كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

كندة علوش:

{لا مؤاخذة} يناقش الإسلام والمسيحية بشكل جديد

كتب الخبرهند موسى

 

تهتم باختيار أعمال تناقش قضايا مهمة ومؤثرة في المجتمع، ترى أن إحدى مهام الفن تسليط الضوء على ظاهرة بعينها وليس علاجها. الممثلة كندة علوش تؤكد تقديرها لمشروع السينما المستقلة في مصر، رغم أنها لم تفلح في تحقيق الجماهيرية إلى جانب نجاحها في المهرجانات، مشيرة إلى تفاؤلها بعرض فيلم {لا مؤاخذة} لكونه أحدث معادلة جيدة بين القضية المهمة، والطرح الجاذب للجمهور.

عن دورها في الفيلم وتقييمها لمشاركتها فيه، والقضايا الحساسة التي يناقشه...

·        كيف تقيمين عرض {لا مؤاخذة} الأول في مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية؟

جميل أن يشارك الفيلم في أي مهرجان، خصوصاً خارج القاهرة، وذلك لتنشيط السياحة وللتواصل مع سكان هذه المناطق. شخصياً، أنا سعيدة لأن هذه هي مشاركة الفيلم الأولى وعبر مهرجان مصري محلي، وهذه قيمة تضاف إليه، ولا تقلل منه.

·        وما الذي جذبك لقبول الفيلم؟

عوامل عدة؛ فقبل قراءة السيناريو، جذبتني أسماء الصانعين لأنني أحترمهم جميعاً وهم المنتج محمد حفظي، وشريكاه هاني أسامة وهادي الباجوري، والمخرج عمرو سلامة الذي أحترم مشروعه، فهو ليس مجرد مخرج يقدم أفلاماً فحسب، إنما لديه رؤية يريد عرضها. كذلك جذبتني فكرة المشاركة في عمل مستقل، وبعدما قرأت السيناريو، وعقدت مع سلامة جلسات عدة وجدت أن العمل شديد الخصوصية، ومختلف عن غيره من أفلام في السينما المصرية.

·        ما هي الخصوصية المصرية في {لا مؤاخذة}؟

تأتي خصوصيته من جزأين، الأول أننا نرى الأحداث كافة من وجهة نظر طفل، ونقتحم العوالم من خلاله، وهذا ما منحه عفوية وطزاجة وخفة دم، وحالة من براءة الأطفال وشقاوتهم لن نشاهدها في عمل آخر، والجزء الثاني هو تناول الفيلم قضية العلاقة بين الإسلام والمسيحية ولكن بشكل طريف غير تقليدي، ولا خطابي مباشر.

·        إلى أي مدى استطاع الفيلم التعبير عن حقيقة هذه العلاقة؟

ليس من مهام الفيلم معالجة قضية الإسلام والمسيحية في الشرق الأوسط، وإنما اتخذ زاوية محددة يتحدث من خلالها، وهي فكرة طفل مسيحي انتقل من مدرسته إلى أخرى فتعرض لضغوطات معينة، ومن خلال هذه الزاوية أعتقد أنه نقل الفكرة بنجاح شديد، والغرض منه ليس منح دروس للمجتمع، ولكن توضيح كيف يمكننا التعايش مع بعضنا، وإذابة الفروق، وإلغاء التمييز ليقتصر على العمل، وهذه هي رسالة الفيلم وصانعيه.

·        ماذا عن دورك فيه؟

أجسد شخصية {كريستين}، وهي أم ليست متدينة بالدرجة الكبيرة، تعيش مع زوجها وابنها في بيئة ذات مستوى رفيع، ولكن تضطرهم الظروف إلى النزول إلى مستوى أقل اقتصادياً فيختلطوا بأناس لم يكونوا على اختلاط بهم سابقاً؛ إذ كانوا يعيشون في عزلة عن هذه الطبقة داخل فقاعة مثلما يظهر في بداية الفيلم، وينتقل الابن من مدرسة خاصة إلى حكومية فتحدث لهما صدمة حضارية، ولكن بذكائهما يتمكنان من التعايش مع هذه الظروف.

·        ألم ينتابك خوف من تحملك مسؤولية الفيلم؟

أي عمل أشارك فيه أشعر بمسؤولية عنه، والمسؤولية هنا ناتجة من كونه عملاً مختلفاً، ورغم أن شخصيتي مهمة ومؤثرة، فإنني لا اعتبر نفسي بطلة مطلقة للفيلم، وإنما من ضمن الأبطال، أو إحدى أكبر الشخصيات فيه، وأحمل مسؤوليته مثلما يحملها المشاركون كلهم فيه. والحقيقة أن عمرو سلامة في هذا المشروع هو النجم لأنه قصته وإخراجه، والبطل الأول هو الطفل أحمد داش.

·        هل وجدت صعوبة في التعامل معه؟

بصراحة مع داش لم أجد أي صعوبة مع أنها تجربته الدرامية الأولى،  فقد بدا كشخص محترف تمثيل بنسبة 100%، وهذا يرجع إلى ذكائه الشديد وفهمه للتعليمات، وتطبيقها بسرعة شديدة، وقراءته الجيدة للسيناريو، ومعرفته بما يريده منه سلامة، لذا فاجأنا بأدائه.

·        ما رأيك في رفض الرقابة للفيلم طوال الفترة الماضية؟

لا أفهم حقيقة موقفها؛ إذ أبدى القيمون عليها بعض الملاحظات والتي لا أظن أنها المشكلة بالضبط، ومن خلال قراءتي للسيناريو وتمثيلي فيه، أرى أنه لا يقدم مادة تخدش حياء أو تتجاوز المجتمع والدين، وإنما يطرح القضايا بذكاء واحترام ووعي شديد.

·        ما رأيك في السينما المستقلة؟

أقدر هذا المشروع في مصر، وأرى أنه استطاع خلال بضعة أعوام ابتكار مساحة لسينما خاصة جداً لا تخضع إلى اعتبارات السوق، ولا إلى شروط شباك التذاكر، ولا إلى حكم وسُلطة الإيرادات، وهذا ما جعلها تتحرر من تكرار الأفكار التي نشاهدها في باقي الأعمال، والتزامها بالقيمة الفنية، كذلك تمنح فرص إنتاج لمخرجين شباب يملكون أفكاراً قد لا يستطيعون تنفيذها في شركات الإنتاج. عموماً، جزء كبير من هذه الأفلام تم تكريمه في الخارج، وهو ما جعل للسينما المصرية حيزاً مهما في المهرجانات العالمية.

·        لكنها لم تتمكن من تحقيق هذا النجاح جماهيرياً؟

في المطلق أتفق معك في أن هذه السينما لم تنجح في جذب جمهور كبير، ومع ذلك لدي تفاؤل كبير بأن فيلم {لا مؤاخذة} سيتمكن من إحداث معادلة خاصة بين كونه مهماً سينمائياً وجاذبا للجمهور بشرائحه كافة، نظراً إلى امتلاكه عناصر قوية تساعده في ذلك؛ يشاهده من يرغب في متابعة عمل جيد، ومن يريد الترفيه عن نفسه، وجمهور العائلة من خلال مخاطبته لشريحة قلّما تتم مخاطبتها في السينما المصرية، إلى جانب جمهور عمرو سلامة، والممثلين المشاركين.

·        هل ترين أن توقيت عرض الفيلم مناسب؟

بالفعل؛ لا أرى ضرورة لاستمرار فكرة التخوف من تحديد توقيت طرح أي عمل بسبب الأحداث الجارية لأنه بهذا الشكل ستقف الحياة عموماً، علينا مواجهة هذا الخوف بتقديم فن جيد، فضلاً عن أن {لا مؤاخذة} يتضمن عناصر الفيلم الجيد سينمائياً كافة، ويحترم الجمهور، ويطرح قضية مهمة بخفة دم.

·        ماذا عن منافسته للأفلام الشعبية؟

لا توجد أي مشكلة في هذه المنافسة لأن كل منهما له جمهور مختلف، ولست ضد أي نوع من الأفلام، وإنما أرى أن مهمة المنتجين في هذا الوقت أن يقدموا أكبر كم ممكن من الأعمال، بشرط أن تكون جيدة وتحترم الجمهور، الذي من حقه أن تتعدد أمامه الأنواع ليختار في ما بينها ما يريد متابعته.

·        كيف تختارين أعمالك؟

أختار تلك التي تشبهني، وما أحب مشاهدتها، والتي أشعر باستمتاع لوجودي فيها، ولن أصادر على حق منتج في تقديم فيلم بالشكل الذي يريده، ولكن عندما تُعرض عليّ سيناريوهات من حقي انتقاء ما يعجبني منهم.

·        هل تتعمدين المشاركة في عمل سينمائي واحد سنوياً؟

للأسف في ظل حالة الضعف التي يمر بها الإنتاج السينمائي لا يمكننا وضع خطط. أحدد عملين أقدمهما في العام، ولكن يُعرض عليّ عمل فقط، أو أكثر من اثنين، وربما لا أشارك في أي فيلم. بالتالي، لا أضع قواعد لمشاركاتي لأننا نخضع لقواعد السوق.

·        ما جديدك؟

الاختيارات ليست واضحة بالنسبة إلي تماماً؛ فقد يكون لدي مشروعان الأول كوميدي، والثاني هو مسلسل {عد تنازلي} مع عمرو يوسف وطارق لطفي، وربما أشارك في مسلسل سوري.

الجريدة الكويتية في

31.01.2014

 
 

فجر يوم جديد: {فرش وغطا}!

كتب الخبرمجدي الطيب 

مهما كانت التحفظات التي قيلت وسُجلت في أعقاب عرض فيلم {فرش وغطا} ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، وعلى رأسها اتهامه بأنه قاتم وغامض وكئيب، وبقية الأوصاف التي لا علاقة لها بالنقد الموضوعي، فإن الأمر المؤكد أن تجربة المخرج أحمد عبد الله في الفيلم تستدعي كثيراً من الانتباه والاهتمام، ليس لأنه مزج بين التسجيلي والروائي فحسب؛ إذ فعل هذا الأمر سابقاً في فيلم {هليوبوليس}، بل لأنه استن سنة جديدة، وكرس نهجاً غير مسبوق، في ما يتعلق بتوظيف شريط الصوت في السينما المصرية، وربما العربية، التي اعتمدت طويلاً على الحوار بالشكل الذي جعلها تقع في فخ الثرثرة، وقادتنا إلى ما يمكن أن نُسميه {سينما الحدوتة}، التي أفرزت نوعاً من النقد السينمائي الذي اختار أصحابه أن يكون {لسان حال الحدوتة}!

يبدأ المخرج فيلمه بلوحة على الشاشة نوه فيها إلى {انتفاضة} الشعب المصري في يناير من العام 2011، والاعتقالات التي راح ضحيتها الآلاف، وفي ليلة مُظلمة حالكة السواد نكاد يتبين ما يجري أمامنا على الشاشة من اقتحام للسجون، والإفراج عنوة عن السجناء والمعتقلين، ومن بينهم البطل (آسر ياسين) الذي يبدأ الفيلم وينتهي من دون أن نعرف سبب الزج به في غياهب السجن. لكننا نستشعر، عبر إيماءات قليلة ومكثفة للغاية، أن لديه خبرة في إصلاح الأعطال الكهربائية، وعلى درجة الغموض نفسها نفاجأ بالبطل وهو يبذل قصارى جهده لأجل نجدة رفيقه (الوجه الجديد محمد ممدوح) الذي أصيب لحظة الاقتحام لكنه يفشل ويموت الشاب، وعلى طريقة الأفلام المصرية القديمة يوصي، قبل أن يموت، بتوصيل مظروف في داخله حفنة من المال إلى أسرته التي نكتشف أنها تعتنق الديانة المسيحية، وهي المهمة النبيلة التي يبدأها البطل فور الاطمئنان على عائلته الصغيرة المكونة من أمه (لطيفة فهمي) وشقيقته (يارا جبران) ومعها تتوالى علامات الاستفهام التي يكتفي كاتب السيناريو/ المخرج أحمد عبد الله بطرحها من دون أن يفرض على المتلقي إجابات بعينها عليها، ويترك للمتابع الربط بينها، والاهتداء إلى المفاتيح التي تمكنه من فك طلاسمها.

في «فرش وغطا» اختار الكاتب/ المخرج أن يُجهل اسم البطل، مثلما تعمد التعتيم على تهمته ومهنته، لكنه جعل منه شاهداً على «الثورة» التي ظلت تطل برأسها من مشهد إلى آخر؛ من خلال الفيديو الذي يسجل اقتحام السجون، والغوغائية التي صاحبت تلك اللحظة، وتعليقات القناة الإخبارية الشهيرة على الأحداث، فضلاً عن الأجواء المتوترة التي ألقت بظلالها على البلاد من خلال اللجان الشعبية التي يقودها «البلطجية» وتفرض سطوتها على العباد بحجة حماية أمن البلاد، كذلك حملات الاعتقالات التي نوه إليها الكاتب/ المخرج بذكاء شديد، ومن دون أن يورط نفسه، عبر المشهد الذي ظهر فيه رجل يرتدي «بيريه» أحمر يُشير إلى فصيل عسكري معروف، وهو يُشرف على اعتقال جماعة من الناس على مقربة من زاوية للصلاة!

بطل فيلم «فرش وغطا» هو شريط الصوت، الذي حطم غطرسة الحوار (نجم الأفلام المصرية لعقود طويلة)؛ فالصمت هو الغالب على الشريط، بدليل أن الموسيقى جاءت متأخرة وبمواصفات خاصة للغاية، وبعدها تم توظيف المؤثرات الصوتية كجزء مهم من السياق؛ كأغاني محمد منير (أقر أنا المذكور أعلاه) وحسين الجسمي (بحبك وإنتي نور عيني .. بحبك وإنتي مطلعه عيني)، والابتهالات الصوفية، والتراتيل الجنائزية. بل إن الفيلم اكتسب اسمه من ألبوم غنائي عنوانه «فرش وغطا» استمع إليه البطل عندما كان يستقل إحدى سيارات الأجرة، ومع هذا فهو «صمت الصخب» أو «صخب الصمت»، الذي قال الكثير بالصورة وحدها، وإن بالغ المخرج بعض الشيء في الوصول إلى صيغة فنية، هي الأقرب إلى سينما حركة «الدوغما» التي استهدفت التمرد على الطرائق الفنية المتبعة في السينما العالمية؛ خصوصاً «الهوليودية»، والتخلص من ميزانياتها الهائلة، والأهم التحرر من القواعد الكلاسيكية الصارمة في ما يتصل بالعناصر التي يقوم عليها الفيلم السينمائي، كالديكور والماكياج والتصوير والإضاءة. لكن الصنعة بدت واضحة في فيلم المخرج الشاب أحمد عبد الله، بالإضافة إلى المبالغة في الطموح السينمائي، بالشكل الذي أفسد متعة التواصل والاندماج، كما حدث في مشهد ضجيج الدراجة البخارية للتغطية على الحوار، ولي ذراع الدراما، والواقع، لإجبار البطل على التقليل من لغة الحوار، والاعتماد على إيماءات البطل وحدها حتى يُخيل لمن يُشاهد الفيلم أنه «أبكم»!

في الأحوال كافة، لا يمكن تجاهل تجربة فيلم «فرش وغطا»، رغم نبرة التعالي و{الفذلكة» التي لازمتها، ويُحسب للمخرج الشاب اجتهاده الواضح، ونضجه الفني الملحوظ، وطموحه غير المحدود.

الجريدة الكويتية في

31.01.2014

 
 

مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية...

حضرت السياسة وغاب النجوم 

كتب الخبرروميساء إبراهيم 

حاول القيمون على مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، برئاسة ماجدة واصف التي اختتمت فعاليات دورته الثانية منذ أيام، الابتعاد به عن آتون الصراع السياسي الدائر في مصر، إلا أن الأحداث ألقت بظلالها عليه، خصوصاً في حفلة الختام التي أقيمت مساء 25 يناير في ذكرى الثورة وبعد ساعات قليلة من انفجارات عدة شهدتها شوارع القاهرة.

أكد رئيس مؤسسة {نون} المنظمة لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية محمد كامل القليوبي على ضرورة مقاومة الإرهاب والاستمرار حتى تحقيق أهداف الثورة، وهي العيش والحرية والعدالة والاجتماعية.

كلمة القليوبي جاءت في حفلة ختام المهرجان، فيما ألقى الكاتب الكبير بهاء طاهر بيان الفنانين المشاركين في المهرجان الذين أكدوا فيه كامل تضامنهم وانضمامهم إلى قوى الشعب المصري التي تحارب الإرهاب الأسود بصوره كافة، ويثقون في قدرة المصريين على دحره، مثلما انتصروا على التحديات كافة التي واجهتهم عبر تاريخهم.

وأثارت كلمة المدير الفني للمهرجان جمال زايدة استياء الحضور، نظراً إلى تأكيده على أن 25 يناير هو عيد الشرطة المصرية مع عدم الإشارة إلى ثورة يناير.

على الجانب الآخر، لم تخرج الجوائز عن توقعات المتابعين لهذه الدورة. فاز بجائزة {عمود الجد الذهبي} في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة {مهلك} للمخرج الصربي ميلوش بوزيك، وفاز بجائزة {عمود الجد} في المسابقة نفسها اليوناني يورجوس تسيمبروبولوس عن فيلمه {العدو بالداخل}.

فيما فازت بجائزة عمود الجد البرونزي للعمل الأول المخرجة نانا اكفيتميشفيللي من جورجيا عن {عنفوان الشباب}.  

وفي مسابقة الفيلم الروائي القصير، فاز المخرج الألماني إيريك شميت عن فيلمه {رينو بالسرعة الكاملة} بعمود الجد الذهبي.

حازت المخرجة المصرية سارة رزيق جائزة لجنة التحكيم الخاصة {عمود الجد الفضي} عن فيلمها القصير الأول {فردة شمال}، وهي الجائزة الوحيدة لمصر التي شاركت في مسابقة الأفلام القصيرة بفيلم {حقيقة واحدة} لآية العدل و{إسكارف} لأحمد عماد، إلى جانب {فردة شمال}. وفي مسابقة الأفلام الطويلة، شاركت بفيلم الافتتاح {لا مؤاخذة} لعمرو سلامة.

أفلام مصرية

عرضت أفلام مصرية عدة في الفعاليات والبرامج المختلفة، أبرزها «عشم « للمخرجة ماجي مرجان» و»هرج ومرج» للمخرجة نادين خان» و»فرش وغطا» للمخرج أحمد عبد الله، إضافة إلى «فتاة المصنع» للمخرج محمد خان الذي لاقى استحساناً كبيراً من الحضور الذين أكدوا أنه أعظم الأفلام المصرية في الفترة الأخيرة.

وكعادة جميع المهرجانات المصرية، غاب النجوم عن «الأقصر» فلم يحضر سوى المكرمين أو المشاركين بأفلامهم، وخلت حفلة الختام تماماً من النجوم فيما حضر محمد رياض فقط.

وكان المهرجان قد افتتح فعالياته يوم 19 يناير في الأقصر واستمر أسبوعاً كاملاً، ورغم أنه نجح في عرض عدد من الأفلام الأوروبية المهمة، الكلاسيكية منها والحديثة، وفي استقطاب أهل الأقصر لمشاهدة هذه الأفلام، فإن سوء العرض وتغيير المواعيد أكثر من مرة كان عاملاً سلبياً هدد استمرارية المهرجان حيث لم يتمكن كثيرون من متابعة الأفلام بشكل جيد. يضاف إلى ذلك غضب أهل الأقصر لأن المهرجان حرمهم من الأفلام المصرية الحديثة والتي ينتظرون مشاهدتها مثل «فرش وغطا» و{عشم» و{هرج ومرج» و{فيللا 69»، إذ اقتصرت العروض المخصصة لهم على عدد من أفلام استهلك عرضها، أبرزها «زمن حاتم زهران»  و{المومياء» و{ناجي العلي».

كذلك ألغي عدد من الندوات التي كانت مقررة مثل ندوة المخرج الروسي فيلاديمير منشوف، الحاصل على جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي عام 1981 عن فيلم «موسكو لا تؤمن بالدموع»، والذي غادر المهرجان من دون أسباب واضحة رغم أنه كان رئيس لجنة التحكيم. في المقابل، عقدت مجموعة أخرى من الندوات المهمة، أبرزها ندوة تكريم نور الشريف وندوة السينما المستقلة وندوة الدعم  الأوروبي.

عاب البعض على إدارة المهرجان سماحها للضيوف باصطحاب أسرهم وأطفالهم على أن يدفعوا مقابلاً لذلك، حيث رأى المعترضون أن هذا التصرف يسيء إلى المهرجان ويفقده خصوصيته كمهرجان سينمائي، فيما رأى البعض الآخر أنها خطوة جيدة لتشجيع السياحة في هذا التوقيت الصعب الذي تعاني فيه الأقصر كساداً سياحياً كبيراً.

كذلك تسببت الظروف السياسية وحالة الارتباك التي تشهدها خطوط الطيران في إلغاء أو تأخير كثير من رحلات العودة، الأمر الذي ترك بالتأكيد انطباعاً سيئاً سواء بما يتعلق بالضيوف الأجانب أو بالإعلاميين المصريين.

الجريدة الكويتية في

31.01.2014

 
 

عمرو سلامة:

استرجعت ذكرياتى بمدارس الحكومة فى «لا مؤاخذة»..

والرقابة تحتاج إلى قرار سياسى

محمد الأسواني 

«الرقابة فى مصر بشكل عام تحتاج إلى إعادة تنظيم من خلال قرار سياسى يدعمها، لأنها تعتمد على النية السياسية غالبًا فى قراراتها، وكذلك استعدادات الجمهور لتقبل الأفكار».. بهذه الكلمات عن حال الرقابة المصرية بدأ المخرج والمؤلف عمرو سلامة حديثه إلى «التحرير» حول فيلمه المعروض حاليا «لا مؤاخذة» والذى خاض حربًا مع هيئة الرقابة لتصويره، مضيفا أنه لم يعرف حتى الآن لماذا اعترضت الرقابة على سيناريو العمل، وأنه يجب أن تكون كل الأفلام بكل أشكالها وأنواعها وأفكارها موجودة على الساحة، والجمهورهو من يختار ويقول رأيه.

وأكد سلامة أنه لم يسع من خلال الفيلم لإبراز وجهة نظره بخصوص قضية التمييز : «قد تصل للجمهور من مجمل الرسالة التى يقدمها الفيلم»، مشيرًا إلى أنه ضد التمييز والاضطهاد القائم على الدين بشكل عام، وليس بين المسلمين والمسيحيين فقط، ففى رأيه «الدين أصبح عائقًا فى العلاقات الاجتماعية».

المخرج عمرو سلامة قال إنه لا يملك حلولا لأزمة التمييز الدينى، ولم يهتم بتقديم أى حلول فى الفيلم، لأنه وحسب رأيه مواطن ككل الناس يعانى من مشكلات عديدة ولا يملك لها حلًّا: «حتى إن أصبحت مسؤولا لن أستطيع تقديم حلول ولا يهمنى أن أعرف من المسؤول عن هذه الأزمة، لأن الحل يحتاج إلى مجهود من الدولة والشعب والإعلام».

بعض مشاهدى الفيلم رأوا أن المجتمع ليس به أزمة لهذا الحد الذى تناوله العمل، والذى يضطر الطفل إلى إخفاء ديانته، وهو ما يعلق عليه عمرو بأن تلك الآراء دائما ما تسبب له صدمة مثلها مثل الادعاء بأن الشعب «مستريح»، والشوارع «فاضية»، ويتابع: «من يرون أنها لا توجد أزمات يشعروننى وكأننى مجنون، وأتجنى على مجتمعى، الموضوع أننى رأيت أزمة وعرضتها من وجهه نظرى الشخصية، وإذا كان هناك من يتفق معه «أهلًا وسهلًا» ومن لم يتفق فهذا حقه».

عمرو سلامة أشار إلى أنه صنع الفيلم بناء على تجارب شخصية مر بها فى مدارس الحكومة، وسمع من الأطفال المشاركين فى العمل نفس المشكلات، وعندما استرجع هذه التجارب حسبما قال وجد أنها مضحكة «لذلك خرج الفيلم بهذه الطريقة الخفيفة»، مخرج «أسماء وزى النهارده» أكد أن منظومة التعليم فى مصر فى حال يرثى لها: «بالصدفة قبل عرض الفيلم وجدت تقريرًا يذكر أن مصر تحتل المرتبة الأخيرة فى مستوى التعليم الإعدادى، وهى نفس الفترة التى يرصدها الفيلم»، وشدد فى نهاية حديثه على أن التمييز بين أطفال المدارس يخرج جيلا مشوها، وعبر عن سعادته بتعامله مع الأطفال فى أثناء التصوير واصفًا العمل معهم بأنه «ممتع لأن الأطفال من الشريحة التى توصل الفكرة والرسالة بسهولة».

التحرير المصرية في

31.01.2014

 
 

إعادة لفيلم بروك شيلدز في الثمانينيات

«حب بلا نهاية» أجمل هدية لعيد العشاق!

عبدالستار ناجي 

حينما شاهدت فيلم «حب بلا نهاية» بنسخته الجديدة، حرصت كل الحرص عن عقد المقارنات، فلكل فيلم ظروفه.. ونجومه.. وأسلوب معالجته.

وقد تم تحديد يوم (14) فبراير «عيد العشاق» يوم القديس فالنتين، موعدا لاطلاق الفيلم في جميع الأسواق العالمية.

الفيلم من إخراج شانا فيست وبطولة غابرييلا وايلدو أليكس بيتر فلاي وبروس جرينوود.

الفيلم يعتمد على حكاية فتاة شابة تجرب الحب.. وتعيش تلك المغامرة بجميع تفاصيلها، إلا أن والدها يذهب بعيدا في البحث عن ماضي صديقها ليكتشف أنه كان متهما.. عندها تتحول العلاقة الى رفض.. ومواجهة.. وحب بلا نهاية!

هكذا هو المحور الأساس، ولكن المحور الأساس في العمل الجديد، والعمل الأول، يظل يعتمد على قصة سكوت سبنسر التي أصدرها عام 1979 واصبحت صديقة المراهقين في أنحاء العالم في الثمانينات، بعد أن ترجمت لعدة لغات، وتصدت هوليوود الى تقديمها في فيلم روائي من بطولة بروك شيلدز ومارتن هيويت، كل ذلك يظل ايضا، يعتمد على نص مسرحية «روميو وجولييت» لوليم شكسبير، التي تدور أحداثها في مدينة «فيرونا» حيث رفض تلك العلاقة التي تربط الشابة بفتى ينتمي إلى أسرة من الخصوم.. وهنا يتم التحويل، الى علاقة بين فتاة ثرية وشاب معدوم.. والمشكلة الكبرى أنه صاحب تاريخ.. سوابق! وله ملف يؤكد اتهامه.. والحكم عليه.

فكيف ينظر ولي الأمر «الأب» إلى هذه العلاقة، وهذا القادم الجديد الذي سحر ابنته.. وسلب عقلها.. بعد أن ضاقت معه العلاقة الغرامية.. والحب.

وكيف تنظر تلك الفتاة الى من تحب.. حتى لو كان فقيرا.. أو مجرماً.

وهكذا الأمر من وجهة نظر الشاب.. والمشاهد..

الفيلم يدخلنا في لعبة وجهات النظر، والمواقف المتفاوتة، تجاه هكذا علاقة.. وايضا النهاية التي تصل إليها، والتي تحمل حرقة القلب، التي ستبكي مراهقات العالم.

قد يبدو الأمر مبكرا لكتابة هذا الفيلم، ولكنني شخصيا اعتقد بأن «حب بلا نهاية» او «حب دون نهاية» أو «حب لا ينتهي» او «الحب الخالد» هو أجمل هدية يقدمها هوليوود واستديوهات يونيفرسال للمراهقين (من الجنسين) في أنحاء العالم.. حتى رغم أن الفيلم سيتعرض في الكثير من دول العالم الى كمية من الحذف.. والتقطيع، خصوصا، مع المشاهد التي تروي بالتفاصيل الدقيقة، التطور في العلاقة التي تجمع بين «دايفيد» و« جيد» (أليكس بيتر فلاي وغابرييلا وايلد) وهي مشاهد منحت الفيلم تضيف فوق 13 عاماً. وكما تألق هذا الثنائي، فإن النسخة الأولى للفيلم شهدت تألق وخلود بروك شيلدز ومارتن هيويت.. كما أن الاغنية التي قدمها الثنائي ديانا روس وليونيل ريتشي في الفيلم لاتزال خالدة.

المحور الأول يعتمد على علاقة بين شابين، والمحور الآخر، هو رفض الوالد، كما الأصل، مجرد ذريعة للرفض ومجرد حجة.. قد تبدو واهية.. وهكذا هو الأصل مجرد حجة واهية، لمنع تلك العلاقة، والوقوف في وجه الحب.

سينما تستحضر الحب عبر حكاية، نعلم منذ اللحظة الأولى، بأنها تسير الى نهايات.. موجعة، بالذات للمراهقين الذين سيرون في الفيلم كل معاني اللوعة.. والوجع الإنساني. الفيلم من إخراج شانا فيست التي قدمت للسينما فيلم «ذا جريتست» 2009، وهي هنا تقوم ايضا بكتابة السيناريو مع جوشا سافران الذي كتب افلام «سماش» و«جوس غيرل».

ويبقى أن نقول.. «حب بلا نهاية» أو «الحب الخالد» شحنة من العواطف والأحاسيس.. وايضا الألم بلا حدود.

النهار الكويتية في

31.01.2014

 
 

سعاد حسني وشريهان قدوة لها في عالم الفن

نيفين ماضي: «هواجس».. جعلني فتاة شريرة ووصولية

تامر عبدالحميد (أبوظبي) 

نيفين ماضي.. ممثلة سورية، كانت انطلاقتها الفنية في دولة الإمارات، إذ أثبتت من خلال الأدوار المتنوعة التي قدمتها في الدراما أو السينما أنها تمضي بخطى واثقة في عالم التمثيل، وتقمصت العديد من الشخصيات منها الرومانسية الهادئة، والشريرة، وكذلك البريئة الطيبة، حتى نالت إشادة من النقاد ونجوم الفن.

شاركت نيفين في العديد من الأعمال الدرامية التي حققت لها نجاحاً ولفتت إليها أنظار المنتجين والمخرجين، من أبرزها مسلسل «متعب القلب» و«طماشة» و«ما نتفق» و«هوامير الصحراء»، كما شاركت في بطولة أفلام سينمائية إماراتية من بينها «بنت مريم» و«ثوب الشمس» مع المخرج الإماراتي سعيد سالمين، و«ظل البحر» مع المخرج الإماراتي نواف الجناحي، ومؤخراً عرض على نيفين الاشتراك في بطولة المسلسل الخليجي الجديد «هواجس» الذي رشحها له المخرج عمار رضوان.

شخصية شريرة

حول عملها الجديد وتفاصيل دورها فيه، أكدت نيفين أنها تشرفت بالمشاركة في هذا العمل الضخم الذي يشارك في بطولته نخبة من نجوم الدراما، مثل فاطمة عبدالرحيم وحسين المهدي وصلاح الملا وغازي حسين وسعاد علي ومروة محمد وأسيل عمران، مشيرة إلى أنها تجسد في العمل الجديد دور فتاة تعاني العديد من آلام القضايا الاجتماعية التي تحدث في هذا الزمن، وتتوهم بعض الأمور من خلال أحداث المسلسل وتطبقها كأنها حقيقة، لكنها في الأصل «هواجس».

وتابعت: هذه الشخصية بعيدة كل البعد عن شخصيتي، فهي شريرة نوعاً ما، إذ إنها وصولية بطبعها، وتريد الحصول على كل شيء وتسير بمبدأ «الغاية تبرر الوسيلة»، الأمر الذي جذبني لتجسيد هذه الشخصية، لاسيما أنني أحب تقديم الأدوار البعيدة عن شخصيتي، حتى أظهر من خلالها إمكاناتي وطاقاتي التمثيلية، وأتمنى أن ينال الدور والمسلسل إعجاب الجماهير.

نقلة نوعية

وأشارت إلى أن «هواجس» يعتبر نقلة نوعية فنية بالنسبة لها، إذ يناقش ويعالج العديد من القضايا الاجتماعية المهمة، كما أن دورها يعطي بعض الدروس لبنات جيلها، لكي يتعلمن مما يحدث من خلال الشخصية التي تجسدها في المسلسل، وإلى من يمشي على خطاها.

وحول إتقانها اللهجة الإماراتية بطلاقة، الأمر الذي جعلها تشارك في مسلسلات خليجية وإماراتية عدة، أوضحت نيفين أنها بنت الإمارات، حيث ولدت وترعرعت في أحضانها منذ صغرها، لذلك كان من السهل عليها إتقان اللهجة الإماراتية، الأمر الذي ساعدها على دخول عالم التمثيل في الإمارات ودول الخليج بشكل عام.

ورداً على سؤال حول الدور الأهم بالنسبة لها، والذي يعتبر جواز مرورها الحقيقي إلى عالم الفن، أكدت أن جميع الأدوار التي مثلتها أحبتها، وكان لها أثرها الكبير في أن تحقق النجاح والشهرة، مشيرة إلى أن دورها في فيلم «بنت مريم» هو الأقرب إلى قلبها، لاسيما أنه كان نقلة نوعية فنية بالنسبة لها، وحازت من خلاله العديد من الجوائز رغم صغر سنها، إذ اعتمد دورها على اللغة البصرية وتقديم الشعر الإماراتي، الأمر الذي استطاعت إجادته وتقديمه بالشكل المطلوب.

وعن الشخصية التي تتمنى تجسيدها في المستقبل، أوضحت أنها لا تزال في بداية طريقها الفني ومشوارها في مجال التمثيل، لذا فهي تطمح إلى تقديم جميع الأدوار وتجسيد شخصيات عدة، لافتة في الوقت نفسه إلى أنها تتمنى في المستقبل أن تقدم أحد الأفلام الاستعراضية بحيث يضم كل أنواع الفنون، خصوصاً وأن لديها الكثير من المواهب الفنية الأخرى التي تريد إظهارها من خلاله.

عالم السينما

وأشارت صاحبة أفلام «ثوب الشمس» و«بنت مريم» و«ظل البحر»، إلى أن الدراما لم تبعدها عن السينما إطلاقاً، وقالت: «أموت في السينما وبعض المقربين وجهوا إلى نصيحة بأن لا أمثل إلا في السينما، لاسيما أنها تحقق انتشاراً وشهرة سريعة، لكن مع الأسف السينما في الإمارات ودول الخليج بشكل عام لا زالت في بداياتها، وكل الأعمال التي قدمت سابقاً تعتبر خطوة أولى في عالم السينما، مقارنة بالبلاد العربية الأخرى، لافتة إلى أن الدراما لم تبعدها عن السينما نهائياً، وأنها في انتظار النص الجميل والدور المميز والعمل الهادف، لكي تعود من خلاله إلى السينما أكثر قوة.

دراما سورية

وفي الجانب المتعلق بعدم اشتراكها في أحد الأعمال الدرامية السورية، قالت: بالطبع أتمنى أن أحقق نجومية في بلدي، لكن للأسف الشديد الأوضاع والأزمات التي تمر بها البلد تمنعني دائماً من خوض التجربة، خصوصاً أنه عرض علي الكثير من السيناريوهات خلال الفترة الماضية، لكني وبكل تأكيد أتمنى المشاركة في أحد الأعمال السورية، وسأكثف جهدي خلال الفترة المقبلة على تنفيذ ذلك. وحول عدم اشتراكها حتى الآن مع الفنانة جمانة مراد التي تعتبر ابنة عمتها في أي عمل فني، صرحت نيفين أنها تشرف بأن تكون ابنة عمتها فنانة كبيرة ومميزة مثل جمانة، وقالت: مع الأسف لم أظهر في أي عمل فني يجمعني بها منذ أن دخلت عالم الفن، ويرجع السبب إلى أن جمانة اختارت التمثيل في مصر، أما بالنسبة لي فاخترت الإمارات ودول الخليج، الأمر الذي لم يجعلنا نلتقي سوياً، لاسيما أن خطها الدرامي مختلف تماماً عن خطي، مشيرة إلـى أن جمانة دائماً تبارك مسيرتها وتشجعها، لكن من بعيد، مؤكدة في الوقت نفسه أنها تتمنى أن تشاركها التمثيل في عمل فني قريب، خصوصاً أنهما إذا اجتمعا سوياً «حيكسرا الدنيا» على حد قولها.

قدوة ومَثل أعلى

وجهت نيفين ماضي شكرها إلى الجمهور الذي أحبها، ووقف إلى جانبها، ودعهما حتى وصلت إلى ما هي عليه حالياً، كما شكرت أيضاً كل الفنانين الكبار الذين اقتنعوا بموهبتها وقدموها بأفضل شكل وصورة، مثل القديرة حياة الفهد التي اعتبرتها «أم الجميع»، وتتمنى في المستقبل أن تحذو حذوها بالتألق والتلقائية والتواضع والنجاح، مشيرة إلى أن النجمتين الراحلة سعاد حسني وشريهان هما مثلاها الأعلى وقدوتاها في عالم الفن.

الإتحاد الإماراتية في

31.01.2014

 
 

شارك في تأليف كتاب عن الدعم الذاتي

بن ستيلر.. فنان كوميدي بالوراثة بدأ حياته بفيلم فاشل

ترجمة عزة علي يوسف 

ولد بن ستيلر في 30 نوفمبر من عام 1965 في مدينة نيويورك. وترعرع في الجانب الغربي العلوي لمانهاتن، وكان ستيلر ابن الممثلين الكوميديين جيري ستيلر وآن ميرا. بعد أن ترك جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس في عام 1984 «قضى فيها فقط تسعة أشهر»، بدأ مشواره الفني بفيلم The House of Blue Leaves عام 1985. وبعد مرور عامين، بدأ ستيلر أعماله السينمائية بفيلم Fresh Horses وشارك فيه البطولة مع أعضاء فريق برات باك، مولي رينجوالد وأندرو مكارثي. وحقيقة أن الفيلم كان بمثابة كارثة لم تؤثر على ستيلر الذي كان عمله التالي في 1989 متمثلاً في الكتابة للبرنامج الكوميدي Saturday Night Live) SNL). وقد وصف جو ما وراء الكواليس بأنه كان «سلبياً جدا» ومحبطا. لذا غادر ستيلر إلى لوس أنجلوس بعد خمسة أسابيع فقط من الكتابة لهذا البرنامج.

بن ستيلر شو

في لوس أنجلوس، بدأ ستيلر العمل في برنامجه الترفيهي بن ستيلر شو، وهو برنامج كوميدي مدته نصف ساعة كان يذاع على شبكة إم. تي. في، قبل أن تديره شبكة فوكس لفترة وجيزة. ومثل برنامج Saturday Night Live في السبعينيات والثمانينيات، أصبح برنامج بن ستيلر شو أرضاً خصبة لكوميديا الهيب. وكان بوب أودينكريك، آندي ديك وجانين غاروفالو من بين من كتبوا لعرض بن ستيلر. ورغم إعجاب النقاد بالبرنامج، إلا أن فوكس قامت بإيقافه بعد اثني عشرة حلقة فقط. وقد حصل ستيلر وكتاّبه المشاركين بجائزة إيمي عن الكتابة المميزة في برنامج المنوعات أو البرنامج الموسيقي في 1993 بعد أن تم إلغاء البرنامج بالفعل.

تمثل المشروع التالي لستيلر في الإخراج والتمثيل في فيلم Reality Bites، وهو فيلم عن عشرين شيء وما يربطهم من علاقات وقضايا. كما مثّل مع النجمة وينونا رايدر والنجم إيثان هوك وجاروفالو، وغالباً ما كان يُنظر إلى هذا الفيلم على أنه تمجيداً للجيل السابق وما يرتبط به عادةً من قيم، ولم يحظ هذا الفيلم بإعجاب النقاد ولكنه أصبح عملا كلاسيكياً عقائدياً.

وكان ستيلر سيتبع هذا العمل بإخراج فيلم A simple Plan، ولكن بعد ستة أسابيع من الإنتاج، حدث خلاف بينه وبين شركة سافوي بيكتشرز بشأن الأمور المالية وترك الشركة.

العودة إلى التمثيل

عاد ستيلر إلى التمثيل السينمائي بكوميديا ديفيد روزويل (Spanking the Monkey، Three Kings) في فيلم Flirting with Disaster والذي كان ستيلر يلعب فيه دور أب شاب يبحث عن والديه. وقد حقق هذا الفيلم نجاحاً كبيراً على نطاق صغير نسبياً، كما حقق شهرة كبيرة بين النقاد ونجح بشكل كبير على الصعيد المالي.

بعد ذلك قام بإخراج الفيلم الكوميدي اللافت للنظر Cable Guy الذي ضم النجوم جيم كاري وماثيو بروديريك. وعقب هذا الفيلم قام بدور البطولة أمام كاميرون دياز ومات ديلون في الفيلم الكوميدي الناجح جدا There›s Something about Mary في عام 1998. وفي العام التالي، شارك في كتابة كتاب عن الدعم الذاتي،« أنظر إلى هذا الكتاب: الدليل الأساسي لتمكين الذات، التفوق الروحي، والإشباع الجنسي» مع جاروفالو.

نظرة ساخرة

وفي عام 2000، ظهر ستيلر مع جينا إيلفمان وإدوارد نورتون في فيلم Keeping the Faith. كما عمل مع نجوم هوليوود المحنكين مثل روبيرت دينيرو وبليث دانر في الفيلم الكوميدي المضحك جدا Meet the Parents. وكان أحدث أعماله عام Zoolander 2001 «نظرة ساخرة لمجال الموضة». أما عن مشاريعه المقبلة فتشمل فيلم Duplex في عام 2003. وفي 2004، تعاون مع أوين ويلسون في تحديث للعمل التلفزيوني الكلاسيكي الكوميدي Starsky.

الإتحاد الإماراتية في

31.01.2014

 
 

"فيلا 69":

سحر الماضي والخروج إلى الحاضر

محمد كمال 

كل منا له ماضيه الخاص الذي يعيش ويتعايش معه وفي أحيان كثيرة يصبح هو الرفيق الأكثر صدقا في التعبير عن أنفسنا، وكثيرا ما يصبح كالأم الحنون التي "تطبطب" على ولدها في أوقات ضعفه.

تلك هي الحاله التي صنعها "فيلم فيلا 69" للمخرجه أيتن أمين في أول تجاربها الروائية الطويلة بعد نجاحها في مشروع تخرجها بعنوان "راجلها" والذي أحدث ضجة كبيرة لجرأته وحصل على الكثير من الجوائز في عدد من المهرجانات التي عرض بها، ثم تجرتها الثانية في الجزء الخاص بها بعنوان "الشرس" (الضابط) في الفيلم الوثائقي التي اشتركت فيه مع المخرج عمرو سلامه والمخرج تامر عزت وهو فيلم "الطيب والشرس والسياسي" الذي يعبر عن ثورة يناير والذي حصل على جائزه أفضل فيلم في مهرجان أوسلو السينمائي الدولي بالنرويج 2011، كما حصل حصل على جائزة المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، اليونسكو وذلك في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي.

رمزية الفيلا

تلك التجارب قد أعطتها خبرة نضحت بها على الشاشة وجعلتنا نعيش حالة سينمائية رائعه وراقية في فيلمها الطويل الأول "فيلا 69".. فحسين - الذي يقوم بدوره خالد أبو النجا بمنتهى البراعة، يبدو وكأنه بالفعل رجل خمسيني يحمل تجارب وخبرات كثيرة (كان مقررا في البداية أن يقوم بالدور رجل تجاوز الخمسين فعلا هو الفنان محمود حميدة).. ذلك الرجل الخمسيني الذي يحمل في طياته الكثير من الخبرات والذكريات التي يرفض ان يشاركه فيها أحد، تزوج مرتين ولكنه لم يوفق في كل زيجه ولم ينجب أطفالا فعاش وحيدا بسبب مرض خطير لا يفصح صناع الفيلم عنه طوال سير الاحداث فهو يجرد البطل من نوعيه مرضه فأيا كان المرض الذي يعاني منه فهو تعبير عن الآلام البشرية التي كثيرا ما تجبر الانسان على الانعزال عن العالم الذي يعيش فيه وتجعله يذهب بعيدا ويتشرنق حول عالمه الخاص الذي يجد فيه نفسه ومتعتها فيفرح كالطفل باشيائه التي يعشقها لذلك اُجبر حسين (مجبر باراداته) على العيش وحيدا في فيلته يمارس حياته بطريقه طبيعي، وكأنه لايعاني من أي مرض فهو يرسم تصميماته الهندسية ويرسلها الي المكتب مع أحد المهندسين الشباب الذي ارتضى حسين ان يجعله خليفته، ينقل له خبرته العملية ونصيبه في المكتب بعد مماته، يعيش حياة ساكنة رتيبة يرتب كتبه بمعاونة خادمه الخاص، يسجل أسماء تلك الكتب في دفتره الخاص ويرتبها بشكل منظم في مكتبته، يرفض أن يحرك أحد شيئا من مكانه أو ينظف أي جزء في بيته فهو يريده كما هو بترابه، يعيش مع هلوسات تتتمثل في ثلاثة اشخاص من السبعينيات الماضية، من فترة شبابه التي لا يريد ان يخرج منها.. ولكن يضعف السيناريو في تبريرها فتظهر كالجملة الاعتراضية دون أدنى تفسير وكان ينبغي أن يجد لها السيناريو تفسيرا دراميا.

هو يعتبر فيلته الخاصه حصنه المنيع في الدفاع عن ماضيه والتي ورثها عن ابيه وصمم على الاحتفاظ بها من عبث الحاضر وماديته التي تمثل جزءا منها اخته "نادرة" - تقوم بدورهها لبلبة- التي ترغب في بيعها لهدمها وبناء احد الابراج السكنية مكانها، وذلك كما فعلت في بيتهم في الاسكندريه.

العلاقة مع الشباب

 ورغم حياته الساكنة التي اختارها بنفسه ليعيش مع ذكرياته حتى يقضي الله أمره فان طبيعة الكون لا تعطي الانسان فرصة في الوقوف امامها وفي تطبيق قوانينها فالتغيير حتمى ويتسلل الي حياتنا في كثير من الاحيان بطريقه همجية فبرغم انه اتخذ من بيته حصنا منيعا ضد الحاضر وتغيراته الا ان نور الشمس لايترك الفيلا، ويدخلها من كل جانب ومع ذلك فاضاءة المكان القيم يزيد الجمال جمالا، هذا الي جانب دخول اخته وحفيدها ذو الـ18 عاما في حياته بحجة انها تقوم بطلاء بيتها ولا تجد مكانا خيرا من بيت ابيها لتنتقل اليه مؤقتا لحين انتهاء العمال من عمليات الطلاء فيدخل حياته حفيدها الذي يمثل له الحاضر الذي تركه منذ زمن بعيد فالشاب مراهق ليس لديه تجارب في الحياه تعينه على السير في طريق لا يجد له ملامح، يدخن الحشيش ويشاهد افلام الجنس الاباحية، ولكن بمجرد علم البطل ان الشاب يدخن الحشيش يطلب منه ان يتذوقه وعلى الفور يبدي شعوره بالقرف من رداءة الصنف، ثم يقدم له "قطعة حشيش" قديمة كان يحتفظ بها.. فحتى المزاج في الماضي كان له طعمه الخاص وله متعته التي وجد فيها الشاب مع صديقته طعما ومذاقا خاصا.

حتى الموسيقى التي تؤثر في وجدان اي انسان طبيعي فان القديم منها له متعته الخاصة.. فهو يحتج على رداءة الموسيقى والأغاني المستخدمة في التدرب على مسرحية من طرف الحفيد الشاب وزملائه في الفيلا، فحسين يدخل عليهم ويقول بجرأته وسخريته  التي تصل في كثير من الاجيان إلى "قله الذوق" التي تعود عليها كل من حوله "ايه القرف اللي بتغنيه ده" ثم يطلب منه أن يأتي بالعود من الدولاب – فكل شئ جميل وقديم ذو قيمه قد احتفظ به داخل الادراج والدولاب - ثم يعزف عليه.. ووراءه تبدأ الفرقه في العزف خلفه في تعبير عن أنه من الممكن ان يتداخل الماضي بقيمته مع حداثة الحاضر.. وفي هذا التكامل تُخلق المتعه فالاحتفاظ بالماضي وتقديره مع الاندماج في الحاضر دون نسيان الماضي يمكن ان يصنع المرء بهجه ومتعة.

ديوان الشعر

وعندما يهدي حسين ديوان شعر للشاب يكون هذا تعبيرا دراميا رائعا يظهر تطور شخصية البطل في تنازله عن انانيته (كما سبق وأعطى طاقم الأطباق الصيني للممرضة التي تعطي له الدواء لكي تتذكره هي وزوجها فهو يريد ان تعيش ذكراه في عقول ووجدان من حوله برغم عدم اهتمامه الذي يبديه لهم ظاهريا). إنه يعطيه ديوان الشعر لكي يقرأه لصديقته التي يحبها - رغم انه صعب القراءة فالتعبير عن الحب بقيمة الماضي قد يكون من الصعب على شباب الحاضر- وقد كان لا يجد منها اي رد فعل طوال فتره علاقتهما حتى صرحت له بأنها تعتبر نفسها صديقته ولا شئ غير ذلك، ولكن بتوجيهات حسين ذي الخمسين عاما صاحب الخبرات النسائيه الكثيرة.. فان الفتاة تستجيب لرومانسية الشاب وتمسك بيده ويتوجها سويا الي احد اسوار الفيلا التي تقع على شاطئ النيل في تعبير عن الحب.

ومع كل محاولات حسين في السباحه ضد تيار الحاضر والتشرنق حول ماضيه فهو يختار في النهايه الخروج من بيته ويطلب منه الشاب (حفيد اخته) ان يذهبا معه فيوافق ويخرجوا جميعا في سيارته القديمة التي ورثها عن ابيه يمشي في شوارع القاهره ويجوب في وسطها.

اذا كانت أيتن أمين قد حصلت من قبل على جوائز عن أفلامها القصيرة فمن الطبيعي أن تحصل على جائزهلجنه التحكيم في مهرجان أبوظبي السينمائي، كما أرى انه بجانب أداء خالد ابو النجا الرائع فان الديكور لايقل بطولة عن دور البطل، كما لعبت موسيقى واغاني عبد الوهاب التي بدأ الفيلم بها " كان اجمل يوم" دورها في إضفاء المسة الحنين الي الماضي وسحره.

أتمنى أن يغير فيلم فيلا 69 وغيره من الأفلام المستقلة مفاهيم كثيرة تعودنا عليها وأن تثور في وجهه السينما التقليدية.

* كاتب سيناريو من مصر

عين على السينما في

31.01.2014

 
 

عبر جماليات فن الصورة

«أوديسة الفضاء».. إمعان الخيال في تقصي الأسئلة الوجودية العميقة

محمد وردي (دبي) 

عرضت «ندوة الثقافة والعلوم» مساء أمس الأول فيلم «أوديسة الفضاء 2001»، من كلاسيكيات الخيال العلمي في السينما الهوليوودية، للمخرج ستانلي كوبريك، الذي حاز جائزة «الأوسكار» عن المؤثرات الصوتية، عام 1968.

يقوم الفيلم على فكرة البحث العلمي لاستكشاف الفضاء، في محاولة للإجابة على التساؤلات، التي لاتنفك تتردد عن وجود عوالم أخرى، لها مخلوقاتها وكائناتها، تزورنا أحياناً بأطباق طائرة، ويشاع أنها متقدمة ومتطورة، إلى مدى يفوق الحداثة الإنسانية على كوكب الأرض.

ومن خلال هذه المغامرة، التي تمزج بين الخيال والعلم، يدس المخرج مجموعة من الأفكار الفلسفية، تتناول نظريات الارتقاء والنشوء، والتناسخ أو الاستنساخ، والتحولات في مسيرة الإنسان، وما إلى ذلك من مقولات غير محققة علمياً بالمعنى القطعي، ومازالت تشغل العلماء والباحثين والفلاسفة على حد سواء.

بدء الخليقة

للحديث عن العرض، يمكن تقطيعه إلى ثلاث محطات أومراحل، في المرحلة الأولى، التي تدوم حوالي نصف ساعة، يكون العرض صامتاً، ويستهله المخرج بمشاهد عن كوكب الأرض وبدء الخليقة، بحيث تبدو السهول والجبال جرداء حيناً وجليدية في أحيان أخرى، وتنفتح الصورة على فصيلة من قرود الشمبانزي، وفصيلة أخرى من الحيوانات قريبة من الخنازير البرية، ويسعى المخرج لعرض أشكال من الصراع على القوت والغذاء بين الفصيلتين، بعدها يتطور المشهد، إلى الصراع بين القردة ذاتها، حيث يأتي قطيع (أوقبيلة) من الشمبانزي لتطرد القبيلة الأخرى، وتزيحها عن السيطرة على الماء.

ويختم المخرج هذه المرحلة بتطور الصراع بين قطيعي الشمبانزي حيث تكتشف القبيلة المطرودة السلاح، أو أدوات القتال، من خلال عظمة ساق إحدى الحيوانات الهالكة، كان أحد القرود يحاول أكلها، فيصطدم بصلابتها، فراح يكسر بواسطتها بقية عظام الجثة، ويستنتج أنه يمكن الاستقواء بها على القبيلة الأخرى، وهكذا يتسلح الجميع بالعظام وينقضون على القبيلة المنافسة، التي حرمتهم من الماء، فيقتلون أحد أفرادها، ويستعيدون السيطرة على البحيرة، بعد هرب الآخرين.

حضور «ناسا»

في المرحلة الثانية يتجه العرض إلى نشاط وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وأبحاثها ودراساتها، التي انتهت بقرار استكشاف كوكب المشتري، فيجري إعداد ستة ملاحين، أربعة منهم يدخلون في سبات طويل قبل انطلاق الرحلة، لتوفير الأوكسجين والغذاء، على أن يجري إيقاظهم لحظة الاقتراب من المشتري، وينطلق الآخران فرانك وديف، بصحبة الكومبيوتر الناطق، (هال 9000)، وتجري حوارات بين الملاحين، والكومبيوتر وكأنه شخص يرى ويشعر ويسيطر على كل عمليات المركبة. ولكن ديف يكتشف بعض أخطاء هال، فيبدأ بالتآمر مع فرانك، على عزله وإبعاده عن قيادة العمليات الرئيسية في المركبة، إلا أن هال يعرف سر المؤامرة فيستدرجهما إلى خارج المركبة، تحت مزاعم إصلاح خطأ يهدد حياة الملاحين، اللذين مازالا في سبات أو غيبوبة. ولدى مغادرة فرانك المركبة، يجعله يفقد السيطرة، بحيث راح يتهاوى بالفضاء من دون حول أو طول، فيلحق به ديف لإنقاذه، وعندما يعود به يجد المركبة مغلقة تماماً، فيطلب من هال المرة تلوى الأخرى فتح الباب، من دون جدوى، وعندها يخبره هال بأنه أدرك مؤامرتهما، وأنه حرصاً منه على نجاح المهمة، وخدمة أميركا ومستقبل الإنسانية قرر أن يبعدهما للأبد، فيسعى ديف للدخول من فتحة الطوارئ، وهي المدخل الوحيد الذي لا يسيطر عليه هال، رغم ما ينطوي عليه المدخل من أخطار هائلة، بسبب الضغط الجوي خارج المركبة المختلف كلياً عما بداخلها، وينجح في ذلك، ويشرع فوراً في شل قدرة هال، ويدور نقاش بين الكومبيوتر (هال) وديف، وكأنه حوار بين إنسانين يصل أضعفهما إلى حدود التوسل والاستغاثة، بأسلوب درامي شائق.

دورة الإنسان

في المرحلة الثالثة تبدأ مسألة التحول في مسيرة الإنسان، إذ إن ديف عندما شل حركة هال راح يفتش عن فرانك، فبدا وكأنه مضى باتجاه حيوات أخرى، بسرعات قياسية، لتنتهي الحركة، بقاعة ينتصب فيها تمثال الحرية والعلم الأميركي، فيرى ظهر فرانك وهو يجلس على طاولة لتناول طعامه، فيرتد عنه، حينذاك تبدو ملامح وجهه وكأنه دخل في شيخوخة مغرقة في كهولتها، وكذلك يكون حال فرانك، الذي قام ليرى مصدر الحركة التي سمعها من دون أن يرى شيئاً. فينتقل المشهد إلى ديف وهو يرقد بفراش وثير، بعدها تنتقل الصورة إلى ما يشبه مجسم الأرض المغلق وبداخلها ديف، وهو بحالة تحول وعودة إلى المرحلة الجنينية الأولى، لينتهي العرض بالعودة إلى بدء مسيرة الفرد الإنسان، وكأنها إشارة لمعاودة مسيرته في الحياة، بمفهوم التناسخ أو الاستنساخ لا فرق.

يطرح المخرج من خلال الفيلم فكرة فلسفية عميقة يستكشف فيها العلاقة بين الإنسان ومراحل تطوره، وبين التكنولوجيا والعنف والبنية الاجتماعية والتصورات الفلسفية للمآلات الوجودية، في بنية خيالية قائمة على الإبهار بالصورة والمؤثرات الصوتية.

الجمالية المشهدية

بعد العرض قدم الناقد السينمائي أسامة عسل قراءة نقدية للفيلم، اعتبر فيها أن العرض يتصدى لموضوعات ومفاهيم منافية للإسلام جملة وتفصيلاً، ولكنه مع ذلك يقدم صورة باهرة، سواء على مستوى المشهدية الفنية والمؤثرات الصوتية المذهلة، رغم التطور التقني المختلف تماماً بزمنه عما هو عليه اليوم، أم على المستوى المعرفي حيث إن الخيال يمكن أن يستشرف مستقبل البشرية.

الإتحاد الإماراتية في

31.01.2014

 
 

'العودة إلى حمص' وثائقي سوري يصل إلى العالمية

العرب/ عبد الحاج ـ دمشق 

المخرج السوري طلال ديركي يقدم في فيلمه الوثائقي صورا تكشف شخصيات ضمن مشهدية سينمائية دقيقة التفاصيل.

"العودة إلى حمص" فيلم سوري تحصل مؤخرا على جائزة لجنة التحكيم الكبرى للأفلام الوثائقية الدولية، بالمسابقة الرسمية لمهرجان "صندانس" السينمائي في مدينة يوتاه الأميركية، متناولا الصور التي توالدت عن المظاهرات السلمية في أرض العجائب حمص ضمن المساحة الضيقة في شوارع الخالدية وحي البياضة.

صور قدّمها إلينا المخرج طلال ديركي والمنتج عروة نيربية في فيلم “العودة إلى حمص”. لتكشف لنا شخصيات ضمن مشهدية سينمائية يتناولها طلال ويُشغل في رسم تفاصيلها بدقة. شخصيات تعيش حياتين: صورتها عن حياتها، وحياتها الفعلية والخيارات غير الحرة.

عبدالباسط الساروت ابن حي البياضة، حارس المرمى الشاب الذي ترك كرة القدم والتحق بدرب الثورة، وأصبح في العام الأول من الثورة رمزا لسلميتها كقائد شجاع للمظاهرات وكمغن لهج السوريون جميعا بأغانيه في مظاهراتهم، حتى لحظة فقدانه الأمل من النضال السلمي واختياره حمل السلاح دفاعا عن المدينة، وأسامة الحمصي ابن حي الخالدية المجاور، الناشط الإعلامي السلمي الشاب، الناقد اللاذع والساخر باستمرار من كل شيء، إذ يبحث عن رأيه ومساحته، ويبحث عن العدسة وما يمكن لها أن تفعل، أسامة الذي لم يقبل أيّ شيء كما هو، وحافظ على أسئلته برغم كل شيء، وصولا إلى لحظة اعتقاله من قبل أمن النظام السوري.

ديركي جعل وجود الـ"نحن" باطلا ومفرغا من شحنته الجمعية التبادلية ليصنع إيقاعا مختلفا بحضور الموت

تحليل وتفكيك

هم أناس عاديون لا خيار آخر لديهم، وقد انخرطوا في الثورة السورية رغبة في تحرير بلدهم من القمع والقهر، منذ أن بحث كل منهم عن صوته وعن دوره وعن فكره، وصولا إلى اللحظة التي أكرهتهم فيها الظروف المحيطة، ببشاعتها الاستثنائية، على خيارات قاسية.

فالرحلة الغريبة التي يقوم بها الراوي اللامرئي مع الساروت طوال مدة الفيلم “تسعين دقيقة” في التفاصيل والهوامش معا، والتي تنهض من بين مساحات مهجورة ومتعبة من حصار دخل عامه الثالث، بعيدا من أي مراهقة أسلوبيّة، أو ادعاء تجريبي، أو نوستالجيا مفتعلة. لتكون حكاية الساروت ورصد تحوله من السلمية إلى الكفاح المسلح، وتفاصيل التحركات الصغيرة لبطل الفيلم ورفاقه. والموت المرافق في أي مكان. حيث لا حظر على مناطق من دون أخرى، ببراعة سينمائية آسرة في تقديم الحكايات وتحليلها وتفكيكها.

ترشح من بنية دراميّة قائمة بذاتها، بعيدا عن أي إقحام أو إسقاط أو ذهنيّة. ومروية بشكل بصري محترف تقنيا وفنيا في سرد الكاميرا، إذ أننا نرى كل شيء بعيني الراوي في لقطات مفردة، تتضمن حركة كاميرا متواصلة حيث الحركات الاستعراضية (البان) الدائرية والحركات المصاحبة، أو تلك التي تقترب وتبتعد أو تتوقف لفترة قصيرة أو طويلة نسبيا، أو تلك التي تحوم وترقص وتمرّ وتحاذي وتتراجع وتتقدم. عبر الكاميرا المحمولة /الكاميرا الذاتية، كيف لها أن تروي الحكاية ومن أي زاوية، واهتزازاتها التي تضفي أيضا ملمحا تسجيليا على الفيلم، فهناك غواية في المواصلة والاسترسال في توضيح ما نشاهده وننشئ علاقة معه تتجاوز القصة أو مساحة المتعة التي يتيحها، هناك سحر الأداء ولمعان الحضور التمثيلي لعبدالباسط. حيث ينجح بتعاونه وطهرانيّته في احتلال حيّز أكبر من الفيلم، داخل كادرات ضيقة، وتتسع دائرة الفيلم، المنسوج بدأب ومهارة، لتشمل المحيط. لعبة التقنيات في تقديم الصُوَر والقصص نقلت مشاهد تحتفي بالتفاصيل وتكرس “فن البقاء” المرسوم بـ”فن السينما”.

تأمين ثوري

الخصوصية المدهشة التي ينجزها ديركي في فيلمه تتمثّل في أنه يعبث بالمعادلة المعتادة، على نحو يجعل وجود الـ”نحن” باطلا ومفرغا من شحنته الجمعية التبادلية ليصنع إيقاعا مختلفا بحضور الموت.

صانع الفيلم عروة نيربية وفي حديث لجريدة “العرب” عن البداية يقول: “بدأ العمل بمشروع “بلدي” الذي أطلقناه بعد انطلاق الثورة بـ4 أشهر، والذي كان يهدف إلى المساهمة في الخروج معا كسينمائيين من الاستعصاء النفسي ومن إغلاق المؤسسة الحكومية لقليل الفرص التي كانت تحتكرها تقريبا، لأسبابها الأمنية المعهودة. وهنا أذكر كيف أن طلال قال لي، وأنا ابن حمص، إنه يريد أن يقترح فيلما عن حمص، فقلت له: لا تعرفها! حاول أن تقترح فيلما عن مكان تعرفه أكثر! لكن إصراره جعله يذهب إلى حمص ويعود بدقائق عرفنا من خلالها عبدالباسط للمرة الأولى”.

ويضيف: “كانت المراهنة والإيمان قائمين على إصرار طلال وعيني عبدالباسط، وكانت أيام السلمية الجميلة، ولم نكن لنتوقع ما حدث بعد ذلك، وهو ما صنع الفيلم”.

ويختم نيربية: “أذكر كيف سألني منتج شاب أوروبي: ماذا فعلتم من أجل التأمين على الفريق والفيلم؟ فأجبته: ابتكرنا تأمينا ثوريا، كان يقول أحدنا للآخر: إذا متّ، سيكون عليك أن تعتني بعائلتي. في النهاية حالما نحصي عدد أمواتنا، ويتحول الخدر إلى غضب وأسى سنجد أن حياتنا هنا ستكون صعبة. لقد أوقظنا بوحشية من حلم جميل، ولن تستعيد المدينة عافية وفرح يوم الأربعاء إلا بعد مرور وقت طويل”.‏‏‏‏

العرب اللندنية في

31.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)