كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

إلهام شاهين لـ “الاهالى”:

’متفائلة جداً لأننا شعب صنعتة الحياة انتهيت من تصوير “يوم الستات” وأعشق العمل مع كاملة أبوذكرى

حوار- أحمد إبراهيم

 

هي فنانة صاحبة تاريخ ورصيد فني كبير أعطت للفن كل شئ فأعطها حب الناس وتقدير النقاد كما أنها لم تتوان للحظة في الدفاع عن مصر حين أحست بأننا في خطر بين أيدي الإخوان لذا كان لنا معها هذا الحور …

·        تصديت لحكم الإخوان وكان لك مواقف سلبية منهم.. ألم تخشي رد فعلهم العنيف …؟؟

.. لم اخشي من شئ أو حتي أقلق منهم فأنا من اول لحظة عرفت أنهم لا يحبون مصر هذا البلد الذي تربوا وتعلموا فيها وهذا راجع أيضا لإيماني العميق بكل ما أقوم بة والكل رأي كيف تحولت مصر لصالح الجماعة والمقربين علي حسب الشعب البسيط وعلي حساب الثوار أنفسهم .فلقد كان إنتماؤهم للجماعة فقط وليس لمصر لذا لم أخشي وعبرت عن رأي بوضوح وصراحة .

·        ولماذ لم تحضري لقاء الرئيس المعزول بالفنانين والمفكرين وما إنطباعك عن هذا اللقاء …؟؟؟

.. أساسا أنا لم أعترف بمرسي كرئيس وعندما سألت علي التليفون – هل لو وجهت لي دعوة سوف أحضر ..؟؟ فأجبت بأنني لن احضر … ثم هذا اللقاء لم يخرج عن كونة مسألة شكلية .. وهذا ما فعلة أيضا حين إلتقي بأسر شهداء الثورة .. كانت كلها مجرد محاولات فاشلة لكسب ود الناس وتعاطفهم معه لأنهم كانوا يدركوا أنهم غير مرحب بهم.

·        هل كنت تتوقعي أن نواجه هذه الموجة من الإرهاب الأسود …؟؟

… بالطبع فهم يريدون أن يدفع المصريون ثم رغبتهم في الحرية وهذا الإرهاب الذي ترعاه وتموله الجماعة آخر حلقات القهر التي سوف يمر بها المصريون وأنا أشد من أزر رجال الشرطة والجيش وأثق في وطنيتهم ونفوسهم الكبيرة العالية وقدرتهم علي تطهير مصر من الإرهاب بل وتطهير الوطن العربي كلة من هذا الكابوس الأسود .

·        تنظر لك قضية سب وقزف أمام المحاكم الآن ماهي هذة القضية وما ملابستها..؟

.. بالفعل قام الشيخ عبد اللة بدر والذي سبق ان قاضيتة وحصلت علي حكم سنة بحبسة برفع قضية سب وقذف علي وعلي الصحفي مجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة الوطن وادعائه أنني تعرضت له بالسب والقذف وللدكتور مرسي وهذا يعد سخرية من الإسلام في حوار لي مع الجريدة . وبصراحة أنني لا اتابع أي قضايا .اعتقد انها كانت تنظر الأمس في القضاء.. يبدو انني شغلاهم وأنا كل يوم أسمع عن قضايا جديدة ترفع علي.

·        من هو المرشح الرئاسي الأنسب الأن برأيك ..؟؟

.. بصراحة أيدت الفريق أحمد شفيق سابقا .. والأن الفريق السيسي علي رأس أهم مؤسسة وجهاز في الدولة وله دور كبير الآن في محاربة الإرهاب فهو رجل وطني وصاحب قرار وقادر علي خوض هذه المعكرة الشرسة ضد الإرهاب .. وأنا أري أن أيا منهم قد يكون الأنسب لمصر فالفريق شفيق صاحب إجازات ملموسة وواضحة فهو رجل إدارة وهذا ما رأيناه منة في وزارة الطيران فهو تدرج حتي وصل لمنصب رئيس وزراء مصر .

·        وما هي مواصفات الرئيس القادم عموما …؟؟؟

.. القدرة علي الإنجاز البلد بها قضايا كثيرة معلقة وأن يكون قوياً جداً ومشغول بالبلد والناس البسطاء وأنا يكون علي دراية كبيرة بالنواحي الاقتصادية وأن يحقق الأمن الكامل قبل كل شىء.

·        ما هي أخر أخبارك الفنية ..؟؟

.. إنتهيت من تصوير المشاهد الداخلية لفيلم يوم الستات للسيناريست مريم نعوم ويتبقي من الفيلم 3 أسابيع فقط سوف أستغرقها في تصوير المشاهد الخارجي ..

·        لماذا إخترت كاملة أبو ذكري لإخراج هذا العمل ..؟

.. لان كاملة مخرجة حساسة للغاية وهذه النوعية من الأفلام بها تفاصيل دقيقة جدا تتعلق بالمرأة وأحاسيسها ومشاعرها ولابد لها من من مخرج قادر علي فهمها والتعبير عنها .. كما ان لنا تجربة ثرية جدا في فيلم واحد صفر الذي حظي بتقدير واسع جدا سواء أكان جماهيريا أو في كل المهرجانات التي شارك بها .

·        هل أنت متفائلة بما هو قادم ..؟؟

بالطبع متفائلة جدا نحن شعب صنعتة الأساسية التفاؤل وحب الحياة بالرغم من كل ما يحيك بة من إرهاب أسود فسوف تجدة دائما رافضا لة .

الأهالي المصرية في

28.01.2014

 
 

مٌخرجات واعدات على طريق السينما المصرية

عايدة الكاشف : نحاول تشكيل هوية جديدة لكنها قد تصطدم بالتقليدية

مريم أبوعوف: لدينا آراء متمردة ووعى فنى وطموح بلا حدود 

تحقيق :عبير سرى 

برغم   ارتباك المشهد السياسي وتأثيره علي الحياة في مصر بشكل عام، وبعيدا عما تشهده السينما  في هذة الفترة  من الاقبال الضعيف والمردود المادي المتردي لكن هناك ظاهرة ايجابية لا يستطيع أحد أن ينكرها, وهي ظهور العديد من أسماء المخرجات المصريات الشابات الواعدات على الساحة الفنية اللاتي  لم يقتصر دورهن علي تقديم أفلاما تمر مرور الكرام بل انهن حملن على عاتقهن مسئولية  تقديم افلام تحمل شكلا ورؤية جديدة ومختلفة عن الافلام السينمائية السائدة وبالفعل استطعن تقديم أفلام مميزة حصدت لمصر العديد من الجوائز في السينما العربية والعالمية وأحدثت ضجة عالية على الساحة.

  والجدير بالذكر أن مهرجان دبي السينمائي  أعلن أن أكثر من40% من الأعمال السينمائية المعروضة كانت من إخراج نساء سواء في مجال الأفلام التسجيلية أو الروائية ومن هؤلاء المخرجات المتميزات المخرجة’ ماجي مرجان’ والتي قدمت تجربتها الروائية الطويلة الأولي في فيلم بعنوان’ عشم’, وهو فيلم متميز وشديد الرهافة والذي صاغت له السيناريو والحوار بذكاء شديد, وتفاصيل صغيرة مترابطة ورصدت من خلاله حيوات لشخصيات تنتمي لشرائح اجتماعية مختلفة, ومنهم عاملة نظافة في حمامات مول كبير وعامل أسانسير, وممرضة وطبيب وزوجة تنتظر الفرح, وزوجة كل أملها ألا يكون زوجها مريضا, وجميع شخصيات العمل تعيش علي الأمل أو العشم في غد أفضل أو فرصة أحسن، والفيلم مثل مصر في العديد من المهرجانات ونال جوائز من مهرجان دبي السينمائي في دورته قبل الماضية, ومهرجان وهران السينمائي، أيضا المخرجة نادين خان، والتي أبدعت في إخراجها لفيلم “هرج ومرج”، ليكون ضمن قائمة الأفلام الروائية الطويلة التي تعتبر مخرجته من مخرجي السينما المصرية المستقلة، ليكون الفيلم علامة جديدة من علامات السينما من خلال أحداثه التى تدور فى حول البؤس الذي يعاني منه أغلب الشعب المصري وشعوب كثيرة أخرى من خلال أبطاله “آيتن عامر ومحمد فراج”.

ونجحت هالة لطفى فى أولى تجاربها الروائية الطويلة “الخروج للنهار” فى أن تحجز لنفسها مكانا مميزا وسط المخرجات الجدد رغم أن العمل لم يعرض تجاريا، حيث عرض الفيلم فى العديد من المهرجانات السينمائية، ونال جائزتى فيبريسكى وأفضل مخرج فى العالم العربى فى مسابقة آفاق جديدة من مهرجان أبوظبى السينمائى، بالإضافة إلى التانيت البرونزى فى المسابقة الرسمية لـمهرجان أيام قرطاج السينمائية، وجائزة الأسد الذهبى فى المسابقة الرسمية بـمهرجان وهران للفيلم العربى، وجائزة أفضل فيلم إفريقى من مهرجان السينما الإفريقية فى ميلانو.

وتدور أحداث “الخروج للنهار” حول محنة أسرة فقيرة فى أحد أحياء القاهرة الشعبية، مكونة من أب قعيد “أحمد لطفى”، وأم ممرضة “سلمى النجار”، مع ابنة “دنيا ماهر” تواجه مشكلات فى التعبير عن مشاعرها وأحلامها بعد أن أصبحت فى الثلاثين من عمرها ولم ترتبط بعد ولا تفعل شيئاً سوى رعاية أب غائب عن العالم.

جاءت المخرجة “أيتن أمين” من أرضية مختلفة تماماً، وتحديداً من السينما البديلة  أو نوعية الأفلام الخارجة عن إطار السوق السينمائي المتعارف عليه (بعيدة عن الافلام التجارية المكتسحة سوق السينما المصرية ). لذا نجد فيلمها “فيلا 69″  من نوعية الأفلام التي لا تنطبق عليها شروط السوق بل يغلب عليه الحرية في صناعته فهي بالفعل لم تكن مقيدة بالتفكير بطريقة السوق.

الفيلم بطولة خالد ابوالنجا ولبلبة والفنانة الشابة أروي جودة ويتناول الفيلم موضوعات الحب, والمودة والموت, وتدور أحداثه حول’ حسين’ رجل يعيش في عزلة ببيته, ولكن تأتيه شخصيات من ماضيه لتقتحم عزلته وتتغير حياته بعد مقابلته شقيقته وابنها سيف.

والجدير بالذكر ان المخرجة ايتن امين نالت عنة جائزة افضل مخرجة شابة عن الافلام الروائية.

وأخيرًا المخرجة، مريم أبو عوف، التي حازت على أكثر من جائزة عن أفلامها الروائية والتسجيلية، مثل فيلم “تاكسي”، والتي حصلت عنه على عدة جوائز، وإخراجها أول مسلسل تليفزيوني “هالة والمستخبي”، بطولة ليلى علوي، والذي نالت عنه الإشادة من الجمهور والنقاد.

التقت “الاهالى ” ببعض هؤلاء المخرجات سألنا مريم ابو عوف عن مدى اهمية ازدهار السينما المستقلة على الساحة السينمائية المصرية التى أكدت ان السينما المصرية سوف تشهد طفرة كبيرة فى وجود السينما المستقلة لأنها لا تعتمد على الانتاج الضخم ولا تعتمد على شركات الإنتاج  قائلة الأفلام المستقلة تعتمد على الجهود الذاتية  مضيفة أن الأفلام المستقلة سوف تصل إلى العالمية مثلما وصلت الأفلام المستقلة فى العالم كله إلى مهرجانات عالمية.

 وبسؤالها عن اهم اسباب صعود المخرجات الواعدات في هذة الفترة من وجهة نظرها فقالت ان المخرجات المصريات لديهن  آراء متمردة ووعي فني وطموح سينمائي  كبير واضافت ان اهم ما يميز هذا الجيل من المخرجات  هو عدم اقتصار اعمالهن بنمط أفلام معينة فهي لم تتخذ من هموم ومعاناة النساء موضوعا أثيرًا في أفلامهن بل تناولن موضوعات ترضي الفن والسوق واضافت ان مثل هذة المميزات تكفي لظهور هذا الجيل من المخرجات على الساحة الفنية.

وفي لقاء مع المخرجة عايدة الكاشف قالت: الكثير من المخرجات الشابات حاليا لهن علاقة وطيدة بعالم الانترنت و يحاولن تشكيل هوية جديدة, هذه المحاولات تصطدم مع التقليديين في البيئة المحيطة بهم، “واعتقد انه يخلق توترا جميلا يجعل منهن مخرجات متميزات”.

الأهالي المصرية في

28.01.2014

 
 

من روائع السينما المصرية .. الخروج من الجنة

كتبت : إيمان عبدالمؤمن 

عدت مرة أخرى إلى قلمى ، بعد أن خاصمنى خمس سنوات كاملة ، لأكتب عن فيلم “الخروج من الجنة” ، المأخوذ عن مسرحية للأديب الكبير “توفيق الحكيم” التى نشرت عام 1952، والتى تحولت إلى عمل سينمائى فريد ، إنتاج عام 1967 ، كان من أبدع ما قدمت الفنانة “هند رستم” والفنان “فريد الأطرش” ، والمؤلف الموسيقى “أندريا رايدر” ، والمخرج “محمود ذو الفقار” .

أراد “الحكيم” أن يقول إن الألم العظيم هو وحده القادر على خلق إنسان عظيم ، وكلما إزدادت حدة الألم وقسوته ، كلما إزداد قدر عظمته – عفواً لا أدعى العظمة – لكننى واجهت ألماً هادراً ، مؤخراً ، كاد يعصف بى ، لكن مشيئة الله ، وأنبل وأصدق من حولى ، وأخيراً إرادتى ، ساعدتنى على تجاوزه ، لأجد نفسى مرة أخرى ، تستعيد لياقتها ، ورغبتها فى الكتابة ، وتستعيد معهما قيمة كل الأشياء الجميلة حولها .

بلا شك إن الأعمال الأدبية العظيمة ، هى قلعة الذاكرة ، هى جواهر المعرفة الصامتة ، الذى يمكن إحياؤها فى أعمال فنية رائعة ، لتصل رسالتها فى خفة وبساطة ، إلى قلوب وعقول كل الناس ، على اختلاف ألوانهم وطبقاتهم وثقافتهم . إن فن السينما بمثابة الروح التى تتجلى فى جسد العمل الأدبى ، فتبعث فيه الحياة .

حينما أحبت الصحفية “عنان” “مختار” ، أدركت عبقريته فى الغناء والتلحين ، فهى تعرف قيمة الأشياء الثمينة ، لكنه لم يكن يدرك معنى موهبته ، حتى بعد أن تزوجا ، حاولت – بكل الطرق – أن تجعله يشعر بقيمة ما لديه من كنز ، أن تطلق عنان موهبته السجينة ، أن تساعده على خوض تلك التجربة الفريدة ، إلا أنه لم يعبأ بكل هذا ، فهو يعيش حياة عابثة مترفة ، وهى جلى آماله .

     كانت “عنان” شاعرة وأديبة ومثقفة ، تعرف أن عبقرية مختار فى صوته وألحانه ، وتعرف أيضاً أن رسالة الله فى خلقه ، هى الطريق الوحيد ، مهما كانت العقبات والأزمات ، وأخيراً توقد ذهنها عن فكرة غير معتادة ، على قدر قسوتها ، إلا أنها كانت الملاذ الوحيد ، وعلى أثرها ، اختلقت متعمدة الخلافات مع “مختار” ، وقلبها ينفطر ويتمزق ، حرمته من أعز ما لديه ، حرمته منها ، وحرمت نفسها من أعز ما لديها ، حرمت نفسها منه ، لكنها اختارت رغبة القدر وإرادته .

     لم تكن صفعة قاسية ، بل كانت سكيناً حاداً ، ذبح قلبه الرقيق ، حاول معها ، استعطفها ، لكن لم تفلح كل محاولاته وتوسلاته ، أصرت على الطلاق دون إبداء أي أسباب ، ثم تزوجت من رجل سبق أن تقدم لها ورفضته ، حتى يفقد “مختار” الأمل تماماً فى عودتها إليه ، أرادت أن تصيبه بأقسى وأشد درجات الألم .

اكتئب “مختار” ، وتدهورت صحته ، وساءت أحواله ، وأخيراً لم يجد أمامه سوى “عوده” ، يرتمى فى أحضانه ، تختلط دموعه بأوتاره ، وبدأت تعزف أنامله نزيف أحزانه ، المحترقة شوقاً ولهفة وغراما، وتجلى صوته طرباً ، بأجمل الكلمات وأعذبها ، ووقف على المسرح ، وواجه الجمهور ، رغم ضعفه وألمه ، بصوته الشجى الجميل ، ولأن نبرات صوته انطلقت من شغاف القلب ، اخترقت كل القلوب والعقول معاً ، وبالفعل أصبح من أشهر وأعظم مطربى عصره .

تسعد “عنان” ، وتشعر بالقوة والانتصار والفخر ، لكنها ظلت تراقبه من بعيد ، تطمئن عليه خلسة من آن لآخر ، دون أن ينتبه لوجودها ، هى تحرص ألا يشعر بها ، هى تحبه ، هى تؤمن بموهبته ، ولديها الإرادة الكافية ، لتجبره على النجاح والانتصار ، لأنه يستحق ذلك ، وهكذا تجاوزت كل حدود البشر ، ارتفعت إلى أعلى مراتب الإنسانية، المتجردة تماماً من كل نوازع الأنانية والوصولية ، ذابت ذاتها فى الكون الرحب.

عفواً .. إننا نسعى دوماً إلى أعلى المراتب والمناصب ، دون أن نسعى إلى معرفة كل الأشياء الحسية الثمينة حولنا ، كى تثمر فينا ، دون أن ندرك أن الانتصار للقيمة والمعنى والمبدأ، هو من يمنح كل الأشياء الأخرى قيمتها ووجودها .

الأهالي المصرية في

28.01.2014

 
 

ماجدة موريس تكتب :

فى ختام دورته الثانية مهرجان الأقصر بين السينما والناس 

أوطان فى مرحلة انتقالية، وتغييرات كبرى تفرض نفسها على المواطن وتدفعه لإعادة النظر فى حياته وعلاقاته بما حوله.. ومن يعرفهم.. هذا هو المضمون الرئيسى للأفلام الثلاثة التى فازت مساء السبت الماضى بجوائز مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية فى دورته الثانية، وربما كان من الأهم هنا الحديث عن المكان قبل الأفلام، وبعدها، وأقصد به مدينة الأقصر رائعة الجمال، والنظافة، والتى يتحدث أهلها بفخر عن إنجازات محافظين سابقين، الدكتور سمير فرج، والسفير عزت سعد، وعن الأمل فى أن تكتمل إنجازاتهما فى إزالة كل العوائق أمام الأماكن الأثرية البازخة وفى إضافة المزيد من المساحات الخضراء والمفتوحة إلى رصيد المواطن الأقصري، ولهذا لم يكن صعباً أن يتسلل ضيوف المهرجان المصريون والأجانب إلى المدينة وإلى الكورنيش وإلى المتحف وإلى الممشى الجديد على النيل، ولم يكن صعبا أن تجد أية ملاحظة لأى ضيف طريقها إلى محافظ المدينة الآن، اللواء طارق سعدالدين، الموجود دائما فى كل مكان والذى وجدناه بيننا فى كل أيام المهرجان منذ الافتتاح وحتى الختام وفى الفندق حيث شارك فى ندوة مع نور الشريف تدعو العالم لزيارة الأقصر وفى الممر المؤدى لمعبد الكرنك كان المحافظ أكثر شبابا وحيوية من كثيرين من السينمائيين المصريين فى سرعة حركته ومعه فريق عمل من المحافظة لم يهدأ لحظة واحدة حتى اللحظة الأخيرة، أما شعب الأقصر الجميل المتحضر والذى يجيد أغلب العاملين به فى السياحة لغات عديدة فقد قدم صورة رائعة للمواطن المصرى حين يمر بأزمة ويتحمل مؤمنا بالمستقبل ويخرج لتأييد ثورته ويشارك فى الغناء الوطنى ويفعل كل شىء يفعله أبناء وطنه فى كل المحافظات من أجل أن تعود مصر إلى مجدها ولهذا كانت فرحتنا كبيرة فى نهاية فعاليات المهرجان ونحن نرى أمامنا أفواجا سياحية تعود إلى المدينة، وفد آسيوى من “نيبال” ووفد من ألمانيا، ورفع حظر بريطاني، ويابانى عن السياحة لمصر، أما فى قاعات دور عرض المهرجان، سواء قاعة المؤتمرات بالأقصر أو قاعة قصر الثقافة، فلم يتوان جمهور المدينة عن الذهاب لرؤية الأفلام، خاصة المصرية، مثل “لامؤاخذة” داخل المسابقة و”فتاة المصنع” خارجها وجلس هذا الجمهور برجاله ونسائه “.. وأطفاله” للتعبير عن آرائهم فى المناقشات هناك أيضا أفلام نور الشريف المكرم هذا العام التى تسابقت الجماهير لرؤيتها، وجاء وفد من عمد ومشايخ المحافظة لروية “ليلة ساخنة” بدعوى من المحافظ ليعبر عن سعادته البالغة بالدعوة وبالفيلم وبأنه “لأول مرة يدعو هؤلاء المسئولون إلى مناسبة فى مدينتهم” وفى الحقيقة أن مهرجان الأقصر فى هذه الدورة استطاع أن يضع أهل المدينة والمحافظة فى قلب الحدث وأن يبدأ معهم مشاركة حقيقية لتفاعل ثقافى سوف يمتد فى السنوات القادمة ويؤتى ثمارا غالية، خاصة مع ووجود الشباب الكبير ضمن الحدث سواء شباب محافظات الصعيد الذين حضروا عروض قصر “الطود” بدعوة من وزارة الشباب أو شباب الأقصر المنضمين إلى جماعة فنية جديدة والشباب هنا تعنى شبان وفتيات، والمرأة الأقصرية لها موجود واضح فى كل ما رويته.. ومن هنا فإن الملمح المميز لهذه الدورة هو تفاعل المواطن ووجوده وبداية علاقة مميزة له مع السينما سوف تعلو حين يكتمل بناء مجمع دور العرض السينمائى الجديد الذى يقيمه أحد رجال الأعمال الكبار.

مهلك.. والجائزة الكبري

من جهة أخري، فقد اقتنصت سينما دول أوروبا الشرقية جائزتين من جوائز المهرجان الثلاث المخصصة للفيلم الروائى الطويل والتى أعطتها لجنة تحكيم دولية برئاسة المخرج الروسى فلاديمير منشوف وتضم فى عضويتها مدير التصوير السينمائى الكبير سعيد شيمى فحصل الفيلم الصربى “مهلك” للمخرج ميلوس يوزيك على الذهبية لقدرته على التعبير عن الأزمة الأبدية بين القرية والمدينة فى بلدة صربيا، وحيث تمتد هذه الأزمة لتصل بنا إلى أزمة هوية لرجل من مجتمع متأزم تجاه مجتمعات الغرب التى ذهب إليها للبحث عن حلمه.. أما الفيلم اليونانى “العدو بالداخل” فهو يطرح أزمة تمتد إلى كل مجتمعات “الأزمة” من أوروبا وإلى دول المتوسط التى تعيش ثورات الآن، وبينها مصر، وفى إطار قصة بطله رب العائلة الاشتراكى والمؤمن بأن الأزمة الاقتصادية فى بلده سببها الرأسمالية المتوحشة تتأزم الأوضاع حين يفاجأ البطل بمن يقتحم عليه بيته ويخرجه بدون أن يعرف من لأنهم ملثمون، وليبدأ بعدها فى مواجهة الزوجة والأبناء بأن هناك خطراً كبيراً لا تصلح معه النظريات.. وإنما البحث عن حل سريع، فيحضر “بندقية الصيد” مؤقتا للدفاع عن نفسه وبيته كخطوة أولي.. الفيلم من إخراج يورجوس تسيمروبولوس وتميز بإيقاع سريع وحبكة أشبه بالبوليسية، أما الفيلم الحاصل على بورنزية المهرجان فقد جاء من جورجيا، ومهموم أيضا بالتغييرات التى طرأت على أوروبا، وعلى الدول التى استقلت عن الاتحاد السوفيتى القديم ومنها جورجيا، وقد قدمت مخرجته “أنا اكفيتيم شقيللي” كل هذا من خلال قصة فتاتين فى سن المراهقة فى مدرسة واحدة عام 1992 أما اسم الفيلم فهو “فى غضون الشباب”.. وفى مسابقة الفيلم الروائى القصير فازت المخرجة المصرية الشابة بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمها “فردة شمال” بينما حصل المخرج الألمانى ايريك شيمث عن الذهبية فى فيلمه “رينو بالسرعة الكاملة” وهناك العديد من الأفلام الرائعة المصرية والأوروبية التى فاتتها الجوائز.. لكن الموهبة وجدية الأفكار وطرافتها تدعونا للثقة فى مستقبل السينما فى السنوات القادمة.. على الأقل السينما المصرية.

الأهالي المصرية في

28.01.2014

 
 

مهرجان الأقصر للسينما نحو ثقافة فنية جديدة

متابعة سهام العقاد 

نور الشريف يجب إعادة بناء وجدان المواطن المصري

بهاء طاهر: الإبداع يدفع المجتمعات نحو التقدم

احتضنت المدينة العريقة الأقصر الساحرة فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، والذي تنظمه مؤسسة “نون” التي يترأسها المخرج السينمائي الكبير د.محمد كامل القليوبي، والناقدة الدكتورة ماجدة واصف رئيسة المهرجان، و الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان، والكاتب الصحفي جمال زايدة، بمشاركة محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين، وسفير صربيا، وممثلين عن دول الاتحاد الأوروبي والأديب بهاء طاهر الرئيس الشرفي للمهرجان في دورته الأولى، والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى رئيساً شرفياً للدورة الثانية للمهرجان، بحضور كوكبة من النجوم من بينهم: الفنان نور الشريف، والمؤلفة وسام سليمان، والفنان آسر ياسين، والفنانة كندة علوش والمنتج محمد حفظي، والمؤلف تامر حبيب، والمخرج محمد خان، ومدير التصوير الفنان سعيد شيمي وغيرهم.

تنافس في الدورة الثانية 12فيلماً في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة من 11 دولة، هي روسيا، و السويد، و جورجيا ، و التشيك ، وسلوفاكيا  ورومانيا  والنرويج ، و اليونان و اسبانيا  وصربيا. بالإضافة إلى مصر التي تنافس من خلال فيلم “لامؤاخذة ” ، بينما يعرض لها فيلم” فتاة المصنع ” خارج المسابقة.

مأزق اليونان

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، ينافس 23 فيلماً من 14 دولة منها بلجيكا  وأيرلندا  وألمانيا وفرنسا وبريطانيا و التشيك واستونيا واليونان  و روسيا  ورومانيا  و سويسرا  و هولندا و صربيا.

من بين الأفلام القصيرة المتميزة الفيلم اليوناني “مأزق” إخراج ديميترا نيكولوبولو، كشف الفيلم عن عمق المأساة الاقتصادية التي تعيشها اليونان الآن، من خلال امرأة تعانى من البطالة، تم قطع الكهرباء عن منزلها، وفى رحلتها لسداد الفاتورة تصطدم بكل الأوجاع التي يعانى منها المجتمع، فهذا طفل جائع يأكل من صناديق القمامة، وعجوز يتسول ثمن الدواء،  فقد ارتفع سقف الفقر إلى الحد الأقصى التي تستحيل الحياة معه، إلا أن بطلة الفيلم رغم فقرها وحاجتها الماسة لدفع فاتورة الكهرباء لكنها دفعت ثمن دواء العجوز، وأطعمت الطفل، وأنفقت قروشها المحدودة لكنها في نهاية الفيلم أخذت ترقص بسعادة ورضا تأكيدا على قيمة العطاء والتفاعل مع أوجاع الاخرين.

كما قدم المهرجان نظرة على السينما الألمانية الجديدة وشبابها  الذين صنعوا سينما جديدة بعدما تجاوزوا أزمات التاريخ الألماني المعاصر وغزوا العالم في السنوات الأخيرة بأفلامهم المتميزة، من خلال ثمانية أفلام : “أجري يا لولا” ، لتوم تيكوير و” لا مكان في إفريقيا ” لكارولين لينك ، و”الدولة التي أعيش فيها ” لكريستيان بيتزولد ، و”أضواء بعيدة “  لهانزكرستيان ، و” وداعا لينين”  لوولفجنا جبيكر ، و” حياة الآخرين “  لفلوريان هينكل ، و” حافة الجنة “  لفاتح أكين.

كما عرض لمهرجان ثمانية أفلام من تيار السينما المصرية المستقلة: ” المدينة” ليسري نصر الله، و ” كليفتي “  لمحمد خان، و”بصرة ” لأحمد رشوان، و” الشتا اللي فات ” لإبراهيم البطوط، و” هرج ومرج “  لنادين خان، و” عشم “  لماجي مرجان و”الخروج للنهار”  لهالة لطفي، و” فرش وغطا ” لأحمد عبد الله .

السينما المستقلة

نظم المهرجان ست ندوات ضمن فعالياته للتعرف على أهم المستجدات الفنية والتقنية.

تحدث الفنان الكبير نور الشريف في الندوة التي أقامها المهرجان لتكريمه، حول رؤيته للتوجه الإعلامي الأمريكي الإسرائيلي، والحركة الصهيونية والرأسمالية الشرسة، ومخططهم لقيادة البشر باعتبارهم قطيعا من الأغنام، مؤكدا أننا بحاجة ماسة لإعادة بناء وجدان المواطن المصري، وتنشيط عقلة من خلال إبداع جيد أسوة بما عاصرناه من قبل، مشيرا إلى ضرورة تسويق الفن المصري في مختلف البلدان العربية.

السينما والثورة

كما عقد على هامش المهرجان ندوة ناقشت دور الثورة في إنتاج الصورة من خلال السينما وغيرها من وسائط الاتصال، حملت عنوان ” السينما والتغيير السياسي والاجتماعي في مصر”، أدارها د.محمد كامل القليوبي، بمشاركة الأديب بهاء طاهر والناقد السينمائي على أبو شادي والمخرج مجدي محمد علي، المخرجة هالة لطفي.

طرح الأديب بهاء طاهر العديد من الأسئلة من بينها: هل يلعب الأدب والفن دورا في التغيير الاجتماعي والسياسي؟ وهل ساهمت أعمال كبار الكتاب أمثال نجيب محفوظ وغيره في تغيير الواقع؟  أم أن الشباب هم الذين استطاعوا باستخدام تكنولوجيا الانترنت أن يقوموا بالثورة ويغيروا الواقع؟ وهل الفن والأدب هما ما يحدثا التغيير في المجتمع أم هناك عوامل أخرى؟ وما حجم تأثيرهما؟

مؤكدا بما لا يدع مجالا للشك بأن الفن يدفع المجتمعات نحو التغيير والتقدم، مشيرا إلى أن الإبداع والإنتاج الثقافي في مختلف العصور كانا يدفعا الإنسان نحو نبذ السلبيات الاجتماعية، فقد ساهم الفن على سبيل المثال في أن ينفر الإنسان المصري من النظام الإقطاعي، كما ساهم في تغيير صورة المرأة وتحسينها.

وأكد الناقد السينمائي علي أبو شادي أن الثورة قادرة على أن تصنع فنا، بينما الفن لا يمكنه أن يصنع ثورة، مشيرا إلى الأدب التحريضي، وكيف يتدخل الأدب في التكوين الثقافي للإنسان.

ثورة المعرفة

في حين أكدت المخرجة السينمائية الشابة هالة لطفي أن الفنانين والأدباء هم الأكثر قدرة على التعبير عن وعى المجتمع، وأن الديمقراطية هي التي تمكن الجماهير من التعبير عن نفسها .

الأهالي المصرية في

28.01.2014

 
 

"علي أبو شادي" لكمال رمزي.. ناقد لناقد

نديم جرجورة 

صديقان منذ 40 عاماً، في الحياة اليومية كما في الاشتغال النقدي. تكريم أحدهما في مهرجان سينمائي محلي دافعٌ إلى إصدار الآخر كتاباً عمن أمضى معه سنين مديدة من اليوميّ والسينمائيّ. العمر والمهنة والرغبة العميقة في المُشاهدة والمتابعة والنقاش، أمورٌ جمعتهما معاً. في الدورة الـ17 (18 ـ 26 تشرين الثاني 2013) لـ"المهرجان القومي للسينما المصرية"، تمّ تكريم علي أبو شادي. اعتاد المهرجان إصدار كتب متعلّقة بمن اختارهم لتكريمهم في دوراته السنوية، فوضع كمال رمزي كتاباً عن صديقه ورفيق دربه السينمائي بعنوان "علي أبو شادي ناقداً" (وزارة الثقافة ـ صندوق التنمية الثقافية، القاهرة): كتاب تحية، ونصّ يُعتبر بمثابة أحد مفاتيح الدخول إلى العالم النقدي للمُكرَّم.

ملاحظات عديدة يُمكن سوقها إثر قراءة الكتاب، تعكس متعة القراءة، لكنها تقف حائلاً أمام استكمال هذه المتعة بأخرى متعلّقة بالشكل. السلسلة محتاجة إلى تأهيل جذريّ يتناول الشكل وكيفية صوغ المضمون معاً. الأسماء المختارة جديرة بهذا النوع من الكتابة، التي تمزج سِيَراً وتحاليل بحوارات وشهادات. التكريم يتطلّب مسائل كهذه. لكن، يُمكن لكل كتاب أن يكون أفضل من تلك الصادرة على مدى أعوام. في الشكل، تفتقر السلسلة إلى رؤية فنية تتلاءم والسينما أولاً، كما تتلاءم والقيم الفنية والثقافية والمهنية للمُكرَّمين. الحجم المستطيل مختلفٌ عن الأحجام المعتادة للكتب الأخرى، لكن الألوان وأنواع الحروف وأشكال الطباعة وغيرها لا تمتلك شيئاً من الجماليات المطلوبة في صناعة الكتب (خصوصاً الصُوَر وطباعتها). أما المضمون، فبقدر ما يحتوي على معطيات ومعلومات وتحاليل مختلفة، وإن ظلّت أقلّ من المطلوب، تحتاج إلى تحرير لغوي يُنزّهها من كل خطأ نحوي وطباعي.

لم يخرج الكتاب على هذا الواقع الممتد على الغالبية الساحقة من الكتب المصرية. لكنه كتاب يرتكز على قراءة مبسّطة وعميقة معاً لحكاية علي أبو شادي الناقد، التي بدأت بمقتطفات سريعة عن مرحلة أولى من حياة الشاب القادم إلى القاهرة مطلع الستينيات، وبعناوين عامّة خاصّة بظروف ساهمت في تكوين الوعي المعرفي والثقافي والفني للناقد، الذي سيُصبح لاحقاً موظّفاً رسمياً يتبوّأ مناصب مختلفة لم تنجح في إبعاده عن اشتغاله النقدي الأساسي، وقناعاته الثقافية والسياسية. قراءة ذاهبةٌ إلى بعض أبرز الكتابات النقدية لأبي شادي، الملتزم "إيديولوجية" ناصرية جعلته دقيقاً و"قاسياً" (إلى حدّ ما) في متابعته النقدية أفلاماً هاجمت الناصرية، أو انتقدتها. فرمزي يرى "أن المنظور السياسي يمدّ الناقد بقدرة هائلة على تفسير المواقف سواء في الأفلام أو في الموقف منها، على نحو ينفذ لبواطن الأمور، ويلقي ضوءاً ساطعاً على الجوانب الخفية المعتمة" (ص. 9). بالإضافة إلى اهتمام أبي شادي بتاريخ السينما المصرية، وبأفلام عربية وقضايا وتيارات وأفكار متنوّعة.

اللافت للانتباه أن كمال رمزي وضع الصداقة جانباً، في أحيان عديدة، وهو يناقش أفكاراً وتحاليل وضعها صديقه إزاء هذا الفيلم أو ذاك المخرج أو تلك الموجة السينمائية. بدا رمزي، غالباً، ناقداً لناقد، وإن بخَفر ووجل، من منطلق نقاش نقدي يُشكّل، ربما، إحدى نواة صداقتهما. مثلٌ أول: "موقفه من "شيء من الخوف" (1969، حسين كمال) "يحتاج لمراجعة خاصة أنه لا يخلو من تناقض" (ص. 7). مثلٌ ثان: "كانت تقييماته لهذه الموجة (أفلام حرب أكتوبر) والتي تلتها تتمتع بقدر كبير من الموضوعية ودقة الأحكام، (لكنه أحياناً قليلة) يقع في قبضة التعميم المخلّ" (ص. 8).
من أصل 96 صفحة، هناك 18 صفحة فقط موضوعة بقلم رمزي عن "علي أبو شادي ناقداً". فالكتاب يتضمّن أيضاً بعض مقالات المُكرَّم، وحوارات معه، وصُوراً له. لذا، يُطرح سؤالٌ: هل تكفي الصفحات القليلة تلك لإيفاء نصوص أبي شادي واشتغالاته النقدية والإدارية حقّها؟

السفير اللبنانية في

28.01.2014

 
 

سلاف فواخرجي:

مشاريع مصرية وسوريا ستكون بخير

محمد الأزن/ دمشق 

رغم حبّها الكبير للدراما، ستختار سلاف فواخرجي السينما إذا خيّرت بين عملين «جيّدين» أحدهما سينمائي والآخر تلفزيوني؛ لأنّ للفن السابع «جماليته الخاصّة». هكذا، ستخوض الممثلة السورية تجربتها السينمائية الثالثة خلال عامين. بعد «مريم» (2012)، أنهت فواخرجي تصوير دورها في فيلم «بانتظار الخريف» (إخراج جود سعيد)، وعادت للتعاون مع المخرج باسل الخطيب في فيلم «الأم» الذي كتب نصّه أيضاً وبدأ تصويره أواخر العام الفائت. وإذا كان دورها في «مريم» يضيء على معاناة امرأة سورية بسبب الحرب، إذ لفظت أنفاسها الأخيرة على أرض الجولان السوري المحتل إبان هزيمة 1967، فالنجمة السورية تدخل عبر فيلميها الجديدين في صلب معاناة المرأة. معاناة ستتجسد في الحرب التي لا تنفكّ تُذيق السوريين مرارتها كل يوم، مع فارقٍ في المقاربة بين الفيلمين. في فيلم «بانتظار الخريف» الذي انتهى تصويره أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تؤدي فواخرجي دور كابتن فريق كرة طائرة في إحدى قرى الساحل السوري، تحلم بالفوز في الكأس رغم الدمار الذي تشهده البلاد. فيلمٌ تتوقع فواخرجي أن يكون قريباً من الناس؛ فهو «يقارب الأزمة من وجهة نظرٍ بسيطة، لا تخلو من الطرافة، ويقدّم نموذجاً لطريقة عيش شريحة من المجتمع السوري في ظل الحرب. هم أناس يقترن لديهم الحزن بالفرح دائماً، ويتمسكون بالحياة بشدة، كما يعدون أنفسهم بالحب، والعمل، والمستقبل، والولادة الجديدة من قلب الدم»، تقول بطلة مسلسل «رسائل الحب والحرب» في حديثها لـ«الأخبار».

وتشير إلى أن شخصيتها في الشريط «تحمل مفاجأة كبيرة على مستوى الشكل، وطبيعة الشخصية»، منوهةً بالأسلوب الجديد الذي ينتهجه جود في هذا العمل، معتمداً على «الارتجال والعفوية»، واصفةً إياه بأنّه مخرج موهوب «في طريقة تواصله مع فريق عمله».

في المقابل، تواصل فواخرجي تصوير دورها في فيلم «الأم». وتصف شخصية «فاتن» التي تؤدي دورها بأنّها «امرأة سورية، فيها شيء من الغموض، والحزن الدفين، لكنّها تعيش بواقعية. وتدفعها الأزمة إلى الانحياز للإنسان في داخلها». وبحسب فواخرجي، يتناول الفيلم فكرة الأم «بمعناها الشامل، ورمزيتها للأرض، وكيف تبدو علاقة أبنائها بها في الأوقات العصيبة». وإلى جانب «الأم» و«بانتظار الخريف»، تتوق فواخرجي إلى استكمال إنجاز فيلم «رسائل الكرز» الذي يعدّ تجربتها الإخراجية الأولى، راجية أن تتمكن من تقديم وجهة نظر مهمّة حول الجولان السوري المحتل. في حديثها لـ«الأخبار»، رجّحت بطلة مسلسل «أسمهان» الانتهاء من العمل في وقت قريب، لافتةً إلى أنّها أدارت دفّة إخراجه «بشغف يصل إلى حد الهوس»، كذلك فإنّ ما يهمها هو إعادة تذكير السوريين بالأجزاء المحتلة من أرضهم، وخصوصاً أنّه «في الفترة الأخيرة، أنسونا عدوّنا الأساسي إسرائيل». بالعودة إلى رمضان 2013، نفت فواخرجي تجاهلها لمسلسل «ياسمين عتيق» (إخراج المثنى صبح) خلال إطلالاتها الإعلامية في الموسم الفائت. إطلالات تحدثت فيها بشغف عن دور «وداد» الذي أدته في مسلسل «يا مال الشام» لباسل الخطيب، فيما برّرت أنّه «لم يسألوني عن «ياسمين عتيق» في مقابلاتي. ولو سئلت، لكنت أجبت، فأنا أحترم كل عمل أقدمه». وتضيف: «صفيّة في «ياسمين عتيق» كان أوّل أدواري في الدراما الشامية، وقبلت بالدور رغم تحفظي على هذا النوع من الأعمال؛ لأن هذه الشخصية تمثل المرأة الدمشقية القوية، وهو من الأدوار السبّاقة لإبعاد صورة «طشط الغسيل». العمل جيد، وأنيق، ولمست إعجاب الناس به».

لكن فواخرجي لا تخفي أنّ «يا مال الشام» أقرب إلى قلبها: «شعرت بالسلطنة أثناء أدائي دور «وداد». كل فريق العمل اشتغل على هذا المسلسل بحبّ، ولطالما شعرت بالثقة في تعاملي مع باسل الخطيب».

وكشفت النجمة السورية لـ«الأخبار» أنّ قحطان مهنّا، كاتب رواية «وداد من حلب» التي اقتُبس منها العمل، أسرّ لها بأنّه كان يستحضر شخصيتها حين رسم ملامح «وداد» على الورق، بعدما شاهدها في «أسمهان». وقد يكون ذلك وراء وضع صورتها على غلاف الطبعة الثانية من الرواية، ما أسعد فواخرجي كثيراً. أما عن إطلالاتها الإعلامية الساخنة التي كررت خلالها تأييدها للرئيس بشار الأسد، فقالت فواخرجي: «عندما أسأل عن موقفي لا أتردد في الإجابة. أنا أؤمن بقناعاتي إلى درجة اليقين. هذا واجبي تجاه بلدي الذي أعدّه خطاً أحمر». وأضافت: «أخذت السياسة أخيراً الحصّة الأكبر في المقابلات على حساب الفن. ربما كان ذلك يعود للظروف التي نعيشها وتتداخل فيها القضايا». التفاؤل غلب على فواخرجي في نهاية حديثها لـ«الأخبار». تقول: «أنا متفائلة بأنّ المرحلة المقبلة ستحمل تطوّرات مهمة على مختلف الصعد للسوريين. التجارب التي عشناها على مدى السنوات الماضية ستزيدنا غنى على المستويين الشخصي والفني» قبل أن تؤكد: «أصبح لدينا مخزون كبير من الحزن والأمل سينتج فنّاً كبيراً».

إلى «أم الدنيا»

بعد غياب أربع سنوات عن الدراما المصرية منذ بطولة مسلسل «كليوباترا» (تأليف قمر الزمان علوش، وإخراج وائل رمضان)، رجّحت سلاف فواخرجي أن يكون مشروعها الدرامي المقبل في مصر. وقالت إنها تفاضل بين نصّين «جيّدين»، أحدهما سوري والآخر مصري، على أن تحسم خيارها في هذا الشأن خلال الشهر المقبل. ولفتت إلى أنّها شديدة الحذر في خياراتها المصرية كما السورية، إذ اعتذرت عن عدم المشاركة في الكثير من النصوص خلال السنوات الماضية. النجمة السورية كانت تفضّل عدم مغادرة سوريا في الظروف العصيبة، لكن تفاؤلها بتحسن الوضع السوري خلال الفترة المقبلة، جعلها أكثر جرأة في حسم قرارها بخصوص الإطلالة على جمهور المحروسة عام 2014.

الأخبار اللبنانية في

28.01.2014

 
 

"أصوات ممنوعة".. أصوات مسموعة

مُدَّونات سلاحهن الحواسيب المحمولة!

قيس قاسم 

في بوستر الفيلم وتحت عنوانه الرئيسي "أصوات ممنوعة" ثمة عنوان فرعي آخر يكمله ولكن بشيء من التواري: "كيف يمكن القيام بثورة بالحاسوب المحمول". لم يُكتب بصيغة سؤال ومع هذا يحمل في طياته هذا المعنى، وعلى أساسه يمكن قراءة فيلم السويسرية بربارة ميلر، كمقترح لمعرفة هذة الامكانية عبر تجارب ثلاث مُدونات "بلوج" ناشطات على "الشبكة العنكبوتية": ايرانية، كوبية وصينية. كل واحدة منهن لها تجربة خاصة وكلهن يشتركن في تجربة متقاربة مع  انظمة استبدادية حاولن فضحها أمام العالم، بفعل الكتابة لا بقوة السلاح ومن هنا سيكتسب العنوان ضمناً معناه الثوري المعاصر، من خلال إعتمادهن الكتابة ونشر المعلومات وسيلة للتغير، عبر ما توفره الاتصالات الإلكترونية الحديثة من امكانات هائلة غدت في حالات وتجارب شعوب أخرى، كما في منطقتنا العربية، وسيلة فعالة لإحداث التغيير، لكن في حالتهن، يظل هناك سؤال عالق بحاجة الى توضيح كون الأنظمة التي حاولن تعريتها لم تسقط بعد؟ فهل أخفق الأسلوب عن أداء دوره، أم أنه في طريق الإكتمال؟.

البحث في هذا الجانب سيعطي للوثائقي ديناميكية كبيرة للدخول في تفاصيل حياة المُدَّونات وتجاربهن مع أنظمة ديكتاتورية حاولت اسكاتهن بكل الوسائل، ومع هذا فقصص كل واحدة منهن تقارب في مضمونها العنوان الرئيسي وتتكامل مع فرعه.

مع كل واحدة من المُدونات الثلاثة ستكون هناك رحلة على ثلاثة مراحل ترافقهم فيها كاميرة بربارة ولا تفارقهم في أشد الظروف خطورة ما يعطي للوثائقي مصداقية وديناميكية تميزه عن بقية الوثائقيات التي عَرفَت بناشطين معارضين في مجال الميديا و"النت" وأخذت شكل مقابلات صحفية. لقد ساهم الوثائقي في نقل صورة الواقع وليس صورة الشخصية الخاضعة لمعاينة الوثائقي نفسه فقط، وبهذا أصبح مساهماً فعالاً في نقل الواقع بتفاصيله وهذا ما جسدته مرافقة الناشطة والمدونة الكوبية يواني سانشيز في بيتها وفي تنقلاتها الخطيرة لأنه ما زال حيز تحرك المعارضين لتشدد السلطة ضيقاً بسبب من شعبية النظام أولاً ولقوته كنموذج مناهض للسيطرة الرأسمالية والأمريكية على وجه التحديد، ولهذا السبب تملك الدعاية الرسمية قوة يصبح الوقوف في وجهها صعباً ومعقداً. في بيتها ومع زوجها وابنها كانت سانشيز تتابع تلفزيون الحكومة وهو يصف نشاطها في إحدى نشراته بالخيانة والتعاون مع العدو الخارجي الذي يمولها بالمال والأجهزة ضد ثورتهم ثورة كاسترو وجيفارا! مجرد سماع الكلمات يسري الخوف في الجسد، فكيف لإمرأة شابة أن تتحمل كل هذة التهم، وأي قناعة داخلية راسخة تُبقيّ على اصرارها في انتقاد السلطة. ما يقدمه الوثائقي من تفاصيل يجعل المشاهد على قناعة بأن المُدَّونات والصحفيات الثلاثة يركزن في نشاطهن على دعوات لإصلاح الفساد الحكومي وعلى انفتاح معقول على العالم الخارجي ولا يطالبن بإسقاط الأنظمة ولهذا السبب تجد دعواتهن قبولاً شعبياً كما هو حال مدونة سانشيز "جنيرشين واي" التي تابعها خلال شهر واحد أكثر من عشرة ملايين انسان بما فيهم قادة دول ما جعل من نشاطها مصدراً لقلق السلطات الكوبية التي تضغط عليها ليل نهار من أجل ايقاف مدونتها.

نفس الصورة تكررت مع الصحافية الايرانية فرناز سيفي حين كانت في طهران وتعرضت لضغوطات بسبب ما كانت تنشره في مدونتها عن تحجيم دور المرأة والتعامل معها ككائن من الدرجة الثانية. لقد دعت الى حملة تواقيع من أجل الغاء التمييز ضد النساء شارك فيها أكثر من مليون شخص، فما كان من السلطات إلا اعتقالها واجبارها على الرحيل من البلاد فكان لقاء الوثائقي معها في ألمانيا حيث تقيم كلاجئة. أما الصينية زينغ جينيان فوجدناها مع طفلتها وزوجها تحت الاقامة الاجبارية في بيتها لأن ما تكتبه في مدونتها صنفته الحكومة الصينية نشاطاً يهدد أمنها القومي فمنعته بعد أن أخذت حاسوبها المحمول وكل ما له يمكن لها التواصل عبره بالعالم الخارجي، الذي يخيف السلطات الصينية الحريصة على الظهور كدولة تحترم حقوق الانسان فيما تقارير المدونة الصينية تشير الى انتهاكات مخيفة لتلك الحقوق وما استلاب حريتها مع عائلتها إلا دليل قوي لم تفلح أجهزة الأمن من طمسه خاصة وأن كل تحركاتهم أمام شقتها قد صورته بكاميرة فيدو وسربته الى العالم الخارجي. تجتمع الشخصيات الثلاثة في المقطع الأول من الثلاثية المتناغمة، كأوكسترا فيلمية على صفة الشجاعة والتماسك مع عرض  لأهم نشاطاتهن واعتراضاتهن ضد الأنظمة السياسية في بلدانهن فيما يأتي الجزء الثاني لينقل جانباً انسانيا فيهن، يزيح ويبعد الصورة "البطولية المطلقة". فالمدونات نساء عاديات، اثنان منهن متزوجات وعندهن أطفالاً، ولهذا فمسؤوليتهن تتعدى النضال الى الحفاظ على أرواحهن وأرواح عوائلهن وفي تفاصيل الوثائقي نجد حجم الرعب الذي يعتري تحركاتهن لهذة الأسباب بخاصة وأن الأنظمة الثلاثة هي نماذج صارخة لقسوة السلطات المركزية. سنسمع كثيراً كلمة "أنا خائفة" أو "مرعوبة"، فيما سيسجل الوثائقي الممارسات الفضيعة التي تمارس ضدهن كما جاء في تسجيله لحالة الاعتداء التي تعرضت لها المدونة الكوبية من قبل مجموعة من المدنيين دفعتهم السلطة لضربها وتخويفها فيما كان الخوف من الموت في أقبية سجن "أفين" دافعاً للايرانية للهروب من البلاد وما الحُكم على زوج الصحافية الصينية أكثر من ثلاث سنوات سوى مقدمة لما قد ستتحمله من عواقب على ما تكتبه. باختصار ثمة فعل منظم استبدادي لمنع تلك الأصوات وبأي ثمن كان

تقابله رغبة في قول الحقيقة ولكن بأثمان عالية لا يتحملها كل الناس وهذا ما جسدته الحركة الثانية من سمفونية الخوف الوثائقية، فيما كان المقطع الثالث مكرساً لنهايات محزنة توقفت فيها الناشطات عن دورهن ولكن ليس بالكامل فثمة وعي مغروس واحساس بالمسؤولية عندهن يجعل من عملية الوقوف مرحلة يراد لها أن تكتمل بأدوار يقوم بها آخرون وهذا ما عرضه الوثائقي حين توقف عند جملة قالتها الايرانية فرناز "الخوف على عائلتي أجبرني على الرحيل لكن  ثمة حراك في العالم وفي الشرق الأوسط يدعونا الى البقاء رغم التوقف. لدينا احساس بأن ما قمنا به في بداية عام 2009 قد سبق الربيع العربي لكن العرب وخاصة تونس ومصر نجحتا في ثورتيهما السلميتين وهذا يثير عندنا غيرة هي غيرة المسؤولية اتجاه شعوبنا". لا يتوقف ولا يستسلم الوثائقي بسهولة لأن نشاط المدونات رغم توقف مدوناتهن لم يتوقف بالكامل وحراكهن على النطاق المحلي لم ينتهي على العكس تماماً فحملة الكوبية سانشيز لأطلاق سراح السجناء السياسيين في كوبا نجحت حين أسمعت مدونتها العالم من قبل بهم، وبنشاط حركة "النساء ذوات الملابس البيضاء" التي تضم زوجات وبنات المعتقلين السياسيين. لقد أطلق سراح بعضهم ما عده المتعاطفون معها انتصاراً لها ولمدونتها التي كشفت للعالم ما يجري من انتهاك لحقوق الانسان في بلدها، حالها حال الصينية التي ظهرت حركات خارج الصين تعلن تضامنها معها وتعتبرها واحدة من أشجع الصينات الطامحات بالعيش ومعها كل الصين في مجتمع حر، في تقارب مع طموح الايرانية التي ظلت على صلة بصحفيي بلادها وتدخلت منظمة "صحفيون خارج الحدود" على خطها لتتواصل معها باعتبارها ناشطة موثوقة تحفز الآخرين المتحمسين لإسماع صوتهم رغم المنع والقمع.. مثلهن فأصواتهن الممنوعة.. صارت مسموعة وعالياً.

الجزيرة الوثائقية في

27.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)