كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

الهندية آرونا فاسوديف عَلَمُ السينما الآسيوية

بوليوود : من أجل مزاج رائق!

ندى الأزهري- نيودلهي

 

حين اكتشفت آرونا السينما الآسيوية كان ذلك في "هاواي"! حينها " نسيتْ كل شيء عن فرنسا حيث درستْ السينما" وتفرغت للشغف الجديد. كرست للسينما الآسيوية كل وقتها وجهدها. خصصت لها دورية سينمائية كانت تصدر في دلهي للتعريف بالابداعات الآسيوية ثم سعت لتشكيل هيئة تعنى بتطور تلك السينما وبتوفير الإطار للتعاون بين أركانها. فكانت" النت باك" أو Network for the Promotion of Asian Cinema. التي ترأسها اليوم

تركز آرونا فاسوديف كل الأسئلة في سؤال واحد: لما تهمل دول الاطراف بعضها البعض وتتوجه فقط نحو المركز؟!  فالسينما الآسيوية هي مستقبل السينما، تقول بثقة...

في منزلها في نيودلهي الذي يمتلئ بإصدراتها السينمائية وبكثير من الكتب، كان لنا معها هذا اللقاء.

·        كل شيء عن "نت باك" مذكور على موقعها على الشبكة، تقولين. إنما نرغب بسماع تفاصيل خاصة منك لا سيما عن دورك في تطوير السينما الآسيوية.

اكتشفتُ تلك السينما في مهرجان في هاواي عام 1984. كان ذلك المهرجان مع آخر في هونغ كونغ الوحيدين اللذين يقدمان السينما الآسيوية. بهذا الاكتشاف نسيت كل شيء عن فرنسا حيث درست السينما وقدمت رسالة الدكتوراه عام 1976 عن " الرقابة في السينما الهندية". لا أحد كان مطّلعا على الافلام الآسيوية، و لا أحد معروفا غير الياباني أكيرا كيروساوا والهندي ساتيا جيت راي. ثمة كثير من الأشياء كانت تحدث في آسيا، إنما لم نكن ندري بها. لذا قررت بعد عودتي نشر دورية سينمائية عن هذه السينما، صحيح بمال قليل لكن بكثير من الشغف.

·        هل كانت المشاركات في المجلة من الهند فقط؟

الكتاب كانوا من البلدان التي كنا نعرّف بأفلامها. كان هذا مثيرا. بقيت أصدر المجلة مدة 16 سنة ثم بسبب الجهود الضخمة التي كانت تحتاجها تخليت عنها لشركة كبرى كي تتابع إصدارها، لكنها أقفلتها!

في آوائل التسعينات طلبت مني منظمة "اليونسكو" تنظيم مؤتمر عن السينما الآسيوية في الهند. كانت الموارد قليلة، و لم تكن تسمح بدعوة كل من رغبت من المخرجين الآسيويين. فقررت تركيز اللقاء على رؤوساء المؤسسات وصانعي القرار في تلك البلدان, مثلا مدير المركز الوطني للسينما في كوريا ونائب وزير الثقافة في فيتنام... وايضا مدراء المهرجانات وبعض الكتاب الاوربيين المهتمين بالسينما الآسيوية. وقد قررنا حينها تنظيم مؤتمر آخر في اليابان وتشكيل مركز في كل بلد  للتعارف فيما بيننا وتبادل الافلام الآسيوية. كنا لا نعرف غير هوليوود! سنتان بعدها نظمنا أكبر مهرجان للسينما في آسيا، وسجلنا "نت باك" في ماني عاصمة الفليبين كهيئة دولية، وأمست مجلتي "سينمايا" المجلة الرئيسية لها.

·        ثمة جوائز لنت باك في العديد من المهرجانات. كيف بدأت الفكرة وما هي معاييركم لمنح الجائزة؟

بدأنا بتخصيص جائزة النت باك وهي جائزة معنوية في مهرجان برلين عام 1994 . إنها راهنا في ثلاثين مهرجانا دوليا منها أبو ظبي، ودمشق، وطرابلس لبنان، وهذا فيما يخص البلدان العربية. ثمة لجنة من ثلاثة محكمين لا ختيار الأفضل آسيويا.

·        اين تتواجد في رايك السينما الآسيوية الأكثر تطورا؟

السينمائيون الشباب الأكثر اثارة للاهتمام هم في الفيليبين، فهناك تقدم لهم المساعدات وينظم مهرجان سنوي. في تايلند أيضا، كما أن السينما الكورية الجنوبية رائعة. أستطيع القول أنه في كل مكان في آسيا ثمة حركة سينمائية اليوم مثيرة للاهتمام. في أندونيسيا مثلا هناك مخرجون باتوا معروفين عالميا ولكن للأسف لا مهرجان فيها.

·        تأسفين لعدم وجود مهرجان، كيف تقيّمين دور المهرجانات وهيئتكم في تطوير السينما؟

المهرجانات تشجع الشباب على الدخول في عالم السينما، وتوفر انفتاحا على السينما العالمية. ثمة أمور متنوعة تحدث في المهرجانات وليس فقط مشاهدة الأفلام. اللبنانية جوسلين صعب مثلا بدأت مهرجانها في طرابس(لبنان) بفضل النت باك، وتعرفنا على السينما الإيرانية وعلى مخرجين من سوريا مثل محمد ملص وأسامة محمد بفضل المهرجانات ايضا. النت باك قدمت السينما السريلانكية كذلك والمخرج راسانا فيتانا...

·        لا تذكرين شيئا عن السينما الهندية!

معرفتي بها قليلة اليوم. أشاهد الأفلام منذ أربعين سنة... لم أعد أحب هذا( تضيف ضاحكة)! لكن هناك جيل من الشباب يمثل السينما الهندية الجديدة منذ حوالي الأربع سنوات، الأمر المشجع أن هذا الجيل لديه المال لعمل الأفلام، فهو يعرف طرق التمويل أكثر من السابق. والحديث يتعلق بسينما المؤلف. حديثا، وقّعت الهند اتفاقية مع بعض دول أوربا للتعاون الإنتاجي. لم يحصل شيء من هذا القبيل مع دول آسيوية! هذا يؤسفني ، هم لا يرون المستقبل، إنهم أغبياء حقا! لا يرغبون بمعرفة أن المستقبل هو آسيا، فأوربا مرت بعصرها الذهبي. اليوم تشكل الهند والصين اساس الثقافة الآسيوية، علينا التعارف جيدا والسينما هي أكثر الوسائل التي تتيح معرفة العالم والشعوب. لذلك يجب توزيع الفيلم الآسيوي في كل البلدان، لكنهم لا يفعلون ذلك إلا في المهرجانات.

·        في الهند لا نرى أفلاما آسيوية، في دور العرض فهل يعرضونها مثلا في التلفزيون؟

لا مكان لهذه السينما هنا! ثمة محطات مختصة بالسينما لكنها لاتقدم سوى أفلام العنف، منها مثلا سينما كيم كي دوك الكوري الجنوبي التي تعجب الشباب خاصة، إنها بالتأكيد جيدة ولكنها عنيفة. ثمة جمهور مثلا للسينما الإيرانية ونلمس ذلك من تهافت الجمهور عليها في المهرجانات. اليوم يتحدث الكل عن اصغر فرهادي ويرغب برؤية أفلامه

هناك جمهور إنما لا عروض! الفرصة لاتتاح للناس للتعرف على افلام جيدة، ويعتقد الموزع التجاري أن لا جمهور لهذا النوع من الافلام. حتى سينما هوليوود لا مكان كبيرا لها هنا كما في بقية البلدان. إنه شأن ثقافي، فالناس يتساءلون: "من هؤلاء ولماذا يعيشون هكذا؟!" هم لا يميلون إلى السينما الأمريكية، يشعرون بقرب الأوربيين أكثر.  الأمريكيون يبدون غرباء جدا وغريبين بالنسبة للهندي العادي. وبالطبع ليس الأمر هكذا لهؤلاء الذين يسافرون ويطّلعون، لكن المشاهد المتوسط يفضّل السينما الهندية لأنه يعرفها ويجد نفسه من خلالها وهذا لا ينطبق على السينما الامريكية.

·        يبدو أن مهرجان السينما الآسيوية والعربية، الذي أسسته في نيودلهي، سيلغى هذا العام وربما للأبد!

أقمت هذا المهرجان في دلهي عام 1999 وبسبب مشاكل مادية والجهود الضخمة قررت نقل المسؤولية إلى نفس الشركة التي استلمت مجلتي. و للأسف توقف إصدار المجلة وألغي المهرجان! كانت أكبر حماقة ارتكبتها بتسليم المهرجان لهم!

·        بعد نظرة الترفع، ثمة اهتمام غربي متصاعد بسينما بوليوود على وجه الخصوص، ما رأيك؟!

أفلام بوليوود جدّ مريحة! إنها رائعة بألوانها وموسيقاها وأزيائها وقصصها الميلودرامية. يحبها الناس في كل مكان. حتى أنا أحبها وأشاهدها أحيانا لأكون في مزاج رائق! أمامها نتوقف عن التفكير ونسرح ونترك أنفسنا تنفعل معها، إنها رائعة. أنا هنا بصدد تحليل أسباب إعجاب الناس بهذه السينما. نحتاج إلى الترفيه بالتأكيد ولكن...يجب في المقابل توفر خيار آخر. أريد أيضا سينما جادة تدعوني للتفكير.

الجزيرة الوثائقية في

23.01.2014

 
 

التقنية الإيهامية في فيلم "مطرٌ على جيكور"

عدنان حسين أحمد

تحتاج الأفلام الروائية الثقافية إلى تركيز مضاعف كي لا يفلت موضوع الفيلم من مُشاهِده أو مُتلّقيه ويتبدّد من بين يديه تبدّد حفنة الرمل من بين أصابع الكف المفتوحة. فالفيلم الثقافي المزمع مشاهدته والاستمتاع به يحتاج إلى خلفية ثقافية تُعين المتلقي على فهم التفاصيل الكامنة في طياته. وفيلم "مطر على جيكور" للمخرج جودي الكناني هو من نمط هذه الأفلام التي تحتاج إلى معرفة بشاعر عراقي كبير من طراز بدر شاكر السيّاب، معرفة بسيرته الذاتية، وشعره، ورؤآه الفنية والسياسية والاجتماعية والروحية. فهذا الشاعر تجاوز حدود الوطن والإقليم الذي يعيش فيه إلى العالم العربي برمته. وربما لا نغالي إن قلنا بأنه قد لامسَ الفضاء العالمي بشكل من الأشكال.

لم يلجأ جودي الكناني إلى التعاطي مع موضوع الفيلم بطريقة تقليدية لأن همّه الأساسي يقع خارج الأطر التقليدية التي ملّ منها المشاهد النوعي الذي يبحث عن أشياء جديدة غير مطروقة من قبل. يا تُرى، هل أن فيلم "مطر على جيكور" هو من نمط هذه الأفلام غير المطروقة؟ وهل نجح المخرج في إيصال رسالته الفنية إلى هذا المتلقي النوعي الذي يبحث عن أشياء جديدة لم يألفها من قبل؟ لا يمكن الجزم بهذا الموضوع قبل أن نلج إلى تفاصيل الفيلم ومحطاته الرئيسة التي تجمع بين ثيمة الفيلم، ورؤاه الفنية، وخطابه البصري الذي يعتمد على الأطاريح السينمائية التي يزعم الكناني أنها غير مألوفة في الأقل.

دلالة التاريخ

في مستهل الفيلم يواجهنا التاريخ 24 ديسمبر الذي نقرأه على الشاشة ولابد أن يحضر ميلاد السيد المسيح عليه السلام في ذاكرتنا لأنه حدث كوني معروف. وما إن نفرغ من رمزية هذا التاريخ ودلالته التي ستتعزز خلال ثوانٍ قليلة بعد أن نسمع أجراس الكنائس والأب الذي يعطّر بمبخرته فضاء الكنيسة حتى نُصدم بمشهد التابوت المثبّت على سيارة أُجرة في طريق صحراوية قاحلة تحجبها بين أوانٍ وآخر الرمال المتحركة مغطّية السيارة والشارع ومدى رؤية المشاهدين. حينما تقترب السيارة أكثر تتضح ملامح الشخصيات الثلاث بداخلها ونكتشف أن السياب يريد أن يحضر موته. كما أن رقم لوحة السيارة هو "20322 / كويت" وكأن المخرج يريد منا أن ننتبه لهذا الرقم تحديداً، ثم نكتشف بعد التدقيق في ملفات موت الشاعر أن هذا الرقم هو الرقم الحقيقي للسيارة التي نقلت جثمان الشاعر من الكويت إلى البصرة.

لقد نهض السياب من موته لكي يرى شريط حياته منذ الولادة وحتى الوفاة. وسوف يرى نفسه صبياً صغيراً، وشاباً يافعاً، ورجلاً مكتمل النضج. كما سيتوقف عند أبرز المحطات الوجودية والعاطفية والثقافية في حياته التي يعتبرها طويلة جداً من وجهة نظره على الرغم من أنه لم يجتز الثامنة والثلاثين!

لابد أن تحضر القصائد بقوة في هذا الفيلم الروائي الثقافي. كما يجب أن تلتمع العبارات الفلسفية هنا وهناك سيما وأن شذرات الوجود والعدم تتلألأ بين أوان وآخر في أحاديث الشاعر وجده. فما إن يصل بدر إلى الشارع ويرى اسمه مكتوباً على شاهدة قبره حتى تتداعى في ذهنه الخطرات الفلسفية التي ألبسها لبوس النص الشعري المتوهج حيث نقرأ: " قرأتُ اسمي على صخرة / هنا في دهشة الصحراء / على آجرّة حمراء / على قبرٍ /  فكيف يحس إنسان يرى قبره؟ /  يراه وهو يحار فيه / أحي هو أم ميت؟ ثم تنهال الأسئلة المتبادلة بين الشاعر وجدّه من قبيل: هل كنت تعلم قبل الولادة شيئاً عن الحياة؟ أو استفسار الشاعر من جده عن معنى الأبدية فيأتيه الجوب: "أن تعي موتك. مُت تعي".

محطات رئيسة

على الرغم من أن هذا الفيلم ليس سيرة ذاتية للشاعر إلا أن المخرج وكاتب النص لم يستطع أن يتفادى الوقوف عند بعض المحطات الرئيسة في حياة السياب لعل أبرزها "بُويب" الجدول الصغير الذي يخترق بساتين جيكور حيث كان السياب"الطفل" يشاهد صورة أمه التي يشعر أنها حرمته مبكراً من حنانها حين فارقت روحها جسدها عام 1932 وهو في سنّ السادسة فلا غرابة إن كان يلوذ بقبرها كلما شدّهُ الحنين الغامض إليها. تحتشد في ذهن الطفل "السياب" حزمة من الأسئلة المؤرقة فيسأل جده: ما الذي علّمتك إياه الحياة؟ فيأتيه الجواب شعرياً مخلوطاً بشذرات فلسفية: " إذ يتسع الأصيص يابُني لزهرتين مختلفتين لكن يضيق العالم أبداً لقاتل وقتيل". 

يقوم الفيلم برمته على الاستذكارات الذهنية المُستعادة عن قصد مسبق من قبل المخرج فهو الذي يريدنا أن نرى هذه الجوانب على وجه التحديد مثل ذهاب السياب إلى المدرسة، واللعب مع الأطفال، وتأمل صورة وجه أمه المتراقص على سطح الماء، ومقتل الفلاح في البستان، وشبّاك وفيقة، والباب الأزرق في أبي الخصيب وما إلى ذلك من أحداث وأمكنة مُؤسسة لمتن الفيلم على الصعيدين الظاهري والباطني. ثمة أحداث مهيمنة لابد من الوقوف عندها طويلاً مثل "المومس العمياء" التي كان اسمها رجاء لكن حينما اغتصبها الجنود العراقيون أبدلوا اسمها إلى صباح فقال فيها هذه الأبيات المؤثرة: "الله عز وجل شاء / أن لا يكنَّ سوى بغايا أو حواضن أو إماء / أو خادمات يستبيح عفافهن المترفون".

علاقاته الشخصية

للسياب علاقات واسعة خلال مرحلة دراسته في معهد المعلمين العالي وقد وردت الإشارة ضمن سياق الفيلم إلى البياتي وحسين مردان والجواهري لكن اختيار المخرج وقع على الشاعر والكاتب المسرحي خالد الشوّاف الذي سيخوض معه نقاشات معمّقة عن النص الإبداعي والنص المؤدلج وانتماءه إلى اللسان أو اللغة العربية على وجه التحديد، وسبب تفضيله شكسبير على ناظم حكمت وأراغون وبابلو نيرودا وقسطنطين سيمونوف. وفي موازاة هذه العلاقات الثقافية المهمة ركّز المخرج جودي الكناني على طبيعة العلاقات العاطفية التي عقدها السيّاب مع بعض النساء حتى وإن كانت هذه العلاقات من طرف واحد. لقد اخترت التوقف عند هذا المشهد المهم تقنياً لأنه يرتبط بمبدأ الاستعادة الذهنية. فبينما يمشي السياب مع صديقه خالد الشواف تشتط مخيلته لتوحي لنا بأنه يُسمِع بعض أشعاره لفتاتين تسكنان في مخيلته. فربما يكون من طرف واحد حتى من جهة وفيقة التي كان يراها وهو في الطريق إلى مدرسته المتوسطة ولكن حري بنا أن نتوقف عند هذه الأبيات التي شاعت بين المحبّين حيث قال: " أحبّيني وما من عادتي نكران ماضي الذي كانا ولكن / كل ما أحببت قبلك ما أحبّوني ولا عطفوا عليّ".

تتوالى فواجع السياب واحدة تلو الأخرى، فبعد وفاة أمه يتزوج أبو من امرأة أخرى تبدو للسياب وكأنها قد احتلت مكان أمه فإنكفأ إلى عمته آسيا، لكن هذه العمّة ستموت هي الأخرى وتترك في أعماقه فراغاً موحشاً وكآبة متواصلة، كما ستموت جدته التي كان يمحضها حُباً من نوع حتى أنه يصف نفسه بعد وفاتها مباشرة "بأنه أشقى من ضمّت الأرض"!. 

تتعزز التقنية الإيهامية التي تقوم على فكرة الاسترجاع الذهني المقصود والمدروس سلفاً بأن تزوره عمته آسيا إلى المستشفى فنراها وهي الطريق إليه بلباس تقليدي، لكنها ما إن تلج الغرفة حتى تتبدى لنا بلباس راهبة، وهذا يعني أنه كان يراها كذلك فيما يراها المتلقون على أنها امرأة تقليدية لكنها تتمترس خلف ثقافة عميقة لا تخلو من نفَس فلسفي مُنبِّهة السياب إلى أن "الحرمان شيطان الشاعر" مع ما أنه لكل إنسان شيطانه ولا سبيل للتخلص من سطوته إلا بالاستعاذة أو جرّ الصليب: " أنا المسيح يجر في المنفى صليبه".

الفواجع الأُسرية

لابد أن تحتل العائلة موقعاً في هذا الفيلم. فزوجته المخلصة إقبال التي تشاركه أفراحه وأتراحه نراها في مواقف لا تُحسد عليها فإذا كان طفلاها الصغيران قد ناما من الجوع فإن الأب قد عاد مهموماً ومنكسراً لأنه فُصل من الوظيفة وكأنهم لم يكتفوا بسجنه فقرروا طرده من وظيفته الرسمية. وحينما يمرض السياب ترافقه إلى المطار بصحبة صديقه الكويتي علي السبتي الذي سينقله إلى إحدى مستشفيات الكويت. قد يبدو تذمّر السياب طبيعياً لأن أمره أصبح بيد المحسنين الكويتيين الذي تبنوا تكاليف العلاج.

يعتقد السياب رغم عمره القصير بأنه عاش طويلاً، وهذا التصور ليس صحيحاً على الإطلاق ولا يدلل إلاّ على المكابرة والسقوط المتواصل في الوهم فحينما يسأله الشاعر الكويتي علي السبتي إن كان خائفاً من الموت يرد عليه "بأنه قهر الخليج بعبّارة مثقوبة" و "أنه انتصر على الموت" بينما يشير واقع الحال أنه مات مبكراً جداً، بل في ذروة شبابه وعطائه الشعري، وهو لم يعش طويلاً، وإنما يمكن القول بثقة كبيرة بأن قصائده وأشعار هي التي ستعيش طويلاً في أذهان قرّائه ومحبي شعره.

ربما تكون الفاجعة المضافة للأسرة أن الشرطي غلق باب المنزل بالشمع الأحمر بينما ظلت الأسرة المفجوعة بلا سقف من حرّ الصيف وقرّ الشتاء. ومع ذلك نسمع صوت السياب مدوياً: "يا إخوتي المتناثرين من الجنوب إلى الشمال / بين المعابر والسهول / وبين عالية الجبال / أبناء شعبي في قراه وفي مدائنه الحبيبة / لا تكفروا نعم العراق. وقبلها بقليل كان يتساءل مستفهما

إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون؟ / أيخون إنساناً بلاده؟ / إن خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون؟ / الشمس أجمل في بلادي من سواها / والظلام حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق".

الشخصية المهيمنة 

على الرغم من تعدد شخصيات الفيلم بدءاً من جدّ السياب وجدته وعمته آسيا، مروراً بأبيه وأمه وزوجة أبيه الثانية، وانتهاء بعائلته الصغيرة المؤلفة من زوجته إقبال وأطفاله الثلاثة من دون أن نغض الطرف عن بعض أصدقائه أمثال خالد الشواف وعلي السبتي، هذا إضافة إلى المومس العمياء التي فُجعت بمقتل أبيها، وجريمة اغتصابها لاحقا، والدفّان الذي سيواري السياب الثرى، كل هذه الشخصيات مُسهمة بشكل أو بآخر في تأثيث المتن السردي للقصة السينمائية

لكن تظل شخصية السياب هي المهيمنة على مدار الفيلم والتي تحظى بقدر كبير من اهتمام المتلقي وهو يواجه شخصية لافتة للانتباه مثل السياب، لكن يا تُرى هل استطاعت هذه الشخصية التي جسّدها الممثل حيدر نجم عبد أن تتقمص شخصية السياب الدرامية بكل معنى الكلمة أم أنها ظلت بعيدة عن هذا الجانب الإشكالي الذي يحتاج إلى ممثل بارع يستطيع أن يستغور شخصية السياب ويستنطق مكامنها العميقة الغامضة التي تتمترس خلف مصدات وجودية ونفسية وفكرية وثقافية، لذلك كان الأداء التمثيلي، من وجهة نظري، أدنى بكثير من الصورة المرسومة في المخيلة الجمعية عن السياب ومكانته الثقافية والاجتماعية التي تنطوي بالأساس على أبعاد درامية تُغني بالضرورة أي عمل فني عنه سواء أكان سينمائياً أم مسرحياً أم تلفازيا.

لابد من الإشادة بدور الجد الذي لعبه الفنان مجيد عبد الواحد وكان معبّراً ومكتفياً بذاته لولا مغالاته في اللغة الثقافية المحلّقة بفلسفتها العالية ومعانيها العميقة وكان يمكن الاستعانة عن هذه اللغة المجنحة باللغة الثالثة التي تجمع بين سهولة اللغة المحكية وتجليات الفصحى وإشراقاتها. كما تجدر الإشارة إلى الفنان حسين السلمان الذي أتقن دور الدفان وقال أشياء كثيرة عبر ملامحة التعبيرية من دون أن ينبس بحرف واحد على مدار الدور المُسند إليه. وفي الختام لابد من الإقرار بأن "مطر على جيكور" يتوفر على مَشاهد بصَرية جميلة مثل مشهد المشاعل في مقبرة حسن البصري، ومشهد السياب الإيهامي وهو يقرأ قصيدة لفتاة جميلة يلتمس منها أنه تحبه، ومشهد الرقص والغناء على زورق الصيد المبني بناء فنياً مرهفاً يدلل على قدرة المخرج جودي الكاني في استنطاق الجمال وإخراجه من مكامنه المخبأة لأنه يعرف كيف يحرّك المشاعر الداخلية للممثلين ويستفزّ مخيلة المشاهدين على حد سواء.

الجزيرة الوثائقية في

23.01.2014

 
 

فنانون عالميون يحضرون في مهرجان فوتوميد 2014

بيروت- الجزيرة الوثائقية 

أطلق مهرجان "فوتوميد" الفوتوغرافي معارضه للعام 2014، مختارا العاصمة اللبنانية بيروت مساحة لعروضه.

و"فوتوميد" مهرجان فوتوغرافي يشمل دول ومجتمعات حوض البحر المتوسط، ويهدف إلى تبادل الخبرات الفنيةو الثقافية بين دول المتوسط"، بحسب مسؤولته الإعلامية ريتا باسيل التي أضافت أن "المهرجان "حدث غير مسبوق في تاريخ التصوير الفوتوغرافي في منطقة المتوسط، وقد أقيم في مدينة ساناري سور مير، جنوبي فرنسا، منذ ثلاث سنوات”. 

وأوضحت باسيل أن "ما حفز إقامته هو جان لوك مونتيروسو، المدير الفني للمهرجان، ومؤسس ومدير الدار الأوروبية للتصوير الفوتوغرافي، وهو يشكل علامة فارقة في تاريخ التصوير الفوتوغرافي المعاصر”.

نشر "فوتوميد" المعارض بين الأشرفية، والأسواق، والمركز الثقافي الفرنسي على طريق الشام القديمة، وقرية الصيفي، ومحطة جسر الواطي، وقدم وجوها معروفة في عالم التصوير مثل الإيطالي نينو ميليوري، وكشف لأول مرة أعمالا عالمية لم يسبق أن عرضت في اي مكان آخر من العالم كأعمال كوستا غافراس، وعرض تجارب شبابية محترفة لكن جديدة.

أولى المعارض كانت لميليوري الذي قدم نماذج قليلة من أعماله، في ثلاثة أقسام، أبرزها مجموعة التقطها الفنان أعقاب الحرب العالمية الثانية 1948، توثق للحياة الاجتماعية في الجنوب الإيطالي، وكلها بالأبيض والأسود، ومنها لقطة مميزة للغطاس التي يسعد ميليوري الحديث عنها كلقطة مميزة.

ميليوري قال ل"الجزيرة دوك" أن "التصوير فن خالد، ولن يتراجع أمام تركيز الإعلام على عناصر مشهدية أخرى كالفيديو والصور الحركية”.

ولا يخفي ميليوري سعادته "بعرض أعماله في لبنان، فهنا يتعرف على تجارب فنية لم يسبق له أن التقى بهم، ومشاهدة أعمالهم، وأيضا لكي يتعرف الآخرون على فنه”. 

القسمان الآخران من المعرض ركزا على أشكال مدينية حديثة، وعلى تصاوير متذوقة متنوعة، تحتل الألوان والأشكال فيها صدارة الصورة، وتعطيها بريقا خاصا في موضوعات حياتية وفنية ومختلفة.

غافراس وآخرون

في سوق الصاغة، في الأسواق التابعة لسوليدير، عرضت مجموعة للسينمائي اليوناني كوستا غافراس. هي المرة الأولى التي يكشف فيها غافراس عن صوره الفوتوغرافية الكثيرة بالأبيض والأسود والتي لم يعرف بها بقدر ما عرف بأفلامه السينمائية.

لقطات غافراس ركزت على البورتريه للعديد من أصدقائه، بينهم شخصيات تنتمي إلى اتجاه يساري واضح أمثال الرئيس التشيلي سيلفادور الليندي، وريجيس دوبريه الذي رافق تشي غيفارا في حربه في بوليفيا، ولأصدقائه مثل ايف مونتان، رفيق دربه منذ التزامه في الحزب الشيوعي، تطوع للتمثيل معه في أحد أفلامه يوم كان  في أزمة، وسيمون سينيوريه، والكاتب والسياسي جورج سمبروم كاتب سيناريو فيلمي "زد" و”الاعتراف”. 

تلاحظ باسيل أن الصور تعكس انتماءات غافراس وميوله السياسية والصداقات التي بقيت معه في معاركه والتزاماته الكثيرة”. 

في صالة أخرى قريبة، أقيم معرض اللبناني طوني الحاج، الذي عرض نخبة من لقطات أخذها بدايات عمله التصويري أوائل الثمانينات حيث سافر إلى فرنسا، واشتغل مصورا حرا، كما قال.

معروضاته تركزت على بورتريهات لشخصيات لبنانية وعربية وعالمية في مرحلة الثمانينات.

المعرض الثالث في "أياس" لليوناني ستراتيس فوجياتزيس تركزت على حياة صيادي السمك، وحرفتهم تعرض صعوبات حياة الصيادين.

فؤاد خوري وشباب

استضافت قرية الصيفي أعمالا للبناني-العالمي فؤاد خوري، الذي جال حول العالم،  لكنه ظل يفضل لبنان كخيار أول لموضوعات صوره.

كما جرى عرض لبعض الشباب المحترفين للتصوير، منها لكاترين كالويدي، وكارولين تابت لبنانية ولدت في المهجر، تبحث لقطاتها عن الهوية، والعلاقة مع المدينة.

جوانا اندراوس صورت قصر ليندا سرسق العثماني، وفيه حارس المكان اسمه أبو آميل الذي لا يعرف لماذا أسمي كذلك، وقد يكون ذلك تعبيرا عن فقدان الذاكرة البيروتية.

آميل عيسى اتخذ من جسد المرأة معبرا بين الماضي الغابر، والإيمان بما يجب أن يكون الآتي، وأعمال لغدي سمات يعبر عن عجز الفرد عن النجاح لا في العمل الجماعي ولا في العمل الفردي في بلد مضطرب.

انيا طرابلسي، من ام نمساوية واب لبناني، يتصارع في ذاتها الانتماء للبلدين، وتعبر عن ثنائية واضحة في اللقطات.

لارا زنكول اتخذت من فنجان القهوة نموذجا لمعروضاتها لما للفنجان من مكانة في المجتمع اللبناني.

مازن جنون صور الشاطيء من الشمال للجنوب، هاجسه تناقض بين حب البلد والغضب للحالة القائمة فيه.

المركز الثقافي الفرنسي

في المركز الثقافي الفرنسي، أقيم  معرض للفرنسي غي ماندري الذي صور لقطات من حوض المتوسط، عكس فيها تفاعلاته الذاتية مع عناصر متوسطية: البحر، الليمون، والشطآن، وغروب الشمس، وعدة لقطات لبنانية مثل ملاحات أنفه، وكنيسة البترون، وأعمدة فقرا ومدينة جبيل، ومعرض ثان  لجاك فيليو وفيه تركيز على مدينة مرسيليا، تعبر عن التفاعل الذاتي مع المشاهد.

المحطة- الجسر الواطي

  في قاعة المحطة في الجسرالواطي، آخر معقل ل"فوتوميد" خصص لعروض الفيديو، وتم اختيار اربعة منها للاسباني ماريو بوفو، ولعلي كزما عن أثر الحياة المدينية في العالم الصناعي، ولآلان قنطرجيان عن محلة الدورة البيروتية، والروماني ميهاي غريسو.  

يستمر المهرجان حتى السادس عشر من شباط -فبراير المقبل.

الجزيرة الوثائقية في

23.01.2014

 
 

ريان رينولدز يخاف القطط

بعد «المقبوض عليه» يتعاون مع المخرجة الإيرانية مرجان ساترابي في «الأصوات»

بارك سيتي (ولاية يوتا) : محمد رُضــا 

مثله كثيرون وبعضهم نجوم في مجاله، وما يثير الاهتمام، والإعجاب معا، أن الكثير من الممثلين المعروفين يحطون أيضا في بلدة «بارك سيتي» (5 تحت الصفر حاليا) نظرا لأنهم ما زالوا يعملون في إطار السينما المستقلة حتى ولو أنهم كثيرا ما يؤدون أدوارا رئيسة أيضا في أفلام هوليوود الأمامية.

أحد هؤلاء الممثل رايان رينولدز الذي شوهد قبل أشهر قليلة بطلا لفيلم «R.I.P.D» إنتاج «يونيفرسال» وانتهى من تمثيل «المقبوض عليه» من المرجح توجهه إلى مهرجان «كان» هذا العام أمام روزاريو دوسون وسكوت سبيدمان ومن تمثيل «الأصوات» مع آنا كندريك وجيما ارترتون. كل من هذين الفيلمين مستقل. «المقبوض عليه» كندي من إخراج أتوم إيغويان وهو تشويقي بأسلوب مخرجه المميز والثاني غموض تشويقي بدوره من تحقيق مرجان ساترابي، المخرجة الإيرانية المهاجرة التي أغضبت النظام عندما قامت بتحقيق فيلمها الكرتوني «بيريسبوليس» سنة 2007. رينولدز موجود في الدورة الحالية من «صندانس» بناء على هذا الفيلم.

«الأصوات» غريب في موضوعه. رينولدز يؤدي دور موظف في بلدة صغيرة. هو صاحب شخصية هامشية لا تشبه أبطال السينما في شيء والبلدة التي يعيش فيها، اسمها ميلتون، صغيرة بدورها. لا شيء يحدث في حياته ولا في حياتها. لكن الغرابة هي أن هذا الرجل حين عودته من وظيفته إلى البيت يجلس ليتحدث لقطته وكلبه ما حدث معه خلال النهار. كلاهما لا يستمع ويفهم فقط، بل يتحدث إليه أيضا. المعضلة لا تتوقف عند هذا الحد. ما هو خيال في بال ذلك الرجل سينقلب إلى واقع داكن لرجل في أزمة نفسية حادة.

في باحة أحد الفنادق يجلس رينولدز على كنبة عريضة ويقول:

«عندما قرأت السيناريو لم أفهم أي نوع من الأفلام تهدف المخرجة إليه لكني وجدته مثيرا لاهتمامي الشخصي. القصة وعدت بفيلم لا يشبه سواه من تلك الأفلام التي تتحدث عن حيوانات ناطقة. كان هناك شيء آخر أعمق ولو أنني لم أضع إصبعي عليه من البداية».

·        هل كانت لديك الرغبة في العمل مع مخرجة غير أميركية؟

- «لا يدخل ذلك في الاعتبار عموما. عملت مع مخرجين غير أميركيين لكني بالتأكيد كنت فضوليا عندما علمت أن ساترابي تقوم بهذا الفيلم».

·        هل شاهدت فيلميها السابقين؟

- «لا. لكني شاهدتهما بعد أن اتفقنا على المشروع. هنا فهمتها أكثر من ذي قبل».

آنا كاندريك، التي تقوم بدور الفتاة التي يثير رايان رينولدز فضولها، من دون أن يدري في مطلع الأمر، شاهدت «بيريسبوليس» قبل أن توقع على الفيلم وتقول لنا عنه: «هذا الفيلم واحد من أعظم وأكثر الأفلام انفرادا وتميزا من تلك التي شاهدتها في حياتي. وحين قرأت سيناريو هذا الفيلم كنت أبحث عن المنفرد والمميز أيضا وكنت أعلم أن الفيلم سيكون تجربة مختلفة بالنسبة لي عن أي تجربة أخرى».

المخرجة ساترابي كانت قالت في مؤتمر صحافي إن رايان رينولدز يخاف من القطط (علما بأن الكلب الذي في الفيلم من نوع «بول ماسيف» الذي هو من أضخم الكلاب «الأليفة» لذلك فإن معظم المشاهد التي تم تصويرها بينه وبين القطة كانت في الحقيقة مشاهد منفصلة. سواء أكان ما قالته قصد به تسلية الموجودين أم لا، إلا أن رايان لا ينفي ولا يؤكد، بل يضحك.

الشرق الأوسط في

22.01.2014

 
 

"طالع نازل" لمحمود حجيج.. كوميديا مريرة

نديم جرجورة 

عيادة ومصعد وأفراد مُصابون بخلل واضطراب. أناس مهشّمون يقولون بعض تهشيم يُعانون قسوته وآلامه. أناس مشحونون بأوجاع وقلق، يأتون إلى العيادة كي يُخرجوا شيئاً من ألم، أو كي ينتبهوا إلى شيء من واقع يومي. العيادة النفسية مكانٌ للبوح. المصعد مكانٌ آخر. شخصيات أساسية تأتي إلى العيادة النفسية في اليوم الأخير من العام كي تجلس أمام مُعالج لا يظهر أمام الكاميرا، وكي تقف أمام ذواتها التي تنكشف عليها وعلى عدسة تخترق مبطّناً او محجوباً أو مخفيّاً. شخصيات هامشية تدخل المصعد لأسباب عديدة، فتغتنم فرصة التواجد فيه لبوح من نوع آخر: جدل عائلي. تساؤلات قلِقة. غناء كذاك الذي يُنشده كثيرون في حمّام المنزل أيضاً. إلخ.

هذا مناخ عام لـ"طالع نازل"، الذي أخرجه محمود حجيج في العام الفائت، وعُرض للمرّة الأولى في "مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية" في الدورة العاشرة (6 ـ 14 كانون الأول 2013) لـ"مهرجان دبي السينمائي الدولي". هذا مناخ عام يُغلّف وقائع إنسانية مُعاشة تماماً، سواء ألمح المخرج ـ الكاتب إلى كونها محلية بيروتية أو لا. فالأهمّ كامنٌ في الفرد نفسه، وفي داخل ذاته وهواجسه، وفي علاقته بذاته وبالآخر. صحيحٌ أن بيروت حاضرة في لاوعي ما، أو في نبرة أو قول أو تفكير أو عيش. وصحيحٌ أن تحليلاً نقدياً قد يُحدّد المكان الجغرافي لبناء نصّه. لكن "طالع نازل" قابلٌ لأن يكون فيلماً أعمّ من حيّز واحد، وأشمل من أن يُحاصَر في تحديدات مكانية أو زمنية. اليوم الأخير من العام يُعتَبر، لدى علماء وأطباء ومُعالجين نفسيين، أحد أكثر الأيام إثارة للتوتر الذاتيّ، وأحد أكثر الأيام "ازدحاماً" لدى هؤلاء. لذا، يتحوّل "طالع نازل" إلى مساحة مفتوحة على أسئلة عديدة، يطرحها كثيرون على أنفسهم وعلى الآخرين، بدءاً من معنى العلاقة القائمة بين الفرد والعيادة النفسية، ومن مغزى سهرة رأس السنة، ومن الفضاء العام لمدينة وبيئة وتفاصيل هامشية، معقودة على روتين الحياة اليومية ومتاهاتها.

لن يكون "طالع نازل" مجرّد درس نفسيّ، بقدر ما يحتمل سخرية سوداء، وكوميديا مريرة. المداخل إليه عديدة، لكنها تصبّ كلّها في النواة الأساسية للحبكة: البوح في مقابل الحاجة إلى الاستماع لهذا البوح. أميل بشدّة إلى القول إن كل الكلام الذي قيل داخل العيادة النفسية أو خارجها واقعيّ بامتياز. الذين خاضوا تجربة العلاج النفسيّ يُدركون تماماً أن كل كلام يُمكن أن يُقال داخل العيادة النفسية، بشتّى الوسائل والتعابير. أميل بشدّة إلى قناعة مفادها أن الغلبة في الحوارات كلّها تقريباً ملائمة لنبض واقعي متداول هنا وهناك، وأن براعة التوليف (غلاديس جوجو) أفضت إلى تقطيع سينمائي شبه متكامل، منح السياق متانته في سرد الحكايات، وانعكاس الدواخل الخفيّة.

ثمانية أشخاص (ندى أبو فرحات وحسان مراد وعايدة صبرا وديامان بو عبّود وحسام شحادات وزياد عنتر ويارا أبو حيدر ومنذر بعلبكي) يتوافدون تباعاً إلى عيادة الطبيب/ المُعالج النفسي (كميل سلامة). يأتون إليها فرادى، باستثناء الزوجين أبو حيدر ـ بعلبكي اللذين يطمحان مجدّداً إلى العثور على منفذ لمأزق ارتباك العلاقة بينهما. كل واحد منهم يقول ذاته، بسخرية أو بمرارة أو بغضب أو بقهر أو بوجع أو بفوضى أو بهوس. هذا كلّه، قبل أن يسقط الطبيب/ المُعالج النفسيّ في توتره الذاتيّ، وقبل أن يصطدم بارتباك علاقته بزوجته (منال خضر) هو أيضاً. أحد هؤلاء سوريّ (شحادات) يأتي من بلده إلى العيادة النفسية هذه باحثاً عن منفذ حقيقي وصادق وشفّاف وأمين للبوح. يأتون ويذهبون، والأشياء تبقى معلّقة أو ملتبسة أو غامضة، في مقابل أشياء أخرى تعثر على نهاياتها القاسية، أو على بدايات جديدة لحيوات جديدة.

بدءاً من بعد ظهر اليوم، يعرض الفيلم في صالات "غراند أ ب ث الأشرفية" و"غراند أ ب ث ضبيه" و"غراند كونكورد" (فردان) و"غراند لاس ساليناس" (أنفة) و"غراند صيدا" و"متروبوليس" (الأشرفية) و"سينما سيتي أسواق بيروت" و"سينما سيتي" (الدورة).

السفير اللبنانية في

23.01.2014

 
 

"الماضي" للإيراني أصغر فرهادي.. نذير بخراب شخصي

زياد الخزاعي (لندن) 

يُعَدّ المخرج الإيراني أصغر فرهادي ظاهرة سينمائية فريدة. يمتاز بقوّة دُرْبَته في الحكي السينمائي، وبامتلاكه حسّاً نادراً في اختيار شخصياته الشديدة الواقعية. لا رتوش في صنعته. لا خطب سياسية وعظية، ولا إيديولوجيات منفوخة أو مضخّمة، بل سيرورات عائلية مفعمة بالشرط الإنساني. بشر يكافحون من أجل توكيد ذواتهم ضمن عالم سريع ووحشي وغير متوازن. يقف على خلاف مواطنيه الذائعي الصيت عباس كياروستامي، المعلم الكبير المهتمّ بالعبء العائلي في إيران المعاصرة، والمنغمر في فيلمين أخيرين له هما "نسخة طبق الأصل"(2010) و"مثل امرئ عاشق" (2012) بالهمّ البشري المحاصر بالوحدة وسوء الفهم. وجعفر بناهين الخبير بالمفارقات الشخصية التي تقود أبطاله إلى محن وعقوبات ومواجهات غير متكافئة.
يرى فرهادي، النصير الذي لا يُقارَع لقضية المرأة في بلده، أن الظلم الواقع عليها غير سوي من مجتمع يعاني حكماً مسبقاً يعتبرها عورة، لا تستوجب إقرار حقوقها المدنية بيسر. هكذا تكون بطلة عمله "ألعاب يوم الأربعاء النارية" (2006): تعمل مدبّرة منزل عائلة غنية، فتجد نفسها في ورطة عبودية غير مسبوقة، إذ تفرض عليها الزوجة ـ التي تشكّ بإخلاص زوجها ـ مهمة مطاردة العشيقة. كيان الشابة وعفّتها الشخصية يُنتهكان بجور كبير. أما نظيرتها في "عن إيلي" (2009)، فتواجه شكوك الجميع من حولها بالتورّط في اختفاء شابة زائرة، وتصبح قيمها ونصاعتها ملوّثة إلى الأبد. في "انفصال نادر وسيمين" ("أوسكار" افضل فيلم أجنبي، 2011)، تتحوّل الأخيرة إلى وصمة عار عائلية، يتسبّب إصرارها على الطلاق بحجّة الهجرة إلى كندا بقبولها خسارات متوالية لإنصافها اجتماعياً، قبل أن يواجه الجميع تعقيدات مأسوية تعمّق فجوة العواطف، وتعلن عن تفكّك نهائي للأسرة الصغيرة. إنها الثيمة الدرامية نفسها في جديده "الماضي"، الذي صوّره في باريس. فطلب ماري بريسون (بيرنيس بيجو، جائزة التمثيل في مهرجان "كانّ" السينمائي 2013) من زوجها الإيراني السابق أحمد (علي مُصفا) العودة إلى فرنسا لإستكمال إجراءات طلاقهما التي طال أمدها، وتراكمت مشاكل عويصة حولها، أشعلت ـ من دون أن تدري ـ ناراً في حاضرها عبر دعوتها ماضياً لم يغفر لها زلاتها، اختزل فرهادي مفارقاتها في مشهدي "اللا تفاهم" بين الطليقين عبر الحاجز الزجاجي لمبنى المطار، ولاحقاً في ارتباك المرأة في قيادة سيارتها تحت المطر الغزير. يتفاجأ الإيراني بوجود عشيقها الشاب سمير (طاهر رحيم) ونجله، كما يُصدم بالعلاقة المتوترة بينها وبين ابنتها المراهقة من زيجتها السابقة لوسي.

صاغ فرهادي (أصفهان، 1972) هذا الاستدعاء كنذير سينمائي لخراب شخصي يحطّ من عزوم كائن أعزل، على قدر كبير من نكران الذات، كونه لم يُحسن تخطيط حياته أو الإمساك بزمام عائلته وأواصرها. تتحوّل ماري إلى غصّة وجدانية عبر فشلها في بناء علاقة سويّة مع ابنتها. دعوتها أحمد الى دارتها ـ الواقعة في ضواحي العاصمة الكبيرة ـ لعنة جديدة تتسبّب في هدم ما تبقى من ذمّة أسرية تقف على حافة عنف مستتر. هل هي مخطئة دائماً كما ترى ابنتها، أم أن ماضيها الشخصي ناقصٌ وعليلٌ؟ تُرى، أيّ من الرجلين أفضل لحلّ معضلة ابنة منتهكة العواطف، وقليلة الصبر، وضحية ماضي قِرَان فاشل؟

نصّ "الماضي" ـ المعروض في خانة "سينما العالم" في الدورة العاشرة (6 ـ 14 كانون الأول 2013) لـ"مهرجان دبي السينمائي الدولي" ـ هو البطل الرئيس. مكتوب بروية وإحكام دراميين، يجعل مشاهدته واجباً جماعياً لتطهير القلوب والأنفس. مباشر. صريح. على قدر هائل من البساطة. لكنه مفعم بالتفاصيل وفيوض الحنوّ. يراتب عواطف شخصياته المستلة من الواقع بحنكة معلّم سينما، يسعى إلى مشاركتنا فكرة نبيلة تقول إن "العِشرة لا تهون إلا على ساقطي الضمائر".

السفير اللبنانية في

23.01.2014

 
 

الحروب بين النجوم...

مباراة في أكثر من يكيل الإهانات للآخر

كتب الخبرربيع عواد 

باتت أخبار الخلافات بين النجوم تتصدر المواقع الإلكترونية والإعلام أكثر من الأخبار حول جديدهم، فما إن تهدأ بعض الشيء حتى تستعير من جديد بقوة مستخدمة الوسائل كافة من دون رحمة بالعباد، من تصاريح قوية وأنواع الإهانة والتجريح المختلفة وإساءة إلى السمعة.

فتح ملحم بركات مجدداً النار على نجوى كرم، مؤكداً، في مقابلة صحافية، أنها تريد أذيّته ومتوعّداً «خليها تتحمَّل مني». أضاف: «نجوى لا يهمها المال بل أن تكسر رأسي، تقول إن والدها طردني من البيت. لكني أجيب: «والدك «رجال» ولا يطرد أحداً من منزله، ومن المعيب أن تتفوهي بهذا الكلام».

تابع: «ادعت أن والدها طردني لأني أخبرته أن ثمة قصة حب بيني وبينها. يعرف مئات الأشخاص بالعلاقة بيننا. لم أرغب في التحدث في الموضوع لكنها أجبرتني على ذلك، لأنها أخلَّت بالاتفاق بيننا». رداً على سؤال حول ما إذا حصل زواجٌ بينهما، قال: «معقولة»!

من جهتها، شكرت نجوى محبّيها على دعمهم الكبير لها، وغرّدت قائلة: «أشكر دعمكم... أعرف أنكم لا تحبون أن ننزل إلى هذا المستوى. بس في ناس لازم نحطلهم ملح بالشاي تيملِّح».

فصول الخلاف بين شذى حسون وأحلام، على خلفية أن كل واحدة تدعي بأن لها الفضل بمشاركة الأخرى في مهرجان موازين في المغرب، لا تنتهي، إذ صرحت شذى في آخر مقابلة لها: «خطيئتي أنني تعرفت بأحلام، صداقتي معها انتهت، ثمة شيء انكسر بيننا، يا عيب الشوم، قالت إنها من احضرني إلى «مهرجان موازين» وهي تعلم جيدا أنني أنا من اخبرتها بأن إدارة المهرجان ستدعوها للمشاركة فيه. صدقت أحلام نفسها وقالت إنها هي أدخلتني إلى الخليج وهذا غير صحيح». عما إذا كانت تخشى ردات فعل أحلام أكدت: «أنا ما بخاف وهي تعلم ذلك جيدا».

كذلك تواجه شذى خلافاً مع ملحم بركات بعدما وصفت مشاريعه بالفاشلة، مؤكدة أن ما من أعمال ستجمعها به مجدداً وأضافت: «أعترف بأنه فنان كبير لكن على الفنان أن يتمتع بأخلاق عالية ويحسن التعامل مع الفنانين». وعن أسباب الخلاف قالت إنها مادية بحت، بعدما رفضت «روتانا» دفع المبلغ الذي طلبه على لحن اغنية لها، «كنت بنظره أفضل فنانة عربية وبعد حكاية المال أصبحت الأسوأ».

ميادة وأصالة ورغدة

تأجج الخلاف مجدداً بين ميادة الحناوي وأصالة نصري، بعد البيان الذي أصدرته ميادة وأكّدت فيه: {تلقيتُ اتّصالاً هاتفياً من إحدى صديقات أصالة لدعوتي للمشاركة بإحدى حلقات برنامجها التلفزيوني {صولا}، مقابل شيك يقدر بمبلغ مالي كبير، كيف لي أن أصافحَ وألتقي سيدةً باعت ضميرها ووطنها للشيطان ولدولٍ تسعى لقتل الشعب السوري، ولسيدة زارت إسرائيل وأحيت حفلاً هناك للشعب الإسرائيلي}.

ردّت أصالة بهدوء، فكتبت عبر صفحتها على {تويتر}: {لم نفكر حتّى باستضافة تلك السيدة التي تدًّعِي ذلك!}

كذلك تجددت الحرب بين أصالة ورغدة، ففي أثناء عرض حلقة من برنامج {نوّرت} الذي تقدمه أروى على شاشة {أم بي سي} واستضافت فيها رغدة، كتبت أصالة نصري تعليقاً قائلة: {يا أمي هوه فيه ناس بتاكل ناس فعلاً؟ شو اللي صار مع أروى الطيوبه قلبي معها}. تعليق أصالة جاء بعد تصرفات رغدة الغريبة وبعد انسحابها من الحلقة بسبب فقرة سؤال الجمهور، إذ استفزها أحد الأسئلة المطروح عليها. بدورها ردّت رغدة على كل من يهاجمها بالقول: {نَفَسي طويل لأني تربية حافظ الأسد}.

في سياق آخر اتهمت رغدة المرشح الرئاسي المصري السابق حمدين صباحي بأنه يقود حملة إعلامية ضدها، وسخرت منه بتوجيه رسالة إلى المصريين بأن {يتركوا له كرسي الرئاسة نصف ساعة لكي يهدأ}، متسائلة: مالك ومالي يا حمدين؟ اللي فات فات، لكن اللي جاي انت اللي ابتديته}.

مايا وباسم

بعد إطلالته في برنامج {وبعدنا مع رابعة} وتقليديه مايا دياب في اسكتش لا يخلو من الجرأة، تأزمت الأمور بين باسم فغالي ومايا دياب التي اعتبرت التقليد مسيئاً لها ولصورتها أمام الناس، فتوترت العلاقة بينهما وترددت معلومات حول إمكانية أن تصل الأمور إلى رفع دعوى قضائية ضد باسم فغالي.

في المقابل وصف فغالي ما فعله بأنه يدخل من باب التقليد لا الاساءة إلى مايا. يذكر أن باسم منع من تقليد مايا خلال مشاركته في حفلة ليلة رأس السنة.

ريان

مشكلة من نوع آخر واجهت ريان، فقد تصدّر خبر إلقاء القبض عليه بتهمة حيازة مخدرات وتعاطيها وسجنه، المواقع الإلكترونية الفنية وانتشر بين الناس بشكل سريع، فسارع ريان إلى نفي الخبر مؤكداً أنه بصدد رفع دعوى قضائية ضد الشخص الذي يقف وراء هذا الخبر.

حول حقيقة ما جرى معه أوضح أنه تعرض للسرقة بواسطة كسر زجاج سيارته وسرقة هاتفه الخلوي وبعض المال من داخل السيارة، فتوجه إلى مفرزة الأشرفية لتقديم شكوى، وصودف وجود عنصر مدني طلب التقاط صورة معه وهكذا كان، وفوجئ في صباح اليوم التالي بانتشار خبر سجنه بتهمة حيازة مخدرات وتعاطيها.

أشار إلى أنه تقدم بشكوى ضد العنصر الذي التقط له الصورة لمعرفة اسم الشخص الذي نشرها، لأنه سيقاضيه أيضاً، وأضاف:

{أريد أن أعرف من هو الصحافي الذي نشر الصورة والخبر لأتقدم بشكوى ضده، لن أسكت هذه المرة، ليتهم ينشرون أخباري الجميلة بالسرعة التي ينشرون فيها الإشاعات عني}.

تابع أن الخبر الذي نشر في السابق عن تعاطيه المخدرات كان صحيحاً، وهو تكلم في الإعلام حوله ولم ينكره، لتوعية الشباب من هذه الآفة، ولكن هذه المرة حصل تجنٍّ ولن يسكت عنه {مجتمعنا صغير وهذه الأخبار تسيء إلى الفنان}. وأنهى حديثه ممازحاً: {تبقوا تعوا زوروني بالحبس وجيبولي معكن شي طيب}.

الجريدة الكويتية في

22.01.2014

 
 

نور الشريف:

مهرجان الأقصر رسالة مهمة للتواصل مع العالم

محمد زكريا 

عقد نور الشريف، أمس (الإثنين)، ندوة ولقاءً مفتوحًا فى قاعة حورس بفندق سونستا عن تنشيط السياحة ودعوة السياح إلى زيارة الأقصر، بحضور اللواء طارق سعد الدين، محافظ الأقصر، وذلك على هامش فاعليات مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، وجه خلالها رسالة إلى العالم لزيارة الأقصر، كما سيتم عرض فيلم تسجيلى عن السياحة بأربع لغات أجنبية.

هذا وقد تم تكريم نور الشريف فى حفل الافتتاح عن مجمل أعماله، وقامت إدارة المهرجان بعرض فيلم قصير عن أهم أعماله، وتسلم درع التكريم من ماجدة واصف رئيس المهرجان، واللواء سعد الدين محافظ الأقصر، وقد أكد الشريف أن إقامة المهرجان شىء مهم للغاية فى التواصل مع العالم، وأن السينما تنجح دائمًا فى القفز فوق الظروف السياسية.

فى الإطار ذاته تم تكريم المخرج الروسى الكبير فلاديمير مينشوف، الذى تسلم درع التكريم من محمد كامل القليوبى، رئيس مؤسسة نون للسينما والفنون المنظمة للمهرجان.

وقد ألقى مينشوف كلمة فاجأت الجميع، خصوصًا عندما قال: «إنه سمع قبل أن يأتى إلى مصر أن هناك بعض الاضطرابات، إلا أنه فوجئ بأن الوضع عكس توقعاته تمامًا»، كما قال كلمة عبر فيها عن أن ما تشهده مصر قد شهدته من قبل دول كثيرة، وقد لخص ذلك فى المثل القائل الحرب تدور والغداء يأتى فى موعده»، وهو ما يعنى الإشادة بأن مصر تسير على الطريق الصحيح، وأن إقامة المهرجان هى غذاء الروح الذى يجب أن يأتى فى موعده رغم كل الظروف.

هذا وقد جاء حفل افتتاح المهرجان ليؤكد إصرار نجوم الفن على مواجهة التحديات التى تواجهها مصر فى الفترة الراهنة، رغم بساطة حفل الافتتاح، ولكن الحضور من الفنانين والسينمائيين من مصر والاتحاد الأوروبى أعطوا مؤشرًا على نجاح المهرجان فى دورته الثانية، باستثناء غياب الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، رئيس شرف المهرجان، لظروفه الصحية والذى ألقى كلمة مسجلة بالفيديو، أكد فيها أهمية المهرجان فى مزيد من التواصل الفنى والثقافى بين الشعب المصرى والشعوب الأوروبية، وكذلك أهمية المهرجانات الفنية فى مواجهة الجماعات الإرهابية.

جدير بالذكر أن فيلم «لا مؤاخذة» قد افتتح المهرجان ونال الفيلم إعجاب الجمهور لجرأة موضوع الفيلم الذى يناقش تدهور المستوى التعليمى وأثاره على المجتمع المصرى، من خلال قصة الطفل المسيحى هانى الذى تدفعه ظروف عائلته المالية إلى ترك مدرسته الراقية والالتحاق بمدرسة حكومية جعلتها الظروف نموذجًا لانعكاس مدى تراجع أخلاقيات مجتمع بأكمله، والفيلم بطولة كندة علوش، وهانى عادل، والطفل أحمد داش، ومن تأليف وإخراج عمرو سلامة.

التحرير المصرية في

22.01.2014

 
 

تعود بطلة ومنتجة بفيلم «يوم للستات»

إلهام شاهين: المنتجون «التجار» أفسدوا حال السينما

محمد قناوي (القاهرة) 

تواصل إلهام شاهين تصوير مشاهدها في فيلم «يوم للستات» الذي تشاركها بطولته نيللي كريم ومحمود حميدة، ومن إخراج كاملة أبو ذكري، بعد غياب إلهام أربع سنوات عن السينما، وأكدت أنها قررت إنتاج العمل على نفقتها رغم تعرضها لخسائر مادية في السابق، مشيرة إلى أنها تحمست لإنتاج الفيلم، بعدما وجدته معبرا ومشرفا وخير ما يمثل السينما المصرية في الوقت الحالي، فضلا على عدم إقبال المنتجين الحاليين على هذه النوعية من الأفلام، حيث يعتبرونها غير مربحة لأنهم يفكرون بعقلية التاجر لا بعقلية المبدع، وأكدت عدم تخوفها من تجربة الإنتاج، حيث سبق وأنتجت وخسرت ولكنها لا تزال مُصرة على المغامرة، فهي لا تلقى بالاً للخسارة بقدر ما يعنيها أن تقدم عملاً جيدا هادفا، مؤكدة أن المنتجين الحاليين لن يصلحوا حال السينما المصرية، ولن تعود هي لسابق عهدها إلا بتكاتف الفنانين.

قضايا المرأة

وعن أسباب حماسها لفيلم «يوم للستات»، قالت: القيمة الفنية التي يحملها العمل من خلال مناقشته للعديد من القضايا الشائكة، بصرف النظر عن تطرقه لأحوال وقضايا المرأة، وهو يعبر عن السينما المصرية الحقيقية والتي اختفت خلال الفترات الماضية، بعدما أفسد المنتجون حالها، وجعلوها تقتصر على سينما الرقص والابتذال التي لا تعبر عن مجتمعنا وطبيعة مشاكله.

وعن تأخر إنتاج الفيلم حيث سبق ان أعلنت عنه قبل سنوات، قالت: كان جهاز السينما متحمسا لإنتاج الفيلم، وبعد ذلك تراجع، مما وضعني في مأزق وفشلت في العثور على منتج مشارك أيضاً لذا توليت إنتاج الفيلم بمفردي.

وحول قصة العمل قالت إنه يدور حول المرأة المصرية الفقيرة التي تتعرض للقهر، وكيف أن المجتمع يتحكم في مصيرها، خاصة أن حريتها لم تعد في يدها، كما يسلط الضوء على أن مشاكل المرأة مرتبطة دائما بالرجل.

العبارة «السلام»

وأشارت إلهام إلى أن الفيلم لا يسرد علاقة الرجل بالمرأة فحسب، بل يتطرق لعلاقتها بالقيود المفروضة عليها لأنها امرأة، بالإضافة إلى تطرقه للعديد من الموضوعات السياسية الشائكة مثل غرق العبارة «السلام» في عام 2006 والتي راح ضحيتها أكثر من 1200 مصري.

واعتبرت إلهام شاهين أن السبب في تقديمها لأعمال تناقش قضايا تتعلق بمصائر المصريين، يرجع إلى أنها لا تستطيع أن تقدم قضايا تجارية لمجرد أن يتسلى الجمهور، وعلى الغيورين على السينما أن ينقذوها من المنتجين الذين أفسدوها.

وقالت إن الفيلم يجمعها للمرة الثانية بالكاتبة هناء عطية بعد فيلم «خلطة فوزية» والذي شهد باكورة إنتاجها، وهو نفس الأمر بالنسبة للمخرجة كاملة أبو ذكري، حيث يجمعهما الفيلم للمرة الثانية أيضا بعد فيلم «واحد صفر».

وأضافت أنها قصدت الاستعانة بالعديد من النجوم في فيلمها الجديد ومنهم نيللي كريم ومحمود حميدة وفاروق الفيشاوي وهالة صدقي وإياد نصار وأحمد الفيشاوي وغيرهم من أجل أن تقدم عملا سينمائيا دسما، مشيرة إلى أن الفيلم متشابك ويحكي العديد من القصص القريبة من الغالبية العظمى من الشعب.

ونفت ما تردد مؤخرا حول وجود خلاف بينها وبين يسرا، قائلة: يسرا صديقة عمري والكلام عن وجود خلاف بيننا كلام فارغ ولا يمت للحقيقة بصلة، والوسط الفني اعتاد مثل هذه الشائعات التي يطلقها أناس بلا ضمير ولم يتم ترشيح يسرا لأي دور في فيلم «يوم للستات» وهي فنانة كبيرة ووجودها في أي عمل إضافة.

كما نفت وجود خلاف بينها وبين المخرج خالد يوسف، مؤكدة أن علاقتهما جيدة وهو صديق مقرب لها، موضحة: لا أعرف سبب انتشار هذه الأخبار الغريبة، لكني علمت بانتحال شخصيتي على «فيسبوك» و«تويتر»، وكتابة بعض التصريحات السياسية الخاطئة على لساني في حق خالد يوسف.

وأضافت: كل ما أريد توضيحه الآن أنني لا أمتلك أي حساب على الموقعين وعلاقتي بجهاز الكمبيوتر والإنترنت ضعيفة للغاية فأنا لا أحب التكنولوجيا الحديثة ولا أستخدمها وعندما أريد التحدث في الأمور السياسية أو الفنية أفضل الاتجاه إلى الإعلام، سواء الصحافة أو القنوات الفضائية.

مهرجانات وجوائز

وأكدت أنّ السينما المصرية لم تكن موجودة في العام 2013 لأن الظروف التي تمر بها مصر اثرت اقتصاديا ونفسيا،

وقالت: لا يمكن أن نعمل وأن نبدع في غياب الأمان لأن العمل الفني والإبداعي يحتاج الى الأمان. صحيح أننا بدأنا نشعر بالأمان في شهر يونية ولكن ليس بنسبة مئة بالمئة والمسألة تحتاج الى وقت.

وأضافت: قبل أحداث 25 يناير، شاركت مصر في مهرجان فينسيا بثلاثة أفلام هي «المسافر» لعمر الشــريف و«احكي يا شهرزاد» ليسري نصر الله، وأنا شــاركت بفيلم «واحد صفر»، الذي شارك حينها في 30 مهرجان وفاز بـ 50 جـائزة، وقـبله فيلم «خلطة فوزية» الذي شارك في 30 مهرجانا وفاز بـ17 جائزة. يومها كانت السينما في حالة ازدهار وكنا نبدع والجمهور كان يحمسنا، أما اليوم فالناس مرهــقون اقتصاديا ومتعبون نفسـياً، ولا يمكن العمل في ظل هذه الظروف لكن الانفراج سيبدأ مع بداية عام 2014 وسـوف تكون الفاتحة بفيلمي «يوم للستات».

الدراما التليفزيونية

تقول إلهام شاهين، عن جديدها في الدراما التليفزيونية، إنها تمتلك ثلاثة أعمال تفاضل بينها، معترفة بأن الفيلم المقرر له أن يطرح في العام المقبل أخذ الكثير من وقتها، ولكنها في الفترة المقبلة سوف تستقر بشكل نهائي على العمل الذي تشارك به، بعد أن قدمت في العام الماضي مسلسل «نظرية الجوافة». وأضافت أنها منحت الفن كل عمرها، حيث أصبح الهواء الذي تتنفسه ولم تندم على عدم الإنجاب لأنه كان قرارها منذ البداية.

الإتحاد الإماراتية في

22.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)