كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

سيزيف كردي في "الآمال الكبيرة" لكيوان مجيدي

مزارع كردي وابنته حوّلا قمة الجبل إلى حدائق غنّاء

عدنان حسين أحمد

 

ثمة أفلام وثائقية مُتقنة تمنح المتلقي فرصة كبيرة للتأمل والغوص في جوهر الأشياء والقناعات مهما كانت بسيطة، لكنها نفّاذة وعميقة تهزّ الضمير، وتلامس العاطفة الإنسانية في كل مكان من أرجاء هذه المعمورة. وفيلم "آمال كبيرة" للمخرج الإيراني الكردي كيوان مجيدي هو من نمط هذه الأفلام المؤثرة التي تجعلك تنحني احتراماً وتقديراً للفلاح الكردي محمد ولابنته آزر أيضاً اللذين يعملان بشكل متواصل على مدار السنة في تهيئة حقل الأعناب كي يجنيا ثماره بعد سنة ونصف السنة على وجه التحديد.

إن اختيار هذه الثيمة من قبل المخرج كيوان مجيدي يدلل على نَفَسه الإبداعي المرهف القادر على الرصد والالتقاط والذهاب بالفكرة المهيمنة على القصة السينمائية إلى أقصاها. والسينما الوثائقية، كما هو معروف، هي سينما الواقع بامتياز حيث يتركّز جهد المخرج المبدع على بلورة الثيمة المعبّرة وتقديمها للمتلقي بشكل فني مقنع تستطيع أن تستشف منه شيئاً معقولاً في نهاية المطاف.

مقاربات بسيطة

على الرغم من تنوّع موضوعات هذا الفيلم الوثائقي الذي يمكن أن يكون عن البيئة الكردية في كردستان إيران، أو عن طراز المدن الكردية، أو عن الزراعة، أو عن سُبل تحصيل الرزق الحلال، لكنه يمكن أن يكون أيضاً وجهاً من أوجه التحدي السيزيفي الذي يقوم به كل من الأب وابنته حيث ينقل الأب التراب من سفح الوادي إلى أعلى ذروة في الجبل الشاهق الذي يستصلح أراضيه كي يزرعها بأشجار الكروم. كما تجلب البنت اليافعة الثلج من الجبل العالي المحاذي لهم، وتساعد أبيها في العمل على مدار العام في تسوية الأرض وجني الأعناب وتحويلها إلى زبيب وكشمش.

لقد انتقى المخرج سلسلة جبال هاورمان التي تقع في غرب إيران تحديداً والتي تضم مدينتي مريوان وياوه الكرديتين وتقابلهما مدينة حلبجة من الجانب العراقي. ولو توخينا الدقة لقلنا إن هذا الأب هو من قرية بولبور وهي واحدة من القرى الكثيرة المبنية بناء هندسياً متقناً لافتاً للأنظار. فالفيلم في دقائقه الأولى يستعرض هذه القرى الجميلة، ويتوقف عند بعض الينابيع والشلالات المائية الهادرة التي يحبها لأنها مرتبطة بذكريات جميلة لا يستطيع أن ينساها، ولعل أبرزها هو اللقاء الأول الذي جمعه بزوجته حينما كانت فتاة شابة ثم تزوج منها لاحقاً من دون أن يغرقنا بتفاصيل قصة حبه. لقد قال جملة مكثفة واحدة بأنه يحب الشلال الذي يحمل ذكرى ذلك اللقاء العاطفي الأول وعلينا أن نستكشف إخلاصه لها لأنه سوف يحقق لها كل ما كانت تطمح إليه من العناية بالأطفال، والشرب من مياه الشلال بعد الوضوء، وزراعة الحقل بأقلام الكروم الصغيرة.

ثمة تركيز واضح من لدن المخرج على العمل شبه الأسطوري الذي يقوم به هذا الفلاح البسيط، فهو يتسلق يومياً هذا الجبل الشامخ حتى يصل إلى قمته، ثم يقوم يتنظيفه من الصخور التي يستعملها لبناء الأسيجة الحجرية للقطع الزراعية التي يقسّمها، ولأن بعض الأماكن تخلو من التراب لذلك يلجأ إلى نقل التراب على ظهره من سفح الجبل إلى قمته وهي مهمة شاقة لا يقوى عليها إلاّ من ينتمي إلى هذه الشريحة المثابرة الصبورة، فمَزارع الكروم المعلقة في قمم الجبال الشاهقة تحتاج إلى نصف متر من التراب في الأقل كي تكون صالحة لإنتاج الغلّة. وأكثر من ذلك فهذه المزارع تحتاج إلى الماء الذي ينقله محمد من الشلالات التي تتساقط في بطن الوادي كي يسقى نبابات الكروم التي أينعت في الأعالي وصار ينتظر هو وآزر موسم الجني والقطاف

ولأنه عملَ بنصيحة زوجته الراحلة فقد زرع محمد أقلام عنب صغيرة فلا غرابة أن يتأخر ثمرها إلى الموسم القادم. وأن من ينقل على ظهره أطناناً من التراب والمياه إلى قمم الجبال يستطيع أن ينتظر موسماً لكي يتمتع بالغلة في الموسم القادم. وهذا ما حصل بالفعل حيث حلّ الموسم الثاني بخير وفير من العنب. وقد رأيناه، هو وآزر، منهمكين في جمع العناقيد، وغسلها في مياه الينابيع، ووضعها في السلال حيث تجد طريقها إلى أسواق المدن القريبة من قريتهم. أما العنب الفائض عن الحاجة فإنهما يحوّلان العنب الأسود إلى زبيب والأبيض إلى كشمش.
الشخصية الأسطورية

يعيش بعضُ الشخصيات الأسطورية بيننا من دون أن نلتفت إليهم. فليس بالضرورة أن تكون الشخصية الأسطورية إلهاً أو نبياً أو إمبراطوراً أو قائداً عسكرياً أو مفكراً سياسياً خارقاً للعادة، بل يمكن ببساطة شديدة أن يكون فلاحاً بسيطاً مثل المُزارع محمد، بطل هذا الفيلم الوثائقي، أو مثل آزر ابنته التي لا تقل عنه بطولة، فمازال لُهاثها يملأ آذاننا، نحن المتلقين، وهي تشعر بالإنهاك قبل أن تصل إلى قمة الجبل حيث ينغمس والدها في العمل. أكاد أن أقول إنهما يتناصفان البطولة لولا الجهود الجبارة التي كان يبذلها الأب في نقل التراب والماء من مسافات بعيدة ووعرة، فهي بالتأكيد لا تستطيع أن تقوم بهذه المهام في مثل هذه السن المبكرة من حياتها، لكنها تشترك معه في عدد من الجوانب من بينها الكدّ والمثابرة والدأب اليومي والصلاة في أعالي القمم حيث تغدو للهمسات المقدسة معنىً آخر وكأن مسافة الصلة بالربّ تصبح أقصر مما هي عليه في المناطق العادية. لا يمكن إهمال اللحظات الطفولية لآزر حينما كانت تلعب مع قريناتها كرة القدم أو غيرها من الألعاب المألوفة فهي تشكّل جانباً مهماً من طفولتها. فالفيلم يمكن اعتباره فيلم فتيان أيضاً وهو نوع رائج من الأفلام الروائية والوثائقية خصوصاً عند عباس كيارستمي وغيره من المخرجين الإيرانيين الذي حققوا سمعه طيبة داخل إيران وخارجها. جدير ذكره أن كيوان مجيدي قد أنجز عدداً من الأفلام الوثائقية أبرزها "علاج النساء" وهو يدور في المناطق الحدودية التي تفصل العراق عن إيران وقد بنى تفاصيله من القناعات المستمدة من الغيبيات والأساطير الشعبية التي ليس بالضرورة أن يكون طرفا فيها.

الجزيرة الوثائقية في

30.01.2014

 
 

مهرجان أفلام الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ببلغاريا

وسيم القربي 

تحتضن العاصمة البلغارية صوفيا في الفترة الفاصلة بين 15 يناير و2 فبراير فعاليات الدورة السادسة من مهرجان "مينار" السينمائي وهو مهرجان مخصص لأفلام الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يشرف على هذا المهرجان كل من "زدرافكو قريقوروف" و"أنجل هادزهيسكي"، وفي اتصال مع الجزيرة الوثائقية أكدّ "قريقوروف" أنّ هذا المهرجان جاء "بهدف تعريف الجمهور البلغاري لعادات وتقاليد العالم الإسلامي عبر عرض مجموعة من الأفلام المنتجة حديثا والتي تعكس صورها الحياة الاجتماعية في العالم العربي". يذكر أنّ هذا الحدث السينمائي يعتبر من أكبر المهرجانات التي تختصّ بسينما الشرق في منطقة البلقان التي تُعرف بتنوّعها الثقافي وتعدد الديانات حيث يحلّ المسلمون هناك في المرتبة الثانية من حيث العدد. كما أنّ موقع منطقة البلقان في جنوب شرق أوروبا وخضوعها في السابق للإمبراطورية العثمانية جعل منها وريثة للعديد من تقاليد الشرق التي مُحي البعض منها بفعل الزمن وترسّخ البعض الآخر في منطقة تشهد إلى اليوم نزاعات عرقية وصدامات الثقافات...

مهرجان "مينار"... الدورة السادسة

تعرض هذه الدورة أحدث الإنتاجات السينمائية من بلدان العالم الإسلامي حيث تُعرض الكثير من الأفلام للمرة الأولى على المستوى الدولي أو الأوروبي أو في المنطقة، ويشارك في هذه الدورة أكثر من سبعين فيلما تتوزع على ثلاثة أقسام منها الأفلام الطويلة والأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية من مختلف الدول على غرار أفغانستان وتركيا والعراق والكويت والأردن والإمارات وقطر وإيران وسوريا واليمن وعمان وفلسطين ولبنان ومصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وغينيا بيساو. وتحتضن هذه الدورة ستة قاعات بالعاصمة صوفيا وهي على التوالي "دار السينما" و"أورو سينما" و"الأديون" و"القاعة الحمراء" و"المقهى الثقافي" و"مركز العروض روكا"، كما تجدر الإشارة إلى أنّه موازاة مع السينما يحتضن المهرجان عروضا ثقافية أخرى تُعرّف بثقافات الشرق على غرار بعض العروض الموسيقية ومعرض للصور الفوتوغرافية عن فلسطين.

وقد افتتح المهرجان بالفيلم الفلسطيني "تراث" للمخرجة هيام عبّاس وذلك بحضور السفير الفلسطيني ببلغاريا "إبراهيم المذبوح"، ويروي الفيلم معاناة المرأة الفلسطينية في مجتمع تقليدي لم يخلو من مشاهد جنسية جريئة وقد تمّ عرض الفيلم سابقا في مهرجان فينيسيا... يأتي هذا العرض مع تخصيص هذه الدورة للمهرجان كتضامن ثقافي مع الشعب الفلسطيني ونصرة لقضيّته.

من جهة أخرى تنزل السينما المغربية ضيفة شرف على دورة هذه السنة من خلال مشاركة خمسة أفلام مغربية وهي على التوالي: "البايرة" لمحمد عبد الرحمان التازي و"أغرابو" لأحمد بايدو و"طنجاوي" لمومن السميحي و"كيس الطحين" لخديجة لكلير و"عودة الابن" لأحمد بولان.... وتأتي هذه الدعوة باعتبار أنّ المغرب تشهد في السنوات الأخيرة قفزة سينمائية نتيجة السياسة الثقافية المنتهجة وفاعلية المركز السينمائي وهو ما مكنّها من إنتاج يقارب العشرين فيلما طويلا في السنة لتحتل بذلك المرتبة الثالثة إفريقيا، كما ساهمت أصداء مهرجان مراكش السينمائي في اكتساب المغرب لصورة فنية مهمّة لدى الغرب.

ومن بين الأفلام القصيرة المشاركة الفيلم العراقي "ميسي بغداد" و"تاباتو" من غينيا بيساو للمخرج "جاو فيانا" ومن إيران "ترافلينغ" لمشاء الله محمدي ومن تونس "بوبي" و"يد اللوح" ومن موريتانيا "أزهار تيويليت"... أما في قسم الأفلام الطويلة فيشارك "بيكاس" لكرزان كادر" و"ليالي الصمت" من تركيا و"لما ضحكت الموناليزا" لفادي حداد ومن لبنان فيلم "تنورة ماكسي" لجو بو عيد الذي يحضر هذه الدورة...

أما في عروض الأفلام الوثائقية فنجد من بين الأفلام في البرنامج "خمس كاميرات محطمة" لعماد برناط من فلسطين الذي يروي من خلاله المقاومة الشعبية للجدار العازل في قرية فلسطينية، كما تشارك المخرجة أميرة مشهور بفيلمها "ليلة في الميدان" ويدوم الفيلم 100 دقيقة، ونجد فيلم "الدار البيضاء حبّي" لجون سلاتوري وهو إنتاج أمريكي مغربي وفيلم "أفغانستان: العيش في منطقة منسية"  لنجيب خاجا وهو من إنتاج أفغانستان والدنمارك.... 

وعن المهرجان يضيف "أنجل هادزهيسكي" أنّه "حريص على مواصلة تطوير هذا الحدث السينمائي الذي اعتاد عليه جمهور صوفيا وأصبح فرصة للتعرف على الثقافة الإسلامية سينمائيا بدعم من بعض المستشهرين والسفارات، وعاقد العزم على مزيد الإشعاع بالرغم من الصعوبات المادية التي تحول دون دعوة كلّ المخرجين إلى حدّ الآن".

سينمات الشرق... في الغرب

لطالما اعتدنا على مهرجانات أوروبية في بلداننا وذلك بدعم من المراكز الثقافية الأجنبية التي ترتكز في برامجها على نشر الأفلام السينمائية للآخر في بلداننا، لكنه في المقابل تغيب أحداثنا الثقافية والسينمائية خاصة على أرض الغرب لتصبح الكفة غير متعادلة في غالب الأحيان، بل إنها تتحوّل إلى نوع من الغزو الثقافي. قد تكون السينما في أوطاننا إلى حدود اليوم لم تبلغ مرحلة النضج الكافي، لكن سياستنا الثقافية عموما تحتاج إلى مراجعة كلّية وإرساء منهجية محلية وخارجية واضحة. ولعلّ من بين النقاط التي يمكن طرحها:

مراجعة سيرورة السينما الوطنية ومحاولة نشر الثقافة السينمائية عبر تأسيس نوادي سينمائية لتكون الناشئة غاوية للفنّ السينمائي.

إدراج التكوين السينمائي في المعاهد الثانوية والكليات والجامعات على غرار التجربة الفرنسية التي انطلقت في هذه الاستراتيجيا منذ الثمانينيات.

دعم الإنتاجات السينمائية المحلية من طرف الدولة وتشجيع الخواص للاستثمار في القطاع السينمائي عبر تمويل الأفلام وإنشاء القاعات.

إنشاء مراكز سينمائية تسطّر برامج سينمائية واضحة وتقطع مع المعاملات الإدارية البائدة.

إنشاء صندوق عربي لتمويل الأفلام بحيث يقع منح الأفلام على حساب الكفاءة وليس على حساب المحاصصة.

تبادل تنظيم المهرجانات بين الدول على غرار تجربة "أيام الأفلام الجزائرية في عمان – الأردن" و"أيام الفيلم الأردني في الجزائر العاصمة" برعاية الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والهيئة الملكية للأفلام بالأردن.

تفعيل اتفاقيات التعاون الدولي بين وزارات الثقافة على المستوى السينمائي والتي بقيت جلّها حبرا على ورق.

تبقى هذه المقترحات بعض نقاط لا غير باعتبار أنّنا يمكن أن نتطرّق إلى العديد من النقاط التي يمكن أن تساهم في تفعيل سينمانا للتطوّر مقارنة بركودها الحالي. مهرجان "مينار" في بلغاريا هو بادرة من طرف بلغاريين للتعريف بسينمانا في حين يمكن أن نذكر مهرجانات أخرى تهتمّ بسينمانا في الغرب على غرار "مهرجان السينما العربية بمالمو" الذي جاء ببادرة من عاشق السينما المستقرّ في السويد محمد القبلاوي و"مهرجان أفلام الشرق بجونيف" بإدارة الجزائري الطاهر حوشي و"مهرجان السينما العربية بزوريخ" وغيرها من المهرجانات الأخرى التي تهتم بالسينما العربية في فرنسا وبرلين بألمانيا وهولاندا... غير أنّ ما يمكن ملاحظته هو أنّ هذه المهرجانات هي في أغلبها مبادرات فردية لمهاجرين مهتمّين بالسينما وليست سياسة ثقافية دولية، كما أنّ العديد من هذه المهرجانات لا تموّلها دول عربية بل تموّلها الدول التي يقام على أرضها المهرجان. وبالتالي أصبح من الملحّ أن يتم مراجعة السياسات السينمائية قصد إرساء هياكل وبنيات إبداعية فاعلة تنهض بسينمانا أولا وتنشرها في أرض الآخر ثانيا لنعادل الكفة باعتبار أنّ أفلامنا تحضر في مهرجانات الغرب إلا إذا كانت فلكلورية أو تمسّ من قضايا محلية بطريقة تُعجب الآخر، ولعلّ المدخل الذي نقدر عليه اليوم هو بوابة الأفلام الوثائقية التي في تقديرنا الجنس الإبداعي الوحيد الذي يمكّننا من مقارعة الآخر.

الجزيرة الوثائقية في

30.01.2014

 
 

التربية على الثقافة السينمائية بطنجة

من تلاميذ المدارس الابتدائية... إلى زملائهم في الثانويات

أحمد بوغابة / المغرب 

لا داعي للتذكير بما تقوم به الخزانة السينمائية بطنجة لصالح فنون السينما وثقافتها طيلة السنة، وهو ما جعلها متميزة على الصعيد المغربي. فقد سبق لنا أن توقفنا في كثير من محطاتها المنيرة في المجال من خلال نصوص منشورة في موقع الجزيرة الوثائقية (ومنابر أخرى) خلال السنوات الأخيرة. ويعرف الزوار، من خارج مدينة طنجة، موقعها الاستراتيجي الهام وسط قلب المدينة حيث تربط بين جهتيْها: العتيقة والجديدة. فقد تحولت لملتقى الشباب وكل من يعشق سينما مختلفة ومتعددة وكذا ما توفره في مكتبتها من كتب ومجلات ووثائق وبحوث في السينما وإلى جانبها كثير من الأفلام النادرة حول طنجة أو صُورت بها. نقاشات تتوزع في أركانها طيلة اليوم وطيلة الأسبوع (باستثناء يوم الإثنين وهو يوم عطلتها الأسبوعية)

المصباح السحري

بعد نجاح تجربة "المصباح السحري" مع أطفال تلاميذ المدارس الابتدائية، الذين لا يتعدى عمرهم 12 سنة، منذ أزيد من أربع سنوات، في عروض شهرية ذات بعد بيداغوجي وذلك في إطار التعاون مع الجمعية الأم بنفس الإسم الموجود مقرها الأصلي بسويسرا، وترسخ هذا البرنامج وأصبح مكسبا لتلاميذ مدينة طنجة انتقلت الخزانة السينمائية لمستوى آخر بالعمل مع تلاميذ الإعداديات والثانويات ابتداء من السنة الجديدة الحالية 2014. وتُرَكِّزُ الخزانة السينمائية عملها التربوي مع تلاميذ التعليم العمومي بالأساس، وخاصة الموجودين بضواحي المدينة حيث أغلبهم لم تطأ أرجلهم قاعة سينمائية

"المصباح السحري" الذي بدأت به الخزانة السينمائية عملها في وسط التلاميذ الصغار، هو ناد سينمائي يركز في كل عرض شهري على تنويع الفرجة ذات أهداف تربوية في ثقافة السينما من خلال توزيع نشرة للفيلم المقرر (وإرسالها إلى البعض إلى عناوينهم الشخصية فيجد الطفل سعادة بتوصله بها على عنوان منزله) تتضمن ملخصا لفيلم بشكل يكتشف فيه الطفل/التلميذ مجموعة من المعطيات التي تتغير بتغيير الفيلم طبعا مع استحضار أيضا كل مرة تقنية سينمائية وجزء من تاريخ السينما. هذه المعطيات يتم تجسيدها – في بداية حفل العرض – بمسرحية قصيرة جدا يقدمها منشطون مؤهلون لهذه المهمة التربوية فتثير فضول الأطفال للتقنيات المُبرمجة مع حوار مباشر معهم لقياس مدى استيعابهم لها ثم يبدأ العرض السينمائي الذي يرافقه بعض المنشطين أحيانا لتعميق المعرفة السينمائية الجديدة على الأطفال أو في نهاية عرض الفيلم ليعبروا عن فهمهم له وكيف تفاعلوا معه أيضا.

تجربة "المصباح السحري" نموذجية لأطفال التلاميذ مع السينما في غياب الاهتمام الجهات المسؤولة على التعليم في المغرب بجعل السينما جزء من منظومته التربوية في مجتمع محاصر بالصور يتأثر بها دون أن يستوعب دلالاتها وأبعادها في الحياة اليومية. وتكمن أهمية هذه التجربة ونجاحها في كون إدارة الخزانة السينمائية، التي تدير هذه المعلمة الثقافية بطنجة، تعمل من خلال شَرَاَكة عملية وواضحة مع بعض المؤسسات والشركات المحتوية على أقسام اجتماعية وتعاونيات لكي تتكفل ضمن مساندتها للمشروع الثقافي المذكور بنقل الأطفال والتلاميذ من أحيائهم البعيدة الهامشية إلى قاعة الخزانة السينمائية لأن الهدف الأساسي هو أن يشاهد الطفل الأفلام في مكانها الطبيعي وهي القاعة السينمائية بكل شروطها حتى يتعرف على المكان ويستأنس به ويدرك أن هذا الفن هو بدوره يمكن مناقشته والبحث فيه فضلا عن متعة المشاهد الجماعية وعلى شاشة كبيرة. وأن القاعة السينمائية لها قواعدها لمشاهدة الأفلام التي تختلف جذريا عن مشاهدة التلفزيون في البيت. إن الفرح الذي يتمتع به أولئك الأطفال لا يُقدر بثمن سوى السعادة التي يتمتع بها خلال العرض والخروج من القاعة بنشوة جميلة والتي يعبر عنها جلهم بالنقاش والإلحاح على معرفة التاريخ بالضبط للعرض المقبل.

الانتقال إلى الإعداديات والثانويات

بعدما أصبح "المصباح السحري" مكتسبا قائما لأطفال الهوامش من المدارس العمومية الشعبية، وترسيخه كثقافة سينمائية ضرورية في البرامج الشهرية للخزانة السينمائية بطنجة انتقلت هذه الأخيرة بصفتها التنظيمية والمحتضنة إلى مستوى آخر في التربية على الثقافة السينمائية، ابتداء من بداية السنة الجديدة الحالية (2014)، بوضع خطوة أخرى في هذه البنية الثقافية بولوج الإعداديات والثانويات بشراكة مع نيابة وزارة التربية الوطنية بطنجة – أصيلة. وحين أتحدث عن الولوج أعني به سياسة الخزانة السينمائية التي تسعى إلى مد جسور التعاون مع المؤسسات التعليمية على أساس أن يحضر التلاميذ إلى قاعة السينما لمشاهدة الأفلام فيها ومناقشتها داخلها وليس على كراسي مؤسساتهم التعليمية حيث العروض بالفيديو أو الأقراص دون احترام القواعد الأساسية للفرجة السينمائية حتى يأخذ التلميذ العروض في القاعة مأخذ الجد وأنها ثقافة ومعرفة بنفس المستوى الذي قد تكون تسلية. ستختلف العروض الخاصة بتلاميذ الثانويات عن "المصباح السحري" سواء في المضمون أو في الشكل. إنه مستوى آخر من التعامل البيداغوجي في التربية على الثقافة السينمائية والتي سيستفيد منها أكثر من 700 تلميذ وتلميذة في هذه الدورة الأولى برسم الموسم الحالي.

ولكي ترتقي بمستواها في العمل مع الثانويات، نجحت الخزانة في أن تجد دعما مهما من مؤسسة البحر الأبيض المتوسط وجهة باريس وجمعية القاعات السينمائية المستقلة بجهة باريس، وهذه الأخيرة لها تجربة قديمة وعميقة في التعامل مع الثانويات ووافقت على نقل تجربتها إلى طنجة مع أخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المحلية. حضر من الجمعية محاضرين لتنشيط ورشة استفاد منها بعض الأساتذة الذين لهم إلمام بالثقافة السينمائية بشكل عام وسبق لهم تسيير بعض الأنشطة السينمائية في مؤسساتهم التعليمية ليكونوا هم المؤطرون للعمل مع التلاميذ. وقد تم تنظيم ورشة طيلة أيام الجمعة 24 والسبت 25 والأحد 26 يناير 2014 بالخزانة السينمائية. إنه مشروع تربوي إلتزمت به الخزانة السينمائية وشرعت فيه كأول دورة انطلاقية في هذا الموسم والذي سيمتد من شهر فبراير إلى شهر مايو المقبل ثم استئنافه في السنة الدراسية المقبلة.

تم في الأيام التكوينية عرض فيلمين مختلفين، الأول حديث الإنتاج نسبيا (2006) من كوريا الجنوبية "المضيف" من إخراج يونغ جون – هُو، والثاني كلاسيكي هو "الفجر" (1927) من إخراج الألماني فريديريش مورناو الذي أخرجه في هوليوود. كما شمل البرنامج أربعة أفلام قصيرة هي مشاهد من ساحة 9 أبريل والمعروفة عند سكان طنجة بالسوق برا وأخرى من السوق الداخلي وهي من إخراج غابرييل فييري سنة 1935 والذي كان مصورا للأخوين لوميير في المغرب. والفيلم القصير الثاني هو مغربي بعنوان "بالكون أتلانتيكو" من إخراج هشام فلاح ومحمد الشريف الطريبق. أما الثالث فهو فرنسي "إسحقه" (2011) من إخراج ياسين قنية (فرنسي من أصل مغربي) ليكون الفيلم الأحير هو "الساحر" من إنجاز الفنانة يطو برادة الذي أنجزته سنة (2003). 

وهذا الاختيار هو متعمد حتى يدرك التلاميذ تطور السينما وأجناسها واختلافها في الرؤية والتناول الفني. حاول المؤطران الفرنسيان خلق نقاش مفتوح مع الأساتذة الحاضرين حول الأفلام بعلاقة مع الأجواء العامة التي قد تختلف من قسم إلى آخر وبين مجموعة وأخرى وبالتالي لا ينبغي الانطلاق من موقع العارف والمتمكن وإمكانية العودة إلى مقاطع أو مشاهد أو حتى لقطات في إطار الدراسة للفيلم. كما قد يكون برنامج الأفلام له علاقة بشعبة أو مادة ما كالأدب أو التاريخ أو غيرهما، أو لأفلام شعبية تشجع التلاميذ الحديث عنها إيجابيا أو سلبيا. إن المهم هو جعل السينما ترفيه ثقافي مفيد يجمع بين المتعة والاستفادة في مضمون الفيلم وفنيته حتى يتعلم كيف يفك ألغاز الصور والمشاهد واللقطات في مشاهدته اليومية أي خلق جمهور واع بمشاهدته وليس سينمائيين محترفين (ربما قد يظهر بينهم من سيختار السينما كهدف علمي في دراساته العليا لكن الأساسي هو خلق مشاهد سينمائي واع). ونعلم أن التدريس ليس سهلا وفي متناول الجميع لأنه يتطلب بيداغوجية في التلقين وهو يختلف عن عرض لمحاضرة وبالتالي ليس كل من يملك معلومات سينمائية هو مؤهل حتما لتدريسها.

حوافز التشجيع لاستيعاب السينما

ولتشجيع التلاميذ على المتابعة والمساهمة في النقاش والانضباط في الحضور، لأن العروض السينمائية ستكون خارج أوقات الدراسة وتتطلب الانتقال إلى الخزانة السينمائية ربما من أحياء بعيدة رغم أنه سيتم توفير المقل، فقد خلقت الخزانة السينمائية كثير من الحوافز في صيغ مختلفة كتمكين المشارك من بطاقة شخصية بها إسم التلميذ وصورته ليلج القاعة مجانا لمشاهدة الأفلام خارج الورشة وتمتيعه بتخفيض مهم جدا في بعض العروض الخاصة التي تحتضنها القاعة. كما سيعرف المنضبطون تشجيعا في المشاركة في بعض المهرجانات السينمائية والتي ستبدأ مع المهرجان الدولي لسينما أقطار المتوسط بتطوان ابتداء من دورة الربيع المقبلة في إطار الشراكة التي جمعت الجهة المنظمة للمهرجان والخزانة السينمائية والتي بدأت ترجمتها بتنظيم معا جزء من لقاءات السينما العربية بمرسيليا في الأسبوع الثاني من شهر يناير 2014.

أعتقد أن هذه الخطة جد إيجابية كبداية للاستئناس التلاميذ بفنون السينما كمشاهدين بعيون وأذان واعية في انتظار أن تقتنع الجهات المسؤولة بجعل السينما جزء من برامج الدراسة وتحظى هي أيضا بالتنقيط كباقي مواد المقررات. وفي انتظار ذلك، ينبغي تعميم تجربة الخزانة السينمائية بطنجة في باقي المدن المغربية حتى لا تبقى معزولة تغرد وحيدة في سماء السينما الناشئة.

الجزيرة الوثائقية في

30.01.2014

 
 

فيلم كندي صور في فلسطين والأردن

«إن شاء الله».. أمل رهن المــشيئة

علا الشيخ - دبي 

في المجتمعات العربية، على أقل تقدير تعد عبارة «إن شاء الله»، وعداً مع وقف التنفيذ، يبث الأمل قليلاً، مع الإدراك الداخلي بصعوبة تحقيق الطلب المرجو، لذلك على ما يبدو كان اختيار المخرجة الكندية أنايس باربو لافاليت هذه العبارة عنواناً لفيلمها الذي صُور في فلسطين والأردن، وعرض في مهرجان برلين في دورته الماضية، وحصل على جائزة لجنة التحكيم، ويعرض حالياً ضمن خدمة الأفلام المنزلية التي تقدمها إحدى شركات الاتصال في الدولة.

«إن شاء الله» من بطولة الكندية إيفيلين بروشو، والفرنسية من أصل مغربي صابرين وزني؛ ويتناول قصة طبيبة كندية تعمل في مخيم للاجئين الفلسطينيين في مدينة رام الله، وتقيم في منطقة الخط الأخضر في القدس المحتلة.

تكمن أهمية الفيلم في أن الخطاب الموجود فيه موجه إلى غير الناطقين باللغة العربية، وعلى إثر ذلك مطلوب من المشاهد العربي غضّ البصر عن الأخطاء الموجودة في الفيلم؛ مثل اتقان اللهجة الفلسطينية في شخصية رند، فهذا التفصيل ليس مهماً في حضرة قصة عادلة برؤية غربية، عنوانها أن الحياد لن يكون عادلاً في ظل ظلم يرى بالعين المجردة.

انفجار

البداية في الفيلم (مدته 104 دقائق) مع طفل يرتدي قلنصوة؛ يمشي في شارع، ويقترب من عصفور، وينتهي المشهد مع صوت انفجار كبير، لتنتقل الصورة إلى أصوات صخب ورقص في ملهى ليلي، تخرج منه فتاتان مترنحتان من أثر الشرب، تمسك إحداهما (كلوي) كاميرا تصور الفتاة الثانية (آفا) وتقول لها: «قولي مرحباً فلسطين إلى الكاميرا» تتردد «آفا» فتلح عليها «كلوي» لتستجيب أخيراً؛ وهي بين حالة التردد واليقين.

ينتهي المشهد مع الصباح الذي يبدأ معه كشف هوية الشخصيات المشاركة في الفيلم، فكلوي طبيبة مبعوثة من الأمم المتحدة، لتطبيب اللاجئين الفلسطينيين، تعيش في عمارة سكنية في القدس المحتلة، وجارتها التي كانت معها في الحفل ما هي إلا مجندة «إسرائيلية» تعمل على الحاجز الفاصل بين الخط الأخضر والضفة الغربية.

ازدواجية

المشاهد الأولى في الفيلم، من الممكن أن تتسبب في إغلاق التلفاز، بسبب نظرية الشك دائماً في الغرب إذا ما أقدم على نقل صورة عربية، لكن ما أن تعبر الطبيبة كلوي الحاجز حتى تختلف الحكاية، فهي التي تركت بلدها كي تقوم بواجب إنساني تجاه اللاجئين الفلسطينيين، في مخيم برام الله، في مشفى خاص للمرأة والطفل، علاقتها جيدة مع مرضاها، خصوصاً مع «رند» الحامل في شهورها الأخيرة من زوجها المعتقل والمحكوم بالمؤبد، لكن قدرة الطبيبة على الفصل بين منطقتين، بين ضحية وجلاد، بين مجندة «إسرائيلية» ولاجئة يضع علامات استفهام كبيرة، لا تتضح إجابتها إلا في المشاهد الأخيرة من الفيلم. فهي توضح دائماً أن مهمتها إنسانية، وهذه الحرب ليست حربها، لكنها تسعى إلى أن تكون جزءاً من معاناة من يحتاج إلى نصائحها الطبية؛ لاسيما من النساء.

جدار ومستعمرات

تمر كلوي كل يوم برفقة رند بمكان يعج بالقاذورات، يلقيها سكان المستعمرات كي يستمتعوا بمنظر الأطفال الفلسطينيين وهم ينقضون على قمامتهم، يحاولون البحث عن لعبة أو قلم أو حتى حذاء، تجلس كلوي تراقب رند والأطفال الذين ينظرون إليها بطريقة ندية تجعلهم يسخرون منها حيناً، ويقتربون منها حينا، مع محاولاتها الدائمة لبناء علاقة معهم. وفي مشهد مضحك لطفل فلسطيني لم يتجاوز الثامنة من عمره، يقف فوق سلم محاذٍ لمنطقة الخط الأخضر ويمثل أنه يتحدث مع الرئيس «الإسرائيلي» من خلال حذاء يقول له «آلو مرحبا انت رئيس دولة (إسرائيل) المحترم، ويبدأ بالاستهزاء به وشتمه ويسأله عن أصله وفصله»، وبعد أن يسمع ضحكات كلوي يقوم بإلقاء الحذاء على وجهها، فتقوم بدورها بإكمال المحادثة مع رئيس «إسرائيل» من خلال الحذاء، ومن هنا تبني علاقة مع هذا الطفل تحديداً الذي يناكفها في مشاهد عدة، جميعها تجتمع بين جزء من الجدار وقاذورات المستعمرات. هذا المشهد تحديداً جاء بعد قضاء كلوي ليلة كاملة في منزل رند، بعد حظر للتجول، ومن خلال هذه الليلة اقتربت كثيراً من معاناة عائلة فلسطينية لاجئة تحلم يوماً ما بالعودة إلى ديارها، تتعرف إلى شقيق رند (فيصل) صاحب مطبعة مختصة في تصميم ملصقات الشهداء، وتتعرف إلى شقيقها الصغير (صافي) الذي لا يخلع بزة سوبرمان عنه طوال مدة الفيلم.

حجارة ومصفحات

في المكان ذاته، بين جزء من الجدار وساحة ممتلئة بقاذورات المستوطنين، يلهو الأطفال ويضحكون، ضحكاتهم تملأ المكان، تزعج سكان المستوطنات الذين يطالبون بدوريات مصفحة لتخلصهم من صوت هذه الضحكات الطفولية، كلوي كانت حاضرة، تتحدى طفل «الحذاء الهاتف»، لكن لعبتهم أنهتها عجلات المصفحة، واستشهد الطفل أمام ناظريها، ودماؤه غطت ملابسها، هي الطبيبة المعتادة على لون الدم، لكن لون دم هذا الطفل لم يكن يشبهه لون، هو لون الظلم والذل والاستهانة بحقه في الحياة، ومن هنا تتغير كلوي نهائياً، وتقرر أن هذه الحرب حربها، تمشي في جنازته وهي هائمة على وجهها، تعابير مجمدة من هول الصدمة التي عايشت تفاصيلها، تقرر العودة إلى بيتها في القدس المحتلة، وتلبي دعوة إلى تل أبيب مع جارتها وصديقتها المجندة، وتقرر أن تسهر وترقص وتشرب، في محاولة للنسيان، فتنام أمام البحر لتستيقظ على صوت رند التي بدأ مخاضها.

ولادة وموت

تستيقظ كلوي على رنين هاتفها، لتدرك أن مريضتها وصديقتها رند في مخاض، لكنها ليست قريبة منها، فهي في «تل أبيب» والمسافة بعيدة، فتحاول جاهدة الوصول إليها، وتصل لترى الحاجز مزدحماً، وقرار من الجنود الإسرائيليين بعدم السماح لأي شخص بالمرور، فتضطر إلى إجراء الولادة في الشارع، وبعد قدوم المولود، تقوم به إلى الحاجز لتقنع المسؤول الإسرائيلي بضرورة تمريرها لمعاينة الطفل، لكنه رفض، فيموت الطفل بين يديها، فتصاب بحالة من الصدمة التي تجعلها لا تؤمن بالحياد، خصوصاً إذا كانت لغة الموت هي السائدة، ومع نظرات العتاب من قبل رند لها وتحميلها المسؤولية على فقدان طفلها بسبب تأخرها، يزداد حنق كلوي على الكيان، بعد أن أقرت أنه ليس وطناً، بل عبارة عن مكان مملوء بالحواجز الكثيرة، وما حدث ليس تصرف وطن راسخ، فهي ترقص وتسهر، وتعيش حياة مرفهة، لكن شعور الوطن شعرت به من ليلة واحدة عاشتها في بيت لاجئين، كل هذه المعاني تتضح في تصرفاتها وإصرارها على الانتقام من موت طفلين أمام عينيها وبين يديها، فتقوم بتهريب متفجرات في الحاجز الذي تعمل فيه صديقتها المجندة، وتنجح، ليأتي المشهد الذي بدأت به المخرجة فيلمها.

وبعد مشهد صوت التفجير، يأتي صوت الفتاة التي نفذت العملية، وما هي إلا رند التي تقول «هم من أوصلونا إلى تفخيخ أجسادنا؛ أن أموت كريمة أفضل من أعيش ذليلة، نحن أصحاب حق يموت على شكل أطفالنا وهم في بطوننا وأمام أعيننا، إن شاء الله سنلتقي في الجنة»، لينتقل المشهد إلى صافي (شقيق رند الصغير) الذي لم يخلع بزة سوبرمان طوال الفيلم، وهو يجلس أمام الجدار يفتح فيه ثقباً صغيراً، يشاهد من خلاله كل عمليـــــات العار التي يرتكبها الكيان.

شخصية (رند) التي أدتها الفنانة الفرنسية من أصل مغربي صابرين وزني، على الرغم من عدم اتقانها اللهجة الفلسطينية، إلا أنها استطاعت أن تنقل معاناة المرأة الفلسطينية المتزوجة بمعتقل في سجون العدو وحالة كيف تكون لاجئاً.

تصريح

من المشاهد المؤلمة في فيلم «إن شاء الله»، وبعد العلاقة الوطيدة التي جمعت كلوي مع عائلة صابرين، تقرر أن تحقق كلوي حلم والدة رند في زيارة بلدها وبيتها في الخط الأخضر، فتسعى كلوي إلى إقناع صديقتها المجندة بإصدار تصريح للزيارة، مؤكدة أنها ستتحمل المسؤولية كاملة إذا حدث شيء، وبعد أن تصل الأم إلى مكان بيتها تراه مهدماً، فتصرّ على استرجاع ذاكرتها، وتحكي لأبنائها أين كانت تنام وأين الحمام وأين المطبخ، تفاصيل دقيقة لا يستطيع المحتل أن يكون جزءاً منها. والمشهد المرتبط بالحاضر عندما انتفض ابنها فيصل وأصر على العودة إلى المخيم، فالبيت تهدم، والذكريات الموجودة في عقل الأم يفاوض عليها الساسة، والقهر تجلى، فرؤيتهم لأرضهم تحتاج إلى تصريح.

الحذاء

في مشهد مضحك لطفل فلسطيني لم يتجاوز الثامنة من عمره، يقف فوق سلم محاذٍ لمنطقة الخط الأخضر، ويمثل أنه يتحدث مع الرئيس الإسرائيلي من خلال حذاء يقول له «آلو مرحبا أنت رئيس دولة (إسرائيل) المحترم، ويبدأ بالاستهزاء به وشتمه ويسأله عن أصله وفصله»، فيسمع ضحكات كلوي.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

30.01.2014

 
 

«فيللا» و«فرش وغطا»..

قبلة حياة للسينما المستقلة

أحمد السنهورى 

«تعود المشاهد على أن تكون معلومات العمل الفنى واضحة، على الرغم من أن الغموض قد يضيف له بريقا، ونحن فى هذا الفيلم واضحون، ولكننا لا نشبه ما يقدم فى سينما العشرين سنة الأخيرة».

هذه هى الفكرة التى أجمع عليها صناع فيلمى «فيللا 69» و«فرش وغطا»، فى الندوة التى أقيمت بمعرض القاهرة الدولى للكتاب تحت عنوان «السينما المستقلة»، وأدارها الندوة الناقد طارق الشناوى، فى حضور المنتج محمد حفظى والمخرجة آيتن أمين والسيناريست محمد الحاج والروائى محمود عزت، بينما تغيب عنها الفنان خالد أبو النجا والفنانة لبلبة.

المخرجة آيتن أمين، أكدت أنها تستهدف فى عملها بالسينما المستقلة بشكل عام جمهورا غير جمهور السبكى، لأنها تقدم شخصيات طبيعية، أقرب ما تكون إلى الواقع برؤية فنية راقية.

وأضافت: لابد أن تحمل السينما المستقلة أفكارا جديدة حتى تستطيع جذب الجمهور بدلا من استخدام الراقصة والمطرب الشعبى بطريقة غير مبررة، وقد واجهنا تحديا كبيرا فى الفيلم تجسد فى أن نحكى حكاية الفيلم عبر أبطاله دون حوار.

المنتج محمد حفظى، أكد أن عمله فى السينما المستقلة مغامرة كبيرة «لأنها تفتقد دعم الدولة ووزارة الثقافة، وهو ما يعرض جهة الإنتاج للخسارة». وأضاف: سوف يدهش البعض حينما أقول إن فيلم «فيللا 69» عرض فى بانوراما السينما الأوروبية ولاقى إقبالا جماهيريا منقطع النظير، وهذا يدل على أن هذه النوعية من الأفلام تفتقد فقط إلى بعض الدعاية، حتى تواكب ما يقدم على الساحة الفنية بشكل عام من ناحية الإقبال الجماهيرى.

وأبدى الناقد الفنى طارق الشناوى تفاؤله بمستقبل السينما المستقلة فى مصر قائلا: نحن نمتلك من المواهب والقدرات الفنية والطاقات البشرية الهائلة، ما يؤهلنا للمنافسة عالميا، ولكننا مازلنا نفتقد الدعم المادى والمعنوى والجماهيرى لهؤلاء الشباب.

الشروق المصرية في

30.01.2014

 
 

(فصل من حياة جامع خردة) ..

فيلم بوسني جماليات العزلة

عمان  - ناجح حسن  

يزخر الفيلم البوسني الطويل المعنون «فصل من حياة جامع خردة» لمخرجه دانيس تانوفيتش، والذي اثار حيرة النقاد واعجابهم لدى عرضه في مهرجان ابو ظبي السينمائي الاخير، بذلك الاشتغال الفطن على حدي التسجيلي والروائي.

ينهض الفيلم على حكاية بليغة مستمدة من واقع صعب في مكان ناء وبعيد عن اطراف المدينة الكبيرة، ويسري فيه حراك شريحة انسانية بسيطة من الغجر، تحيط بهم اجواء من التضاريس الطبيعية، وكانهم في دائرة من العزلة والتهميش والاقصاء، حيث تسكن عائلة على مقربة من مكب لنفايات السيارات، ويلتقط فيها افرادها من الغجر رزقهم من جمع الخردة التي يجري استصلاحها وبيعها لاحقا بثمن بخس في سوق المدينة .

تضم تلك الفئة التي اشتغل عليها المخرج باسلوبية سمعية بصرية متمكنة، افراد عائلة مكونة من زوج وزوجة وابنتين، بذل المخرج جهدا ابداعيا  في التغلغل الى دواخلهم، بكاميرا شديدة الاعتناء وهي  تغرف من تفاصيل عيشهم اليومي، وتصور الوانا من العلاقات الرتيبة التي يخيم عليها الصمت والتأمل بمصيرهم ازاء اندماجهم في بيئتهم .

يرسم تانوفيتش بفيلمه عوالم هؤلاء الافراد البسطاء وما يواجهونه من تحديات الفقر والعزلة، والذي يصل الى درجة الظلم الانساني ازاء طموحاتهم البسيطة في العيش، ويتبين ذلك من خلال معاينته الدؤوبة لافراد العائلة الغجرية في يوم وليلة من فصل الشتاء القارس وهطول الثلج الذي يكاد يغمر منزلهم المتواضع .

تدور كاميرا الفيلم باحثة ومتفحصة معاناة افراد هذه الاسرة الذين يسعون باقصى طاقاتهم الى ازالة ركام الثلج من على اطراف المنزل، او هم في لحظة اعداد مائدة الطعام بما يتوفر لديهم من مستلزمات العيش البسيط، وهناك ايضا جهد الاب العاطل عن العمل احيانا، وهو غالبا ما يعود ادراجه خائبا باحثا عن فرصة عمل لاطعام باقي افراد اسرته، ويظهر امام الكاميرا مطولا في تحطيب الاشجار طلبا للدفء لاتقاء برد الشتاء القاسي.

يركز الفيلم على تبيان تفاصيل العيش الصعب لتلك الاسرة، وذلك عندما تتعرض الزوجة لعارض صحي طاريء جراء الحمل، حيث يصطحب الفيلم افراد الاسرة: الزوج والزوجة وطفلتيهما في سيارتهم المتهالكة الى احد المستشفيات القريبة، وهناك يتبين حجم المعاناة والظلم الواقع عليهم، خصوصا وانهم لا يمتلكون بطاقة تأمين صحي، وليس لهم القدرة على تغطية تكاليف العملية الجراحية الطارئة المقررة من الطبيب تلاقيا لعواقب صحية خطيرة تهدد حياة المرأة والجنين.

يبدأ الزوج عملية البحث عن المال لمواجهة هذا الطاريء من خلال معارفه والمحيطين به، قبل ان يصمم على اللجوء الى طريقة الاحتيال على المستشفى، تتلخص في معالجة زوجته من خلال بطاقة تأمين صحي عائدة لأمرأة أخرى .

يسبر الفيلم احداث يوم كامل بايقاع رتيب لهذه الفئة الانسانية التي تعاني بصمت وتواجه مصائرها دون صراخ او عويل بل باكتفاء محدود في وضع نهاية تحمل اسئلة بليغة مزنرة بجماليات اللغة السينمائية واللعبة الدرامية التي تكاد لا تنفصل عن حقيقة الواقع وهو ما منح الفيلم الكثير من الألق والجاذبية والافتتان رغم كل هذه الشحنات السوداوية .

اكثر ما يلفت في الفيلم هو في براعة أداء شخوصه في مناخات صعبة موزعة بين قسوة الطقس والحاجة الا ان دفء العلاقة الحميمية للعائلة يبقى رغبة اكيدة في مواجهة انكسارات وهزائم واشكاليات وازمات الحياة المعاصرة، فعلى رغم ذلك لا يتوسل المخرج عواطف المتلقي بقدر ما يقدم دعوة الى التعرف على نماذج وقناعات انسانية مشرقة في التالف والتوادد والتماسك  بين افراد من تلك الفئات المنسية .

يشار الى ان المخرج البوسني دانيس تانوفيتش نال جائزة السيناريو في مهرجان (كان) السينمائي، جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي عن فيلمه المعنون « أرض محايدة «، ولاقى فيلمه (سيرك كولومبيا) الكثير من اعجاب النقاد والحضور في اكثر من مهرجان وملتقى سينمائي وهو غالبا ما يصور افلامه بامكانات مادية بسيطة حيث تغرف من قصص بيئته الاجتماعية في منطقة البوسنة الوانا من حكايات سوداوية لا تعدم الدعابة احيانا لكنها مليئة بالمواقف الانسانية النبيلة  .

الرأي الأردنية في

30.01.2014

 
 

قراءة في فيلم ( إجا دوري )

اكرام الزعبي 

قدّم المخرج صهيب الشايب فيلمه «إجا دوري» بسينما فندق الرويال، ناقلاً فيه القصة الحقيقية لإصابة المُذيع اللبناني مازن دياب بمرض السرطان، وشجاعة الأخير في تَقبُّل المرض.

الفيلم – إذا اعتبرناه تسجيليّاً - فهو محاولة جيّدة كبداية؛ سيّما وأنّه مرتبط بفكرة مكافحة السرطان، عدا عن ذلك فالفيلم (برغم بعض لمسات الإبداع) إلا أنه يحتاج لبعض الأساسيات التي تُكمّل شكل وفكرة الفيلم .

المُخرج لم يخرج في خط سير فيلمه عن خط سير اليوم العادي لشخصيته الواقعية «مازن دياب» ولا بأي تفصيلة ؛ فالشايب لم يستخدم الخيال للتعبير عن الواقع ، برغم أن الخيال يُقرّب الفكرة أكثر مما يفعل التوثيق المُجرّد للحدث . فتراه يمشي بالكاميرا خلف دياب من بداية يومه مع صديقه (سنّيد البطل) الذي لم يستفد منه كثيراً في تحريك مشاعر المتلقي، وحتى المساء حيث يجلس البطل وحيداً مع مجتمع الفيسبوك الإفتراضي، الأمر الذي يعكس تَأزُّم البطل واحتباسه داخل خوفه وعالمه المحدود، وكأن دياب يعرف بأنه ما لم يقرأ كل تعليق مكتوب على صفحته، سيعطي المجال للخوف – المُؤجّل - لكي يتسلل إليه ؛ خصوصاً وأن دياب قرّر أن يستبدل الشجاعة بالخوف، التي عادةً ما تأتي تلقائياً ببداية المُصاب الجلل .

يذهب صهيب الشايب الى التصوير الجاف للواقع بحيث بدا – على سبيل المثال - المُمَرض الذي رَكَّب إبرة الكيماوي للمريض – البطل – وكأنه يمارس روتيناً عادياُ: عابساً صامتاً (وهذا عكْس سلوك الطواقم الطبية الأردنية التي تسعى دوماً لتخفيف المرض بالُّلطف وتشجيع المرضى) . فلم يقم المخرج، أثناء تركيب الإبرة، باستخدام أي لقطة يتذكرها دياب من حياته – كما يحدث في المواقف الصعبة – ولم يستخدم الشايب لا أغنية ولا موسيقى ذات دلالة قد تُشير لاحقاً إلى صعوبة الحدث، وشجاعة الإعلامي الشاب في تقبّل المأساة .

إن من شان استخدام المؤثرات البصرية والسمعية أن ترفع من تمثيل الفكرة التي يطرحها كاتب العمل ومُخرجه ،وهما هنا نفس الشخص : وهذه النقطة بالذات ربما هي مركز ضعف الفيلم ؛ فالمخرج عندما يكون هو نفسه المؤلّف ، ينشغل بتفاصيل دون أخرى مما يضعف أدواته الإخراجية : فلا هو ترك مهمة السيناريو على عاتق متخصص يكتب له الفكرة بمنظور أوسع ، ولا هو تصدّى لمهمة الإخراج الهائلة التي تسمح للمخرج أن يُحلِّق بتفصيلات الصورة وتجليات الحدث – أكثر من الحدث بحدّ ذاته ..ولذلك اندهش الحضور بأن المخرج لم يدهشهم ؛ لأنّه استخدم ذلك النمط التعبيري المحدود .

هذه ليست قسوة « نقدية» على مُخرج شاب، فلقد تعرّض يوسف شاهين – نفسه- الى وابل من الملاحظات النقدية من جرّاء استحواذه على جلّ تفاصيل بعض أفلامه، بل لقد انتُقدت ظاهرة «سينما المؤلِّف « على نطاق واسع . إنها مسؤولية كاتب السيناريو أن يكتب تداعيات وحوارالأبطال الداخلي ، ومسؤولية المخرج أن يأخذ البطل الى شارع جميل أو غابة قريبة ليسرح على أنغام أغنية ما في مرضه، وكيف سيتعامل مع تفاصيله وآلامه، فلم نفهم لماذا لم يُحضّر البطل نفسه لما سيقوله « لوالدته « عن مرضه ؛ وهي لحظة غير عادية بالمطلق ! 

هناك لحظات كبيرة في الفيلم، لم يرسم المخرج أهميتها درامياً. فمثلاً عندما أيقن مازن دياب بأنه مُصاب بالمرض، قام بحلق شعره كي يسبق ما يحدث لمرضى السرطان، لكن لم يتفنن المُخرج في التعبير عن تلك اللحظة «الإستباقية» الشُجاعة ، ربما كان من الأجدر لو أدخل الشايب لقطات متعّلقة بطفولة مازن أثناء الحلاقة – فضلاً عن أن يرينا شعر البطل وهو يقع في المصرف . رّبمُا لو سافر المخرج بكاميرته الى بيروت ؛ كون البطل من لبنان بالأصل – واستخرج من جماليات شاطيء بيروت حيث كان « الطفل « دياب يركض هناك، لربما كانت لتكون لحظة لا تُنسى ... حتى لو كان الفيلم تسجيلياً. أعتقد من واجب السينما ومن يتصدّى لها أن يقدّم المعاني – وخاصة المؤلمة منها – بقالب بصريّ جماليّ مؤثّر.

السينما صورة وخيال يغّلف قصة مكتوبة، وبالقدر الذي يستخدم المُخرج خياله في تقديم حتى المُباشر من الأفكار ، بالقدر الذي يرسم فيه صورة بذهن المُتلقي. 

هناك المئات من الأفلام المبنية على قصص حقيقية ، لكنها تحمل فنون السينما وأمكاناتها اللامحدودة بخدمة الفكرة : من يصدق بأن فيلم ( لورد أوف ذا رنجز) هو عن «هتلر» واجتياح أوروبا ؟؟!!! 

يقع مخرجونا الشباب بفخ التغطية الإعلامية الكثيفة ، وزر الإعجاب في الفيسبوك ،فيستسهلون صناعة الفيلم بدلاً من منح أنفسهم الوقت الكافي لمُشاهدة أمثلة من السينما العالمية – وبعض أنماط السينما العربية – فيستفيدون حينها ، ليس فقط من أدوات السينما ومؤثراتها ، ولكن أيضاً من معرفة كم « يصبر» ويتعب المخرجون الذين تركوا بصمات حقيقة ، تعباً مُضنياً على كل تفصيلة ، بحيث تلعب كل عناصر الفيلم دور البطولة ؛ مبرزةً بطولة البطل . 

ربما لو لجأ المُخرج الى فخامة اللغة العربية وسمّى فيلمه « جاء دوري « لأضفى عليه طابعاً أرقى، وخصوصاً أن الفيلم لم يخبرنا بالضبط : جاء دورالبطل، المحدود الحركة ، لماذا بالضبط . برغم كل ما سلف، فالفيلم كباكورة أفلام شركة ريتا برودكشن والمُخرج صهيب الشايب، يحمل نوايا طيبة .. ولا بدّ من الإستفادة من حظّ المبتدئين!

الرأي الأردنية في

30.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)