كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

نقد سينمائي شعبي!

محمد موسى

 

يُشَّكل البرنامج الإذاعي البريطاني الاسبوعي "نقد أفلام كيرمود ومايو" ظاهرة لافتة في الصحافة السينمائية الجديّة، وبالخصوص الشَّق النقدي منها،  وعلاقة هذه مع الجمهور الواسع. ففي الوقت الذي تُصارِّع معظم مجلات السينما العالمية العريقة للبقاء، وسط مَشهد مُتَّلبد غير واضح المعالم، يتجه بسرعة وحزم للتخليّ عن هويات ومنافذ الأعلام "القديم"، والتحول الى آخر جديد يَّطل عبر شبكة الإنترنيت فقط، حتى قبل أن يكتمل بَّعد نموذج إقتصادي مُستقل، لنشوء وإستمرار مؤسسات صحفية على منصة هذا الإعلام "الجديد"، وفي الزمن الذي مازال التلفزيون يَتَعثَّر في بحثه  لإيجاد مُقاربات ناجحة لتقديم برامج السينما عبر الشاشة الصغيرة، وإقتصار الموجود على برامج بهيكليات سطحية مُكررة، وأخرى فشلت في الإستحواذ على إنتباه  جمهور واسع لمادتها السينمائية المُتخصصة.

وسط هذه الصورة القاتمة يواصل البرنامج الإذاعي البريطاني نجاحاته الكبيرة في جذب جمهور جديد، ليس فقط في بريطانيا، حيث يبث عبر المحطة الخامسة لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، لكنه وجد في الإنترنيت، الوسيط الأمثل لكي يَصل الى جمهور كبير حول العالم.

نجاح البرنامج الإذاعي البريطاني يسير عكس السائد لجهة علاقة السينما وصحافتها ونقدها بالوسائط الإعلامية التي تصل عبرها، فعلاقة الراديو بالسينما، ليست شائعة لإختلاف لغة الوسيطين، فالراديو يقف عاجزاً عن نقل جوهر الفن السابع، وهو الصورة، فيُرغم على إختيار مقاطع أفلام بحوارات عندما يرغب ببث مشاهد من أفلام ،كما لا يمكن لهذا البرنامج بالتحديد (ولأنه يتوجه أساساً للمُستمع البريطاني)، تقديم حوارات من أفلام بلغات غير الإنكليزية. يَّعي برنامج " نقد أفلام كيرمود ومايو " هذه المُحددات التي تواجه تقديم السينما عبر الراديو، لذلك يتجه جهد مقديمه للبحث عن وسائل اخرى لتقديم مادته السينمائية الصحفية، منها تكثيف مادته النصيّة، وتطويعها لتكون مناسبة للبث الإذاعي، وبدون الرتوش والتنميط التي تحيط بتقديم كثير من برامج السينما التلفزيونية مثلاً، كغنج المذيعات الحسناوات ،والإحتفاء الزائد بالنجوم، ولقاءات البساط الأحمر التافهه.

رغم النجاح العالمي للبرنامج البريطاني في السنوات الأخيرة (كما تشير أرقام الإستماع له عبر خدمة "بودكاست" مثلاً)، إلا إنه  مازال متمسك بهويته البريطانية، فهو يتوجه بالأساس الى البريطانيين، ومادته التحريرية ترتكز على برامج عروض الأفلام في الصالات السينمائية في بريطانيا، ونادراً جداً ما يخرج من حدود الجزيرة البريطانية ليناقش قضايا سينمائية من بلدان إخرى. وحتى التغطيات التي كان يقدمها من مهرجانات سينمائية من اوربا توقفت في الأعوام الخمس الأخيرة، لتحل بدل عنها، متابعات لمهرجانات سينمائية من بريطانيا نفسها. حَصِّر البرنامج السينمائي مادته بما يُعرض في بريطانيا، لم يَّكن عقبة حقيقية في عبوره حدود الجزيرة البريطانية. في حين أثبتت تركيبة البرنامج إنها السبب في نجاحه المتواصل في بريطانيا. فهو وعلى خلاف كثير من البرامج السينمائية او التغطيات الصحفية من دول اخرى، ومنها الدول العربية، مَعنيّ بمشهد سينمائي في بلد مُحدد جغرافياً، يتناول الأفلام التي تعرض في صالاته التجارية او الفنيّة، لا يفرق كثيراً بين الأفلام الهوليوودية التي تعرض في عشرات الصالات، او الأفلام الصغيرة التي تعرض لجمهور يتركز في المدن الكبرى فقط.

يَتَقَسَّم وقت البرامج الى عدد من الفقرات الثابتة، تبدأ بقراءة نقدية سريعة للأفلام التي حققت المراتب العشر في الإيرادات في بريطانيا، يعقبها لقاءات يجريها مقدما البرنامج مع مخرجين ونجوم للحديث عن أفلامهم المعروضة وقت بث البرنامج، ثم تبدأ قراءات الناقد مارك كيرمود النقدية لعدد من الأفلام الجديدة التي بدأت او سيبدأ عرضها قريباً.يوليّ البرنامج أحيانا إهتماماً بإصدارات إسطوانات "دي في دي "، ويُرشح أفلاماً للمشاهدة، من التي تعرضها القنوات التلفزيونية البريطانية في الاسبوع الذي يعقب عرض الحلقة الإسبوعية من البرنامج. وكجزء من رغبته في التجديد، يُشرك البرنامج مستمعيه عبر نقاشات او نشاطات، كمسابقة "أحسنت " للفيلم القصير ( لا يتعدى طوله الثلاث دقائق)، التي نظمها قبل أسابيع قليلة، والتي دعا فيها هواة لإرسال افلامهم القصيرة الى البرنامج ، او البيان الذي ساهم المستمعين في صياغته، عن سلوك المشاهدة المُفترض في الصالات السينمائية، كما يتفاعل البرنامج بكوميدية غالباً مع الأحداث السينمائية الكبيرة، فأرتدى مقدماه مكياج شخصيات شريرة من عالم العميل السريّ البريطاني جيمس بوند، قبل عرض الجزء الأخير من السلسلة العام الماضي.

تُهيّمن شخصية الناقد مارك كيرمود على البرنامج. البريطاني الذي يَّطلق عليه معجبيه لقب الدكتور (حصل على شهادة الدكتوراه في السينما قبل سنوات )، هو نجم النقد السينمائي في بريطانيا. نجوميته يَّحلم بها كثير من نقاد السينما في العالم. بدء كيرمود سيرته  كناقد سينمائي في صحف ومجلات بريطانية ( مازال يكتب في صحيفة الأوبزيرفر)، لكن شهرته الحقيقية بدأت منذ عمله المشترك مع زميله المذيع سايمون مايو في برامج النقد السينمائي الإذاعية قبل عقدين تقريباً. نجاح تلك البرامج، جعل التلفزيون يلتفت الى مواهب مارك كيرمود ، ليبدء القسم الثقافي في " بي بي سي" بتكليفه منذ سنوات بتقديم برامج خاصة عن السينما. يَفهَّم مارك كيرمود طبيعة العمل للإذاعة، والفروقات بينها وبين العمل الصحفي الكتابي، لجهة الجمهور الذي تتوجه له. لذلك يحاول النقاد، الذي تجاوز الخمسين من العمر، الإبتعاد عن إستخدام المصطلحات المُعقدة، وإذا نسي أحياناً، يذكره زميله، بأن يتوقف عن إستعمال لغة صعبة. العلاقة بين المقدمين هي والى جانب شغف مارك كيرمود الكبير بالسينما، إحدى الأسباب المُهمة لنجاح البرنامج المتواصل. فهما يشكلان واحد من أبرز الثنائيات الإعلامية في بريطانيا اليوم. يدير سايمون مايو دفة البرنامج، هو يقرأ الرسائل وينظم الحوارات ووقت البرنامج، في حين يترك مهمة النقد لزميله. هناك الكثير من الكوميديا في البرنامج، والتي يُفجرها الإختلافات بين الشخصيتين، إضافة الى سرعة البديهية الإنكليزية المعروفة، بل إن هذه الكيمياء بين مقدمي البرنامج، هي وحسب سايمون مايو، السبب وراء نجاحه وليس السينما موضوعته. ربما يَملك مايو بعض الحق، فتوهج البرنامج يقل كثيراً، عندما يغيب مقدماه بسبب إجازاتهم السنوية، ويَّحل بَدل عنهم نُقاد لا شكوك في مقدراتهم،  لكنهم يعجزون غالباً على  تحقيق التوازن بين المادة الجديّة والترفيه، والذي يتحقق كل مرة تحت قيادة مارك كيرمود وسايمون مايو .

يَصر مارك كيرمود على هامشيّة دور وتأثير نقاد السينما في العلاقة بين الجمهور والأفلام. هو لا يتوقف عن ترديد ذلك في برنامجه، كما إنه كتب كتاباً عن الموضوعة. لكنه في المقابل قادر عبر الدعاية التي يقوم بها لإفلام صغيرة في برنامجه او على موقع "توتير" حيث ينشط، بأن يُساعد هذه الأخيرة لتصل لجمهور واسع. الناقد يقوم في نهاية كل حلقة بترشيح فيلم الأسبوع للجمهور. علاوة على إحتفائه الكبير بأفلام معينة ضمن سياق القراءات النقدية التي يقدمها. لا تكاد تخلو اي حلقة من رسالة لمستمع، يكشف فيها إنه ذهب للسينما بسبب ترشيح البرنامج لفيلم مُعين. هذا التأثير هو أحد غايات النقد السينمائي، أن يكون مؤثراً بين متلقيه، ويقودهم في ظلام الصالات الى كنوز سينمائية لم يكتشفها الجمهور الكبير بَّعد.

إنتفع برنامج " نقد أفلام كيرمود ومايو " في السنوات الخمس الأخيرة كثيراً من شعبية شبكة الإنترنيت ومواقع التواصل الإجتماعي، فتحول بسبب هذه الأخيرة من برنامج إذاعي بمساحة تأثير لا تتعدى  بريطانيا الى ظاهرة عالمية. فعندما سمحت "بي بي سي" بتحميل البرنامج مجاناً على الهواتف الذكية او الإستماع له عبر الإنترنيت، وُجد البرنامج جمهوراً جديداً (يَسّتمِع لكل حلقة من البرنامج ما يقارب 100 الف شخص عبر تقنية  "البودكاست"). كما إن تصوير البرنامج الإذاعي ووضعه على صفحة البرنامج على موقع "يوتوب"، يجلب جمهوراً واسعاً أيضا (مايقارب 20 مليون زيارة لمقاطع من البرنامج منذ عام 2008). هذه الشعبية التي لا يعرفها برنامج سينمائي آخر، حولت النقد السينمائي المقدم في البرنامج من ثقافة نخبويّة الى ظاهرة تتوجه الى جمهور أكثر بكثير من ذلك الذي يقرأ المواد النقدية في الصحف والمجلات، ومن دون أن يتخلى "النقد" عن شخصيته وثوابته المعرفيّة.

الجزيرة الوثائقية في

26.01.2014

 
 

نور الشريف:

أكتب مذكرات لن أصدرها في حياتي

القاهرة - خالد فؤاد 

يعقد الفنان نور الشريف جلسات عمل مكثفة مع المؤلف مصطفى محرم لوضع التفاصيل النهائية لسيناريو المسلسل التلفزيوني الجديد «أولاد منصور التهامي» استعداداً لبدء تصويره ليكون جاهزاً للعرض في السباق الرمضاني المقبل.

المسلسل إنتاج شركة محمد فوزي ورصدت له موازنة كبيرة تتجاوز 30 مليون جنيه مصري، ويتم حالياً ترشيح بقية الفنانين والفنانات ومجموعة الوجوه الجديدة التي ستشارك في بطولته.

وعن الجديد الذي يطرحه المسلسل وموعد بدء تصويره ومدى اختلاف الشخصية التي يجسدها ضمن أحداثه عن الشخصيات التي أطل بها عبر شاشة التلفزيون خلال الأعوام الماضية، يقول نور الشريف: «اخترت هذا العمل بعدما استفزتني قصته، فهو ليس جديداً فقط ومختلفاً بالنسبة لي، بل هو كذلك بالنسبة إلى الدراما المصرية والسينما، ولا أعتقد بأن موضوعاً مشابهاً قُدّم من قبل».

ويوضح أن الخط الرئيس للعمل يدور حول أن «الثروة نعمة كبيرة ينعم الله بها على من يشاء من عباده لكنها تتحول إلى نقمة إذا تملكت مالكها وجعلته عاشقاً لهاً، فيسعى إلى كسبها بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ويدّخرها فلا يفيد بها غيره».

وعما استفزه في هذا العمل، خصوصاً أن مواضيع كثيرة سلطت الضوء على هذه القضية، يقول نور الشريف: «ما استفزني هو بطل المسلسل «منصور التهامي» الذي أجسد شخصيته. فهو رجل ثري أنعم الله عليه ليس بنعمة المال الوفير فقط، ولكن بنعمة الأولاد أيضاً، إذ لديه أربعة أبناء في سن الشباب جميعهم يتمتعون بصفات حسنة، لكنه وهذه هي المفاجأة رجل بخيل جداً لا يستمتع بالمال ولا يترك أبناءه يستمتعون به، ونتيجة هذا تنشأ بينه وبينهم مشاكل وأزمات خصوصاً أن كل فرد منهم لديه طموحات مشروعة وأحلام يسعى لتحقيقها وكلما سعى أي منهم لإقناعه بضرورة مساندته في ما يريد كما هو الحال بالنسبة لكل الآباء مع أبنائهم، يرفض ويبتكر حيلاً ليتهرب منهم ويظل يشعر بحالة من اللذة كلما ضاعف من ثروته من دون أن يستفيد أحد منها حتى أقرب الناس إليه».

وعن رد فعل أبنائه حيال مواقفه هذه، يضحك نور الشريف ويقول: «يظلون على مواقفهم والآمال تداعبهم في أن والدهم سيتغير وأنه سيأتي يوم ويدرك خطأه وحينما تتبدد آمالهم وتصل العلاقة بينه وبينهم إلى طريق مسدود تتغير معاملتهم معه، فمنهم من يسعى للحجر عليه ومنهم من يتمنى موته بل ومنهم من يفكر في التخلص منه بأية وسيلة، وهكذا تتصاعد الأحداث في شكل مثير».

ويضيف الشريف: «أعلم أن الجمهور لن يحبني على الإطلاق في هذا الدور على رغم واقعيتها ووجود مثله كثيراً بيننا، وقد اتفقت مع المؤلف مصطفى محرم على ضرورة أن يغلب الطابع الكوميدي على الشخصية وكل من سيشاهدها سيكتشف أن هناك إنساناً يعرفه والتقى به في حياته يتمتع بالصفات ذاتها».

وعن الفنانين الذين رشحوا للمشاركة في بطولة العمل، يقول: «نقوم حالياً بترشيح مجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات ولكن لم نستقر على أحد في شكل نهائي بما في ذلك مجموعة الوجوه الجديدة التي ستؤدي دور أبنائي، إذ اتفقت مع المنتج محمد فوزي على ضرورة الاستعانة بوجوه صاعدة ومبشرة كما فعلنا في مسلسل «الدالي» الذي قدمناه معاً، وعرّفنا الجمهور من خلاله إلى وجوه جديدة أضحت اليوم من النجوم الكبار، علماً أنني أحرص في كل أعمالي على ضرورة اكتشاف وجوه صاعدة».

وعن الموعد الذي اتفق عليه لبدء التصوير، يقول: «خلال أسابيع قليلة سنبدأ تصوير أول مشاهد العمل بعد الانتهاء من كل التفاصيل وانتهاء فترة النقاهة التي فرضها عليّ الأطباء بعد رحلة علاجي في لندن حيث أجريت عملية لإزالة المياه من فوق الرئة ومجموعة فحوصات أخرى. ولا توجد أسباب لمتاعب صحية سوى أنني أقلعت عن التدخين في شكل مفاجئ ومن دون وضع برنامج طبي للتدرج في الإقلاع عنه، فشعرت بمتاعب وأخبرني الأطباء أن الإقلاع المفاجئ جاء بنتائج عكسية».

وحول اقتنائه لمجموعة كتب مهمة من لندن قبل العودة إلى القاهرة، يقول: «بعد انتهائي من الجراحة والفحوصات توقفت أمام مجموعة من الكتب العربية المهمة للكاتب العراقي عارف علوان وغيره من الكتّاب العرب الكبار وأعكف حالياً على قراءتها. وهناك مجموعة من الكتب والقصص الرائعة التي جذبت انتباهي خلال الفترة الماضية مثل «باب الخروج» لعز الدين شكري و«مولانا» لإبراهيم عيسى و «أنا عشقت» لمحمد المنسي قنديل».

وعن حقيقة استعداده لكتابة مذكراته يقول: «بدأت كتابتها وانتهيت من نصفها تقريباً، علماً أنني لا اكتفي بكتابتها بخط اليد فقط، بل أسجلها أيضاً بصوتي». ويضيف: «لدي تجربة طويلة مع الحياة والفن ولا بد أن تتعرف الجماهير عليها بما فيها من أسرار دقيقة لم تنشر ولا يعرفها أحد، وكذلك لرغبتي في تقديمها للأجيال الجديدة لتتعلم من تجربة فنان سبقهم في المجال وعانى كثيراً حتى أثبت وجوده».

وعما إذا كان ممكناً أن نقرأ المذكرات خلال الفترة المقبلة، يجيب: «بالطبع لا، إذ قررت عدم إصدارها في حياتي، ولهذا سأتركها لابنتي سارة ومي لإصدارها بعد وفاتي بخاصة أنني أتحدث فيها بصراحة كاملة وأذكر فيها أشياء في منتهى الدقة والأهمية».

الحياة اللندنية في

26.01.2014

 
 

كتاب عن سينما سعيد مرزوق:

فيلسوف الصورة

عمان - ناجح حسن 

احتوى كتاب (سعيد مرزوق : فيلسوف الصورة) لمؤلفه الناقد والباحث السينمائي المصري مجدي الطيب، جملة من القضايا والموضوعات والحوارات والصور المتعلقة بمجمل انجاز المخرج السينمائي المصري سعيد مرزق في رحلته مع الفن السابع .

جاء هذا الكتاب ضمن اصدارات صندوق التنمية الثقافية بمناسبة تكريم المخرج مرزوق من قبل وزارة الثقافة المصرية، في محاولة لاستذكار دوره في اثراء مسيرة السينما المصرية بالوان من الابداع السينمائي المتميز، خاصة وانه اليوم يعاني من ازمة صحية اجبرته على الانكفاء بعيدا عن موهبته وحرفيته الاخراجية اللافتة.

جرى توزيع كتاب (سعيد مرزوق: فيلسوف الصورة) ضمن حفل تكريم المخرج العام الماضي ابان الدورة السابعة عشرة للمهرجان القومي للسينما بالقاهرة.

يتتبع الفصل الاول من الكتاب الذي حمل عنوان (قراءة في سينما المفجاءات والنبؤات ) مشاهد الفيلم الروائي الطويل الاول لمرزوق «زوجتي والكلب» ثم ينتقل من هذه المشاهدة الى معاينة نقدية لتجربة مرزوق بهذا الفيلم وتعريف نقدي فطن باشتغالات المخرج المبكرة على فن الصورة ومراميها ودلالاتها في انحياز الى الواقع .

ويتناول الطيب تجربة صناعة فيلم «الخوف» ويصفه بنبوء العصر ، حيث يبين ان مرزوق عمد الى تقديم اشارات واضحة لا تحتاج الى لي ذراع الدراما او تحميل موضوعه بما لا يحتمل لافتا الى انه في هذا العمل التالاي لباكورة افلامه حافظ مرزوق على اسلوبيته الاخراجية المتفردة واتسم ايقاع العمل بخصوصية تستلهم روح الفيلم التسجيلي اذ يستخدم وظيفة بطله كمصور فوتوغرافي ليقدم لقطات توثيقية داخل سياق من الاحداث الساخنة .ويرى الناقد الطيب في فيلم «انقاذ ما يمكن انقاذه» انه يسير في منحى مغاير لتجارب مخرجه الاولى الا انه يوضح في الكثير من المواقف ان العمل وفق في كشف وفضح سلبيات اجتماعية وسياسية وهو ما استعدى الكثير ضده وجعلوا من الفيلم ازمة كون مخرجه يوزع اتهاماته على مجمل حركات النشاط في الحياة السياسية ببلد مثل مصر.

ويتوقف الكتاب مليا في فيلم «المذنبون» الماخوذ عن احدى قصص نجيب محفوظ حيث برع مرزوق في تشريح مشاكل وازمات المجتمع المصري في منتصف عقد السبعينات من القرن الفائت من خلال اسلوبية تشويقية تغوص في الواقع السياسي دون ان تسقط في فخاخ الاثارة البوليسية .

الفصل الثاني من الكتاب جاء على شكل حوار طويل ممتع وشيق بلقياته واكتشافاته عن تلك الجوانب الخفية في علاقة المخرج مع الكاميرا والممثل والتقاط موضوعاته ومحطات الانكسار والفخر في مسيرته السينمائية فهو يتحدث بافاضة وراحة عن الكثير من اوجه ازمة صناعة السينما المصرية .وتضمن الفصل الثالث شهادات لابرز العاملين في السينما المصرية من نجوم ومخرجين ونقاد وكتاب سيناريو وتقنيين ومنتجين وفي جميعها تبيان لاسرار ابداعات مرزوق في التعاطي مع الفيلم جماليا ودراميا بدءا من نضوجه كفكرة الى ان يصل الى المتلقي على الشاشة البيضاء. ويتوقف الفصل الرابع من الكتاب على كثير من الاراء النقدية المتنوعة في سينما مرزوق التي سطرتها اقلام نقاد ومنحتها هذا الالق والقيمة وجعلت من سعيد مرزوق قامة رفيعة في فضاء السينما المصرية والعربية الرحب .

الرأي الأردنية في

26.01.2014

 
 

أشرف عبد الباقي:

هدف «تياترو مصر» إعادة الجمهور إلى المسرح

كتب الخبرهند موسى 

في رصيده 92 مسرحية، أثبت خلالها الفنان أشرف عبد الباقي موهبة عميقة في التمثيل أشاد بها النقاد والجمهور على السواء، وخولته اعتياد طقوس العمل المسرحي، فلم يعد يشكو من الإجهاد أو الخوف من مواجهة الجمهور. وبعد غياب سنوات عن الخشبة يعود اليوم في مسرحية «تياترو مصر». 

عن المسرحية وردود الفعل عليها، وبرنامجه «مصر البيت الكبير» الذي يعرض على إحدى الفضائيات كان اللقاء التالي معه.

·        ما سبب غيابك المسرحي منذ قدمت {لما بابا ينام}؟

المسرح نفسه لم يكن موجوداً في السنوات العشر الأخيرة؛ إذ لم نجد مسرحية معروضة على خشبته، وإن كانت ثمة محاولات لا يتعدى عرضها بضعة أيام ثم تختفي، وطوال هذه الفترة كنت أبحث عن عمل مسرحي جديد ومختلف لتقديمه.

·        ما هدفك من المسرحية؟

إعادة الجمهور إلى المسرح.

·        وما الذي شجعك على قبولها؟

حبي لهذا الفن ورغبتي في العودة إليه بشكل متميز عن تجاربي السابقة. فأنا عملت فيه طوال عمري وقدمت 92 مسرحية، تدرجت فيها من الهواية إلى الاحتراف.

·        أخبرنا عن فكرة المسرحية.

تضم 40 قصة سنقدمها في 20 عرضاً خلال عام، على أن يضمّ كل عرض قصتين وتكون مدته أسبوعين، أي بمعدل أربع قصص شهريًا.

·        ما أبرز هذه القصص؟

{مصر محسودة، سلامة، حماصة، الزوجة الثانية}...

·        كيف تقيّم هذه التجربة؟

ليست مجرد مسرحية يتابعها المتفرج مرة واحدة، بل نجدّد قصصها كل فترة، وهذا التجديد بالذات هدف لدي أسعى إلى المواظبة عليه.

·        ألا يؤثر ارتباطك بهذا المشروع على أعمالك الفنية الأخرى؟

على الإطلاق. لا أحد يضع هذه الحسابات في تفكيره ما دام وافق على عمل معيّن، وبالطبع لن يكون عدم تمكني من ضبط المواعيد بينها وبين عمل آخر مبرراً لرفضه.

·        إلى أي مدى العمل فيها مرهق؟

إلى حدّ كبير، لكنه إرهاق ممتع، والإجهاد هنا ذهني وليس جسدياً، فأنا أفكر في تطوير العرض باستمرار واستقطاب نسبة أكبر من المتفرجين. ثم المسرح من الفنون التي لا يمكن للممثل التهاون في تقديمها لأن ردة الفعل على أدائه فورية، وتتمثل بالتصفيق والضحك وهما أبرز ردود الفعل في الأعمال الكوميدية.

في الأحوال كافة لا يتوازى الإرهاق الذي تسببه المسرحية مع المجهود الذي يبذله شرطي المرور، أو عمال البناء، أو الجنود الذين يقفون على الحدود لحماية البلد. هذا عملي، ومن يشعر بالإرهاق من العمل كسول.

·        ماذا عن الإسقاطات السياسية التي تتضمنها المسرحية؟

ليست المرة الأولى التي تعرض فيها هذه الإسقاطات، أو يسمح بتقليد رئيس ما؛ إذ سبق أن قلد نجوم، من بينهم محمد صبحي، الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في ظل حكمه. دائماً نستمدّ من الأحداث المحيطة بنا مواد لمسرحيات، شرط ألا تكون فيها إهانة أو تجريح للأشخاص، بل كوميديا خالصة، وما دامت هذه الأحداث كثيرة فلا يمكننا تجاهلها.

·        ألم تكن ثمة حساسية من الجمهور في تقبلها؟

بالطبع، ذلك أن فترة الحراك السياسي التي كنّا نعيشها جعلت البعض يحمّلها معاني أخرى.

·        لماذا اخترت المسرح وليس الدراما أو السينما؟

لا أريد الرجوع إلى الخلف والحديث عمّا إذا كنت قدمت هذا أو ذاك، وما الأفضل مسرحية أو تقديم قصص عبر {ست كوم} أو فيلم، لأن المشروع المتاح هو المسرح، وما دامت المسرحية مستمرة وتحقق نجاحاً يومياً.

·        كيف تصنف {تياترو مصر}؟

عمل كوميدي هدفه الضحك. من الجيد أن أجعل الجمهور يضحك ضحكاً نظيفاً، وأخرجه من التوتّر المسيطر عليه نتيجة الأوضاع المتأزمة ومتابعة نشرات الأخبار.

·        ما تعني بالضحك النظيف؟

أن نبتعد عن أسهل وسيلة للإضحاك في لغة المسرح وهي مثلث الجنس والدين والسياسة، مراعاة للجمهور الحاضر، وحتى لا تخجل الأسرة من الاستماع إلى إفيه معين، وهذا الأسلوب التزم به في أعمالي كافة، وهو أصعب أنواع الضحك.

أرفض الاقتراب من هذا المثلث حتى لو كان من منطلق التهريج والضحك، فلا يجد المتابع أي تلميح بكلمة أو لفظ، مراعاة للأطفال الذين يشاهدون التلفاز، ومن لا يفكر في الأطفال كجمهور فهو مجنون، وحتى عندما يشاهد الأهل فيلماً للكبار يجلس الأطفال إلى جوارهم. ذلك كله نابع من ضميري، وخوفي من الله وليس الرقابة، ومن تحملي مسؤولية ما أقدمه.

·        وهل عرض أكثر من قصة على إحدى الفضائيات في صالح الإقبال على {تياترو مصر} أم ضده؟

منذ بداية هذا العرض، شهد حجز التذاكر حركة إيجابية للغاية، بل وتحسنت عن نسبة الحضور الأولى؛ إذ لفت انتباه الجمهور إلى المسرحية.

هنا لا بد لي من الإشارة إلى أن سعر التذكرة يبدأ من 50 جنيهاً، في حين تكون مثيلتها في السينما 70 جنيهاً، وحتى إن لم يتمكن المواطن من الذهاب إلى مكان العرض يمكنه متابعة القصص على شاشة التلفزيون.

·        كيف ترى الحل للأزمة التي تعصف بالمسرح؟

الأزمة الحقيقية تواجه مصر بأسرها وليس المسرح وحده، علينا أن نعمل ونفتح طريقاً لأنفسنا وننتهي من نبرة اللوم التي نوجهها إلى أجهزة الدولة التي لن تقوم إلا بعمل المواطنين، هكذا تتحرك الحالة الاقتصادية، ويرتفع مستوى المعيشة، بالتالي يتأثر المسرح إيجاباً، فإن لم يسدّ المواطن احتياجاته الأساسية لن يفكر في متابعتي في المسرح. من هنا يمكن القول إن الإقبال على المسرح يؤشر إلى حال البلد.

·        وماذا عن برنامج {مصر البيت الكبير}؟

يعد التجربة الـ 19 ضمن سلسلة برامجي، وبمجرد أن حدثني القيمون على قناة {الحياة} عن رغبتهم في أن أقدمه وافقت على الفور، وهو بث مباشر، أحاول فيه نشر التفاؤل في نفوس المشاهدين بعيدًا عن السلبيات التي تتحدث عنها برامج عدة.

·        وما جديدك؟

مسلسل {أنا وبابا وماما} تشاركني بطولته نشوى مصطفى، تأليف فداء الشندويلي وإخراج سامح عبد العزيز، وأفكر في الموافقة عليه بعد تثبيت العروض المسرحية.

الجريدة الكويتية في

26.01.2014

 
 

«جرسونيرة» ..

فيلم عشوائى ينتمى إلى سينما «الفنكوش»

محمود عبدالشكور 

قبل أن ينصرم عام 2013، فاجأتنا السينما المصرية فى اليوم الأخير من السنة الماضية، بعرض فيلم عشوائى بعنوان «جرسونيرة» من تأليف حازم متولى وإخراج هانى جرجس فوزى، ليكتمل عدد أفلام موسم 2013 فيصل إلى 28 فيلما طويلا عرضوا فى الصالات المختلفة، ولكى نتحوّل من جديد إلى التحفظ بسبب هذا العمل الذى ينتمى إلى سينما الفنكوش التى توهمك من حيث الشكل أنها تقول أشياء كثيرة ومهمة وكبيرة بينما هى من حيث المضمون لا تقول شيئا على الإطلاق، سينما مرتبكة ومفتعلة تعتمد على افتراض تخلّف المتفرج العقلى، ولا يستطيع صناعها أن يكتبوا جملة مفيدة فى هذا الفن الصعب، مع الأسف كان فيلم «جرسونيرة» أسوأ ختام للموسم السينمائى للعام الماضى المضطرب.

الجرسونيرة التى يحمل الفيلم اسمها، والتى لم يكلف صنّاعه أنفسهم لكى يشرحوا معناها ضمن الأحداث، على أساس أن كل مواطن مصرى لديه جرسونيرة بجانب شقته، هذا المصطلح يعنى الشقة التى تستأجر بغرض اللهو، وقضاء أوقات الفرفشة، الفيلم بأكمله يدور داخل هذه الشقة، التى تفنن مهندس الديكور رامى دراج فجعلها أقرب إلى برنامج البيت بيتك، أما الأبطال فهم ثلاثة فقط: سامح (نضال الشافعى)، وعشيقته ندى (غادة عبد الرازق)، والممثل الأردنى منذر رياحنة الذى يلعب دور لص مدمن وشبه مجنون ، يقتحم الجرسونيرة، ويسرق السفير السابق وعشيقته، ولكن الفيلم يبدأ، والعشيقة متذمرة فجأة، لأن عشيقها (الذى يبدو أصغر سنا من أن يكون سفيرا سابقا)، لايهتم إلا بجسدها، وكأنها توقعت مثلا أن تكون عشيقته بعقلها، المهم أنها تشتبك معه وعلى شريط الصوت موسيقى صاخبة لخالد البكرى تذكرك بأفلام الأبيض والأسود، تبكى لأنها مجرد شىء فى حياته، بينما يتركها ويعود فى أى وقت إلى زوجته الثرية وابنه الوحيد، تقول إنها تعرفه منذ ثلاث سنوات، ومع ذلك لم تره إلا أياما معدودات، تشعر ندى بالوحدة الشديدة، رغم أن الشقة فاخرة ولامعة، وتنافس شقق المسلسلات التى تقوم ببطولتها غادة عبد الرازق فى شهر رمضان، الملابس أيضا فاخرة وملونة، حتى عدسات ندى زرقاء، والأظافر الصناعية مثل قوس قزح.

عندما يقتحم اللص المكان، نبدأ فى سلسلة من المبالغات، التى تزيدها سوءا لهجة منذر رياحنة المصرية المضطربة والمضحكة، ومبالغاته الحركية والأدائية التى لا تنضبط مع إيقاع اللهجة وتوقيتها، فتحدث تأثيرا كوميديا غير مقصود، اللص يبدأ فى تهديد العشيقين بمسدسه، يحصل على مجوهرات العشيقة، ويجبر العشيق السفير السباق على أن يحرر له شيكين بمليون ونصف المليون من الجنيهات، وبغرابة شديدة يقدم سجائر الحشيش للعشيقين، ويجلس للثرثرة معهما بدلا من أن يهرب بعد أن أكمل مهمته، تكتشف ندى مدى جبن عشيقها، ومدى خوفه على حياته، تحكى للص تحت تأثير السيجارة عن بداية علاقتها بسامح، يتمادى اللص فيطلب من العشيقين أن يصور لهما لقاء حميما، كوسيلة تمنع العشيق من الإبلاغ عن اللص فى حال صرف الشيك، يرضخ العشيقان للتهديد، ومرة أخرى، وبدلا من هروب اللص، يبدى رغبته فى التحرش بالعشيقة، ورغم نجاح العشيقة فى الحصول على المسدس، إلا أنها لا تقتل اللص، تشتمه وتسبه فقط، يتواصل الاستخفاف بالعقول، برضوخ سامح لطلب اللص، بأن يلعبا القمار على العشيقة، تقرر ندى أن ترضخ لنزوات اللص نكاية فى جبن سامح، ترقص خصيصا من أجل اللص، وتقبل أن تعاشره، أخيرا يتركهما اللص ويهرب بالمال والمجوهرات!

يبدأ فاصل جديد من الشتائم والسباب المتبادل بين العشيقين، نسمع أغنية طويلة تتضمن الحوار الذى يتذبذب بين عبارات الحب، وبين الإدانة، ندى تقول أنها وقعت فى حب رجل جبان، سامح يشعر بالذنب، هناك كلام كبير متبادل لا معنى له ويثير الضحكات فى الصالة، يغادر سامح الجرسونيرة أخيرا، يعود اللص من جديد، نكتشف أخيرا فنكوش الفيلم أو مفاجأته السخيفة: ندى تعرف اللص، واتفقت معه على سرقة سامح، ولكن الاتفاق لم يتضمن أن تعاشر اللص، تبدو ناقمة عليه لأنه خالف الاتفاق، طبعا لن تفهم أبدا أين ومتى تعرفت ندى على اللص، ليس ذلك مهما، وليس مهما أيضا أن تفهم لماذا لم يقم اللص بمهمته بعيدا عنها، بدلا من أن تكون شاهدة على المهزلة، كل ما يعنى صناع الفيلم هو تلك اللعبة الفنكوشية التى تكتمل بعودة سامح فجأة حاملا المسدس، ومطلقا سيلا من الشتائم والسباب باتجاه عشيقته «الخائنة»، وبعد أن يلقى عليهم درسا بائسا جديدا يضاف إلى ثرثرة وصداع الفيلم السابقة، يقرر أن يتخلص من اللص وصديقته ندى باستخدام أنبوبة البوتاجاز التى تبدو نشازا وسط هذا الديكور الفاخر، لكن الانتقام عايز كده، هنا تحين من العشيقة الخائنة التفاتة إلى ولاعة ملقاة فى مكان قريب منها، تستخدمها عندما يتسرب الغاز فينتهى الفيلم، وتنتهى الجرسونيرة وشخصياتها العبيطة التى أرادت أيضا استكراد الجمهور.

طوال هذه الأحداث البائسة، كنت أسمع ضحكات الجمهور الصاخبة بسبب صراخ الممثيلن الثلاثة، وأدائهم المسرحى المفتعل، فشل ديكور رامى دراج فى زغللة العيون، وفشلت فساتين غادة عبد الرازق ورقصتها فى إقناع المشاهد بأى شىء، وامتلأ شريط الصوت بموسيقى صاخبة مزعجة، وأفسد المخرج قدرته على استغلال أماكن الشقة من كل الزوايا، بفشله الذريع فى قيادة ممثليه، سقط الإيقاع فجأة بعد ذهاب اللص، تأهب الجمهور للانصراف، ثم اكتشفوا فيلما جديدا آخر فعادوا وهم يضحكون، ظلت صورة سامح سليم اللامعة معلقة فى فراغ من الاضطراب والافتعال والثرثرة الحوارية، كانت أكثر جمالا مما نشاهده من أحداث عاصفة وغرائبية، وبدا منذر رياحنة إضافة أخرى للضجيج والفوضى، ولم ينقذ المشاهد المسكين إلا تفجير الجرسونيرة، والتخلص من الجميع دفعة واحدة، ليخرج الجمهور القليل من الصالة، وهو يحتسب على الذين أرادوا أن يبيعوا له الفنكوش من جديد، لا صنعوا فيلما اجتماعيا ولا رومانسيا ولا تشويقيا، ولكنهم قدموا خلطة من السمك واللبن والتمر هندى تؤثر سلبيا على من يصبر على تجرعها حتى النهاية.

أكتوبر المصرية في

26.01.2014

 
 

مقعد بين الشاشتين

فيلم العام اسمي مصطفي خميس

بقلم : ماجدة موريس 

* من حق الفنان في اختياره لموضوع فيلمه أن يصيغه بالأسلوب الذي يراه.. ومن حق الناقد أيضا أن يختار الفيلم لهذا السبب ولأسباب أخري لا يضعها الفنان في اعتباره وهو يصنع فيلمه. ولهذا يستحق فيلم "أسمي مصطفي خميس" لمحمد كامل القليوبي أن يكون فيلم العام في مصر في رأيي لأسباب عديدة. أولها انه الفيلم الأكثر طموحا في اختياره لموضوع مسكوت عنه. وقضية اعتقد الكثيرون منا انها أصبحت في ذمة التاريخ.. والموضوع هو اعدام خميس والبقري في نهاية أغسطس عام 1952 عقب إضراب عمالي في مدينة المحلة. تلاه القبض علي العمال الذين خرجوا للمطالبة بتحسين أوضاعهم وزيادة أجورهم وتطهير مصانعهم من أعوان الحكم الملكي.. لكن السلطة الجديدة وقتها "حكومة الرئيس محمد نجيب" رأت فيما فعلوه خطرا عليها. فحكم علي الكثيرين بالسجن واعدم اثنان هما مصطفي خميس وحسن البقري.. واللذان أثار اعدامهما هلع ونصب أساء كثيرا لثورة 23 يوليو والآمال العريضة التي ملأت قلوب المصريين تجاهها.. هذه الواقعة الهامة تم تجاهلها لسنوات طويلة. حتي بعدما عادت الحركة العمالية في مصر للعمل وتطور نضالها إلي قيادتها للثورة المبكرة علي حكم مباراة من 2005. ثم ما يحدث الآن من مظاهرات ومطالب عمالية تحتاج إلي عشرات الأفلام لتتبعها ورصدها. وثائقية وأيضا روائية. ومن هنا تأتي أهمية فيلم القليوبي المغرم بتوثيق الوقائع والأحداث التي لا يتطرق إليها غيره من السينمائيين كما فعل من قبل عبر فيلمه عن "محمد بيومي" أول من امسك بالكاميرا وصنع فيلما في مصر وأيضا عن حياة نجيب الريحاني داخل الفن وبعيدا عنه من خلال فيلمه عن ابنته جينا.. في هذا الفيلم يختار القليوبي اسما يعبر عن القضية وليس الاشخاص فمصطفي خميس أحد اثنين اعدما. لكنه هنا رمز للقضية ورمز لعشرات وآلاف لهم مطالب لم تتحقق قبل هذا التاريخ وحتي الآن.. وبرغم كل ما تملكه مصر من وثائق فيلمية فإن مخرج الفيلم لم يجد إلا وثائق نادرة. اعتمد عليها ضمن جهد كبير لجمع مادة أخري من الأرشيف. ومقالات مع من تبقي من أسرتي خميس والبقري.. خاصة محمد خميس الشقيق الأصغر لمصطفي الذي يروي ضمن شهادته معلومة مهمة معبرة عن الغضب الشعبي حين سمي أهالي القرية التي كان مصطفي خميس يعيش فيها مواليدهم باسمه هو وزميله باعتبارهم شهداء. وفي جولة الفيلم في المكان سواء القرية وأهلها أو المصنع وفي حوارات مطولة مع عدد من الكتاب والمؤرخين والمعاصرين تنفتح الشهادات علي آفاق تطول الماضي وتصله بالحاضر. سواء فيما يتعلق بالحركة العمالية أو الحركات السياسية عامة في مواجهة محاولات مستمرة لقمعها. وفي حين يبرز الكاتب والمؤرخ صلاح عيسي تتابع الأحداث في القضية خطوة بخطوة تأتي شهادة د.رفعت السعيد السياسي والمؤرخ محللة لمواقف كل القوي السياسية المصرية في هذا الوقت. سواء أحزاب ما قبل ثورة يوليو إلي الجماعات الإرهابية كالإخوان. ويؤكد كلاهما علي مناخ القلق وعدم الاستقرار والخوف الذي أفرز هذا الحدث العنيف. غير المسبوق في تاريخ مصر المعاصر وهو ما يشتبك مع ذهن المتلقي والمشاهد للفيلم والذي سوف يستدعي بالضرورة ما حدث في الخمسينيات وما يحدث الآن في الساحة المصرية في محاولة للفهم.. وبرغم ان هذه الحادثة تنتمي إلي التاريخ. إلا انها أيضا وثيقة الصلة بالحاضر. وهو ما يؤكد فطنة المخرج في سعيه لاستعادة جزء من التاريخ مازال حيا بكل ملابساته برغم رحيله أبطاله.. والفيلم بهذا المعني لم يزل التعتيم علي هذه الواقعة فقط وإنما يحولها من خلال وثيقته المصورة إلي عمل متاح لمن يريد معرفة المزيد من تاريخ هذا البلد ورحلته نحو الديمقراطية. ومن المفارقات ان العرض الأول لهذا الفيلم كان في مهرجان دبي السينمائي الدولي مساء الثلاثاء 10 من ديسمبر الحالي. وكان العرض الثاني مساء الأحد الماضي في جمعية نقاد السينما المصريين.. ولا أحد يعرف متي يعرض الفيلم عرضا ثالثا حيث لا يتاح للجمهور العريض من المصريين رؤية الأفلام التسجيلية والوثائقية عبر أية قناة تليفزيونية مصرية.. خاصة أو عامة. مصرية أو عربية. عدا قناة واحدة مخصصة للسينما الوثائقية هي قناة الجزيرة الوثائقية.. للأسف

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

26.01.2014

 
 

فنــانــون ولكن..عملاء للصهيونية !

محمد رفعت 

الأجانب واليهود المصريون تحكموا فى نشأة صناعة السينما، وهيمنوا على تأسيس دور العرض والمشاركة فى إنتاج الأفلام..هذا ما يؤكده الناقد السينمائى أحمد رأفت بهجت فى كتابه عن اليهود والسينما، والذى صدرت طبعته الثانية منذ أيام.

واتهم «بهجت» فى كتابه بعض رواد السينما المصرية ، ومنهم الأخوان إبراهيم وبدر لاما ، والمخرج توجو مزراحى بالعمالة للصهيونية العالمية، مستندا إلى قصص ومضامين الأفلام التى قدموها.

وقال إن فيلم الأخوين لاما الأول قبلة الصحراء المأخوذ عن الفيلم الأمريكى ابن الشيخ لرودلف فالنتينو، قوبل بهجوم شديد بسبب استهتاره بعادات المصريين وتقاليدهم وتصوير الشاب المصرى فى صورة قبيحة، وكذلك فيلمهما الهارب، والذى يدور حول فتاة فلسطينية ترتبط بفدائى مناهض للاحتلال البريطانى، و فيلميهما «صلاح الدين الأيوبى» و«كليوباترا»، وكلها رغم تباعد المدى الزمنى الذى تدور فيه الأحداث تلتقى فى هدف واحد هو التحذير من «المؤامرات والدسائس» المصرية والعربية فى فترة الحرب.

وهو بالطبع حكم قاس لأن من شاهد كل أو بعض هذه الأفلام النادرة أو حتى قرأ نصوصا عنها يتأكد أنها فى مجملها تؤكد على الحق العربى فى فلسطين وتدعو إلى التحرر من الاستعمار. 

وقد وصف المؤلف توجو مزراحى بأنه المبعوث اليهودى الثانى للسينما المصرية، وربط بين ما كانت تطرحه الصهيونية فى السينما الأمريكية والأوروبية عن خروج اليهود من مصر والبطش بهم أثناء حكم الفراعنة وبين معظم الأفلام المصرية التى قدمها اليهود ومنهم توجو مزراحى. فالفيلم الأمريكى والأوروبى يتوجه إلى كل يهود العالم، بينما الثانى يوصل الإحساس بالغربة والخوف من المجتمع المصرى الذى ما زالت تظلله إشارات فرعونية، غالبا ما تكون خلفية لصراعات دموية بين القبائل العربية.

ويطلق المؤلف على أفلام هذه الفترة صفة الصهيونية ومع ذلك لا نجد فيها شخصية يهودية مثلا تواجه شخصية مسلمة أو مسيحية عربية كما يحدث مثلا فى الأفلام الأمريكية.. ومع ذلك يؤكد المؤلف أن توجو مزراحى صهيونى فى أفلامه مثل “الكوكايين” عام 1930 والبحار،1935 فهى تتناول صراعات بين مسلمين مصريين مغلفة بصدى اجتماعى عن الفقر والخيانة وتسلط الشهوة والطبقات، مستهدفا توضيح أن الغرائز هى التى تتحكم بعلاقة المصريين ببعضهم بعضا، فما بالك بعلاقتهم بالآخر.

وينتقل أحمد بهجت لمناقشة الأفلام الكوميدية التى أخرجها مزراحى والتى قام بها الممثل اليهودى شالوم وحملت اسمه كانت مليئة بالتفاصيل الاجتماعية والسياسية ذات الطابع الدعائى وهدفها الخفى هو وضع اليهودى فى مواجهة الأغيار مصريين وأجانب. 

وبعد احتلال فلسطين 1948 ، يشير المؤلف إلى أن السينما المصرية ظلت حائرة فى معتقداتها وسوقها بسبب سيطرة الرأسمال اليهودى حتى بداية الستينيات، حيث تم تقديم الشخصية اليهودية فى إطار الصراع العربى الإسرائيلى وبعد 1967 تم تقديم مجموعة من الأفلام تناقش هذا الصراع بحرية أكبر.

أكتوبر المصرية في

26.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)