كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

فيلم جائزة الأقصر: رقصة الحرية

الأقصر- رامي عبد الرازق

 

الأقصر..دورة جديدة

عقب تأخر ثلاثة أشهر عن موعده الأصلي انطلقت في الفترة من 19 وحتى 25 يناير فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوربية وذلك بمشاركة 11 فيلم روائي طويل و23 فيلم روائي قصير وبعرض عالمي أول للفيلم المصري"لامؤاخذة"إخراج عمرو سلامة وعرض أول في مصر لفيلم"فتاة المصنع"للمخرج محمد خان والذي سبق وان شهد عرضه الأول في منطقة الشرق الأوسط حصوله على جائزة أحسن ممثلة للمصرية ياسمين رئيس.

اصرار مؤسسة نون للثقافة والفنون المنظمة للمهرجان على اقامة الدورة رغم كل حساسية الوضع السياسي في مصر والمزاج البيروقراطي العام الذي يحكم علاقة الدولة بالمهرجانات السينمائية خاصة فيما يتعلق بدعم المهرجانات وتوفير المساعدات اللوجستية الازمة لتنظيمها يعكس أهتمام حقيقي من قبل المؤسسة والمهرجان بالشأن السينمائي، والأيمان بفكرة أن المهرجانات السينمائية ليست ترفا تستحقه الدول التي تملك الوقت والثقافة والذائقة ولكنها بالأساس جزء من محاولة بث كهرباء الوعي واستفزار الوجدان الفردي والجمعي على حد سواء بالنسبة لأي جمهور، خاصة الجماهير التي تعاني من ضحالة الصلة بينها وبين السينما مثل جمهور مدينة الأقصر التي تحتوي على ثلث اثار العالم القديم لكنها لا تحتوي سوى على دار عرض سينمائية واحدة لا يدخلها أحد.

اوروبا هنا..والان

تعكس الافلام الاوربية العشرة المشاركة في الدورة الثانية لمهرجان الأقصر مشهدية عالية لطبيعة الازمات السياسية والحضارية والأنسانية التي تعيشها القارة الباردة خلال مرحلة مفصلية من تاريخ العالم، ليس فقط لكونها أفلام حديثة الأنتاج حيث أن تسعة افلام منها إنتاج 2013 ولكن لانها عبر الموضوعات والأفكار والشخصيات والحبكات الدرامية والصراعات المعلنة والباطنية تمثل تشريح عالي الجودة للمجتمع الأوربي عبر وحدته الأولية وهي الأسرة، حتى تلك التي تعود بالزمن قليلا إلى الوراء تظل فيها الكاميرا مخلصة للحاضر بتفاصيله الوجدانية والفكرية، فالحاضر شئنا أم ابينا هو ابن الماضي على تعدد ازمنته.

أن اسرة المراسلة التليفزيونية الفرنسية في فيلم"عصر الذعر"للمخرجة جوستين تريه والتي تعاني من تفكك رهيب يصل لدرجة عبثية في النهاية من الوصول إلا ان هذا المجتمع يحتاج إلى اعادة صياغة انسانية من جديد وليس سياسية او اجتماعية فقط هذه الأسرة نرى وجهها الأخر في اسرة ايلا في الفيلم السلوفاكي"معجزة"حيث يدفعها موقف امها ورغبة اخيها في التخلص منها إلى القاء نفسها في احضان عشيق مدمن تفشل معه في تحقيق حلمها بأن تصبح مصففة شعر في لندن وينتهي بها الحال إلى ان يبيعها ضمن أحد شبكات الرقيق الأبيض.
في حين تواجه اسرة كوستاس في فيلم المخرج اليوناني يورجوس تسيمبيروبولوس"العدو في الداخل" معضلة وجودية رهيبة تتمثل في مواجهة حادث عنيف يدفع الأب المؤمن بكل ما هو تقدمي وانساني وحضاري للتحول إلى رجل من العصور التي كان ينتقم الأنسان فيها لنفسه بنفسه بعيدا عن اي قوانين أو اعراف حاكمة وذلك بعد تعرض منزل اسرته لهجوم من مجموعة لصوص واغتصاب ابنته.

بينما في الفيلم النرويجي"شبه رجل"للمخرج الشاب مارتن لوند نطالع ازمة هنريك الرجل الذي استيقظ ذات يوم فوجد نفسه في الخامسة والثلاثين من العمر ولديه حبيبة تحمل طفله ووظيفة جديدة ومنزل جيد لكنه لا يزال يشعر من داخله أن قطار الحياة الحلوة فاته وان ايام شبابه راحت هدرا فتبدأ سلوكياته في النقوص نحو افكار وسلوكيات مراحل الطفولة والمراهقة كأنه يحاول اجبار عجلة الزمن على التوقف فيزداد فشله في تكوين اسرة ناجحة لكنه في النهاية يتحرر من وطأة المادية والجمودية التي تحكم المجتمع ويكتشف أننا يمكن أن نظل شبابا طالما كنا احرار في اختيار الشكل والطبيعة التي تسير عليها حياتنا بأرادتنا الحرة ودون تنميط أو تأطير من المجتمع والناس.

وفي الفيلم الروماني"روكسانا"للمخرج فالنتين هوتيا يقدم لنا المخرج تشريح رائع لعائلة رومانية تشكلت خلال سياقات الماضي بشكل شديد الشذوذ حيث يكتشف بطل الفيلم أن لديه ولد من حبيبته السابقة"روكسانا"والتي تزوجت من صديقه قبل عشرين عاما ويجاهد كي يدفعها للأعتراف بأبوته والتقرب من الشاب لكنه يكتشف في النهاية أن اعلان السر سوف يؤدي إلى تحطم الشاب رمز المستقبل وان علينا في وقت ما أن نتجاهل اخطاء الماضي ومعطاياته الشاذة من أجل أن يستقيم سير المستقبل بشكل سوي لأنه ليست كل خطايا الأباء يجب أن يدفع ثمنها الأبناء

ان روكسانا هي صورة عن رومانيا الحديثة- وربما اوروبا الشرقية كلها- بعد تفكك المعسكر الشيوعي والرغبة في أن يصبح الماضي بعيدا بحق ولا يعود المجتمع مهوسا به للدرجة التي تفتت الأمل في أن يحصل المستقبل على تحققه الواجب.

أيكا وناتيا 

في المشهد الأول من فيلم in bloom /عنفوان الشباب نطالع ايكا الفتاة الجورجية ذات الأربعة عشر ربيعا وهي تركب حافلة في طريقها إلى البيت وفي المشهد الاخير تركب ايكا نفس الحافلة للذهاب إلى السجن لكي ترى والدها المعتقل هناك، ولكن شتان ما بين ايكا التي نزلت من الحافلة في البداية وايكا التي نزلت منها في نهاية الفيلم لقد تغيرت كليا بعد أن صارت شاهدة عيان للكثير من الأزمات التي تبدو اكثر مما يحتمل وجدانها الغض.

في المشهد الثاني من الفيلم تذهب ايكا لشراء الخبز الذي يتكاثر عليه الجميع فيما يشير بشكل صريح إلى ازمة اقتصادية طاحنة تمر بها البلاد في هذا الوقت وتحديدا ديسمبر 1992 عقب انهيار الأتحاد السوفيتي وتفكك الجمهوريات واشتعال فتيل الحرب الاهلية في دول اوروبا الشرقية والبلقان.

مشهد واحد للمخبز في البداية يشير لنا إلى الوضع الأقتصادي للبلاد والحالة العامة التي اصبح عليها الشعب من تبلد ولامبالاة لأن البحث عن لقمة العيش معناه ان اشياء كثيرة وانسانية يتم هرسها دون اكتراث(لأن وجع القلب ولا وجع البطن)على حد قول المثل العربي.

وفي الثلث الأخير من الفيلم نطالع مشهد أخر للمخبز بنفس الزحام ولكن يأتي اثنان من الجنود يجتازون الصفوف ويحصلون على نصيب كبير من الخبز دون احترام للصف أو العجائز والامهات الذين يقفون فيه ويصمت البعض ويعترض أخرين ولكن اللقطة تكون قد ادت غرضها، انه الجيش الحاكم ولا أحد يستطيع ان يعترض عليه فالحرب الاهلية دائرة في اقليم ابخازيا وخزائن السوفيت نضبت ولم تعد موسكو تحكم بل العسكر.

هاذين المشهد تحديدا للمخبز هما ما يحددان مبرر الامبالاة والبرود والضعف الذي يواجه بهم أهل المدينة عملية اختطاف ناتيا صديقة ايكا من امام المخبز من قبل أحد جيرانها الذي يريد أن يتزوجها بالقوة.

لا أحد يتحرك أو يحرك ساكنا بينما الكادر الواسع يشير إلى وجود المخبز والطوابير طوال الوقت شاهدة على عملية الأختطاف ولكن لا أحد يريد أن يترك مكانه في الطابور لانقاذ الفتاة، تمام كما نرى في مشاهد مطاردة زوج ناتيا كوبو-وهو نفسه الذي اختطفها ليتزوجها بالقوة- لشاب أخر يعلم جيدا أنه حبيب ناتيا زوجته وانه استغل غيابه في موسكو لكي يجبرها على الزواج منه.

ان لقطات المطاردة في الشوارع لا تنتهي بمجرد أن يختفي الحبيب المطارد والمطاردون من شلة كوبو بل تستمر لثوان كي ترينا كي أن الجميع يبدو غير مبال ولا مهتم بما يحدث فالكل في حاله مهموم بمشاكله ومستقبله الغامض.

بل أن ايكا عندما تصرخ في طابور الخبز وتشتم اكل من يقف فيه لأن أحدهم لم يتحرك لكي ينقذ ناتيا من الاختطاف يهبط أحد الرجال ويقوم بلكمها كي تصمت فلا أحد يريد أن يذكره الأخرون بوضعه البائس وانعدام النخوة والانسانية لديه حتى يصبح مكانه في طابور الخبز اهم من انقاذ فتاة صغيرة تستنجد بهم.

سيرة الأب الغائب

كتب الفيلم السيناريست الشابة نانا ايكفيتميشفيلي وأخرجته بالتعاون مع المخرج الشاب سيمون غروس واشترك الأثنان في إنتاجه، ومن هنا نستطيع أن نتبين لماذا يبدو ثمة اتساق عضوي وبنائي كامل ما بين الصورة والدراما، صحيح أن اي عمل جيد يحتاج بشكل بديهي إلى هذا الأتساق ولكن ثمة حالة ايقاعية وبصرية استطاعت الدراما أن تفرزها في هذه التجربة المؤثرة رغم اعتمادها على تيمات ميلودرامية واضحة ومعروفة ولكنها معالجة ايقاعيا بشكل يجبر المتلقي على تأمل الشخصيات والتفاصيل والأحداث بما يراكم بداخله فهما شعوريا لما يحدث حتى ولو لم يكن على دراية بتاريخ جورجيا في ذلك الوقت

أن ايكا تعاني من غياب الأب على المستوى المعنوي والشعوري فأمها تعمل ليل نهار كموظفة واختها مراهقة تافهة تحادث الشباب في الهاتف وتقضي وقتها في تدخين السجائر ولكن ايكا هي وحدها التي تستشعر أن ثمة فراغ مادي ووجداني ضخم خلفه غياب الأب حتى انها تتسلل إلى حجرة امها وتخرج صندوق الذكريات الصغير الذي يحتوي على بقاياه حيث رسائله التي كتبها من السجن وعلبة السجائر التي تركها قبل القبض عليه وبها سيجارة واحدة فقط.

فيما بعد وخلال تتابع الأحداث سوف تعرف امها بأمر هذا التسلل وسوف تعطي ايكا عنوان مراسلات ابيها في السجن ثم ستطلب منها في مشهد أخر ان تذهب معهم لزيارته ولكن ايكا سوف ترفض مراسلة الأب او زيارته فهل هذا موقف متناقض؟

الاجابة هي لا بالطبع بل هو تأكيد درامي وفكري كامل على رغبة ايكا أن يكون الأب موجود معنويا وشعوريا وليس ماديا فقط في مكان ما، فهي في تلك المرحلة من حياتها ومع كل ما تعانيه من وحدة ومشاعر حائرة واسئلة حياتيه كثيرة تحتاج إلى الأب كي يوجهها ويشير لها على الطريق أو على الأقل يبرز لها العلامات التي يمكن أن تسير عليها في هذه الحياة.

الأب هنا هو القائد الغائب، هو الموجة، بل أننا لوهلة نشعر أننا امام حالة نوستالجيا تخص الحنين إلى ايام الأتحاد السوفيتي الذي انهارت الجمهوريات من بعده، وصار وضعها الأقتصادي والسياسي في فوضى عارمة.

ولكن في الحقيقة فأن سياق الاحداث لا يبقى على سيرة أب واحد فقط بل أننا نرى أكثر من أب خلال التفاصيل الدرامية، فوالد ناتيا في المقابل شخص سكير لا يكف عن الشجار مع أمها، بل أن مشاهد شقة ناتيا الصغيرة والتي نتعرف من خلالها على اسرتها تأتي من خلال لقطات طويلة مصورة بأسلوب اللقطة الواحدة"وان شوت" بينما الكاميرا ثابتة على ناتيا في حين ينفجر الحيز الضيق للشقة بشجار الأب والأم الذي ينتهي دائما بتكسير اشياء من الشقة وخروج الاب لاعنا كل شئ.

أن تركيز المخرجين على ناتيا في كادر قصير طوليا أي في حجمها وهي جالسة وتثبيت الكاميرا عليها مع صمتها ومحاولاتها أن تأكل دون ان تكترث لما يحدث حولها هو من اهم مشاهد الفيلم التي تعكس مدى التفكك الأسري الذي تعيشه ومدى الأنهيار الانساني الذي اصبحت عليه اسرتها الصغيرة كواقع وحاضر لعين سوف يدفعها بلا شك إلى قبول الزواج مرغمة من كوبو الذي اختطفها رغم حبها لجارها الوسيم الذي يسافر للعمل والدراسة في موسكو.

مرة أخرى تبدو موسكو بكل ما تمثلة من مجد السوفيت وحكمهم هي الحاضر الغائب تماما كالأب المسجون لأيكا وكحبيب ناديا المسافر هناك.

بل أن والد كوبو زوج ناديا نفسه يبدو أحد وجوه الأب الغائب ايضا فهو شخص قليل الحيلة لا يستطيع أن يواجه المشاكل ما بين كنته وزوجته، وفي مشهد يعتبر مكملا لمشهد شجار والدا  ناتيا في منزلها يعاد نفس السياق بين حماها وحماتها بنفس اللقطة الطويلة والكادر القصير والتركيز عليها في منتصف اللقطة بينما نسمع من خارج الكادر اصوات الشجار وكأنها انتقلت من جحيم لجحيم فالحل لم يكن في زواج مبكر وترك للدراسة استجابة لقهر ذكوري أو هروبا من فشل عائلي

أن الفيلم في مستوى من مستوياته الدرامية والبصرية يعتمد بشكل كلي على لعبة التقابلات ما بين مشهد وأخر ولكن في سياق ناضج لا يتبع المشاهد ببعضها ولكنه يصنع لها نفس الشخصية البصرية والأيقاعية بأستخدام نفس الزوايا والأحجام وطول اللقطات من أجل أن يذكرنا في كل مشهد بمشهد أخر ليصنع كلاهما التقابل الدرامي المطلوب من أجل تأكيد المعنى وابرازه.
رقصة الحرية

في كل مشاهد ايكا نراها لا تضحك او تبتسم، في اللقطات القريبة يبدو الصراع فائرا في عينيها الصامتتين، وجهها الشمعي الرقيق يخفي خلفه كل حيرة الحياة والبحث عن الذات والمستقبل الغامض، ولكنها في حفل زفاق ناتيا على كوبو تقرر أن تقهر كل الخوف والخجل والألم والحيرة الذي يعشش بداخلها، لقد رأت ناتيا وهي تخطف من امامها وتوافق على زوج لا تحبه لأنها استسلمت، وفي الحقيقة فأن كل من ناتيا وإيكا يبدوان من خلال اغلب المشاهد التي تجمعهم خاصة في نزهاتهم الخاصة أو في ذهابهم وايابهم من المدرسة أقرب لشخص واحد أي انهم شخصية درامية ذات وجهين كل منهم تمثل جانبا من شريحة الشباب الذي شب في ظروف سياسية واجتماعية مغايرة عن الأجيال التي سبقته وهو تقريبا نفس جيل مخرجا الفيلم.

ولكن في لحظة ما بينما تستلم ناتيا للزواج القهري من كوبو تقرر ايكا الانفصال عنها والتحرر من كل ألم وخوف، وفي الماستر سين الأساسي بالفيلم وعبر وان شوت طويل ترقص ايكا رقصة شعبية جورجية كاسرة كل حواجز الخجل وكأنها رقصة الحرية التي تسعى عليها بعيدا عن مقدرات واقع كئيب ومحبط والأمل في أن يكون لها مستقبل أفضل مع شاب تحبه وفي سياق أجتماعي واسري مختلف عما عاشته في مراهقتها الخائبة.

هذه الرقصة الجميلة سوف تساعد ايكا فيما بعد في منع ناتيا من قتل زوجها بعد أن يقوم هو شلته بقتل حبيبها بلا ذنب اللهم الا الغيرة بنفس المسدس الذي اعطاه اياه الحبيب قبل السفر إلى موسكو كي تدافع به عن نفسها في ظل ظروف الحرب الأهلية القاسية.

لقد تحررت ايكا من الخوف والان جاء دورها كي تحرر نصفها الأخر ناتيا من القهر والغضب، فأمامهم مستقبل افضل لن يكتمل لو انها قتلت زوجها الان انتقاما منه.

في المشهد قبل الأخير تذهب ايكا وناتيا إلى البحيرة حيث اعتادا ان ينفقا الوقت سويا وهو المكان الذي اعطت فيه ناتيا لأيكا المسدس لاول مرة كي تدافع به عن نفسها ضد الطفلين المتشردين اللذان يتحرشان بها، ولكنهم هذه المرة يلقيان المسدس إلى غير رجعة ويسيران متلاصقتين ككائن واحد برأسين نحو مستقبلهم المتمثل في غابة كثيفة مجهولة لكن بداخلها طريق طويل يمثل مستقبلهم القادم.

وفي المشهد الاخير حيث تنزل ايكا من الاتوبيس نكتشف أنها قررت اخيرا الذهاب للقاء الأب في السجن دون أن نراه ولكننا نرى على ملامحها الصغيرة هدوءا كاملا وكأنها استقرت اخيرا على محطة نفسية ومعنوية تكفل لها قدر كبير من الثقة والأيمان بذاتها دون الحاجة إلى احد لقد قررت اخيرا الأعتراف بالوجود المادي لأبيها في السجن لان التجربة انضجتها معنويا واشعرتها انها قادرة على الأعتماد على نفسها وعلى مواجهة واقعها دون حيرة أو خوف لقد عرفت ما تريده وبالتالي لم يعد يؤرقها غياب الأب أو وجوده في السجن ولم تعد في حاجة لتدخين السيجارة الوحيدة التي تركها كما فعلت اختها كي تعرف معنى القرب منه لقد حررتها رقصة الحرية وجعلتها قادرة على الفعل وهو ما كانت تحتاجه طوال الوقت دون ان تدري.

الجزيرة الوثائقية في

28.01.2014

 
 

»لا مؤاخذة«

حكاية طفل مسيحي فـــــــــــي مـدرســة حكوميــة

نعمــــــة اللــه حســــــــين 

في أحضان التاريخ.. وفي مدينة طيبة القديمة.. »الأقصر«.. التي تضم ثلث آثار العالم.. انطلقت دعوة الفنانين والنقاد والمثقفين المجتمعين في مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية في دورته الثانية يعلنون كامل تضامنهم.. وانضمامهم لقوي الشعب المصري التي تحارب ذلك الإرهاب الأسود بكل صوره، ويثقون في قدرة المصريين علي دحره،  مثلما انتصروا علي كل التحديات التي واجهتهم عبر تاريخهم.

كما جاء في البيان أنها ليست المرة الأولي التي تواجه فيها مصر خطر الإرهاب الأعمي والإجرامي الذي يهدر قيمة الحياة البشرية ويدمر صروح الحضارة  والمدنية بلا مبالاة أومراعاة لأي قيمة إنسانية أو وطنية أو دينية. واجهت مصر ذلك الإرهاب الأسود في عقدي الثمانينات والتسعينات وانتصرت عليه رغم الثمن  الباهظ من دماء الضحايا الأبرياء. وهي اليوم أكثر تصميما علي دحر وتحدي ذلك الإرهاب باحتشاد وتضامن كل قواها الشعبية والعسكرية والأمنية التي خرجت بالملايين في ثورتي 25 يناير و٠٣ يونيو لتعلن رفضها للاستبداد والإرهاب علي حد سواء.

»الخال« عبدالرحمن الأبنودي رئيسا شرفيا للمهرجان

هذا هو نص البيان الذي وقع عليه المشاركون في الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية.. وقد صاغ البيان أديبنا الكبير.. »بهاء طاهر«.

وكان حادث انفجار سيارة أمام مديرية أمن القاهرة والمتحف الإسلامي قد أثار أحزان وأشجان الجميع وفي نفس الوقت زادهم قوة وإيمانا لمحاربة هذا الإرهاب ومقاومته.. وفي سلاح الفن ودعمه أقوي رادع للقضاء علي العقول المغلقة علي أفكار عقيمة مسلوبة الإرادة.

إن في ضرورة إقامة المهرجانات بمختلف أنواعها ودعمها أقوي رد.. علي مايتردد من افتراء علي هذا البلد الذي سيحفظه الله ويحفظ شعبه من الذين يحاولون القضاءعليه وسلبه أمنه وسلامه.

ومن حسن الحظ أن هناك محافظين يدركون أهمية الفن والمهرجانات السينمائية ودورها الهام.. وهو ما ينطبق علي محافظ الأقصر اللواء »طارق سعد الدين« الذي قدم كل الدعم للمهرجان.. وكان حريصا علي التواجد بين ضيوف المهرجان.. ودعوتهم علي نزهة نيلية للإفطار.. واصطحاب الضيوف الأجانب في جولة سياحية وسط آثارنا الشامخة.

في هذه الدورة التي رأسها ابن الجنوب الخال »عبدالرحمن الأبنودي« »رئيسا شرفيا« والذي وجه رسالة مصورة رحب فيها بضيوف المهرجان الذين هم ضيوف مصر.. وأكد فيها أهمية وقيمة الفن.. وانعكاس ذلك علي تنشيط السياحة.

وقد كرم المهرجان في هذه الدورة الفنان المصري القدير »نور الشريف« وقد استقبله جمهور الأقصر بحفاوة شديدة وعرضت مجموعة من أجمل أفلامه.. وكان حريصا علي التواجد والمشاركة مع الجماهير.

كما تم تكريم المخرج الروسي »فلاديمير مينشوف« الذي أعرب عن سعادته بتواجده في المهرجان.. وشعوره بالأمن في مصر.. رغم كل ما يتردد في الخارج عن سوء الأحوال.. وقد رأس »مينشوف« لجنة التحكيم الدولية التي ضمت في عضويتها الفنان القدير المصري (سعيد شيمي) مدير التصوير وكلا من المنتجة الإستونية »كادي لوك«.. والمنتج البلجيكي »جاك لوران«.. والفرنسية »ليز فايول« والفنانة اليونانية »كاترينا دبداسكالو«.

وقد ضمت لجنة التحكيم جائزة »عمود الچد الذهبي« للفيلم الصربي »مهلك« للمخرج »ميلوش بوزيتش« والفضية للفيلم اليوناني »العدو بالداخل« إخراج يورجوس تسيمبيرو بولوس.

وكانت المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة أحدعشر فيلما من عشر دول من بينها مصر التي شاركت بفيلم »لا مؤاخذة« للمخرج »عمرو سلامة«.

> > >

وعلي هامش المهرجان أقيمت عدة ندوات منها السينما والتغيير السياسي والاجتماعي في مصر حضرها الأديب بهاء طاهر والناقد السينمائي علي أبو شادي والمخرج مجدي محمد علي.. والمخرجة هالة لطفي.. وقد أدار الندوة المخرج د. محمد كامل القليوبي.

كذلك ندوتان عن السينما المستقلة.. والسينما والإنتاج المشترك.

معظم أفلام المهرجان كانت تتناول هموم الإنسان البسيط.. أحلامه وآماله قبل معاناته.. مابين قسوة الحياة والألم النفسي الناتج عن عنف المجتمعات وقسوتها.. وهموم الحياة باتت هي القاسم المشترك الأعظم للأفلام رغم اختلاف جنسياتها.. وباتت الأوطان عنصرا طاردا لأبنائها الذين يبحثون عن الهجرة لدول أكثر ثراء.. بعدما انعدمت أبواب العمل في وجوه أبنائها.. وينسي الجميع أن حلم الهجرة ليس دائما ورديا.

وقد يكون مقبولا أو مفهوما أن يعاني الكبار أو الشباب من سوء أحوال أوطانهم.. لكن عندما يصل الأمر للصغار الأطفال.. فهذا ما يعصر القلب ويشعرنا بالسوء الحقيقي.

وفي الفيلم المصري »لا مؤاخذة« للمخرج الشاب »عمرو سلامة« ورغم أنه لم يحصد أي جوائز.. إلا أن الجائزة الحقيقية كانت الإعجاب الشديد واستقباله الحار من قبل الجماهير.

فيلم »لا مؤاخذة« بطولة مجموعة من الأطفال الصغار علي رأسهم »أحمد داش« و»كندة علوش«.. وهاني عادل عن سيناريو لـ عمرو سلامة وإنتاج محمدحفظي الذي أصبح أحد أعمدة إنتاج أفلام السينما المستقلة.. ومدي ما يقدمه دعم كبير لإنتاجات متميزة من الأفلام.

تكريم نور الشريف في المهرجان

»لا مؤاخذة« هو صرخة ضد التمييز ضد أي أقلية سواء طبقية ـ فئوية - دينية.. إن أبناء الوطن الواحد لا يجب أن يخضعوا لأي اعتبارات تبعد عنهم السواسية في الحقوق والواجبات.

الطفل الصغير »هاني« يعيش حياة سعيدة مع أبويه.. هو في إحدي المدارس الخاصة المرموقة.. هاني طفل متميز.. متفوق في مدرسته.. ينعم بحب والده مدير البنك ووالدته العازفة بالأوبرا.. »هاني« مسيحي يذهب بانتظام مع والده للكنيسة.. يشارك في أنشطتها.. لكن يصاب الأب بأزمة قلبية حادة يتوفي علي إثرها.. وتجد الأم نفسها مضطرة إلي أن تخرجه من المدارس الخاصة ليلتحق بمدرسة حكومية.

في هذه المدرسة يجد هاني نفسه يخفي ديانته المسيحية.. حتي لا يتعرض لأي نوع من الاضطهاد.. حتي أنه يتفوق في الإنشاد الديني ويحصل علي الجائزة الأولي »سجادة صلاة« و»مصحف«.. وعلي إثر مشاجرة بينه وبين أحد التلاميذ تذهب والدته للمدرسة.. ويكتشف الجميع أنه »مسيحي«.

الأم التي كانت مبتعدة عن الكنيسة تعود إليها من خلال ابنها.. وهي وإن كانت تسعي للهجرة إلا أن الصغير إحساسه بوطنه وبلده عال لذا وهو في هذا العمر يرفض الهجرة تماما.

إنه الصغير الذي كبر قبل الأوان.. وتعلم أن يدافع عن نفسه ويتفوق علي الجميع كي يحقق ذاته.. فليس في قاموس لغته وسلوكياته معني للاستسلام.. لأننا نحن الذين لابد أن نفرض الواقع علي الآخرين.

إن هذا الفيلم يستحق كل من شارك فيه التحية والتقدير.. لقد كان صادقا كل الصدق فيما عرضه مما يحدث في المدارس الحكومية.. وينعكس بالتالي علي سلوك الصغار.. إنهم لايحتاجون للتعليم فقط بل التربية وزيادة الوعي.. حتي لايصبحوا ذوي عاهات نفسية عند الكبر.

»لا مؤاخذة«.. يوضح كيف تكون البدايات في التفرقة الطائفية.. وكيف يتكون التطرف.. ويتعلم الناس »الجبن« في مواجهة المشكلات.

إن مصر عاشت دائما.. وستعيش إلي الأبد لا تعرف التفرقة بين أبنائها مسلمين ومسيحيين ويهودا.. فالوطن للجميع يعبدون ربهم كل حسب دينه.

> > >

في كل مرة ستتاح لي مشاهدة فيلم »فتاة المصنع« للمخرج القدير »محمد خان« لن أفوتها.. فهو فيلم يحمل متعة لا حدود لها .. وكم كان جميلا عند عرضه في »الأقصر« أن يدعو المحافظ من خلال أمينة المرأة في المحافظة أن تدعو سيدات المحافظة لمشاهدة هذا الفيلم الذي سبق وعرضناه تفصيليا في رسالة مهرجان دبي.. وقد حصل علي جائزة »الفيبرس« وجائزة أحسن ممثلة »لياسمين رئيس«.

> > >

وإذا كان »محمد خان« قدم فيلما شديد المتعة عن بنات الطبقة الفقيرة العاملات في مصانع النسيج فإن »نادين« ابنته قدمت فيلما رائعا عن حياة المهمشين في مجتمع من العشوائيات حيث لا ماء.. ولا خدمات ورغم ذلك فالحياة تسير بكل ما فيها من خير وشر.. وحيث تصبح كل الممنوعات متاحة.. وكأن العشوائيات ليست فقط في الخدمات بل في الأخلاقيات.

الفقر الشديد قد يدفع الإنسان لفعل أي شيء ليحصل علي قوت يومه ليتمكن من الحياة.. فما بالك بمن يبحث عن حياة أفضل من خلال الهجرة من موطنه والذهاب إلي بلاد الأحلام.. هذا هو حال »يانكو« بطل الفيلم الصربي »مهلك« للمخرج »ميلوش بوزيتش« الذي يعود إلي قريته الصغيرة المنعزلة بعد سنوات طويلة أمضاها »يانكو« في العاصمة.. لم يحقق فيها الكثير.. وفي عودته لقريته يعمل بشدة علي بيع قبر والده لكي يتمكن من الهجرة إلي »سويسرا.. حيث يحلم بحياة أفضل.

إن في يأس الأحياء من العيش حياة كريمة جعلهم يجورون علي الأموات يتقاسمون معهم المساحات كما يحدث في مقابرنا.. أو يبيعونها ويستثمرون أثمانها.. حتي بات الأموات »رزق« الأحياء.

آخر ساعة المصرية في

28.01.2014

 
 

مهند .. شاعر يعاني من مرض السل في فيلم أحلام الفراشة

سارقة الكتب .. تحفة سينمائية تدور أحداثها أيام حكم النازي ويرويها ملاك الموت!

ماجـــدة خـــيراللــه 

لو سألتني عن أهم عيوب السينما المصرية ، فلن أحدثك عن كل المشاكل التي قد تكون سمعت عنها أو تعرفها أكثر مني، ولكن العيب الأكثر وضوحاً، ومع ذلك فنحن لانناقشه ولانخرج عنه مطلقا، هو أن أفلامنا جميعها أو فلنقل معظمها يدور في الزمن الحالي ، ولايميل للتعامل مع الماضي " عملا بنصيحة عمرو دياب بلاش نتكلم في الماضي " ، وطبعا لاتتحدث أو تناقش ما يمكن أن يحدث في المستقبل، حيث إننا لانقدم أفلام خيال علمي أو غير علمي، لأننا وحتي هذه اللحظة وبعد مرور مائة سنة علي صناعة السينما، لم نتعرف علي إمكانياتها ولادورها وأهدافها!! بالظبط زي مايكون عندك أحدث جهاز كمبيوتر ، تقدر تسوي من خلاله الهوايل، ومع ذلك تستخدمه،  فقط لمعرفة الساعة وتاريخ اليوم!!

السينما هي آلة الزمن، حققت للإنسان حلما كان يراوده منذ نشأة الخلق، ولم يصل إليه إلا في نهاية القرن التاسع عشر، عندما تمكن الإخوان لوميير من صناعة أول كاميرا سينما، يمكنها أن تلتقط حركة البشر، علي شريط سيليولويد، يمكن إعادة مشاهدته مرات ومرات، يعني يمكنك أن تختزن اللحظة الآنية، وتستعيدها بعد ذلك بعشرات السنوات، لتعيد مشاهدة ناس فارقوا الحياة، وهم يتحركون هنا وهناك ، وقس علي ذلك قدرة السينما علي تسجيل أهم الأحداث التي تقع في أي مكان في العالم، صوتا وصورة! الزمن هو اللغز والمشكلة التي يواجهها البشر، فاللحظة التي تعيشها الآن، سوف تتحول إلي ماض ، بعد دقيقة، ولن تستطيع أن تستردها، وجوه من أحببتهم سوف تختفي من ذاكرتك بعد رحيلهم بسنوات قليلة، ولكن كاميرا السينما، يمكنها أن تحفظ لك كإنسان أجمل لحظات عمرك، وتحفظ للشعوب ذاكرتها وأحداثها المصيرية، ومع تطور صناعة السينما، تمكن المبدعون، من إعادة تقديم تاريخ الإنسانية، حتي تلك العصور التي لم نعشها، قدمتها السينما في أفلام عظيمة، لنشاهد صراع الانسان مع الطبيعة ومع غيره من الشعوب، ونهوض إمبراطوريات وسقوطها، وحروب ومعارك قرأنا عنها فقط في كتب التاريح، قادة وزعماء وفنانون وأنبياء، أعادت السينما لنا وجوههم ومسيرة حياتهم، وكأننا عشنا معهم وبينهم إلخ .

وعن طريق السينما أيضا، أصبح لدينا تصور عما يمكن أن تكون عليه صورة الحياة والبشر بعد عشرات السنين أو القرون!!

ومع ذلك.. فإن السينما المصرية لاتتعامل إلا مع اللحظة الآنية، وكأنها جريدة يومية أو برنامج توك شو، يحرص علي تقديم الأخبار الطازجة، وتحليل الحدث! فلا يمكن أن تتابع اليوم فيلما مصريا تدور أحداثه عن سنوات حكم المماليك، أو عن الحرب العالمية الثانية،  أو الفتح الإسلامي لمصر، ولا أي حقبة مرت علي هذا البلد، الذي يعود تاريخة إلي مايزيد علي سبعة آلاف سنة!

جمهور السينما عندنا والنسبة الأعظم منه من الشباب تحت الثلاثين، لايعرفون تاريخ بلادهم القريب ، ولا البعيد طبعا، ويتعاملون وكأن الحياة بدأت يوم مولدهم، لايعنيهم ماحدث قبل ذلك، ولاما يمكن أن يحدث في السنوات القادمة، كارثة هذا المجتمع ضعف ذاكرته، وجهله بالتاريخ، وقد ساهمت وسائل الثقافة بالإضافة للإعلام في ترسيخ تلك المفاهيم، بالتفريط في تراث السينما، وأهم ماقدمه مسرح الستينيات، وحتي الحفلات والبرامج التي صورت أبيض وأسود ، تبددت وتم بيعها لمن يقدر قيمة التاريخ! فأصبحنا بلدا عجوزا بلا ذاكرة، ولذلك لاتندهش من أننا نبدو وكأننا نبدأ حكايتنا من البداية ولانكملها أبدا، ونحتار أمام أسهل المشكلات التي سبق لأجدادنا أن تعاملوا معها ووصلوا فيها لحلول مدهشة! ولكننا نقف دائما علي خط البداية ولاننطلق أبدا في حلبة السباق، لأننا لانعرف شروط اللعبة ولم ندرب أرجلنا علي العدو نحو المستقبل، حتي صرنا نتحرك داخل أحذيتنا!!

لو ألقيت نظرة علي الأفلام المرشحة للأوسكار ، فسوف تجد بين التسعة أفلام المرشحة لفئة أفضل فيلم ، 7 موضوعاتها تحدث في الماضي ، سواء القريب في السبعينيات، أو البعيد القرن الثامن عشر،  وفيلمان تدور أحداثهما في المستقبل القريب ! أما إذا وسعت زاوية الرؤية وتابعت إنتاج السينما العالمية طوال العام الماضي ، فسوف تكتشف أن أحداث الحرب العالمية الثانية لازالت حاضرة بقوة، في نسبة غير قليلة من الأفلام!

ماتعرفه عن السينما التركية قليل جدا للأسف،  بالإضافة لكونة مبنيا علي معلومات مضللة، فأنت تبني رأيك وفق ما يصلك من المسلسلات التركية، ولاتدرك أن السينما التركية، قد خطت بعيدا عما وصلت إليه السينما المصرية "مع الأسف" وحتي نجومها الذين نتابعهم في مسلسلات تجارية، ونتهمهم بالضحالة،  لهم مشاركات غاية في الأهمية في بعض الأفلام، خد عندك مثلا كيفانك تاتليتوج ، الذي نعرفه بشخصية مهند، في مسلسل العشق الممنوع وقبلة مسلسل نور، سوف تكتشف أنه ممثل جامد جدا، لو تابعته في فيلم أحلام الفراشة، الذي تدور أحداثه في نهاية الثلاثينيات، في إحدي البلدان التي يعيش أهلها علي مناجم الفحم، الفيلم من إخراج وتأليف يلمظ أردوجان، ويشارك في بطولته ميريت فيرات ، بيلسين بيلجان، ويلعب "كيفانك " شخصية شاعر شاب هو مظفر، يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع رشدي، وهما يشتركان في عشقهم للشعر، ومحاولة كل منهما أن ينشر بعض أشعاره في مجلات أدبية أو دواوين تصل للناس، ويربطهما انتماؤهما لأسر فقيرة، والأهم من ذلك يصاب كل منهما بمرض السل،  الذي لم يكن منه شفاء في تلك السنوات، وخاصة مع وجود الفقر، وعدم القدرة علي العلاج ! اعتاد الصديقان علي الدخول في مراهنات، علي ما  يعجزان علي امتلاكه،  ويقع كل منهما في حب نفس الفتاة "سوزان" ابنة عمدة المدينة، وهي فتاة مدللة، تعشق الرياضة وتلعب التنس، وتتعلم رقص الباليه،  ويحاول رشدي، الذي كان بصدد كتابة أول مسرحية شعريه بحياته، أن يقنعها أن تنضم لفريق التمثيل ومعظمه من الهواة، ولكن والدها يمنعها من التعامل مع اثنين من مرضي السل،  ولكنها تصر علي علاقتها بهما، حيث تري من خلالهما الحياة بشكل مختلف، ويشتد المرض علي رشدي، ويتمكن أصدقاؤه ومعارفه، من التوسط له لدخول  المصحة الحكومية، فيترك صديقه مظفر ، وحيدا، ولكنه قبل ذلك يراهنه علي أن سوزان سوف تعجب بأشعاره هو ، ويقوم كل من الشابين بمنحها ورقة بها مقاطع من شعر كل منهما، دون ذكر اسمه، وينتظران رأيها لتحدد من منهما استطاع بأشعاره أن يمس قلبها!

الفيلم يقدم صورة بالغة الصدق للحياة في تلك الحقبة، الزمنية التي كان العالم فيها يعاني من ويلات الحرب العالمية الثانية، ويعتبر قصيدة شعر بالغة الروعة عن قيمة الصداقة والحب وحق الإنسان في الحلم بحياة أفضل!

 أما فيلم "سارقة الكتب "للمخرج بريان بيرسيثال، فهو من أروع ماشاهدت مؤخرا عن ويلات الحرب العالمية الثانية، وهو مرشح لأوسكار أفضل موسيقي تصويرية "جون ويليامز" ، قصة الفيلم مأخوذة عن رواية بنفس الاسم لماركوس زوساك، البطل أو الراوي هنا، هو ملاك الموت،  الذي يقدم نفسه في بداية الفيلم بتلك الكلمات " طبعا نحن نتفق علي أن أي إنسان مهما عاش، فسوف أقابله في نهاية المطاف، ولكن لاتنزعج فالأمر سوف يكون يسيرا، فهو ليس بهذا السوء الذي تظنه"، بطلة الفيلم طفلة صغيرة "ليسيل" أو صوفي نيلسون، تنتقل  بالقطار من بلدتها إلي أحد أقاربها في منطقة أخري من ألمانيا، وتكتشف أن شقيقها الأصغر قد توفي علي ذراع أمها، وتهرب الأم تاركة طفلتها، خوفا من أن تقع في أيدي جنود هتلر ، الذين يطاردون من ينتمي للشيوعية! وتذهب ليسيل لتعيش مع أسرة جديدة ، فقيرة، وتصبح ابنة بالتبني لسيدة جافة المشاعر وصارمة "إميلي واتسون"، وأب بديل عطوف ورقيق "جيفري راش"، تعاني الفتاة من تلاميذ مدرستها، الذين يسخرون منها، لأنها لاتجيد القراءة والكتابة، فتصبح مسئولية الأب أن يعلمها القراءة بأسلوب مشوق، فتحرص علي سرقة الكتب من أسرة ثرية، كانت تحمل لهم الملابس بعد أن تغسلها والدتها بالتبني ، وتصبح القراءة هي بوابتها الملكية للتعرف علي حياة وأفكار ماكانت تخطر علي بالها، وتتغير حياة الأسرة، عندما تخبيء شابا يهوديا كان جنود هتلر يتعقبونه، بعد أن اقتادوا أفراد أسرته للمحرقة، ونجا هو بمعجزة، وتتحول علاقة الطفلة بهذا الشاب اليهودي ، إلي قفزة أخري في حياتها، حيث اعتادت أن تقص عليه كل مايحدث في الخارج،  وتسرق الكتب لتقرأها عليه، لتبدد وحدته وهي مختبئ في بدروم منزل الأسرة، لايري ضوء النهار مطلقا، ولكن ملاك الموت، الذي كان يسخر من غباء البشر، وقدرتهم الهائلة علي التدمير، يمر علي الحي الذي تقطن فيه الفتاة الصغيرة، ويقوم بواجبه ودوره بعد أن تم إلقاء قنبلة دكت الحي بأكمله فتحولت المباني إلي أنقاض في لحظات، ويحكي ملك الموت عن الحال التي كان عليها كل من قبض روحه، فيقول عن الأب الحنون "جيفري راش " لم أصادف ما هو أخف من روحه، لقد كان يبتسم وأنا أقبض روحه، وكنت أقرأ آخر ماكان يفكر فيه!

الفتاة الصغيرة ذات الثلاثة عشر عاما، صوفي نيلسون سبق لها الظهور مع عمر الشريف في الفيلم  الكندي مسيو لازهر، وموهبتها لافتة للأنظار ويتوقع لها النقاد أن تكون واحدة من نجمات السينما العالمية خلال السنوات القليلة القادمة!

آخر ساعة المصرية في

28.01.2014

 
 

السيسى فارس بـ«حصان أبيض» يعيش قصة حب مع مصر

حوار - محمد عباس 

حالة من الفرحة الشديدة انتابت الفنانة دلال عبد العزيز عقب اقرار الدستور المصرى الجديد الذى قالت عنه انه من أفضل دساتير العالم وسيضع مصر على طريقها الصحيح بجانب هذا انتظارها لحفيدتها الأولى التى لم تستقر حتى الآن على اسمها فعن رأيها فى مواد الدستور ومشاركة سيدات مصر فى التصوير بشكل كبير واعمالها الفنية والاستعداد لاستقبال حفيدتها الأولى

فى البداية.. ما الذى شعرتى به أثناء تصويتك على الدستور؟

- شعرت باحساس غريب افتقدته على مدار الثلاث سنوات الماضية وهى عودة مصر إلى احضان ابنائها الحقيقيين الذين أطلق عليهم حزب الكنبة كما تذكرت اتحاد المصريين الذى شاهدته أثناء حرب 73 والذى تكاتف فيه المصريون لانقاذ البلد ودعم الجيش المصرى الأصيل الذى مازال يحمل الكثير للشعب المصرى.

هل توقعت أن يحصل الدستور على هذه النسبة؟

- بالتأكيد فالجميع كان يعلم أن نسبة التصويت على هذا الدستور ستفوق كل نسب الانتخابات والاستفتاءات الماضية والسبب فى ذلك أولا سيدات مصر اللاتى تركن هموم منازلهن وذهبن بهذا الشكل إلى لجان الاستفتاء وبجانب هذا الواجب الوطنى الذى شعر به المصريون تجاه هذا الدستور الذى وضع مصر على طريقها الصحيح.. والمعترض على احدى مواد هذا الدستور بامكانه أن يطالب بتعديل هذه المادة عندما تتم انتخابات مجلس شعب جديد لا ينحاز إلا للشعب المصرى الذى عرفه العالم باكمله فى الثلاث سنوات الماضية.

وما رأيك فى سخرية اتباع الإخوان من سيدات مصر التى عبرت عن فرحتهن بالدستور أمام لجان الاستفتاء؟

- الإخوان حاليا واتباعهم ومؤوديهم قليلى الحيلة وليس لديهم شعبية بين اهالى مصر فقد عرف الجميع حقيقتهم وانهم كاذبون ومنافقون وخونة ولا يمنع أن نضيف على هذه الأشياء الخسة والوضاعة وهى التى دفعتهم للسخرية من سيدات مصر اللاتى كن مهددات فى فترة حكمهم بعدم الخروج من المنازل وعدم التعبير عن ارائهن وعودتهن إلى عصر الجوارى ولكن المرأة المصرية اظهرت معدنها الحقيقى فى وقت الشدة ووعيها بالمشاركة فى الاستفتاء.

وما رأيك فى خطابات السيسى.. وهل تؤيدين ترشحه للرئاسة؟

- كثيرا من الأحيان أشعر أن الفريق السيسى يشبه الفارس الذى يأتى على حصان ابيض ليأخذ حبيبته وهى مصر فاشعر دائما أن هذا الرجل بينه قصة حب كبيرة مع مصر وكل هذا مترجم فى خطاباته التى اشعر فيها بالامان على مصر والحنان الذى نادرا ما يكون بالرجال فهو رجل واضح وذكى وصريح وصادق ومخلص لتراب مصر واتمنى أن يكون رئيس مصر المقبل لأن مصر لا يصلح لها الا حاكم عسكرى فالجيش المصرى به اكثر من «سيسى» ولكن الفريق عبد الفتاح السيسى هو الرمز الذى جذب المصريين له فى الفترة الماضية.

وما رأيك فى النقد الموجه لحكم العسكريين لمصر؟

- يجب علينا أن نوضح أولا معنى كلمة عسكر فالعسكر هم المليشيات التى تقوم بتنفيذ العمليات العسكرية مقابل اجر فهم المرتزقة ولكن الجيش المصرى أو  الجندى المصرى هو من يقدم حياته فى سبيل حماية مصر فيجب أن يدرك الجميع أن طفلا يبلغ من العمر 16 عاما يترك أهله واصدقاءه ويذهب إلى كلية عسكرية حبا فى تراب مصر ويقضى أكثر من 40 عاما فى خدمة الوطن فهل من الممكن أن يخون هذا البلد أو يعمل ضد مصالح هذا البلد والتاريخ يشهد على ذلك فكل رؤساء مصر العسكريين لهم الكثير من الانجازات مبارك والسادات وعبد الناصر لذلك يجب على وزارة التربية والتعليم أن تعمل على توضيح تاريخ مصر العسكرى المشرف للجيل الصاعد حتى يشعر بالانتماء لهذا الوطن الغالى فاتذكر أن أول اغنية كنت ارددها وأنا بالمدرسة كانت أغنية «ناصر كلنا بنحبك.. ناصر وهنفضل جمبك» وكنا نشعر عندما نردد هذه الاغنية بالانتماء الشديد لتراب هذا البلد التى لا يعرف قيمتها الجيل الحالى.

وماذا عن اعمالك الفنية المقبلة.. وهل من الممكن أن تعودى لتقديم البرامج مرة أخرى؟

- ليست لدى أى أعمال فنية فما عرض علىَّ فى الفترة الماضية كان مجرد حديث ليس أكثر فقد اعتذرت عن مسلسل «بشر مثلكم» لعمرو سعد بعد توقفه إلى أجل غير مسمى كما أن هذه الفترة الاهتمام بدنيا وإيمى أهم من أى شىء وأما البرامج فكانت تجربة من أفضل ما قدمت فى حياتى الفنية باكملها حيث كان برنامج مساء الجمال مع ميرفت ودلال من افضل البرامج الفنية الخفيفة التى كانت تخرج المشاهد من حالة الاكتئاب السياسى التى اصابت الكثيرين فى السنوات الماضية ولكنى لا اعرف رفض قناة الحياة استكمال عرض البرنامج حيث كان هدفنا من البرنامج هو اعادة المشاهدين إلى زمن الفن الجميل ولكن توقف البرنامج ولا أعرف إذا كان من الممكن أن اقدم برنامجا آخر فى الفترة المقبلة أم لا.

ولكن ارتبط اسمك بمسلسل «كيد الحموات» ثم اعتذارك عنه؟

- فى البداية اريد أن اوضح أننى لم اوقع عقدا على هذا المسلسل فقد بدأ الموضوع عندما اتصل بى استاذ حسين مصطفى محرم وعرض علىَّ فكرة المسلسل ووافقت عليه فورا وعندما تحدثت اكثر من مرة مع المخرج احمد صقر عرضت عليه أن تقوم ميرفت أمين بالمشاركة فى العمل لكنها اعتذرت عنه بعد يومين من قراءة السيناريو وتوقف التحضير للعمل لذلك اعتذرت عنه ولا صحة لما تردد أن ميرفت هى التى دفعتنى للاعتذار عن العمل فهى اقرب اصدقائى واتمنى أن اقدم معاها الكثير من الاعمال الفنية.

وماذا عن تعاملك كـ«حما» مع رامى زوج ابنتك دنيا؟

- لا اتعامل كحما فرامى اصبح له ام ثانية وهذا هو منطقى فى التعامل مع ازواج بناتى فهو شاب محترم ويعامل ابنتى احسن معاملة واشعر تجاهه بانه ابنى وايضا علاقته بسمير طيبة جدا جدا واشعر بتفاهم شديد واتمنى أن تدوم هذه المحبة ولا تتأثر بأى شىء.

وهل استعددت لاستقبال الحفيد الأول.. وما أول هدية سوف تهديها لابنة دنيا؟

- بالتأكيد فاهتمامى بدنيا فى هذه الفترة زاد عن الفترة الماضية كما اننى استعد لاستقبال المولودة الأولى لى وسعيدة بلقب «تيته» ونتحدث كثيرا للاستقرار على اسم المولودة ولكن لم نقرر حتى الآن كما احضرت لها أول هدية وهى سرير الأطفال وبعض ملابس الاطفال التى اعجبتنى فكنت اتمنى أن اصبح جدة منذ زمن فهذا احساس من اروع ما يمكن.

اخيرا.. ما توقعك لمستقبل الفن فى مصر؟

- اعتقد أن الفن المصرى فى الفترة المقبلة سيحدث له نقلة كبيرة وذلك بعد عودة كبار المنتجين لانتاج اعمال ضخمة ومؤثرة كما أننى أتمنى أن تعود الدولة للانتاج وتأتى بشخص يقود قطاع الانتاج مثل الراحل العظيم ممدوح الليثى الذى كان يجيد التعامل مع كل الأطياف واعتقد أن الفضل فى هذا يعود إلى عمله بالشرطة بجانب موهبته الكبيرة فاتمنى أن تعود الدولة لانتاج اعمال لا يستطيع المنتج الخاص عليها وهذا سيزيد من ريادة مصر الفنية.

روز اليوسف اليومية في

28.01.2014

 
 

«زي النهارده»..

وفاة الفنان القدير عماد حمدي 28 يناير 1984

كتب: ماهر حسن 

ولد الفنان القدير عماد حمدي، في 25 نوفمبر 1909، بمحافظة سوهاج، وكان والده يعمل هناك موظفًا، وأصبح فتى الشاشة الأول في مرحلة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، واسمه كاملا محمد عماد الدين عبد الحميد حمدي.

حصل «حمدي» على دبلوم مدرسه التجارة وبدأ موظفا فى استوديو مصر وترقى من رئيس حسابات إلى مدير للإنتاج ثم مديرا للتوزيع وكان يهوى التمثيل ولذلك شارك فى أفلام دعائية فى زارة الصحة التي ينتجها استوديو مصر، وكانت بدايته الحقيقية فى 1945 في فيلم السوق السوداء، وكان يتميز بأدائه الانفعالي الهادئ فضلا عن صوته المميز.

قام ببطولة العديد من الأفلام الهامة في السينما المصرية منها «خان الخليلي، وميرامار، وثرثرة فوق النيل، ونجيب محفوظ، وبين الأطلال، وإني راحلة عن روايتين ليوسف السباعي، وأم العروسة، عن رواية لعبد الحميد جودة السحار، وكان آخر فيلم مثله فيلم سواق الأتوبيس في 1983».

ومن أفلامه الأخري «وا إسلاماه، وظهور الإسلام، وسيدة القطار، والمنزل رقم 13، والله معنا، وشاطئ الذكريات، ولا أنام، والمرأة المجهولة، والخطايا، ولا تطفئ الشمس، والمماليك، وأبي فوق الشجرة، وأميرة حبي أنا، والكرنك، والأخوة الأعداء، والمذنبون، والصعود إلى الهاوية، والباطنية»، ومن مسلسلاته «عيلة الدوغري»، و«الحصاد المر».

ووثقت الكاتبة الفنية إيريس نظمي لسيرته فى كتاب «مذكرات عماد حمدي أشهر فتى شاشة»، وقالت إنه عانى من الاكتئاب الشديد وتجاهل الكل له في أواخر حياته، خاصة بعد وفاة شقيقه التوأم إلى أن توفي «زي النهارده» في 28 يناير 1984 وحيدًا.

المصري اليوم في

28.01.2014

 
 

فتاة عانس في «قلوب»

علا غانم: أرفض القبلات.. و «كليوباترا» أوصلتني إلى العالمية

محمد قناوي (القاهرة) 

بدأت علا غانم تصوير أول مشاهدها في العمل الدرامي الجديد «قلوب»، والذي ستخوض به المنافسة في الموسم الرمضاني المقبل، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي رومانسي حول قضايا الفتيات. وتقول: مسلسل «قلوب» يشارك في بطولته ظافر العابدين وإنجي المقدم ونجلاء بدر وجيهان عبدالعظيم، وريهام سعيد ورجاء الجداوي وسمير العصفوري ومحمد شاهين وضياء الميرغني من تأليف هاني كمال وإخراج حسين شوكت.

تقول علا غانم: يناقش مسلسل «قلوب»، عدة قضايا تتعلق بالفتيات مثل العنوسة والمراهقة، وأجسد فيه دور فتاة تقدمت في السن من دون زواج رغم أوضاعها المادية الجيدة، وهو ما يتسبب لها في مشكلات نفسية وخلافات مع المحيطين بها، وتحاول مواجهة المجتمع، وتدور أحداث العمل في 60 حلقة متصلة ترصد أزمة 5 فتيات يعانين مشكلات عدة.

تنازلت عن أنوثتي

وعبرت علا غانم عن سعادتها بنجاح مسلسلها الرمضاني «الزوجة الثانية»، وقالت: هذا العمل جذبتني إليه الفكرة والسيناريو بمجرد أن قرأته، خاصة شخصية «حفيظة» التي قدمتها الراحلة سناء جميل، لهذا تنازلت عن أنوثتي وجمالي لأتقمص الشخصية وأنا سعيدة بذلك.

وقالت إنها اختارت أيتن عامر لتجسد دور سعاد حسني، معللة اختيارها بأن أيتن جميلة ودلوعة وتستطيع أن تجذب المشاهد.

وعن رأيها في فكرة إعادة تقديم الأفلام الناجحة كمسلسلات، قالت: هي تجارب مرهقة على كل فريق العمل، وخصوصا الممثلين الذين يكونون دائما في حالة مقارنة مع الممثلين الكبار، خاصة أن الاختيار دائما يقع على الأفلام الناجحة التي تعتبر علامات فارقة في تاريخ السينما المصرية، والتي نحفظ بعض جمل الحوار بها مثل جملة «الليلة يا عمدة» لسناء جميل في «الزوجة الثانية»، لذلك تكون المقارنة صعبة والمسؤولية كبيرة.

فتاة شعبية شريرة

وأشادت علا بردود الأفعال حول دورها في مسلسل «مزاج الخير»، وقالت: جسدت في المسلسل شخصية «شوق» وهي فتاة شعبية شريرة تربت وسط تجار مخدرات، وترشيحي للدور كان مفاجأة من المخرج مجدي الهواري، لأن الشخصية مختلفة تماما عن الشخصية التي قدمتها معه السنة الماضية في مسلسل «الزوجة الرابعة». وعن «الدويتو» الناجح بينها وبين مصطفى شعبان، قالت: أحب الأشياء التي تأتي بالمصادفة، لأنها تكون أفضل بكثير من التي أخطط لها، ونجاحي مع مصطفى شعبان جاء بهذه الطريقة، فعندما تقابلنا للمرة الأولى في مسلسل «العار» بدأنا العمل بطريقة مختلفة يطلق عليها «تكسير الكلام» بمعنى أننا نقول الحوار بطريقتنا، فنحرك المشهد في اتجاه يجعله أقرب للطبيعي، وهو ما خلق بيننا هذه «الكيمياء» التي تحولت إلى نجاح.

وقالت حول نجاحها في أدوار الفتاة الشعبية، خاصة أنها بعيدة عن شخصيتها: هذه الأدوار ليست سهلة، لأن الطبقة الشعبية بداخلها العديد من المستويات والثقافات المختلفة، والتي من الممكن تقديمها بأكثر من شكل، لكنني طوال الوقت أسعى للتقرب من السواد الأعظم من الجمهور، وأحاول أن أكون «شبههم» وألمس أوجاعهم، فهذه الطبقة تمثل أكثر من 60 في المئة من الشعب المصري، وهذا سر نجاحي.

لم أتبرأ من «أحاسيس»

وأوضحت علا: رغم نجاحي الملحوظ في الدراما التلفزيونية خلال السنوات الثلاث الماضية، فإنني لا أهتم بالبطولة المطلقة وأختار الأدوار التي تناسبني، وليس من الضروري أن يكتب العمل باسمي، فأنا أحب البطولة الجماعية التي حققت من خلالها نجاحاً.

وعن أعمالها السينمائية المثيرة للجدل، قالت علا إنها ليست نادمة على أي عمل ولم تتبرأ من فيلم «أحاسيس»، كما أشاع البعض لكثرة الانتقادات التي وجهت له، لأنه قدم قصة جريئة وموجودة في المجتمع.

وحول مشاهد القبلات والمشاهد المثيرة في الأفلام التي تغضب الجمهور، قالت: الممثل يمكن أن يمثل الحب لكن القبلة ليس فيها تمثيل لأنها حقيقية فأنا أرفض أن يقبلني أي شخص، ولكن لا مانع من ارتداء الملابس الساخنة، التي يمكن أن تخدم الدور، بعيداً عن العري المبتذل.

وعن الفنان الذي تحلم بالوقوف أمامه، قالت: أتمنى الوقوف أمام عادل إمام لأنني أراه متربعاً على عرش النجومية منذ زمن طويل، وبالنسبة إلى النجوم الشباب لا أجد أحداً متفوقاً على الآخر، الكل يجتهد للوصول إلى القمة والكل وصل إلى جماهيرية متقاربة.

فيلم أميركي - مصري

قالت علا غانم، إنها ستدخل العالمية قريباً من خلال مشاركتها في فيلم أميركي - مصري، من حيث الإخراج والممثلين وكل طاقم العمل رغم أنها لن تتكلم الإنجليزية ولا اللهجة المصرية، وإنما ستتعلم الفرعونية لتكون لغتها الأساسية في الفيلم حيث تؤدي دور «كليوباترا»، ويتناول الفيلم حقبة معينة من زمن الفراعنة. وقد أشارت علا إلى أنها استغربت السيناريو في البداية لأنه يحمل طابعاً مختلفاً.

الإتحاد الإماراتية في

28.01.2014

 
 

ممثل سعودي ابتعد عن الدراما من أجل الـ «يوتيوب»

سعيد صالح: المنتج الممثل هو الخاسر الأكبر.. و «أبو الفنون» يحتضر

تامر عبدالحميد (أبوظبي) 

قدم سعيد صالح العديد من الأدوار الناجحة في عالم الدراما، وجسد شخصيات متعددة متنوعة بين الكوميديا والتراجيديا التي حققت له الانتشار والتميز، وحصد من خلالها جوائز عدة خلال مسيرته الفنية من أبرزها «قلب أبيض» و«أسوار» و«حارتنا الحلوة» و«الفجر المستحيل» و«هدوء وعواصف»، كما شارك في عدة مسرحيات من أهمها «علي بابا والأربعين حرامي».

لغة العصر

وحول كيفية دخوله إلى عالم الإنترنت، وتقديمه لبرنامج كوميدي على «يوتيوب»، أوضح صالح في حواره مع «الاتحاد»، أن فكرة هذا البرنامج تعود إلى شقيقه الممثل إبراهيم صالح، إذ كان يكمل دراسته في ماليزيا، ومن هناك جاءته فكرة تقديم برنامج على «يوتيوب»، وسجل حلقة واحدة كتجربة، وأرسلها له عبر البريد الإلكتروني، لكي يشاهدها، وبالفعل أعجبته الفكرة، ومن خلال اتصال هاتفي بينهما، اتفقا على تنفيذ البرنامج بشكل محترف واقترحا تسميته «برود كاست شو». وتابع: بعد أن حّمل إبراهيم الحلقة على «يوتيوب»، حققت نسبة مشاهدة عالية قاربت نصف مليون مشاهد خلال أسبوع واحد فقط، رغم أنها كانت حلقة للتجربة فقط، الأمر الذي دفعني للاتفاق مع قناة سعودية اسمها «صاحي»، التي تعد ثاني قناة «يوتيوبية» في الشرق الأوسط، حيث تعرض أعمالها الفنية على الـ «يوتيوب» فقط، ووقعت مع القناة عقداً رسمياً ينص على إنتاج وتوزيع وعرض حلقات «برود كاست شو» على الإنترنت.

وأشار صالح إلى أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والـ «سمارت فون» أصبحت لغة العصر في وقتنا الحالي، إذ تهتم شريحة كبيرة جداً من متابعة أحداث عديدة وفي مجالات عدة عن طريق الإنترنت، مشيراً إلى أنه شارك في هذا برنامج «برود كاست شو» من ناحية الإشراف على العمل والتمثيل، وقال: سجلنا حتى الآن 24 حلقة من البرنامج، مقسمين إلى موسمين، وتم عرض 21 حلقة حتى الآن، مدة كل حلقة من 7 إلى 10 دقائق، وتحمل الحلقات موضوعات اجتماعية مهمة مثل الطلاق والزواج المبكر والسفر والخلافات العائلية والمشاكل الدراسية والعادات السيئة في رمضان.

استياء شديد

حول ابتعاده عن الدراما التلفزيونية لفترة طويلة، أوضح صالح أن الاختفاء يعود إلى سببين، الأول انشغاله ببرنامجه الجديد «برود كاست شو»، والآخر بسبب الإحباط الشديد الذي تعرض له من جراء بعض المنتجين الذين تعامل معهم في الفترة الأخيرة، معبراً عن استيائه الشديد من بعض المنتجين الذين لا يهمهم إلا الربح المادي فقط من خلال الأعمال التي يقدمونها، وأضاف: مع الأسف الشديد من الممكن أن يكون هناك أحد النصوص القوية، ويتم الاتفاق على عرضه في إحدى القنوات المهمة، مع اشتراك نخبة من أهم وأبرز فناني دول الخليج والعالم العربي في العمل، لكن للأسف يأتي أحد المنتجين الذي لا يولي اهتماماً بالعمل نفسه، ولا يفكر إلا فيما سيجنيه من خلال إنتاج هذا المسلسل، الأمر الذي يدمر العمل بأكمله، لافتاً إلى أنه شارك في بطولة أربعة أعمال درامية سابقاً وصور دوره فيها كاملة، لكنها لم تعرض بسبب الوعود الزائفة وعدم المصداقية التي يتمتع بها بعض المنتجين، الأمر الذي أحبطه كثيراً في السنوات الماضية وجعله يبتعد عن الساحة لفترة.

الخسران الأكبر

وحول تأسيسه شركة إنتاج فنية في الفترة المقبلة، أوضح سعيد أنه يعلم جيداً أن المنتج الممثل هو الخاسر الأكبر، لاسيما أن الضغط يقع عليه من كلا الجانبين سواء التمثيل أو الإنتاج، خصوصاً وأنه يهتم بأدق التفاصيل ويحافظ على مستوى العمل من جميع النواحي، ليظهر بالشكل المطلوب، مشيراً إلى أنه لا يجد أي صعوبة في هذا الأمر، طالما أنه سيحقق مساعيه في إظهار أعمال درامية مختلفة، ولم تقدم سابقاً.

وفي الجانب المتعلق بالأهداف التي يريد تحقيقها من دخول عالم الإنتاج، أوضح أنه لم يقرر دخول هذا المجال إلا بعدما أخذ الخبرة الكافية التي تؤهله لإنتاج أعمال فنية يفتخر بها، وقال: عملت في السابق كمنتج منفذ في مسلسل «الساكنات في قلوبنا» الذي تم تصويره في البحرين، وكان من بطولة خالد أمين وبثينة الرئيسي وشهد الياسين وخالد البريكي، وكان العمل عبارة عن حلقات منفصلة متصلة، تعرض أبرز القضايا الاجتماعية الحياتية، لافتاً إلى أنه استفاد الكثير من ناحية الإنتاج في هذا العمل، وبعد أن حقق نجاحاً كبيراً وفاز بجائزة أفضل عمل خليجي في مهرجان الدراما الخليجي في البحرين عام 2010، تشجع أكثر على دخول مجال الإنتاج.

سينما خليجية

وحول نوعية الدراما التي يريد تقديمها من خلال شركته المستقبلية، شدد صالح على ضرورة تقديم العمل الدرامي الذي يصل إلى كل بيت، وقال: سأهتم من خلال شركة الإنتاج بتقديم الأعمال الفنية التي تفيد المتلقي، وتحمل رسالة هادفة موجهة للمشاهد، كما سيسعى من خلالها إلى إثراء الساحة الفنية الخليجية بأعمال في الشاشة الفضية وكذلك الكبيرة، إذ إنه يعتزم أيضاً إنتاج أفلام سينمائية خليجية في الفترة المقبلة. وتابع: كانت المحاولات السينمائية الخليجية التي قدمت في السابق أغلبها من النوعية الكوميدية غير الهادفة، التي يسعى منتجها من تقديمها إلى أن يتصدر عمله شباك التذاكر، من دون التفكير في تقديم قضايا اجتماعية حقيقية وواقعية للمشاهد، لافتاً إلى أنه على الرغم من وجود كل الإمكانات الفنية، ومع كل المحاولات السينمائية، إلا أن دول الخليج ومع الأسف لم تستطع إظهار أحد الأعمال السينمائية المتميزة، التي تحدث ضجة في دول الخليج والوطن العربي. وأوضح صالح أنه عقد مؤخراً جلسات عمل مكثفة مع إدارة قناة «صاحي»، حتى تحول توجهها إلى الإنتاج الدرامي على الشاشة الفضية إلى جانب الإنترنت، حتى تساعده في الوقت الحالي على إنتاج بعض الأعمال الدرامية الخليجية التي يسعى من خلالها إلى تقديم كل ما هو جديد ومختلف، حتى يتمكن من تأسيس شركته في الفترة المقبلة.

وأشار صالح، الذي حصل على جائزة أفضل ممثل من خلال تقديمه لدور مدير مدرسة في مسرحية «يوم من زماننا» للكاتب المسرحي سعد الله ونوس، إلى أن المسرح يحتضر في الوقت الحالي، ويحتاج إلى من يقدم له يد العون لكي يعود من جديد، موضحاً: مع الأسف الشديد أصبحت قضية المسرح والهدف من التجارب «المسلوقة» السابقة تصدر شباك التذاكر من خلال الكوميديا التي تقدم فيها، والتي لا هدف لها، مشيراً إلى أن الأعمال المسرحية في السابق كانت تحمل موضوعات ورسالة هادفة، في ذات الوقت كانت تحمل جرعة زائدة من الكوميديا مثل مسرحيات «مدرسة المشاغبين» و«المتزوجون» و«شاهد ما شفش حاجة» و«الزعيم»، وغيرها من الأعمال التي أنعشت «أبوالفنون» في هذا الوقت، لافتاً إلى أن المسرح يواجه أزمات كثيرة أهمها أزمة النصوص، وكذلك غياب الضمير لدى كل المسؤولين عن عمل مسرحي معين، بداية من الفنان نفسه وحتى «الكومبارس».

تشابه أسماء

حول تشابه اسمه مع اسم الفنان المصري الكوميدي القدير سعيد صالح، أوضح أنه يتشرف بأن يكون اسمه شبيهاً بفنان «ماركة مسجلة» مثّل المصري سعيد صالح، لاسيما أنه أسطورة من أساطير الكوميديا في الوطن العربي، لافتاً إلى أن بعض الأصدقاء والأقارب اقترحوا عليه وضع اسم عائلته وتغييره إلى سعيد الشيبة، إلا أنه رفض ذلك، خصوصاً وأنه يفتخر بأن يقترن اسمه باسم علامة فنية مثل الممثل الكوميدي المصري سعيد صالح.

«صاحي نت» .. صحيفة إلكترونية للشباب فقط

أعلن صالح أنه بصدد تأسيس صحيفة إلكترونية، تابعة للقناة السعودية نفسها «صاحي»، إذ اتفق مع مسؤوليها منذ فترة بتأسيس موقع إلكتروني متخصص للشباب الذين يتراوح أعمارهم بين 15 و25 سنة، وسيطلق عليه اسم «صاحي. نت»، الذي يهتم بتقديم موضوعات شبابية ويعرض قضايا اجتماعية تهمهم في مجالات عدة مثل السياسة والفن والاجتماع، ومن المقرر أن يكون مقر الصحيفة بين جدة والإمارات.

الإتحاد الإماراتية في

28.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)