كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

بدأ مشواره مع «طائر الليل الحزين» وجمهوره ينتظر الجزء الثاني من «الجماعة»

وحيد حامد مؤلف الأفلام المهمة.. والمسلسلات المثيرة للجدل

القاهرة - حسن أحمد

 

قبل أيام قليلة تعرض الكاتب الكبير وحيد حامد لأزمة قلبية، جعلته يقضي عدة أيام في المستشفى، ليصاب الوسط الفني وكل عشاقه بحالة من الذعر، فوحيد حامد الذي سيتم عامه السبعين بعد أشهر قليلة، وتحديدا في مطلع شهر يوليو المقبل نجح في أن يحقق نجومية كبيرة ربما تفوق نجومية بعض الممثلين، وعبر عشرات الأعمال الناجحة والمهمة استطاع أن يسكن قلب وعقل كل الباحثين عن الحرية .

غادر وحيد حامد المستشفى، لكنه لن يغادر أبدا ذاكرة كل من منحوه توكيلا غير رسمي ليتحدث باسمهم ويرصد على الشاشتين الكبيرة والصغيرة أحلامهم البسيطة، فإذا كان «قلب وحيد حامد موجوع»، فإن قلب السينما المصرية سيظل موجوعا، حتى يتعافى كاتبها الكبير ويعود لإبداعه ويمنح المتعة لعشاقه وهم بالملايين من المحيط إلى الخليج .

. وسط العدد الكبير من كتاب السيناريو المصريين، يظل وحيد حامد صاحب مدرسة فريدة في الكتابة للسينما أو التلفزيون، فبمجرد أن يتابع المشاهد بعض اللقطات من أي فيلم أو مسلسل سيعرف بسهولة أنه من تأليف وحيد حامد، فأعماله لها «ستايل» خاص بها لا تدركه عين عشاق السينما والدراما التلفزيونية .

لفت وحيد حامد الأنظار كمؤلف بارع عندما قدم للسينما أول أفلامه «طائر الليل الحزين»، سنة 1977، والذي أخرجه يحيى العلمي وقام ببطولته محمود عبدالعزيز ونيللي ومحمود مرسي وشويكار وعادل أدهم، وذلك بعد أن لقيت القصة نجاحا كبيرا عند تقديمها في مسلسل إذاعي.

وإذا كانت بداية لمعان وحيد حامد جاءت من خلال السينما، فإن نجوميته بدأت تتحقق من خلال الدراما التلفزيونية، ففي عام 1978 قدم للشاشة الصغيرة مسلسل «أحلام الفتى الطائر» بطولة عادل إمام وعمر الحريري وإخراج محمد فاضل، وفي عام 1979 قدم مسلسل «أوراق الورد» للمطربة الراحل وردة، وحقق المسلسلين نجاحا كبيرا .

وعبر مشواره الطويل كان وحيد حامد بالنسبة للسينما المصرية، رقما مهما في معادلة لا تعترف إلا بتقديم أفلام جيدة، فبعد أن قدم أفلاما متوسطة المستوى بعد «طائر الليل الحزين»، عاد من جديد ليقدم أفلاما مختلفة تماما عن الموجة السائدة في مطلع الثمانينيات، فقدم سنة 1981 فيلم «الإنسان يعيش مرة واحدة» لعادل إمام ويسرا وإخراج سيمون صالح، وكان الكاتب الكبير في تلك الفترة حريصا على التنوع في أعماله، لذلك قدم للسينما المصرية سنة 1982 واحدا من أهم أفلامها الكوميدية وهو «غريب في بيتي» ، بينما قدم فيلما سياسيا خالصا هو «الغول» سنة 1983 بطولة عادل إمام وفريد شوقي وصلاح السعدني ونيللي وإخراج سمير سيف .

في عام 1984 كان وحيد حامد على موعد مع التعاون الأول مع المخرج الراحل عاطف الطيب، عندما قدم معه فيلم «التخشيبة» بطولة نبيلة عبيد وأحمد ذكي ليكون بداية تعاون يثمر فيما بعد عن أعمال بالغة الأهمية، ربما أهمها رائعتهما «البريء» بطولة أحمد ذكي ومحمود عبدالعزيز وإلهام شاهين، وإنتاج سنة 1986، وقبله قدم مع «الطيب» فيلم «ملف في الآداب» سنة 1985، وبعده قدما سويا سنة 1988 «الدنيا على جناح يمامة» بطولة ميرفت أمين ومحمود عبدالعزيز ويوسف شعبان، وفي سنة 1994 قدما فيلم «كشف المستور» بطوبة نبيلة عبيد ويوسف شعبان وفاروق الفيشاوي.

ربما يمكن قراءة سيرة وحيد حامد من خلال تجاربه مع نخبة من أهم مخرجي السينما المصرية، من مختلف الأجيال، فمن الجيل القديم تعاون مع المخرج الكبير حسين كمال في عدد من الأفلام هي، «نور العيون» و«المساطيل» و«كل هذا الحب»، لكن ربما كان تعاونه الأكثر تأثيرا مع المخرج سمير سيف، حيث قدم معه أفلام متنوعة، غلب على بعضها الطابع الكوميدي وعلى البعض الآخر الطابع السياسي والاجتماعي، ومن بين هذه الأفلام «غريب في بيتي» و«الغول» و«الهلفوت» و«مسجل خطر» و«آخر الرجال المحترمين» و«معالي الوزير» و«الراقصة والسياسي» و«ديل السمكة» و«سوق المتعة» .

وفي مسيرة وحيد حامد تبدو تجاربه الأكثر توهجا هي التي جمعته بالنجم عادل إمام والمخرج شريف عرفه ف أفلام «الإرهاب والكباب» و«اللعب مع الكبار» و«المنسي» و«النوم في العسل»، وفي مشواره أيضا تجارب تستحق التوقف أمامها مثل «اضحك الصورة تطلع حلوة» إخراج شريف عرفة وبطولة أحمد ذكي وليلى علوي وسناء جميل ومنى ذكي و«رغبة متوحشة» إخراج خيري بشارة وبطولة نادية الجندي ومحمود حميدة وسهير المرشدي وحنان ترك .

ولم يتوقف عطاء وحيد حامد السينمائي رغم الأزمات العديدة التي مرت بها الشاشة الفضية، خاصة أنه خاض تجربة الإنتاج في مواجهة جريئة من جانبه لأزمة السينما حيث أنتج عددا من الأفلام منها «اضحك الصورة تطلع حلوة» و«النوم في العسل»، كما ساهم في تقديم مخرجين موهوبن للساحة مثل محمد يس في «محامي خلع» و«دم الغزال» و«الوعد»، فضلا عن تعاونه في آخر إبداعاته السينمائية مع المخرج الكبير يسري نصر الله.

ولم يقتصر عطاء وحيد حامد على شاشة السينما، حيث قدم للدراما التلفزيونية عددا من المسلسلات التي مازالت تحظى بنسبة مشاهدة عالية كلما عرضت على الفضائيات مثل «أحلام الفتي الطائر» لعادل إمام و«أوراق الورد» لوردة الجزائرية و«البشاير» لمحمود عبدالعزيز ومديحة كامل و«سفر الأحلام» لمحمود مرسي وآثار الحكيم وصلاح السعدني، و«العائلة» لمحمود مرسي وليلى علوي و«أوان الورد» ليسرا وهشام عبدالحميد و«الدم والنار» لفاروق الفيشاوي ومعالي زايد وفتحي عبدالوهاب و«الجماعة» لإياد نصار ونخبة من النجوم والذي تناول من خلاله نشأة جماعة الإخوان المسلمين، وآثار هذا المسلسل جدلا كبيرا وقت عرضه قبل ثورة 25 يناير، مثلما آثار مسلسل «العائلة» جدلا أيضا عند عرضه سنة 1994 وقت أن كان الإرهاب يطل بوجهه القبيح على الشارع المصري، وكانت آخر إبداعات وحيد حامد على الشاشة الصغيرة مسلسل «بدون ذكر أسماء» بطولة أحمد الفيشاوي وروبي، وعرض في رمضان الماضي، فيما لا يزال عشاق الدراما التليفزيونية ينتظرون عودة الكاتب الكبير للشاشة الصغيرة بالجزء الثاني من مسلسل «الجماعة»

الفنانون والمخرجون الذين عملوا معه يؤكدون أنه «صاحب مدرسة»

«وحيد» حالة استثنائية في تاريخ السينما

القاهرة - حسن أحمد

يبدو تأثير وحيد حامد كبيرا على من يعملون معه سواء أمام الكاميرا أو خلفها، فسيناريوهاته ليست مجرد سرد لحكايات بقدر ما هي وثيقة مهمة، تكشف عن طبيعة الحياة في مصر في الفترة التي يتناولها السيناريو، لذلك كثيرا ما يسعى كثير من الممثلين والمخرجين للتعاون معه.

وقالت الفنانة يسرا : وحيد حامد حالة فريدة في تاريخ السينما المصرية، فلم يحقق كاتب سيناريو النجومية التي حققها وحيد، فإذا كان يوسف شاهين نجما في الإخراج، كان النجوم يسعون للعمل معه، فإن وحيد حامد هو نجم الكتابة الذي يسعى النجوم للعمل معه سواء في السينما أو التلفزيون، وهذا يكشف مدى الأهمية التي يتمتع بها في الوسط الفني.

وأشارت يسرا إلى أن أهم ما يميز سيناريوهات وحيد حامد هو قدرتها على التعبير عن هموم ومشاكل المجتمع المصري، كما في أفلام «الإرهاب والكباب» و«المنسي» و«طيور الظلام»، موضحة أن كتاباته في كثير من الأحيان كان لها بعدا رمزيا، وتستشرف المستقبل، مثلما تنبأ بسقوط الحزب الوطني والإخوان في فيلم «طيور الظلام» .

وأكدت يسرا أنها تعتبر نفسها محظوظة لأنها عملت مع وحيد حامد في أعمال كثيرة سواء على شاشة السينما أو التلفزيون، كان أولها فيلم «الإنسان يعيش مرة واحدة» سنة 1981، وآخرها فيلم «عمارة يعقوبيان» سنة 2006، وبينهما أعمال كثيرة مهمة مثل أفلام «الإرهاب والكباب» و«طيور الظلام» و«المنسي» و«معالي الوزير» و«دم الغزال» ومسلسل «أوان الورد»، مشيرة إلى أن أعمالها معه تعتبر من أهم التجارب التي قدمتها على مدى تاريخها الفني.

وقال المخرج الكبير سمير سيف : وحيد حامد حالة استثنائية في تاريخ السينما المصرية، فلم يحظ كاتب سيناريو بالاهتمام الذي حظي به، ولم يثر كاتب سيناريو الجدل الذي أثاره، فضلا عن نجاحه في تقديم نوعيات مختلفة من الأفلام، منها الاجتماعية والكوميدية والسياسية، فضلا عن تقديمه أيضا لأعمال مهمة على شاشة التلفزيون .

وأضاف : كنت سعيد الحظ لأنني تعاونت مع وحيد حامد في عدد كبير من الأفلام مثل «غريب في بيتي» و«الغول» و«معالي الوزير» و«ديل السمكة» و«سوق المتعة»، ومسلسلات مثل «الدم والنار» و«سفر الأحلام» و«أوان الورد»، فبدون مجاملة وحيد حامد بمثابة «منجم ذهب» يقدم روائع .

وأشار سيف إلى أن أي مخرج يتعاون مع وحيد حامد يشعر بالراحة، لأنه يكون أمام نص درامي متكامل العناصر، ولا يحتاج لإجراء أي تعديل على السنياريو، مشيرا إلى أن أعمال وحيد حامد تتميز بالخصوصية وستعيش طويلا في تاريخ السينما والدراما التليفزيونية .

وقال الفنان آسر يس : كنت محظوظا بالعمل مع الكاتب الكبير وحيد حامد، حيث شاركت بدور صغير في فيلم «عمارة يعقوبيان» قبل أن أقدم بطولة فيلم «الوعد»، وقد تعلمت منه الكثير خاصة في تجربتي بفيلم «الوعد»، لأنه جمعني به العديد من جلسات العمل التي كانت بالنسبة لي وكأنها «دروس خصوصية» في عالم السينما، فيكفي أنني بدأت مشواري كبطل على شاشة السينما من خلال فيلم يحمل اسم الكاتب الكبير وحيد حامد .

وأكد آسر أن وحيد حامد طوال مشواره الطويل مع صناعة السينما، قدم للشاشة الفضية نجوما كثيرين، ودعم عددا كبيرا من الفنانين، حتى أصبحوا نجوما، موضحا أن مثل هذه التصرفات لم تكن تصدر إلا من مبدع كبير صاحب قدرة على اكتشاف المواهب الحقيقية .

وقال المخرج محمد يس: تعاونت مع الكاتب الكبير وحيد حامد في أفلام «محامي خلع» و«دم غزال» و«الوعد»، ومسلسل «الجماعة»، وفي كل تجربة منهم كنت أشعر بالدهشة من قدرة هذا الكاتب الكبير على رسم شخصيات من لحم ودم، بل أنني في كثير من الأحيان كنت أتخيل الشخصيات وكأنها تتحرك أمامي، وهذا ما يسهل من مهمتي في ترشيح الممثلين للأدوار . وأشار محمد يس إلى أن أي مخرج يستفيد كثيرا من التعاون مع وحيد حامد، خاصة إذا كان في بداية مشواره الفني، موضحا أن التعاون معه اختصر سنوات طويلة كان سيحتاجها لكي يثبت موهبته .

وأضاف يس : لا أنكر أن وحيد حامد كان تميمة الحظ بالنسبة لي، فيكفي أن اسمي وأنا بداية مشواري كمخرجي ارتبط باسم هذا الكاتب الكبير الذي تعاون مع مخرجين كبار أنا شخصيا كنت أعمل معهم مساعدا للإخراج، كما أنني استفدت منه الكثير بالنسبة لفهمي للدراما وتعاملي مع بعض المواقف أثناء العمل .

وأشار إلى أن العمل مع وحيد حامد في ثلاثة أفلام على شاشة السينما، لم يختلف كثيرا عن العمل معه في مسلسل «الجماعة»، موضحا أن أكثر ما شجعه على خوض تجربة العمل في الدراما التلفزيونية هو وجود وحيد حامد كمؤلف، فضلا عن المسلسل نفسه كان مثيرا للجدل لأنه يتناول جماعة الإخوان المسلمين .

واجه معارك ساخنة مع الرقابة والجماعات المتطرفة

مناضل من أجل الحرية

القاهرة - حسن أحمد

لم تكن أفلام وحيد حامد مجرد وسيلة للتسلية، ولا يمكن تصنيف مسلسلاته على أنها موجهة لربات البيوت، فأعماله السينمائية والتلفزيونية، تعتبر صرخة في وجه كل قوى الظلام، ومحاولة من أجل الحصول على الحرية، لذلك لم يكن غريبا أن يتعرض الكاتب الكبير لهجوم عنيف من كل تيارات الإسلام السياسي، والجماعات الدينية المتطرفة، فضلا عن صدامه الدائم مع الرقابة على المصنفات الفنية .

منذ فيلمه الأول «طائر الليل الحزين» قرر وحيد حامد أن يفتح كل الملفات المسكوت عنها، حيث تعرض لمراكز القوى، لكن معاركه لم تبدأ فعليا إلا عندما قدم فيلم «الغول» حيث أثار عاصفة من الجدل، واعترضت عليه الرقابة، وخاصة على المشهد الأخير الذي يقتل فيه عادل إمام رجل الأعمال الفاسد الذي قام بدوره الفنان الكبير الراحل فريد شوقي، وهو ما اعتبرته الرقابة وقتها دعوة لحصول أي مواطن على حقوقه بالقوة، إذا لم يتمكن من الحصول عليها بالطرق الشرعية .

لم يتخل وحيد حامد عن جرأته عند تناول أي قضية يتعرض لها، ففي فيلم «ملف في الآداب» انتقد بعنف فساد رجل الشرطة الذي يلفق قضية آداب لمجموعة من الأبرياء، لكن ذروة جرأة الكاتب الكبير كانت في فيلم «البريء» الذي يعتبره الكثيرون نبوءة لعصيان عساكر الأمن المركزي سنة 1986، وواجه الفيلم اعتراضات رقابية وصلت إلى حد معه وتغيير نهايته، بعد رفض نهايته الأصلية التي يقتل فيها مجند الأمن المركزي أحمد سبع الليل الضباط المتورطين في تعذيب وقتل المعتقلين السياسيين.

استمرت جرأة وحيد على شاشة السينما في أفلامه مع زعيم الكوميديا عادل إمام، حيث انتقد بعنف أداء مؤسسات الدولة في «الإرهاب والكباب»، وأدان تزاوج السلطة برأس المال في «المنسي» ورصد حالة العجز التي يعاني منها المجتمع في «النوم في العسل»، وكشف عن الصفقات التي تعقد الحزب الحاكم وبين الجماعات المتطرفة في «طيور الظلام»، والذي يعتبر نبؤءة بأن يلقى كل من الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين نفس المصير، ويدخل رموزهما السجن .

ولا تخلو أغلب أفلام وحيد من رسائل سياسية تنتقد الأوضاع الاجتماعية مثلما الحال في «ديل السمكة»، لكنه انتقد طريقة اختيار المسؤولين بشكل مباشر في فيلم «معالي الوزير» لأحمد ذكي، كما قدم بجرأته المعهودة رواية «عمارة يعقوبيان» للشاشة الفضية بما فيها من إسقاطات سياسية على شخصيات عديدة كانت موجودة في الحكم أثناء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وإذا كانت جرأة وحيد حامد ومعاركه ظهرت بقوة على شاشة السينما، فإن جرأته على الشاشة الصغيرة كانت واضحة، ففي ذروة اشتعال الحرب ضد الإرهاب في التسعينيات من القرن الماضي، قدم مسلسله الشهير «العائلة» الذي يتعرض لقضية التطرف الديني، وبإرادته اختار أن يدخل «عش الدبابير» عندما قدم مسلسل «الجماعة» سنة 2010، قبل عام من ثورة 25 يناير ، واتهمه المنتمون لجماعة الإخوان وقتها بالعمالة لأمن الدولة، وتعرض لتهديدات عديدة حتى لا يخرج المسلسل إلى النور، لكنه واصل تحديه لكل قوى الظلام وقدم المسلسل الذي حقق نجاحا مذهلا ورصد من خلاله ولأول مرة نشأة جماعة الإخوان على يد مؤسسها حسن البنا، ومازال الكاتب الكبير يحضر لتقديم جزء ثان من المسلسل يكشف فيه حقيقة الجماعة التي وصلت إلى الحكم قبل أن تسقط في ثورة 30 يونيو .

النهار الكويتية في

20.01.2014

 
 

نور الشريف في ندوة تكريمه بالأقصر:

تم تهميش الفن في مصر منذ عهد «السادات»

كتب: أميرة عاطف 

عقدت إدارة مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية مساء الاثنين ندوة للفنان الكبير نور الشريف بمناسبة تكريمه في الدورة الثانية، أدارها الكاتب الصحفي خالد محمود.

وخلال الندوة تحدث نور الشريف عن العديد من القضايا الفنية المهمة، وأشار إلى تهميش الفن والإبداع في مصر منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات، موضحا أنه أراد ذات مرة أن يقدم فيلما عن حرب أكتوبر ففوجئ بالمسؤولين يطلبون منه مقابلا ماديا ويتحججون بعدم وجود الإمكانيات.

وقال نور: عندما قدمت مسلسل عمرو بن العاص كنت أدفع في الساعة 6 آلاف جنيه، بينما الرئيس الراحل جمال عبدالناصر منح المنتجة آسيا سلاح الفرسان من أجل تصوير فيلم «الناصر صلاح الدين».

وأكد أنه رغم بدء تهميش الفن في عهد الرئيس السادات، إلا أنه كان وراء الموافقة على عرض فيلم «أهل القمة»، رغم أن الفيلم ينتقد نظامه السياسي بشكل مباشر، موضحا أنه اتصل بالرئيس السادات وطلب منه إجازة الفيلم، فطلب من إرسال نسخة لمشاهدته، وبعد أن شاهده لم يحذف إلا مشهد واحد فقط يحصل فيه ضابط شرطة على رشوة .

وأوضح نور الشريف أن الفن المصري يعاني حاليا من مشكلة التسويق، وعدم توزيع الأفلام في الخارج بشكل جيد، مؤكدا إعجابه بتجارب السينما المستقلة.

وأضاف : أشجع السينما المستقلة، وأتابع باستمرار التجارب الشابة، وليس من حق أحد أن يحجر على أفكار الآخرين، والسينما في كل دول العالم موضة، وعندما نجح فيلم سواق الأتوبيس رغم عدم وجود رقصات أو قبلات خرجت أفلام أخرى تقلده.

وأكد أن فيلمي سواق الأتوبيس وحدوتة مصرية هما الأقرب إلى قلبه، لكن حدوتة مصرية أكثر صعوبة، مشيرا إلى أنه تعلم من كل المخرجين الذين عمل معهم.

وأضاف: كنت طوال الوقت على يقين بأن المخرج هو الذي يرى الصورة الحقيقية التي لابد أن يظهر عليها الممثل وأن يخرج بها الفيلم إلى النور، وقد استفدت كثيرا من العمل مع كل المخرجين الكبار الذين تعاملت معهم مثل يوسف شاهين وعاطف الطيب وداوود عبد السيد وكمال الشيخ.

المصري اليوم في

20.01.2014

 
 

«زي النهارده»..

وفاة المطربة والممثلة سعاد مكاوي 20 يناير 2008

كتب: ماهر حسن 

ولدت المطربة والممثلة سعاد مكاوي، في 19 نوفمبر 1928، وامتدت مسيرتها الفنية من 1949 إلى 1967 وهي ابنة الملحن محمد مكاوي وقد شاركت في مجموعة من الأغاني والأفلام التي مازال جمهور الغناء والسينما يذكرونها بها.

ومن الأغاني التي اشتهرت بها «لما رمتنا العين‏ وقالوا البياض أحلى»، غير بطولتها الغنائية للأوبريت الإذاعي الشهير«عواد باع أرضه» كما اشتهرت بتقديم الثنائيات الغنائية بالسينما مع إسماعيل ياسين ومنها دويتو «عايز أروّح» في فيلم «المليونير».

رصيدها السينمائي لا يتجاوز العشرين فيلما، ومن هذه الأفلام «صاحب بالين، وبنت المعلم، وشمشون الجبار، ومنديل الحلو، وأسمر وجميل، وعيني بترف، والمليونير وجزيرة الأحلام، وخد الجميل، وحضرة المحترم، ومجلس الإدارة، والقدر والمكتوب، ولسانك حصانك، ونهارك سعيد، وغازية من سنباط».

بدأت حياتها بأغاني المونولوجات، وتزوجت المخرج عباس كامل، ثم ‏محمد الموجي ثم الدكتور محمد إسماعيل الموسيقار المعروف، وانقطعت عن الطرب لسنوات وعادت في التسعينيات، وقد عاشت سنوات عمرها في باب الخلق، إلى أن توفيت «زي النهارده» في 20 يناير 2008.

المصري اليوم في

20.01.2014

 
 

السينما بين ثورة «يناير ويونيو» كثير من ركوب الموجة.. قليل من الفن

محمد عدوى  

شهد العام الأول من الثورة 2011 أربعة أفلام من بين الثمانية وهو ما يوازى 50٪ من إجمالي أفلام الثورة مجازا، هذه الافلام هي الفاجومي وصرخة نملة وتك تك بوم والطيب والشرس والسياسي وإن كان الأخير ينتمى للسينما التسجيلية الا انه تم عرضه فى دور العرض المصرية ربما لأنه كان الفيلم الأكثر جاهزية وملاءمة للتعبير عن ثورة 25 يناير وقتها.

ففى فيلم الفاجومى مثلا كان نصيب الثورة مشهدا واحدا وكان واضحا انه مقحم على الاحداث التى كانت تروى قصة واحد من اهم الشعراء فى العالم العربى الراحل احمد فؤاد نجم وهو مشهد نهاية الفيلم عندما خرج الفاجومى من السجن على صوت ثوار يناير وهم يهتفون هتاف الثورة عيش حرية عدالة اجتماعية، وهو نفس الحال مع فيلم صرخة نملة الذى كان مخرجه سامح عبدالعزيز قد انتهى من تصوير أكثر من 95٪ من أحداثه قبل ثورة يناير.

وعندما اشتعلت الميادين حاول أن يقحم الثورة فيما تبقى من مشاهد ولهذا كانت النهاية فى ميدان التحرير وعلى صوت قصيدة للشاعر هشام الجخ، ولكن الفيلم في مجمله مثل الفاجومى لا يعبر بأى حال من الاحوال عن يناير وإن كانا تمسحا به فقط لا غير، كما أكد عدد كبير من النقاد، ومنهم طارق الشناوى الذى ذكر أن فيلم صرخة نملة حاول أن يثبت للجمهور إنه أول فيلم عن الثورة لكنه افتقر للإبداع وللثورة، واصفا إياه بأن الفيلم لا سينما ابداعية ولا ثورة شبابية.

على العكس تماما كانت تجربة فيلم تك تك بوم مواكبة لأحداث الثورة، حتى ان الفكرة التى كتبتها منتجة الفيلم اسعاد يونس نابعة من مواقف حدثت اثناء الثورة ومن خلال اللجان الشعبية وتأثير الثورة على الأمن والأمان كان السيناريو الذى كتبه بطل الفيلم نفسه محمد سعد جاء دون الإشارة من قريب او بعيد عن الثورة واهدافها السياسية، ويمكن ان نقول ان الفيلم كان عن الانفلات الأمنى الذى حدث فى الأيام الأولى من اختفاء الشرطة وقبل نزول الجيش إلى الشارع، وكالعادة حاول محمد سعد ان يمسك العصا من المنتصف لكنها كسرت منه ولم تأت بأى جديد حسبما اكد عدد كبير من النقاد وقتها، ومنهم مصطفى درويش الذى رأى ان سعد استغل الثورة لتمرير الغوغائية وانه استغلها بشكل فج.

وفى نهاية العام عرض الفيلم التسجيلي تحرير 2011 الطيب والشرس والسياسي، مستعرضا وجهات نظر عديدة عن الثورة وما حدث فى 18 يوما، وهو تجربة جديدة على دور العرض لولا الثورة ما كانت وصلت اليها اصلا وهو من اخراج تامر عزت وآيتن امين وعمرو سلامة، وهو حسب طارق الشناوى ايضا أهم فيلم استطاع توثيق الثورة فى هذه المرحلة عام 2011 ونجح سينمائيا وسياسيا فى إبراز الحدث.

ومع مطلع العام التالى للثورة توقع عدد كبير من المتابعين ان تستمر موجة ملاحقة 25 يناير سينمائيا، لكن ما حدث أن السينما قدمت فيلمين فقط هما (حظ سعيد) و(بعد الموقعة)، الأول ينتمى إلى الأفلام الكوميدية من بطولة احمد عيد الذى حرص على ان يؤكد فى كثير من حواراته الصحفية وقتها ان الفيلم لم يحاول القفز على الثورة ولكن كان للنقاد رأى آخر، ومنهم نادر عدلى الذى اكد ان الفيلم يقدم رؤية مرتبكة لثورة يناير قائلا: إن حظ سعيد فيلم سينمائي تقليدي «تمحك» في ثورة 25 يناير ليدعي أنه مع الثورة ويواكبها وهو ادعاء يفتقر للوعى وحسن القراءة لما حدث، وكان مشهد النهاية أكبر دليل على ذلك، فهو مشهد ساخر وما اغبى السخرية اذا كانت سطحية وفارغة.

أما فيلم (بعد الموقعة) فهو الأكثر اقترابا والاكثر جدلا فى افلام الثورة، فالفيلم عرض فى المسابقة الرسمية فى مهرجان كان وهو انجاز حقيقى ولكن عند عرضه جماهيريا تلقى الكثير من الانتقادات المحلية والعربية حتى ان المخرج والكاتب السورى فارس الذهبى تساءل فى مقال له اذا ما كان يسرى نصر الله الذى ساهم فى اخراج فيلم آخر عن الثورة لم يعرض حتى الآن جماهيريا هو 18 يوما قد انقلب على الثورة والثوار؟.

والحقيقة أن الذهبى اجاب عن السؤال الذى طرحه عدد من النقاد الذين شاهدوا الفيلم فى العرض الخاص واتهموا نصر الله بذلك وشنوا هجوما كبيرا عليه، ومنهم الناقدة اميرة الطحاوى التى علقت على الفيلم ومخرجه يسرى نصر الله قائلة: خلال تاريخه الشخصى والسينمائى، لم يكن مخرج الفيلم أبدا مواليا لنظام مبارك، لكنه لسبب أو لآخر وقع فى فخ أراده لنفسه، أو وجد نفسه فيه، وتصدى بجرأة (وهو ليس بالغرير) لحدث عشناه فى التحرير ونقله العالم لحظة بلحظة، وطرحه بشكل مغاير تماما للواقع، وليس فيه أى أساس من الصحة سوى وجود الخيول، ربما كان فيلمه كوميديا ولم ننتبه، ربما أراد أن يجرب، أو «يلعب» لكن محاولته جاءت سمجة ومهينة لذكرى من قتلوا فى هذا اليوم المشهود.

اجابة الذهبى وتحليله للفيلم ربما تكون اكثر انصافا لمخرج كبير بحجم يسرى نصر الله فقد علق الكاتب السورى على الاتهام الذى وجه للفيلم ومخرجه قائلا: من هنا، يظن القارئ السريع للفيلم بأن يسرى يقدّم الثورة كما يشتهى أعداؤها أن يصفوها بأنّها ثورة شباب وبنات «منحلّين» يدخنون الحشيش ويشربون الكحول فى ميدان التحرير ويمارسون الجنس فيه أيضا، ولا مانع لديهم من ممارسة التقبيل مع أى أحد حتى لو كان من الفلول.

يتوَّج ذلك بمشاهد لاضطهاد أحد متطوعى الثورة للخيّال نفسه وطرده بناء على ماضيه الإجرامى بحق الثورة.

وهنا نكاد نقول بأنّ المخرج انقلب على الثورة فعلا. لكن بتراكم الرموز، نكتشف أنّ ما أراده المخرج الذى أسهم أيضا فى كتابة السيناريو هو أن يقدم رؤيته الخاصة لمستقبل البلاد بعد الثورة وأن يقول بصوت عالٍ: كلّنا ضحايا النظام الفاسد، حتى البلطجية والسجانون ومن عادوا الثورة.

وبانتهاء جدل فيلم بعد الموقعة بدأ عام آخر بفيلمين فقط ايضا عن ثورة يناير هما الشتا اللى فات، الذى اخرجه ابراهيم البطوط وفيلم فرش وغطا الذى اخرجه احمد عبدالله والحقيقة ان كليهما حظى بسمعة فنية ونقدية كبيرة وتم تقديرهما دوليا ايضا، فقد كتب الناقد امير عمرى عن الشتا اللى فات، واصفا اياه بأنه شهادة سينمائية بليغة عن الثورة، قائلا: فيلم «الشتا اللى فات» ليس فقط رؤية بصرية مذهلة عن ذلك الغضب المشحون الذى ظل يتصاعد وصولا إلى انفجار الثورة فى يناير 2011، بل وشهادة مؤثرة وبليغة عن «عصر التعذيب» وعن الرعب الذى يعيش فيه المصريون الذين يتطلعون إلى نهضة بلادهم فى ظل «الدولة البوليسية» منذ أكثر من ستين عاما، فتفكيك هذه الدولة القمعية لا يتم سوى من خلال سلطة ثورية حقيقية تدعمها الجماهير

اما فيلم فرش وغطا وان لم يقدم الشكل التقليدى لأحداث الثورة الا انه يمكن ان تقول انه فيلم نابع من الثورة الحقيقية وقد شرح ذلك الناقد محمود عبدالشكور فى مقال له قائلا: إنه لا يفهم الثورة باعتبارها إطاحة بحاكم (ليس فى الفيلم المشهد التقليدى لفرحة الميدان بعد إعلان تنحى مبارك)، ولكنه قرر أن يبحث عن الإنسان فى أيام الثورة الأولى، وأن يفتح حوادثها الغامضة والمسكوت عنها، وكأنه يذكرنا بذكاء بأن الثورة الفعلية هى أن نعرف ما حدث، وأن يتغير حال الغلابة، وأن تحترم إنسانيتهم، هذه هى ثورة «فرش وغطا» وليس أى شىء آخر، لا الميدان، ولا المظاهرات، ولا الأعلام المرفوعة. كل هذه الأشياء موجودة، ولكن فى الخلفية، ليست هى اللوحة، ولكنها الإطار، أما قلب الحكاية فهى الناس، بطلها الشاب لم يشارك أصلا فى الثورة، اللهم إلا إذا اعتبرنا أن الهروب من السجن بسبب الثورة مشاركة فيها، ويختتم كلامه قائلا: «فرش وغطا» فيلم خطير وكبير بحجم تعبيره السينمائى صوتا وصورة، وبحجم أفكاره وأسئلته التى لم تجد إجابة حتى الآن، وبحجم جوهر فكرته اللامعة: لا يمكن أن نتحدث عن ثورة وقعت بدون شفافية تكشف الوقائع الغامضة، وتقتص للضحايا، ولا يمكن أن تكون هناك ثورة حقيقية بدون احترام إنسانية الإنسان

وثورة 30 يونيو..

بعد استعراضنا لرأى النقاد في الأفلام التي تناولت ثورة يناير ما هى التوقعات للسينما و30 يونيو؟

الناقد مصطفى درويش يرى ان الناس انخدعت فى الافلام التى حاولت ركوب الموجة مع ثورة يناير ولهذا لفظت اغلبها مؤكدا ان الحكاية تحتاج إلى ماهو اكثر من الرغبة فى تقديم فيلم، قائلا: لا اتوقع ان تقدم السينما فيلما جادا عن 30 يونيو فالسينما التى تعاملت مع يناير تعاملت معها بصورة مباشرة ولم تطرح افكارا تعبر عن تحول الامة من حالة إلى حالة لابد من وجود خيال عند المخرج وعند الممثل ولكن للأسف ليس لدينا من يقدم فيلم مثل 12 عام من العبودية الذى تخرج منه وانت تشعر بتأثيره القوى عليك وان مخرجته استطاعت ان تقدم رؤية تليق بالمرحلة، فالحكاية تحتاج إلى موهبة واخلاص وليس مجرد شخص تخرج فى معهد السينما ولم ير اى تجارب مختلفة ولذلك انا لست متفائلا بتقديم اعمال عن يونيو او حتى يناير التى اكتشف الناس ان من قدمها حاول ركوب الموجة وانهم تجرأوا على السينما والثورة فيها.

المخرج محمد كامل القليوبى يرى ان يناير ويونيو احداث عظيمة فى عمر مصر تستحق سينما عظيمة لكنه يؤكد انها لن تحدث الآن ويقول: ما شاهدناه عن يناير يمكن ان نطلق عليه انه ينتمى إلى فن المناسبات الذى لا يترك اثرا، فالوقت مازال مبكرا على الحكم على الاحداث بصورة موضوعية حقيقية وهذه الاشياء تحتاج إلى وقت كبير حتى تستوعب التجربة لتقدم الحقيقة واظن ان هذا سوف يحدث مستقبلا وسوف نرى اعمالا عن يناير ويونيو وهذه السنوات الثلاث الفارقة فى عمر الوطن لكن ليس الآن وانا افضل الا تكون الآن لأن كل الذى يحاول الآن عمل افلام روائية عنها ما هى الامحاولات لركوب الموجة ولن تصل إلى النضج السينمائى الحقيقى وانا اطالب من يحاول التصدى لها الآن ان ينتظر حتى ينتهى الارتباك المثار حولهما فمازال مثلا شبح الاخوان مستمرا وما فعلوه ويفعلونه الآن يحتاج إلى التأنى والصبر من السينمائيين حتى يقدم شيئا مهما عن هذه الفترة.. فقط التقاط الانفاس والصبر حتى تخرج اعمالا تليق بهذه الاحداث المهمة.

الشروق المصرية في

20.01.2014

 
 

«الشعب يريد»..

فيلم للنجم الأمريكي «بروس ويلز» عن ثورة 25 يناير

كتبت- أسماء مصطفى  

يقوم النجم الأمريكي «بروس ويلز» بإنتاج فيلم وثائقي عن الأوضاع في مصر منذ الثورة وحتى الآن، ويقوم «ويلز» بدور الراوي في الفيلم.

وذكر موقع «ديدلاين» السينمائي أن « ويلز» وقع عقدا لإنتاج فيلم وثائقي باسم «الشعب يريد» The People Demand، ويتناول الوضع السياسي المضطرب في مصر منذ ثورة 25 يناير وخلال الثلاث سنوات التي تلتها.

ويقوم «ويلس» بالتعليق الصوتي على الفيلم، الذي تدور أحداثه، وفقا لوصف الموقع، حول «القمع السياسي الذي تتعرض له المعارضة المصرية في بلد أدت فيه الاحتجاجات السلمية لإسقاط نظامين خلال ثلاث سنوات».

يصور الفيلم تتابع الأحداث من خلال التركيز على أحد الشخصيات الشبابية التي شاركت في ثورة 25 يناير منذ بدايتها، واتخذ الناشط وعضو حركة 6 أبريل، أحمد ماهر، كنموذج للشاب المصري الذي بدأ حياته السياسية معارضا في الشارع وانتهى به المطاف سجينا بتهمة التظاهر دون تصريح.

وأضاف الموقع عن الفيلم: «العمل يتتبع مسيرة أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 إبريل، الذي يتعرض حاليا للسجن بتهمة انتهاك قوانين قاسية وضعتها الحكومة المصرية للتظاهرات».

وأوضح الموقع أن الفيلم سيقوم بمقارنة الوضع السياسي في مصر، بالوضع السياسي في عدد من دول العالم مثل إسبانيا وروسيا «لاستكشاف كيف يمكن أن يعمل الناس حول العالم معا لتحقيق أهدافهم المشتركة».

وسوف يقوم عدد من النشطاء السياسيين حول العالم، وعدد من المؤرخين بالمشاركة في الفيلم.

الشروق المصرية في

20.01.2014

 
 

«لا مؤاخذة» و«أسرار عائلية»

يهربان من الرقابة ويدخلان سباق إيرادات يناير

محمد الأسوانى 

بعد أن افتتحت غادة عبد الرازق موسم أفلام منتصف العام بفيلمها «جرسونيرة» الذى حقق إيرادات جيدة نسبيا، تَشجَّع صناع السينما لطرح أفلامهم فى هذا الموسم أيضا، على الرغم من تزامن موعدها مع الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، حيث ينطلق عرض فيلمى «لا مؤاخذة» و«أسرار عائلية» فى الثانى والعشرين من يناير، أى قبل ذكرى الثورة بثلاثة أيام فقط، وهما الفيلمان اللذان دخلا فى صراع مع هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، حيث استطاع «أسرار عائلية» الهروب بصعوبة من مقص الرقيب بأقل الخسائر بعد حذف عبارة واحدة ونصف مشهد، وهو العمل الذى يناقش قضية الشذوذ والمثلية الجنسية فى المجتمع من خلال شاب يكتشف فى سن المراهقة ميوله الجنسية الشاذة، ويبحث طوال الفيلم عن طريق لعلاجه ويتعرض لعدة أزمات اجتماعية بسبب الاضطهاد الذى يحدث له من قبل معارفه إلى أن يجد طريقا للعلاج. يشارك فى بطولة الفيلم محمد مهران وسلوى محمد على، ومن إخراج هانى فوزى وتأليف محمد عبد القادر، ويعرض «للكبار فقط».

أيضا يُعرض فى نفس اليوم فيلم «لا مؤاخذة» الذى واجه أكثر من أزمة رقابية وأخيرا حصل على موافقة نهائية بالعرض، وهو يناقش قضية الاضطهاد الدينى، والتمييز الطائفى من خلال قصة الطفل «هانى» الذى يتوفى والده المسيحى وتتعرض أسرته لأزمة مالية تضطره إلى الانتقال إلى مدرسة حكومية يعانى فيها من الاضطهاد بعد أن يكتشف زملاؤه ديانته المسيحية، وهو من تأليف وإخراج عمرو سلامة ومن بطولة كندة علوش وهانى عادل.

ومن القضايا الشائكة إلى الكوميديا والقضايا الاجتماعية نأتى إلى فيلمى «خطة جيمى» لساندى، و«حلاوة روح» لهيفاء وهبى، حيث تقدم كلتاهما أولى تجاربها فى البطولة السينمائية المطلقة، وتعتمد هيفاء على الإثارة التى بدت واضحة فى أفيش الفيلم الذى تم اقتباسه حرفيًّا من أفيش فيلم «مالينا» للإيطالية مونيكا يلوتشى، ويشاركها فى بطولة الفيلم كل من باسم سمرة وصلاح عبد الله ومحمد لطفى، وهو من إخراج سامح عبد العزيز وتأليف على الجندى وإنتاج محمد السبكى، ومن المقرر طرحه تحت لافتة «للكبار فقط» فى التاسع والعشرين من شهر يناير الجارى، وهو نفس اليوم الذى سيطرح فيه «خطة جيمى» الذى يدور فى إطار فانتازيا كوميدية عن عالمة كيمياء تبحث عن حلول علمية للعودة إلى حبيبها السابق، وهو بطولة كل من لطفى لبيب وإخراج تامر بسيونى وتأليف إيهاب نصر. ويتواجه الفيلمان مع تجربتين مختلفتين تماما، حيث ينطلق معهما عرض فيلمى «الفيل الأزرق» و«المعدية»، والأخير تقوم ببطولته درة وهانى عادل وهو فيلم رومانسى يناقش قضية الحب ومشكلات الزواج فى الطبقات الشعبية، أما «الفيل الأزرق» فهو مأخوذ من رواية «الفيل الأزرق» لأحمد مراد وتدور أحداثه فى إطار بوليسى تشويقى، ومن بطولة كريم عبد العزيز ونيللى كريم وخالد الصاوى ومن إخراج مروان حامد.

التحرير المصرية في

20.01.2014

 
 

هل كانت ثورة يناير حدثا سينمائيا سعيدًا؟

محمود قاسم 

بعد قيام ثورة يوليو 1952 مباشرة تم الاعلان عن عمل فيلم من تأليف احسان عبد القدوس بعنوان” الله معنا “اخراج أحمد بدرخان يحكي قصة الثورة ورجالها والغريب ان كتابة الفيلم وبداية اخراجه قد بدأ في عام 1952,وسط حماس شديد لكشف الجانب النقي من الثورة, ووسط ألاحداث التالية من الصراع علي السلطة والانفراد بها فان الفيلم لم يعد صالحا للعرض الا في شهر مارس 1955 , أي بعد أكثر من عامين ونصف, حيث تعرضت القصة للكثير من التغيرات الحادة ومنها حذف الدور الذي لعبه الرئيس محمد نجيب في قيادة الثورة , وبالطبع فلو ان الفيلم تم اخراجه وعرضه بعد فترة مناسبة لرأينا عملا مختلفا علي المستوي السينمائي , فهناك فرق كبير بين ماحدث في يوليو الذي يعتبره البعض انقلابا’ وبين خروج هؤلاء الملايين الذين ملأوا المدن وميادينها في يناير 2011, حيث شهدت البلاد العديد من الأحداث الجماهيرية الكبيرة التي لم يشهد المصريون مثيلا لها في الواقع أو السينما او التليفزيون, وبالتالي فان الواقع الذي اندلع في الشارع كان أكثر دهشة واثارة من كل مارأيناه أمام الكاميرات, وقد تعجل الاعلاميون بكافة مسمياتهم وتساءلوا عن دور السينما والدراما التلفزيونية في تصوير يناير وكيف ستكون الصورة السينمائية, وفي العام نفسه عرضت افلام تم انتاجها في أواخر عصر مبارك , وتعمد صناع هذه الأفلام الي اضافة مشاهد اضافية الي أفلامهم للتأكيد انهم صوروا أفلامهم عن الثورة , أو علي الأقل أنهم تنبأوا بها , ومن أبرز هذه الأفلام ” الفاجومي” و “صرخة نملة”, و” الفيل في المنديل”, لكن الأحداث تدفقت بقوة هادرة لم يستطع أحد أن يستوعبها علي الأقل في عمل فني واحد ’ خاصة في السينما , وربما ان الدراما التلفزيونية , وحلقاتها الطويلة كانت هي الانسب مثلما حدث بشكل بعيد تماما عن الواقع في مسلسل”طرف ثالث”.كان الاختبار دوما موجها الي السينما الروائية , باعتبار ان السينما التسجيلية كانت أمامها مادة شديدة الخصوبة لعمل المزيد من الأفلام , لكن سرعة الأحداث لم تترك الفرصة بالمرة للتأمل في هذه الأفلام . وقد حدث هذا أيضا للأفلام الروائية القليلة التي حاولت أن تثبت ان السينما لم تنفصل عن الواقع, وأن الثورة تم تقديمها في السينما بما يعني أن الفنانين قد ساندوا الحدث الكبير , ونظر السينمائيون الي الثورة علي ماشهده ميدان التحرير فقط , رغم أن الثورة تواجدت بشكل قوي في المدن الأخري, لكن أغلب السينمائيين كاوا متواجدين بشكل ملحوظ في ميدان التحرير, وكانت الفرحة حين عرض فيلم ” بعد الموقعة” ليسري نصر الله في أنشطة مهرجان كان 2012

سرعان مااكتشف البعض ان الفيلم لم يكن بالتجربة الفنية التي ترتفع الي هذا الخضم الواسع من الأحداث , وعرض الفيلم علي الجماهير المصرية علي استحياء, في الصالات, وكانت الأحداث التي يشهدها الواقع المصري أقوي من ناحية الدراما من أي صورة سينمائية, فالأحداث لاتتوقف, حاملة معها كل ماهو صادم ومدهش , خاصة مع صعود التيار الاسلامي بشقيه في المجتمع و مؤسساته السياسية , وقد تم ذلك بشكل ملاييني , وليس بشكل فردي مثلما تفعل الأفلام خاصة الفيلم الابرز حول ثورة يناير وهو” ” حظ سعيد” اخراج طارق عبد المعطي.هذا الفيلم عرض في مارس عام 2012, ولم ينتبه اليه الناس كثيرا , وأعترف انني تابعته علي قنوات الفضائية التي تسرق حقوق الأفلام وتعرضها ضمن حملة مكثفة من الأعلانات حول بضائع استهلاكية بلا أي قيمة , والمشاهدة من هذا النوع تقطع الأنفاس وتفقد حلاوة المتابعة’ لكن سوف يبقي, حتي الآن, هذا الفيلم كواحد من الأفلام التي حاولت أن تقدم الثورة بقدر الأمكان. وتأتي اهم ية هذه التجربة أنها ممزوجة بالكوميديا, كما أن الفيلم من نوع ” بطل واحد فرد” نراه طوال الأحداث, لذا فالاجداث لاتبتعد عن البطل الرئيس الذي نتابعه طوال الأيام الاولي للثورة وحتي عام2141,وهو في هذا الشأن أقرب الي فيلم” ” السفارة في العمارة ” لعمرو عرفة 2006, فالبطل هنا مرتبط بحدث عام , ليست له أي علاقة بالسياسة أو بالأحداث الجارية ويجد نفسه مغموسا في أمور سياسية كبري تدفعه الي التغيير , رغم أن التغير الذي حدث لبطل”السفارة في العمارة” كان أكثر ايجابية ما عاشه المواطن سعيد مع ثورة يناير, حيث أن الآخرين المحيطين به أكثر ايجابية منه , وعلي رأسهم اخته وفاءالمتواجدة مع الثوار منذ اللحظة الأولي, وأيضا الثائر عادل, الذي يصادفه في العديد من الأماكن هذا المواطن العادي جدا موجود في مصر في أغلب أماكنها, فهو يبيع القطع الأثرية المقلدة في منطقة نزلة السمان, وهو فريسة لعنفوان وفسادرجال الشرطة الذين يأخذون منه الأتاوات , ويضربونه بقسوة بعد أن يسوقونه الي القسم .

وقد صور الفيلم كيف يتعامل المسئولون قبل يناير مع ابناء الشعب, فاستمارات العلاج علي نفقة الدولة تذهب الي المحاسيب الذين لايستحقونها, بالاضافة الي معاملة الشرطة, كما أن الفساد مستشر في المحليات خاصة في توزيع الشقق لمن يستحقها من المواطنين حاول الفيلم أن يستجمع أبرز السباب الي دفعت الناس للقيام بالثورة , كما حاول أن يلم الثورة بجميع مظاهرها في عمل فني واحد مرتبط بحركة سعيد في أماكن الثورة سواء في ميدان التحرير أو مصطفي محمود ضمت كافة التيارات السياسية التي تواجدت في الميدان في الأيام الأولي من الثورة , وحتي موقعة الجمل.والسبب الأول لتواجد سعيد في الميدان ,مثلما أشرنا , البحث عن اخته وفاء و الثائرة المتواجدة دوما في الميدان , التي تتعرض للمخاطر رغم أننا رأيناها حالة انثوية وحيدة , فليس معها زميلات أخريات , وهي تتبرع بدمها مثلما يفعل الشباب, وهي تدفع أخاها ليقوم بعمل أشياء ايجابية منها التبرع بالدم , , وقد سعي السيناريو الذي كتبه أشرف توفيق الي لملمة الثورة في ايامها الأولي في عمل يستغرق عرضه علي الشاشة مائة دقيقة, ولذا فان تكثيف الأحداث كان بمثابة مهمة ملقاة علي العاتق, وبدا ذلك واضحا في المشاهد السريعة الايقاع التي يستمع فيها سعيد الي من يمثلون التيارات المختلفة, وهم يشرحون له أفكارهم الأيدولوجية, فيبدو كل منهم صاحب وجهة نظرمقنعة , وذلك في فترة كان أبناء كافة التيارات الفكرية يعملون معا, ومنهم الاسلاميين ,والعلمانيين, والاشتراكيين وغيرهم , وقد صور الفيلم ” سعيد ” أقرب الي الصفحة البيضاء التي تنز عليها كافة الأحداث والأفكار فيجرب ممارستها ثم مايلبث ان ينفصل عنها , الا انه ظل محتفظا ببرائته, ولم يتغير كثيرا , كما أنه لم يعتنق ايا من الأفكار أو الايدولوجيات التي تتحرك في الميدان , ببساطة لأنه يتصرف بمنطق أن الايدولجية الكبري لدي المواطن هي جيبه وقضاء حوائجة الحياتية مثل المسكن , كي يمكنه أن يتزوج بمن يحب منذ طفولته, دون أي اشارة الي الشعار الرئيس للثورة ” عيش حرية عدالة اجتماعية” . وقد تعامل الفيلم بجرأة واعتدال مع الأحداث, وأكد انه في عام 2041 سيظل الرئيس السابق مبارك يتردد علي المحاكم . دون أي اشارة تنبؤية عن النظام السياسي القادم , مع الاشارة الي أن هناك استقرارا اجتماعيا, بدليل أن زوجته أنجبت له ثلاثة أبناء هذا واحد من أفلام عديدة يمكن التوقف عندها . ولا شك أن الصورة السينمائية سوف تتغير تماما بعد اسقط حكم الاخوان وقيام الجماهير والجيش بعمل نظام اجتماعي جديد يحتاج الي المزيد من الأعمال الفنية. ومازلنا ننتظر.

محمود قاسم

ناقد وروائي من مصر، رائد في أدب الأطفال، تولى مسئوليات صحفية عديدة في مؤسسة دار الهلال، كتب عشرات الموسوعات السينمائية والأدبية، فضلا عن ترجمته لعدد من روائع الأدب الفرنسي.

آسيا إن في

20.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)