كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

سينما - كلود شابرول في "متروبوليس":

شريرٌ يلسع حيث الجرح!

هوفيك حبشيان

 

"بالنسبة إليَّ، هناك شابرول، فيلليني، كوروساوا، فيسكونتي، جون فورد. في كاليفورنيا، كان عندي استاذ يحب أفلامه. عرض علينا مرة "النساء الجيدات" الذي يتضمن أجمل نهاية لفيلم في تاريخ السينما. كان يذكّرني بـ"ليالي كابيريا" لفيلليني، لكنه أكثر سواداً منه". هذا ما قاله المخرج الأميركي جيمس غراي عن كلود شابرول في مقابلة صحافية جمعته مع المخرج الفرنسي الراحل نشرتها مجلة "بروميير". فالسينمائي الشهير (1930 - 2010)، صاحب الـ50 فيلماً الذي يعيد مجمّع "متروبوليس" الاعتبار اليه في استعادة تكريمية ("مرايا وأقنعة"، 26 كانون الثاني - 5 شباط)، تركت أعماله اثراً بالغاً في اكثر من جيل، وعبرت سمعته المحيطات ونال التقديرين الجماهيري والنقدي.

انه سينيفيلي نهم، معجب بفريتس لانغ، يعرف السينما من الداخل، تماماً كمعرفته بالمطابخ (أفلامه تحتفي بالمآدب والولائم)، جاء الى السينما بعدما تلقى وهو في السادسة والعشرين ارثاً عائلياً حصلت عليه زوجته الاولى. هذا الارث اتاح له انتاج فيلم صديقه اريك رومير "ضربة الراعي". ثم انكبّ على اخراج "سيرج الجميل"، مستوحياً من اسلوب روبرتو روسيلليني، وساعدته في اضفاء حسّ الواقعية على الفيلم الاضاءة غير الرائجة في تلك المرحلة التي اقترحها هنري ديكا. فولدت "الموجة الجديدة"، أبرز ثورة في تاريخ السينما، قبل سنة واحدة من دخول العالم الستينات.

حقق "سيرج الجميل" نجاحاً جماهيرياً مهماً، فواصل شابرول صعوده الاستثنائي مع "أولاد العم" في السنة التالية، متحولاً الى أحد رموز التيار الناشئ، الى جانب فرنسوا تروفو وجان لوك غودار وألان رينه واريك رومير، وكان معظمهم الى جانب نشاطهم الاخراجي ينشرون كتابات نقدية عالية الجودة في مجلة "دفاتر السينما"، وهي المطبوعة التي صارت ناطقة باسم سينما ارادت قتل الآباء المعنويين الذين هيمنوا طوال نصف قرن على السينما الفرنسية. التتمة معروفة: بعضهم ظل وفياً لعقيدة الموجة، والآخر عرّج على انشغالات أخرى.

على الرغم من ارتباط شابرول بجماعة "الموجة"، لم يطعّم سينماه بمناخها وافكارها، بل ظلّ على مسافة من "الاتراك الشباب" مديناً تجاوزاتهم وتعصبهم الأعمى احياناً. لكنه ظلّ الصديق المحب الذي يعرف كيف يجمع الحلفاء السابقين والأعداء الحاليين، بحكم طبعه الحسن (الكل يجمع على ذلك) وجنوحه الى السخرية وعدم قبض نفسه على محمل الجد وإلى اللامبالاة الخلاقة. هذه الغزارة التي كانت لديه في الانتاج جعلته يقدّم نحو ستين فيلماً، متجاوزاً بأشواط عدد الأفلام التي قدّمها رفاقه. كان يقول ان افضل طريقة ان ينجز المخرج افلاماً جيدة هي ببساطة ان ينجز أكبر عدد ممكن منها.

ترك شابرول بصمات دامغة في تاريخ هذا الفن. ابن الصيدلي - المقاوم هذا، لم يعثر على شيء يروي عطشه الفطري للسخرية واللؤم والمعاينة، سوى الوقوف خلف الكاميرا. يروي ان السيناريست بول غيغوف جعله يتخلص من تربيته البورجوازية الصارمة، فتخصص نوعاً ما في الأفلام التي تعرّي الطبقة المرتاحة اقتصادياً من سكان الضواحي او الارياف البعيدة من عاصمة الأنوار. نزعته اليسارية عززت عنده هذا الميل الى الموضوعات المتصلة بنفاق الاثرياء وتدهور القيم لدى البورجوازية في القرى الفرنسية، فجعل هذه التيمة شغله وهوسه، لكن بتنويعات مختلفة. كان "شريراً" يلسع حيث الجرح، مُظهراً ان كثراً من ابناء الطبقة الميسورة يسارعون الى انقاذ صيتهم، لا الفضيلة، عندما يدق الخطر بابهم.

فيلم "الغزلان" (1968) شكّل انعطافة في مساره: نجاح كاسح، نقدي وجماهيري، علماً ان الفيلم الذي صدر في خضم ثورة الطلاب كان خالياً من السياق السياسي. كرّت سبحة من العناوين الكبيرة المقتبسة إما من جورج سيمونون وإما من حوادث عرضية (مصدره المفضل)، وهذا كله عكس ميله الى ادخال عنصر الجريمة في أفلامه، الذس جاء به من أفلام الفرد هيتشكوك الذي عشقه وخصص في شأنه كتاباً. كان يقول: "ابسط المواقف تتحول الى ما هو بالغ الدلالات عندما تحصل جريمة". على هذه القاعدة أنجز كلاًّ من: "دكتور بوبول" مع بلموندو؛ "اشباح صانع القبعات" مع سيرو؛ "دجاج بالخلّ" مع بواريه؛ "قناع" مع نواريه. للمناسبة، استخدم كبار الممثلين في السينما الفرنسية.

أدار شابرول في أفلامه ممثلات عديدات، أهمهن ستيفان أودران المثيرة للريبة، التي اطلقها في تحفته "النساء الجيدات" (1960)، فصوّر معها 25 فيلماً بين 1964 و1980! كانت ملهمته على الشاشة وزوجته في الحياة. لكن تعاونه مع ايزابيل أوبير أقحمه في مجالات سينمائية جديدة غير مظنونة. بعد اطلاقها في "فيوليت نوزيير" وحصولها على جائزة التمثيل في مهرجان كانّ 1978، لم تلتق طريقهما عقداً من الزمن، قبل أن تتحول أوبير الى الرمز النسائي الجديد لسينماه مع "قضية امرأة" (1988)، اذ كان يصوّرها بعطف كثير، معتبراً اياها كإبنته، لكن من دون الاذعان الى منطق نسوي بليد (على رغم ما اتهم به). سبعة أفلام هي في المحصلة ما سينجزانه معاً في إنتاج يتسم دوماً بالقسوة ويغلب عليه طابع لئيم الى ابعد حّد. ما السر الذي يجعل عملية حسابية مثل شابرول + هوبير = فيلم شرير؟ يشرح شابرول: "تعجبني لدى ايزابيل، قدرتها على لعب شخصيات متطرفة في لؤمها، لكن من دون ان تغفل جانبها الانساني. كثر هم الممثلون الذين يستطيعون ذلك، لكن هي تفعله بأسلوب جاف، اي اننا نجهل من اين تخرج النزعة الانسانية لدى الشخصية، لكنها تظهر إلى العلن. لا ارى من كان يمكنه تقمص هذه الطراوة الصلبة التي تتسم بها. هي التي حضّتني على انجاز "مدام بوفاري" الذي كنت اطمح الى انجازه منذ سنوات، لكني كنت خائفاً. فجأة، قلت لنفسي: "هيا، صرت في الستين، اذا لم تنجزه الآن، فلن تنجزه ابداً". غير اني نقيض برغمان: لست في حاجة الى ان اطارح ممثلاتي الغرام. لا أحب الصخب على البلاتوه!".

اجتازت سينماه أنفاقاً مظلمة، وتراكمت الأفلام الرديئة ذات الخيارات الفنية غير الموفقة والميلودرامات الغامضة، لكن لم يكن يأبه كثيراً. لم يتوان يوماً عن اطلاق احطّ النعوت في حقّ بعض أفلامه التي انجزها مضطراً. كان يروي انه يفرحه عندما يكون احد أفلامه التي لا يحبها عرضة للفشل الجماهيري. فيصارح نفسه قائلاً: "بئس المنتج الأبله الذي غامر بتمويله". ثمة موقف آخر كان يجد نفسه فيه احياناً على حين غرة، هو عندما يحظى احد افلامه التي لا يحبها، بنجاح باهر. "اشعر نفسي سارقاً"!

لعل "ليمت الوحش"، و"الجزار"، وكلاهما مع جان يان في كاراكتيرين كاريزماتيين، هما الفيلمان اللذان تجلت فيهما اسلوبيته أكثر من غيرهما، إن من ناحية السرد او ايلاء التفاصيل الاهمية المطلقة. هذان الفيلمان وضعاه في مكانه الصحيح: ابناً روحياً لهيتشكوك. عندما نشاهدهما اليوم، يبدو اعتناءه بالكادرات صارخاً، مع نحت الذخر الانساني نحتاً قوياً في جسد الصورة.

في مقابلة مع "النهار" أجريت عام 2006، عندما سألناه ما الذي ينتظره من السينما بعد تجربة تمتد على نحو نصف قرن من الزمن، كان ردّه الآتي: "ثمة امران يجعلانني اكمل مسيرتي. الاول اني، ولسبب اجهله تماماً، اشعر بصحة جيدة حين اصوّر. عملية التقاط المشاهد اشبه بإجازة بالنسبة اليّ. كثر يصرّحون بأن التصوير هو المرحلة الأصعب، اما انا فأرى انها الأمتع لأن كل ما هو معقد ومزعج يكون قد ولّى عندما نشغل محرّك الكاميرا. ما اود قوله انك عندما تكون منهمكاً في التفاصيل المهنية، لا تشعر بالألم الذي يصيبك، وهذا كله يختفي عندما تعمل جاهداً. اذاً، اقلّه بالنسبة الى صحتي، السينما هي افضل طبيب معالج. ويتجلى السبب الاخر في انه لا يزال عندي ما ارويه. في الواقع، لديّ حلم، يصعب تحقيقه، هو ان احوّل الكرة الارضية الى مكان، حيث الكل يعشق الكل. لذلك أُظهر في افلامي ما يمنع تحقيق هذا الهدف. لهذا السبب افلامي رهيبة. لا اسعى البتة الى تصوير ما ليس له وجود، بل اعالج اسباب عدم وجوده وأقول ان العالم هكذا. لذا، تراني "اقرص" في المكان الذي يؤلم".

ثم بطرافته الاعتيادية، كان يشرح ان للمخرج نفوذاً يتجاوز نفوذ الحبر الأعظم: "سأعطيك مثالاً على ذلك. في اثناء زيارة البابا لأحد المسؤولين الكبار، يخرج من الباحة المطلة على القصر الجمهوري، فيلفت انتباهه الحشيش المزروع هناك، فيقول: "لا احب اللون الاخضر، أليس في إمكانكم تلوين الحشيش بالأحمر؟". ينظر مرافقوه بعضهم الى بعض: "يبدو انه فقد عقله". ويقودونه الى الفراش ليرتاح قليلاً بعد أن يعتذروا من الرئيس لحالة البابا. أما أنا، فأصل الى مكان ما، واصرخ في وجه الحاضرين: "ما هذا الحشيش الاخضر؟ اريده احمر الآن". سرعان ما يأتي اربعة عمال ويدهنونه باللون الاحمر. لا يجادلون، ولا يعتقدون أني معتوه".

hauvick.habechian@annahar.com.lb

-  "مرايا وأقنعة" - من 26 الجاري الى 5 شباط في مجمّع "متروبوليس". للمزيد:

http://www.metropoliscinema.net/

شابرول والآخرون...

تييري فريمو: كان واحداً من الذين اخترعوا السينيفيلية العالمية.

فرنسوا بيرليان: كان مغرماً بالحياة.

جيرار دوبارديو: كان طفلاً ولم يكن يأتي على ذكر الموت البتة.

فريديريك ميتران: كان معلّم السخرية.

كلود لولوش: يجسد الثورة والتقليد في آن واحد.

سيرج توبيانا: كان يمازح ويستعمل النكتة قناعاً، انه بالنسبة إليَّ، أكبر مخرج فرنسي.

جاك لانغ: كان رمزاً للحياة التي نهشها بشغف، وأفلامه تعبّر عن هذه الحيوية.

ايزابيل أوبير: أفلامه كانت قاسية لكن هو كان مخرجا انسانيا.

أفلامه المفضلة

"قانون اللعبة" لجان رونوار.

"م الملعون " لفريتس لانغ.

"الفجر" لمورنو.

"سيئ السمعة" لألفرد هيتشكوك.

"مخطوف النفس" لجان لوك غودار.

نظرة لا ترحم

"الفتاة المقطوعة جزءين"، هو ضربة معلّم لواحد من عمالقة السينما الفرنسيّة، الذي يعثر هنا على "حياة ثانية" ــ اذا جاز التعبير ــ ويجدّد شبابه في شريط نبش شابرول قصته في حادث من الحوادث العرضية، تلك التي نقلها مراراً وتكراراً من زاويا الصحف في أسفل صفحاتها الى الشاشة المستطيلة. بالنظرة اللئيمة ذاتها التي اتسمت بها كلّ أعماله، نظرة لا ترحم لا الفرد ولا البيئة التي يأتي منها، يدخل المعلّم الفرنسي الى أعمق مكان في الانحرافات الاخلاقية التي تتشكل منها حياة زمرة من المستفيدين (الوصولية، دائماً وأبداً) والصاعدين الى الشهرة والمال والسلطة على حساب وسائل الاعلام المروّجة لاعمالهم، سيئة أكانت أم جيّدة أم بين بين.
مرّةً اخرى بعد "سكرة السلطة"، يتعاون شابرول مع الممثل فرنسوا بيرليان مانحاً اياه دور كاتب شهير يعيش حياة اجتماعية راقية حافلة باللقاءات والاغواءات في مدينة ليون الفرنسية. هناك ايضاً مذيعة النشرة الجويّة (لوديفين سانييه التي تحمل الفيلم على ذراعيها النحيلتين) في التلفزيون المحلّي، وايضاً وارث احد الاغنياء (بونوا ماجيميل في اداء مدهش) الذي بنى ثروته من عمل والده الراحل في مجال الادوية. طرق هؤلاء الثلاثة تلتقي مصادفة، ومذاك نشهد لعبة شدّ حبال مرعبة، على خلفية علاقات حبّ وانفصال وتحدٍّ وغيرة وثأر، بين أولئك الاطراف، وصولاً الى نزول جحيمي سيدفع ثمنه الجميع. واذا كانت كلّ شخصية مركبّة على حدة، ولا سيّما الذكورية منها، فشخصية سانييه هي الاكثر محورية وتعبيراً عن سينما شابرول الذي يقدّم هنا بورتريها نسائيا جديدا، كما في "فيوليت نوزيير" أو "بيتي"، لكنه يتجاوزهما في قدرته على تمريغ الشخصيات في وحل الطبيعة البشرية القذرة، وغير القابلة للاصلاح. وكما في كلّ فيلم يستحّق أن يحمل توقيع شابرول، ستكون النهاية مأسوية، بعد أن يكون قد ساوى بين شخصياته، خبثاً وخساسة، مع ميل معلن الى الفتاة المقطوعة أثنين، بالمعنى المجازي والحرفي، كما سنراه في ختام نزولنا في عالم شابرول المناهض لبورجوازيي الأرياف الفرنسية. الى قسوة شابرول، هناك ايضاً حرفته التي لم تتعب ولم تشخ، فكل كادر مستند الى حجّة درامية ولغة سينمائية بالغة التعقيد. وكل لحظة تبدو بريئة للوهلة الاولى (الفيلم حافل بالاختزالات الزمنيّة الجميلة والمعبّرة) خلفها لحظة أخرى أكثر اختزاناً للهاجس البشري.

(الأحد 2 شباط، الساعة 20:00).

النهار اللبنانية في

23.01.2014

 
 

مهرجانات السينما العربية.. إثراء لإبداع الصورة

عمان - ناجح حسن 

غدت المهرجانات العربية تتكاثر بشكل مضطرد في اغلبية البلدان العربية وهو ما يتفق مع الحالة الثقافية التي يعيشها العالم المعاصر بفعل الثورة المعرفية وتقدم وسائل الاتصال وهو ما استدعى بروز تيارات فكرية تنشد الحوار بين الثقافات الانسانية، وكانت المهرجانات السينمائية الفضاء الرحب لهذه التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي جعلت الفرصة متاحة لان يلتقي عشاق الفن السينمائي بعيدا عن الصالات الدارجة في السوق السينمائية لتصبح امكانية عرض الافلام بشقيها الوثائقي والروائي والطويل والقصير والتجريبي جنبا الى جانب ضمن برامج واقسام متنوعة في المهرجانات السينمائية.

ومع ان صناعة الافلام في الاردن ما زالت تسير من خلال محاولات وجهود شابة من ذوي المواهب الذين استعانوا بامكانيات كاميرا الفيديو الرقمية ما وفر لهم الفرصة في التواجد بالعديد من المهرجانات الدولية على قدم المساواة مع قامات رفيعة في الفن السابع، بل ان البعض من الشباب الاردني اسعفه الحظ وظفر بجوائز رفيعة مثل الفوز الاردني غير المسبوق في مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي كان من نصيب افلام «كابتن ابو رائد» لامين مطالقة، «مدن ترانزيت» لمحمد الحشكي، «الجمعة الاخيرة» ليحي العبدالله وقبل ذلك فوز الفيلم الاردني القصير (مشهد) بجائزة افضل فيلم روائي قصير في مهرجان ابو ظبي السينمائي، وقس على ذلك حصيلة الجوائز العالمية لأفلام طويلة: «الشراكسة» لمحي الدين قندور، «اعادة خلق» لمحمود المساد، «لما ضحكت موناليزا» لفادي حداد وسوى ذلك كثير « اسماعيل» لنورا الشريف، «موت ملاكم» لناجي ابو نوار»، «طرفة» لماجدة الكباريتي، ومجموعة اشتغالات المخرجين دارين سلام، عبدالسلام الحاج وساندرا ماضي..

من هذا المنطلق يتبين قيمة المهرجانات السينمائية في العمل على تعزيز المعرفة بالفن السابع وتوظيفه في تكريس ثقافة وهوية الامم، خاصة اذا تم التعامل معها باحترافية.

هناك العديد من المهرجانات التي تقدم برغم امكانياتها المادية البسيطة الكثير من الوان الدعم والاسناد لصناع الافلام العرب في تجاربهم المتباينة، بل وقادتهم الى عوالم جديدة في السينما، من هنا نذكر دور مهرجان ايام قرطاج السينمائية، ومهرجان تطوان السينمائي، حيث يحتفي الاول بالسينما في القارة الافريقية، والاخر في سينمات بلدان حوض البحر المتوسط، والى جوارهما الدور الذي لعبه مهرجان الاسماعيلية للافلام التسجيلية والروائية القصيرة الذي تكرس كمهرجان دولي بالمنطقة متخصص بالافلام التسجيلية والقصيرة والتجريبية.

لكن الثابت ان العديد من البلدان العربية وعلى رغم هذا التواجد المحسوس للمهرجانات الكبيرة دبي، ابو ظبي، القاهرة، مراكش فهي ما زالت بحاجة الى تنظيم مهرجان يكرس لكافة الافلام العربية والناطقة بالعربية المنجزة طوال عام، ومن ثم يجري منح جوائز قيمة تقررها لجنة تحكيمية لافضل فيلم عربي، وافضل مخرج، وافضل ممثل، وافضل منتج، وافضل ممثلة، الى جوار جوائز للتقنيين بحقول الموسيقى والمونتاج والتصوير والتجريب والرسوم المتحركة وصولا الى جائزة افضل فيلم اجنبي (ناطق بغير اللغة العربية)، بحيث يجري توزيعها في احتفالية سنوية تنظم بالتداول بين البلدان العربية، على غرار ما يجري في جوائز الاوسكار باميركا وغويا باسبانيا وسيزار بفرنسا.

الرأي الأردنية في

23.01.2014

 
 

ذاكرة السينما.. All that jazz ..  

عندما يقهر الإبداع أهداف الموت

عبد السادة جبار

ذاكرة السينما تحفظ لنا في رفوفها الذهبية أعمالا نتوق لمشاهدتها بين حين وآخر ، وفي كل مشاهدة نجد جديدا ،تماما كالموسيقى الكلاسيكية ،حيث تتجدد السمفونيات ،والسوناتات، والكونشرتوات ،كأننا نسمعها اليوم ، بوب فوس مخرج عبقري اشْتُهر بأفلامه الاستعراضية الجميلة، لكن حياته الصاخبة وفرط التدخين أديا إلى أن يعتل قلبه.. فيلمه الذي لا ينسى " كل هذا الجاز " 1979يختصر العلاقة بين الخلق الفني والموت من خلال حركة الأجساد المنسابة عبر تجارب الرقص والاختبارات الموسيقية وحياة الحرية المنسلخة عن السياقات الاجتماعية الرتيبة ، فكلما عشق الفنان الإبداع وازداد شبقه للحياة والحرية   ازداد قربه من التفرد والموت،وكأن الخلق الفني هنا تعويض عن حياة سوف تفنى، فصيرورة الحياة فقاعة ينبغي أن تحتوي الإبداع قبل أن تنفجر

(جيد يون) الذي الممثل "روي شيدر" ، مخرج استعراضات في"برودواي" يقاوم المرض والموت بالإبداع والخروج على المألوف، التدخين بإفراط  وتناول الخمر والصخب والإجهاد العصبي والتوتر، والعبث خارج إطار العلاقات الزوجية ، ويجد أن تحدي الموت يكمن في الخلق الفني الصعب  ، من خلال التناغم بين الحدث والرقص الإيقاعي للوصول إلى اكتمال عناصر الفرقة ، أي الوصول إلى كمال الخلق الفني  .البداية مع لقطات قريبة جدا لـ(جيد يون)  يتناول أقراص علاج ، قطرات للعين ، السيجارة ، ودوش الماء البارد وكاسيت مسجل يسمعنا موسيقى" فيفالدي"،هكذا يبدأ يومه  مخرج الاستعراضات العبقري "جيد دون " بجسد يذوي يقترب من حتفه من نهايته يعشق عمله حد الإدمان ولا يجد في حياته الزوجية والاجتماعية معنى أفضل من الإبداع، ثمة إنجاز فني يكتمل  شجرة تنمو وهو الاستعراض  الذي يلخص تلك الرحلة، وثمة علاقة خفية غير منظورة بين المبدع وفتاة حسناء "جيسكا لانج " تتراءى له في خياله ،تريد أن تضمه إلى أحضانها هي الموت ، يصر لينهي الإنجاز الفني يتشبث بالحياة ولن يستسلم للنهاية في المستشفى ، ينتزع من جسده تلك الأنابيب، ويغادر سريرة ليهبط إلى سرداب البناية  بين ضجيج المحركات، مقاوما صمت الموت القادم.

المونتاج هنا هو الذي يقودنا يقطع علينا فرصة الراحة أو التأمل، تأتي النوبة القلبية الأولى في مكان يجتمع به البطل مع المنتج وزوجته وبعض المشتركين في العرض، عند قراءة ومراجعة بعض التمارين، هنا تبدأ الطعنة الأولى والمقاومة الأولى للفنان، يحاول أن يصمد ويقاتل من خلال القلم الوحيد الذي يطعن به المنضدة وكأنه يطعن الموت ، لكن رمحه هذا ينكسر ، تتمزق أحشاؤه تتوقف الأصوات، يبدو الأمر أشبه بالكابوس، ضحكات بطيئة مجلجلة ، أصوات لا يسمعها ، يسمع دقات قلبه المضطربة، يحاول أن يقاوم لكنه يعترف بالمرض فتكون الكارثة، خوف المخرج والزوجة وفشل العرض، كل ذلك يتضامن ويتماهى مع مشرط الجراح وهو يمزق شرايين قلب" جيد دون" ، ويبدأ الحوار والتفاوض مع الموت من خلال الملاك الجميل ، بعد نجاح العرض يمضي إليها طائعا ويستسلم للنهاية تحتضنه ليعبأ بكيس إلى مثواه الأخير.

في الواقع لا نجد في السيناريو حكاية يطول فيها الشرح ،إذ تهيمن الموسيقى والرقص والأضواء لتكون بديلا تعبيريا في الغالب عن الحوار والحدث ،اختار بوب فوس فرقة غنائية راقصة من أجساد ملائكية بحركات ساحرة ، لا تشعر بالأيدي عند تشابكها والأجساد عندما تلتحم وتتعانق في مشاهد حميمية غير محسوسة، الأضواء ترقص، وترسم على الأجساد جماليات لون الحياة، أصوات تصدح بأنغام تنساب إلى الأعماق مع إيقاع العنفوان والحيوية ،لكن الموت الجميل يمضي من خلال المرض ،جيد يون يرفض المرض.. يمارس حياة الصخب ذاتها في المستشفى.. رقص وغناء وخمر وفتيات.. لا يصدق أنه عاجز.. وفي كل مرة يقترب تدريجيا  من حضن الموت، كلما اقترب الاستعراض الأخير.. استعراض الموت.

هنا نرى الزوجة والعشيقة والأصدقاء وأطباء المستشفى كلهم في مسرح واحد، وعلى المسرح يبدأ الاستعراض الضخم ، والمسرح مكون من مناخ طبي؛ الديكور عبارة عن أضلع، والراقصات يتحركن كأنهن شرايين حية تنبض أو أجنة والصراع هنا مع فتاة بارعة الحسن تلبس كالعروس لكنها تمثل  الموت الذي جاء ليصحب جيد يون معه بالرغم من محاولاته الهروب والمقاومة والتحايل، جسّدها فوس  في تداخل مع استعراض كوميدي لرجل يحاول الفرار من الموت، ويقترح عليه أن يأخذ أمه العجوز بدلا منه..ليس ثمة حكاية ..بل هناك خطان متوازيان للنهاية نهاية الفنان الذي يفني جسده ليقترب من الموت ووصول المنجز الفني إلى الكمال إلى النهاية ، من الصعب وصف المعالجة المذهلة التي قدمها بوب فوس في هذا العمل الرائع ،
 
بوب فوس قدّم لنا عام 1972 فيلما رائعا "كابريه " هذا الفيلم الذي فازت فيه الممثلة ليزا مينيلي بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة  وتدور أحداثه في برلين عام 1931 حيث وضع المخرج حياة كاملة في ملهى ليلي : إلا أن فيلمه "كل هذا الجاز"، كان فلسفة بلغة سينمائية تضافرت فيها وسائل الإبداع ( الموسيقى والرقص والألوان ) اختزل فيه  دلالات الزمن الذي يستهلك الحياة من اجل بديل آخر هو الخلق الفني . انتصر الموت في النهاية كالعادة، لكن ما قتل جيد يون بالفعل هو شبقه الشديد بالحياة، وإفناء الجسد بالحرية والفن .وبذلك لم يكن موتا مجانياً
 
حصد الفيلم أهم الجوائز في مهرجان أوسكار  1979  كان أهمها أفضل إخراج - أفضل تصميم ثياب - أفضل مونتاج - أفضل موسيقى.. كما حصل على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان 1980.

المدى العراقية في

23.01.2014

 
 

In Bloom.. الأزهار تنمو في الحرب

فراس الشاروط

ما الذي يبقى من كينونة الإنسان بعد الجري المذلّ خلف قطعة رغيف ؟ كم يبقى من البراءة ، وكم يبقى من الحب ؟ هناك في الحرب البعيدة على ساحل البحر الأسود تخوض جورجيا معركتها ، وهنا في قلب المدينة يعمّ العنف والجوع والبرد أناسها ... لكن ما يجمع إيكا وناتيا المراهقتين هو الحب فقط والصداقة بمعناها البريء الطفولي.

مخرجا فيلم الأزهار (سيمون غروبز ) و(نانا أكفتيميشفيلي) أرادا لفيلمهما أن يكون أنشودة حب في زمن متردٍ مات فيه كل شيء، عبر رؤية تحليلية لمجتمع متفكك ، فكانت رحلتهما من خلال منفذ الروح للفتاتين وارتباطهما بالهمّ الإنساني العام ، فقدما لنا بتضاد بصري عبر اللون الباهت للفيلم كدليل على بهتان الحياة وضياع ألوانها صورة لنقد البنية السياسية الجورجية التي أدخلت المجتمع بحرب وقودها البشر.

منذ البداية ندخل مع إيكا وتفاصيل حياتها التي سرعان ما تتداخل مع حياة ناتيا لتسير كلا الحكايتين معاً، مرحهما ، دفاعهما عن بعضهما ، غنائهما ، وركضهما تحت المطر، حتى تحين ساعة الفراق بزواج ناتيا ، ذلك المفصل الذي سرعان ما سيغير حياة إيكا ، فترفع أول الأمر كأس الخمر لتتجرعه في ليلة زفاف صديقتها ثم تدخل الساحة وسط المجموعة لتخليها لنفسها وترقص تلك الرقصة التي تعبر عن النضوج ومغادرة مرحلة الطفولة .لقد أصبحت امرأة في عيون الرجال (وهو واحد من أجمل مشاهد الفيلم) ، ثم نراها في النهاية وهي تسير وحيدة نحو مبنى السجن لزيارة والدها .لقد كبرت كثيراً قبل الأوان .

الأزهار فيلم يكشف تفاصيل حياة بنتين وعلاقتهما الخاصة في ما بينهما، لكنه في سياق متصل يكشف مرحلة من مراحل جورجيا منتصف التسعينات من القرن الماضي وكيف أن للحرب تأثيراتها الاقتصادية التي يمكن أن تؤثر على كل شيء وتفسد حياة البشر وعلاقاتهم الاجتماعية ، وكيف عليهم أن يتقبلوا حياتهم كونهم جميعاً وسط المصيبة نفسها... صحيح أن الفيلم ينقسم إلى قسمين منفصلين والأصح حياتين لكنهما متصلتان ،وهذا متأتٍ من بنية السيناريو الجيدة الذي حاول ان يروي تفاصيل كل فتاة وان كل تفصيل مصاغ ارتباطاً بالعلاقات مع بعض.

على صعيد الإخراج كان لشعرية الصورة بلونها الباهت بعداً جمالياً متأسساً على التشكيل المتناغم لحركة الكاميرا وحركة الشخصيات ، تلك الشخصيات بأدائها االلافت والأخاذ استطاعت ان تمسك بحيوية وتدفق الحكاية وتضعنا أمام ملامح كل فتاة ومراحل تغير سلوك حياتهما نحو النضوج ، ورغم الآلام إلا ان الشريط الصوتي في ذلك المقطع الغنائي الذي تؤديه مجموعة الفتيات في غرفة بينت ناتيا وحركتهن وحركة الكاميرا بدون قطع جعل من الأغنية والمشهد بذاته واحداً من اجمل مشاهد السينما .

أن يكون فيلم الأزهار فيلما ممتازاً هو ليس كونه صور لنا الحرب وجوها الخانق وسط المدينة بأشجارها وشوارعها الخلفية ومطرها بل لأن المخرج والمخرجة اللذين تعاونا على العمل قدما لنا سرداً سينمائياً عن حياة كل فتاة مجسدة لضياع جيل وخراب أمة.. كانت هناك الحرب عند الحدود وتأثيرها هنا على البشر داخل المدينة إلا أننا لم نسمع دوي رصاصة واحدة ولم نرَ جندياً على الشاشة ، وهذه هي البراعة بأن تشاهد الحرب والموت من خلال عيون الآخرين.

المدى العراقية في

23.01.2014

 
 

المخرج الياباني كوريدا يناقش الإخراج والأبوّة معاً

ترجمة: عدوية الهلالي

اختار المخرج الياباني هيروكازو كوريدا موضوع تبادل الأطفال مادة لفيلمه الجديد الذي يحفل بالعاطفة الرقيقة ..تبدأ الأحداث مع العائلة نونوميا رويوتا التي يعمل الزوج فيها مهندسا معماريا ويعيش مع زوجته ميدوري حياة ميسورة ..يقوم الزوج بتسجيل ولده كييتا البالغ من العمر ست سنوات في مدرسة ابتدائية باذخة ، ويتسم كييتا بشخصية وديعة وتربية حسنة ،فهو لا يحفل بالقتال كما كان يريد له والده ..فجأة ، ينهار هذا الهيكل الأسري المنتظم حين يظهر أن كييتا ليس الابن الحقيقي لهذه العائلة وإنما تم استبداله في صغره بطفل آخر ، وأن ابنهم الحقيقي يحمل اسم رايوسي ويعيش في كنف عائلة كبيرة العدد في ضاحية فقيرة ..هنا يكتشف الأب أن ابنه عاش مع عائلة متواضعة لكنه استمتع بالحب الكبير بين أفرادها ولم يعرف المظاهر الاجتماعية بل ذاق المتع المشتركة بين أفراد العائلة لدرجة انه لا يشعر بالوقت معهم ..

لتصحيح الخطأ الذي حصل سابقا ، يتم استبدال الطفلين من جديد في عطل نهاية الأسبوع فقط في بادئ الأمر فتحصل لهما حالة اغتراب واضطراب عاطفي ويواصل الأهل الضغط عليهما بهدف الوصول إلى حالة التدجين والتعود ..وسط هذه المشاعر الغريبة ، لا يعمل المخرج كوريدا على فرض الحالات الدرامية المؤثرة بل يصنع منها مناظر  طبيعية أحيانا حين يختطف صورا تعكس الأوساط الاجتماعية لكلا الطفلين وأساليب الحياة فيها والمشاعر القلقة لمن يحيط بهما من البالغين وكلمة ( لماذا ) التي يرددها الأطفال عشرات المرات بحثا عن إجابات مقنعة ...وينجح كوريدا في استخدام ممثلين من الأطفال وتوجيههما ببراعة ليقدم بمساعدتهما فيلما مؤثرا ورقيقا يدفع المشاهد إلى التأمل ... ويعالج كوريدا في فيلمه الجديد الذي يحمل عنوان ( الولد على سر أبيه ) قضية النسب ورابطة الدم ومقارنتها بالعلاقات التي يصنعها الزمن ..وكان كوريدا ( 51 عاما ) قد اختار التخصص في مجال السينما بعد مشاهدته أفلام المخرج فيلليني في سن التاسعة عشرة ، ومارس الإخراج وحقق فيمله ( مازال يمشي ) في عام 2009 نجاحا جيدا ..

صحيفة الفيغارو الفرنسية التقت المخرج الياباني كوريدا ليتحدث عن فيمله الجديد وعن علاقته بالأطفال وبالسينما ..ولدى سؤاله عن رأيه بفكرة الفيلم قال كوريدا انه أراد التعبير عما يربط بين الأب وابنه بعد مراقبته لابنته التي تبلغ ست سنوات وهي تكبر أمامه وتدفعه إلى التساؤل عن نوع الرابطة بينهما ..هل هي الدم أم مرور الزمن ؟..وعما تفكر فيه الطفلة تجاهه كأب وماتشعر به  وما جعلها ابنة له ، لذا يتخذ كوريدا من فكرة تبادل الأطفال ذريعة ليسرد قصته مع الأطفال..

وتسأل الفيغارو كوريدا عن الوالدين اللذين يقدمهما الفيلم وهما مهندس وبائع خردوات وأيهما يفضل أن يكون له أبا، فيقول إنه ينجذب عاطفيا نحو بائع الخردوات لكنه  لسوء الحظ كان أقرب من المهندس في طبيعة معيشته ، رغم أن والده المتوفى لم يكن أيا منهما فقد كان غائبا في اغلب الوقت ولم يقل له يوما ( افعل هذا أو لا تفعل ذاك ) ..ويؤكد كوريدا انه تذكر علاقته بوالده حين ولدت ابنته ،لذا فهو لا يتحدث في الفيلم عن طفل ووالده فقط بل عن والد الطفل ووالديه أيضا ..

وعن سؤاله إن كانت العوائل التي قدمها في الفيلم تصور المجتمع الياباني قال كوريدا إنه لم يفكر في تقديم أشكال مختلفة للعوائل اليابانية بل انطلق من فكرة وجود أب مهندس وآخر فقير واضطر بالتالي إلى تصوير ما يرافق حياة هذين النموذجين من ظروف اجتماعية ومشاعر فردية ..

ويعترف كوريدا للصحيفة بأن الفيلم أثر كثيرا على دوره كأب ،إذ عمل على تغييره قليلا، فالمهندس يمكن لأي احد أن يقوم بعمله أما الأب فلا يمكن استبداله ،لذا ينبغي عليه القيام بوظيفته بشكل كامل ..

ويختلف كوريدا عن المخرجين الآخرين في انه لا يؤمن بتحويل موقع التصوير إلى ساحة حرب ..إنه لا يغضب أبدا ولا يحب أن يرى العاملين يتراكضون حوله أو يردد  كلمة (آكشن ) كثيرا ..إنه ينظر فقط إلى الممثلين ويحاورهم ، وفي فيلمه الأخير حيث يوجد أطفال كانت المشاهد الأكثر صعوبة هي تلك التي يتبادل فيها النظر مع البالغين ليبلغهم انه يصور دون أن يشعر الأطفال بذلك ، ذلك انه اعتمد كثيرا على ردود أفعالهم ..

ويقول كوريدا انه يراجع مساءً  كل ماصادفه من التقاطات في النهار فيلتقط منها مايمكنه الاحتفاظ به ..ويصف كوريدا الإخراج بأنه ممتع للغاية فهو يتساءل يوميا عما سوف يكتشفه خلال يومه ثم يعمل على جمع تلك الاكتشافات وكأنه يبني منزلا .ولا ىيفوته أن يتناقش مع الممثلين للاستفادة من اقتراحاتهم ولكي يكون منزله –أي فيلمه – قائماً على خطة رصينة ..

المدى العراقية في

23.01.2014

 
 

فيلم عن معاناة الألمان مع النازية دون التركيز على «المحرقة»

«سارقة الكتاب».. عندما يكون الموت راوياً

عُلا الشيخ - دبي 

للأسف؛ لم يحظَ فيلم «سارقة الكتاب» للمخرج براين بيرسيفال، المأخوذ عن رواية حملت الاسم نفسه للمؤلف ماركوس زوساك، بنسبة مشاهدة عالية، حسب شباك التذاكر، في دور السينما المحلية، رغم أن الفيلم الذي تحدى الرواية وقدم نفسه كصورة مملوءة بالعناصر المؤثرة تمثيلاً وإخراجاً وموسيقى وصورة، تناول الحكاية الألمانية في عهد النازية دون التركيز على «المحرقة»، التي تعد العنوان الأبرز في معظم الأفلام التي تناولت ألمانيا في عهد أدولف هتلر، وهذا التفصيل تسبب في هجوم نقدي من مناصري فكرة الصهيونية وحقها في الحياة، حتى ولو على حساب وطن اقتلعه الصهاينة بالقوة بالأدوات «الهتلرية» نفسها. فشخصية اليهودي في الفيلم، التي تمثلت في (ماكس)، مرت كمرحلة وجدت بالفعل في ألمانيا النازية، لكن ليس كأساس للقصة.

عندما يكون الراوي هو الموت، حسب الفيلم، لابد من سماع الحكاية الى آخرها، خصوصاً أن بطلتها طفلة اضطرت إلى أن تعيش في كنف عائلة ألمانية لأن والدتها الحقيقية ألمانية شيوعية منبوذة وملاحقة من النازيين. فالقضية في الفيلم ليست في اضطهاد اليهود فحسب؛ بل في كل شخص ألماني غير منتمٍ إلى حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني الذي يعرف بـ«الحزب النازي» ومؤمن به.

كتاب الحياة

يعود فيلم «سارقة الكتاب»، الذي قام ببطولته صوفيا نيلسي وجيوفري راش وإيملي واتسون، إلى ثلاثينات القرن الماضي، في ألمانيا خلال عهد النظام النازي وبداية الحرب العالمية الثانية، يبدأ مع صوت راوٍ يحكي الحكاية، ولا تُعرف شخصيته إلا في المشاهد الأخيرة من الفيلم، يؤكد الراوي من خلال قصته أنه لا يعرف التعامل مع الأحياء، لكن هذا لا يعني حرصه عليهم، والدليل أن من ضمن ملايين البشر تلفت انتباهه شخصية معينة فيقوم بملاحقتها طوال عمرها، وهذه المرة وقع اختياره على «ليزلي» ذات التسع سنوات، تجلس في القطار تغني وإلى جانبها والدتها المثقلة بالحزن وشقيقها الصغير الذي يتوفى أثناء الرحلة، فتقوم الأم بدفنه، وأثناء ذلك تنتبه الفتاة «ليزل» إلى كتاب فتقوم بأخذه على الرغم من عدم إجادتها القراءة، لتبدأ معها طريق سرقة الكتب، التي تصر على أنها تستعيرها طوال أحداث الفيلم.

التبنّي

تسلّم الأم ابنتها إلى مندوبة من الصليب الأحمر الألماني، التي تقوم بدورها بتسليمها إلى عائلة ألمانية فقيرة، كانت تنتظر فردين للاستفادة من إعالة الدولة، لكنها تصدم بوجود فتاة دون شقيقها الذي توفي سابقاً. الأم الجديدة التي أدت دورها ببراعة الفنانة إيملي واتسون، واسمها في الفيلم روسا، تستقبل الفتاة بطريقة بعيدة كل البعد عن العاطفة، مستهزئة بقذارتها التي تنسبها إلى الشيوعيين، حسب ترويج النظام النازي الحاكم، في الوقت ذاته يظهر الأب الجديد الذي أدى دوره الفنان الأسترالي جيوفري راش، واسمه في الفيلم هانس، الحنان والعطف على الفتاة التي فقدت والدتها رغماً عنها، لأنها تحمل أفكاراً تعتبر خطرة على مشروع هتلر ورفاقه، وهنا يضع المخرج الحكاية التي غيّر فيها الكثير عن ما ذكر في الرواية الأصلية معاناة الألمان بشكل عام، خصوصاً من هو غير مؤمن بالفكر النازي.

تصل الفتاة بخطوات متثاقلة، مع صراخ وعصبية من الأم الجديدة، وأوامر صارمة، وهي لا تفكر إلا في كيفية الخروج من المنزل الجديد والعودة لحضن أمها، تقصد غرفتها، وتحتضن كتاباً عنوانه «مقابر الموت»، هي لا تستطيع قراءته، لكنها الذكرى الوحيدة من شقيقها، إضافة إلى صورته. يذهب الأب إليها، ويرى الكتاب، ويؤكد لها أنهما سيقرآن الكثير، لتبدأ معهما علاقة شعارها القراءة وتعلم الحروف في قبوٍ خاص في المنزل مملوء بالكتب وحائط، يطلب الأب من ابنته المتبناة أن تملأ الحائط بالكلمات الجديدة عليها وعلى حياتها التي ستعيش.

جانب آخر

في كل هذه الأحداث التي تعرف المشاهد إلى تفاصيل من حياة ليزل الجديدة، تظهر شخصية مؤثرة في الفيلم تتجسد في الطفل رودي الذي يقرر ومنذ لحظة مشاهدته ليزل وهي تترجل من سيارة الصليب الأحمر، أن تكون صديقته وأكثر، يمر عليها في أول صباح لها في البيت الجديد ليصطحبها إلى المدرسة، يتسامران ويضحكان كأي طفلين غير مدركين أن حياتهما ستصبح قريباً على المحك، ويصير رودي من الأشخاص المقربين من ليزل الخائفة دوماً من فكرة الفقدان، يغنيان معاً نشيد الحزب النازي الذي يطالبهم بالفخر بعرقهم ونبذ اليهود وكل من يخالف معتقداتهما. ليزل تتمسك بالأمل مجدداً عندما تستيقظ ليلاً على أنغام الأوكورديون الذي يعزف عليه والدها موسيقى أغنيتها المفضلة، تسأله: «هل هذه الآلة لك؟»، يجيبها «إنها لصديق ضحى بعمره من أجل أن أعيش أثناء الحرب». وللأوكورديون قصة أخرى تتضح تفاصيلها في مشاهد لاحقة.

أجراس الحرب

الحرب باتت وشيكة، لا أحد يجرؤ على الامتعاض، الجميع يؤدي القسم في بقاء الدولة الألمانية النازية، ومن ضمن المشاهد الجميلة في الفيلم، مشهد يتعلق باحتفالية من الضابط المسؤول عن المنطقة التي تعيش فيها ليزل، يهرع الزوج هانس وهو يبحث عن علم ألمانيا النازية كي يعلقه على المنزل، وعرقه يتصبب خوفاً، تسأله زوجته روسا أن يتريث، فيجيبها «لا وقت لدينا، كل المنازل علقت العلم، وأخاف أن نظهر معادين للفكرة النازية»؛ فيجده أخيراً في القبو، ويعلقه دون اكتراث إلى لونه وشعاره، خوفاً على حياته التي أصبحت ذات قيمة عندما أصبح أباً لـ«ليزل». تذهب العائلة كغيرها مسيّرة وليست مخيّرة لحضور الاحتفال لإعلان الحرب على أوروبا، لكن الاحتفال يأخذ مجرى آخر، إذ يتكوم عدد كبير من الكتب على شكل جبل في وسط الساحة، وهذه الكتب، حسب الضابط المسؤول، ستخرب عقل الشباب النازي، ويجب حرقها كلها، تشعر ليزل بالضيق وهي تشاهد الكتب وهي تحترق، وهي التي أصبحت تقرأ جيداً، تنتظر مغادرة الجميع إلى الكنيسة، وتقرر سرقة كتاب آخر من بين الدخان والرماد، فيشاهدها والدها وزوجة الضابط التي ستبنى علاقة بينهما في مكتبة قصرها، إذ فقدت هي الأخرى ابنها الوحيد في الحرب.

الأوكورديون

تبدأ الحملات الهتلرية للقبض على أي يهودي، وتهديد أي عائلة تحمي جيرانها اليهود (القردة)، كما كانت تصفهم الحملات. يُدق باب منزل هانس واذا بشاب في مقتبل العمر اضطر إلى أن يترك والدته تواجه الموت وحدها، بعد أن استطاع تهريبه جاره الألماني، يسأله «هل مازلت تعزف على الأوكورديون؟» فيدرك هانس أن الشاب هو ابن صديقه اليهودي الذي ضحى بحياته من أجل أن يعيش، فيقرر أن يخبئه في القبو، لأنه وعد والده أن يحرص على سلامة عائلته، ليدخل فرد جديد إلى حياة ليزل لتدرك أنها ليست الوحيدة في العالم التي فقدت والدتها بسبب هتلر، فها هو ماكس الشاب اليهودي الألماني فقد والدته أيضاً بسبب هتلر، وتبني علاقة معه أساسها الكتب التي بدأت بقراءتها في قصر زوجة الضابط الكبير، مع إصرار والديها على أن وجود ماكس هو السر الذي لا يجب أن يخرج من بين جدران المنزل.

يعي ماكس أن لدى ليزل موهبة خاصة أساسها النهم في قراءة الكتب، فيحثها كل يوم على وصف حالة الطقس بطريقتها، فتقول له «الطقس اليوم تختبئ فيه الشمس داخل محارة فضية». فيبدأ ماكس تخيل المشهد، وهكذا، إلى أن يمرض ويصاب بالحمى، لأن ليزل قررت وصف حالة الطقس يوماً بطريقة فعلية، وليس بالحديث عنه، فقامت بجرف الثلج بمساعدة والدها إلى القبو وصنع رجل الثلج احتفالاً بالعيد، وبسبب مرض ماكس الذي يطول وخوفاً من فكرة الفقدان مرة أخرى، تضطر ليزل إلى سرقة الكتب من القصر، وإعادتها فور انتهاء قراءتها، كي تقرأها لماكس، وهذا الشغف تمارسه ايضاً في الملاجئ مع صافرات الإنذار، فأصبح كل اللاجئين ينتظرون قصص ليزل التي استطاعت أن تخفف من وطأة الخوف من الموت إلى حين.

تستمر الأحداث الكثيرة في الفيلم ليس تركيزاً على الحرب بل على حياة من يعيش الحرب، بدأت القوات النازية تفقد قوتها، واشتد الموت والقتل، وغادر ماكس المنزل بعد أن أهدى ليزل كتاباً ورقاته بيضاء، بعد أن أزال صور هتلر منه، وطلب منها الكتابة ورصد كل شيء، خوفاً على حياة عائلة هانس، تصاب ليزل بالخيبة، تحاول التأقلم مع الموت والرحيل بسرقة الكتب أكثر وقراءتها، وتخيل النهايات إذا لم تنهِ الكتاب، لكن الراوي يعود مرة أخرى في المشاهد الأخيرة من الفيلم ليتضح أنه صوت الموت، الذي قرر أن يقبض على أرواح هانس وروسا ورودي وعائلته، وجعل ليزل تعيش مرة أخرى وحيدة بين ركام المنازل المهدمة فوق رؤوس أصحابها، لتنتهي الحكاية بمشهد ماكس وهو عائد إلى ألمانيا، بعد سيطرة القوات الأميركية، تستقبله ليزل التي أصبحت شابة، وصارت تعمل في محل والد رودي الذي كان وقتها في الحرب، ويستمر صوت الراوي ليؤكد أن ليزل استمرت علاقة صداقتها مع ماكس، وعاشت حياة مملوءة بكتابة القصص، وتزوجت وأصبحت جدة وتوفيت وهي تبلغ من العمر 90 عاماً.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

23.01.2014

 
 

كرَّم نور الشريف في الافتتاح

انطلاق الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية

القاهرة - حسن أحمد 

افتتح اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، بحضور د. ماجدة واصف رئيس المهرجان، ود. محمد كامل القليوبي رئيس مؤسسة نون للثقافة والفنون المنظمة للمهرجان، ونخبة من السينمائيين المصريين منهم المخرج محمد خان، والمخرج عمر عبدالعزيز، ومسعد فودة نقيب السينمائيين، وكمال عبدالعزيز رئيس المركز القومي للسينما، والمنتج محمد حفظي، والفنان هاني عادل، والفنان آسر يس، والسيناريست تامر حبيب . وشهد حفل الافتتاح الذي أقيم بقاعة المؤتمرات بمدينة الأقصر، وقدمته الفنانة الشابة يسرا اللوزي، تكريم الفنان الكبير نور الشريف والمخرج الروسي فلاديمير مينشوف . وألقى الفنان نور الشريف كلمة أعرب فيها عن سعادته بالتكريم في الأقصر، مؤكدا أهمية المهرجان في تحقيق نوع من التواصل مع السينما الاوروبية، كما ألقى المخرج الروسي فلاديمير مينشوف كلمة أشار فيها إلى أنه كان يظن أن مصر فيها اضطرابات، لكنه عندما جاء إلى مدينة الاقصر لم يجد أي مشاكل، مؤكدا أن مثل هذه المهرجانات تؤكد أن مصر بلد مستقر.

وخلال حفل الافتتاح تم عرض رسالة مسجلة بصوت الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، رئيس شرف المهرجان، اعتذر فيها عن عدم الحضور بسبب ظروفه الصحية، كما ألقى د. محمد القليوبي رئيس مؤسسة نون للثقافة والفنون كلمة رحَّب فيها بضيوف المهرجان، ووجه الشكر لأهالي مدينة الاقصر على تعاونهم مع المهرجان، كما ألقى كمال عبدالعزيز رئيس المركز القومي للسينما كلمة نيابة عن وزير الثقافة، رحَّب فيها بكل ضيوف المهرجان من المصريين والأجانب . وبعد ذلك صعد على المسرح أعضاء لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج الروسي فلاديمير مينشوف وتضم في عضويتها الممثلة الالمانية فرانزيسكا بيتري والمنتج البلجيكي جاك لورين والاستونية كادي لوك مدير مهرجان إي سي يو للسينما الأوروبية المستقلة والممثلة اليونانية كاترينا ديداسكالو ومدير التصوير سعيد شيمي. ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة أفلام «فتاة المصنع» من مصر، بطولة ياسمين رئيس وإخراج محمد خان، و«حياة طويلة وسعيدة» من روسيا، و«عصر القلق» من فرنسا و«كُل نم مت» من السويد و«عنفوان» من جورجيا و«معجزة» من سلوفاكيا و«روكسان» من رومانيا و«شبه الرجل» من النرويج و«العدو بالداخل» من اليونان و«الطاعون» من إسبانيا و«مهلك» من صربيا

وبعد انتهاء حفل الافتتاح تم عرض فيلم «لا مؤاخذة» بطولة كندة علوش وهاني عادل واخراج عمرو سلامة . يذكر أن المهرجان يخصص برنامجا خاصا للسينما الألمانية الجديدة وبرنامجا آخر للسينما المصرية المستقلة يتم خلاله عرض أفلام «الخروج للنهار» و«الشتا اللي فات» و«المدينة» و«بصرة» و«عشم» و«فرش وغطا» و«كليفتي» و«هرج ومرج»، إلى جانب برنامج لكلاسيكيات السينما المصرية حيث سيتم عرض فيلمي «المومياء» و«شيء من الخوف» .

النهار الكويتية في

23.01.2014

 
 

مبدعون مصريون:

الفنون لا تصنع ثورة ولكنها تسهم في الوعي بالتغيير

رويترز 

في ندوة (السينما والتغيير السياسي والاجتماعي في مصر) رأى عدد من المشاركين، أن الفنون والآداب لا تصنع ثورات ولكنها تسهم في الوعي بضرورة التغيير الذي يمتد من المطالبة بالإصلاح، إلى التمرد على الأوضاع القائمة، ثم يكون للفنون دور في التأريخ للثورات بعد مرور فترة كافية لاستيعاب تفاعلاتها. 

وفي رأي الروائي الشهير بهاء طاهر، أن الإبداع ربما يكون في حالة ازدهار ولكنه لا يؤدي للتغيير، مستشهدا بوجود مواهب كبرى في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك "وكانت في أفضل حالات الإبداع ولم تسهم في تغيير الواقع" الذي أدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى تغييره في الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي بدأت يوم 25 يناير كانون الثاني 2011 وأدت إلى إسقاط مبارك. 

وقال في ندوة (السينما والتغيير السياسي والاجتماعي في مصر) إن الفنون والآداب تحفز على التغيير وتساعد على الوعي بالمشكلات وتدعو إلى الأهداف التي تقوم بسببها الثورات وفي مقدمتها الحريات والعدالة الاجتماعية. 

والندوة التي أدارها المخرج محمد كامل القليوبي ينظمها (مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية) الذي افتتح الأحد الماضي في مدينة الأقصر بجنوب مصر. 

والمهرجان الذي تنظمه مؤسسة (نون للثقافة والفنون) وهي منظمة أهلية لا تهدف للربح يختتم السبت القادم ويشارك في دورته الثانية 62 فيلما من 20 دولة. 

وقال الناقد السينمائي علي أبو شادي في الندوة "الثورة تصنع فنا ولكن الفن لا يصنع ثورة" وإن للفنون دورا في التحريض مستشهدا بأعمال منها مسرحية (عودة الروح) لتوفيق الحكيم التي كان الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر يستشهد بها ويراها من الأعمال التي أسهمت في تكوينه وحرضته على التمرد. 

وأضاف أن التراكم الثقافي يؤدي إلى الثورة ولو في جيل لاحق أما التعبير عن الثورات فيحتاج إلى وقت للتأمل. 

وقالت المخرجة هالة لطفي: إن الثقافة المصرية ما زالت مركزية وتعنى بالعاصمة على حساب الاهتمام بالأقاليم وامدادها بوسائل الثقافة، بل إن فترة الستينيات التي شهدت زخما ثقافيا وفنيا يتمثل في إصدار الكتب وإنتاج الأفلام والعروض المسرحية "كانت مركزية وهذا نمط مضر ولا يفيد عموم الشعب". 

وأضافت أن إرادة التغيير تنبع من الإنسان نفسه، مشددة على أن الوعي العام لم يعد مرتبطا بالثقافة الرسمية بعد تعدد وسائل المعرفة "وتغيرها بالكامل وأن الثورة لم تكن ممكنة بدون التكنولوجيا الحديثة". 

وقال القليوبي إن الإنفاق الحكومي على الثقافة في نظام مركزي مثل النظام المصري ضئيل جدا مقارنة بالإنفاق على قطاعات أخرى. 

وأضاف أنه شهد لقاء مع الرئيس المؤقت عدلي منصور في القاهرة، وفي هذا اللقاء قال وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب لرئيس الجمهورية: "إن ميزانية وزارة الثقافة هي الأقل في (وزارات) الدولة والأقل في العالم".

بوابة الأهرام في

23.01.2014

 
 

بطل «أسرار عائلية»:

لم أكن أعلم أن الشخصية لشاب شاذ.. وتخوفت كثيرًا في البداية

كتب: سعيد خالد 

كان يخشى تجسيد شخصية الشاب المثلى فى فيلم «أسرار عائلية»، لكنه فعلها، لتكتب أول بطولة باسم الممثل الشاب محمد مهران، ومعه سلوى محمد على وأحمد عبدالوهاب وبسنت شوقى.

«مهران» تخرج فى معهد الفنون المسرحية فى 2011 قسم تمثيل وإخراج، واختاره المخرج هانى فوزى ليكون بطل «أسرار عائلية»، يقول: «لم أكن أعلم أن الشخصية لشاب شاذ، وتخوفت من الدور جدًا قبل أن أقرأ السيناريو، كنت مرعوباً من طرح الفكرة بهذا الشكل لأول مرة فى تاريخ السينما، لكن بعد جلسات مع هانى فوزى والسيناريست محمد عبدالقادر اقتنعت بالفكرة لأنها تؤكد قدرة (المثليين) على الشفاء من هذا المرض».

وأوضح: «استعنت بدكتور نفسى لعلاج المثليين وحضرت معه أكثر من جلسة، كما ساعدنى كثيرًا فى تقديم الدور أسامة أبوالعطا، المنتج الفنى، وإيهاب خليل، المنتج وهو دكتور نفسى، والطبيب النفسى أوسم مصرى، وأستاذى الفنان أشرف زكى كان له فضل كبير علىّ فى هذا العمل».

وأضاف: «حاولت الابتعاد عن تقديم الصورة التى جسدها كل من الفنان خالد الصاوى فى فيلم (عمارة يعقوبيان)، والفنان يوسف شعبان فى فيلم (حمام الملاطيلى)، وأتمنى أن يتعاطف الجمهور مع هذه الشخصية التى احتاجت منى مجهودا كبيرا فى البحث والقراءة».

وقال: «الرقابة تسببت فى إثارة الجدل حول العمل، وأؤكد أن الفيلم لا يحتوى على مشاهد فجة أو ألفاظ خادشة تستفز المشاهد»،

وشدد قائلا: «لم أخف على مستقبلى من هذا الدور لأنه بعيد عن الفجاجة، واعتبرته تحدياً بالنسبة لى، ويكفينى أننى أول واحد فى مصر يقدم الشخصية بشكل كامل».

وعن جديده أكد «مهران»: «أصور حاليا مسلسل (قلوب) للمخرج حسين شوكت، تأليف هانى كمال مع علا غانم ونجلاء بدر وريهام سعيد، ونتنقل ما بين عدة لوكيشنات خارجية فى مدينة 6 أكتوبر والتجمع الخامس، ولأننى أفضل كسر التابوهات فألعب من خلاله دورا صادما لشاب مسلم يعيش قصة حب مع زميلته فى العمل، وتلعب دورها غادة الشريف، وهى مسيحية، ويتعرضان للعديد من المشاكل بسبب هذه العلاقة».

المصري اليوم في

23.01.2014

 
 

مثقفون وفنانون على هامش «الأقصر للسينما الأوروبية»:

الفن يساعد على زيادة الوعي وليس التغيير

كتب: رويترز 

يرى مثقفون مصريون أن الفنون والآداب لا تصنع ثورات، لكنها تسهم في الوعي بضرورة التغيير، الذي يمتد من المطالبة بالإصلاح إلى التمرد على الأوضاع القائمة، ثم يكون للفنون دور في التأريخ للثورات بعد مرور فترة كافية لاستيعاب تفاعلاتها.

وفي رأي الروائي البارز بهاء طاهر أن الإبداع ربما يكون في حالة ازدهار، لكنه لا يؤدي للتغيير، مستشهدا بوجود مواهب كبرى في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك «وكانت في أفضل حالات الإبداع، ولم تسهم في تغيير الواقع»، الذي أدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى تغييره في الاحتجاجات الشعبية الحاشدة، التي بدأت يوم 25 يناير 2011، وأدت إلى إسقاط مبارك.

وقال في ندوة (السينما والتغيير السياسي والاجتماعي في مصر) إن الفنون والآداب تحفز على التغيير، وتساعد على الوعي بالمشكلات، وتدعو إلى الأهداف، التي تقوم بسببها الثورات، وفي مقدمتها الحريات والعدالة الاجتماعية.

وأدار الندوة المخرج محمد كامل القليوبي، التي ينظمها (مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية)، الذي افتتح، الأحد الماضي، في مدينة الأقصر بجنوب مصر.

وقال القليوبي إن الإنفاق الحكومي على الثقافة في نظام مركزي مثل النظام المصري ضئيل جدا مقارنة بالإنفاق على قطاعات أخرى.

وأضاف أنه شهد لقاء مع الرئيس المؤقت عدلي منصور في القاهرة، وفي هذا اللقاء قال وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب لرئيس الجمهورية إن «ميزانية وزارة الثقافة الأقل في (وزارات) الدولة والأقل في العالم».

والمهرجان الذي تنظمه مؤسسة (نون للثقافة والفنون) وهي منظمة أهلية لا تهدف للربح يختتم، السبت المقبل، وتشارك في دورته الثانية 62 فيلما من 20 دولة.

وقال الناقد السينمائي علي أبوشادي في الندوة «الثورة تصنع فنا، ولكن الفن لا يصنع ثورة»، وإن للفنون دورا في التحريض، مستشهدا بأعمال منها مسرحية (عودة الروح) لتوفيق الحكيم، التي كان الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر يستشهد بها، ويراها من الأعمال، التي أسهمت في تكوينه، وحرضته على التمرد.

وأضاف أن التراكم الثقافي يؤدي إلى الثورة، ولو في جيل لاحق، أما التعبير عن الثورات فيحتاج إلى وقت للتأمل.

وقالت المخرجة هالة لطفي إن الثقافة المصرية ما زالت مركزية، وتعنى بالعاصمة على حساب الاهتمام بالأقاليم، وإمدادها بوسائل الثقافة، بل إن فترة الستينيات التي شهدت زخما ثقافيا وفنيا يتمثل في إصدار الكتب، وإنتاج الأفلام والعروض المسرحية كانت مركزية، وهذا نمط مضر، ولا يفيد عموم الشعب.

وأضافت أن إرادة التغيير تنبع من الإنسان نفسه، مشددة على أن الوعي العام لم يعد مرتبطا بالثقافة الرسمية بعد تعدد وسائل المعرفة «وتغيرها بالكامل .. الثورة لم تكن ممكنة دون التكنولوجيا الحديثة».

المصري اليوم في

23.01.2014

 
 

السينما المستقلة تتألق في الدورة 30 لـ Sundance..

وأول ظهور لـ«لينزي» بعد الإدمان

كتب: ريهام جودة 

باعتباره صانع النجوم وأهم حدث سينمائي للسينما المستقلة في العالم، بدءًا من المخرجين والممثلين المغمورين وصولًا إلى كبار الفنانين وأشهر صناع الأفلام، اجتذب مهرجان صندانس في دورته الـ30 بمدينة يوتا الأمريكية الأضواء على مدى الأيام القليلة الماضية، وحرص عدد كبير من الفنانين على المشاركة بأعمالهم وعرضها لأول مرة خلاله، أو عقد لقاءات إعلامية وجماهيرية لكسب مزيد من النجاح والشهرة، خاصة أن المهرجان معروف بجاذبيته للإعلام الدولي، وسبق أن عرض به كثير من الأفلام التي نالت شهرة ونجاحا كبيرين، بل ووصل بعضها لجوائز الأوسكار، مثل American hustel و Gravity.

ويكتسب المهرجان جاذبيته كذلك لعرضه مجموعة من الأفلام لأول مرة عالميا، وهي من إنتاج مستقل بعيدا عن سطوة شركات واستديوهات الإنتاج الكبرى التي تعود لتلهث وراء تلك الأعمال وتتصارع لشراء حقوق عرضها وتوزيعها بدور العرض، كما أن المهرجان بسبب نجاحه وشهرته وجودة الأعمال المعروضة به أصبح هو الذي يجتذب نجوم هوليوود ويحرصون على عرض أفلامهم به.

المهرجان الذي انطلق يوم 16 يناير الجاري وتنتهي فعالياته الأحد المقبل، شهد أيضًا مشاركة المخرج ستيفن سبيلبيرج، بالعرض الأول لفيلمه Young Ones، الذي أشاد النقاد به، كما شارك روبرت دي نيرو بفيلمه الوثائقي Remembering the Artist, Robert De Niro, Sr الذي قدمه لتكريم والده ودوره في دفعه للعمل كممثل ومنتج.

ومن الأفلام التي لفتت الأنظار فيلم الجاسوسية a most wanted man بطولة فيليب سايمور هوفمان وإخراج أنطون كوربين، وتدور أحداثه حول جاسوس ألماني اسمه جونتر باكمان يتعقب مهاجرًا من الشيشان لمعرفة مدى علاقته بإرهابيين مسلمين.

أيضًا الفيلم الوثائقي E – Team لفت الأنظار ويستعرض خلاله مخرجه رحلته في عدة دول بالشرق الأوسط منها سوريا وليبيا للوقوف على الأوضاع الإنسانية هناك في ظل الفساد وسوء الأوضاع وسقوط الأنظمة الديكتاتورية ، وعن سوريا أيضًا قدم المخرج طلال ديركي فيلمه الروائي أيضا، عودة إلى حمص، حيث يعود شابان إلى مدينتهما حمص ليتحولا إلى مقاتلين.

كما افتتحت الممثلة كريستين ستيوارت فيلمها الجديد Camp X-Ray ، وطاردتها كاميرات المصورين بسبب تسريحة شعر جديدة وضفائر صغيرة طلت بها، ومن نجمات هوليوود أيضا افتتحت آن هاثاواي فيلمها الجديد Song One الذي يشاركها فيه زوجها آدم شولمان، ولفتت آن الأنظار بتسريحة شعرها الجديدة ، الذي بدا قصيرا للغاية.

وشاركت المغنية سيلينا جوميز في حضور فعاليات المهرجان، حيث افتتحت فيلمها Rudderless، ولفتت الأنظار لظهورها بصحة جيدة ومتألقة بعد أنباء عن إصابتها بمرض الذئبة الحمراء، الذي تسبب في إعلانها الحصول على إجازة لمدة 6 أشهر للبقاء وسط عائلتها، وكانت قد حضرت من ميامي إلى يوتا في رحلة سريعة عادت بعدها إلى بيتها لتواصل إجازتها، وأشاد النقاد بدورها في الفيلم وأثنوا على موهبتها.

وحققت بعض الأفلام التي عرضت على مدى الأيام الماضية قبولًا كبيرًا من النقاد، وخاصة السينما الإندونيسية التي بدت كالحصان الأسود هذا العام، حيث أشاد النقاد بفيلم The rade 2، ومستواه الفني ويلعب بطولته جولي إيستيل وإكو يواس ، وهو من نوعية الأكشن والجريمة والفانتازيا.

ولم تجد الممثلة الأمريكية لينزي لوهان أنسب من التواجد بالمهرجان، لتستعيد شهرتها، بعد فترة غياب عن الأضواء كانت تخضع خلالها للعلاج من الإدمان في إحدى المصحات العلاجية، وعقدت مؤتمرا صحفيا أمس الأول، استغرق 20 دقيقة فقط، للإعلان عن مشروع فيلمها الجديد Inconceivable، الذي ستلعب بطولته وتنتجه أيضا، ورفضت لينزي الإجابة عن أي أسئلة تتعلق بحياتها الشخصية وعلاجها في إحدى المصحات النفسية للمرة السادسة منذ يونيو الماضي، مؤكدة أنه الوقت المناسب للعودة لعملها، ووصف المقربون منها لصحيفة أسوشيتد برس أنها تريد أن يكون أول ظهور لها من خلال مهرجان صندانس كـبداية طازجة على حد تأكيدها لهم.

ونظرًا لأنها دائما ضيف شبه دائم على المهرجانات السينمائية باعتبارها المتنفس الوحيد لصناعها بعيدا عن قيود حكومتها، فإن السينما الإيرانية حظت باهتمام ومتابعة كبيرين خاصة الفيلم الوثائقي Sepideh: Reaching for the Stars للمخرجة بيريه مادسن الذي تم بيعه لموقع Apple's iTunes، ليشاهده جمهور أمريكا الشمالية عبر الإنترنت، وقت عرضه بالمهرجان لأول مرة بالنسبة للسينما الإيرانية.

وحظى المهرجان على مدى الأيام الماضية بحضور مكثف من الجمهور، لدرجة نفاد تذاكر العرض، ما دفع بعض الجمهور من النساء لحمل لافتات كتبن عليها مطلوب تذاكر.

يذكر أن المهرجان يعقد الأحد المقبل حفل توزيع جوائزه، في مسابقاته الأربع (اثنتان منها للأفلام الروائية، والأخريان للأفلام الوثائقية، وكل من الاثتتين إحداهما عالمية والأخرى أمريكية)، وذلك بحضور مموله ومؤسسه المخرج والمنتج والممثل الأمريكي الشهير روبرت ريد فورد، والذي كان قد أسس المهرجان لجذب شركات الإنتاج الهوليوودية للتصوير بمدينة يوتا مسقط رأسه، لكن سرعان ما التفتت الاستديوهات الكبرى إلى تلك الأفلام الذهبية الطازجة المعروضة به، وقليلة التكلفة التي لن تكلفها سوى شراء حقوق توزيعها، فباتت هي التي تجري وراء صناعها المشاركين بالمهرجان، ففيلم مثل Little miss sunshine الذي عرض عام 2006 وحقق نجاحا مدويا، دفع شركات الإنتاج الكبرى في هوليوود للتصارع عليه، إلى أن استقر لدى فوكس، التي اشترته بـ10.5 مليون دولار فقط.

كما تتابع شركات الإنتاج في هوليوود الأفلام القصيرة التي يقدمها شباب المخرجين، لأنها وصناعها غالبًا ما يكونون بذرة لنجاح جديد في هوليوود، فالمخرجان جويل وإيثان كوين اللذان باتا بصمة سينمائية وعلامة تجارية مميزة في صناعة الأفلام، وحصلا على الأوسكار عام 2007 عن فيلم No country for old men قدما إلى المهرجان وكانا مغمورين بفيلم Blood Simple، الذي كان صرعة في صناعة الأفلام المستقلة وحقق نقلة نوعية للمهرجان وللسينما المستقلة ولهما أيضا.

كذلك المخرج بول توماس أندرسون الذي قدم عددا من الأعمال الكبرى مثل There will be blood وThe master، كانت شهرته من خلال صنع فيلم قصير كان قد أنتجه على حسابه من توفير مصروفه أثناء دراسته الجامعية، وعرضه بالمهرجان ضمن برنامج الأفلام القصيرة، فلفت الأنظار وحوله إلى فيلم روائي عام 1996 حمل اسم Hard Eigh، وعرض في افتتاح مهرجان «كان» وقتها.

المصري اليوم في

23.01.2014

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)