69» جذبني لإنتاجه

كتب الخبرهند موسى 

في تجربته الأولى مع الأفلام الطويلة، شارك المنتج وائل عمر عبر شركته Middle West Films مع المنتج محمد حفظي في إنتاج فيلم {فيلا 69}، بعدما أخرج أفلاماً وثائقية وأنتجها ونال جوائز عدة، وهو ما وجده في {فيلا 69} أيضاً، إذ احتفت به مهرجانات عربية ونال جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم عربي في {مهرجان أبو ظبي السينمائي}.

عن هذه التجربة وتعريفه للسينما الجديدة وموقفه من المستقلة، كان اللقاء التالي معه.

·        لماذا ابتعدت عن الأفلام الوثائقية واتجهت إلى الروائية؟

لم أبتعد ولكن السينما التسجيلية والوثائقية التي تهتم شركتيMiddle West Films بتقديمها ستستغرق وقتاً طويلاً ليعتادها الجمهور، رغم كونها أهم أنواع السينما، لذا اخترت عملاً طويلاً إلى أن تتغير الأوضاع.

·        ما الذي جذبك إلى إنتاج {فيلا 69}؟

وجدت فيه ما يدفعني إلى خوض أولى تجاربي الروائية الطويلة من خلاله؛ أهمها أنه يتيح إمكانية عرض منتج بديل عن المنتجات المطروحة في سوق السينما، ويتم تناوله في دور العرض والفضائيات، كذلك أعتبره ضمن السينما الإنسانية لأنه غير مبني على أحداث، بل على حالة وشخصية واحدة في مكان معين هو الفيلا، لذا جغرافيا عالم الفيلم المحدودة إحدى أكثر النقاط التي جذبتني إليه.

·        كيف تقيّم التعاون الأول بينك وبين المخرجة آيتن أمين؟

قابلت آيتن في ملتقى {مهرجان القاهرة السينمائي الدولي} عام 2010، وكان كل واحد في فريق عمل مختلف، ونتنافس على إحدى جوائزه، وبعد انتهاء المهرجان بفترة حدثتني وأخبرتني أنها انتهت من كتابة قصة فيلم مع المؤلفين محمد الحاج ومحمود عزت، وتبحث عن منتج له، ثم عرضت عليّ فكرته والسيناريو الخاص به، فلمست اختلافه عن غيره من أعمال كنت أفكر في إنتاجها.

·        ما الذي حمسك للتعاون معها كمخرجة؟

إعجابي بمجهودها في الأعمال التي شاركت في إخراجها، وبرؤيتها كمخرجة، فتحمست لها وللتجربة التي جمعتني مع فريق العمل والنجمين خالد أبو النجا ولبلبة، ووجوه جديدة أعتبر نفسي منها، وقد شكل {فيلا 69} فرصة لندعم بعضنا البعض.

·        لماذا قبلت مشاركة محمد حفظي في إنتاج الفيلم؟

لأننا نملك الأسلوب نفسه وطريقة التفكير نفسها؛ شخصياً أفضل أن أكون أحد صانعي الميديا، وهي ثقافة جديدة يعمل بها منتجون كثر من بينهم حفظي الذي يتبعها في مشاريعه الإنتاجية سواء في السينما والتلفزيون، وفي الموسيقى البديلة التي ينتجها راهناً، بالإضافة إلى أن كلا منا يهتم بتحسين حال الفن في مصر والشرق الأوسط، ويريد النهوض به، لذا نطرح بدائل في أفلامنا التي لا نعتبرها سينما مستقلة بقدر ما هي جديدة.

·        وما وجه الاختلاف بين السينما المستقلة والجديدة؟

المستقلة هي السينما التي لا يوجهها أشخاص أو جهات إنتاج بعينها، أما الجديدة فلا تخرج عن منظومة الإنتاج والتوزيع والعرض لأنها في النهاية مجموعة مع بعضها البعض. إنما لا أنكر أن المستقلة حافظت على السينما المصرية ولكنها لم تستطع النهوض بها.

·        كيف تقيّم احتفاء مهرجان أبو ظبي بالفيلم؟

منذ خوض الإمارات العربية المتحدة، عموماً، المشهد السينمائي العربي، ومنحها جوائز مادية وعينية لمقدمي الأفلام المستقلة، ابتكرت مساحة لم تكن موجودة للفيلم المستقل أو التجريبي أو الأفلام التي لم تجد الترويج الذي يوفر لها جماهيرية؛ فهي تمنح المشروع أسساً ليثبت حضوره، ويحقق أهدافه، في ما يتعلق بـ {فيلا 69} فقد منحه مهرجان أبو ظبي الشهرة، إذ عرض إعلاناته على الفضائيات.

·        وما فائدة هذه المهرجانات لصنّاع السينما؟

تحقق فرصاً للتواصل بينهم وتبادل الخبرات والمقارنة بينها والمنافسة، وبالتالي تشكل مناخاً سينمائياً صحياً ملائماً، وهذا التواصل تقوم عليه صناعة السينما في بلدان عدة منها هوليوود.

·        حقق {فيلا 69} نجاحاً على المستوى النقدي... برأيك ماذا ينقصه وغيره من هذه النوعية لتحقيق جماهيرية؟

يتعلق الأمر بمدى الاستمرارية في تقديم هذه النوعية، والدفع بمزيد منها حتى لو عرضها سيتم على شاشة واحدة، وبالتأكيد الاختلاف الموجود فيها سيجذب الجمهور لمتابعتها والاطلاع على القصص الجديدة التي تتناولها، والدليل على ذلك امتلاء دور العرض الثقافية في مصر بهذه الأفلام، وارتفاع نسبة الإقبال عليها، من بينها المركز الثقافي الفرنسي وساقية الصاوي.

·        إلامَ تعزو ذلك؟

إلى بناء هذه المواقع جسر تواصل جماهيري مع المتفرج الذي أصبح يعرف هذه الأفلام ويهتم بمشاهدتها، وأعتقد أنه في المستقبل سيصبح لكل سينما جمهورها.

·        ومن هو جمهور السينما الجديدة؟

جيل الثورة والثورجية، كذلك الجيل المتعطش لمشاهدة نوعية مختلفة من السينما، لا سيما إذا كان متابعاً للأعمال التي يتم تقديمها في الخارج، ويحلم بأن يشاهد مثيلا لها في مصر، وبالتالي سيُقبل عليها لمجرد كونها مختلفة في البداية على أن يتحسن اختياره لأفلامه تدريجاً ويشاهدها في ما بعد عن اقتناع، وبالطبع سيحدث ذلك، لكنها مسألة وقت.

·        هل تستطيع السينما الجديدة منافسة التجارية؟

يتوقف الأمر على كيفية توصيل المنتج للمشاهد؛ إذ اعتدنا في مصر على أن تكون الدعاية في أكثر الصحف شهرة، مع حملة إعلانية على قنوات منوعات ذات جماهيرية، أو بمعنى آخر الشبكات الواسعة، خلافاً لما يحدث في الخارج؛ فالأسلوب الدعائي المتبع مفاده أن يتم تحديد مشاهد كل عمل، والتوجه إليه بالإعلانات في الوسائل التي يشاهدها، وهذه النقطة التي تنقص السينما الجديدة لتتمكن من المنافسة، ونحاول مع شركائنا في التوزيع، كذلك المنتجين وأصحاب دور العرض ليساعدونا على تحقيقها.

·        وهل تنوي الاستمرار في تقديم هذه الأفلام؟

بالطبع، أتمنى أن تغلب السينما الجديدة التجارية وتصبح هي السائدة، عندها ستختفي مصطلحات {الجديدة} و{القديمة} و{التجارية} و{المستقلة}.

·        لماذا لا تفكر في إنتاج أفلام مستقلة؟

أكثر ما ينفرني في هذه السينما أنها تقدم أفلام مهرجانات، ولا تحقق نجاحاً جماهيرياً في السوق، وبالتالي كمنتج لن أغامر بأموالي ومجهودي فيها. في المقابل، سأدفع بقدراتي في أعمال لها سوق، ومشاهد مهتم بمتابعة جديدها.

·        وما جديدك؟

ثمة مشاريع سينمائية كثيرة؛ منها فيلم تسجيلي عن مسرحية {مدرسة المشاغبين} سيعرض في 2015، وآخر لن أصرح به حتى توقيع العقود مع صنّاعه، يؤدي بطولته نجوم ووجوه الشابة وفنانون لم نشاهدهم منذ سنوات بعيدة، وسيكون ضمن نوعية السينما الجديدة بين التسجيلية والروائية أيضاً.

الجريدة الكويتية في

03.02.2014

 
 

المشاهد المحذوفة لترويج الأفلام عبر الإنترنت 

كتب الخبرهيثم عسران 

لم تعد الدعاية للأفلام السينمائية تقتصر على الإعلانات التلفزيونية واللافتات الدعائية أو حتى أغاني الأفلام.

في محاولة منهم لتحقيق أوسع انتشار لأفلامهم والخروج على المألوف المتبع منذ سنوات، بدأ بعض السينمائيين طرح مشاهد محذوفة من أعمالهم عبر الإنترنت.

إلى جانب الترويج للأفلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الأعمال الرسمية وحضور الأبطال للعروض مع الجمهور لتشجيعهم على دخول الصالات، بدأ بعض السينمائيين باللجوء إلى طرح مشاهد محذوفة من أعمالهم السينمائية عبر الإنترنت، لا سيما اليوتيوب، كعامل جذب إضافي للجمهور.

أحمد حلمي أول من أدخل هذه الدعاية في السينما المصرية في فيلمه «عسل إسود»، إذ طرح عبر صفحة الفيلم على الإنترنت مشاهد حُذفت بعد الانتهاء من تصويره لطول مدة المشاهد المصورة التي تجاوزت 140 دقيقة، وذلك بالتوازي مع الحملة الدعائية التي حققت نسب مشاهدة كبيرة.

بدوره طرح مخرج «سبوبة» بيتر ميمي مشاهد محذوفة من الفيلم بسبب مشاكل فنية، ضمن الدعاية الخاصة به على «يوتيوب» مع أغنية الفيلم، وذلك بالتزامن مع الدعاية الخاصة به.

نسبة متابعة عالية

طرح بطل فيلم «أسرار عائلية» محمد مهران جزءاً  من الحوار بينه وبين صديقه  الذي حذفته الرقابة، ليؤكد أن فيلمه لا يتضمن ما يجبر الرقابة على حذفه، علماً بأن جزءاً من الحوار حذفته لجنة التظلمات في الرقابة قبل السماح بعرض الفيلم تحت لافتة للكبار فقط.

كذلك طرح المخرج عمرو سلامه مشهداً ساخراً محذوفاً من فيلمه الجديد «لا مؤاخذه» بالتزامن مع حملة الفيلم الدعائية،  يتمحور حول ظهور الشخصية الكرتونية «أبلة فاهيتا» بعد الجدل الذي أثارته الشخصية أخيراً، وقد تجاوز متابعو المشهد 200 ألف شخص في أيام قليلة.

وكسر المشهد المحذوف الصورة الجادة المأخوذة عن الفيلم منذ عرضه على هيئة الرقابة على المصنفات الفنية ورفضها له لفترة طويلة، وأظهر الجانب الكوميدي في الفيلم ما أعطى انطباعاً مختلفاً عنه.

يقول عمرو سلامة إن فكرة طرحه للمشهد جاءت بعدما حذف بعض الأحداث عقب الانتهاء من مشاهدة الفيلم بالكامل، مشيراً إلى أنه بعد الانتهاء من كل عمل سينمائي يعرضه على خبراء في السينما لمعرفة رأيهم فيه.

يضيف أن هؤلاء وجدوا أن مشهد ظهور أبلة فاهيتا لم يكن مناسباً، فجاءت التعليقات عليه باعتباره لا يتماشى مع طبيعة الفيلم، لذا حذفه بعد اقتناعه بوجهة نظرهم، وقرر طرحه على «يوتيوب» قبل عرض الفيلم ضمن الدعاية الخاصة به بعد الضجة التي أثارها.

ظاهرة جديدة

يصف الناقد السينمائي محمود قاسم هذه النوعية من الدعاية بظاهرة جديدة يسعى صانعو السينما من خلالها إلى الترويج لأعمالهم بأشكال مبتكرة، من دون أن يتكلفوا أموالاً، بهدف كسب شريحة واسعة من الجمهور الذي يرتاد  السينما، لافتاً إلى أن هذا الأمر طبيعي في ظل تزايد مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي.

يضيف أن شركات الإنتاج ترشد النفقات راهناً، فلا تعتمد على الدعاية الضخمة، كما في السابق، بسبب الظروف السياسية والإيرادات الضعيفة للأفلام، لذا تبحث عن وسائل بديلة تضمن لها الوصول إلى الجمهور وحثه على مشاهدة الفيلم في دور العرض.

يؤكد أن غالبية المخرجين تكون لديهم مشاهد محذوفة في أعمالهم لأسباب فنية أو أمور لها علاقة بالوقت أو خروجها بشكل غير مناسب ضمن الأحداث، وأن  طرح هذه المشاهد لن يضر بهم لأنها صورت بالفعل ولن تكلفهم مبالغ بل قد تزيد من إيرادات الفيلم.

في النهاية يمكن القول إن الدعاية للأفلام السينمائية لم تعد تقتصر على الإعلانات التلفزيونية واللافتات الدعائية وحضور الأبطال العروض مع الجمهور لتشجيعه، أو حتى أغاني الأفلام التي تعرض عبر القنوات السينمائية المختلفة خلال طرحها في دور العرض...  باعتبار أن هذه الوسائل التقليدية لا تضمن تحقيق أفضل الإيرادات، لذا سخَّر صانعو الأفلام مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الرسمية للأفلام لبث أنواع جديدة من الدعاية علها تحقق النتائج المرجوة منها لناحية الإيرادات.

الجريدة الكويتية في

03.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)