كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

كوستوريتسا: الفنّ أدرينالين

هوفيك حبشيان

 

في لقاء مع "النهار" على هامش مهرجان كوستندورف في مدينة درفنغراد الصربية من 18 الى 23 الجاري، كشف المخرج الصربي أمير كوستوريتسا بعض التفاصيل المتعلقة بفيلمه الجديد "درب التبّانة" الذي صوّره في الجمهورية الصربية.

الفيلم مقتبس من قصة له وسيشكل عودته القوية الى السينما بعد غياب ستّ سنوات وعملين متواضعين. يقول: "لم يكن لديّ مشكلة في ايجاد تمويل لأفلامي، ولكن كنتُ تمنيت لوّ انني انجزت هذا الفيلم قبل الآن. في مرحلة كنتُ ضقتُ ذرعاً من السينما. رأيي سلبي في السينما الحالية، مع ان فيلم مثل "الجمال العظيم" لباولو سورنتينو يعيدنا الى السينما الكبيرة، ويمنحنا الأمل، لأنه عودة منتظرة الى العراقة الأوروبية. هذا فيلم يقول من جملة ما يقوله إن المستقبل قد يكون أفضل مما نحن الآن حالياً. خسرنا أسماء كبيرة ويجب تعويضها بأسماء أخرى. العالم بات صغيراً. انظر الى فرهادي، وانظر الى هوليوود. علينا التمسك بالنقد من دون أن نكون متشائمين. بالنسبة لفيلمي المقبل، كان عندي مشكلة تقنية. الـ35 ملم كان بطيئاً جداً والديجيتال لم يعجبني فيه الكونتراست. ثم صنع الألمان كاميرا "أري الكسا"، فصوّرتُ بها وأنا راضٍ جداً من النتيجة".

هل يبقى وفياً لأسلوبه الباروك؟ يجيب: "نعم، سيكون على نمط أفلامي الماضية، ولكن بقدر أقل من النكات والطرائف، ولن يكون فيه الكثير من كوستوريتسا. انه من صنف السينما الصافية التي تنطوي على قوة الحبّ والحركة وكلّ ما يمكن الصورة ان تتناقله".

أمام كوستوريتسا الذي يؤدي بطولة أحد أفلامه للمرة الاولى ("لن أكرر التجربة لصعوبتها"، يقول)، تقف رمز السحر الايطالي، مونيكا بيللوتشي. يشرح خياره: "هي المرأة المثالية للفيلم. انها تضطلع بدور سيدة نصفها ايطالي ونصفها صربي تعمل مع المخابرات وتريد تغيير هويتها بعدما اضرت بها الأيام الماضية. تقع في غرامي ولكنني أتحول الى منقذها عندما يبدأ بمطاردتها ناس يريدون قتلها. كل الجزء الثاني يقوم على المطاردة وفي النهاية تضحّي بنفسها".

الشريط الذي انهى كوستوريتسا تصوير جزء منه وسيعود الى تصوير الجزء الآخر مع عودة الطقس الى الحالة التي يتمناها، كان مرتقباً في مهرجان كانّ المقبل (14 - 25 أيار)، لكن لن يكون جاهزاً. في انتظار اكماله، لكوستوريتسا مشروع وثائقي عن أحد الرؤساء في احد بلدان أميركا اللاتينية. كان له مشروعان في السنوات الماضية تعرّض تحقيقهما للكثير من العراقيل، واحد كان سيصوّره في فلسطين، والثاني "بانشو فيّا" مع جوني ديب وسلمى حايك. الأول انسحبت منه الجهة الالمانية والثاني لا يزال قائماً، لكن أُرجئ تاريخ بدء تصويره.

يغوص كوستوريتسا في تفاصيل "درب التبانة" قائلاً: "فيلمي الجديد اتكلم فيه بلغة الرموز، سأنزل فيه الى أعمق الأحاسيس الدينية والحياتية. انا مقتنع بأن هذا الفيلم سيكون الأكثر نضجاً واكتمالاً في مساري. سأتخلى فيه عن نزعتي للباروك كي أذهب مباشرة الى المضمون". هل تشعر بالتعب جراء قيامك بأشياء عدة في الوقت نفسه؟ يجيب: "نعم يتعبني ذلك، ولكن عليّ ان اقوم بهذا كله. قد أبدأ بتبطيء ايقاع حياتي، لكن مشكلتي انني لن اشعر بأنني مُنتج. الفنّ يعطيني الادرينالين. اليوم بتّ افضّل القراءة على المشاهدة، لأنها تفعّل الجانب الحميمي في داخلي. في المستقبل، سأكرس المزيد من الوقت للكتابة".

عن خصوصية صربيا التي يحبها ويتمسك بها ويسعى الى نهضتها: "هذا بلد مسيحي على الطريقة القديمة يحاول ان يتكيّف مع الحداثة. لم نتغرب بعد، ولنا طابعنا الخاص: لسنا اوروبيين خالصين وهذا ما أحبه فينا. الحرية كبيرة هنا. أتكلم عن الحرية في ان تختار العيش داخل التقليد او الثقافة التي تريد. هناك ناس يعملون مقابل 300 أورو، وبعضهم أصحاب أرض. لا أحد ينام جائعاً في صربيا، ولا أحد ينام في الشارع. هذا بفضل نظامنا العائلي الذي لا يزال قائماً".

النهار اللبنانية في

30.01.2014

 
 

شعرت بالخوف أمام الكاميرا بعد غيابى عامين وكأنى «لسه مبتدئة».. ووضع السينما محزن.. والاضطرابات الأمنية تذبح المنتجين

هند صبرى: «الجزيرة 2» مطلب شعبى.. ومرعوبة من فشل «نظرية الأجزاء»

كتب : محمد عبدالجليل 

بعد غياب نحو عامين، تعود هند صبرى بالجزء الثانى من فيلم «الجزيرة» مع أحمد السقا وخالد صالح وخالد الصاوى وإخراج شريف عرفة، وتعترف «هند» بأنها مرعوبة من فشل نظرية الأجزاء فى الأفلام، ولهذا يبذل طاقم العمل كل جهدهم ليخرج الفيلم فى أفضل صورة، كما تحضر لمسلسل تليفزيونى جديد بعنوان «إمبراطورية ميم» مع نفس مجموعة عمل مسلسل «عايزة أتجوز». وهو يختلف تماماً عن الفيلم الشهير الذى قدمته الفنانة فاتن حمامة.

أحاول القيام بدورى كأم وممثلة وسفيرة لـ«النوايا الحسنة»

«هند» تحدثت عن سبب ابتعادها عامين وتفاصيل أعمالها الجديدة.

ما أسباب غيابك عامين وما حكاية خوفك من العودة للكاميرا؟

- غبت عامين بالفعل منذ آخر مسلسل لى، وهو «فرتيجو» الذى قدمته فى رمضان قبل الماضى، والسبب هو حملى فى ابنتى الصغرى «ليلى» والولادة ورعايتها هى وشقيقتها الكبرى «عالية»، وهذا كان السبب الرئيسى فى الابتعاد وطبعاً كانت العودة للعمل تلح علىّ ليلاً ونهاراً، وكنت فى انتظار عمل يعيدنى بقوة، حتى عرض علىّ المخرج شريف عرفة الجزء الثانى من فيلم «الجزيرة» ولم أرَ أن هناك رجوعاً أفضل من ذلك، ولا أنكر أن غيابى عامين بعيداً عن الكاميرا أصابنى بحالة خوف كأنى مبتدئة أمثل لأول مرة، وأول يوم تصوير فى الفيلم كنت خائفة جداً، وكنت مفتقدة العمل والوقوف أمام الكاميرا وأجواء الاستوديو وزملاء العمل، ولكن بعد مرور ساعات عاد كل شىء لطبيعته.

وكيف جاءت فكرة عمل جزء ثان لـ«الجزيرة»؟

- أعتقد أن بداية فكرة الجزء الثانى جاءت من خلال مطالبة الكثير من الناس من الجمهور بجزء ثان يعرفون فيه ماذا حدث لمنصور الحفنى وكريمة وباقى الأبطال، وكأن الجزء الثانى «مطلب شعبى»، وهذا أيضاً كان رأينا عندما كنا نصور الجزء الأول من الفيلم، فالفيلم ما زال يحتمل وجود تفاصيل كثيرة وخاصة أن الجزء الأول انتهى نهاية مفتوحة، وكانت كل حكايات الأبطال معلقة مما يحتمل وجود جزء ثان، وبالفعل جاء قرار شريف عرفة بالموافقة على عمل جزء ثانٍ للفيلم، وخاصة مع المتغيرات الكثيرة التى تمر بمجتمعنا؛ مما أوجد دراما جديدة يمكن الاستفادة منها.

وماذا عن أجواء التصوير بعد العودة من جديد لطاقم العمل؟

- كلنا بداخلنا سعادة كبيرة جداً، خاصة أنه أول فيلم كبير منذ سنتين ونصف، وهذا أمر جيد لصناعة السينما قبل أن يكون جيداً لنا كأفراد، وكم أتمنى أن تعود الصناعة بشكل كبير وأفلام كبيرة مثل السابق، ويكون هذا الفيلم فاتحة خير وعودة لانتعاش صناعة السينما، ويسعدنى جداً أننا اجتمعنا مرة أخرى كفريق عمل أمام الكاميرا، وما يزيد من سعادتى بالفيلم وجود نجوم يشاركون فى الجزء الثانى وسيكونون بالطبع إضافة لا يستهان بها مثل خالد صالح وأروى وأحمد مالك، إلى جانب من شاركونا بالجزء الأول، وإلى جانب الفنانين هناك تصميم الأزياء مع ناهد نصر الله وأيمن أبوالمكارم، والديكور مع فوزى العوامرى.. وأشعر بروح حماسية كبيرة لأننا نشارك فى عودة السينما من جديد بأفلام قوية وكبيرة.

دائماً يشعر المصريون بأن الجزء الثانى من أى عمل ناجح لن يكون بنفس مستوى الجزء الأول.. ألا يقلقكِ هذا؟

- طبعاً هذا الاحتمال على رأس مخاوفنا جميعاً.. من أول المؤلفين محمد وخالد دياب ومروراً بشريف عرفة ومحمود ياسين وخالد الصاوى ونضال الشافعى وأحمد السقا وأنا، كلنا نعانى من قلق كبير، ولكن بقدر مخاوفنا نجتهد فى الجزء الثانى؛ لنثبت للناس كلها أن هذا مفهوم خاطئ، وعموماً نحن نبذل أقصى جهودنا، والتوفيق من عند الله فى البداية والنهاية، ولا أعتقد أن فريق العمل قرر الإقدام على المغامرة بنجاح «الجزيرة» إلا إذا كان هناك سيناريو على قدر جودة الجزء الأول إن لم يكن متفوقاً عليه، وهذا ما نجده بالخارج؛ فأنا شخصياً أحب الجزء الثانى من فيلم «The Godfather» أكثر من الأول.

وما الجديد الذى تحمله شخصيتك «كريمة» فى الجزء الثانى من الفيلم؟

- الشخصية متطورة درامياً بشكل كبير وستكون مفاجأة بكل المقاييس وليست «كريمة» فقط بل كل النجوم والأبطال وحتى الأدوار الصغيرة والكبيرة ولكننا تعاهدنا ألا نحكى أى تفاصيل عن الأدوار حتى لا نحرق المفاجآت، لكننا نترك الخيال للجمهور ليفكر ويتخيل ما يمكن أن يحدث فى الجزء الثانى.

وماذا عن عودتك إلى الدراما التليفزيونية فى رمضان المقبل؟

- بالفعل سأعود للدراما هذا العام؛ حيث طُلب منا تقديم جزء ثانٍ لمسلسل «عايزة أتجوز» لكن خوفنا على النجاح الجماهيرى للمسلسل جعلنا نقرر تقديم عمل جديد يدور فى إطار كوميدى ساخر له عمق، ومع نفس مثلث النجاح، أى كتابة غادة عبدالعال، وإنتاج طارق الجناينى وشريف المعلم وأنا، ومن إخراج مريم أبوعوف، وسوف نبدأ تصويره قريباً إن شاء الله. لقد افتقدت وجودى التليفزيونى العام الماضى جداً، وشعرت بغيرة شديدة عندما وجدت أعمالاً درامية جيدة، وسعدت جداً بالتطور الذى حصل فى الدراما، فالعام الماضى ظهرت أعمال درامية جيدة وحدث ثقل بالدراما المصرية أدهشنى، وكنت أتابع مسلسلات «ذات»، و«نيران صديقة»، و«موجة حارة»، وحالياً أتابع إعادة مسلسل «بدون ذكر أسماء».

وما رأيكِ فى وضع السينما الحالى؟

- وضع السينما الحالى شىء محزن جدا، ولابد أن نبذل أقصى ما بوسعنا لإنقاذ صناعة السينما العريقة وأعتقد أن هناك أسباباً كثيرة لأزمة السينما على رأسها تواضع الإنتاج وضعف الموضوعات وتقديم أفلام دون المستوى، وتتفاقم المشكلة على نحو آخر حيث نجد الظروف الأمنية والاضطرابات والأزمة الاقتصادية تزيد الأمور صعوبة، ومن الصعب جداً أن نقنع أباً أن يصطحب أسرته ويذهب لمشاهدة عمل فى ظل هذه الظروف الاقتصادية والأمنية غير السليمة، والكارثة أن يكون الفيلم دون قيمة؛ لذلك يجب أن نقدم فيلماً ذا قيمة عالية، وأن تعطيه الحافز الذى يجعله يُعرَض فى ظل هذه الظروف الاقتصادية، وخاصة أن أسعار السينمات ارتفعت كثيراً، دون مواكبة على الصعيد الآخر من تنمية وتطوير المحتوى الفنى والإعلاء من قيمته ورسالته.

جاء اسم هند صبرى ضمن قائمة أقوى 100 امرأة عربية.. حدثينا عن هذا التصنيف؟

- سعدت طبعاً به، والحقيقة أنه يوجد أكثر من مليون امرأة قوية لا يشملها هذا الاستفتاء، فالمرأة لها دور وشخصية وفعاليات ووجود ملحوظ، وعندما تأتيها الفرصة تعطى بشكل يبهر الجميع دون التقيد بمجال محدد، فالمهم هو قوة الشخصية والإرادة.

عُدتِ من جديد لإكمال مشواركِ كسفيرة للنوايا الحسنة.. فما الجديد لديك؟

- بالفعل عدت، وسافرت إلى بيروت وزرت اللاجئين السوريين، ونفكر حالياً بالكارثة السورية والتى نشاهد كل ليلة ما يحدث فيها، ونحاول أن نقدم ما نستطيعه للحد من آثارها المفجعة، وعلى كل من يستطيع المساعدة أن يفعل.

وماذا عن حياتك الأسرية وابنتيك؟

- الحمد لله هما بخير، «عالية» 3 سنوات و«ليلى» 7 أشهر، الأولى تشبه والدها والثانية تشبهنى، وكلتاهما تمتلك روح الدعابة مثل والدهما. أيضاً «عالية» أخذت منى العناد وقوة الملاحظة والتركيز، أما شخصية «ليلى» فما زالت تتكون ولم تتحدد سماتها حتى الآن.. وهى المرة الأولى التى أعود فيها للعمل بعد ولادة ليلى، والآن فهمت معنى مصطلح «امرأة عاملة»، إنها تلك المرأة التى تريد أن تنتهى من عملها لترجع إلى أسرتها على الفور، وأنا أحترم جداً الأم التى تستطيع أن تنظم الوقت بين عملها وأسرتها؛ لأن هذا يحتاج إلى قدرات كبيرة.

الوطن المصرية في

29.01.2014

 
 

أحمد السبكى:

الحياة علمتنى إن «اللى تخاف منه مايجيش أحسن منه»

كتب : نجلاء أبوالنجا 

تتفق أو تختلف مع المنتج أحمد السبكى، إلا أنك مضطر للاعتراف بأنه أحد أسباب دوران عجلة الإنتاج السينمائى رغم كل الأزمات، وبأنه الرجل الذى أحدث «انقلاباً» فى توقيت ونوع وشكل النجوم على شاشة السينما، وبأنه أيضاً رجل التحديات الذى رفض أن يقفز من سفينة الإنتاج وأصر على المغامرة.

حول الجرأة التى اشتهر بها وإنتاجه فى الوقت الذى توقف فيه الكثيرون عن العمل، قال: أنا بطبعى أحب المغامرة ولا أحسب حساباتى بشكل تقليدى، والحياة علمتنى إن «اللى تخاف منه مايجيش أحسن منه»، لذا أصر على الإنتاج مهما كلفنى الأمر، واتكالى على الله الذى يقف إلى جانبى دائماً ولم يخذلنى مرة واحدة.

ومشكلتنا فى مصر أن الناس تبالغ فى كل شىء. هناك أزمات اقتصادية وسياسية قد تستمر إلى وقت طويل، لكن ذلك لا يعنى أن نبالغ فى خوفنا ونجلس مكتوفى الأيدى «زى الولايا». وإذا كان بعض المنتجين أو أغلبهم خافوا على أموالهم وتراجعوا فهذا حقهم ولا ألومهم.. كل شخص حر فى قراره، لكننى قررت قبول التحدى وخوض المغامرة وبعدها تشجع منتجون آخرون وطرحوا أفلاماً أخرى.

وعن تعمده إنتاج أفلام منخفضة التكاليف والدفع بممثلين جدد لتجنب خسائر فادحة، أضاف: لا أقدم أفلاماً منخفضة التكاليف.. بل كل النوعيات. ففى الوقت الذى أطرح فيه فيلماً ببطولة شبابية وأمنح فرصاً لنجوم جدد.. أقدم أفلاماً لنجوم كبار. قدمت مؤخراً فيلم «الآنسة مامى» لياسمين عبدالعزيز، وقبله «ساعة ونص»، إلى جانب الأفلام الشبابية، وهى ليست منخفضة التكاليف، لأن الفيلم يتطلب مصاريف أخرى بخلاف أجور النجوم الباهظة.

وعن سبب تحقيق أفلامه لإيرادات كبيرة مثلما حدث فى أفلام محمد رمضان، يقول: الحمد لله.. أى فيلم أقدمه يحقق نجاحاً كبيراً وإيرادات غير متوقعة، بل يحدث «انقلاباً» فى شباك التذاكر مهما كان أبطاله، وهذه «بركة من الله» حتى لو كان بدون محمد رمضان. بصراحة لا أتوقع أحياناً هذا النجاح، لكن الجمهور أصبح يثق بى وبكل أعمالى.

ورداً على النقاد الذين يتهمونه دائماً بأنه يقدم خلطة شعبية قوامها «رقصة وغنوة وشوية إيفيهات»، يقول: اختصار نجاح أفلامى وتحطيمها الرقم القياسى فى الإيرادات فى كلمة «خلطة» أمر ظالم، وإذا كانت هناك خلطة مضمونة إلى هذه الدرجة فلماذا لا يقدمها الجميع مثلما أفعل؟. أكيد الموضوع مختلف، فأنا أحب عملى وأخلص له، ولا أبخل عليه، وكما قلت أجازف بنجوم جدد وأمنح فرصاً للشباب فى الإخراج والتمثيل والتصوير، والمفروض أن هذا الدور يتم تقديره وليس مهاجمته. عموماً الجمهور يقول كلمته والنقاد يقولون كلمتهم، ولا أهتم بالهجوم السلبى. أنا أسير فى طريقى لأننى لو توقفت لأناقشهم وأرد عليهم سأخسر وقتاً ومجهودا ًأحب أن أوفره لعملى.

الوطن المصرية في

29.01.2014

 
 

دور العرض تستقبل «المعدية» و«خطة جيمى» والسياسة تجبر «الفيل الأزرق» على التراجع

كتب : نورهان طلعت 

يبدأ غداً عرض فيلمين جديدين هما «المعدية» لدرة ومى سليم وهانى عادل، و«خطة جيمى» وهو أول بطولة للمطربة ساندى، والفيلمان يندرجان تحت قائمة الأفلام محدودة التكلفة مثل معظم الأفلام التى تعرض بالسوق حاليا، وعلى رأسها «أسرار عائلية» للمخرج هانى جرجس فوزى، و«لا مؤاخذة» للمؤلف والمخرج عمرو سلامة.

ورغم الإعلان أكثر من مرة عن عرض أفلام ضخمة الإنتاج أواخر يناير، أو فى موسم نصف العام، مثل «الفيل الأزرق» لكريم عبدالعزيز وخالد الصاوى ونيللى كريم وإخراج مروان حامد، و«حلاوة روح» لهيفاء وهبى وصلاح عبدالله، إلا أن الاضطرابات السياسية الأخيرة والانفجارات واحتفالات ثورة 25 يناير حالت دون وجود هذه الأفلام ضخمة الإنتاج فى هذا التوقيت خوفا من الخسائر المتوقعة، وذلك حسبما أكد المنتج والموزع محمد حسن رمزى لـ«الوطن»، قائلا: «المجازفة بأفلام كبيرة فى توقيت غير مناسب ليس لها أى معنى سوى التضحية بأفلام وأموال وأعمال قد تجد نجاحا كبيرا فى وقت أفضل من ذلك، لذلك فالأفلام متوسطة التكلفة هى الحل الأمثل فى مثل هذه الظروف».

وتوقع «رمزى» أن تتحسن الظروف قريبا جدا، خاصة أن الأمور السياسية والاقتصادية تسير فى اتجاه تصاعدى وإيجابى، وهذا ينعكس على السينما بدليل أن الإيرادات ارتفعت فى الأيام الماضية بشكل معقول جدا رغم كل الأحداث التى نمر بها، وهذا مؤشر إيجابى، وأعتقد أن الأفلام الكبيرة مثل «الجزيرة 2» و«الفيل الأزرق» و«حلاوة روح» سيكون مصيرها نجاحا كبيرا خلال الفترة المقبلة.

وعن إيرادات السينما قال «رمزى» إن فيلم «لا مؤاخذة» لكندة علوش، جاء فى المقدمة وتخطت إيراداته حاجز النصف مليون جنيه، بعد مرور أربعة أيام فقط على بدء عرضه، حيث حقق فى أول أيام عرضه يوم الأربعاء الماضى 119 ألف جنيه، ويوم الخميس 236 ألفا، وفى يوم الجمعة 124 ألفا، ويوم السبت حقق 80 ألف جنيه.

وجاء بعده فيلم «الجرسونيرة» لغادة عبدالرازق، حيث حقق فى الأسبوع الماضى 162.300 ألف جنيه من الأربعاء حتى السبت الماضى.

والفيلم بطولة منذر رياحنة، ونضال الشافعى، وتأليف وإخراج هانى جرجس فوزى.

أما فيلم «أسرار عائلية»، الذى بدأ عرضه يوم الثلاثاء الماضى، فلم يحقق سوى 53.900 ألف جنيه.

الفيلم بطولة محمد مهران، وبسنت شوقى، وسلوى محمد على، وتأليف محمد عبدالقادر، وإخراج هانى فوزى.

كما حقق فيلم «هاتولى راجل» الذى بدأ عرضه فى عيد الأضحى الماضى إيرادات فى الأسبوع الماضى بلغت 63 ألف جنيه، حيث حقق يوم الأربعاء الماضى ومع نزول أفلام منتصف العام 17 ألفا و500 جنيه، ثم ارتفعت الإيرادات يوم الخميس ليحقق 32 ألفا و420 جنيها، ثم أثرت سلباً بعد ذلك الأحداث السياسية يوم الجمعة ولم يحقق سوى 9000 جنيه، ثم حقق يوم السبت 5000 جنيه فقط.

فيلم «هاتولى راجل» بطولة يسرا اللوزى، وأحمد الفيشاوى، وشريف رمزى، وإيمى سمير غانم، وتأليف كريم فهمى، وإخراج محمد شاكر.

الوطن المصرية في

29.01.2014

 
 

'المسيرة' فيلم عربي يستعرض حلقة منسية من تاريخ فرنسا

العرب/ أبو بكر العيادي ـ باريس 

شريط المسيرة يعالج بطريقة كوميدية العنصرية وحق المهاجرين في الحصول على وثائق رسمية تسمح لهم بالإقامة في فرنسا.

شريط “المسيرة” للمخرج البلجيكي من أصل مغربي نبيل بن يادير يتحدث عن معاناة الجالية العربية بفرنسا من الميز العنصري الذي كانوا يجابهونه منذ ثلاثين سنة خلت، فقرروا تنظيم مسيرة من مرسيليا إلى باريس مشيا على الأقدام تندّد بالعنصرية وتطالب بالمساواة في الحقوق والواجبات التي تقرّها شرائع البلاد.

المسيرة هي الحدث والشخصية المحورية للفيلم، وأبطاله نجوم من شباب العرب المهاجرين كجمال دبوز وحفصية حرزي وتوفيق جلاب إلى جانب لفيف من الممثلين الفرنسيين المناهضين للعنصرية، التقوا ليس لإحياء ذكرى ثلاثين عاما على حدوثها فحسب، وإنما أيضا لتذكير المجتمع الفرنسي كافة بحلقة منسية من تاريخه، وتذكير نخبته بما التزم به الساسة من عهد الرئيس الأسبق فرنسوا ميتران، دون أن يفوا بغير وعود قليلة، كتمكين المهاجرين من بطاقات إقامة بعشر سنوات، وجمع شمل العائلات، وأهم من ذلك كله التوسل بالفن السابع كميديا واسعة الانتشار قوية التأثير لمناهضة المدّ العنصري الذي طفا إلى السطح في الأعوام الأخيرة، بشكل يذكر بما كان عليه في مطلع الثمانينات، حيث عاد الحديث عن “الهوية الوطنية” و”جذور فرنسا المسيحية اليهودية” و”حقّ الدم” بدل “حق الأرض” في الحصول على الجنسية، بغية تجريد أبناء المهاجرين من مكتسباتهم.

انفلات عنصري

في جوّ مشحون بالكساد الاقتصادي، وتراجع القدرة الشرائية، وتفاقم البطالة، وتضخّم الجباية، وتمرّد شرائح عريضة ضد إصلاحات حكومة اليسار الاشتراكي، وصعود اليمين المتطرف، انفلتت العنصرية من عقالها، وغادرت مخابئها إلى العلن، في شكل تصريحات تشنّع بأدنى جنحة يقترفها المهاجرون أو أبناؤهم وتحمّلهم وحدهم أسباب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها فرنسا. ومن ثَمّ جاء شريط “المسيرة” ليعيد إلى الأذهان صورا من الواقع المرّ الذي عاشه ولا يزال يعيشه المهاجرون بعامة، والعرب بخاصة، ويكون لسان حال الأغلبية الصامتة، المغلوبة على أمرها، تشاهد في صمت تهجمات لا تملك حق الردّ عليها أو تفنيدها. وللتذكير، فإن فكرة السير نحو العاصمة تولدت بعد تعرّض شاب عربي يدعى تومي دجيّجة لإصابة برصاص البوليس حين حاول تخليص طفل عربي من كلب من كلاب الشرطة في فينيسيو إحدى ضواحي مدينة ليون.

فكرة السير نحو العاصمة تولدت بعد تعرض شاب عربي يدعى تومي دجيجة إلى إصابة برصاص البوليس 

وكانت تلك الحادثة القطرة التي أفاضت الكأس، فقد كان شبّان الضواحي في تلك الفترة عرضة للتفتيش والمطاردة والحبس والقتل العمد (بواقع قتيل عربي كل ثلاثة أيام)، دون أن يجدوا في القضاء عدلا ينصفهم من التجاوزات، مما دفعهم إلى استعمال العنف دفاعا عن النفس. تومي دجيّجة، بالتشاور مع جمال عطاء الله وراهب من أسقفية ليون يدعى كريستيان دولورم، اختار مقاومة سلمية على طريقة غاندي ومارتن لوثر كينغ ومالكوم إكس. وفي صبيحة 15 أكتوبر 1983، انطلقت مجموعة صغيرة جدا باتجاه باريس، مشيا على الأقدام، مرورا ببعض المدن الفرنسية الكبرى كمرسيليا وأفينيون وسواهما. لم ينضم إليها في البداية إلا بضع مئات، ولكن يوم 14 نوفمبر من العام نفسه، جدّ حادث عنصري مريع هزّ فرنسا بكل مكوناتها، تمثل في إقدام ثلاثة مجندين على تعنيف شاب عربي يدعى الحبيب غمزي ورميه من القطار الرابط بين بوردو وفنتيميلا. شكّلت تلك الجريمة منعطفا حاسما على مستوى الوعي الجمعي، حيث أدرك الفرنسيون على اختلاف مشاربهم ما تمثله العنصرية من مخاطر على الأمن العام، وعلى مستوى المسيرة التي بدأ الناس يلتحقون بها فرادى وجماعات، فلما بلغت باريس يوم 3 ديسمبر، كانت تعدّ مئة ألف على الأقل، وكان في انتظارها آلاف أخرى، بعد أن صارت حدث الساعة.

تعايش سلمي

نبيل بن يادير كان وقتئذ طفلا لم يتجاوز عامه الثالث، ولم يسمع بمسيرة أبناء المهاجرين العرب إلا بعد أن اشتدّ عوده، خصوصا وهو يعيش في بلجيكا رفقة أبويه. لذلك استعان بكل الوثائق للإلمام بموضوعه، من أشرطة فيديو وتسجيلات صوتية وبرامج إذاعية وتلفزيونية وصحف ومجلات، مثلما عاد إلى عين المكان بحثا عن بيئة الانطلاق وفواعلها الأوائل، فالتقى بدجيّجة وعطاء الله اللذين أفاداه كثيرا في إعادة تشكيل المسيرة في ذهنه. واختار في النهاية أن ينأى بها عن التوثيق ليصوغ من تفاصيلها شريطا روائيا، وله في هذا المجال خبرة منذ شريط “البارونات”، رغم حداثة سنّه، ويصور أولئك الشباب في لحظات عزمهم وفتورهم، وفي أوقات اندفاعهم وتردّدهم، مثلما يصوّر العلاقات الإنسانية التي نشأت بين أصحاب الفكرة ومن التحق بهم في الطريق إلى باريس. يقول بن يادير: “لغاندي شريطه، ولمارتن لوثر كينغ شريطه، ولمالكوم إكس شريطه، والآن صار لمسيرة أبناء العرب المهاجرين أيضا شريطهم”. والجميع يلتقون في الدعوة إلى نبذ العنف والعنصرية، والعيش في سلام.

العرب اللندنية في

29.01.2014

 
 

السينمائي موفق رشدي.. غجري الحقيبة كردي الهوى

العرب/ بدل رفو  

موفق رشدي يؤكد على أن العمل الفني يجب أن يسوده الصدق ويمسّ وجدان وأحاسيس المتفرج.

بعد سنوات غربة طويلة يشدّ موفق رشدي الرحال صوب مدينته دهوك ليقدم زبدة غربته إلى طلبة المعهد، وفـي أحد أركان الغربــة كان هذا اللقاء الذي انطلق بسؤالنا حول عمله خلال مسيرته الطويلة مع مبدعين كبار أمثال المنجي بن إبراهيم وعوني كرومي والمخرج فيليب ليوريت في فيلمه السينمائي “مرحبا”، فإلى أيّ مدى تمكن من نقل خليط تجاربه مع الكبار إلى شعبه؟ فقال: “نعم، وأنا أعتز كثيرا بكوني عملت مع هؤلاء العمالقة في مجال المسرح والسينما، جميعهم يحملون هموما إنسانية في دواخلهم، حيث لم تكن اللغة عائقا بيننا، المهمّ إيصال الرسالة سواء كانت بالكردية أو العربية أو الألمانية، والكرد هم جزء من المعاناة الإنسانية، حاولنا أن نوصل ولو جزءا من هذه المعاناة للجمهور المتنوع″.

يسعى رشدي كغيره من مثقفي المهجر إلى التعريف بالقضية الكردية للجمهور الألماني، حيث أخرج ومثل عملين مسرحيين باللغة الألمانية عن أسباب هجرة المواطن الكردي ومعاناته الدائمة، ففي “المصباح” مثل باللغة العربية دور كردي أصيب بالعمى نتيجة الضربة الكيميائية على مدينة “حلبجة”، كما مثل باللغة الكردية مسرحية “صراخ الصمت الأخرس″ للكاتب الكردي محيي الدين زنكنة عن هجرة الكرد والتأثيرات التدميرية للحرب والقتال على سلوك ونفسية الفرد، أما سينمائيا فقد قدّم فيلم “مرحبا”، الذي يجسّد ضياع المهاجر بين مطرقة السلطة في العراق وسندان الدولة التي هاجر إليها. مضيفا: “كنا دوما على اتصال مع الجمهور المتنوع، ولا أنسى فضل المرحوم عوني كرومي في لمّ شملنا، ونشاطه الدؤوب، وقتاله المستميت من أجل إنعاش المسرح في الغربة”.

ماء ودم

يتحدث فناننا متذكرا مسلسل “ماء ودم” الذي أخرجه عام 1994، والذي رغم سنوات غربته بقي عالقا في ذهن شعب دهوك، قائلا: المسلسل من تأليف الأديب صديق شرو، كان قد طرح بداية قصة واقعية اجتماعية سياسية جرت أحداثها داخل المدينة وبإمكانيات متواضعة، القصة كانت قريبة من المجتمع، واستطعنا وبجهود العاملين معي في فرقة “رباد” أن نحل أزمة مشاركة العنصر النسائي بعد تجاوز الكثير من المتاعب والإرهاصات، حيث ساهمت العديد من الأخوات والأمهات في تجسيد أدوارهن رغم أنهن كن لا ينتمين إلى الوسط الفني، قصة المسلسل كتبت بمثابة فيلم، ولكن بعد موافقة المؤلف أجريت تغييرات كثيرة، ووزعته إلى 7 حلقات جعلت لها نهايات، كانت معنا كاميرا واحدة يحملها المصوّر المبدع عصمت سعدالله، ولكونها كانت كاميرا وحيدة فقد صورنا المشاهد بالطريقة السينمائية”. معتبرا أن العمل الفني الناجح أساسه الصدق، حينها، فقط، يصل إلى الجمهور بطريقة فنية جذابة.

حول أسباب توجهه مؤخرا إلى أثار الكتاب الأسبان أمثال سرفنتاس ولوركا لتقديم أعماله المسرحية بالرغم من أنه كردي، نهل من الثقافة العربية والألمانية؟ يقول رشدي: “الفن والأدب بشكل عام والمسرح بشكل خاص رسالة إنسانية وموروث إنساني، ورغم اختلاف الأقوام والأساليب والأشكال ستبقى المضامين واحدة على مرّ الأزمنة والعصور، وما يمرّ أو يصاب به الإنسان الغربي أو الشرقي، يمكن أن يمرّ به الإنسان الكردي أيضا، وما على الفنان إلا أن يبحث عن كيفية إسقاط هذا الموضوع أو ذاك على عمله، وكيفية إيجاد طرق المعالجة له، وما طرحناه من موضوع في مسرحية “الطلاق” لسرفنتاس يلخص تلك الآفة الاجتماعية العالمية التي تشرذم العائلة، حيث كانت من إخراج الشاب عادل عبدالمجيد وكنت ممثلا فيها”.

أدب عالمي

أما عن مسرحية لوركا “بيت برناردا ألبا” التي أعدّها وأخرجها فناننا، ففيها طرح لفكرة المرأة بكافة تطلعاتها ومكبوتاتها، بين خضوعها وتمرّدها، وبين ممارسة القسوة عليها من قبل الرجل ومن قبل المرأة نفسها على نفسها، مشيرا في هذا الخصوص إلى أن المسرحية حققت إنجازا غير مسبوق في المسرح الكردي، والمتمثل في مشاركة عدد كبير من الممثلات وطالبات قسم الفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة، حيث فاق عددهن الـ24 ممثلة، يستطرد قائلا: “أنا أشجع النص الكردي والكاتب الكردي، ولكن لا بأس لو رأينا كاتبا أجنبيا يعبّر عن مكنوناتنا سواء كان معاصرا أو قديما”.

يختم رشدي مجيبا عن مدى رضاه بما قدّمه لشعبه وبلده، قائلا: “إن ما نقدمه أو ما قدمناه لشعبنا وأرضنا، هو جزء من واجبنا، إذ لم أنتظر يوما مكافأة مادية بقدر ما يفرحني رضا وتفاعل الجمهور مع ما نقدّمه خاصة في الظروف الصعبة التي مرّ بها شعبنا”، في الجزء الثاني من المعادلة يرى رشدي أنه آن الأوان بأن يطالب الفنان بحقوقه طالما أنّ جميع الإمكانيات متوفرة، مبررا ذلك بقوله: “خاصة الفنان الذي لا يملك مصدر عيش سوى إبداعه وعطائه الفني، عملت أكثر من 35 سنة في المجال الفني إلى حدّ الآن، ورغم ذلك لا أستطيع أن أبني غرفة لي أو لعائلتي المكونة من 6 أنفار، للأسف العلاقات الشخصية والتحزب والواسطة تلعب دورا كبيرا في هذا الباب”.

العرب اللندنية في

28.01.2014

 

فى تونس مرة أخرى

محمد خان

29/1/2014 6:37 ص

تعرفت عليه أول مرة فى إحدى دورات مهرجان قرطاج السينمائى يحتسى القهوة فى كل صباح بكافيتريا فندق «الإنترناشيونال» الذى أقطنه، بينما كان يقيم فى فندق «إفريقيا» عبر الشارع ويوقع حسابه برقم غرفة لا يقطنها.

أعترف أن جرأته أثارتنى ورأيت فيه أنسب من يكتب سيناريو الفيلم الذى كان يشغلنى حينذاك «كليفتى» (كليفتى هو وصف مشتق من اليونانى «كليبتو» أى لص صغير أو نصاب وأصل عنوان مرض السرقة «كليبتومينيا»). كان لهذا الشخص فيلم جيد من تأليفه مشترك فى مسابقة ذلك العام، أبدى اهتمامه وتشجع لفكرتى، إلا أنه فى ما بعد بالقاهرة قرر أنه يُفضل أن يكتب سيناريو آخر مبنيا على فكرة من تأليفه، وتدريجيا استطاع أن يسحب منى مبالغ مالية كعرابين لجُهده الذى توقف بعد ١٨ صفحة فقط سلمها لى مُدعيًا أنها مقابل ما قبضه، وأنه فجأة فقد حماسه نحو فكرته أو أى فكرة أخرى، فتذكرت فهلوة القهوة فى تونس وأيقنت أنه كليفتى بحق وحقيقى.

لم تكن زياراتى المتعددة لتونس تنحصر فقط على حضور دورات مهرجان قرطاج الذى تميز باهتماماته بالسينما الإفريقية إلى جانب العربية، فقد أتاح لى فرص مشاهدة بعض هذه الأفلام -دور تبناه حديثا فى مصر مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية- بل هناك أيضا قمت بطبع النسخة الأولى لفيلمى «أحلام هند وكاميليا» بمختبرها فى «غمّرت» على مشارف تونس العاصمة، وقد اشتركت بهذا الفيلم خارج المسابقة بإحدى دورات قرطاج حين رفضت التنافس مع «يوم مر يوم حلو» لرفيقى خيرى بشارة الذى كان فى المسابقة الرسمية، ولا أنسى زيارة خاصة لتونس حين تمت استضافتنا أنا والمخرج رضوان الكاشف -رحمه الله- للظهور فى برنامج تليفزيونى عن السينما أداره الناقد السينمائى خميس خياطى.

آخر كلمة بخصوص «كليفتى»، ففى جنازة الفنانة العزيزة سعاد حسنى، وبعد أن غادر نعشها من أمام جامع مصطفى محمود، حيث أقيمت الصلاة على جثمانها الطاهر -كان لهذا الموقع دور متأرجح بين مناصرى ومُعادى ثورة ٢٥ يناير- تعرفت لأول مرة على محمد ناصر (شاعر وأديب) الذى رافقنا أنا وزميلى خيرى بشارة والمخرج السورى محمد ملص ومدير التصوير طارق التلمسانى، لنحتسى القهوة بأحد كافيتريات حى المهندسين، ودار بيننا حديث فى الطريق لا أعرف ما دفعنى فى أثنائه إلى أن أطرح فكرة «كليفتى» عليه التى أثارت انتباهه ولاحقًا حماسه لخوض تجربة كتابة السيناريو الذى أصبح فى ما بعد فيلما بحق وحقيقى، وكأن سعاد هى التى أنارت الطريق لتحقيق هذا الحلم قبل أن تودعنا إلى الأبد. 

فى تونس

محمد خان

نشر: 22/1/2014 7:16 ص

علاقتى بتونس مليئة بالذكريات الطيبة، فمن مهرجان قرطاج السينمائى حصلت على أول جائزة دولية (الفضية عن فيلم «خرج ولم يعد» ١٩٨٤)، ومن تونس الدولة حصلت على أول وسام للاستحقاق الوطنى فى ميدان الثقافة، الصف الثالث، ١٩٩٨ (سنتان قبل حصولى من بلدى على وسام الجمهورية فى العلوم والفنون الطبقة الأولى- ٢٠٠١ ).

بمناسبة جائزة «خرج ولم يعد» حصل أيضا الفنان يحيى الفخرانى على جائزة أحسن ممثل عن دوره فى الفيلم، وأتذكر فى الليلة السابقة للحفل الختامى وإعلان الجوائز تلميح الفنان نور الشريف عضو لجنة التحكيم بأن هناك خبرا حلوا فى انتظارى، فى الصباح يبدو أن النتائج كلها قد تسربت قبل إعلانها رسميا، وتأكدت من فوزى، إلى جانب وصول أخبار رحيل المخرج فرانسواز تروفو أحد مخرجى الموجة الجديدة فى فرنسا. عادة يستضيف المهرجان ضيوفه فى فندقين «إفريقيا والإنترناشيونال» فى شارع الحبيب بورقيبة تفصلهما الحديقة الطولية التى شهدت فى ما بعد انطلاق الثورة التونسية، التى أشعلتها شرارة بو عزيزى، وتجمهر الآلاف ينادون بإسقاط النظام. قابلت فى ذلك الصباح وأنا أعبر الشارع من فندق «الإنترناشيونال» فى طريقى إلى فندق «إفريقيا» المخرج توفيق صالح الذى استوقفنى ونصحنى بتجنب دخول الفندق، حيث يبدو أن هناك حالة غضب من فريق فيلم «حتى لا يطير الدخان» المشترك فى المسابقة الرسمية «على رأسهم بطل الفيلم عادل إمام» لاستيائهم الشديد بعد اكتشافهم عدم حصول الفيلم على أى جوائز. فى المساء وأنا فى طريقى إلى السينما، حيث أقيم حفل الختام، لمحت جاكت بليزر «جاكت عادة لونه أزرق داكن بزراير نحاسية تليق بكل المناسبات» بفاترينة أحد المحلات فى الممر المؤدى إلى السينما، فقررت شراءه وارتداءه فوق ملابسى الكاجوال لأصعد به على المسرح أستلم الجائزة مع صفير الشباب المُعادى للسينما المصرية، الذين واجههم بعنف الناقد سامى السلامونى فى ندوة الفيلم اليوم التالى يؤنبهم ويلقنهم درسا فى تاريخ السينما المصرية ودورها الثقافى فى العالم العربى. فى هذه الدورة أيضا التقيت أنا وسامى المخرج الإيطالى مايكل أنجلو أنطونيونى، فى ردهة فندق «إفريقيا» وذكّرت المخرج -الذى حولت أفلامه بوصلة تطلعاتى من الهندسة إلى السينما- بمقولة منسوبة إليه فى إحدى مقابلاته الصحفية أن «كل مخرج فى الواقع يخرج فيلما واحدا فى حياته يكرره بشكل أو بآخر فى بقية أفلامه». كان رد أنطونيونى اللبق والساخر «إذا كان شاطرا، فهو يُخرج فيلمين فى حياته». 

مهووس سينما

محمد خان

15/1/2014 2:47 ص

«سينيفل» (cinefile) هو مرض عصرى يعانى منه كثيرون أمثالى، وهو لا يمت بصلة إلى مرض «الفيل» الذى يسبب تضخما فى القدم ليشبه قدم الفيل، وأتذكر أيام الصبا فى حى غمرة/ السكاكينى، بياع العيش البلدى الأصيل أبو ردة، الذى كان يمر بالمنازل ويطرق باب شقة شقة، أتعجب من أقدامه المصابة بالمرض، لكن «السينيفل» الذى أعانيه هو مرض آخر قد ينطق اسمه المغيبون سينمائيا بسن الفيل (على فكرة ده كان اسم ضاحية من ضواحى بيروت حيث استوديو بعلبك بالستينيات الذى لم يعد)، ربما تلاحظون أن التفرع والتطرق إلى أى موضوع يمس السينما هو من ضمن أعراض مرض «السينيفل»، وهى تسمية فرنسية المنبع ودولية التداول، يعنى بالبلدى مهووس سينما. هذا الوصف كلما وُجِّه نحوى بنبرة سُبة استقبلته كمديح، وأعادنى فورا إلى مقولة يوسف وهبى الشهيرة مع تعديل جذرى «إن الحياة لفيلم كبير». فـ«السينيفل» يا حضرات حياته صبحا وظهرا ومساء ونوما سينما فى سينما فى سينما. «السينيفل» حين يلتقى «سينيفل» آخر، أول حديث بينهما هو «إيه آخر فيلم شفته؟» أو «شفت الفيلم الفلان؟» يليها تبادل آراء نحو الفيلم وأفلام أخرى، ثم ذكريات أفلام سابقة عبر السنين، وبالطبع حسب أعمارهم. أنا أعرف «سينيفل» يتذكر العبارات الدعائية على أفيشات الأفلام، وآخر متخصص فى أفلام الويسترن «الكاوبوى»، وهناك إذا اختبرته وذكرت فيلما، ففورا يذكر مخرجه وأبطاله، و«السينيفل» المخضرم سيذكر سنة عرضه ودار السينما الذى عرض به، هذا قبل أن يُصاب بمرض الزهايمر، وقبل ظهور قواميس الأفلام المفهرسة يستطيع أن يسرد فيلموجرافية المخرج بالكامل، وإذا نسى فيلما من أفلامه يسرع «السينيفل» المخضرم الآخر بتصحيحه فى زمن الفيديوهات تليها الدفيديهات.

أصاب «السينيفل» بلوة جديدة ومكلفة فى حياته ألا وهى مكتبته السينمائية التى تتضخم يوما بعد الآخر، يجمع من شتى المصادر سواء الرسمية أو المقرصنة الأفلام التى أحَبها فى شبابه.

وأصبحت متاحة إلى جانب أحدث الأفلام، وهنا تأتى بمساهمة «السينيفل» الآخر ذى المعرفة بالتكنولوجيا الحديثة وفن «الداونلودنج». باختصار معضم السينيفلين مع ارتفاع ثمن تذاكر السينما والديفيديهات يتقبل الأفلام المقرصنة بلا أى تأنيب ضمير بل كحق شرعى مباح لعشيرته قَوم «السينيفل».

وإذا سألتنى هل مرض «السينيفل» مُعدٍّ، فالجواب هو مثل مرض التدخين «سيجارن»، ولكن الخطورة ليست على القلب قدر ما هى خطورة على العقل الذى يتحول إلى كمبيوتر أفلام متنقل قد يصاب بفيروس قاتل وهو النسيان وزوال الهوس الذى تمتع به كل حياته. 

حدوتة جَنين

محمد خان

8/1/2014 5:04 ص

رقص معها قبل أن يولد رقصة انتصار، وعاش داخلها عالم ومواقف وأحداث، تألم كلما تألمت وابتهج كلما ابتهجت، وأيقن ما استطاع إيقانه أنه حين تستقبله الدنيا سيفهم ما انتابه هو وأمه من أفعال. هذه هى حدوتة هذا الجنين الذى تكوَّن فى لحظة حب لم تخطر على البال، بينما أمه تعيش دورا آخر فى حدوتة أخرى مصيرها أن تنكشف أمام الجميع ليحملها شعاع نور عبر فراغ مظلم، لتسطع على سطح فراغ آخر. على الشاشة ينمو داخلها وهى تعمل وهى تعشق، وحين يُصد الباب فى وجهها لتواجه عالما لا يعرف الرحمة فى مدينة تثور وتطالب بالعدالة.

ربما قد يسمع هتافات ما يدور حوله ولكنه لا يراه، فهو فى انتظار حريته فى اليوم الموعود. دعونى أفك لُغزه وإن كان فى اللُغز حِكمة تجده فى لغز آخر عشناه «إيه اللى يعدى البحر ومايتبلش؟»، سوى الجنين وأمه تسبح مع رفقائها فى رحلة تجمعها بمن ستحبه ومن سيخذلها فى ما بعد. هو يعلم أن الوقت لم يحن بعد حتى يدافع عنها ضد الشك الذى يحوم حولها فى الخيال، وأنها هى التى سوف تحميه فى الواقع. دقات قلبها فى شهور حبسه الأخيرة تتناغم مع دقات قلبه وهو يشعر بالتوتر الذى يلاحقها، وهى تتابع ذاتها المجسمة بأنفاس لاهثة، وهى تتحرك فى المساحة العريضة المتاحة بينما تتابعها فى نفس الوقت بترقب عيون أخرى تبرق فى الظلام، فهى ليست هى، بل الأخرى فى الحدوتة الأخرى تعيش حياة مؤلفة خصيصا حتى تقوم بتشخيصها أمام الجميع، بينما هو متشبث بداخلها واقعا وخيالا. لاحقا فى الختام أعلنوا عن اسمها فلم تسمعه فى بادئ الأمر، حتى لمحت فرحة من بجوارها يمينا ويسارا، تؤكد أنها هى المطلوبة فتقفز واقفة وتسرع بخطواتها تهبط الدرجات وجنينها يهتز ويشارك فرحتها، ويكاد يشق طريقه إلى النور، لولا الحواجز التى تمنعه وتطالبه بالصبر والتأنى، ولولا ضيق حيز المكان الذى يُقيد حركة يديه لشارك أيضا التصفيق الحار الذى يسمعه، بينما أمه تتسلم ما منحوه لها من تقدير، وهى تقف منحنية بامتنان لمعجبيها ومنافسيها وصناع حدوتتها، تعيش بانتعاش لحظة انتصارها التى ستحكيها فى ما بعد لهذا الجنين المحظوظ داخلها. هى تعلم أن خبر فوزها سينتشر عبر الأقمار، وأن عودتها إلى وطنها سيُفرش بالورود، وأنه اقترب وقت خروج الجنين واحتوائه فى أحضانها، متناسية مؤقتا الواقع والأحداث المضطربة التى يمر بها وطنها، ولكنها متشبثة بالأمل والحياة الحلوة التى فى الطريق، والتى ستعيشها مع طفلها الذى اختارت أن تسميه «سليم». 

 

صحافة حضانة

محمد خان

1/1/2014 5:27 ص

س : إيه شعورك بعد ما خدت الجايزة؟

بالذمة ده سؤال.. طب أجاوب أقول إيه غير إنى فرحان وفخور، إلا إذا كان صاحب السؤال الساذج ده متوقع منى رد تانى. هيه دى المشكلة لما السؤال جوابه تحصيل حاصل قبل ما يترد عليه، وده اللى باسمِّيه صحافة حضانة. الأسئلة من النوع ده كتيرة، ولو كنت ماخدتش جايزة: هل السؤال حيكون «إيه شعورك لما ماخدتش جايزة؟ الحقيقة أنه رغم أنى مابحبش أعمم ولا أبالغ إنما النوعية دى من الأسئلة الجاهزة هيه سلاح كتير من خريجى الحضانة الصحفية. الصحفى من دول كل اللى عاوزه إنه يملا ورق وخلاص، والمصيبة لما يلجأ للتليفون فى لحظة غير مناسبة، فهو فى معظم الأوقات مابيهموش ومش عارف اللى بيسأله ده لما اتصل بيه كان بيعمل إيه فى بيته ولا فى مكتبه ولا فى عربيته ولا فى كافيتريا ولا ماشى فى الشارع ولا لوحده أو معاه حد! الصحفى من دول مابيهموش إلا إنه يعبى ورق أو شرايط وبيتزنق مع الردود المختصرة ويمط فى أسئلته على أمل المزيد من الأجوبة. المصيبة دايما فى الأسئلة نفسها اللى غالبا متفبركة فى لحظتها وفورا بيتفضح، لأنه فى أغلب الأحوال مش مذاكر اللى بيسأله. أنا عاملها قاعدة بعد الساعة عشرة مساء، أنا غلطت ورفعت السماعة لنمرة ماعرفهاش وطلع خريج حضانة (باعرفهم من أول جملة) بأسأله الساعة كام؟ هوه مابيفهمش اللى ورا السؤال بس بيكتشف الجواب قبل ما حتى يقول الساعه كام، أصل أنا من أصحاب النوم البدرى والصحيان البدرى، متعود على كده من أيام المدرسة لما كنت بافضل أذاكر مع شقشقة النهار لما المخ يبقى طازة وجاهز لأى معلومات.

نفس الحدوتة مع الأفلام فدايما بأفضل الأوردرات البدرى. أفلامى نفسها بتشهد بكده، مشهد النهاية فى «ضربة شمس» ولا افتتاح «خرج ولم يعد» أو «مشوار عمر» وغالبا مافيش فيلم من غير مشهد أو لقطة الصبح بدرى، وتلاقينى فى كل مدينة أزورها أستمتع بمراقبة سكانها رايحين الشغل أو تلامذتها رايحين مدارسهم، بداية يوم جديد فى حياتهم وحياتى. ده مش معناه مسموح للصحفى النشيط اللى زيى إنه يتصل ويهرينى أسألة تنسينى طعم طبق الفول بالزيت الحار والكمون والخيار المخلل مع قرن الفلفل والبصل الأخضر.. كده مزاجى حيتعكر.. وإوعى يسألنى عملت إيه فى ليلة رأس السنة؟! الحقيقة مش حقدر أجاوب على السؤال ده وبالذات السنة دى وأنا مش دريان إحنا رايحين على فين!

كل سنة أنتم طيبون.

التحرير المصرية في

01.01.2014

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)