كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"أسرار عائلية"..

سينما الحجرات المغلقة

محمود عبد الشكور

 

انطلق موسم 2014 السينمائى المصرى بفيلم هزيل بعنوان "حصلّنا الرعب" من تأليف وإخرج طارق عبد المعطى، وهو فيلم يمكن أن تكتب عنه سطرا واحدا باعتباره محاولة بائسة لاستنساخ كوميديا الرعب، ثم تلاه مباشرة فيلمان يتناولان المسكوت عنه فى السينما المصرية، مما فتح أبواب النقاش والجدل حول العملين من ناحية الشكل والمضمون معا، إذا كنت قد حدثتكم من قبل عن الفيلم الأول "لامؤاخذة" تأليف وإخراج عمرو سلامة، الذى يتعرض لفكرة التمييز عموما والتمييزالدينى ضد تلميذ مسيحى بشكل خاص، فإن الدور قد جاء فى هذا المقال على الفيلم الثانى "أسرار عائلية"، وهو أول فيلم موضوعه بالكامل المثلية الجنسية الذكورية فى تاريخ السينما المصرية.

دأبت أفلام مصرية كثيرة سابقة على تقديم شخصية ما اصطلح على تسميته بالشاذ جنسيا، ولكن فى إطار موضوعات أخرى، وبدرجات متفاوتة من التلميح والتصريح، يكفى أن نتذكر مثلا شخصية المعلم كرشة فى فيلم "زقاق المدق"، يمكن ألا يفهم المشاهد مثليته التى كانت سببا لخلافاته ومشاكله مع زوجته سليطة اللسان، ولكن التناول أصبح أكثر وضوحا فى أفلام مثل حمام الملاطيلى ( لعب الدور يوسف شعبان)، وصولا الى فيلم "عمارة يعقوبيان" وشخصية الصحفى حاتم رشيد التى كانت بداية انطلاق خالد الصاوى الى مرحلة النجومية.

ولكن "أسرار عائلية"، الذى واجه مشكلات رقابية كثيرة قبل التصريح بعرضه، يجعل من بطله الشاب مروان هو محور الحكاية كلها، ثم يتطرق الى المثلية الجنسية فى المجتمع المصرى، مركزا على الجوانب النفسية والإجتماعية بصورة غير مسبوقة، وبصورة تجعل من العمل أقرب من يكون الى دراسة الحالة بكل أبعادها، ولعل مما لفت الإنتباه الى الفيلم حتى قبل عرضه، ليس فقط موضوعه الجرئ (بمعايير السينما المصرية طبعا)، ولكن لأنه أيضا أول فيلم من إخراج هانى فوزى، صاحب السيناريوهات الجيدة والهامة التى صنعت أفلاما لامعة أبرزها "بحب السيما" للمخرج أسامة فوزى، و"الريس عمر حرب" للمخرج خالد يوسف، و"أرض الأحلام" للمخرج داوود عبد السيد، وهو آخر أفلام فاتن حمامة حتى ساعة تاريخه، والسيناريو الوحيد الذى أخرجه داوود عبد السيد دون أن يكتبه.

نقاط القوة والضعف

اللافت أن هانى فوزى قرر  أن يقدم نفسه كمخرج بعمل ليس من كتابته، مما يعنى بوضوح تحمسه لسيناريو "أسرار عائلية" الذى كتبه محمد عبد القادر فى أول أعماله، الحكاية إذن ليست مجرد موضوع جرئ، وإنما تفصيلات حكاية تقول التترات أنها مأخوذة عن قصة حقيقية، وهو أمر لا يشكل ميزة إيجابية أو سلبية، لأن الأمر يرتبط أولا بأخيرا بمدى الإقناع الدرامى، وليس بالإحالة الى حكايات حدثت أو لم تحدث.

جاءت تجربة "أسرار عائلية" كما شاهدناها  مزيجا بين عناصر القوة والضعف تماما مثل شخصية بطل الفيلم مروان، الذى يبدو ممزقا بين ميوله الجنسية ، وصورته أمام نفسه، وأمام مجتمعه، فى خانة القوة ستجد هذا التشريح النفسى والإجتماعى غير المسبوق لشخصية المثلى الذى ينحاز الفيلم بوضوح الى اعتباره مريضا نفسيا يستأهل العلاج، هناك تفصيلات كاملة عن الصراع الذى يعانيه، بل إننا نكاد نتوقع أن ينتحر بطل الفيلم فى أى  لحظة، ولكن خانة الضعف أيضا بها مشكلتان واضحتان للغاية، الأولى فى الفقر النسبى فى ابتكار معادل بصرى يوازن تلك الحوارات المتواصلة فى غرف مغلقة، تقريبا نحن محاصرون طوال الوقت فى حجرات مقفولة، والكاميرا لا تفعل فى معظم المشاهد سوى "تصوير" أشخاص يتكلمون بالمعنى الفوتوغرافى، حوار وراء حوار، وباستثناء بعض لقطات الفوتومونتاج السريعة والعابرة، فإن الفيلم له طابع السهرات التليفزيونية، لايمكن الإحتجاج بأن الموضوع يتطلب ذلك، لأن أفلاما كثيرة تعتمد على الحوار، ولكنها تترك مساحات واسعة للصورة ومكوناتها، بدلا من خنقها فى جحيم من الكلام.

المشكلة الثانية الواضحة هى عدم التكثيف اللازم حتى لايتكرر المعنى بصورة غير ضرورية، فى تقديرى أنه كان يجب التدخل لحذف بعض المشاهد حتى لا يترهل الإيقاع، وحتى لاتدور المعانى حول نفسها، ولكى ننطلق بشكل أسرع الى لحظة الحل، وقد كان ذلك ممكنا تماما لأن صوت البطل الراوى يتدخل فى كثير من المشاهد، وبدلا من أن يختزل ويكثف، فقد فوجئنا فى مناطق كثيرة أنه يكرر نفس التعبير أو الإحساس الذى ذكره من قبل.

إذا شئت أن تستخدم الدقة، فإن "أسرار عائلية" لا يتعرض لكل ألوان المثلية الجنسية الذكورية، ولكنه يختار حالة تعانى صراعا بسبب اكتشافها تلك الميول تجاه نفس الجنس، أى أنه لا يتعرض مثلا لمن لا يعانون أصلا من هذا الصراع، رغم ظهور أحدهم فى الفيلم، وهو مازن أقرب أصدقاء بطلنا مروان، الفيلم أيضا يحصر نموذجه فى طبقة تتمتع برفاهية مادية، بل إن لديها رفاهية أكبر وهو أن تعرف أم الشاب (سلوى محمد على) بميول ابنها المثلية، فتأخذه ببساطة الى الطبيب النفسى، الحقيقة أن الفيلم بأكمله محوره الأطباء النفسيون، وهو بالقطع أمر استثنائى لا يتمتع به المرضى بالإكتئاب فى مصر، فما بالك بالمرضى بحالة تعادل العار ويطلق عليها اسم الشذوذ الجنسى؟!

حالة خاصة

لا يمتلك كثير من المثليين هذا الصراع بل والوعى والمقاومة الى تميز مروان (محمد مهران فى أول أدواره)، هو أولا يتعذب بميوله نحو الذكور، ويحاول أن يلجأ الى الصلاة لتنقذه من هذا التفكير دون جدوى، وهو ثانيا يعترف سريعا لأخته التى يحبها بهذه الميول، فتبلغ بدورها والدته التى تصطحبه الى طبيب نفسى، وهو ثالثا يتقبل تناول أدوية مضادة للإكتئاب ومثبطات الشهوة رغم تأثيرها على دراسته، وهو رابعا لا يشتهى أجساد الذكور إلا كمرحلة أخيرة، إذ يبدو من الواضح أنه يبحث عن الحب والتعاطف تعويضا عن والده المسافر الى أمريكا، وتعويضا عن أمه الأنانية قوية الشخصية، وحادة الطباع، وكانها أب مزيف، ولايبق له سوى أخته التى تحاول أن تكون أما بديلة.

هى إذن حالة خاصة وواعية، كما أن تفاصيل الحياة العائلية أيضا خاصة ومختلفة، نحن تقريبا أمام أسرة منهارة لاتمتلك سوى المظهر المتماسك، هناك دراسة تفصيلية جيدة لكل شخصية: الأب الغائب ثم العائد (طارق سيلمان) بخلافاته المتكررة مع أم متعالية ومتصابية، والشقيق سامح (أحمد عبد الوهاب) الذى سنعرف فيما بعد أنه سبب مأساة شقيقه، عندما اعتدى عليه جنسيا  فى غياب الأب والأم فى مرحلة الطفولة، ثم الأخت التى تفرغت تقريبا للنشاط العلمى والأكاديمى، والتى تحمل نقمة على فكرة الأسرة والإنجاب عموما، بسبب هذه العائلة المتفسخة، مما يجعلها ترفض الزواج ممن تحب.

يتدرج بناء السيناريو من اكتشاف الميول الى توصيفها كمرض يستأهل العلاج، مع تلخيص أسباب ميول مروان المثلية فى حادث الإعتداء عليه من شقيقه فى الطفولة، وفى البحث عن بديل الأب الغائب من نفس الجنس، بالإضافة الى تدليل الأم لطفلها مروان، حيث انتظرت أن تلد بنتا تعويضا عن معاناتها مع ابنها المنحرف سامح، فلما جاء ذكرا، عاملته كأنثى من حيث الملابس والهيئة، فكبر أبعد ما يكون عن الخشونة والرجولة المفترضة.

لن تكتمل كل هذه التفاصيل إلا مع اكتشاف مروان بالصدفة لطبيب (عماد الراهب) يقنعه بأن مثليته لها علاج وتأهيل نفسى طويل، تأخر ظهور هذا الطبيب، لأن الفيلم استغرق كثيرا فى تكرار معاناة مروان، الذى يذهب الى عشاقه تحت اسم نور، فيعيش حياتين، لا يستطيع أن يتوقف عن مصادقة الذكور، ولايستطيع أن يتخلص من الشعور بالذنب، لا يجد الحل فى العقاقير، ولا يجده عند رجل الدين، الذى يرى أن المثليين هم الإمتداد المعاصر لقوم لوط، وأنهم من علامات الساعة.

طالت للغاية مرحلة معاناة مروان بسبب هذا الصراع، ولكن انحياز الفيلم ظل واضحا تماما، هو ضد المرض  المثلى ،ولكنه ليس ضد المرضى به، ويرى أن علاج هؤلاء الضحايا ممكن، تقبل الذات كما هى أول الخطوات، ثم يأتى بعد ذلك مواجهة الماضى واكتشافه مهما كانت فيه من انتهاكات مخزية، كما يعطى العلاج للأسرة (الأب والأم تحديدا) دورا أساسيا فى إعادة تأهيل الشاب المثلى، وكلها أمور قد لا تتوفر سوى لحالة شاب ثرى وعلى مستوى وعى واضح، ورغم ذلك فقد كان مشهد المواجهة بين الأب والأبن بحضور الأم، واكتشاف الأب لمثلية ابنه ، ولانتهاك ابنه الأكبر لابنه الأصغر، أمرا  شديد المبالغة والمباشرة والإفتعال، كما بدا تحول الأب الى رعاية ابنه بسهولة غريبا وبلا مقدمات مقنعة.

فى كل الأحوال، لايمكن تجاهل أن "أسرار عائلية" بكل مشاكله هو أول بداية حقيقية للتعامل النفسى والإجتماعى والعلمى مع هذا الملف الشائك والمسكوت عنه، يذكر للمخرج هانى فوزى أنه قدم فى أول أفلامه وجها جديدا مميزا وواعدا هو محمد مهران، الذى نجح الى حد كبير فى التعبير عن شخصية مركبة فى مراحل متعددة، استخدم بوعى تعبيرات وجهه وحركة جسده ويده وطريقة النطق المتعثرة فى مرحلة الصراع، ثم تناسقت الحركة مع بداية العلاج، ومواجهة الماضى المخزى، لدينا أيضا أدوار جيدة لسلوى محمد على وطارق سليمان وعماد الراهب والوجه الجديد أحمد عبد الوهاب فى دور سامح، الذى لا يقل صعوبة عن دور مروان, الملاحظة الواضحة هى أن الصورة لم تعبر عن الحالة الإكتئابية لمروان فى معظم مشاهد المنزل، البيت يكاد يكون سجنا فى رأى مروان، بينما ظلت الإضاءة فى واد آخر، ربما اعتمادا على موسيقى راجح داوود المعبرة عن مزيج من الشجن والحزن، مع جمل مرحة قليلة فى مشاهد مروان مع مدرسه الخصوصى.

عين على السينما في

28.01.2014

 
 

الإخلاص.. كوميديا العصر السوداء!

أحمد عبد الرحيم * 

زوج وزوجته، أحدهما يخون الآخر. ما أخطر ما يثيره هذا الموقف؟ الإجابة: جريمة قتل، والمعتاد درامياً أن نشاهد قبلها صراع الزوج والزوجة والعشيق، إلا أننا – هذه المرة – سنتابع ثلاثيا آخر: الزوج والزوجة والقاتل المأجور!

الأحداث تبدأ بزوجة في منزلها، يداهمها قاتل، يخبرها أن زوجها إستأجره ليقتلها بحجة خيانتها له، إلا أن القاتل (الذي يتلقي جلسات علاج نفسي) يتعاطف مع الزوجة، التي تؤكد له براءتها، وخيانة زوجها نفسه لها؟ الآن يصل الزوج للمنزل، محتفلاً بعيد زواجهما العشرين، لتندلع المواجهة الاخيرة، وتبدأ كل شخصية في خلع أقنعتها المتعددة، وإزالة كل مساحيق الكذب عن وجه الحقيقة الفعلية، لتتلاشي علامات الإستفهام، ويتبقي سؤال واحد: من سيقتل من؟!

فيلم Faithful، الذي يمكن ترجمته "مخلص أو مخلصة" فيلم أمريكي من إنتاج 1996، مستمد من مسرحية كتبها الممثل تشاز بلمنتري، ثم حوّلها إلى سيناريو سينمائي، وقام ببطولته (في دور القاتل) مع شير، ورايان أونيل، وأخرجه بول مازورسكي، وأنتجه صديق بلمنتري، النجم روبرت دي نيرو، والذي كان قد أخرج قبلها بـ 3 سنوات فيلم    A Bronz Taleأو قصة من برونكس، من بطولته و,بلمنتري، عن مسرحية من تأليف الأخير أيضاً.

الفيلم مكثّف زمانياً ومكانياً للغاية (73 دقيقة، ويدور بين 3 شخصيات، في مكان واحد، لمدة يوم واحد)، وقوته تكمن في نصه الذي يعالج فكرة الإخلاص، في مجتمع نسي أصلاً كلمة الحب، من خلال كوميديا سوداء، تسخر من المأساة أثناء تجسيدها، وجو بارع من التوتر الدائم، يُفجِّر هيستريا من الألغاز تطبق علي عقل المشاهد، لاسيما في الربع ساعة الأخيرة، الحافلة بالمفاجأت كجزء من حالة المتعة التي يوفرها هذا العمل القصير الصغير، لكن الحاد والعميق.

تشاز بلمنتري في دور القاتل، يتماس مع شخصية المجرم الكاثوليكي، الإيطالي الأصل، الذي تختلط علي ملابسه حمرة الدماء بصلصة الإسباجتي. أدي بلمنتري هذه الشخصية مراراً، ولكن في صياغات مختلفة. هنا مثلاً تعمّد، كاتباً وممثلاً، إثارة الجانب العاطفي فيها، مستثمراً زخمه الإنساني (بلمنتري وُلد وعاش في الشوارع الخشنة لحي برونكس الفقير بنيويورك)، عارضاً مجرما به من السذاجة والإندفاع ما قد يضحكك أو يخيفك، ولكن أفضل ما فيه عاطفته الجياشة، وبوصلته الأخلاقية التي تعمل أحياناً.

عن الممثلين

اختيار رايان أونيل في دور الزوج جاء ذكياً، بل ماكراً، فالرجل قدم أشهر أدواره، الذي حظي عنه بالأوسكار، في الفيلم الرومانسي (قصة حب – 1970)، كالعاشق المخلص، وغيابه – نسبياً – عن الشاشةالكبيرة، ساهم في تدعيم هذا الدور في ذاكرة الجماهير، ليجئ ظهوره بعد ربع قرن علي قصة الحب الوردية هذه، في دراما شبه دموية، ليكون أقرب لإختزال سينمائي لهذا المناخ القاسي الذي اجتاح العالم، وحوّل "عاشق زوجته"، إلي "مُدبّر حادث إغتصابها، فقتلها عمداً، ليرث أموالها"! هذا التناقض بين الصورتين، أبلغ تكثيف لفكر الفيلم، من أن الحب تحوّل من غاية لتعمير الكون، إلي وسيلة للثراء السريع، خاصة مع زيادة وزن أونيل، وسيطرته علي الدور كزوج يكبت عصبيته، ويخفي نواياه تحت رداء ثعباني أملس.

وظّفت شير موهبتها، ووجهها غير الجميل لدرجة أيقونية، مع أنوثتها الخافتة شكلاً، لكن المشتعلة رقة باطناً، فتناغمت مع اللحن الكئيب لكوميديا الفيلم، وكم كانت بجسدها الهزيل، وصوتها الكسير، موحية في تصويرها للشخصية كزوجة ترتع في ثراء وتعاسة أيضاً.

أبرع ما في الفيلم إطلاقاً، وذرورة سوداوية كوميديته، هو شخصية د. سوسكيند، التي يلعبها مخرج الفيلم بول مازورسكي، أي شخصية الطبيب النفسي، الذي يبدو للحظة كركن العقل الوحيد وسط جنون ثلاثي البطولة، ولكنه في الواقع مدمن قمار، وتم إستغلال ذلك في إطار يسخر من مهنته، وما تمثله، ومن جدوي العلاج النفسي أصلاً. فالقاتل تتم معالجته، ويمارس القتل يومياً، والبطلة يبدأ بها الفيلم من خمس سنوات من العلاج النفسي، تقرر الإنتحار.. د. سوسكيند يرمز لإختلال منظومة القيم في عالم الشخصيات، وتجئ اللقطة الختامية، مع جرس إتصاله يرن في هاتف الفيلا وحيداً دون أن يجيبه أحد، كرد فعل طبيعي، يجعل التعقل الحقيقي في هذا العالم أن تكون علي مستوي جنون أحداثه، أو – علي الأقل – تواجه داءك بشجاعة وحسم، مما سيخلِّصك من "مرض" الطبيب النفسي!

كشف عالم قبيح

الفيلم يفضح عالم يدمن الخيانة، يتغذي علي الكذب، لا وجود فيه لأي علاقة حب مخلصة، ولهذا تفرّغت الإنسانية من شخوصه، وتحولوا إلي ما يشبه الدمي. الزوجة تقول لزوجها: "لقد حوّلتني إلى مجرد تحفة في منزلك"، القاتل يبدو كدمية تحركها الرغبات المتعددة؛ فالجنس أصبح متعة آلية مدفوعة الأجر، والقتل مهنة يسد بها رمق العيش، والزوج عجز عن بناء أسرة، فحركته شهوته نحو سكرتيرته – الجميلة كدمية أخري – وأموال زوجته. أي أن الجميع مشدود بظروف تحكمها قيم مادية مخيفة أصولها الطمع والأنانية والخيانة.

إن الإندفاع الأعمي لقاطرة الجشع في مجتمع كهذا، ألغي المعاني السامية من قاموس تعاملاته، وأضاع الدفء بين أهله، عقب تخطيهم لكل ما هو مقدس، ولا عجب في أن يبدأ الفيلم بفلاش باك للزوج، يسترجع فيه قسمه على أن "يُخلِص" لزوجته أمام مذبح الكنيسة، وذلك فجر اليوم الذي اختاره لإغتيالها!

دور الأغاني

إستخدام الأغاني القديمة في شريط الصوت كان فعّالاً في تهكمه. فأغنية نات كينج كول "دعنا نواجه الموسيقي ونرقص" تمهِّد لإلتهاب الأحداث، وترهِص برقصة الخيانة التي سيرقصها الجميع بعد قليل، في مرح يتوافق وشخصية الفيلم. تجد نفس الروح المرحة في ختام الفيلم بأغنية دانا واشنطن "يا له من أثر تُحدثه 24 ساعة". أما افتتاح الفيلم بأغنية سارة فوجان "أحبك للأبد" – وكأننا علي موعد مع فيلم عاطفي – فلخّص السخرية المريرة للفيلم من عالمه. ناهيك عن أن اختيار تحف الماضي الكلاسيكية هذه، جاء في مجمله رثاءاً حاراً لرومانسية الحاضر المشوهة.

موضوع الفيلم ليس غريباً عن مخرجه الذي قدم فيلم "إمرأة غير متزوجة" قبل 20 عاما من صنع هذا الفيلم، والذي كان تشريحا للمتاعب النفسية التي تواجهها إمرأة عصرية يتركها زوجها لأخري أصغر سناً. هنا يستغل مازورسكي الجو الداخلي للفيلا / مكان الأحداث، خاصة فراغها الضخم، وممراتها الصماء، المعبرة بقوة عن قتامة وبرود العلاقة الدائرة داخل هذا المنزل، مع حركة حرة وناعمة للكاميرا أعطت المشهد حيوية لا تنقطع، زائد إستخدام الزوايا الحادة والأوضاع غير التقليدية للكاميرا أحياناً كتعبير عن غرائبية الحدث، واللعب بالإضاءة، باردة أو دافئة، للتعبير عن أكاذيب الشخصيات أو إعترافاتها، وكلها أمور تنتمي لأسلوب البساطة الذي اتبعه مازورسكي، مؤكداً إدراكه لقيمة النص وحرارته المسرحية، فتركه يقود العمل، ولكن في غير تناسي لأدواته كحرفي، نجح مع المونتير الحاذق نيكولاس سميث، في تحويل المسرحية لعمل سينمائي بلا ترهل أو إفتعال.

وأخيراً، فإننا أمام فيلم خفيف، ممتع، ولاذع، يقدم شخصيات حارة، وصراعا متصاعدا، ومفاجأت لانهائية، من خلال تقنية لا تتكلّف، وميزانية صفرية، وإعتماد علي نص محبوك وطاقم قدير، موفِّراً الدراما والطرافة، وطارحاً تحوّل الإخلاص في عصرنا إلي كوميديا سوداء؛ وهو ما أتحداك – بعد مراجعة أغلب علاقاتك – أن تنكر صدقه!

* كاتب سيناريو وناقد وقاص من مصر

عين على السينما في

28.01.2014

 
 

كندة علوش:

خفة دم «لا مؤاخذة» مصدرها عالم الأطفال المبهج والعفوى

الفيلم يتحدَّث عن فكرة التعايش بكل أشكالها

محمد الأسواني 

«أذكى ما فى فيلم (لا مؤاخذة) هو تعامله بشكل خفيف وعفوى مع قضية جريئة وحسّاسة»، هذا أكثر ما ميّز الفيلم من وجهة نظر بطلته كندة علوش التى تقوم بدور والدة الطفل هانى «أحمد داش»، مضيفة فى حوارها مع «التحرير»: «عمرو سلامة لم يصنع فيلما خفيفا من أجل الجمهور، ولم يأخذ فى اعتباره مسألة مسايرة الجمهور التى يلجأ إليها بعض المؤلفين والمخرجين، فلم يقحم مشاهد وقفشات كوميدية دون فائدة، ولكنه صنع فيلما صادقا، جسّد فيه عالم الأطفال بما فيه من أجواء مبهجة وعفوية ومليئة بالمواقف المضحكة، لذلك خرج الفيلم بخفة دم رغم حساسية القضية وأهميتها».

الفيلم الذى يتناول فى أبرز جوانبه قضية الاضطهاد الدينى من خلال طفل يخفى ديانته المسيحية عن زملائه فى مدرسته الجديدة، خوفا من أن يسيئوا معاملته، خرج بشكل متوازن جدا وجذّاب، بحسب ما تقول كندة، حيث تتابع: «أى مخرج آخر كان سيتناول موضوع الفليم بشكل خطابى من خلال الكليشيهات المعروفة، مثل عاش الهلال مع الصليب، والكنيسة جنب الجامع، لكن عمرو سلامة استخدم أسلوبا فى عرض الفكرة يعتمد على القالب الفنى الذكى الخفيف من خلال زاوية «طازجة وجذابة»، بعكس الإعلام الذى غالبا ما يستخدم زاوية موحدة فى مناقشة الموضوع»، وذلك حسب كلامها.

الممثلة السورية أكدت أنها ليست مؤهلة للحديث عن موقف الرقابة التى اعترضت كثيرا على الفيلم من قبل، لكنها ضد فكرة الرقابة على الأفكار والإبداع، فالرقابة كما أشارت علوش من حقها أن تعترض على المشاهد والألفاظ وغيرها، ولكن بشرط أن تكون ملاحظاتها على الصورة فقط وليس على الأفكار أو الموضوعات. كندة علوش دافعت عن «لا مؤاخذة» لتناوله فكرة مهمة دون خدش للحياء أو مسّ للمقدسات والأديان، وترى أنه لا يوجد بالفيلم ما يستدعى اعتراض الرقابة، وقالت: «قد يكون موقفها ناتجا عن تخوف الرقيب نفسه، رغم عدم وجود أى حاجة تخوف فى الفيلم».

بطلة «لا مؤاخذة» أكدت أيضا أن المخرج لم يقل إن الفيلم عن التمييز الدينى فقط، ولكنه ببساطة عن طفل يُحاول الاندماج مع أصدقائه الجدد ومع البيئة الجديدة المختلفة عن مستواه الاجتماعى السابق، ويناقش قضية التعايش والاندماج مع المستوى الاقتصادى والاجتماعى المختلف بشكل بسيط، ولا يناقش فكرة اختلاف الدين فقط. مشيرة إلى أن سبب ربط البعض الفيلم بقضية الاضطهاد الدينى ناتج عن «التأويل» المستمر لكل شىء فى الحياة، وهنا دللت كندة علوش بما أثير مؤخرا حول «أبلة فاهيتا» قائلة: قضية (أبلة فاهيتا) تحوّلت إلى معانٍ كبيرة بسبب التأويل، ولا يجوز أن نقتبس كل مشهد ونفككه إلى معانٍ كبيرة فى غير سياقها الطبيعى، وبعيدا عن كونه طفلا يحاول الاندماج مع الآخرين بشكل عفوى».

كذلك تحدثت كندة عن أسباب أزمة التمييز الطائفى فى المجتمع، مؤكدة أن كل أطراف المجتمع مسؤولة عن الأزمة، وكلهم يتقاسمون المسؤولية لأن الدولة تشرف على الإعلام والتعليم، وواصلت: «يجب على الإعلام الكف عن استخدام لغة تثير النعرات والتمييز بين الجميع، سواء بالدين أو الجنس أو اللون، مع ضرورة البحث عن وسائل جديدة بدلا من أسلوب (الطبطبة) الذى ننتهجه تجاه المشكلات». وأنهت كندة علوش كلامها مؤكدة أن السينما ليس من واجبها تقديم حلول، لأنها ليست مؤسسة تعليمية، ودورها يقف فقط على طرح القضايا بشكل فنى.

التحرير المصرية في

28.01.2014

 
 

فيلم (ياسمين الزرقاء).. طغيان أداء الممثلة

عمان-محمود الزواوي 

يجمع فيلم «ياسمين الزرقاء» للمخرج والكاتب السينمائي وودي ألين بين الأفلام الجادة والكوميدية، وهو من الأفلام الأميركية المستقلة. الشخصية المحورية في فيلم «ياسمين الزرقاء» هي المرأة الثرية وسيدة المجتمع السابقة بمدينة نيويورك ياسمين فرينش (الممثلة كيت بلانشيت) التي تخسر كل شيء وتنتقل إلى مدينة سان فرانسسكو لتنضم إلى شقيقتها جنجر (الممثلة سالي هوكنز)التي تعيش حياة بسيطة في منطقة شعبية، وذلك رغم الجفاء في علاقتهما. وتسيطر ذكريات الماضي، بما تحمله من ثراء وأبهة، على شخصية ياسمين وهي تحلم بحياة الماضي. إلا أن كل محاولاتها تمنى بالفشل، حيث أن مركّباتها النفسية وسماتها النرجسية وغرورها وكذبها المتواصل تهيمن على حياتها. 

ومن الشخصيات العديدة التي نتعرف عليها في سياق قصة فيلم «ياسمين الزرقاء» زوج ياسمين الثري (الممثل أليك بالدوين) الذي بنى ثروته عن طريق النصب على الآخرين واستغلال أموالهم، والذي تكتشف أنه كان يخونها وتنتهي حياته بالانتحار بعد أن يسجن بتهمة الاحتيال، وزوج الشقيقة السابق (الممثل أندرو دايس كلاي) الذي ينتمي إلى طبقة عاملة، والرجل الثري (الممثل بيتر سارجارد) الذي يتقدم للزواج من ياسمين ثم يقاطعها بعد أن يكتشف أكاذيبها. ويختتم فيلم «ياسمين الزرقاء» بمشهد تظهر فيه ياسمين وهي تجلس وحيدة على مقعد في حديقة عامة وهي في حالة من الاضطراب العقلي، تتحدث مع نفسها عن مشاكلها ومتاعبها التي لا تنتهي.

يتميز فيلم «ياسمين الزرقاء» بقوة الإخراج وسلاسة السيناريو على يد المخرج والكاتب وودي ألين، وببراعة استخدام أسلوب العرض الارتجاعي المتكرر في التعبير عن تخيلات بطلة القصة المتعلقة بمراحل وأحداث سابقة من حياتها. وتقدّم الممثلة القديرة كيت بلانشيت الحائزة على جائزة الأوسكار واحدا من أقوى أدوارها السينمائية في هذا الفيلم، وقد انعكس ذلك في عدد الجوائز التي فازت بها عن هذا الدور.

ورشح فيلم «ياسمين الزرقاء» لسبع وخمسين جائزة سينمائية وفاز بعشرين جائزة، منها 19 جائزة للممثلة كيت بلانشيت لأفضل ممثلة في دور رئيس بينها جائزة الكرات الذهبية عن دورها في الفيلم وجوائز من روابط نقاد السينما في نيويورك وواشنطن ولوس انجيليس وسان فرانسسكو وسانتا باربرا وسان دييجو وشيكاغو وبوسطن ودالاس – فورت ويرث وفينيكس وفلوريدا وجنوب شرقي الولايات المتحدة وفانكوفر والجمعية القومية الأميركية لنقاد السينما ونقابة ممثلي السينما الأميركيين ومعهد الأفلام الأسترالي والإنترنت. وشملت الترشيحات ثلاثا من جوائز الأوسكار لأفضل ممثلة في دور رئيس للممثلة كيت بلانشيت وأفضل ممثلة في دور مساعد للممثلة سالي هوكنز وأفضل سيناريو أصلي للمخرج والكاتب وودي ألين. 

وذكرت الممثلة كيت بلانشيت أنها قامت أثناء استعدادها لأداء دور ياسمين بطلة فيلم «ياسمين الزرقاء» بمراقبة أشخاص كثيرين، لتجسيد شخصية البطلة الشريرة التي وضعها وودي ألين، وتذكرت «فضيحة مادوف» لأنها تمثل قمة فضائح الأزمة المالية (فضيحة مادوف هي أشهر قضية احتيال في تاريخ الاقتصاد الأميركي، وحكم فيها في العام 2009 على الاقتصادي الأميركي المحتال بيرنارد مادوف بالسجن 150 عاما وبدفع تعويض قدره 17 مليار دولار)، وذلك في إشارة إلى التشابه بين مادوف وشخصية زوج «ياسمين الزرقاء» في الفيلم. وأضافت كيت بلانشيت أن «هناك نساء كثيرات يشبهن شخصية ياسمين في الفيلم، وقمت بتتبعهن كغيري، ولكنني كممثلة أنظر إليهن بعين ثاقبة».

وعرض فيلم «ياسمين الزرقاء» في ستة مهرجانات سينمائية. وبلغت الإيرادات العالمية الإجمالية للفيلم 95 مليون دولار، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 18 مليون دولار. 

يذكر أن نقادا سينمائيين عديدين أشاروا إلى وجود تشابه كبير بين قصة وشخصيات فيلم «ياسمين الزرقاء» ومسرحية «عربة اسمها الرغبة» للمؤلف المسرحي تنيسي وليامز، والتي تحوّلت إلى الفيلم المتميز بنفس العنوان، والذي فاز بأربع من جوائز الأوسكار، وهو من إخراج المخرج إيليا كازان وبطولة مارلون براندو وفيفيان لي.

الرأي الأردنية في

29.01.2014

 
 

(مدخل إلى الفنون السينمائية)

للناقد السعودي اليحيا

عمان  - ناجح حسن  

يحتوى كتاب (كيف تصنع فيلما : مدخل الى الفنون السينمائية) لمؤلفه د. فهد سعود اليحيا، جملة من القضايا والموضوعات التي تبحث في الفن السابع ووسائل تذوقه.

يستهل المؤلف الكتاب الصادر حديثا في الرياض بالمملكة العربية السعودية، التأكيد بأن السينما وسيلة تعبير فني، شأنها شأن باقي الفنون : قصة، شعر، تشكيل، تصوير فوتوغرافي، طارحا اسئلة عديدة منها عن اسباب شيوع الافلام التجارية.

ويشير في الاستهلال الى ان الانسان العادي يتخوف من كل ما هو جديد، لافتا الى جهل كثير من شرائح الناس بقيمة السينما كفن ابداعي والاتي من ذلك التوجس والخوف لدى اكتشاف الراديو والتلفزيون وصولا الى الانترنت والفضائيات.

ويرى اليحيا ان هناك مجموعات من افلام السينما العربية عملت على نشر القيم الاصيلة والايجابية في المجتمع العربي والاسلامي، وذلك عندما احسنت توظيف القوة التعبيرية للسينما لدى محاكاتها لقضايا انسانية ووطنية عادلة.

تباينت عناوين الكتاب بين (مصطلحات سينمائية)، (السينما .. وأنا)، و(مقتطفات من سيناريوهات: العزيمة، توم جونز، البوسطجي)، وعنها تفرعت عناوين اضافية (البدايات والرواد)، (القصة، السيناريو، الحوار، التصوير، الاضاءة، الاخراج، الانتاج، الديكور الاكسسوارات والازياء والمكياج، الصوت والموسيقى التصويرية، الخدع والمؤثرات، الفيلم التسجيلي، والنقد السينمائي).

جاء في ركن السيرة الذاتية للمؤلف انه اتجه الى الثقافة السينمائية من باب الشغف الشخصي خصوصا لدى نشأته في السعودية وتعرفه على السينما وهو طفل من خلال نادي الضباط في بلدته، واستمر هذا الولع بالفن السابع لدى ذهابه الى مصر لدراسة الطب، حيث انخرط في نادي سينما القاهرة، وتعرف هناك على صناع افلام وتلاوين من صناعة السينما بارجاء العالم، حيث اطل على نظريات وتيارات النقد السينمائي.

كرس الكتاب قبل سرد جوانب من شهادة المؤلف لسيرته مع السينما، حيزا خاصا أوضح فيه الكثير من مصطلحات السينما لغايات تعريف القاريء العادي بهذا الحقل الابداعي ولاحاطة هاوي السينما بما يرد من مصطلحات ترد بين سطور الكتاب، وهو ما اعطى الكتاب بعدا تنويريا لذائقة القاريء، وحافزا له على الاستمتاع بالاستمرار في متابعة فصوله المتتالية.

يأمل المؤلف ان يكون هذا الكتاب النادر في المكتبة العربية عموما والسعودية خاصة ان يكون مدخلا للفن السينمائي يعرف فيه بتلك المباديء الرئيسية في عملية صناعة الفيلم، مثلما يلفت نظر القارئ الى ان صناعة الفيلم السينمائي عمل جماعي داعيا الى التعاون والتفاهم بين جميع المشاركين بالفيلم.

ويرى المؤلف د. فهد اليحيا الذي يعمل استشاريا في الطب النفسي الى جانب كتاباته المتنوعة في النقد السينمائي بالصحافة والدوريات السعودية، ان المحاولة والتجريب والنجاح والفشل هي العامل الاساسي في تمكين المرء من ارتياد عالم السينما وافاقها الرحبة، لان هذا النوع من الفنون متحرك ومتطور وليس مجرد قوالب جاهزة، كما ويشير الى ان مخرجي الموجة الفرنسية الجديدة بالسينما الفرنسية كانوا في الاصل نقادا في مجلة (كراسات السينما) الرصينة وبعضهم مارس الاخراج قبل ان يتجه الى التجديد والابتكار قبل ان يعتلي مكانة لائقة في تطوير الفن السابع.

الرأي الأردنية في

29.01.2014

 
 

" المطبقية" السينما الهندية الجديدة

ندى الأزهري 

علاقة غامضة لعلها قصة حب بالمراسلة في فيلم آت من مومباي، لكنه بعيد عن بهرجة سينما بوليوود وعن التبسيط والمبالغة العاطفية اللتان تطبعان تلك السينما

في مومباي مهنة يتناقلها الأبناء عن الآباء، كل صباح ينطلق " الدابّا والا لهاس" لحمل ما تحضّره الزوجات في البيوت من أطباق ساخنة لأزواجهن القابعين في المكاتب. خمسة آلاف موزع، اميّون في معظمهم، يعملون في هذه المهنة منذ أكثر من مائة سنة.

يستخدم هؤلاء نظاما معقدا يعتمد على اللون والرمز لمعرفة أصحاب " المطبقيات" أو صناديق الغداء، كي لا يخطئ اي صندوق صاحبه. جامعة هارفارد البريطانية أجرت دراسة على هذا النظام المعقد في التوزيع وتبين لها أنه رغم متاهة طرق مومباي ووسائل مواصلاتها المتهالكة من دراجات وحافلات وقطارات فإن نسبة الخطأ في التوصيل لا تتجاوز الواحد في المليون!.

لكن، ماذا لو حصل هذا الاستثناء؟

المخرج الهندي رايتش باترا، تخيل الأمر في فيلم. "صندوق الغداء" أو "المطبقية" وهو الاسم الذي يطلق على هذه الصناديق في بلاد الشام، فيلم عاطفي رقيق يعتمد استثناء" قدريا" ليرسم بعضا من ملامح الحياة اليومية في هذه المدينة القاسية وليرصد بعضا من شخصياتها

تدخلّ القدر ليقود حياة فردين وليحدث فيها تغييرا ما كان ربما ليحدث لولا هذا التدخل. تغيير لم تسع إليه الشخصيتين، شخصية البطل على الأقل. "سجّان" كان مستسلما للعزلة يجترّ الذكريات بعد رحيل زوجته، يتضايق من كل طارئ لاسيما هذا الموظف الجديد الذي سيحلّ قريبا مكانه بعد إحالته إلى التقاعد. هو يتهرب من اقتحامه المتكرر لمكتبه بحثا عن تدريب ما، تواصل... لكن، ثمة ما يدفعه نحو إعادة التفكير بأسلوب حياته، بتعامله الجاف مع الآخرين. إنها "إيلا" الجميلة، زوجة من الطبقة الوسطى، لا شيء يجمعها معه سوى هذا الشعور المشترك بالوحدة. يبدأ الفيلم بمشاهد من حياة تلك الشابة وهي منهمكة في واجباتها المنزلية في المطبخ، مع ابنتها.. وفي موازاة لانشغالها الروتيني الهادئ إنما الحامل لقلق ما، تعبر مشاهد أخرى في حركة سريعة للكاميرا تبرز ايقاع المدينة المجنون، اكتظاظها، زحامها الخانق ، الدوامة الجهنمية لسكانها الساعين وراء رزقهم...هم "كصناديق الغداء، كأغراض متنقلة محشورة في سباق يومي" كما يقول المخرج، لا وقت لديهم للاستراحة أو لمجرد القيام بمحاولة مراجعة لذواتهم وأحوالهم... تتابع العدسة دورتها و"تجول" مع المطبقيات منذ انتقالها من البيوت أو المطاعم وحتى توزيعها في المكاتب.

"ايلا" التي تتفنن في تحضير الوجبة لزوجها في محاولة لاستعادة قلبه المبتعد، تدرك في نهاية النهار أن الصندوق وصل للعنوان الخطأ. يكون هذا فاتحة مراسلات بينها وبين "سجان" عبر المطبقية. مراسلات بين كائنين يجمعهما شعور بالعزلة إزاء هذا العالم الجاف، تبدأ الرسائل قصيرة حول جودة الطعام لتنتهي بحوار طويل حول الحياة وقسوتها، لكن أيضا عذوبتها.

اللقاء الذي لن يتم بينهمالا يمنع هذه المراسلة من الاستمرار بعض الوقت، متيحة لهما الفرصة من جديد  لمراجعة أسلوب معيشتهما للانفتاح على العالم من حولهما

السيناريو وإن اعتنى برسم الشخصيات بدقة، فإن المخرج ترك لها فسحة من الحرية في التعبير. بدا هذا واضحا في الأداء العفوي في بعض المواقف للممثل " نوّاز الدين صدّيقي"،  الذي جسد شخصية(شايك) الموظف الشاب الذي يحاول باصرار وعزيمة تثبيت قدميه في محيط لا يرحم. كما أدى الممثل الشهير" عرفان خان" شخصية ( سجّان) على نحو لافت، وبيّن تحولاتها التدريجية، بفضل المراسلات، من شخصية منغلقة على ذاتها إلى أخرى تنفتح تدريجيا على هموم الآخرين ومشاكلهم. وأجادت الممثلة المسرحية الشابة نمرة كور، شخصية شخصية المرأة أسيرة جوّها المغلق ولا مبالاة زوجها تجاهها. لم يكن الأداء وحده ما ميز هذا الفيلم بل أيضا حس الكوميديا والمرح اللذان طبعا المواقف واستخدمهما المخرج لتمرير بعض الأوضاع الصعبة ( اهمال الزوج، انكشاف اختلاقات شايك...)، فخرج الفيلم خفيفا ممتعا بشاعريته الرقيقة وحسن تنفيذه.

المخرج ريتش باترا يمثل الموجة الجديدة في السينما الهندية المعاصرة وهو يعيش بين مومباي ونيويورك وهذا هو الفيلم الروائي الأول له. عرض " صندوق الطعام" في اسبوع النقاد في مهرجان " كان" 2013 ولقي حفاوة نقدية وهو يعرض في فرنسا حاليا.  وحقق المخرج أفلاما قصيرة وكان فيلمه القصير الأخير باللغة العربية.  عرض" مقهى نظامي، القاهرة" في أربعين مهرجانا ونال اثنتا عشرة جائزة منها الجائزة الدولية للنقد.

الجزيرة الوثائقية في

29.01.2014

 
 

تفجيرات سينمائية

محمد نصر 

العلاقة بين الإرهاب والسينما المصرية عميقة الجذور‏..‏ فما هو مستقبل هذه العلاقة بعد الأحداث الأخيرة؟

إن أكثر شيء فعله المناضلون ضد خصومهم هو إطلاق الرصاص من خلال خطط مسبقة ضد الذين خانوا الوطن, مثلما فعل الطالب إبراهيم حمدي في فيلم في بيتنا رجل إخراج بركات.1961 والإرهابي الذي دخل بيتا مصريا وعاش فيه في فيلم من بطولة عادل إمام, لم يكن الإرهاب الذي مارسه سوي القتل بالرصاص في التسعينيات ولم يلجأ هذا الإرهابي وأعوانه الي استخدام التفجيرات بهذا العدد من أطنان المتفجرات التي استخدمها ارهابيو.2014
وكان أقصي ما استخدمه البعض في فيلم الارهاب والكباب عام1992 هو إلقاء انابيب البوتاجاز داخل ساحة المجمع.

في تلك الفترة من تاريخ مصر رأينا أفلاما عن الإرهاب العالمي في مصر استخدمت فيها المتفجرات موقوتة التفجير من خلال مؤامرات أجنبية ضد البلاد, وفي الغالب لم يكن لها سبب ديني او سياسي, حيث كان الدافع الرئيسي هو زعزعة أمن البلاد عن طريق اعداء الوطن في الخارج, وغالبا ما كان يشار الي الصهيونية العالمية, وقد حدث ذلك بشكل واضح في فيلم انفجار اخراج سعيد مرزوق عام1990, حيث جاء شخص من خارج الوطن يحمل حقيبة وهو تابع لمنظمات أجنبية وتمكن من التسلل الي الاستاد في اثناء وقائع مباراة مهمة, وقد ازدحم بالجماهير وسعي الإرهابي إلي عمل الانفجار في المكان المكتظ بالناس. وفي هذا الفيلم وغيره, كان جهاز الأمن متيقظا فأحبط عمليات التفجير, ومرت الأمور بسلام, وقد رأينا مشاهد التفجيرات عن طريق إرهابيين دوليين أيضا في افلام أخري منها فيلم الارهاب اخراج نادر جلال1989, بطولة نادية الجندي, وفيلم الجنة الآن الفلسطيني, وهو أحد الأفلام العربية التي دارت حول تفاصيل تفخيخ مواطن كي يفخخ نفسه ويقوم بعملية مخططة جيدا.

هكذا كان الارهاب في مرحلة ما في مصر, القتل بالرصاص, وليس عن طريق التفخيخ, ولاشك أن التحولات الحادة في حياة الإرهاب الجديد قد جاءت إلينا بالعربات المحملة بأوزان كبيرة من المتفجرات, وسوف يدخلنا هذا الي نوع جديد من القصص البالغة الدموية, فالمصريون الذين يزرعون العربات بالمتفجرات يقتلون أبناء أوطانهم وليس غاصبي الأراضي مثلما يحدث في فلسطين. ولأن السينما تعكس الواقع, فإنها عندما ستقدم أفلاما عن تفجيرات يناير2014 ستكون بالغة السواد والدموية.

7‏ شاشات لعرض أفلام مهرجان القاهرة بالأوبرا

عصـام سـعد 

عقدت لجنة إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي برئاسة سمير فريد اجتماعا مع العاملين في المهرجان وذلك بعد استكمال تشكيل الهيكل الاداري للمهرجان ويبلغ عدد أعضائه‏70‏ عضوا‏.‏

وتم في الاجتماع التعارف بين جميع العاملين وتوزيع دليل العمل الخاص بالمهرجان الذي يتضمن مهام كل العاملين في المهرجان بالتفصيل ومواعيد عروض الأفلام وأماكنها وميزانية المهرجان والتي تتضمن المكافآت التي سيحصل عليها العاملون وتلك التي سيحصل عليها مترجمو ومراجعو ومؤلفو الكتب التي سوف تصدر عن المهرجان. وسوف تعرض أفلام المهرجان علي7 شاشات عرض كلها في منطقة الأوبرا المصرية.

ويتضمن دليل العمل مبادئ عامة حول أهداف المهرجان السادس والثلاثين الذي ينعقد في الفترة من9 إلي18 نوفمبر المقبل, وهي خدمة صناعة السينما بالعمل علي توزيع أفلام من كل دول العالم في سوق السينما في مصر وترويج وتوزيع الأفلام المصرية في كل أسواق العالم ونشر الثقافة السينمائية في مصر وزيادة الجمهور المتذوق للأفلام الفنية المتميزة. كما يتضمن جميع القرارات التي صدرت من لجنة إدارة المهرجان وتشكيل الهيكل الادراي وفريق العمل ومسئولية كل فرد ولائحة المهرجان باللغتين العربية والانجليزية, وأعداد كل من الأفلام المشاركة والضيوف. وكل ذلك في إطار الشفافية التي تلتزم بها إدارة المهرجان عبر الإعلان عن تفاصيل الميزانية وكل الإيرادات والمصروفات والأجور والمكافآت.

يذكر أن المهرجان سوف يتضمن3 برامج موازية هي: آفاق السينما العربية وتنظمه نقابة السينمائيين, وأسبوع النقاد الدولي وتنظمه جمعية نقاد السينما المصريين وسينما الغد الدولي وينظمه معهد السينما, وذلك وفقا لاتفاقيات أبرمت مع الجهات الثلاث.

انتهاء تصوير أصـول اللعبـة

محمد مختار 

فريق عمل فيلم أصول اللعبة انتهي من تصوير مشاهده الأخيرة ويتم حاليا عمل المونتاج والميكساج له والفيلم يقوم ببطولته مجموعة من الوجوه الجديدة .

 ومنهم برلنتي فؤاد وسيد ممدوح ويظهر الفنان مصطفي الشامي كضيف شرف, والفيلم عن قصة وسيناريو وحوار أحمد خاطر وإخراج محمد كرم.

ويعد تجربة شبابية متنوعة ما بين الأكشن والكوميدي والرومانسي وتدور أحداثه حول حالة إنسانية خاصة تجسد صراع الأخوة الأشقاء.

وأشارت برلنتي فؤاد إلي أنها تجسد شخصيتين في الفيلم إحداهما فتاة طيبة تدعي رانيا والثانية لفتاة شريرة تدعي جميلة وأضافت أنها تتمني أن يكون الفيلم نقطة إنطلاقها لتقديم مزيد من الأدوار المتميزة التي تهم الجمهور خلال الفترة المقبلة.

وأكد سيد ممدوح أنه يقدم في الفيلم شخصيتين توءم منهما كريم الذي يتعرض لأزمة صحية ويدخل مصحة نفسة بسبب مشاكله العاطفية.

ويؤكد المخرج محمد كرم أن الفيلم هو أول تجربة سينمائية يخوضها بعد أن قام بإخراج عدد من الأفلام القصيرة مشيرا إلي أن السيناريست أحمد خاطر هو الذي رشحه لإخراج الفيلم بعد أن تعامل معه في ثلاثة أفلام قصيرة وهي( ميلاد ميت) و( ضد الثورة) و( الطريق) وأوضح محمد كرم أنه سعيد بالتجربة التي يعتبرها نقطة انطلاقه في عالم السينما خلال المرحلة المقبلة.

الأهرام اليومي في

29.01.2014

 
 

«زي النهارده»..

وفاة الفنانة كوكا 29 يناير 1979

كتب: ماهر حسن 

ولدت الفنانة «كوكا» في 7 مارس 1917في القاهرة، وسمها الأصلي كاملا ناجية إبراهيم بلال، وقد امتدت مسيرتها الفنية من 1936 إلى 1978وكانت متزوجة من المخرج السينمائي نيازي مصطفي، ويعرفها جمهور السينما المصرية من خلال فيلمين هما عنتر بن شداد مع فريد شوقي، ودور البدوية في آخر أفلامها مع محمد صبحي «أنكل زيزو حبيبي».

بدأت مسيرتها الفنية من خلال العمل في الاستوديوهات كـ«مونتيرة»، وهناك تعرفت على المخرج نيازي مصطفى وتزوجت منه إلى آخر حياتها وكان أول عمل لها هو شخصية «الزنجية الأمريكية الشهيرة» في مسرحية «صندوق الدنيا» وشاهدها مخرج إنجليزي وأسند إليها بطولة فيلم «تاجر الملح» عام 1938.

اشتهرت «كوكا» بأدوار البدوية وقد ابتعدت عن السينما، بسبب شغفها بتجارة العقارات، وكانت قد دفعت زوجها إلى الزواج بأخرى بسبب عدم قدرتها على الإنجاب فتزوج من الراقصة نعمت مختار، ثم انفصل عنها، وقد حبسها نيازي مصطفى في دور البدوية، ولم تخرج طيلة حياتها عن هذا الأطار ولم تختبر بعيدًا عنه.

ومن أفلامها الأخرى «كنوز، وعنتر يغزو الصحراء، وسيجارة وكأس، والسيد البدوي، وغرام بثينة، وأرض الأبطال، وظهور الإسلام، ووهيبة ملكة الغجر، وليلى العامرية، ومغامرات عنتر وعبلة، وسلطانة الصحراء، وراوية مصنع الزوجات، وتاجر الملح»، إلى أن توفيت «زي النهارده» في 29 يناير 1979.

«زي النهارده»..

وفاة الفنان إبراهيم عبدالرازق 29 يناير 1987

كتب: ماهر حسن 

ولد الفنان إبراهيم عبدالرازق، في 18مايو عام 1942 في شربين بمحافظة الدقهلية، وحصل على الثانوية العامة ولم يستمر في الدراسة، وجاء إلى القاهرة بعد أن مثل فى فرقة شربين المسرحية، ثم فرقة المنصورة، وتميزت مسيرته بالتنوع والغنى، وكان مشتركًا في الكثير من الأفلام والأعمال التليفزيونية الناجحة والتي ما زال جمهور التليفزيون والسينما يذكرونها له، رغم حضوره في كثير من هذه الأعمال في أدوار الشر.

لعب «عبدالرازق»بطولة عدة مسرحيات أهمها «أدهم الشرقاوي، ومأساة جميلة، ولا العفاريت الزرق، والعرضحالجى، والملك معروف»، كما أخرج مسرحيات للمدراس الثانوية والمعاهد العليا ومراكز الشباب وحصل على عدة كؤوس وقد تميز فى عدة أعمال تليفزيونية منها: «الزوبعة، وغالية السينما»، في أدوار الشر.

ولفت «عبدالرازق» انتباه مشاهديه، حيث قدم هذه الأدوار بكفاءة تجعلنا نتوقف عند أدائه المختلف وكان قد اشترك في أدوار سينمائية صغيرة قاربت الستين فيلما، وقدم العديد من الأعمال التليفزيونية إلى أن توفي «زي النهارده» في 29 يناير1987 على خشبة المسرح وهو يؤدي دوره الأخير في مسرحية «كعبلون» أمام الممثل سعيد صالح وكانت صدمة لكل الحاضرين وللفنانين بوجه عام، خاصة لأنه كان يعتبر في هذا الوقت من أكثر الممثلين احترامًا ومقامًا.

ومن أفلامه «حمام الملاطيلي، والكداب، وأزواج طائشون، والمذنبون، وامرأة من زجاج، والأقمر، والندم، ومكالمة بعد منتصف الليل، والبعض يذهب للمأذون مرتين، والندم، والمتوحشة، وتحدي الأقوياء، وعنتر شايل سيفه، ودرب الهوى، والمطارد، والطاغية، وسعد اليتيم، وشارع السد، والمتمردة، وبستان الدم».

«زي النهارده»..

وفاة المخرج حسن الإمام في 29يناير 1988

كتب: ماهر حسن 

ولد المخرج الشهير، حسن الإمام، في 15 مارس 1919 بمدينة المنصورة، وكان أبوه يعمل بالتجارة، كان حسن الإمام مثابرًا ومنفتحًا ومهتمًا بالأحداث العامة، خاصة الأحداث الفنية المسرحية، بسبب انتشار المسارح في ذلك الوقت، وعدم انتشار السينما بالشكل الواسع.

كان «الإمام» محبًا أيضًا للموسيقى وقد توفي والده، إثر صدمة أزمة جعلته يخسر كل ما جمع من ثروة، وكان حسن الإمام في سن السابعة عشر ذلك الوقت، فلم تكن حياته سهلة وكان في المرحلة الثانوية في مدرسة الخرنفش وقرر بعد ذلك دخول مجال الفن، رغم عدم امتلاكه سوى موهبة الكتابة وإتقان اللغتين الفرنسية والإنجليزية.

بدأ حياته الفنية مترجمًا للنصوص والمونولوجات المسرحية التي كان يدرسها بالفرنسية للمؤلف موريس شوفالييه وكان مثله الأعلى يوسف وهبي وقد اتخذه يوسف وهبي حسن الإمام مساعدًا مثقفًا، بسبب إجادته اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وعدم تكبره ورفضه القيام بالأعمال البسيطة ثم اتجه للسينما، وعرفه بأمره كل المخرجين الكبار مثل المخرج أحمد بدرخان ونيازي مصطفى وهنري بركات الشهير بـ«بركات».

قرر «الإمام» في 1964 أن يخوض أول تجربة إخراج سينمائية بإخراجه فيلم «ملائكة جهنم»، وأعقبه بـ«الستات عفاريت»، و«اليتيمتين»، و«الصيت ولا الغنى» و«البوسطجي» و«ظلموني الناس»، و«ساعة لقلبك»، وأسرار الناس»، و«أنا بنت ناس»، و«حكم القوي», و«كأس العذاب»، و«غضب الوالدين»، و«زمن العجايب»، و«أنا بنت مين»، و«في شرع مين»، و«بائعة الخبز».

كما أخرج «قلوب الناس، واعترافات زوجة، وبنات الليل، ووداع في الفجر، ولواحظ، ولن أبكي أبدًا، والشيطانة الصغيرة، وقلوب العذارى، ومال ونساء، وصائدة الرجال، وزوجة من الشارع، وحب حتى العبادة، وإني أتهم، والتلميذة، والخرساء، وحياتي هي الثمن، والخطايا، وشفيقة القبطية، وزقاق المدق، وبياعة الجرايد، وبين القصرين، والراهبة، وقصر الشوق، وإضراب الشحاتين، والحلوة عزيزة، ودلال المصرية، وخلي بالك من زوزو، والسكرية، وحكايتي مع الزمان، وأميرة حبي أنا، والعذاب فوق شفاه تبتسم، وبمبة كشر، وهذا أحبه، وهذا أريده، وبديعة مصابني، وبالوالدين إحسانًا»، إلى أن توفي «زي النهارده» 29 يناير 1988 وحسن الإمام لديه حسين الإمام ومودي الإمام.

اجتماع للعاملين بـ«القاهرة السينمائي» بعد استكمال الهيكل الإداري

كتب: أحمد النجار 

عقدت لجنة إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة سمير فريد، اجتماعًا مع العاملين في المهرجان، وذلك بعد استكمال تشكيل الهيكل الإداري للمهرجان، الذي يبلغ عدد أعضائه 70 عضوًا. وتم في الاجتماع التعارف بين جميع العاملين، وتوزيع دليل العمل الخاص بالمهرجان، الذي يتضمن مهام كل العاملين في المهرجان بالتفصيل، ومواعيد عروض الأفلام وأماكنها، وميزانية المهرجان التي تتضمن المكافآت التي سيحصل عليها العاملون، وتلك التي سيحصل عليها مترجمو ومراجعو ومؤلفو الكتب التي سوف تصدر عن المهرجان. وسوف تعرض أفلام المهرجان على 7 شاشات عرض كلها فى منطقة الأوبرا المصرية.

ويضمن دليل العمل مبادئ عامة حول أهداف المهرجان السادس والثلاثين، الذى ينعقد في الفترة من 9 إلى 18 نوفمبر المقبل، وهي: خدمة صناعة السينما بالعمل على توزيع أفلام من كل دول العالم في سوق السينما في مصر، وترويج وتوزيع الأفلام المصرية في كل أسواق العالم، ونشر الثقافة السينمائية في مصر، وزيادة الجمهور المتذوق للأفلام الفنية المتميزة، كما يتضمن كل القرارات التي صدرت من لجنة إدارة المهرجان، وتشكيل الهيكل الإداري وفريق العمل، ومسؤولية كل فرد، ولائحة المهرجان باللغتين العربية والإنجليزية، وأعداد كل من الأفلام المشاركة والضيوف، وكل ذلك في إطار الشفافية التي تلتزم بها إدارة المهرجان عبر الإعلان عن تفاصيل الميزانية، وكل الإيرادات والمصروفات والأجور والمكافآت.

يذكر أن المهرجان سوف يتضمن 3 برامج موازية هي: «آفاق السينما العربية»، وتنظمه نقابة السينمائيين، و«أسبوع النقاد الدولي»، وتنظمه جمعية نقاد السينما المصريين و«سينما الغد الدولي»، وينظمه معهد السينما، وذلك وفقًا لاتفاقيات أُبرمت مع الجهات الثلاث.

المصري اليوم في

29.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)