كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"نتابع المسيرة" لمارون بغدادي..

عين تلتهم الحكايات والتفاصيل

نديم جرجورة 

 

يطرح الفيلم الوثائقي "نتابع المسيرة" (1980) للّبناني الراحل مارون بغدادي (1950 ـ 1993) أسئلة عديدة، بعضها متعلّق بالجانب السينمائي الذي كان المخرج يصنعه فيلماً تلو آخر، وبعضها مرتبطٌ بالتنويعات ـ المتناقضة في ما بينها أحياناً ـ التي اشتغلها صاحب "بيروت يا بيروت" (1975) و"حروب صغيرة" (1982) و"خارج الحياة" (1991). تنويعات جعلته يتجوّل في أنحاء البلد قبل اندلاع حربه الأهلية وفي أعوامها كلّها عبر أفلام عديدة أخرجها وهو مقيم في فرنسا، ودفعته إلى تحقيق رحلات بصرية في أركان الاجتماع اللبناني المنقسم على نفسه قبل بداية الحرب، وأثناءها طبعاً. "نتابع المسيرة" يُذكّر بأن بغدادي السينمائي حاضرٌ في ارتباكاته الفنية، وبأن بغدادي المواطن باحثٌ دوماً عن أجوبة معلّقة على أسئلة مفتوحة على كل شيء، أو عن تلك الأسئلة وفيها أيضاً.

بعد 5 أعوام على اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، اتّخذ مارون بغدادي من عنوان خطاب لرئيس الجمهورية الراحل الياس سركيس (نتابع المسيرة) مفتاحاً سينمائياً لولوج عوالم البلد في أحد منعطفاته الجديدة. لكن، هل كان بغدادي مقتنعاً تماماً بأن هناك متنفّساً حقيقياً لإنهاء الحرب وإطلاق ورشة إعمار جدّي؟ الفيلم الوثائقي هذا تجوال سينمائي جميل في بشاعة الحرب وقسوتها، كما في افتقاد السلم ونقصانه. لن يكون مُحمّلاً بأجوبة، لأن براعة السينمائيّ مدركة أن اللغة هنا غير مُطالبة بوضع حلول، أو برسم نهايات. الفيلم الوثائقي هذا أشبه بعين لن تشبع من التهام الأشياء والحكايات والتفاصيل، ولن تبلغ خواتيم المسارات. أشبه بتلصّص يريد اختراق المحجوب أو المبطّن في أعماق المشهد وسطوع مفرداته ومتاهاته، كي يفهم اللحظة ويلتقط المعنى، مع أن اليقين خدعة، والوهم حقيقة.

خطاب الرئيس سركيس ومَشَاهد مبتكرة عن موت ورصاص وأبنية مدمّرة وشوارع مغلقة أو مفتوحة على مدى البحر وأفق غياب البلد، شكّلت كلّها بداية سينمائية للوثائقي هذا، موسومة بتناقضات اللحظة والمعنى. خطاب الرغبة في الخلاص يواجه الانغماس المدوّي في متاهات البلد وناسه. لكن ملامح الاسترخاء تشي بأن اللحظة معقودة على انفراج كان يُمكن حدوثه، بينما بدت الكاميرا كأنها تبوح بأن ما وراء هذه اللحظة أقوى من أن يصنع خلاصاً منشوداً. الروائي في الفيلم امتدادٌ لدويّ الخراب، والوثائقي انعكاسٌ لحالة ضائعة بين إمكانية استعادة سلم أهلي ما، وانفضاض الواقع عن مضمون كلام يُخالف هذا الواقع واسترساله في شيوع المتاهات أيضاً. الروائي تأكيد على فعل سينمائي انعكس على الوثائقيّ، جاعلاً الفيلم مرايا فاقعة بمرارة الذاكرة، وعاكسة أجواء بلد مسرف بخيبات أهله، فإذا بأغنية "يا زمان الطائفية" لزياد الرحباني وجوزف صقر مثلاً تنساب في مسام الفيلم، معلنة قوّة التمزّق وقسوة الانهيارات، كأنها تواجه ما تقوله شخصيات عديدة عن البلد وحالاته. كأنها تقول البلد، بكلّ بساطة.
 

السفير اللبنانية في

03.02.2014

 
 

رحيل زيزي البدراوي..

الحرفة أهمّ من المكانة

نديم جرجورة 

سواء قدّمت أدواراً ثانوية، أو ظلّت على هامش "النجوم"، حملت الممثلة المصرية زيزي البدراوي في اشتغالاتها شيئاً كثيراً من حِرَفية المهنة. كأنها، بهذا، تؤكّد أن تقنية التمثيل واحترافه والعمل على بلورة آفاقه تبقى كلّها أهمّ من "مرتبة" الأدوار. كأنها، بهذا، تُثبّت مقولة مفادها أن المهنيّة، المتكاملة والرغبة في تطوير أدوات العمل، أساسية في التمثيل، من دون التوقّف عند "مكان" الممثل: دور أول أو ثان.

عند بلوغها عامَها الثالث عشر، مثّلت دوراً صغيراً (يكاد لا يُذكر) في "بور سعيد" (1957) لعز الدين ذو الفقار. فهل كان دورها الصغير هذا بطاقة تعريف خفر بموهبة محتاجة، طبعاً، إلى صقل؟ هل اختيار عز الدين ذو الفقار لها صدفة عابرة، أو دعوة خفية إلى ولوج عالم الصورة المتحرّكة؟ أياً يكن، شكّل العام 1957 لحظة تحوّل في حياة الفنانة الراحلة قبل يومين إثر معاناة مع مرض سرطانيّ ألمّ بها في الفترة السابقة، بالإضافة إلى إصابتها بمرض القلب. شكّل منعطفاً منحها إمكانية المشاركة في أفلام وسمت تاريخ السينما المصرية بمفردات أصالة مهنية لافتة للانتباه، شكلاً ومضموناً. شكّل تأسيساً حيوياً لمسار أخذها إلى التلفزيون والمسرح أيضاً، من دون أن يُنسيها الشاشة الكبيرة، بما هي عليه من أفق مفتوح على اختبار قدرة الاحتمال: احتمال جعل الصورة حكاية بصرية تروي، بحركات الممثلين ونبراتهم وحضورهم، أحوال بيئة ومجتمع وناس. حسن الإمام، الذي أطلق على فدوى جميل عبدالله البيطار (مواليد القاهرة، 9 حزيران 1944) اسمها الفني هذا، تعاون معها في "حب حتى العبادة" (1960) و"شفيقة القبطية" (1963) و"امرأة على الهامش" (1963). لكن زيزي البدراوي لم تكن مجرّد امرأة على هامش السينما، ولا مجرّد ممثلة عابرة. تأديتها دور سعاد أسعد فهمي في "شفيقة القبطية" مثلاً متوافقةٌ ومهارة أداء شخصية ابنة رئيس الوزراء، التي تلتحق بالدير كي تنجو من سأم الحياة والدنيا. تأديتها في "امرأة على الهامش" متّن من براعة وقوفها إلى جانب هند رستم، التي التقتها في الفيلم السابق أيضاً. لكن تلك البراعة المتأصّلة فيها لم تشفع لها لدى الجمهور العريض الذي سبق أن شاهدها في شخصية ناهد، المرأة التي "ترفض" حب عبد الحليم حافظ (محمد) لها في القصّة الثالثة في "البنات والصيف" (1960)، التي أخرجها فطين عبد الوهاب، إذ مَن هي تلك "الممثلة" التي لا تقبل بحبّ عبد الحليم حافظ لها؟ امّحاء الحدّ الفاصل بين الدور/ الشخصية والممثلة أساء إليها، إذ فضّل الجمهور "إقصاءها"، انتقاماً منها على هذا الرفض، خصوصاً لأن الرفض نابعٌ من هيامها بحياة بدا واضحاً، بالنسبة إليها، أن هذا الشاب الجار (محمد) لا يُتقن عيشها. "إقصاء" لم يُلغِ ما هو مؤكّد: الممثلة ماهرة في أداء أدوار متنوّعة.

بين "بور سعيد" و"على جنب يا اسطى" (2008) لسعيد حامد مسافة زمنية خاضت زيزي البدراوي فيها أنماطاً شتّى من التحدّيات والمواقف. في بداياتها، انشغل النقد والصحافة بمقارنتها بسعاد حسني ونادية لطفي. لكن شيئاً ما جعلها تبقى في خلفية المشهد، مع أنها قالت مراراً إنها لم تشعر يوماً "بانحسار الأضواء عنها"، لأنها حافظت على قناعة عميقة بكونها ممثلة محترفة. الآن، بعد شيوع نبأ رحيلها، استعاد كثيرون ارتباطها بـ"زمن جميل" مرّت السينما المصرية فيه سابقاً، وبـ"السينما الرومانسية" التي صُنعت في زمن الانقلابات العديدة التي شهدها المجتمع والسياسة وصناعة السينما أيضاً، في ستينيات القرن الفائت تحديداً. انشغلت بحياتها الزوجية، فغابت عن الشاشة والمسرح. وعندما انتهت من اختبار الزواج مرّتين (المخرج عادل صادق في العام 1966، والمحامي توفيق عبد الجليل بين العامين 1972 و1988)، عادت إلى المكان الأصليّ، مكثّفة حضورها في مسلسلات تلفزيونية، ومنتبهة إلى تفعيل آلية عملها الفني كامرأة وأم وزوجة، متحرّرة من سطوة الشابّة الرومانسية.

السفير اللبنانية في

03.02.2014

 
 

39 عاماً على رحيل أم كلثوم.. إمرأةٌ بهذه القوّة

سحر مندور 

اشتهرت بصوتها أولاً، ثم بذكائها. لها حضورٌ على المسرح خاص جداً اقترن بها، ولها مدمنون ولدوا على مرّ عقود الرحيل الأربعة تقريباً، وكأن الرحيل لا يعني شيئاً. يوم صنعوا مسلسلاً عن قصة حياتها (1999)، كانت أم كلثوم مقصد العيون كلها، وخلت شوارع مصر المحروسة من ناسها ليشاهدوا قصةً كانوا يُفرغون الشوارع ذاتها لسماعها، يوم كانت تغنّيها هي، في الخميس الأول من كل شهر. وهي الشوارع ذاتها التي فاضت بالناس لتصنع واحدة من أضخم جنائز مصر، في مثل هذا اليوم، في العام 1975، يوم ماتت أم كلثوم.

الرداء الأضعف

"كانت قريةً متواضعة. أعلى مبانيها لم يتخطّ الثلاثة طوابق. أكبر استعراض للثروة فيها هو عربة العمدة التي يجرّها حصان واحد! وكان هناك طريقٌ واحد في القرية، يتسع كفاية لعبور.. عربة العمدة. غنيّت في القرى المحيطة بنا، وجميعها كانت صغيرة. كنت أظن أن مدينة السنبلاوين هي أكبر مدينة في العالم، وكنت أنصت إلى الأخبار التي ترد منها وعنها تماماً كما ينصتون اليوم لأخبار نيويورك، لندن، أو باريس". القرية هي طماي الزهايرة، والأقوال نقلتها عن أم كلثوم فيرجينيا لويز دانييلسن (جامعة إيلانوي) التي أرّخت لحياتها، مؤكدة أن تاريخ ولادة سيدة الغناء العربي حلّ في 4 أيار / مايو 1904.

لقد ولدت كما يولد الفقراء، بلا لقبٍ يميّزها، ولا ملْكٍ يؤمّنها. كأنها ولدت بالرداء الأضعف، والصوت الأقوى. ولكنها ولدت ضمن الأكثرية أيضاً. كانت ضمن شبكة اجتماعية واسعة، لها ترابطٌ ولها عمقٌ. وهكذا، بدأت تتشبث بطرف الخيط، خطوةً خطوة، ولم يبدُ من مسيرتها إنها أسرفت في انتظار الزمن. إبنة مؤذن مسجد طماي، ابراهيم البلتاجي، هي حافظةٌ للقرآن أسر والدها صوتها وإصرارها، فقرّر وهي في الثانية عشرة من عمرها أن يضعها في رداء صبيّ لـ"تتحرّر" من ظرفٍ يعيقها، فتقف متنكرةً وتنشد الدين علانيةً في حلقات القرى. وهي إذ خرجت من زيّ الصبي، تراها امتلكت المعنى من التجربة، وعرفت أن موقعها كفتاة، كإمرأة، هو نقطة ضعفٍ اجتماعية، عليها أن تجد لها حلّاً. ووجدته: لديها الصوت، امتلكت الثقافة، وأحاطت نفسها بالرجال المثقفين المبدعين الجميلين الذين يخضعون في آن لسطوة صوتها وشخصيتها، تزيدهما ثقافة كل حين فلا يقووا عليها. لم يكن لمطربةٍ عربية محيطٌ من الرجال "الأقوياء" بقدر ما دار في فلك أم كلثوم منهم. رجلٌ بقيمة زكريا أحمد، وكان في مرحلةٍ أستاذها، "تمرّد" مرةً عليها، فأدخلته قاعة المحكمة، قاضته. رجلٌ كمحمد عبد الوهاب ممتلئ بنفسه ما خضع لها، فنافسته. وضعت اسمها في مواجهة اسمه في كل انتخابات موسيقية. وهكذا، ما عادت تخشى زيّاً يُسقط عليها ليسمح لها بالظهور هنا، أو هناك. هي باسمها وبفساتينها، هنا وهناك.

وأم كلثوم حفظت القرآن. جوّدته، وغنّت الأناشيد. وتلك شبكةٌ ثقافية واجتماعية صلبة استندت إليها أولاً، أتقنت الاستفادة منها أيضاً. فعبر تلك الحلقات الإنشادية، التقت بالشيخ أبو العلا الذي قاد صوتها نحو الموسيقى والشعر، نحو ثقافةٍ تعينه على امتلاك النفوس. ولم تحتج أكثر من ثلاث سنوات لتنتقل بعدها من طماي إلى القاهرة، عاصمة عالمنا آنذاك، بقصور باشاواتها وحيواتهم العالمية. وكان العام 1923، أي أنها كانت في التاسعة عشرة من عمرها. كانت تتقدم بسرعة، وبثقة. وقوامها يظهر صلابة واستقراراً يعرفهما المرء في قوام الفلاحين عادةً. متينة أم كلثوم، في نواحيها كافة. وعندما يُجرح صوتها بعد تدفّقٍ خارق، تضع البحّة في كل قلبٍ، ما يُسمّى طرباً، إذ تقوى على امتلاك روح السامع لثقةٍ يمنحها إياها وتبرهن هي جدواها.

السيدة الأولى

وقفت أم كلثوم أمام الملك وغنّت له، كما اقتضت الحال حينها. ولكن، عندما وجدت نفسها أمام ثورة تحكي عن الفقير صاحب الحق، وعن الوطن الحرّ من الاستعمار واسم العائلة، لم تتردد بأن تجعل من نفسها السيدة الأولى لهذا العهد، وكانتها.. حتى صارت هي النشيد الوطني يوم احتدّ النشيد عسكرياً، وقال: "والله زمان يا سلاحي". ولربما يجد المرء تجسيداً لمعادلة "الشعب والجيش" المصرية يوم وقف الضابط ابن الفلّاح جمال عبد الناصر من بين الضبّاط وقال "أنا الوطن"، فوجد المطربة أم كلثوم تقف قبالته، تمنحه السلطة بعلو الحسّ وبكامل الطرب، صادحةً بعاطفةٍ معتزّةٍ بذاتها: "أنا الشعب". ولم تأت صيحتها هذه من عدمٍ، ولا اتجهت نحو العدم. فأم كلثوم التي التقطت يداً مدّها لها عبد الناصر، رأت فيه قريناً، هو رجل هذه القصة وهي سيّدتها، في أقصى ما أتاحه توزيع ذاك الزمن من مساواة يبقى جوهرها رمزيّاً طبعاً، لا فعلياً. ونحن ما زلنا في جوار الزمن ذاته.

حكي الكثير عن كونها سيدة أولى في عهد عبد الناصر، لما امتلكته من حظوة وسطوة، ولما أبدته من مبادرة والتزام. ولم تخلُ العلاقة بينهما من رومانسية غير عاطفية، أوضحتها هي بغنائها اسمه مراراً، وأوضحها هو أولاً يوم استحضر ذكريات حصاره في الفلّوجة في فلسطين العام 1948 وقال إنها رافقت حصاره وسدّدت بصوتها صمود الضبّاط. وبعدما صار الريّس الأشهر، بقي واحداً من جمهورها، وبالتالي واحداً من ناس ذاك البلد، رئيساً عسكرياً يعبّر عن ميلٍ خاص لـ"دارت الأيام"، فتغنيها هي له حيّاً، وتبكيها غناءً في تسجيلٍ نادر يوم خرجت للمرة الأولى بعد رحيله، وغنّت: "دارت الأيام".

وإذا عرف الناس لها زيجات وإشاعات، فلم ينتج عنها أي تغيير في الطباع. بقيت مجرّدة من سياق الثنائيّ المكتمل، الثنائي الناضج في صيغة سائدة مجتمعياً. وإذا اشتهر الغرام من طرفٍ واحد الذي ربط بعض العظماء بها، فلم يجعلها ذلك تتردّد في غناء الهجر وصعوبة الحب الذي أنزلتهما بهم، بصوتها وهم كتبة الكلام، اللحن. مهما تتبّع المرء أخبارها وتعمّق، عندما يسمع اسم أم كلثوم، يراها بحدود جسمها، لباسها، نظارتها، منديلها، "بروش" القمر على صدرها، كأنها معلّقة. وفي مقابل ذلك تماماً، هي فيضانٌ جارفٌ آسرٌ من الرومنسية ما أن تطأ قدماها المسرح، تمنح أدقّ تفاصيل الحبّ كامل صوتها، وتملأنا ونفيض. تطلق الصوت، تبرهن الإتقان في حرفة الغناء، تبرهن الحريّة في حديث الذات، وتبقي عيناً دقيقة على جمهورها، يلحق بها وهي تمدّه بأسباب الجنون السماعي، تتحكّم به بدلال المتمكّنين. فأم كلثوم غنت الحب حرّاً. أغنيتها تأتي دائماً من منطقة داخلية في الإنسان، وليس من سطحه. تتبناها، تتملّكها، وتجتاح المنصت إليها في منطقته الداخلية. تصبح جزءاً من مناجاته الذاتية، حواره الداخلي. هناك، في هذه المنطقة العميقة، يتربع عرش أم كلثوم.

لقد سقطت قوة حضورها من المقارنات، ويبدو أنها ساحبةً في العيش بكامل سطوتها إلى ما بعدنا، مثلما فعلت مع أجيالٍ كثيرة واكبتها ورحلت. تعيش أطول من عمر سامعيها، وتنقل بصوتها وأغانيها وتفاعلهم معها بطاقات منهم وعنهم، طوابع بريدية. أم كلثوم هي موضعٌ صلبٌ من الثقافة العربية.

كم لطيفٌ أن ينظر المرء إلى إمرأةٍ بهذه القوّة، ويبدي برفقتها ولها كل هذه الأحاسيس الرقيقة.

السفير اللبنانية في

03.02.2014

 
 

رشيد مشهراوي:

«فلسطين ستيريو» تايب!

حسام غوشة/ القدس المحتلة 

يعود المخرج المعروف بعمل جديد ذي كلفة إنتاجية كبيرة وتقنيات تصويرية عالية. إلا أنّ «فلسطين ستيريو» بدا نسخة مكررة عن فيلمه السابق «عيد ميلاد ليلى»، مكرّساً الكليشيهات في مقاربة حياة الفلسطينيين في ظل الاحتلال

بعد الحملة الترويجية الكثيفة التي أطلقتها وسائل الإعلام الفلسطينية، في مقدّمتها تلك التابعة للسلطة، شاهد الجمهور القدسي أخيراً فيلم رشيد مشهراوي (1962) الجديد «فلسطين ستيريو» (2013) بعدما جال على مدن وقرى عدة.

الإنتاج الفلسطيني التونسي الفرنسي النرويجي الإماراتي الإيطالي السويسري الذي تجاوزت ميزانيته 1.5 مليون دولار أميركي، لم ينجح في إقناع المشاهد بمواقع كثيرة من الشريط بينها مواقع التصوير القليلة التي أعيد تركيبها مثل حاجز قلنديا الذي بدا ركيكاً لا يشبه الحاجز الحقيقي في شيء.

الفيلم الذي تدور أحداثه بين مخيم جنين ورام الله، يتحدث عن مواجهة الاحتلال والفساد. إنّها قصة الشقيقين «ميلاد» الملقّب بـ «ستيريو»، و«سامي» اللذين يقرران العمل في تأجير وتشغيل معدّات الصوت (دي دجاي) في المناسبات كوسيلة لتوفير المال للهجرة من مخيم جنين إلى كندا. الممثل محمود أبو جازي في دور الأخ الأكبر «ستيريو» صاحب فكرة الهجرة، توقف عن الغناء في الأعراس بعد استشهاد زوجته خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيته. يُقيم بعدها في خيمة قريبة من ركام البيت مع شقيقه سامي (الممثل صلاح حنون) الذي فقد حاستي السمع والنطق في القصف نفسه، وألغى مشروع الزواج من حبيبته ليلى (الممثلة ميساء عبد الهادي)، ليضمن استمرارية مشروع الهجرة.

يسير الشريط في خطيّن دراميين متوازيين بين تقديم الأخوين خدماتهما للأعراس، والمؤتمرات، والمظاهرات والمهرجانات الوطنية، وبين ليلى التي تحمل شخصيتها رمزيّة مباشرة ومستهلكة للوطن، فمنذ بداية الشريط، تحاول ليلى منع حبيبها من الهجرة... موضوع مستهلك وسهل أيضاً في طرح قضية الفلسطيني، حتى لو لم يكن صعباً توقُّع نهاية الفيلم منذ مشاهِده الأولى حين يتلقّى سامي رسالة من حبيبته، فيضعها في حقيبته من دون فتحها. تبلغ الدراما ذروتها حين يضع «ستيريو» قائمة التسعيرات لخدماته، فيجد نفسه يتاجر بالقضية، وتحديداً عندما يفكِّر في التسعيرة التي يطلبها لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا. نجده يردّدها ثلاث مرات، مما يجعلنا نجزم بالنهاية العاطفية التي جاءت بمشهد استشهاد صديقه لينقله بسيارة الإسعاف التي يستخدمها لنقل معدّات الصوت.

بدا لافتاً استخدام تقنيات عالية في تصوير الشريط المحمّل بالرمزيّة، لكنها جاءت مستهلكة ومباشرة؛ كرفض «ستيريو» بيع أشجار الزيتون، والخيمة، والبرتقالات التي تحملها له بنت أخته في المخيم أو سيارة الإسعاف التي تحولت سيارةً خاصة بعد الانتفاضة الأولى. موضوع الفيلم أيضاً (الهجرة) جعلنا نشعر أننا نشاهد «ستيريو تايب» (صورة نمطية) لفلسطين، حيث الارتكاز الأساس على العاطفة في المعالجة الدرامية. معالجة لم تطرح أسئلة جديدة ولم نُصدِّق شخصياتها التي بدت مصطنعة بمعظمها، ربما لأنّ مشهراوي اعتمدَ على ممثلين من أصحاب التجارب، ولم يغامر مع وجوه جديدة، خصوصاً في ظلّ ندرة الممثلين الماهرين في فلسطين. هو لن يجد كل يوم فناناً مُحترفاً مثل محمد بكري يُنقذ فيلمه كما في «عيد ميلاد ليلى» (2008). الأهم أنّ «فلسطين ستيريو» بدا نسخةً مكررة عن «عيد ميلاد ليلى» مثل الكاميرا التي تتنقل في سيارة أُجرة (عيد ميلاد ليلى) أو سيارة إسعاف (فلسطين ستيريو) من دون أن تلتقط التناقضات البصريّة التي تغرق فيها رام الله العاصمة الزجاجيّة للسلطة الفلسطينية (موقع تصوير الفيلمين)، ومشهد العرس الفلسطيني الشعبي الحاضر في الفيلمين. كذلك، تحضر مسيرة مناصرة الأسرى وتركّز الكاميرا على الصور التي يحملها المتظاهرون مع الجمل الشعاراتيّة وسلوك القمع نفسه على يد الوزير الذي يجسده المغني الفلسطيني وليد عبد السلام الذي قدَّم الشخصية نفسها في العملين!

السيناريو أيضاً مليء بالحشو، والكليشيهات والشعارات كأن تقول شقيقة ستيريو «هاي الغرفة بنيناها للولد عشان يتجوَّز فيها قبل ما ينحبس سبع سنين» من دون أن نرى أي صورة لهذا الشاب في البيت كما هي العادة في البيوت الفلسطينيّة حيث تستقبلك صورة كبيرة للأسير تحمل تاريخ ميلاده واعتقاله وتفاصيل أخرى. أيضاً، استحضر المخرج صوت المروحية الذي استعان به في «عيد ميلاد ليلى» (2008) في إشارة إلى سيطرة الاحتلال وكَتمه على الأنفاس. أمّا في «فلسطين ستيريو» فكان حضور الصوت مزعجاً في كُل مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يطلق الغاز وقنابل الصوت وأحياناً الرصاص حتى وصلت المبالغة إلى استعماله في حادث سير من دون أن يكون له أي تأثير درامي على الشخصيّات. يبدو أن الدعم المالي الذي حصل عليه الفيلم أثَّر كثيراً في جودة العمل وجعل المخرج يأتي بما عنده من حواضر، فهل تكون الدول التي شاركت في الإنتاج وحضرَ لفيف من قناصلها عرض رام الله أخيراً، كفيلة بفرش السجاد الأحمر للفيلم في المهرجانات العالميّة؟

سيرة

ولد رشيد مشهراوي عام 1962 في مخيم الشاطئ في غزّة. وفي عام 1981 أخرج فيلمه التسجيلي الأول «الشركاء». وبعد خمسة أعوام، أنجز شريطه الثاني «جواز السفر». شارك فيلمه الروائي الأول «حتى إشعار آخر» في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان _ 1993»، وحصل في العام ذاته على جائزة «الهرم الذهبي» من «مهرجان القاهرة السينمائي». وعن شريطه «عيد ميلاد ليلى» (2008)، نال جائزة أفضل سيناريو مناصفةً مع فيلم آخر خلال «مهرجان القاهرة السينمائي». مشهراوي الذي أسس «مركز الإنتاج والتوزيع السينمائي» في رام الله عام 1996، أنجز حتى الآن نحو 10 أفلام أهمها «تذكرة سفر إلى القدس» (2002)، و«انتظار» (2005).

الأخبار اللبنانية في

03.02.2014

 
 

أزمة الهوية أصابت شيرين دعيبس

بانة بيضون 

بعد باكورتها الروائية الطويلة «أمريكا» (2009)، قدّمت المخرجة الأميركية الفلسطينية شيرين دعيبس (1976) «مي في الصيف» الذي عرض أخيراً في مهرجاني «صندانس» و«دبي». في هذا العمل، لا تحيد السينمائية عن أزمة الهوية التي تشغلها. وإذا كانت قد تناولت موضوع الهجرة والاقتلاع من الجذور في «أمريكا» عبر قصة عائلة فلسطينية وصراعها للاستقرار والاندماج في المجتمع الأميركي بعد أحداث 11 سبتمبر، فإنّ «مي في الصيف» يأتي على نقيض الأول، مقارباً قضية العودة إلى الجذور.

البطلة مي (شيرين دعيبس نفسها)، تعود من أميركا إلى عائلتها المقيمة في عمان المكونة من أمها المطلقة وأختيها الاثنتين، معلنةً قرارها بالزواج من رجل مسلم التقته في أميركا، الأمر الذي ستعارضه الأم المسيحية المحافظة.

يصوّر الشريط صراعات هذه العائلة المكونة من أربع نساء ضمن إطار كوميدي عاطفي تظهر فيه أيضاً أزمة الهوية المزدوجة. والد مي المقيم في عمان (يؤدي دوره بيل بولمان) هو أيضاً أميركي. ويشارك الممثل اللبناني إيلي متري أيضاً عبر شخصية كريم التي يجسدها إلى جانب الممثل نصري صايغ في دور تامر.

يبدو «مي في الصيف» كأنّه إعادة تركيب لجزء من فيلم «أمريكا» أو تتمة تجري في زمن لاحق ومكان مختلف. هيام عباس التي تؤدي دور الخالة المتزوجة في «أمريكا» مع بناتها الثلاث، تؤدي دور والدة مي في هذا الفيلم، إلى جانب بناتها الثلاث أيضاً بعدما كبرن. لكن بينما يتفرد «أمريكا» بشفافيته وحميميته حيث تنجح شيرين دعيبس عبر نقل القصة الفردية لهذه العائلة الفلسطينية المسيحية المهاجرة إلى أميركا في تصوير أزمة الشعب الفلسطيني وشتاته حول العالم، فإنّ «مي في الصيف» يبدو منفصلاً عن الواقع إلى حد ما وأكثر تجارية في مبالغاته الدرامية والكليشيهات التي يكرّسها.

هوية المكان الذي تجري فيه أحداث الفيلم الذي يُفترض أنّه العاصمة الأردنية، تبدو مبهمة تماماً. قد يظن المشاهد أنّ الأحداث تجري في أميركا لولا بعض المشاهد التي تزرعها المخرجة في محاولة لتصوير علاقتها بالمكان، حيث تكرّس الكليشيه كالرحلة إلى الصحراء أو ذاك المشهد الأخير التي تنظر فيه إلى المباني المتكدسة ويأتي فجأة في غير سياقه تماماً، كأنه ديكور متخيل لمدينة عربية.

أما بالنسبة إلى فكرة التصادم بين الثقافتين الأميركية والعربية التي يُفترض أنّها موضوع الفيلم، فلا تظهر لنا إلا عبر كليشيهات كوميدية تكرسها المخرجة كملاحقة السيارات لها لدى ممارستها الرياضة في الشارع وهي ترتدي الشورت القصير أو حشرية المجتمع الكنسي الصغير الذي تنتمي إليه أمها. قصص كثيرة تجمعها المخرجة، كعلاقتها مع خطيبها، وعلاقتها مع أمها، وعلاقة أمها مع أبيها، لكنها لا تنجح فعلياً في تطوير كل منها على حدة، وتختار حلولاً مبسطة، ما جعل «مي في الصيف» فيلماً ترفيهياً ممتعاً، لكنه لا يطرح فعلياً الكثير من التساؤلات. وربما كان يعاني من أزمة الهوية نفسها التي هي موضوعه. في فيلمها الروائي الثاني الطويل، تبتعد دعيبس عن الخصوصية التي تميز رؤيتها السينمائية وتجسدت ببراعة في «أمريكا» وتقدم في «مي في الصيف» عملاً أقل تفرداً لكن ربما كان أكثر جماهيرية.

الأخبار اللبنانية في

03.02.2014

 
 

كايت وينسليت تنسج خيوط الرغبة والشغف

بانة بيضون 

بعدما عوّدنا على السخرية والكوميديا السوداء في أعماله، ها هو السينمائي الكندي الأميركي يذهب في «عيد العمّال» إلى دراما عاطفية أكثر كلاسيكية تذكّر بفيلم «جسور مقاطعة ماديسون»

«عيد العمال» المقتبس عن رواية لجويس ماينار بالعنوان نفسه صدرت عام 2009، يختلف جذرياً عن أعمال المخرج الكندي الأميركي جايسن ريتمن (1977) السابقة التي لا تخلو عادة من حس السخرية أو الكوميديا السوداء كما في فيلمه «البالغ الشاب» (2011). الأخير يروي قصة كاتبة (تشارليز ثيرون) تعود إلى مسقط رأسها بعد تدهور حياتها المهنية والعاطفية لتحاول استعادة حبيبها السابق وتصاب بانهيار عصبي لما تخيب كل توقعاتها.

فيلم يذكّر إلى حد ما بـ«الياسمين الأزرق» (2013) لوودي آلن، وإن كان تجارياً في طريقة تقديمه أكثر منه في مضمونه. لعل هذه واحدة من السمات التي ميزت أعمال ريتمن حتى الآن. رغم خفة اللون الكوميدي الذي تتبناه أعماله، إلا أنّها تحمل بصمات مخرج يتقن بناء الدراما كما في «جونو» (2007) و«في الهواء» (2009) الذي رشّح عنهما لأوسكار أفضل مخرج.

في «عيد العمال»، يخرج ريتمن عن أسلوبه الساخر ليقدم لنا هذه المرة دراما عاطفية أكثر كلاسيكية على نمط «جسور مقاطعة ماديسون» (1995) لكلينت إيستوود. تأتي المصادفة برجل غريب إلى بيت ربة المنزل المطلقة أديل (كايت وينسليت) فيهز سكينة عالمها الصغير المتمحور حول ابنها ويخرجها من وحدتها. بخلاف القصص الخيالية، هذا الغريب ليس أميراً أو فناناً (مصور فوتوغرافي) كما كلينت إيستوود في «جسور مقاطعة ماديسن». إنه مجرم هارب من السجن، لجأ إلى بيتها ليحتمي من الشرطة. رومانسية غير اعتيادية ينسجها ريتمن في هذا العمل بين كايت وينسليت (أديل) وجوش برولن (فرانك) السجين الفار من العدالة. يشكل الاثنان ثنائياً متناغماً على الشاشة، رغم اختلاف أدائهما؛ إذ يبدو كل منهما نقيض الآخر، يرافقهما ابن أديل الذي يراقب بحذر تطور علاقتهما، مستكشفاً بدوره نشوء الرغبة وعالم الجسد. ينجح المخرج في تصوير التفاصيل، وخصوصاً الرغبة التي بدت كأنها لغة الحوار الأساسية التي تصل الأحداث والشخصيات بعضها ببعض، فارضةً منطقها الخاص على هذه القصة الرومانسية التي تبدو غير منطقية في البداية، كما تشرح أديل لابنها في أول الفيلم عن كون الرغبة هي الشيء الوحيد الذي لا يمكن أحداً وصفه للآخر. كيف تتحول فطيرة الدراق إلى مثلث فرويدي أوديبي تتنازع فيه الرغبات؟ مشهد لا يمكن تصوره مسبقاً، إلا لدى مشاهدة فرانك وهو يعلم أديل كيفية صنع العجينة الهشة لفطيرة الدراق، بينما يهب ابن أديل ليضع يديه بدوره بين أيديهما المغمسة في الوعاء، وهو ينافس فرانك على حب أمه. معركة يعرف أنها خاسرة منذ البداية. ليس هذا المشهد الوحيد الذي يعتمد فيه المخرج على الرمزية، فكأنما هناك دوماً قصتان قيد الحدوث: القصة التي يرويها الحوار أو الأحداث والصورة التي تؤسس لرواية أخرى، ففرانك الذي يتظاهر بتقييد أديل في البداية ويطعمها بيده، (مشهد يتجسد فيه أيضاً ذلك الصمت المشحون بالرغبة كما باقي الفيلم) هو هنا ليحررها من سجنها الداخلي كما يقول لها في نهاية الفيلم: «لقد جئت لأنقذك». تتميّز كايت وينسليت في هذا الفيلم بدور أديل المطلقة التي انعزلت عن العالم الخارجي بعدما أنجبت طفلتها ميتة بعد إجهاضات متكررة. تجسّد الممثلة البريطانية ببراعة ذاك التناقض بين هشاشة شخصية أديل وقوتها الكامنة في شغفها. الدور الذي يتشابه مع أدائها في فيلم «الطريق الثوري» (2008) إلى جانب ليوناردو دي كابريو. الاثنان يجدان في بعضهما المخلص، فرانك الذي قتل زوجته عن غير قصد بعدما دفعها عن السلم إثر اكتشافه خيانتها لها وأنّه ليس أب طفلهما المشترك، وأديل التي تعاقب نفسها على موت كل الأجنة الذين خرجوا من رحمها. بالرغم من البناء النفسي المحكم للشخصيات، إلا أنّ المخرج لا ينجح في الكثير من الأحيان في بناء إيقاع درامي متماسك عبر مونتاج يواكب تطور الأحداث والشخصيات، وخصوصاً في الانتقال من الحاضر إلى الماضي بواسطة تقنية الفلاش باك. نرى مشاهد متكررة من حياة فرانك أو أديل بطريقة توضيحية تنتقص من قوة الدراما أكثر مما تعزّزها.

الأخبار اللبنانية في

03.02.2014

 
 

إنّه حكم الـ«نسوان» | ما لم يلتقطه المخرج

فريد قمر 

ما الذي يصنع فيلماً جيّداً؟ هل تكفي أن تكون فكرة العمل جذابة ومغرية كي يحكم عليه مسبقاً بالنجاح؟ ما هو دور المخرج؟ وأين تقف حدود الكاتب؟ أسئلة تفرض نفسها في الشريط اللبناني «نسوان» الذي قدم مقاربة فكرية وتخيلية جميلة، لكنه سقط في ضعف إخراجي كاد يطيحه. ما ينقذ «نسوان» ويشد المشاهد إليه، هو العالم الافتراضي الذي صنعه السيناريست يوسف سليمان، ناسجاً عالماً وهمياً تحكمه المرأة، ومعالجاً موضوع التعصب الجندري بأسلوب إبداعي مبتكر.

صحيح أنّ فكرة استبدال الأدوار بين الرجل والمرأة، ليست جديدة، إلا أنّ أفلاماً قليلة دخلت في تفاصيل دقيقة ورسمت مجتمعاً بكامل توصيفاته حيث تقلب الأدوار بين الرجل والمرأة. لكن ما صنعه الكاتب، لم يلتقطه المخرج كما يجب. لم يحسن إدارة المشاهد وتقسيم الأفكار. جنح نحو الإطالة غير المبررة، متكلاً على الأحداث والمواقف الكوميدية لكسر الضجر. لم نره يعير اهتماماً للكاميرا وحركتها كأنّ حدودها نقل المشاهد لا أكثر. لكن لا يمكن توقع من سام اندراوس أداءً أفضل لأنه فيلمه الطويل الأول، ولا يبدو أن في جعبته محاولات جدية في الأفلام القصيرة أيضاً. لكن الحق يقال بأنّ المخرج نجح في تقديم نجم جديد إلى السينما، هو الياس الزايك (صابر) الذي بدا طبيعياً وعفوياً ومقنعاً. كذلك، حسّنت زينة مكي (فرح) أداءها منذ «حبة لولو»، ولو أنّه لم يكن لافتاً، فيما كانت نجمة العمل أنطوانيت عقيقي التي غطت على ندى بو فرحات التي كان دورها رمزياً. يتحدث الشريط عن صابر الذكوري المتعصب ضد النساء، فيقوده تعصبه إلى تهديد امرأة بالقتل، فيدخل السجن ثلاث سنوات ويخرج ليكتشف أن انقلاباً حصل وتغير العالم ليصبح محكوماً بالنساء. يتعرف إلى فرح (زينة مكي) التي تقف إلى جانبه. الكاتب لم يجعل العالم وردياً، فالمشكلة في التعصب لا في الذكور. اختار أن يكون حكم النساء دكتاتورياً وأكثر ظلماً من حكم الذكور. لعلّ النقطة التي تحسب للعمل أن مخرجه وكاتبه كانا منفتحين على النقد، استمعا إلى الصحافيين والجمهور الذين حضروا الافتتاح، فقررا مثلاً أن يعدلا في المونتاج ويحذفا بعض المشاهد المطولة ويدخلا بعض التحسينات على تقطيع المشاهد، وهو أمر قلما يحصل في لبنان، فكانت «الرقابة» للمرة الأولى من صنع النقاد، لا شركات التوزيع والأمن العام. ليس «نسوان» عملاً ممتازاً، لكنّه يقدم مقاربة فكرية جديدة. ورغم كل مشكلاته، فهو يستحق المشاهدة.

الأخبار اللبنانية في

03.02.2014

 
 

زيزي البدراوي... وداعاً حبيبة العندليب

باسم الحكيم 

أوّل من أمس، رحلت حبيبة «العندليب الأسمر» في ثلاثية «البنات والصيف» (1960). زيزي البدراوي (1944 ــ الصورة)، توفيت في منزلها عن عمر ناهز 70 عاماً بعد صراع مع السرطان. بعد عشرة أيام على غياب الممثل فاروق نجيب (1940 ــ 2014)، انضمت فدوى جميل البيطار (الاسم الأصلي للبدراوي) إلى قافلة الراحلين، بعدما أمضت أيامها الأخيرة في أحد مستشفيات المهندسين في القاهرة. وكانت الممثلة القديرة قد اعتذرت بسبب وضعها الصحي المتأزم عن عدم المشاركة في مسلسل «القدر» للمخرج أحمد النحاس.

عاشت الراحلة أكثر من 55 عاماً في الوسط الفني. بدأت مسيرتها التمثيلية طفلة لا تتجاوز 13 عاماً في فيلم «بور سعيد» (1957)، حين اكتشفها المخرج حسن الإمام، وقدّمها في أكثر من عمل سينمائي. الإمام نفسه هو من أطلق عليها اسمها الفني، مستوحياً إيّاه من اسم ابنته زيزي، واختار لها عائلة البدراوي.

هي من جيل النجمات التي ارتبطت أسماؤهن بالأفلام الرومانسية القديمة أمثال الراحلة سعاد حسني، ومديحة يسري، وسميرة أحمد، ومريم فخر الدين. وقد شاركت في أكثر من 140 عملاً سينمائياً وتلفزيونياً وإذاعياً، حاصدةً جوائز عدة، لكن المؤسف أنّها لم تكرّم طوال حياتها من قبل الدولة المصرية.

على صعيد السينما، تمثّلت آخر أعمالها في مشاركتها في فيلمي «متعب وشادية» (2012)، و«واحد صحيح» (2011) مع هاني سلامة. أما درامياً، فقد شاركت في بطولة مجموعة من الأعمال، منها مسلسلات «كلمة حق» (2008) مع ميرفت أمين، و«قضية معالي الوزيرة»(2012) مع إلهام شاهين، و«سمارة» (2011) مع غادة عبد الرازق، و«تلك الليلة» (2012) و«بابا نور» (2010) مع حسين فهمي، إضافة إلى «أفراح إبليس» (2009) مع جمال سليمان. علماً أنّه رغم سنوات العطاء، اضطرت البدراوي إلى الابتعاد عن الفن لفترة بسبب الزواج.
حاولت البدراوي إبقاء نفسها بعيدة عن المواقف السياسية الحادة، لكنّها أعربت عن تفاؤلها بالمرحلة المقبلة على المحروسة، مشيدة بالدور الذي يقوم به الجيش والشرطة، مشيرةً إلى أن اعتقال القيادات الإخوانية سيسهم في عودة الهدوء إلى الشارع. طوت زيزي البدراوي آخر صفحة من مشوار فني غني، هي التي ظلت تعمل حتى أيّامها الأخيرة، إذ صوّرت معظم مشاهدها في مسلسل «جرح عمري» للمخرج تيسير عبود، علماً أنّ البحث جارٍ لإبقاء مشاهدها في المسلسل كتحية وداع لها وفق ما نقلت «الأهرام» المصرية أخيراً.

وتتقبّل أسرة الراحلة العزاء مساء الغد في «مسجد الحامدية الشاذلية»، بعدما شُيّعت ظهر السبت الماضي بحضور مجموعة من الفنانين والفنانات كفيفي عبده، ورجاء الجداوي، ونهال عنبر، وميرفت أمين.

الأخبار اللبنانية في

03.02.2014

 
 

زوم 

الرقابة وافقت.. لماذا يرفض آخرون ويتحرّكون؟!

يرفض آخرون ويتحرّكون؟!

بقلم محمد حجازي 

«نداء عاجل إلى الأمن الوطني، إلى الكنيسة المصرية، وإلى رئيس الجمهورية يوجد فيلم في الأسواق إسمه «لا مؤاخذة» سوف يدمّر مصر، وسيُحدِث فتنة طائفية على المدى البعيد بعض عرضه على القنوات الفضائية، وركّزوا فيه على شخص إسمه محمد حفظي، وإبحثوا عمَّنْ وراءه، أنتم مُستهدفون الآن، أنقذوا أنفسكم قبل فوات الأوان، هؤلاء المنتجون سبب فساد مصر.. اللّهم قد بلّغت، اللهم فاشهد».

هذا الكلام كتبه الملحّن عمرو مصطفى على صفحته الخاصة بالفايسبوك، متناولاً الشريط الذي أخرجه عمرو سلامة، وأنتجه محمد حفظي السيناريست، الذي تحوّل إلى منتج وأحد أعضاء لجنة السينما المعنية من قِبل وزير الثقافة محمد صالح عرب ويتقاسم البطولة هاني عادل (فتاة المصنع) والسورية كندة علوش، والمشكلة هي في النص، الذي يتناول طفلاً قبطياً يتم نقله من مدرسة دولية إلى أخرى حكومية ويعيش هاجس عدم الكشف عن دينه، أمام رفاقه المسلمين.

هذا موقف لملحّن، عُرِفَ بإثارته لمعارك ومواجهات في أكثر من مناسبة، لكنّه يتحدّث عن شريط وافقت عليه الرقابة على المصنّفات، وافتتح به مهرجان الأقصر السينمائي عروضه مؤخّراً، وسمعنا كلاماً إيجابياً جداً عنه، لكنّه الآن مثار أخذ ورد، لأنّ هذا الملحن وجد فيه مُناخاً أرعبه، فشعر بأنّ هناك ترتيباً أو خطة معيّنة تهدف إلى إيذاء المجتمع المصري من خلال أطفاله، وإيصال مناخ الطائفية إليهم.

لكن هذه ليست المرّة الأولى التي يقدّم فيها فيلم مصري إسلاماً وأقباطاً معاً ولم يحصل شيء، وربما كان آخر ما واكبناه ما قدّمه محمود حميدة وليلى علوي وكانا قبطيين في فليم «بحب السينما» لـ أسامة فوزي (قبطي)، وكان عملاً جريئاً، لكن رد المخرج كان مُفحِماً: لن تحبّوا دينكم أكثر مني.

وكذلك ما قدّمه عمر الشريف وعادل إمام حيث تبادلا ملابس الدين في فيلم: حسن ومرقص، وكان فيلماً ناجحاً، حاولا من خلاله تأكيد الوحدة الوطنية على أساس أنّها ليست هشّة على الإطلاق.
والسؤال هنا كيف توافق الرقابة على عرض فيلم ثم نسمع كلاماً من أوساط أو جهات أو جمعيات تعترض على الفيلم نفسه؛ هم ملوك أكثر من الملك، ودائماً هناك تأويل مثلما حصل مع فيلم: «حلاوة روح» الثاني لـ هيفاء وهبي، بعد «دكان شحاتة» وتعرضه صالاتنا في 27 شباط/فبراير 2014

الفيلم أحدث انشقاقاً في الرقابة نفسها: «نظراً لزيادة عدد الأفلام المتردية من إثارة شهوات وغرائز المراهقين، ونظراً لسيطرة بعض شركات الإنتاج التي تهدف إلى الربح المادي، وإنْ كان على حساب تدنّي أخلاقيات المجتمع المصري وتدمير شبابه والإخلال باستقراره، وتلك الشركات التي تسيء إلى المجتمع المصري، وتدمر مكتسبات الثورة وتهينها بل تسيء إلى الدستور الذي أقرّه الشعب المصري».

هذه مقدّمة بيان أصدره ما سُمِّيَ بـ «الرقباء الأحرار» بخصوص فيلم «حلاوة الروح» بطولة هيفاء وهبي، وأضافوا: «إنّنا نتبرّأ من مسؤلية عرض فيلم: حلاوة روح، الذي أجمع غالبية الرقباء على رفض عرض المقدمة، لمخالفتها للقوانين الرقابية وتضمّنها مشاهد وكلمات مخالفة للآداب العامة، وخادشة للحياء العام».

وختموا: «إنّ رأي الرقباء ليس الرأي الملزم، إذ إنّ رأي رئيس الرقابة يتجاوز كل الآراء، ورئيس الرقابة وهو الرأي الوحيد الذي بإمكانه السماح بالعرض أو المنع لأي مصنّف فني».

أين المشكلة إذن في هذا الوضع.

إنّهم أصحاب الغايات والنوايا والخطط، ومن قال بأنّ الناس لا تميّز بين الغث  والسمين، وبين الصالح والطالح، بل إنّها تعرف العمل الذي يحمل بذوراً شيطانية، من الذي فيه نوايا طيّبة ورغبة في توجيه رسالة ما إلى الجمهور العريض.

لا شيء أفضل من معالجة قضايانا الخلافية أو طرحها على بساط التواصل، وإذا كانت من ملاحظات فلتُعطى، لا أنْ نسمع بمطالب لوقف فيلم أو منعه لمجرّد أنّه دخل منطقة الخطر، وقال ما لا يُقال في الأوقات العادية

أما هيفاء فهي نمط من الفنانين له صورة، وامتداد، ولا ندري ماذا يريد الرقباء الأحرار، عندما يوافق جهاز الرقابة على عرض فيلمها «حلاوة روح».. فلنشاهد ثم نناقش.

مارك والبرغ وعلي سليمان ثم كايت وينسليت وجوش برولن

أفغاني ينقذ جندياً أميركياً من عقاب «طالبان» ويسلّمه لرفاقه

أميركية تحمي مطلوباً لجأ إلى منزلها ثم تنتظره 10 سنوات

فيلمان قويان اخترناهما من برمجة الأسبوع. كلاهما أميركي يعتمد على الرصاص سبيلاً لبلوغ غاياته؛ الحرب والجريمة، والعقاب والزمن... ثم الإنسان.

{ (Lone Survivor):

- وزّعته يونيفرسال لـ بيتر بيرغ، مأخوذ عن قصة حقيقة تحمل العنوان نفسه، وضعها: ماركو لوفيرول وباتريك روبنسون، وتولّى المخرج بيرغ صياغة السيناريو الذي يقدّم مارك والبرغ لاعباً للشخصية الرئيسية ماركوس، وفي الوقت نفسه مساهماً في ميزانية الإنتاج (40 مليون دولار) استعادها إلا مليون واحد في عروضه الأميركية الداخلية حتى العاشر من كانون الثاني/ يناير الماضي، بعدما صُوِّرَ في نيومكسيكو.

على مدى 121 دقيقة، لم تهدأ المواجهات على الشاشة بإشراف خبيرَيْ المؤثّرات الخاصة والمشهدية (مع فريقيهما من الاختصاصيين): برونو فان زيبوك، وفريدي شافيز أوملوس في أحداث تدور في أفغانستان عن فريق من العسكريين في عملية (Red Wings)... ونظراً لانقطاع الاتصال مع غرفة العمليات الرئيسية في قاعدة باغرام الجوية، اضطرت المجموعة غير المسلّحة جيداً لمواجهة عشرات المقاتلين من «طالبان» بعد وقت قصير من توقيفهم لراعٍ وولديه مع قطيعهم من الماعز.

مواجهة دموية وعن قرب مع عشرات المقاتلين، يُقتل في الفترة الأولى جنديان، ثم يُقتل آخرون بالرصاص مع تحطّم أجسادهم على الصخور وهم يقعون فوقها من أماكن مرتفعة... وبعد معارك طاحنة لم يبق في الميدان إلا ماركوس الذي يتحرّك وحيداً حتى يصل إلى منطقة سهلية خضراء، حيث يوجد نهر، فغطس فيه واستحم لدقائق وعندما خرج من الماء وجد رجلاً عادياً مع نجله الصغير بانتظاره وقد تحدّث إليه بهدوء وحنان، واستطاع إقناعه بأنْ يرافقه إلى منزله حيث سيكون في أمان.

الرجل يُدعى محمد جلاب، قام بإبعاد عناصر «طالبان» عن منزله، ومنعهم من الوصول إلى الجندي الأميركي، وقام بتقديم المساعدة الطبية لـ ماركوس، الذي حصل على سكين استعمله في استئصال رصاصتين من رجله.

وكان أحد الجنود وقبل أنْ يسقط نجح بالتحدّث مع قاعدة باغرام من هاتفه الخاص المفتوح بعدما عجز عن تشغيل جهازه اللاسلكي، وإذا بطوّافتين تصلان إلى المكان، وتحترق إحداهما بنيران «طالبان»، فأرسلت القاعدة طوّافة ثالثة، هبطت في القرية المقصودة لاستعادة ماركوس، وتحصل معركة طاحنة، ينجح خلالها ماركوس في العودة مع رفاقه بعدما ودّع منقذه جلاب.

تايلور كيتش، إميل ميرش، بن فوتر، علي سليمان (في دور جلاب) إريك بانا، الكسندر لودفيغ، جيري فيرارا، سامي شيخ، زارين رحيمي.

{ (Labor day):

- جايسون ريتمان يقدّم شريطاً جميلاً في 11 دقيقة، باشرت الصالات الأميركية عرضه بدءاً من 31 كانون الثاني/ يناير 2014، بعد تصويره في شيلبورن - ماساتشوستش.
ريتمان استند إلى رواية لـ جويس مانيارد، واستعان بفريق قوي من المؤثّرات المشهدية يقوده سكوت. م. دافيتس في رواية سهلة عادية قصيرة لكنّها مؤثّرة وترصد حالة حب حقيقية قوية بين مجرم مطلوب فار هو فرانك (جوش برولن) وسيدة جميلة تدعى أديل (كايت وينسليت) تعيش مع إبنها الفتى الذي احترم وارتاح للرجل، وكان معنياً بالتواصل معه، والبقاء على تماسٍّ به، وبالتالي فهما قدّما له الحماية والرعاية، لكنه حين حصل ضغط عسكري للقبض عليه، أبلغها بأنّه سيسلّم نفسه، لأنّه يريد أنْ يبقى حياً على الأقل يمتلك فرصة طيّبة للعودة إليها بعد تمضية عقوبة السجن.

عشر سنوات في السجن، ثم يخرج يجد أديل في انتظاره، ويمضيان معاً كما لو أنّ شيئاً لم يحصل، وكما لو أنّ السنوات التي مرّت كانت مجرد وقت عبر ككل الأيام، لقد صبرا ونالا ما كانا يريدانه: العيش معاً.

شارك في التمثيل: توبي ماغواير، ديلان فينيث، غاتلين غريفين، توم ليبتسكي، مايكا مونرو، وبروك سميث، مع موسيقى مؤثرة صاغها: رالف كانت

تكريم

عرض خاص..

مساء غد يطل المخرج اللبناني الراحل مارون بغدادي على شاشة مترو المدينة من خلال فيلم: نتابع المسيرة، نفذه قبل 34 عاماً (1980) ومدته 72 دقيقة، من تنظيم نادي لكل الناس.

(We Follow The March) يقدّم عند السابعة مساء، والدخول مجاني للجميع، وكان خضع لعملية ترميم وسيكون عرضة هو الأول منذ تنفيذه، ويتناول في عنوانه عبارة من خطاب للرئيس إلياس سركيس، وبالتالي يستخدمها للإضاءة على بيروت قبل الحرب التي سببها الاجتياح الإسرائيلي من خلال لقطات ميدانية لطرفي العاصمة في الأيام العادية والهانئة، وفيه لقاءات مع شخصيات مختلفة من المجتمع اللبناني.

وكان النادي أحيا في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر المنصرم الذكرى العشرين لرحيل بغدادي وعرض عدداً من أعماله بينها «نتابع المسيرة». 

11 فيلماً لـ شابرول...

تتواصل على شاشة متروبوليس تظاهرة «مرايا وأقنعة» راصدة 11 فيلماً للمخرج الفرنسي كلود شابرول (توفي في أيلول/ سبتمبر 2010) منها: الدكتور بوبول، الأقارب، سيرج الجميل، المحقق لافاردان، الجحيم، المرأة المقطعة إلى نصفين، والختام في الخامس من شباط/ فبراير مع: الاحتفال، الذي صوّره وأطلقه عام 1995.

شابرول نموذج خاص من المخرجين طغت أحياناً بعض صفاته على نوع سينماه التي اختلفت حتى عن رفاقه الأقرب فيما سمّي: الموجة الجديدة في السينما الفرنسية (غودار، تروفو، رينيه). 

إصدار

أفلام عرقتنجي..

وقّع المخرج فيليب عرقتنجي مجموعة أفلامه الوثائقية والقصيرة، على أسطوانة «دي في دي» بعنوان: الأفلام القصيرة والوثائقية، وهي تتضمن:

- بيروت أحجار وذكريات.

- حلم الطفل البهلوان.

- طيران حر.

- دروب نساء.

- وادي قاديشا.

- البوسطة

- تحت القصف.

- أرض الإنسان (مقابلة مع غسان تويني).

- من عيون الأمهات.

إشارة إلى أن آخر أفلام عرقتنجي بعنوان: ميراث، سيعرض على الشاشات المحلية بدءاً من 27 آذار/ مارس المقبل

اللواء اللبنانية في

03.02.2014

 
 

نيوسينشري تعلن عن خطة انتاجها لعام 2014 وتنشر للمره الاولي صور فيلم "ديكور"

كتب رانيا يوسف 

أقامت شركة دولار فيلم (نيوسنشري) مؤتمراً صحافيا مساء اليوم للاعلان عن خطة انتاج الشركة لعام 2014 وعن دور العرض الجديدة لعام 2014،حيث بدأت الشركة في إنتاج أربعة أفلام روائية طويلة، إضافة إلى ضم وافتتاح دور عرض في المحافظات والمدن المصرية المختلفة

وقال أحمد بدوي مدير الانتاج بشركة دولار فيلم نيوسينشري ان الشركة تمتلك الشركة حالياً 15 شاشة في 7 مواقع في 5 محافظات مصرية. وكانت الشركة قد ضمت مؤخراً سينما أوديون بوسط القاهرة (3 شاشات) إلى مجموعة دور العرض الخاصة بها

 وأكد ان  الشركة تدعم مشروع زاوية بالتعاون مع شركة أفلام مصر العالمية، من خلال توفير شاشة من شاشات سينما أوديون، لعرض الأفلام العالمية والعربية التي لا تحظى عادة بعروض سينمائية.

بينما اعلن ان شركة نيوسنشري تستعد لإنتاج عدة أفلام سنوياً بدءاً من عام 2014 بلغ عددهم حتى الآن 4، وتخطط الشركة لتنويع إنتاجها بحيث يشمل نوعيات مختلفة من الأفلام والاستمرار في اكتشاف المواهب السينمائية الجديدة كما اعتادت الشركة منذ بدأت الإنتاج في عام 2004

وقد بدأت الشركة فعلياً  في تصوير عدد من الافلام لعرضها خلال العام الحالي اولها فيلم ديكور للمخرج أحمد عبد الله السيد، تأليف محمد دياب، وتقوم ببطولته النجمة حورية فرغلي مع النجمين ماجد الكدواني وخالد أبو النجا

وفيلم قدرات غير عادية من إخراج وتأليف المخرج الكبير داوود عبد السيد، ومن بطولة النجم خالد أبو النجا، نجلاء بدر، عباس أبو الحسن، محمود الجندي، حسن كامي، وأحمد كمال

وفيلم غير محدد العنوان بعد للمخرج الكبير يسري نصر الله في ثاني تعاون مع الشركة بعد فيلم بعد الموقعة الذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي عام 2012

بالاضافة الي فيلم عنتر وبيسة، من إخراج محمد الطحاوي، وتأليف سيد السبكي، ويشارك في بطولته محمد لطفي، المغنية الشعبية أمينة، وهشام إسماعيل

حضر المؤتمر صناع فيلم "ديكور" الفنانة حورية فرغلي والمخرج احمد عبد الله والسيناريست محمد دياب والسيناريست شيرين دياب، وادار المؤتمر علاء كركوتي

الوادي المصرية في

03.02.2014

 
 

في إضافة جديدة للمكتبة السينمائية العربية

صلاح هاشم يرصد "الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية"

24 - خاص 

يرصد الناقد السينمائي صلاح هاشم في كتابه الجديد "الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية"، ما يسميه "خلاصات لرحلة بحث عن صورة الواقع في السينما الروائية العربية"، في سبيل "الامساك بالطريقة التي تفكّر بها سينما هذا الزمان الروائية العربية"، و"كيف استفادت من إضافات ومنجزات السينما التسجيلية".

يركّز الكتاب، المُنتظر أن يكون ضمن إصدارات "مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة" في دورته السادسة عشرة، المُزمع انعقادها صيف هذا العام، على مجموعة من الأفكار الحاذقة، كما يليق بالناقد السينمائي المحترف، من طراز صلاح هاشم، المُتابع الحصيف لمسيرة السينما العربية، إذ أن هاجسه "البحث عن السحر الكامن في السينما"، متكئاً على فكرة أنه "ليست القضية في السينما ترتيب وتصنيف الأفلام، بل أن تكون أفلاماً، وتحمل هماً"، وبالتالي "تنهار الحدود بين الروائي والتسجيلي، لكي تتسامق الأفلام بما فيها من سينما". دائماً "المهم أن يكون هناك سينما"، كما يرى صلاح هاشم، وبالتالي يرصد كتابه الجديد للتوقف أمام "الأفلام المحطات التي تسطع بالحقائق الكبرى، والأفلام النماذج التي تعبر الحدود بين النوعين".

يحدد الناقد رؤيته للسينما. إنها "أداة تفكير وتأمل في تناقضات مجتمعاتنا الإنسانية"، وهو يؤمن بأن "السينما الحقيقية تهتم بالغموض والإبهام اللذين يتركان للمتفرج فرصة أو طاقة ينفذ منها إلى قلب الفيلم وروحه". السينما التي يريدها هي تلك التي "تجعلنا نتساءل.. وتثير مخيلتنا"، معلناً أن "الوضوح هو داء السينما المصرية"، فـ"السينما أقرب إلى فن الشعر الذي يعبر عن المشاعر والأحاسيس بالصورة". "سحر السينما الكتابة بالضوء"

وفي فهم من هذا الطراز، كان من الطبيعي أن ينطلق الكتاب من عالم يوسف شاهين السينمائي، إذ أن "أفلام شاهين كنز من كنوز وتراث مصر الثقافي السينمائي العريق"، وهي "تُعدّ الآن من كلاسيكيات السينما العالمية"، وهو "أشهر وأهم مخرج مصري عربي في العالم"، ولا يتردّد صلاح هاشم في القول عن شاهين بأنه "هرم ثقافي"، ليس فقط باعتباره "مؤسس تيار المكاشفة وسؤال الذات"، بل لأنه يرى فيه "رفاعة الطهطاوي السينما في مصر"، مشيراً إلى "الطهطاوي رائد نهضة مصر الحديثة"، مؤكداً أن يوسف شاهين هو "الأب الروحي للسينما العربية الحديثة".

بعد ذاك، يمرّ الكتاب على مجموعة واسعة من الأفلام العربية، من غير بلد عربي، متوقفاً أمام تجارب نالت استحسانه، وأخرى أثارت خيبته، لينتهي إلى قناعة بأن الأمل معقود على جيل الشباب الذين يمثلون "الأمل في سينما مصرية جديدة، تتأمل في واقعها وتاريخها وتقاليدها، لكي تكون امتداداً للسينما المصرية العظيمة، التي صنعتنا في أفلام صلاح أبوسيف وتوفيق صالح ويوسف شاهين وكمال الشيخ وعاطف الطيب ومحمد خان وخيري بشارة، وأيقونتها المتوهجة شادي عبدالسلام".

كتاب "الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية"، للناقد السينمائي المتميز صلاح هاشم، إضافة جديدة وضرورية للمكتبة السينمائية العربية.

موقع "24" في

03.02.2014

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)