كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

جمال سليمان:

الجيش تدخل لتأمين مصر.. وتقديم شخصية «ناصر» تحد كبير

كتب: أحمد الجزار 

 

مغامرة فنية جديدة يخوضها النجم جمال سليمان من خلال مسلسل «صديق العمر» الذى تعاقد عليه مؤخرا ليخوض به المنافسة فى رمضان المقبل، وهو المسلسل الذى سيجسد فيه شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فى تجربة قال إنه كان ينتظرها طويلا، ورغم ترشيحه لهذا الدور سابقا فى بعض الأعمال، إلا أنه لم يكن مقتنعاً بما سيقدمه لرغبته فى تقديم عمل مختلف ومميز عن الزعيم ليخوض به التحدى مع من سبقه فى تقديم هذه الشخصية.

وكشف «سليمان» أنه يعكف على مشروع سورى جديد يجمعه بالمخرج حاتم على، لتقديم عمل فنى يقدم ما تعرض له السوريون خلال العامين الماضيين ومنذ اندلاع الثورة فى سوريا، وعن تفاصيل هذه المشاريع ورأيه فيما يحدث بسوريا الآن، وهل سينجح مؤتمر «جنيف 2» فى وقف إطلاق النار، ورأيه فى وضع السوريين الآن، فيما يحدثنا عن أزمته التى يمر بها بعد أن فقد والديه فى أسبوع واحد. وإلى نص الحوار..

ما الذى جذبك لشخصية جمال عبدالناصر فى مسلسل «صديق العمر»؟

- المسلسل يقدم تناولا مختلفا عن كل الأعمال التى قدمت شخصية جمال عبدالناصر من قبل، فهو عمل يركز على الجانب الإنسانى من خلال اقترابه من تلك العلاقة الشهيرة والاستثنائية بينه وبين المشير عبدالحكيم عامر، والتى بدأت منذ شبابهما متحدين فى طموحهما الشخصى ومشروعهما السياسى، إلى أن تحولا لظاهرة عالمية، كما يرصد العمل أيضا القطيعة التى حدثت بينهما بعد هزيمة 1967، وبصراحة لفت نظرى فى العمل المدخل الإنسانى لهذه الشخصيات.

ألا تعتبر تقديم مثل هذه الشخصية بعد أحمد زكى ومجدى كامل وخالد الصاوى تحديا كبيرا؟

- هذا صحيح، كما أن هناك تحديا آخر، وهو أن شخصية الرئيس جمال عبدالناصر محفورة فى وجدان المشاهدين، ليس فقط فى مصر ولكن فى الوطن العربى كله، وليس فقط عند محبيه ومناصريه بل أيضا عند نقاده وخصومه، وفى مثل هذا الوضع هناك جانب من المخاطرة أن تعيد تجسيد الشخصية، لذلك فكرت كثيرا وقررت ألا أهرب من التحدى، وهو تحد لنفسى كفنان قبل كل شيء آخر، وفى حال النجاح، وهذا ما أتمناه وسأعمل من أجله، سأعتبر ذلك إضافة لمسيرتى الفنية.

وكيف ستقدم هذه الشخصية فى مرحلة الشباب رغم المرحلة العمرية التى تعيشها الآن؟

- المسلسل سيتجاوز الفترة الشبابية للشخصيات، وسيركز العمل على السنوات الست الأخيرة فى علاقتهما، والتى انتهت بهزيمة 67 وموت المشير عامر الغامض، والعمل سيرصد تلك الصداقة الاستثنائية بين رجلين وحدتهم البيئة الاجتماعية والسلاح والطموح وأشياء إنسانية أخرى، لكن الأحداث السياسية العاصفة والتطورات الخطيرة ألقت بالعلاقة الإنسانية على مذبح العلاقة السياسية.

وعندما تقرأ عنها تكتشف أنك أمام علاقة تراجيدية تشبه تراجيديات الإغريق والتراجيديات الشكسبيرية، أما ما سبق ذلك من تشكل لتلك العلاقة فى سن الشباب فسنشعر بها من خلال سياق العمل نفسه.

هل هناك اختلاف بين فيلم «الرئيس والمشير» وبين مسلسل «صديق العمر» للكاتب نفسه، خاصة أن الفيلم كان يواجه مشكلات مع الجهات الأمنية؟

- ليس لدى أى فكرة عن الفيلم، وقرأت عنه بعض الأخبار ولا أعرف الأسباب الحقيقة التى أعاقت تنفيذه سواء كانت هناك جهات أمنية أو غير ذلك، كما أننى لم أطلع على سيناريو الفيلم نهائيا.

فى أرشيف جمال سليمان العديد من الشخصيات التاريخية.. لماذا تميل لمثل هذه الشخصيات فى أعمالك؟

- لأنى أحب التاريخ وأحب إعادة استكشافه وأؤمن بضرورة العودة إليه، لأنه مازال يشكل حاضرنا بشكل مباشر، واختر الجلسة التى تشاء فى مصر أو فى أى بلد عربى وافتح سيرة الرئيس عبدالناصر وعلاقته مع المشير واسمع سيل الآراء والنقاشات وتضارب وجهات النظر، وكل ذلك بحماسة تشعر معه وكأن الموضوع قد حصل فى صباح نفس اليوم.

عموما، نحن العرب (لا أعرف إن كان غيرنا من الشعوب يعيش نفس المأساة) الماضى بالنسبة لنا ليس تاريخا انقضى ورحل فى حال سبيله.. لا، بل على العكس، التاريخ بالنسبة لنا ملفات مازالت مفتوحة وملتهبة، وبعضها مازالت الدماء تراق لأجله. كل الشعوب عنها تاريخ ولكنه بالنسبة لهم هو ماض راح فى حال سبيله، فإذا كنت تسير مع رجل إيطالى أمام مبنى تاريخى مميز وسألت من بناه فسيخبرك بأن هذا المبنى بنى فى عهد موسولينى أو القيصر الفلانى أو الإمبراطور العلانى دون أن يتأوه أو يتحسر أو يشعر بالخجل أو يتنهد، بل سيقولها ببساطة وكأنه يتحدث عن شىء لا يمس وجدانه ولا حاضره ولا شغله ولا طموحه ولا يؤثر على علاقته بمن حوله وبوضعيته الاجتماعية، أما عندنا نحن العرب فالأمر مختلف كل الاختلاف، لأننا مازلنا نعيش فى ماضينا، ولم نستطع أن نتحرر منه.. وكى تستمر وتبنى مستقبلا، يجب أن تتحرر من الماضى حتى ولو كان جميلا ورائعا.

كيف ترى الانعكاسات الموجودة فى هذا المسلسل على الوقت الحالى؟

- أعتقد أننا مازلنا نبحث عن نفس الأشياء التى بحث عنها جيل عبدالناصر، ألم يكن ذلك الجيل يبحث عن مفهوم الوطن والسيادة الوطنية، وعن العدالة الاجتماعية، وعن ماهية العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وعن سبل مواجهة العدوان، والدفاع عن حقنا فى الوجود والسيادة؟ ألم تثر النكبة فى عام 48 السؤال الكبير حول شكل الدولة الوطنية التى يجب أن نسير خلفها وفى حماها، كى نحافظ على استقلالنا المهدد بوسائل كثيرة؟ هل وصلنا إلى إجابات نهائية؟ أعتقد أننا مازلنا بعيدين عن ذلك، ولعل ما جرى فى الوطن العربى فى السنوات الثلاث الأخيرة دليلٌ قاطعٌ على مشروعية هذه التساؤلات، ولو أحببت أن أعطى عنوانا لعصر عبدالناصر لأعطيت له عنوانا واحدا وهو «زمن الحلم»، لكنه الحلم الذى لم يتحقق بعد.

هل صحيح أن والدك قد سمّاك «جمال» تيمنا بجمال عبدالناصر؟

- نعم.. فأنا من مواليد الوحدة، وآلاف من أبناء جيلى تمت تسميتهم باسم «جمال» تيمنا بجمال عبدالناصر.

ولماذا اعتذرت عن دور عبدالناصر فى أعمال سابقة؟

- لا أنكر أن عينى على الشخصية منذ فترة طويلة، ولكنى كنت أبحث عن العمل المتكامل، من حيث النص والإخراج والإنتاج حتى أتشجع لمثل هذه الخطوة، لأن مثل هذه الشخصيات لن تقدم إلا مرة واحدة فى العمر.

وكيف ستضمن كممثل طبيعة المعلومات التى ستقدمها خلال هذا العمل؟

- بالتأكيد هناك قراءات مختلفة للتاريخ، والشخصية بشكل عام، فهناك من هو متجنٍ ومتشائم، وآخر مبرراتى ومؤيد لأقصى درجة، فى كلتا الحالتين أنت لن تستطيع أن تقدم شيئا ذا قيمة، القيمة تأتى من الموضوعية والتعامل مع البشر كبشر وليس كأنبياء حتى ولو كانوا رجالا استثنائيين كعبدالناصر أو المشير عامر.

هذا العمل بطولة مشتركة بين جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر، الذى سيلعب دوره الرائع باسم سمرة، وتعرف ويعرف القارئ كم هى شائكة وغامضة تلك العلاقة، على الأقل من ناحية نهاياتها المأساوية، وعندما تعود لشهادات من عاصرها بدلا من أن ينجلى الغموض سيضاف له غموض آخر، ولكن من حسن حظنا أن كاتب العمل الأستاذ الراحل ممدوح الليثى ممن عايشوا تلك الفترة، وكان قريبا جدا من أحداثها وأسرارها، وهذا ميزة مهمة للعمل لأن كاتبه من شهود العيان.

وما تحضيراتك الخاصة لهذه الشخصية؟

- لقد بدأت مؤخرا فى إجراء بعض بروفات الماكياج للوصول بالشكل لمرحلة محددة، كما أننى سأستعين «بكوتش» فى التمثيل لأجرى معه بروفات حول الشخصية والتى ستستمر لمدة شهر ونصف قبل التصوير، ﻷن مثل هذه الشخصيات يكون التحضير لها أصعب من فترة التصوير، لأن الولادة الحقيقة للشخصية تتم قبل التصوير، كما أننى أحضرت العديد من المواد الأرشيفية الخاصة بعبدالناصر كى أشاهدها وأتعايش مع الشخصية، خاصة أن بعض تلك المواد الأرشيفية تصور الراحل عبدالناصر وهو فى جلسات الراحة متحررا من المظهر الرسمى، وهو مستوى من الشخصية ضرورى جدا التعرف إليه فى هذا العمل، كما أننى أعيد سماع الخطب وأحاول أن أحفظها عن ظهر قلب حتى أتدرب عليها كى أشعر أننى أصبحت قريبا من عبدالناصر.

لماذا ابتعدت عن تقديم الدراما السورية؟

- هذا لم يكن مقصودا إطلاقا، ولا يوجد هدف من وراء ذلك أكثر من عدم التوفيق، فقد عرضت علىّ العديد من الأعمال السورية خلال الفترة الماضية، بعضها لم يكن مناسبا، لم أتمنى العمل به، وبعضها الآخر كان فى طور الإعداد ولا ضمانة أنها ستنجز.هذا العام بالذات، كنت حريصا جدا على تقديم عمل سورى وانخرطت فى ذلك لمدة خمسة أشهر، ولكن لم يتضح أن ما كنا ذاهبين إليه سيتحقق.

لا أريد أن أستطرد فى كثير من التفاصيل، لأنى أحترم ظروف الآخرين، ولكنى أستطيع القول بأن الريح سارت بما لا تشتهى السفن. وأنا كما تعرف منذ بداياتى لم أكن أقدم إلا عملا واحدا فى السنة، وبالتالى لا أستطيع أن أشغل نفسى فى عمل أو اثنين ريثما يجهز الثالث. فقررت ألا أنتظر أحدا كما جرت العادة بل بادرت من الآن بتحضير عمل سورى سنصوره بعد الانتهاء من مسلسل «صديق العمر».

وما موضوع العمل؟

- إنه يحكى خمس حكايات لخمسة أشخاص سوريين تقاطعت مصائرهم فى سنوات الثلاث الأخيرة من تاريخ بلدهم سوريا، ثم آلت بهم السبل لأن يفترقوا ثم يعودوا يلتقون، ولكن كل منهم أصبح شخصا آخر غير الذى كان قبل الأحداث، إنه باختصار ملحمة إنسانية عن بشر يفقدون وطنهم ومعظم أهلهم ولا يبقى لهم إلا الأمل فى أن ينقذوا ما يمكن إنقاذه.

وهل سيتبنى المسلسل وجهة نظر محددة، باعتبارك أحد المعارضين للنظام؟

- إطلاقا، فالعمل سيسرد كل الآراء دون أى تحفظات، وستكون هناك شخصيات معارضة للنظام وأخرى موالية، سيكون هناك حَمَلة سلاح من كل الأنواع وسلميون من كل الأنواع، بالإضافة إلى الصامتين لمختلف الأسباب، فالمسلسل يحكى عن السوريين دون أى مهاترات أو لغة سياسية إعلامية بائسة.

فما يهمنا هو ما جرى للأرض ولغالبية السوريين الذين تحول بعضهم إلى لاجئين ويشحذون لقمة العيش، ليس لهم وضع ولا أحد يريد أن يصغى لرأيهم، وأعتقد أن أهمية هذا المسلسل تكمن فى أنه لا يحمل أى نوع من التحيز، وسنترك كل الشخصيات تتحدث بحرية وتتكلم كما تريد، تقول رأيها وتدافع عنه كما تشاء. وسنترك الناس فى النهاية تحكم على ما تشاهده، ونطمح لأن نقدم وثيقة فنية تحمل أصوات طيف واسع من السوريين، فى وقت علا فيه الرصاص على كل صوت.

ولكن تقديم مثل هذه العمل رغم أن القضية لاتزال مفتوحة يعد أمرا صعبا؟

- لأن القضية مازالت مفتوحة، نحن نريد أن نقدم العمل بهذه الصيغة التى حدثتك عنها، وعندما سيعرض قد تكون أحداثا وتغييرات كثيرة طرأت على المشهد السورى.. نتمنى أن تحل القضية فى مؤتمر «جنيف 2» وتعود البلاد للمسار السياسى بعيدا عن العنف، ونحافظ على وحدة بلدنا ونعود مثلما كنا كسوريين، لأن هذا أهم من أى مصالح شخصية، وأن يغادرنا الغرباء المسلحون، وأن نعود إلى أصل الحكاية وأصل المشروع الوطنى السورى بعيدا عن شعارات الإسلام السياسى التى أخرجت القطار عن سكته، ونعود إلى الأهداف الحقيقية والمشروعة التى نادى بها غالبية السوريين منذ بداية الحراك السلمى، وهو بناء الدولة الديمقراطية وتطبيق العدالة الاجتماعية والتداول السلمى للسلطة. أتمنى أنه عندما يعرض العمل تكون سوريا فى هذا المربع الذى أتحدث عنه، وعندها سيكون العمل احتفاء بالآلام والتضحيات التى قدمها السوريون من أجل هذا اليوم. أما إذا كانت فى مربع آخر لا سمح الله، فسنرى فى هذا العمل أن تضحيات وآلام السوريين الجسيمة هى وصمة عار على جبين كل من حال بينهم وبين حلمهم فى حريتهم وفى دولتهم المنشودة.

هل تشعر أن هناك أملا فى أن تعود سوريا للحل السياسى فى «جنيف 2»؟

- إنه طريق وعر، يغلفه الضباب، ونحن كسوريين نسافر عبر هذا الطريق فى مركبٍ، نكذب لو قلنا إننا نحن من يقوده، ولكن ماذا بقى لنا إلا الأمل، إن ما جرى ويجرى فى سوريا شىء يفوق قدرة الخيال، وليس لنا إلا أن نسعى لدى المجتمع الدولى والإقليمى كى نغلّب مصلحة سوريا على مصالح العالم الذى يحارب على أرضها.

وهل ترى أن المعارضة الموجودة حاليا تمثل الشارع السورى أم الجماعات المسلحة؟

- وهل المعارضة جسد واحد كى تمثل نفسها قبل أن تمثل الشعب السورى؟ كلتاهما لا تمثل الشعب السورى. وكذلك الكتائب المسلحة كيف لها أن تمثل الشعب السورى وقد كانت جزءا كبيرا من محنته؟ ثم إن الشعب السورى صار بحاجة إلى ممثلين يمثلونه وليس إلى ممثل واحد.. إن حجم الانقسام كبير، والكل يدعى، نظاما ومعارضة، أنهم يمثلون هذا الشعب، ولكن كلاهما بعيد عن الحقيقة، والأفضل أن يصف نفسه بأنه الأمر الواقع، قد يكون عندها اقترب من الحقيقة أكثر.

وكيف ترى حالة اللاجئين السوريين فى جميع بلدان العالم العربى؟

- بؤس لا يعادله بؤس.

وهل ترى أن الربيع العربى كان أكذوبة كبيرة حركته أياد خارجية؟

- أولا يجب أن نناقش طبيعة المصطلح «الربيع العربى»، وكما هو معروف أنه مصطلح قديم أطلق على انتفاضة التشيك «ربيع براج»، وهى بالمناسبة انتفاضة سحقتها الدبابات السوفيتية، المشكلة فى هذا المصطلح أن دلالاته شديدة الرومانسية، توحى بأن الينابيع ستتفجر من تلقاء نفسها وتتحول إلى جداول للمياه العذبة، تسقى وروداً ستتفتح من تلقاء نفسها، مغوية النحل كى يرشف من رحيقها ويصوغ ذاك الرحيق عسلا. الأمور ليست على هذه الشاكلة.. إنه مسار صعب جدا، لأن الناس فى مواجهة أنظمة عنفية وميراث ثقيل من التشوهات السياسية والخوف وندرة القيادات الجامعة لحراكها. لست مقتنعا بأن الجماهير لا تحتاج إلى نخب وطنية تتمتع بثقة الجماهير وتقود حراكها بالاتجاه الصحيح، لعل الأحداث الجارية ستخلق هذه النخب، ولكن ذلك يحتاج إلى وقت طويل، وللوقت تكاليف باهظة كما هو واضح.

أما إذا كنا نقصد بالمؤامرة أن الأمم الأخرى ومراكز القوى تخطط وتسعى كى تحقق مصالحها على حساب مصالحنا، خالقة فى سبيل ذلك الظروف المناسبة لها، أو أن تستغل الظروف الطارئة لتحقيق ذلك، فإن المؤامرة بهذا المعنى موجودة دائماً، قبل الربيع العربى وستبقى بعده. السؤال الكبير هو: «كيف نتعامل نحن مع هذه المؤامرة وكيف نرد عليها ونحبطها.. ألم ينتشر الخبر الجلل بعد أن دخلت الدبابات الأمريكية إلى بغداد بأنهم لم يأتوا إلا كى يحققوا الديمقراطية فى بلدان المنطقة؟»، كان الرد سريعا من قبل الكثير من الوطنيين بأننا نرفض أن تأتينا الديمقراطية عبر الدبابة الأمريكية، وارتفع شعار «بيدى لا بيدك يا عمر»، أى إننا سنبنى ديمقراطيتنا بيدنا وستكون خيارنا الوطنى الذى سنلتف حوله جميعا بعيدا عن العنف وبعيدا عن تعريض الأمن القومى أو السلم الاجتماعى إلى أى اهتزاز.. ولكن بمجرد أن شعرنا بأن الأمريكان غارقون فى كذبتهم العراقية حتى وجدناها فرصة لأن ننسى ما قلنا، ونعيد موضوع الديمقراطية حيث كان فى الأدراج ونقفل عليه. ألم يكن ذلك خدمة للمؤامرة؟ أظنه كذلك.

ثم جاء الإسلاميون السياسيون متوهمين أنهم يستطيعون ركوب الموجة العاتية وترويضها لصالحهم، وتعاملوا مع أوطاننا وكأنهم الفاتحون ونحن المشركون، وخلطوا المفاهيم وأخذوا الحكاية كلها بعيدا عن أصلها، وهو أن الشعوب تريد دولة الحق والقانون والمواطنة الكريمة التى لن تكون دون ضمان الحرية.

وهل ترى أن تدخل الجيش المصرى أنقذ البلاد من توغل الإخوان فى المنطقة؟

- فى يناير 2011 ويوليو 2013 لم يكن أمام المؤسسة العسكرية المصرية من خيار آخر، استشعرت أن أمن ومستقبل الوطن يقع عليها، وبناءً عليه تصرفت.

ما شعورك بعد أن فقدت والديك فى أسبوع واحد؟

- صدمة كبيرة وفقدان لا يعوض.

وكيف تأثرت لعدم وجودك بجوارهما فى مثل هذه اللحظات؟

- مؤسف جدا.. ولكن مآسى غيرى من السوريين تجعلنى أجاوز هذا الإحساس بالمرارة.

وهل تتذكر آخر الكلمات التى جمعت بينكم هاتفيا قبل الوفاة؟

- والدتى رحمها فى آخر أيامها بدأت تفقد ذاكرتها ولم تعد تنادينى باسمى بل تنادينى باسم أبى صالح، وهى الشخصية التى لعبتها فى التغريبة الفلسطينية.. لقد كانت مغرمة بهذا المسلسل، تتابعه كلما أعيد عرضه، ربما لأننى كأبى صالح فى التغريبة، كنت ابنها البكر ورفيق دربها فى حياتها الصعبة. رحمها الله وأسكنهما فسيح جناته.

المصري اليوم في

02.02.2014

 
 

الفيلم الإيراني "محمد رسول الله" قارب الانتهاء ويعرض قريبا 

كتب سجاد أميري من طهران في جريدة "عمان" التي تصدر في إمارة مسقط تحقيقا عن الفيلم الإيراني الضخم الذي ينجزه المخرج الايراني المعروف مجيد مجيدي عن محمد رسول الله ننشره في اطار تغطية موقعنا لأهم ما ينشر عن السينما في الصحف العربية:

وصل أكبر مشروع سينمائي في ايران أخيرا الى خط النهاية حين أعلن المخرج الإيراني المعروف مجيد مجيدي ان فيلم  "محمد رسول الله" قارب النهاية وهو يحكي عن الفترة التي سبقت ولادة الرسول محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام لحين بلوغه الثانية عشرة من عمره الشريف.

ويتوقع ان يعرض الفيلم خلال العام الجاري، بعد دبلجته الى ثلاث لغات هي العربية والانجليزية والاوردية، في صالات السينما الايرانية، بالتزامن مع دور العرض في بعض الدول الاسلامية.

وأكد مخرج الفيلم السينمائي التاريخي مجيد مجيدي انه استفاد في انتاج  الفيلم من كتب التاريخ الاسلامي، انطلاقا من تاريخ ابن هشام ومرورا بتاريخ الطبري وكافة النسخ التاريخية الاخرى التي دونت في هذا المجال.

واضاف مجيدي في مؤتمر صحفي حول الضجيج المفتعل بشأن هذا الفيلم الذي اعتبرها وجهات نظر متسرعة، قال: "اننا اغلقنا الطريق امام اية شبهة. من جهة اخرى اخترنا حقبة من تاريخ حياة النبي الاعظم التي سبقت الولادة وإلى مرحلة الطفولة وبدايات الشباب لنعالج مبدئيا موضوع ظهور الاسلام.

وتابع: "ان الفيلم يرد على سؤال "ما هي ضرورة مجيء الاسلام؟ ويعالج مرحلة العصر الجاهلي قبل مجيء الاسلام حتى ولادة الرسول محمد وحياته وسفره في سن 12 عاما برفقة عمه ابي طالب الى الشام، وبعد وصولهم الى الراهب المسيحي بحيرا تنتهي القصة حيث يبشر الراهب ابا طالب بنبوة ابن اخيه محمد. واضاف: "هذه هي حقبة لا خلاف حولها بين ابناء مختلف المذاهب الاسلامية ولذلك فأنا متأكد ان عرض الفيلم يؤدي الى وحدة العالم الاسلامي".

وحول الاسباب التي دفعته لإنتاج هذا الفيلم قال المخرج مجيدي: هناك نوع من العناد والمناهضة للإسلام بدأت في الغرب في العقود الماضية وبلغت ذروتها في الاساءة لقدسية الرسول بنشر الرسوم الكاريكاتورية والافلام المسيئة له عليه الصلاة والسلام، كما كانت هناك قراءات خاطئة عن الاسلام وتم تقديم صورة عنيفة ومشوهة عن الاسلام وبالتالي تم ربطه بالإرهاب والحرب واراقة الدماء".

واضاف المخرج الإيراني: “من المؤسف انه تم ترسيم نظرة راديكالية عن الاسلام، تلك النظرة التي اعتمدت في قراءاتها على الجماعات المتطرفة والقاعدة والذين شوهوا صورة الاسلام الحقيقي السمح ولذلك فان الغرب أخذ هذا الجانب الخاطئ وتجاهل الاسلام الحنيف الحقيقي الذي ليس له علاقة بالإسلام الطالباني".

وختاما قال مجيدي: "انني بذلت قصارى جهودي في هذا الفيلم لتقديم صورة حقيقية عن الاسلام ونبي الرحمة و"رحمة للعالمين".

ويقارن مجيدي أنه في ظل وجود أكثر من 200 فيلم تتناول حياة المسيح عليه السلام وأكثر من 100 فيلم عن حياة النبي موسى عليه السلام، لم ينتج خلال 40 عاماً سوى فيلم واحد عن سيرة الرسول محمد.

وفيما يخص السيناريو الذي شارك في كتابته مجيدي بمعية كامبوزيا برتوي وحميد امجد فقد أنتهى مسودته خلال ثلاث سنوات. والسيناريو تم إقراره من قِبل فريق من المؤرخين والباحثين في السنة النبوية الشريفة.

وتمت ترجمة الوثائق التاريخية للأحداث بمساعدة فريق آخر شارك فيه عدد من رجال الدين من دول عدة مثل إيران والمغرب وتونس ولبنان والعراق والجزائر. ويقول مجيدي "لسوء الحظ لا توجد مصادر شاملة كاملة حول طفولة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما المصادر المتاحة تحوي بعض البيانات المتكررة والمزيفة".

يشار الى ان هذا الفيلم هو ثاني أكبر انتاج سينمائي ايراني حتى الآن وتكون ميزانية انتاجه اكثر بكثير من نظرائه الداخلية في المضامين الدينية حيث يعتبر هذا المشروع الفني الأكثر تكلفة في تاريخ السينما الإيرانية.

وتم تصوير ٩٩ بالمائة من المشاهد في ايران؛ بينما صُورت المشاهد المتعلقة بخروج "ابرهة الحبشي" بجيش كبير للهجوم على مكة وهدم الكعبة المشرفة، في القارة الافريقية. وتم انتاج الفيلم بجهود فريق فني ضم اشهر الفنانين والمصورين من ايران وعدد من الدول العربية والاجنبية.

وقد اراد المخرج مجيدي من هذه الخطوة والخطوات المشابهة كالتصوير في افريقيا وترشيح فنانين اجانب للمشاركة في العمل، اراد ان يكون هذا العمل على مستوى عالمي لأجل استقطاب مشاهدين عالميين وتعريف العالم بشخصية النبي الاكرم محمد حيث ضم فريق عمل الفيلم، حاصلين على الاوسكار منهم المصور العالمي المعروف الايطالي (فيتوريو اسطورارو) الذي قال حول تصويره مشاهد فيلم "لقد كان كتاب رسم لـ محمود فرشجيان الرسام الايراني الشهير مصدر الهام لي في تصوير مشاهد الفيلم".

وقال الايطالي مدير التصوير (فيتوريو ستورارو) الحاصل على ثلاث جوائز اوسكار في لقاء له نشرته مجلةMovie Maker   السينمائية التي تصدر في امريكا، حول انضمامه الى المشروع السينمائي الايراني الكبير: في سنة 2010 عملت مع المخرج الجزائري رشيد بن هادي في عمل سينمائي جزائري، ولغرض ان اتعرف على الاسلام اكثر شرعت بقراءة كتاب عن حياة الرسول محمد، وما ان اتممت الكتاب، وكما في الاحلام، تلقيت رسالة الكترونية مضمونها، هل انت راغب بالعمل في انتاج الجزء الاول من ثلاثية سينمائية عن حياة الرسول محمد؟ ومن ثم جرى اللقاء بين اسطورارو من جانب والمخرج مجيدي والمنتج مهدي حيدريان من جانب آخر في روما يونيو سنة 2010.

واضاف: فيتوريو اسطورارو في اللقاء حول العمل ومتلقيه: لقد اوضحوا لي انهم يرجحون في الاهمية التركيز على المخاطب او المشاهد العالمي على قصة حياة الرسول ذاتها وان يفهم الناس في العالم معنى القرآن، فسالت هل ان الفيلم يهدف الى ان يوحد الناس بمختلف اديانهم في العالم، ام يصنفهم الى اقسام؟ فأجابوا ان الهدف هو ان يوحدوا الناس بأديانهم وقناعتهم المختلفة، وقالوا: ان رسول الله محمد هو قصة على مستوى الانسانية. وبعد المحادثات الاولية حول العمل قرأ فيتوريو اسطورارو القرآن وكتاباً عن حياة الرسول وزار عدة متاحف منها المتحف الوطني في طهران، وهو المكان الذي يوجد فيه نصوص ورسوم وتماثيل كثيرة عن ذلك الزمان.

واشار فيتوريو ستورارو الى اسم يعرفه الايرانيون جيداً قائلاً: ارشدني مجيدي الى مشاهدة لوحات رسم في كتاب لاحد الفنانين الايرانيين الكبار واسمه محمود فرشجيان فكان هذا الكتاب بمثابة مصدر الهام لأفكاري في الفيلم.

ومن ضمن فريق عمل الفيلم الحاصل على الاوسكار في المؤثرات البصرية عن فيلم "باب" لسنة 1996 وهو سكارت اي اندرسون، وقد تولى مهمة صنع المؤثرات البصرية لمشاهد هجوم ابرهة الحبشي في الفيلم، ولـسكارت اي اندرسون اعمال في المؤثرات البصرية للأفلام: "مغامرات تن تن" و"ترميناتور 2" و "البوابة التاسعة" و"كينك كنك" و"العظام المحببة". وضم فريق عمل مجيدي ملجن كركاك كاكوف تيس الحاصل على جائزة سيزار و المرشح لعدة جوائز اخرى وهو مصمم ديكو ومشاهد معروف عالمياً.

المخرج الايراني الشهير مجيد مجيدي حاصل على جوائز عدة وطنية ودولية ومن أبرزها عن فيلمه “أبناء الجنة”. وقد رشح في وقت سابق لنيل جائزة أكاديمي عام 1998 لأفضل فيلم بلغة أجنبية.

الفيلم السينمائي "محمد رسول الله" للمخرج مجيدي يعتبر امتداداً لسلسلة الاعمال التاريخية التي اشتهرت بها السينما والدراما الايرانية مؤخراً، مثل مسلسل "يوسف الصديق" و"ملك سليمان " و"أصحاب الكهف".

عين على السينما في

02.02.2014

 
 

نصف قرن على بدء الهجرات لأوروبا

أمستردام – محمد موسى 

نصف قرن تقريباً هو ما يفصل بين مشاهد الأسود والأبيض لصفوف طويلة من طالبي الهجرة من المغاربة، كانوا يتكدسون أمام سفارات أوربية في شوارع أنيقة في العاصمة المغربية الرباط في بدايات عقد الستينيات من القرن الماضي، وتلك المُلونة للاحتفال الرسمي بتنصيب الهولندي من الأصول المغربية أحمد أبو طالب، عمدة لمدينة لروتردام الهولندية قبل أعوام قليلة. هذان التاريخان الرمزيان سيشكلان ما يُمكن إعتباره زمن أحداث الفيلم التسجيلي الهولندي "بلد الوصول". صورة النجاج الناصعة في المشاهد الختامية ستقابلها أخرى في الفيلم شديدة القتامة عن تعرقل عمليات اندماج بين مهاجرين ودول أوربية، والتي أعلن رسمياً ومراراً عن فشلها في السنوات الإخيرة. لن يُقدم الفيلم فقط رحلة النجاح لمهاجر، والتي انتهت بوصوله إلى قُمة هَّرم السلطة في البلاد الجديدة، هو سيمِّر على المطبات العديدة التي تُوسِّم علاقة مُهاجري أوروبا بمجتمعاتهم الجديدة.

ينتقي الفيلم التسجيلي الهولندي الضخم "بلد الوصول" مادته من خمسين عاماً من التغطيات التلفزيونية الأوروبية لموضوعة الهجرة، ويُعيد ترتيب، عبر المواد الأرشيفية المُتاحة،  أحداث السنوات التي مرت على عجالة، وينبش في الصور النادرة ويربط الماضي وأخطاءه بالحاضر ومُعضلاته، ويُحاول أن يستشرف المستقبل، اعتماداً على تجارب سابقة، دون أن يُخفي خوفه من الآتي. فيما تُهيج مادته الأرشيفية الثرية والنادرة أسئلة على غرار: أين أصبح أولئك المهاجرون بوجوهم الشابة وعيونهم المفتوحة بدهشة، كما سجلتهم الكاميرات التلفزيونية وقتها، والذين دفعتهم الحاجة وخراب بلدانهم الى طلب الرزق خلف البحار، أين هم الآن، هل عادوا الى الأوطان الأم بعد تعاقدهم، وماهو مصير أبنائهم وبناتهم، هل لازالوا يعيشوا كأهلهم على هوامش المدن الكبرى، أم وجدوا الاستقرار الذي افتقده جيل الآباء ؟

بعد أن كان حَدَّث الدورة الأخيرة من مهرجان أدفا للسينما التسجيلية الذي ينعقد سنوياً في العاصمة الهولندية، وصل الفيلم التسجيلي الى العرض التلفزيوني في هولندا أخيراً. الفيلم الذي جرى تجميعه من مواد أرشيفية تلفزيونية يعود بعرضه على الشاشات الصغيرة لبيته الأصلي، ليكشف ضمن ما يكشف، تطور التغطيات التلفزيونية بشكل عام، ولموضوع الهجرة والمهاجرين بشكل خاص. يستعين الفيلم بأرشيف ضخم من عدة دول هي: بريطانيا، السويد، ألمانيا، هولندا، فرنسا، الدنمارك، بلجيكيا. هذه الدول هي التي شهدت الهجرات الأكبر في الخمسين عاما الماضية، بعضها لبناء ما هدمته الحرب العالمية الثانية، والأخرى لسَّد حاجات بلدان لأيد عاملة بعد ثورتها الصناعية في عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية

تتفاعل التغطيات التلفزيونية مع التحولات الاجتماعية وأحيانا الانفجارات التي طَبَعت علاقة المهاجرين مع البلدان الجديدة، أو تفاعل السكان الأصليين مع وجود  أولئك الباحثين عن حياة جديدة. الشيء اللافت في تلك التغطيات التلفزيونية هو الوعيّ المُبكر لقنوات تلفزيونية أوروبية بالأثر الاجتماعي لهجرات عمال من دول بثقافات مُختلفة للقارة الأوروبية. يُسجل مثلاً مراسل تلفزيوني هولندي لقاءات مع عمال مغاربة ينتظرون أمام سفارة بلده قبل خمسين عاماً ويطرح أسئلة مُفصلة عن المستقبل وأحلام هؤلاء العمال بحياة جديدة، فيما يقوم زميل له بمرافقة مجموعة من العمال الإيطاليين، الذين كانوا بالقطار في طريقهم الى هولندا. فالهجرة لم تقتصر وقتها على دول العالم الفقير البعيد، الإيطاليون والإسبان واليونانيون هاجروا بأعداد كبيرة للعمل في شمال أوروبا. لن يكون طريق أغلب المهاجرين سهلاً على الإطلاق، فستكون بانتظارهم مشاكل العالم الجديد، وسيعرفون حياة العوز، وسيسكنون في أحياء الفقراء على أطراف المدن. يُظهر تحقيق فرنسي الفقر المدقع لحي بعيد يسكنه مهاجرون، هو، وكما يصف المراسل التلفزيوني، يُشبه أحياء الصفيح في المغرب او تونس. "الغيتو" الذي كان يعيش فيه سكان ذلك الحي، لا يختلف كثيراً عن ذلك الذي يُهيمن على ضواحي المدن الفرنسية والتي خرجت منها، وكل عقد تقريباً مظاهرات وأعمال عنف لأبناء مهاجرين، مطالبة كل مرة بتحسين ظروف حياتهم

سريعاً سيتصدر المسلمون موضوع الهجرة الأجنبية إلى أوروبا الغربية. ليس بالضرورة لأنهم يُشكلون النسبة الأكبر من مهاجريها الجُدد، لكن صدى أحداث العالم المُضطرب سيتردد في القارة الأوروبية. وإذا كان أزمة رواية "آيات شيطانية" للكاتب البريطاني سلمان رشدي، كانت الأولى تاريخياً في سياق الغضب الشعبي الأكثر حدة لمسلمين في أوروبا، فإن الفيلم التسجيلي الهولندي سيقدم مشاهد، بعضها يعود لسبعينيات القرن الماضي، تظهر بدايات الانعزال بين مهاجريين مسلمين ومجتمعاتهم الجديدة. بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، سينقلب العالم على رأسه، ويتحول "المُسلم" الى قنبلة موقوتة. بالطبع ستؤثر أفعال قام بها مسلمين على صورتهم في أوربا في الألفية الجديدة. فابن مُهاجر مغربي سيقتل مُخرجا هولنديا في عز النهار في مدينة أمستردام بسبب مواقف الأخير من الإسلام. ومسلمون شباب ولدوا في بريطانيا سيفجرون قطارات وباصات في لندن، وعنف الضواحي الفقيرة في دول أوروبية، سينضوي تحت عناوين فشل اندماج المسلمين في أوروبا، ويتم تناسي منابع مشاكل تلك الضواحي المُعقدة والغائرة

أشرف على إخراج الفيلم الهولنديان: رينيه رويلوفس و باول سخيفر، والأخير هو فيلسوف هولندي عرف بمواقفه الحادة من الهجرة والمهاجرين في السنوات الأخيرة. يجتهد فريق الفيلم لتقديم مُعالجة شمولية مُعمقة من موضوع الهجرة، بالاعتماد على ما سجلته التغطيات التلفزيونية وقتها. لكن الفيلم يبدو في جزء كبير منه وكأنه نفض يديه من احتمالات نجاح اندماج المهاجرين وأبنائهم وأحياناً أحفادهم بالبلاد التي مازالت جديدة، فالاختيارات ركزت في مُجملها على الفشل والتصادم بين المهاجر ومُجتمعه الجديد، ولم تُبرز نماذج كثيرة ناجحة عن علاقات سويّة بين مهاجرين وبلدانهم الأوروبية. يصل تعليق باول سخيفر بين حقب زمنية، يُحلل بحكمة الفيلسوف الظواهر التي شهدها تاريخ المهاجرين إلى أوروبا، لكن الصُور ستملك قوتها الخاصة. هي ستقود المشاهد، وطوال ثلاث ساعات وقت الفيلم، من البدايات التي كانت تبدو وكأنها تؤذن وأحيانا تُبشر بفترات جديدة تلائم تفاؤل عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية، لتدخل بعدها في عتمة سوء الظن والانعزال، والتمسك بصورة غير واقعية عن البلدان الأم أو الجديدة، وتيه لايزال مستمراً.

الجزيرة الوثائقية في

02.02.2014

 
 

قاعات مصرية تصدّ 'الملحد' لاتقاء شرّ المتشددين

ميدل ايست أونلاين/ القاهرة 

الازهر يجيز عرض فيلم المخرج نادر سيف الدين، والتعصب الديني وانتشار الفتاوى وراء بروز ظاهرة الالحاد في مصر.

تعرّض صناع الفيلم المصري "الملحد" لموقف صادم بسبب رفض المسؤولين ببعض السينمات بوسط القاهرة عرضه، خوفاً من هجوم بعض المتشددين على القاعات، والتعامل بعنف معها ومع جمهورها خصوصاً في ظلّ انتشار شائعات تفيد بأن العمل يدعو إلى الإلحاد.

وقام عدد من صناع الفيلم، الذي يعتمد على الوجوه الجديدة، بالذهاب للمسؤولين بغرفة صناعة السينما، يطلبون منهم التوسّط لحلّ هذه المشكلة، خاصة أنه أجيز رقابياً.

ولا يوجد إحصاء مستقل لعدد الملحدين في مصر، ولكن المجاهرة بالإلحاد أصبحت ظاهرة خلال السنوات الأخيرة.

وأعدت شبكة بي بي سي الإخبارية تقريرًا للإجابة على التساؤل الذي بات يطرح نفسه بشدة على الساحة الدينية في مصر، هل هناك حقًا 3 ملايين ملحد في مصر؟.

وسلطت الشبكة الإخبارية الضوء على ما ورد باستطلاع أميركي افاد فيه أن عدد الملحدين في مصر التي يصل تعداد سكانها 84 مليون نسمة وصل إلى 3 ملايين وانه ارتفع بعد صعود الاخوان الى الحكم وانتشار التعصب والتطرف الديني والفتاوى الغريبة.

وقال القس إكرام لمعي، رئيس المجلس الأعلي للكنيسة الإنجيلية: "التطرق لهذا الموضوع شيء رائع، في ظل زيادة أعداد الملحدين في مصر في السنوات الأخيرة نتيجة العنف والفتاوى الغريبة وتراجع مستوى التعليم والكبت الشديد للشباب في كل شيء، بداية من اللباس ووصولا إلى حرية الفكر".

وطلبت الرقابة القائمين على "الملحد" بتأجيل عرضه لمدة أسبوعين لتعديل مشهد ضمن أحداثه.

واعترضت النقابة على المشهد الأخير منه، حيث يتحدث الشاب الملحد في نهاية الفيلم لأحد رجال الدين الذي يحاول طمأنته لوجود الله، ويؤكد له من خلال السيناريو أن الله هو من يرسل الخير وهو أيضا من يرسل الشر ليبتلي به عباده، وجاء اعتراض الرقابة على جملة "الله يرسل الشر".

الأمر الذي جعل المخرج نادر سيف الدين يعيد الفيلم مرة أخرى للمونتاج ليحذف المشهد ويعيد القيام بعملية المونتاج.

وقال أحمد عواض، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية: "الرقابة وافقت عليه، ولن يتم منع أي فيلم من العرض، شريطة أن لا يتعارض مع القوانين الرقابية، والدليل على ذلك عرض فيلم "لا مؤاخذة" الذي يتناول قضية الطائفية والتمييز"،ووافق الأزهر على عرض الفيلم.

وقال الناقد السينمائي طارق الشناوي إنه ليس من الممكن "الحكم على الفيلم قبل مشاهدته، ولكن موافقة الرقابة على عرضه تعني أنه لا يهاجم الدين ولا يدعو للإلحاد، بل أتصور العكس".

و"الملحد"، سيناريو وإخراج نادر سيف الدين، وبطولة ياسمين حمال، وليلى عز العرب، ومحمد هشام، وحسن عيد، صبري عبدالمنعم.

والفيلم المثير للجدل يتناول فكرة الإلحاد في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة وحالة الانقسام التي تشهدها المجتمعات العربية والتجاذب المجتمعي حول هذه الأفكار، ويعرض تحت لافتة "للكبار فقط".

ويعد أول فيلم سينمائي عربي يتناول بشكل مباشر قضية الإلحاد التي تتسم بحساسية شديدة في المجتمعات العربية والإسلامية.

وصرح أدهم عفيفي منتج "الملحد" أن هذا هو الفيلم الأول في السينما المصرية وفي الشرق الأوسط الذي يلقي الضوء على قضية الإلحاد.

وقال أدهم عفيفي واصفاً الفيلم: "قصة الفيلم مستوحاة من قصة حقيقية بالفعل، والتي كتبها نادر سيف الدين كاتب السيناريو ومخرجه في ذات الوقت، فمعظم المشاهد والجمل والموضوعات بالفيلم حقيقية بالفعل وتدور حول شيخ داعية إسلامي وله ولدان ولكنه يقول أقوال كثيرة جدًا ولم يفعل منها شيئا وخصوصاً في بيته حتى يبتليه الله بإلحاد أحد أولاده، ما يسبب بالنسبة له صدمة عاصفة عجلت بوفاته.

"أنا ملحد. النظام الإلهي لا يوجد به أي نوع من أنواع المصداقية ولا العدل ولا الرحمة. أين الإله الذي يتحدثون عنه؟". هذ جملة تتردد على لسان بطل فيلم "الملحد".

وأثار الإعلان عن الفيلم ردود فعل متفاوتة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد وصف محمد جاد على حسابه الخاص على تويتر الفيلم بأنه "كارثة سينمائية" تشجع على نشر الأفكار الإلحادية.

في حين قال عمر الدقن انه خطوة جيدة على الطريق ويجب أن يكون هناك أعمال أخرى جريئة تساعد على زيادة الوعي في مجتمعاتنا العربية.

وتقول أميرة بدوي على حسابها: "بغض النظر عن المحتوى، من الجيد أن توافق الرقابة على فيلم بهذه الجرأة ويكون هناك حرية أكبر لصناع السينما".

وتوصي لمياء حاتم إلى عدم الحكم على الفيلم قبل مشاهدته، قائلة: "من الممكن أن يكون هذا الفيلم توعوي. مصطفى محمود أصدر كتابا بعنوان حوار مع صديقي الملحد ولم يكن له علاقة بالإلحاد، بل كان يهاجم الإلحاد".

ميدل إيست أنلاين في

02.02.2014

 
 

رنـات

الأب يوسف مظلوم.. وداعاً

خيرية البشلاوى 

غيب الموت الأب يوسف مظلوم المدير السابق للمركز الكاثوليكي المصري للسينما.. ومن الأشياء المؤلمة جداً أن يغيب عن الدنيا من يسعون فيها للخير والمحبة. هناك أشخاص لو غابوا افتقدناهم فعلاً وتحسرنا علي أيامهم. والأب مظلوم واحد من هؤلاء دون شك

إنه رجل دين مستنير يثري من يجلس إليه بأحاديثه وثقافته.. وإنسان محب للجمال وللإنسان أياً كان دون تمييز. يفعل الخير تلقائياً وبتواضع شديد أحاديثه عذبة ولكنته المتأثرة بجذوره الشامية وثقافته وإلمامه باللغات الغربية تضفي عليها شيئاً من التميز

ربطتني بالأب يوسف صداقة طويلة ممتدة فقد كان حريصاً علي السؤال وتبادل الحوار. ومازالت رنة صوته ولقاءاتنا حاضرة ومنها لقاء في بيتي مع زوجي الذي كان يكن له إعجاباً كبيراً لغرامه الشديد باللغة العربية وقراءاته الغزيرة للأدب العربي ودراسته للشعر والتحاقه بكلية الآداب جامعة القاهرة في الستينيات وحصوله علي درجة الماجستير عام 1981 وكان مفتوناً بشعر أبوالطيب المتنبي

ولم يكن يوسف مظلوم شخصية عادية أبداً بل يعتبر حالة فريدة وسط القساوسة ورجال الدين عموماً. يُحب الفن ويهتم بالسينما ويعتبر الأفلام الجيدة الهادفة وسيلة للارتقاء والسمو الأخلاقي وكنا كثيراً ما نتبادل الرأي في الأفلام التي تصلح للمسابقة السنوية التي يقيمها المركز الكاثوليكي في مهرجان يعتبر الأقدم في تاريخ المهرجانات السينمائية في مصر. وللمركز فضل كبير علي جميع المهتمين بالسينما

ساهم الأب يوسف مظلوم في تطوير دور المركز الكاثوليكي من خلال اهتمامه بالفنون وتكريمه للفنانين والكتاب وتثمينه لأدوارهم الثقافية والإنسانية

وكان هذا القس الرائع إلي جانب ثقافته الغزيرة يضرب المثل النموذجي لمعني التدين. ولمعني أن يكون رجل الدين روحانياً متسامحاً ومؤمناً ملتزماً. وخادماً أميناً لرب العالمين وقد تحمل المرض بكل إيمان ورجاء وصبر

عاني يوسف مظلوم طويلاً. وغاب هذا العقل الجميل المصقول عن الوعي فترة ومن أصعب الأشياء علي الأصدقاء من اقتربوا منه وعرفوه أن يروا هذا الإنسان المحب والساعي للخير في حالة من الوهن ومن عدم القدرة علي التركيز

اشتغل الأب مظلوم بالصحافة وأصدر صحيفة "حامل الرسالة" وظل رئيساً لتحريرها فترة ومازالت "الرسالة" تصدر حتي الآن

ولد يوسف مظلوم في القاهرة عام 1935 وكان الولد الوحيد في أسرة مكونة من ثلاثة أطفال من أصل لبناني وحبه للغة العربية ورثه عن والده الذي كان صديقاً حميماً للأديب خليل مطران

يقول عنه صديقه ورفيقه الأب رفيق جريش راعي كنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك: "الأب مظلوم كان دائماً يقول: إنه عندما بدأ يكتب في جريدة حامل الرسالة كان متأثراً بالصحفي محمد زكي عبدالقادر من دون أن يقلده. وأنه تعرف علي كثير من الصحفيين والمفكرين والكتاب الذين كانوا يجتمعون في صالون عبدالقادر. ثم بدأ يترجم الكتب وينفتح علي آداب الفكر الغربي وعلي آخر الإصدارات التي قلما استطاع المفكرون الحصول عليها وأول كتاب قام بترجمته "كلام رجالة" لروجيه جارودي الذي أعلن فيهه تركه للشيوعية

ويضيف الأب جريش: أن الأب مظلوم تحاور مع نجيب محفوظ وعبر له عن إعجابه برواية "أولاد حارتنا" وكذلك تعرف علي توفيق الحكيم وتأثر بكتابه "عودة الروح" وعلي يوسف السباعي الذي قال عنه "إن رواياته جعلتني أضحك وأبكي" التقي يوسف مظلوم مع صلاح طاهر ولويس عوض وحسنين هيكل وإحسان عبدالقدوس وأسماء ووجوه كثيرة تحفر في ذاكرة الأب مظلوم وأثرت فيه وأنه تعلم من خلالهم التواضع والصبر والجلد

ويقول الأب جريش إن الأب يوسف مظلوم بطلعته البهية كان يستقبل زواره بأذرع مفتوحة وزيارة مكتبه بمثابة زيارة لسنوات الماضي ولذكريات ثقافية وتاريخية.. رحم الله الأب يوسف مظلوم وأسكنه فسيح جناته!!

المساء المصرية في

02.02.2014

 
 

«لا مؤاخذة»..

يتجاوز حاجز المليون جنيه فى الأسبوع الأول

محمد زكريا 

أثرت الأحداث السياسية التى جرت على مدار الأسبوع الماضى بشكل سلبى على إيرادات معظم أفلام منتصف العام، إذ لم ينجُ من هذه الأزمة سوى فيلم «لا مؤاخذة» للمخرج عمرو سلامة الذى حقَّق مفاجأة كبيرة على غير المتوقع، وتجاوزت إيراداته فى أسبوع عرضه الأول مليون جنيه، رغم أن بطل الفيلم الرئيسى طفل لا تتجاوز سنُّه عشر سنوات، هو أحمد داش، بينما يشارك فى بطولته كل من كندة علوش وهانى عادل.

غادة عبد الرازق حقَّقت بفيلمها «جرسونيرة» مليونَى جنيه رغم أنه الفيلم فى أسبوعه الرابع، وكان متوقَّعًا أن ينجح فى تحقيق إيرادات أكبر من ذلك بكثير. يشارك فى بطولة العمل كل من نضال الشافعى ومنذر رياحنة، وهو من تأليف حازم متولى وإخراج هانى جرجس فوزى. أما فيلم «أسرار عائلية» الذى أحدث ضجة كبيرة فى الشارع المصرى بسبب جرأة موضوعه الذى يتناول المثلية الجنسية، وأزمته الشهيرة مع الرقابة، فحصد فى أسبوعه الأول ستين ألف جنيه فقط، وهو بطولة الوجه الجديد محمد مهران وبسنت شوقى وسلوى محمد على، ومن تأليف محمد عبد القادر وإخراج هانى فوزى. على جانب آخر اضطُرَّ مسؤولو دور العرض إلى رفع فيلم «الهاربتان» بطولة ريم البارودى ونرمين ماهر، وإخراج أحمد النحاس، من السينمات بعد عرضه لمدة تقترب من شهر ونصف الشهر، ولم يستطع خلالها سوى تحقيق 80 ألف جنيه فقط.

ومن المتوقع أيضًا أن يلحقة فيلم «حصلّنا الرعب» بطولة محمد شرف وعبد الله مشرف ومجموعة من الوجوه الجديدة، من تأليف وإخراج طارق عبد المعطى، إذ حقق إيرادات 90 ألف جنيه فى مدة عرض تصل إلى شهر تقريبًا، بالإضافة إلى فيلم «فيلا 69» لخالد أبو النجا وأروى جودة ولبلبة وتأليف محمد الحاج وإخراج آيتن أمين، إذ طُرح فى أواخر ديسمبر الماضى ولم تتجاوز إيراداته نصف مليون جنيه. أما أفلام عيد الأضحى المستمرة فى دور العرض حتى الآن فيتصدرها فيلم «هاتولى راجل» بطولة أحمد الفيشاوى، وشريف رمزى، ويسرا اللوزى، وإيمى سمير غانم، الذى ما زال يحقق إيرادات جيدة وصل إجمالها إلى 6 ملايين وسبعمئة ألف جنيه، وأيضًا فيلم «عش البلبل» بطولة كريم محمود عبد العزيز ومى سليم ودينا وسعد الصغير، الذى حقق الأسبوع الماضى 70 ألف جنيه، ليقترب إجمالى إيراداته من المليون العاشر، وما زال ينافس أيضا فيلم «القشاش»، بطولة محمد فراج وحورية فرغلى، وقد حصد الأسبوع الماضى 55 ألف جنيه ليصل إجمالى إيراداته إلى 5 ملايين وسبعمئة ألف جنيه.

كذلك استقبلت دور العرض نهاية الأسبوع الماضى فيلم «خطة جيمى»، بطولة المطربة ساندى والطفلة جنا وإسلام جمال وإخرج تامر بسيونى، وفيلم «سعيد كلاكيت» بطولة عمرو عبد الجليل وعلا غانم وإخراج بيتر ميمى، كما سيُطرَح فيلم «المهرجان» بطولة محسن منصور وأمينة خليل وإخراج حسام الجوهرى، وقد تَأجَّل فيلم «المعدية» لدُرَّة وهانى عادل ومى سليم وأحمد صفوت، إخراج عطية أمين، بسبب الأحداث السياسية، إذ كان مقرَّرًا طرحه الأربعاء الماضى.

نشر: 23/1/2014 6:48 ص

منى زكي:

أحببت فيلم «لامؤاخذة» لأنه يحمل رسالة رائعة

أشادت الفنانة منى زكى بفيلم «لا مؤاخذة» للمؤلف والمخرج عمرو سلامة، وذلك بعد مشاهدتها له بالعرض الخاص الذى أقيم اليوم للفيلم فى مول العرب.

وقالت «منى»: «أحببت الفيلم جداً،لأنه رائع، ويحمل رسالة رائعة» .

فيلم «لامؤاخذة» من إخراج وتأليف عمرو سلامة، وأنتجته شركتا فيلم كلينك وThe Producers Films التي يديرها المنتج هاني أسامة، ويشارك في بطولة الفيلم النجمان كندة علوش وهاني عادل، مع الطفل أحمد داش، ويقوم الفنان أحمد حلمى بدور الراوى لأحداث العمل.

ويحكي الفيلم عن شخصية هاني عبد الله بيتر، وهو طفل تنقلب حياته رأساً على عقب بعد وفاة والده، واكتشاف والدته أنه ترك ديوناً كثيرة، فتضطر لنقل ابنها إلى مدرسة حكومية بعدما كان في مدرسة خاصة، ليواجه الطفل مأزق اختلاف الطبقات بين المدرستين، ويزداد الموقف تعقيداً عندما يُضطر لعدم الكشف عن ديانته المسيحية، والاستسلام لفكرة زملائه ومدرسيه الذين لم يلحظوا اسمه كاملاً وظنوا أنه مسلم.

التحرير المصرية في

01.02.2014

 
 

لجنة دعم المهرجانات تلتقي بالمسؤولين عن التظاهرات السينمائية بالرباط

ملياران و800 مليون درهم لدعم مهرجانات السنة المنصرمة

ضمير اليقوتي* | المغربية 

عقدت لجنة دعم المهرجانات السينمائية، نهاية الأسبوع المنصرم، بالمركز السينمائي المغربي، اللقاء التواصلي الأول، الذي جمعها بمديري المهرجانات والتظاهرات السينمائية.

قدمت اللجنة خلال اللقاء، الذي يهدف إلى الإخبار والتواصل وتبادل وجهات النظر في القضايا التنظيمية والفنية واللوجيستيكية، تقييما عاما للسنة الأولى من عملها على لسان رئيسها حسن الصميلي، تلته مداخلات تمحورت حول الجانب القانوني ثم الجانب التنظيمي والجانب الفني، إضافة إلى ملاحظات واقتراحات حول القوانين والمساطر المنظمة.

ملياران و800 مليون درهم لـ53 تظاهرة

بعد افتتاح اللقاء من طرف محمد الخراز عضو اللجنة، الذي أشرف على تسيير الجلسة، أشار حسن الصميلي في تقديمه العام إلى كون اللجنة ومساطر اشتغالها مازالت حديثة واعتبر أن السنة الأولى من عمرها سمحت بتسجيل نقط قوة ونقط ضعف يجب تداركها. 

وركز في حديثه عن نقط قوة المساطر الجديدة لدعم التظاهرات السينمائية على الموضوعية في منح الدعم المتجلية في تبني شبكة معايير واضحة والاستقلالية في أخذ القرار التي تجعلها تعلن عن النتائج لوسائل الإعلام مباشرة، دون أخذ رأي المؤسسة الوصية عن الاتصال، والوضوح في الرؤية والأهداف كالترويج للثقافة السينمائية والفيلم المغربي والتكامل الجغرافي والموضوعاتي وإنصاف المدن الصغيرة وتعزيز مهنية المهرجانات الكبرى وتشجيع التظاهرات التي لها وقع ومضامين جيدة.

وفي تقييمه لحصيلة السنة، أشار حسن الصميلي إلى أن اللجنة توصلت بطلبات دعم 66 تظاهرة استفادت منها 53 بمبلغ إجمالي وصل إلى مليارين و800 مليون درهم، مشيرا إلى أن مهرجانين كبيرين استحوذا على 65 في المائة من الغلاف المالي المخصص لدعم التظاهرات السينمائية.

ويتعلق الأمر المهرجان الدولي للسينما بمراكش والمهرجان الوطني للفيلم، رغم أن اللجنة عملت على تقليص الدعم المخصص للتظاهرتين مقارنة مع السنوات السابقة، واستفادت 51 تظاهرة سينمائية من 45 في المائة المتبقية.

وفي حديثه عن نقط الضعف التي سجلتها اللجنة، خلال السنة الأولى من اشتغالها، وقف رئيس اللجنة عند ثغرات المساطر والنصوص المؤطرة لعمل اللجنة كعقدها لدورتين فقط في السنة، وفرض جوائز لا تقل عن 150 ألف درهم بالنسبة للمهرجانات السينمائية من فئة "ج"... وهي ثغرات يسمح القانون المنظم نفسه بدراستها وتداركها.

وختم رئيس اللجنة تقديمه بالحديث عن التعديلات المزمع إدخالها على المساطر ورغبة اللجنة في تحقيق تواصل أفضل مع مديري التظاهرات السينمائية وعدم الاقتصار على البلاغات.

من أجل هوية موضوعاتية وتنظيمية وفنية لكل تظاهرة

في الورقة الأولى التي تطرقت إلى الجانب القانوني من عمل اللجنة وتنظيم التظاهرات السينمائية قدمت مريم خطوري عرضا للإطار القانوني وبنود المرسوم والقرار المشترك بين الوزارتين المعنيتين.

وفي تدخله المتعلق بالجانب التنظيمي، استعرض أحمد عفاش أهم الاعتبارات الوازنة في ملف طلب الدعم ومرافعة منظمي التظاهرة أمام اللجنة، ومن النقط التي أشار إليها ضرورة تنصيص الهيئة المنظمة للتظاهرة على أهداف سينمائية ضمن قانونها الأساسي، والاحتفاظ بالتسمية نفسها للتظاهرة في كل مراحلها ووثائقها، وأهمية البحث عن صفة جمعية ذات النفع العام، وضرورة توفر القنوات الأجنبية التي تغطي التظاهرات على ترخيص بالتصوير يمنحه المركز السينمائي المغربي، وتوزيع مهام اللجنة المنظمة مع التمييز بين مدير الإنتاج والمدير الفني ومدير الاتصال والمدير المالي وكتابة التظاهرة، والتوفر على التصور الأولي لحفلي الافتتاح والاختتام، والتحديد القبلي للائحة أعضاء لجنة التحكيم.

وبالنسبة للتظاهرات التي تقام بمدن تتوفر على قاعة سينمائية، دعا عفاش إلى ضرورة العمل من أجل تقديم العروض بالقاعة وأن غرفة مستغلي القاعات مستعدة للتدخل من أجل إيجاد صيغ ملائمة للمنظمين وأرباب القاعات السينمائية. 

وفي حديثه عن المسؤولين، الذين يقدمون التظاهرة أمام اللجنة، فضل أن يتم ذلك بواسطة مدير المهرجان والمدير الفني والمسؤول المالي عن التظاهرة مع التركيز على الجوانب التنظيمية والفنية والمالية، وتثمين الوقع الثقافي والسوسيو-اقتصادي للتظاهرة على المستوى المحلي وضرورة اعتماد محاسب مالي لضبط الوثائق المالية.

وخصص مصطفى الطالب المداخلة الثالثة في اللقاء للجوانب الفنية، متوقفا عند العديد من الملاحظات، من أهمها اشتغال مجموعة من التظاهرات على خليط من الأصناف كالروائي الطويل والقصير والفيلم الوثائقي، ما يشتت جهدها ويفقدها خصوصيتها، وضرورة العمل من أجل الوصول إلى هوية موضوعاتية وتنظيمية وفنية لكل تظاهرة، مشيرا إلى أن مجموعة من الذين رافعوا عن تظاهراتهم أمام اللجنة لا يحسنون ذلك.

وأشار إلى أن الإخراج الفني لحفلي الافتتاح والاختتام يشكو من عدة نواقص جمالية بالنسبة لبعض المهرجانات، وأثار الانتباه إلى ظواهر أخرى سلبية برزت خلال السنة كحضور شخص واحد بصفة مديرا فنيا لأربعة مهرجانات سينمائية واشتغال عدة تظاهرات بالأسماء نفسها، ضمن لجنة التحكيم ومؤطري الورشات وتكرار التيمات والمضامين من تظاهرة إلى أخرى.

ملاحظات واقتراحات حول القوانين والمساطر المنظمة

بعد تقديم لجنة دعم التظاهرات السينمائية لعروضها المبرمجة، فتح نقاش مع المسؤولين عن التظاهرات السينمائية، حيث جاءت بعض التدخلات لطرح أسئلة وملاحظات واقتراحات حول القوانين والمساطر المنظمة، ومنهجية اشتغال اللجنة أو الإجابة عليها كالتساؤل عن حاجة المغرب لكل هذه التظاهرات، ومعايير الانتقاء والثغرات القانونية، والحيف الذي طال التظاهرات المصنفة "ج" بإلزامها منح 150 ألف درهم درهم كجوائز، ورفع سقف 100 ألف درهم المخصص للتظاهرات غير المصنفة.

وجاءت مداخلات أخرى لطرح أسئلة وملتمسات تخص تظاهرات وفئات بعينها من التظاهرات مثل تلك التي تنظم بالخارج والتي تجد نفسها محرومة من الدعم المالي الملائم، وضرورة العناية أكثر بالفيلم التربوي والتظاهرات السينمائية الطلابية والتظاهرات حديثة العهد.

واقترح عبد الخالق بلعربي، رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، رد الاعتبار لهذا الإطار الوطني بالحرص على تمثيليته ضمن اللجان المحدثة، خصوصا لجنة دعم التظاهرات السينمائية.

وأوضح أحمد حسني، مدير مهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، أن المهرجانات الكبرى لا تميز بين الروائي والوثائقي وبإمكانها أن تشتغل في الوقت نفسه على الشريط القصير، مضيفا أن الرهان الحقيقي هو تشجيع المهرجانات من فئة "ج". 

وتساءل ضمير اليقوتي، مدير المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات، عن تراتبية المعايير التي قدمتها اللجنة "هل هي معايير تعطي الأهمية نفسها لمعياري أصالة وتماسك تصور المهرجان ووقعه مقارنة بمعيار التوفر على موقع أو الاشتغال بقاعة سينمائية علما بأن العديد من المدن لم تعد تتوفر على قاعات سينمائية، وأن التظاهرات السينمائية التي تقام بهذه المدن هي التي تلعب الدور الأهم في معادلة الرفع من تردد الجمهور المغربي على القاعات السينمائية بنشر الثقافة السينمائية وتكريس سلوك الفرجة السينمائية الجماعية أمام شاشة كبيرة كسلوك مدني مترسخ ولو لم تتوفر لها القاعة السينمائية.

وأضاف أنه لا يكفي تشغيل قاعة سينمائية خلال أسبوع في السنة، فترة المهرجان، لنتوهم أننا أرجعنا الحياة إليها وأنقدناها من الضياع".

دراسة بعض المقترحات وإعادة النظر في الثغرات

وعدت اللجنة، التي يترأسها حسن الصميلي، كلا من أحمد حرزني، وحسن بلقاضي، وأحمد فرتات، ومصطفى الطالب، وأحمد عفاش ممثلا عن المركز السينمائي المغربي، ومريم خطوري ممثلة لوزارة الاتصال، ومحمد الخراز، ممثلا لوزارة الثقافة، وهشام السيباري ممثلا لوزارة الاقتصاد والمالية، بدراسة بعض المقترحات وإعادة النظر في العديد من الثغرات، مشيرة إلى اعتماد تاريخ (فاتح فبراير من كل سنة كآخر أجل للتوصل بالطلبات وفق مطبوع معد من طرف اللجنة حتى تتمكن من وضع نصب أعينها الخريطة السنوية للتظاهرات السينمائية.

وفك الارتباط بين صنف المهرجان والجوائز التي يمنحها بمراجعة القيمة المالية لجوائز تظاهرات صنف "ج" على وجه الخصوص بتقليصها إلى عتبة 50 ألف درهم أو حذف العتبة كما جاء في أحد الاقتراحات، وتبني ثلاث دورات لدراسة طلبات الدعم بدل دورتين. 

ومعاينة التظاهرة من طرف عضوين على الأقل من لجنة دعم المهرجانات السينمائية، وخصم نفقات الأعضاء المعاينين للتظاهرة من الموارد المخصصة للجنة دعم المهرجانات، وتخفيف ملف الوثائق المطلوبة من طرف اللجنة، وأخيرا اعتماد التواصل مع إدارات المهرجانات باستعمال المراسلات ووسائل أخرى. * ناقد سينمائي مدير مهرجان سطات لفيلم الهواة.

الصحراء المغربية في

01.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)