كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

ذئب وول ستريت

كمال رمزي 

السبت 18 يناير 2014 - 9:00 ص

 

جاء مهلهلا من بيروت، فالموزع اللبنانى، وأصحاب دور العرض، والرقابة، تواطئوا جميعا فى سلخ قرابة الساعة من الذئب الذى يبلغ طوله، أصلا، إلى الثلاث ساعات.. وتوفيرا لنفقات الترجمة، وحقوق العرض الأول فى الشرق الأوسط، وحفاظا على عدد الحفلات فى دور السينما، فضلت شركة التوزيع المصرية، استقدام الفيلم بترجمته الركيكة، ومشاهده المحذوفة، الأمر الذى جعل العارفين بجلال قدر المخرج الأمريكى، مارتن سكورسيزى، ونجمه الأثير، يندهشون من المستوى المتذبذب لـ«ذئب وول ستريت»، المفكك الأوصال.

بعيدا عما أصاب الذئب فى بلادنا، تعرض أيضا لشىء من الاضطهاد، أو التحفظ على الأقل، فى موطنه الأصلى، أمريكا، وهى مسألة غير متوقعة إزاء سكورسيزى، الذى جرت العادلة ــ عن استحقاق ــ على الترحيب بكل فيلم جديد يحققه، واعتباره إنجازا فنيا، وحدثا ثقافيا.. وهذا لا يعنى أن «ذئب وول ستريت» لم يحقق نجاحا، بل على العكس، شباك التذاكر يشهد تدفقا ماليا كثيفا، والكثير من النقاد اعتبر أن المخرج الكبير يغلق القوس الذى فتحه، بحكايته عن «عصابات نيويورك» 2002، حيث حلل، بأسلوبه القوى، الفريد،، بنية المجتمع الأمريكى، القائم على العنف الذى استشرى مع النصف الثانى من القرن التاسع عشر.. وها هو ــ سكورسيزى ــ فى فيلمه الجديد، يتعرض، بنظرته النفاذة، إلى أحفاد تلك العصابات، فى نهاية القرن العشرين. وقد أصبحت عصرية، متأنقة، وأشد بطشا من مجرمى وبلطجية الشوارع، كما كان الحال فى «عصابات نيويورك».

فى المقابل، على النقيض، رأى البعض أن العمل «مثير للاشمئزاز»، ولم تكن ليلة عرضه الخاص موفقة بصناعه، فأحد كتاب السيناريو قال لهم «عليكم تقديم كل هذا القرف، بينما كتبت النجمة المخضرمة «هوب هوليداى»، على صفحتها فى الفيس بوك «ليلة الأمس كانت عقابا.. ثلاث ساعات من القمامة والجنس والمخدرات».. تصدى دى كابريو للدفاع عن الفيلم. نفى تماما أن يكون قد تضمن تبريرا أو تأييدا لسلوك البطل المتلاعب فى سوق الأوراق المالية، وأكد أن «ذئب وول ستريت» يحذر من مغبة الجرى وراء الأوهام، وذكر أنه لا هو، ولا سكورسيزى، من النوع الذى يعطى لنفسه الحق فى محاكمة الآخرين، من وجهة نظر أخلاقية ضيقة.. وبرغم ما قيل عن تخفيف بعض المشاهد الدامية، والجنسية، فإن الفيلم، فى التصنيفات الرقابية، الأمريكية، أخذ الحرف «R»، آر، مما يعنى عدم استحسان مشاهدته لمن هم أقل من «17» عاما.

الفيلم، كما هو معروض فى القاهرة، يتطلب من المشاهد أن يستكمل، بخياله، مقدمات ونهايات المواقف المبتسرة، التى لن تجد لها تفسيرا إلا بمعرفة طبيعة الشخصيات الشرهة من ناحية، وأسلوب سكورسيزى، الجرىء، الساخن من ناحية أخرى، فمثلا، نفاجأ بزوجة بطل الفيلم فى حالة غضب هستيرى، بلا أسباب قوية، فلماذا هذا الانفجار الانفعالى؟.. الإجابة تكمن فى أحد المواقف المحذوفة، التى تتضمن حفلا ماجنا للجنس الجماعى.. وثمة مشهد، بلا مقدمات، نرى فيه رفع أحد الأشخاص من فوق سور اليخت الفاخر، وبرغم معرفتنا بالدوافع، فإننا ندرك أن الجريمة، من الممارسات المألوفة لبطل الفيلم.

عن مذكرات «لعبة المال والجنون» للنصاب الشهير جوردن بيلفورت فى كتب تيرتس وينتر السيناريو، على الطريقة التى يفضلها سكورسيزى، فهنا، الراوى، جوردان، بأداء صوتى خلاب من دى كابريو، يجدثنا عن قراره أن يغدو ثريا، بأى طريق.. يلتقى أستاذه فى عالم السمسرة، إدوارد هانا، الذى يؤدى دوره ببراعة «ماتيو ماكنوهى»، والذى يعطيه درسا ثمينا يتلخص فى التالى: ضع فى اعتبارك أن النقود فى جيب عميلك لابد أن تنتقل لجيبك.. قم ببيع الأسهم له، وعندما يعود لك أقنعه بأن أسهمه فى صعود مستمر. اجعله يشترى المزيد منها، أو أسهم أخرى. سيعود إلى زوجته فرحا بوهم أنه أصبح ثريا.. خذ منه نقوده أولا بأول، ملوحا له بفرص جديدة، واحذر من أن يسترد ماله.

كم تذكرنا هذه الأفكار الجهنمية بشركات توظيف الأموال، عندنا!.. المهم، ينطلق جوردان بشركته «شتارتون أكومنت»، وتتراكم عنده الأموال، وينغمس فى الملذات وتنفلت غرائزه فيعيش حياة صاخبة، لا ترمى إلا للمتعة وممارسة الجنون، بما فى ذلك تعاطى الهيروين.. دى كابريو، بابتسامته الجميلة، وثقته فى نفسه، وأناقته، يبدو شديد الجاذبية، لكن، يقنعنا فى لحظة، أن تحت مظهره الباعث على الاطمئنان يكمن ذئب شره، لئيم، مناور، شرس ومفترس، مقاتل بلا هوادة، طويل النفس، لامع الذكاء.

الراوى هنا، ليس صوت سكورسيزى، فالمسافة بينهما تضيق وتتسع حسب الحاجة.. وأحيانا، تتخذ طابعا كوميديا. فمثلا، فى نوبة تعاطى عنيفة، يصاب جوردون بما يشبه الشلل الرباعى، ومع هذا يزحف، يتحامل على نفسه ليقود سيارته مسرعا إلى قصره.. يكاد يصطدم بعمدان النور والسيارات، لكن، كما يقول «حمدا لله، لقد نجوت بأعجوبة».. سريعا تأتى الشرطة. يظن، وتظن معه، أنها ستقبض عليه بتهمة النصب، لكن، نكتشف معه أنها جاءت لتصحبه إلى الشارع كى تطلعه على عربته المهشمة، وعمدان الطريق والسيارات التى دمرها.. لم تكن روايته إلا خيالات.

جوردون، يتعرض لحصار مباحث التهرب الضريبى، يحاول دفع رشاوى، يفشل. يهرب أموالا إلى بنوك أوروبا، واستمرارا لخسته يقدم على خيانة العاملين معه فى صفقة مع السلطة بمقتضاها، يبلغ عن رجال مؤسسته، على أن يكون الحكم عليه مخففا. وفعلا، يقضى «22» شهرا فى سجن مريح، يخرج بعدها ليعيش حياته.. أيا كان الأمر، يقول «ذئب وول ستريت» جملة مفيدة، حتى بعد سلخه: انهيار البورصات يعنى نجاح المحتالين فى سرقة أموال الآخرين».

مانديلا
كمال رمزي 

نشر فى : الثلاثاء 14 يناير 2014 - 8:00 ص

التفكير فى هذا الفيلم، لا يقل متعة عن مشاهدته، فطوال ساعتين، نتابع، بانتشاء ساحر، حكاية نعرفها، من دون اكتشافات أو إضافات. ومع هذا، يبدو العمل مبتكرا، جديدا، يتهاوى على الشاشة بشاعرية خلابة، ابتداء من المشهد الافتتاحى، لأطفال سود، ينطلقون جريا فى حقل ممتد، مع صوت مانديلا، الحنون الدافئ، بأداء الممثل البريطانى «إدريس ألبا»، معبرا عن محبته لكل هذه الوجوه التى عاش معها، والتى لم تبهت فى ذاكرته أبدا.. وانتهاء بطفل جنوب أفريقيا، وسط عائلته الكبيرة، وقد أصبح أول رئيس أسود لبلاد عانت طويلا من نظام الفصل العنصرى المقيت، الذى تسبب فى مقتل الآلاف من أبناء الشعب، الأفارقة، على يد قوات البطش التى يملكها الحكام البيض.

وقائع الفيلم معروفة، لكن الجديد هو روحه.. تلك الروح الطيبة، الشفافة، التى لا مكان فيها للحقد أو الكراهية أو الرغبة فى الثأر، وإن كانت ترنو إلى الحرية، وتؤمن بالعدل، وتعمل، بلا كلل، وبإرادة من حديد، من أجل تحقيق المثل العليا، فضلا عن استعدادها لدفع فاتورة الأمانى، حتى لو بلغت «27» عاما فى السجن.

«إدريس ألبا»، مع الممثلة ــ البريطانية أيضا ــ «ناعومى هاريس»، التى أدت شخصية «وين» زوجة مانديلا، من المفاتيح الأساسية لفهم سحر الفيلم.. «إدريس»، قرأ ما كتب عن الرجل، وشاهد مئات الشرائط الوثائقية، وحين التقاه، طبعا قبل رحيل الزعيم بعدة شهور، أدرك أنهما يختلفان شكلا، ولونا، فتقاطيع وجه مانديلا أكثر دقة، وشبح الابتسامة لا تفارق شفتيه، ولون بشرته ليست داكنة كما الحال عند «إدريس»، وبالتالى قرر أن يجسده من الداخل، وأن يسبر غوره، فاكتشف أن «مانديلا» أقرب إلى النور.. ضياء ما يشع منه حتى وهو صامت، وقرر أن يؤدى الشخصية وقد امتلأ بهذه الأحاسيس.

أما «ناعومى هاريس»، فإنها عايشت «وينى» بشمول وعمق، شاهدت الأشرطة التسجيلية، وصورها الفوتوغرافية، فى المظاهرات، المؤتمرات، بين أصدقائها، وأدركت ما تنطوى عليه شخصيتها من قوة العزيمة، وصلابة المواقف، وشجاعة المواجهة.. وبينما صرحت بأن «وينى» تعيش تحت جلدى، قالت لها وينى، عقب مشاهدة الفيلم «أنت لم تمثلى دورى. أنت جسدتينى كما أنا».

المخرج، حستون تشادوبك، يتابع، بأسلوبه الشاعرى الناعم، الطريق الطويل نحو الحرية، الذى يقطعه مانديلا، منذ اشتغل فى المحاماة، دفاعا عن قضايا السود، واكتشافه أن العدالة لا يمكن أن تتحقق، فى ظل قوانين ظالمة، يفرزها ويقرها مجتمع قائم على الفصل بين أبناء بلد واحد، وبالضرورة، لابد من الثورة. ينضم إلى حزب المؤتمر، مع آخرين، يقدمهم الفيلم بتوقير جميل، وفى ذات الوقت، لا يتعامل مع مانديلا كأسطورة، أو بطل فردى ينقذ شعبا، بل يبين، ربما على استحياء، بعض أخطائه، التى استحق عليها التأنيب من والدته، مثل ضربه لزوجته الأولى، عقب لقائه بـ«وينى» التى أحبها.. وتتجلى روح التسامح، فى الفيلم، أكثر من مرة، وهو تسامح قائم على فهم عميق للتاريخ، وللطبيعة الإنسانية.. فى «جزيرة روين» التى نفى فيها «مانديلا»، المعزولة، المهجوة، الموحشة، يبدو الحراس، السجانون، برغم غلظتهم، أقرب للمقهورين، شأنهم شأن المساجين، وحين يدرك الحكام الطغاة، أن وقت التغيير جاء، ولا فكاك منه، يتوقع بعضهم أن يقوم السود بالثأر من البيض، يؤكد «مانديلا» أن العدالة، عندما تتحقق، لن يكون، مع الأيام، أى نزعة لتصفية الحساب.. «مانديلا»، فيلم نورانى إن صح التعبير، يترك فى النفس قدرا غير قليل من النور، وهذا أجمل ما تقدمه السينما للناس.

جرسونيرة
كمال رمزي 

نشر فى : الثلاثاء 7 يناير 2014 - 8:00 ص

ينتمى لأفلام الجريمة وهى نوعية تختلف عن الاتجاه البوليسى، فالصراع فيها لا يندلع بين الشرطة والخارجين على القانون ولكن يدور بين مجرمين، سواء كانوا عصابات متناحرة أو أفرادا يريدون تصفية بعضهم بعضا، كما فى «جرسونيرة» المعتمد على ثلاثة نماذج بشرية، رسمها بمهارة كاتب السيناريو حاتم متولى، الذى تفهم أبعادها وأغوارها وعمل على الكشف عنها شيئا فشيئا، مستفيدا من وسائل التشويق والغموض وانقلاب المواقف والمواجهات التى تتسم بها أفلام الجريمة خاصة المهتمة بالجانب النفسانى وهو لون يكاد يكون غائبا عن السينما المصرية أو على الأقل لم يتطور بما فيه الكفاية منذ غياب المخرج الكبير كمال الشيخ.

الاختبار فى «جرسونيرة» قد يكون قاسيا فالأحداث كلها تجرى فى مكان واحد داخل شقة بالغة الأناقة يملكها الوجيه الأمثل رسميا، سامح «نضال الشافعى» ، الدبلوماسى، رئيس أحد الأحزاب يملك الكثير ومن بينها عشيقته ندى «غادة عبدالرازق» التى نتعرف على بعض ملامحها خلال مونولوج داخلى يعبر عن ضيقها بالحياة التى تعيشها كمحظية أو جارية فوق العادة يغدق عليها صاحبها أو مالكها إن شئت الدقة، مالا وحليا وفساتين لكن ينقصها الاحساس بالكرامة وأنها مجرد مطفئة للرغبات وترتسم علامات احتقار الذات على ملامح وجه غادة عبدالرازق وهى تستمع معنا للمونولوج الصادق من ناحية ثم فى تعاملها مع عشيقها من ناحية ثانية فهى تبدو متقلبة سيئة المزاج تهاجمه، تنفر منه ولكن كعادته يتمكن من استيعابها وبينما يحضر لها «روب» الحمام من الدولاب يندفع من داخله رجل ضخم الجثة بملامح تنبئ بالشر يمسك بمسدس فيغدو «سامح» أسيرا مستسلما إلا قليلا.

المخرج هانى حرجس فوزى، وزع الأدوار توزيعة موفقة، غادة عبدالرازق هنا ليست نجمة إغراء ولكن امرأة تكاد تحتقر نفسها وتكاد تكره «سامح» وتدرك أن لا غنى عنه وفى صدامها معه تعبر عن هذه التركيبة النفسية المضطربة التى تتناقض مع قوتها الظاهرة ويطالعنا نضال الشافعى بأداء لافت.. ملامح وجهه يكسوها بطابع مثير للضيق ويبعث على سوء الظن فى عينيه يجتمع الخبث مع القلق، أما ممثلنا الأردنى منذر ريحانه فإنه يتمتع بقوة الحضور فضلا عن لمسات تؤكد دراسته لشخصية المجرم المقتحم، المتهور، المستهتر، ولم يفته دعك أنفه بأصابعه بين الحين والحين على طريقة إدمان الشم وإن كان فى الفيلم يلف سجائر الحشيش فقط، ولولا الانفجارات الانفعالية التى تنتاب النجوم الثلاثة بين الحين والحين بلا انضباط صارم لكان الأداء التمثيلى على درجة عالية من الإجادة.

يدخل الفيلم فى لعبة الابتزاز، المجرم، المهيمن على المكان يمسك بمسدس، يجبر «ندى» على إحضار المجوهرات وحقيبة النقود. يأمر «سامح» بكتابة شيك بنصف مليون جنيه ثم بمليون.. يذعن الوجيه.. يتردد حين يطلب المجرم منه طلبا قد تستغربه أن يمارس «سامح» الجنس مع عشيقته ندرك الدوافع عندما يستعد المجرم لتصوير المشهد بكاميرا فيديو كى لا يتلاعب به الرجل فيما بعد.. «ندى فى مونولوج داخلى، تعرب عن كراهيتها للرجلين وإن كانت كراهيتها لسامح ممتزجة بالاحتقار خاصة حين تدرك أنه منزعج من أجل سمعته ومستقبله السياسى أكثر من غضبه بسبب كرامتها المهدرة.

فى لعبة انقلاب المواقف والصراع بين القوة الغاشمة التى يجسدها المجرم والعقل الذى يمثله «سامح» يتمكن الأخير من خطف المسدس وتكبيل المجرم قبل الانتصار الحاسم يتمكن المجرم من استعادة المسدس وتقييد صاحب المكان ويستمر الفيلم مقدما رقصة بلا ضرورة لغادة عبدالرازق استجابة لرغبة المجرم وربما لقطاع من الجمهور ثم أغنية أو أكثر قد تكون جيدة فى حد ذاتها لكن لن تعرف أبدا من أين جاءت وأخيرا تأتى النهاية فعقب خروج الرجلين تباعا يعود المجرم كى يقتسم الأموال والمجوهرات مع «ندى» حسب اتفاقهما وما هى إلا لحظات ويعود «سامح» ممسكا بمسدسه وقد أدرك اللعبة.. يقيدهما وبلا تردد يفتح أنبوبة الغاز ليعبق المكان بمشروع موتهما.. «ندى» تمد أصابعها لتختلس ولاعة وتتهيأ للضغط على مفتاحها، مما ينبئ بانفجار المكان.

«جرسونيرة» لا يقدم ضحية، ووصوليا وبلطجيا بقدر ما يعرض ثلاثة مجرمين.. لكل منهم طريقته.. والفيلم وإن كان لا يخرج عن الجدران الأربعة، فإنه يشير إلى نماذج فى مجتمع تسوده روح المؤامرة وتغيب عنه قبضة الأمن، حتى أن الدبلوماسى رئيس الحزب لم يفكر لحظة فى طلب الشرطة، ويبدو هو والمجرم من طينة واحدة والواضح هذه المرة أن هانى جرجس فوزى على قدر من التمكن يجعلنا ننتظر منه الكثير.

الكوميديا الغائبة

كمال رمزي 

نشر فى : الأحد 5 يناير 2014 - 8:00 ص

مزايا كثيرة تجلت مع صدور كتاب «سينما الشغف» الذى يضم قائمة أهم 100 فيلم عربى، بداية بنزاهة منهج اختيار الأفلام المفضلة، حيث شارك عدة مئات من السينمائيين والنقاد، من معظم البلدان العربية، وانتهاء بالكلام المكتوب عن كل فيلم، الذى يبين بوضوح، قيمة العمل، وقصته وأهم معالمه الفنية، فيما يشبه المقالات النقدية الموجزة، المكثفة، المعتمدة على معرفة شاملة بخارطة السينما فى الوطن العربى كله، فضلا عن موضوعية جديرة بالاحترام، تتجاوز أى نزعة تعصب مع أو ضد سينما هذه الدولة أو تلك.. الكتاب الثمين، يقع فى 160 صفحة من القطع الكبير، بغلاف أصفر سخيف، يخلو من أى خيال، على نصف الغلاف الأيسر، حروف عربية طولية وعرضية، لا يمكن قراءتها، بعضها بلون رمادى كئيب، والبعض الآخر بالأسود القاتم.

بعيدا عن المسائل الشكلية، تأتى الدراسة المرموقة فى المقدمة التى كتبها الناقد الشاعر الروائى زياد عبدالله، منظم الاستفتاء، كمحاولة جادة، شاملة وعميقة، لقراءة دلالة النتائج، وتلمس مسيرة السينما العربية، عبر قرن من الزمان، ويلاحظ، بنفاذ رؤية، أن «الواقع والواقعية» كثيرا ما سيترددان فى صفحات الكتاب.. ولكن فجأة، يحلو لزياد عبدالله أن يتخلى عن أسلوبه الواضح، السلس، ليغرق فى تعريفات غامضة، يستعيرها ــ حسب قوله ــ من الفلسفة، فيكتب بين قوسين، أن الواقع هو «مجموع ما هو موجود» من حيث أنه يفترض وجوده باعتباره معطى ويقتضى الاعتراف به أولا فى غيريته أو مطابقته لذاته، فى المقاومة التى يعارض بها التأثيرات والرؤية الإنسانية. ويتعارض الواقع فى الآن نفسه مع الظاهر والوهم والإمكانية غير المتحققة أو غير القابلة للتحقيق.. أنا آسف، لأننى لم أفهم شيئا.

الجداول، المعتمدة على الإحصاء، من أهم إنجازات الكتاب، وبالتأكيد، بذل زياد عبدالله جهدا كبيرا لبيانها، وهى تبين الخارطة البشرية للمبدعين، فعلى سبيل المثال، الجدول المتعلق بالمونتيرين، يثبت أن دولة المونتاج تتألق بالنساء وليس بالرجال: رشيدة عبدالسلام فى المقدمة بواقع «13» فيلما من المادة، ونادية شكرى بإنجاز «7» أفلام، والثالثة مفيدة تلاتلى بواقع «6» أفلام.. أما عن شركات الإنتاج، فإن الجدول يشير إلى أن «المؤسسة العامة للسينما ــ سوريا ــ هى الأكثر تفوقا، ذلك أنها أنجزت «10» أفلام فى قائمة الأفلام الأفضل، والبون بينها وبين من تليها شاسع. «أفلام مصر العالمية» بواقع خمسة أفلام فقط، متساوية مع «هومبير بالزان».. وفى مجال الأداء التمثيلى، تخلو القائمة من فاتن حمامة، نادية لطفى، ليلى علوى، وغيرهن لأن الأفلام المختارة لم يشاركن فيها.. وهذا ما يفتح الباب لقراءة خارطة الغياب، وأسبابها. «الغياب» يردنا بالضرورة إلى المزاج العام، والسينمائيون جزء منه.. الواضح أن سحابة التجهم زحفت على سماء الجميع.. دليلى على هذا عدم الالتفات إلى أفلام الكوميديا، فهل من المعقول أو المنطقى تجاهل «البحث عن زوج امرأتى» للمغربى محمد عبدالرحمن التازى 1993، أو «حسن طاكسى» ـ حسب النطق الجزائرى لكلمة تاكسى ــ لمحمد سليم رياض 1982، أو «الآنسة حنفى» لفطين عبدالوهاب 1954؟

الفيلمان الوحيدان اللذان نجيا من محرقة الكوميديا هما «الحدود» لدريد لحام 1984، و«غزل البنات» لأنور وجدى 1949، وبينما تعرض «الحدود» للسعة فى المرتبة «75» بالقائمة، جاء «غزل البنات» أسوأ حظا، ذلك أن تعرض للسعة وصفعة. نجح على «الحركرك» فى دخول سينما الشغف، بالرقم «96»، وعلى غير العادة أو المألوف، كتب ناقدنا الخبير على أبوشادى فى سطوره الأولى «أعتقد أنه من الصعب ــ من وجهة نظرى ــ اعتبار فيلم «غزل البنات» واحدا من أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية أو العربية».

هكذا، عصف المزاج العربى السيئ بالكوميديا.. وهنا تبرز قيمة أخرى للكتاب، تتمثل فى تلك الآفاق الغائبة فى ذاكرتنا السينمائية التى ينبهنا لها، التى تنتظر من يكتشفها، فلا يمكن أن نتناسى أسماء كبيرة، فى حجم عز الدين ذوالفقار، ومحمد شكرى جميل، وغيرهما.

هبط الملاك فى بيروت

كمال رمزي 

نشر فى : الأربعاء 1 يناير 2014 - 8:40 ص

قررت وزارة الثقافة اللبنانية المشاركة فى مسابقة الأوسكار. احتدم التنافس بين «قصة ثوانى» للارا ثابت، و«غدى» لأمين درة. الأخير، تم اختياره من قبل لجنة ضمت كبار النقاد والسينمائيين، لكن، لأنه نزل لدور العرض بعد بداية شهر نوفمبر، تأجل ترشيحه للعام المقبل، حل مكانه «قصة ثوانى» المتمتع بنفحة حداثة، والذى تعرضنا له سابقا.

«غدى»، عنوان الفيلم، وهو اسم بطله الذى تدور حوله الأحداث، دون أن يساهم فى صنعها، ذلك لأنه معاق ذهنيا، جاء بعد بنتين، بإصرار على إبقائه فى رحم والدته برغم معرفة حالته.. والده، كاتب سيناريو الفيلم، الممثل المتمتع بحضور عميق وشفاف، المعبر بدقة لا تخلو من شاعرية عن أشد الانفعالات تركيبا وجموحا، جورج خباز، الراوى، الذى يسرد لنا فى البداية طرفا من حياته طفلا، يتعرض لسخرية زملائه التلاميذ بسبب «التأتأة وضعف بنيانه.. لكن نسيما طيبا يهف عليه من مصدرين: مدرس الموسيقى الرقيق، الذى يعلمه عزف البيانو، وقبول الحياة بحلوها ومرها.. والبنت الصغيرة، لارا، الحانية، التى ستصبح زوجته، والتى تتحمل معه، من دون تشكٍ، مسئولية ابنهما المعاق، فاقد النطق والإدراك، والذى أضحى صبيا، يصدر أصواتا أقرب للصراخ، تزعج أهالى الحى، خاصة غلاظ القلوب، الذين يطالبون الأسرة بالرحيل، أو وضع الابن فى مصحة.

اعتمادا على السيناريو المحكم، الذكى، يستعرض أمين درة، فى لقطات ومشاهد موجزة، سريعة، حياة سكان حى «المشكل» ــ وهذا اسمه ــ حيث يوحى بمعنيين، فإما المقصود به أنه يضم تشكيلة مختلفة المشارب من الناس، أو أنه بمثابة مشكلة فى حد ذاته.. الشخصيات هنا لبنانية تماما، محلية وإنسانية، تمنح الفيلم، بصدقها، مذاق الحقيقة: الحلاق، لا يتوقف عن الثرثرة، يعمل إلى جانب مهنته بالسمسرة، وبيع أى شىء كى يزيد دخله.. عسكرى الدرك، الذى يسرق النذور، بانتظام، من الصندوق الموضوع تحت صورة العذراء.. الجزار، المدرب على وضع الشغت والدهون فى المفرمة قبل أن ينتبه الزبون.. وثمة المرأة السيئة السمعة، التى يشمئز منها الرجال علنا، ويتمنونها سرا.. وأخرى، ذات مظهر عصبى شرس، لم يتحقق حلمها بالزواج من حبيبها حسن، لاختلاف ديانتهما.. نماذج بشرية تتحرك بعفوية، وبأداء تمثيلى متناغم ومتمكن، متجانس مع المكان، سواء فى الحارة، أو فوق الأسطح أو داخل الشقق، بما يجرى فيها من خصوصية، فالتلصص، إحدى سمات «المشاكل».

تخفيفا لعناء الابنتين بسبب موقف الاخرين المعترض على بقاء أسرتيهما، يحاول الأب اقناعهما أن «غدى» ملاك، طيب ووديع ونقى، وحين يسألان عن جناحيه، تسعفه قريحته بأن لا ضرورة لهما، طالما هو يسير على الأرض ولا يحلق فى السماء.

تنتشر الفكرة على أرض الواقع، خاصة عندما يروج لها بعض الهامشيين فى الحى، ولأن الكثير من السكان يحتاجون لمعجزة تنتشلهم من مآزقهم، فإن التبرك بـ«الملاك.. يصبح ضرورة.. وربما لم يرصد الفيلم، بما فيه الكفاية، متاعب الناس المزمنة التى تدفعهم للاقتناع بالمعجزة، وإن كان يشير إلى تلك الفتاة التى تريد عريسا قبل فوات قطار الزواج، وذلك الرجل الضخم، الفحل، الذى يأمل فى شفائه من العنة التى أصابته فجأة.

أمام نافذة «غدى»، الواقعة فى الطابق الثالث، يتجمع الناس فى الساحة المقابلة.. أمسى المكان مزارا، تضاء له الشموع، وتزداد النذور، وتروج حركة البيع، وتحول المعاق إلى ملاك، وتحول الملاك إلى مؤسسة، ولتأكيد صدقيتها المزيفة، يلجأ الأب إلى تسجيل ترانيم كورالية، ذات طابع روحانى، يجرى تشغيلها بعيدا عن الأعين، وتسلط أضواء ساطعة على «غدى» بعد تدعيمه بجناحين يحركهما أحد المستفيدين من المولد، ويمسك الأب بميكروفون، متحدثا باسم الملاك، مع الناس وعنهم مما يضاعف من اقتناعهم بالمعجزة.. وحتى، حين يحاول أحد المثقفين الإشارة إلى أن ما يدور مجرد أوهام، يتعرض للبطش الشديد، ويصاب بكدمات وكسور تذهب به إلى المستشفى.. والأهم أن الأب، فى نوبة يقظة ضمير، يعترف ان ما يجرى مجرد «فانتازيا»، وان ابنه ليس ملاكا. لكن الحلاق يعارضه قائلا «انه ملاك ونصف».. وآخر ينبهه إلى أن «الفكرة أكبر منه»، وطالما أنها خرجت، اكتسبت حضورا مستقلا، ولابد أن تأخذ مداها.

الواضح أن جورج خباز، كاتب السيناريو، وأمين درة، المخرج، ارتبكا إزاء النهاية، فمنطق الفيلم الصارم، برغم لمساته الكوميدية، والإنسانية، يؤدى بالضرورة إلى ختام يؤكد، ويفضح، الكثير من الأوهام، الأمر الذى أخاف، فيما يبدو، صناع الفيلم، وبالتالى اختاروا نهاية تصالحية، شاحبة، حيث يعم الوئام، ويتخلى الشاب المضروب عن رفضه للأكذوبة.. لكن مأخذ النهاية، لا يقلل من متعة عرض حال الناس، حين يهبط عليهم «ملاك»، حتى ان كان مزيفا.

الشروق المصرية في

18.01.2014

 
 

«حصلّنا الرعب» ..

التطور الطبيعى للحاجة الساذجة !

محمود عبدالشكور 

بدأ موسم 2014 السينمائى بفيلم عنوانه «حصلّنا الرعب» من تأليف وإخراج طارق عبد المعطى الذى انطلق بفيلم لافت فى أول إخراج له منذ سنوات (فيلم عجميستا»، ورغم أن فيلمه الجديد فيه فكرة جيدة، ومحاولة لتقديم كوميديا مرعبة، أو حتى محاكاة ساخرة لأفلام الرعب (بارودى)، إلا أن العمل بأكمله جاء ساذجا، وغير متقن الصنع، الصورة سيئة ومظلمة، والممثلون من الوجوه الجديدة التى لا تملك سوى الاجتهاد، ولكن بلا بريق أو تميز أو قبول أو حتى لمسات خاصة، كما جاء التنفيذ عموما ركيكا فيما يتعلق بالخدع أو محاكاة الموتى الأحياء (الزومبى)، بدت التجربة كلها أقرب إلى شغل الهواة، بينما تحتاج تلك النوعية من الأفلام الى إتقان استثنائى يفتقر إليه فريق «حصلّنا الرعب» رغم نواياهم الطيبة.

الخطوط الأساسية فى الحكاية يمكن تلخيصها كما يلى: طالبان فى كلية الطب هما الشاب الثرى جو (أحمد الجارحى)، وزميله مهند (ديمترى نعيم) يذهبان الى شقة بالإسكندرية للمذاكرة، أو بمعنى أدق لكى يقوم مهند الطالب الشاطر بشرح تفاصيل تشريح الجماجم لزميله الخائب جو، عاشق التمثيل والفتيات الجميلات، والذى أجبره والده على دخول الطب، يقوم عبد الله السمسار (محمد شرف) باستئجار شقة لهما، وإحضار جمجمة لزوم المذاكرة، ومع أول ليلة يبدأ شغل العفاريت، تهتز الشقة، وتتحرك بعض القطع، وتسمع بعض الأصوات، وتنشب بعض الحرائق، وفى حين يبدو مهند عازما على الرحيل، يحاول جو إقناعه بالاستمرار، وخصوصا أنه دفع الآلاف فى المكان، ولكن عند البدء فى تشريح الجمجمة، ينفجر الصخب العفاريتى، ويدرك جو أن مخاوف زميله حقيقية، تصبح هذه الحيل المختلفة مكررة مع مرور الوقت، ومع محاولة طارق عبد المعطى أن يملأ وقت الفيلم، يقوم جو، بشكل لا يمكن تصديقه وسط هذه الظروف، باستضافة فتاتين لتكون فرصة للذهاب إلى ملهى ليلى، والاستماع إلى أغنية تتحدث أيضا عن العفاريت، وبعد الكثير من التكرار، واللت والعجن، نعرف أن عبد الله حصل على هذه الجمجمة من رجل يبيع الجثث، وأنه يبيع أيضا تلك الأشياء للمتخصصين فى السحر الأسود.

من المنطقى أن يهرب جو ومهند الى القاهرة، ولكن شغل العفاريت يرافقهما فى السيارة أيضا، نسمع صوتا يمليهما رقما غامضا، ينشق الطريق فيصنع هوة واسعة وكبيرة، يعودان إلى المكان فلا يجدان شيئا، الأغرب أن هذه الفوضى من العفاريت ستدفع الصديقين إلى العودة من جديد إلى الإسكندرية وليس العكس، عندما يذهبان الى مكان إقامة عبد الله، يكتشفان أنه استعاد أثاث شقتهما، تظهر الدجالة التى تلعب دورها بدرية طلبة، تحاول أن تدلهما على صاحب الجثة، تتواصل نمر وحركات العفاريت المتكررة، يتوه خيط اللغز تماما بسبب تلك الاستطرادات، وبعد مفارقات إضافية، يتوصل الصديقان الى السجين عبّو (أيمن قنديل) الذى رأيناه فى مشاهد الفيلم الأولى، وهو يقتل شقيقه لأنه لم يسمع كلامه بالكف عن تجارة وبيع جثث الأموات، الفكرة التى سيطرت على الصديقين أنهما لن ينعما بالاستقرار والهدوء إلا إذا أعاد الجمجمة الغاضبة الى جسدها الذى انتزعت منه، وليس السيد عبّو إلا بداية الخيط الذى سيقودهما الى مزيد من المغامرات التى يفترض أن يمتزج فيها الرعب بالكوميديا مع أنه لا يوجد فى الحقيقة إلا أقل القليل من الكوميديا، أما تنفيذ المشاهد المرعبة فهو متواضع بالطبع، مما أحدث تأثيرا كوميديا فى بعض المواقف.

بعد الكثير من المواقف المرتبكة، يجد الصديقان أنفسهما، ومعهما عبد الله السمسار، وسط عدد هائل من الموتى العائدين الى الحياة، والذين يطلق عليهم اسم الزومبى فى أفلام الرعب، مع عدم إتقان الماكياج، لا يثير هؤلاء فى فيلمنا إلا الرثاء، وخصوصا أنهم سيقدمون أيضا رقصة يفترض أنها ساخرة وكوميدية، يؤدى كل ذلك الى صعوبة تركيز المشاهد مع الحبكة التى تتعقد لإطالة زمن الفيلم، وصولا الى فتاة نعرف أنها ابنة صاحب الجمجمة، وأنه رجل طيب ومحبوب تم قتله بسبب أطماع عائلية حول الميراث مع إخوته، وبعد المزيد من المواقف، نصل الى مقبرة الرجل، وأثناء محاولة إعادة الجمجمة، يظهر عبّو الذى لا نعرف كيف خرج من سجنه، المهم أن كل هذا العك الدرامى سينتهى بالتخلص من عبّو وعصابة الأشرار الذين يتاجرون فى جثث الموتى، ويعود الهدوء من جديد الى الطالبين، وكل الحكاية ليست إلا مجرد جمجمة بعثت إليهما عدة إشارات لكى يعيدونها الى الجسد الذى فصلت عنه!

ليست المشكلة فى طموح عمل فيلم يجمع بين الرعب والضحك، السينما المصرية لها محاولات قديمة فى ذلك فى أفلام أخرجها عيسى كرامة، وفى أعمال مثل «بيت الأشباح» و»متحف الشمع»...الخ، كما قدمت السينما المصرية أفلاما تمزج بين الكوميديا والجريمة كما فى فيلم أحمد مظهر وسعاد حسنى المعروف «الجريمة الضاحكة»، ولكن مشكلة «حصلنا الرعب» أن تسميته الأقرب الى ما شاهدناه هى «حصّلنا الإحباط» بسبب ضعف أداء الممثلين، لا أريد أن أقسو على الثنائى أحمد الجارحى وديمترى نعيم، ولكن أداءهما فعلا لا يرقى الى مستوى البطولة، إنه أداء يشبه بروفات الهواة التى تحاول أن تجعل الاجتهاد بديلا عن الموهبة والقبول والاحتراف، كان واضحا أن هدف الدفع بوجوه جديدة هو تخفيض تكلفة الإنتاج، ظهر بعض ضيوف الشرف لمساندة أحمد وديمترى مثل عبد الله مشرف، ومحمد شرف، وايمن قنديل، ولكن ذلك لم يسد الثغرة الواضحة فى فيلم يظهر فيه الصديقان الطالبان فى كل مشاهده تقريبا، زاد الأمر سوءا الشكل الذى ظهرت عليه صورة الفيلم ونسخته المطبوعة (الفيلم من تصويرمحمد عدلى فى أول أعماله الروائية الطويلة)، كما أن القطعات المفاجئة من زوايا عكسية، والتى استخدمها طارق عبد المعطى بكثرة فى فيلم «عجميستا» كانت شديدة الإزعاج فى فيلم بسيط كفيلمنا، لا يستأهل كل هذا الإرباك البصرى، وخصوصا أن الممثلين والسيناريو مرتبكان بما فيه الكفاية، كانت النوايا طيبة، وكان الطموح كبير، ولكن فيلم «حصلنا الرعب» هو البداية المحبطة للموسم السينمائى 2014، وربنا يستر فى اللى جاى.

أكتوبر المصرية في

19.01.2014

 
 

السينما تتحدى مؤامرة «الإخوان»..

والبلاتوهات ترفع شعار كامل العدد 

رغم استمرار حالة عدم الاستقرار السياسى بسبب ممارسات جماعة الإخوان الإرهابية لتعطيل الاستفتاء على الدستور وتنفيذ خارطة الطريق، فقد توقع خبراء السينما عودة النشاط إلى استوديوهات التصوير هذا العام، وأن تعود إلى سابق عهدها فى أواخر فترة التسعينيات التى كان يقدم فيها 50 فيلما فى العام.

ويشهد العام الجديد عرض عددمن الأفلام التى تم تصويرها فى 2103، ومنها «فيلا 69» بطولة لبلبة وخالد أبو النجا وأروى جودة من تأليف حجاج محمود ومحمد عزت وإخراج أيتن أمين وإنتاج محمد حفظى وسبق لسيناريو الفيلم الفوز بجائزة ملتقى القاهرة السينمائى الدولى فى دورة المهرجان الأخيرة.

كما يعرض فيلم «أسرار عائلية» الذى يناقش قضية المثلية الجنسية وانتشارها مؤخرا الفيلم بطولة سلوى محمد على ومجموعة من الوجوه الجديدة منهم محمد مهران وطارق سليمان ومحمد على وبسنت شوقى تأليف محمد عبد القادر إخراج هانى فوزى.

ومن هذه الأفلام أيضا فيلم «القط» بطولة الفنان فاروق الفيشاوى والذى يعود إلى السينما بعد غياب 6 سنوات ويشاركه البطولة عمرو واكد وصلاح الحنفى إخراج ابراهيم البطوط، وأيضا فيلم «قبل الربيع» للمخرج أحمد عاطف بطولة الفنان محمود عبد المغنى ولقاء الخميسى وإيمان العاصى ومحمود الجندى وجيهان سلامة ونهال عنبر وعلاء مرسى.

أما المنتج محمد حفظى فسيبدأ فى تصوير فيلمه الثانى «الحرب العالمية الثالثة» بمجرد هدوء الأوضاع السياسية الحالية، والفيلم بطولة الثلاثى أحمد فهمى وهشام ماجد وشيكو ودنيا سمير غانم وعلاء مرسى ويشارك فى الإنتاج محمد حسن رمزى وهشام عبد الخالق وإخراج أحمد الجندى.

والفيلم الثالث لحفظى هو «لا مؤاخذة» بطولة السورية كندة علوش وهانى عادل وسامى اسعد ومن إخراج عمرو سلامة.

وتعود السينما المصرية لأفلام الرعب هذا العام من خلال فيلم «تحت الأرض» بطوله رامى وحيد هيام الجباعى وأحمد بدير وعلاء مرسى ويخرجه أحمد الشوربجى.

ومن أفلام السيرة الذاتية تقدم المخرجة إيناس الدغيدى فيلم عن حياة الفنانة الراحلة «كاميليا» والعمل مأخوذ عن وثائق لجهاز المخابرات الفرنسية تأليف علاء حيدر وقد رشحت المخرجة إيناس الدغيدى الفنانة اللبنانية هيفاء وهبى لتجسيد شخصية كاميليا فى الفيلم الذى ستخرجه حول قصة حياتها والتى ستوضح من خلاله أسرار علاقتها بالملك فاروق وكيف اتهمت ظلما بانها تجسست على أخبار الجيش المصرى لصالح اسرائيل.

وتشعل هيفاء وهبى الموسم بفيلم «حلاوة روح» والذى يخرجه سامح عبد العزيز وإنتاج محمد السبكى ويشارك هيفاء البطولة باسم سمرة، بينما يكشف فيلم «الولد» علاقة الآباء بالأبناء ، والفيلم للمخرج وائل إحسان، وهو من تأليف بلال فضل.

ورغم أن فيلم «الراهب» بدأ تصويره العام الماضى إلا أنه يتم الإنتهاء من تصويره خلال 2014 والفيلم بطولة بطولة هانى سلامة والأردنية صبا مبارك والسورى جمال سليمان سيناريو وحوار مدحت العدل وإخراج هالة خليل وإنتاج شركة العدل.

وبعد أن تعطل تصوير المشاهد الأخيرة من فيلم «الفيل الأزرق» الذى يقوم ببطولته كريم عبدالعزيز فقد أصبح ضمن الأفلام التى سيتم عرضها فى العام الجديد وهو مأخوذ عن رواية للكاتب أحمد مراد بنفس الاسم وقام مراد بكتابة السيناريو والحوار للفيلم الذى يشارك فى بطولته خالد الصاوى ونيللى كريم ولبلبة.

«ساعة فى اليوم» هذا هو اسم الفيلم الذى سيتم تصويره خلال عام 2014 وهو بطولة الفنان لطفى لبيب والمنتصر بالله، ومجموعة من الشباب والوجود الجديدة ويراهن مخرجه على المشاركة به فى مهرجانات محلية ودولية والفيلم سيناريو وإخراج بيتر صمويل.

ويستعد المنتج أحمد السبكى لدخول الاستوديوهات بفيلمه الجديد الذى تلعب بطولته الفنانة ياسمين عبد العزيز ، بينما يقوم حاليا المنتج هانى وليم بالاستعدادات لبدء تصوير فيلم جديد بعنوان «حبة طراوة» بطولة علا غانم وإدوارد وأحمد عزمى ومنعم وهوبا من تأليف مصطفى السبكى واخراج هانى فؤاد.

فيلم «كلاكيت» الذى يتم استئناف تصويره سيعرض هذا العام ، وهو بطولة الفنان عمرو عبد الجليل وعلا غانم وراندا البحيرى ونضال نجم وأحمد فؤاد سليم قصة وإخراج بيتر ميمى وهو من إنتاج شركة «فرى موشن» للإنتاج الفنى.

«5 دقائق» اسم فيلم أيضا يدخل الاستوديوهات خلال ايام من إنتاج وإخراج سعيد البيطار بطولة الفيلم مجموعة كبيرة من الفنانين من مختلف الدول العربية ومن مصر تشارك غادة إبراهيم وسهير المرشدى ورشوان توفيق ومن الأردن إياد نصار ومن سوريا سوزان نجم الدين ومن المغرب كريمة البدوى، بالإضافة إلى عدد أخر من الفنانين العرب.

بينما يقوم المنتج صادق الصباح حاليا بالتحضير لفليم «12 12» وهو تأليف محمد عبد المعطى وإخراج محمد مصطفى بطولة حسن الرداد ومايا دياب الفيلم ينتمى إلى النوع الرومانسى.

وعن أداء البنات للخدمة العسكرية يقوم المنتج محمد حسن رمزى بإنتاج فيلم «بنات فى الجيش» من إخراج طارق عبد المعطى ويشارك فى الفيلم مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة الفيلم تدور أحداثه حول فكرة المساواة بين الرجل والمرأة فى الدفاع عن الوطن والالتحاق بالقوات المسلحة.

وهناك أفلام كثيرة يتم التجهيز لها للبدء فى تصويرها لعرضها خلال عام 2014 منها فيلم «الصمت» و«إعدام مخلوع» و«إسلام حنا» و«شقاوة مراهقة» و«ثورة العميان» و«اغتيال حمار» و«وهم الجلباب الأسود» وفيلم «نقاب وعقاب».

أكتوبر المصرية في

19.01.2014

 
 

اليوم.. انطلاق مهرجان الأقصر بفيلم «لا مؤاخذة».. والأبنودى رئيسًا شرفيًّا

محمد زكريا 

تنطلق اليوم (الأحد) وقائع مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية فى نسخته الثانية تحت رعاية وزارة السياحة وتنظيم مؤسسة نون الثقافية بالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية والاتحاد الأوروبى، وسط مشاركة 19 دولة، ويستمر حتى الخامس والعشرين من هذا الشهر، ومن المقرّر أن تقوم يسرا اللوزى بتقديم حفل الافتتاح والختام باللغتين العربية والإنجليزية.

ويُشارك فى المهرجان 62 فيلما من عدة دول من بينها: ألمانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا وسويسرا وصربيا وفنلندا وإسبانيا والدنمارك والسويد والنرويج، بالإضافة إلى مصر. ويشهد حفل الافتتاح عرض فيلم «لا مؤاخذة» لمخرجه عمرو سلامة للمرة الأولى، الفيلم بطولة كندة علوش وهانى عادل والطفل أحمد داش، حيث يعدّ هذا هو العرض العالمى الأول للفيلم قبل طرحه جماهيريا الأربعاء القادم، كذلك تشهد هذه الدورة عرض فيلم «أسرار عائلية» الخميس المقبل خارج أقسام المسابقة بحضور مخرجه هانى فوزى وبطله محمد مهران، بالإضافة إلى عرض فيلم «فتاة المصنع» للمخرج محمد خان للمرة الأولى فى مصر، بعد عرضه العالمى الأول قبل أربعة أسابيع فى مهرجان دبى السينمائى، وسيكون خارج المسابقة الرسمية كذلك، الفيلم سيُعرض فى قاعة مؤتمرات الأقصر بحضور مخرجه محمد خان ومؤلفته وسام سليمان وبطلَيْه ياسمين رئيس وهانى عادل، على أن يعاد عرضه مجددا فى اليوم التالى مباشرة فى قصر ثقافة الأقصر.

كما يتضمّن المهرجان عرضا خاصا للفيلم المصرى «فيلا 69»، بطولة خالد أبو النجا وأروى جودة ولبلبة، ويعدّ الفيلم أول تجارب المخرجة آيتن أمين الروائية الطويلة، وقد اختارت إدارة المهرجان الشاعر عبد الرحمن الأبنودى كرئيس شرف للدورة الثانية، باعتباره أحد أبناء صعيد مصر، وباعتبار المهرجان يهدف إلى إقامة حوار بين السينما المصرية ونظيرتها الأوروبية بهدف تبادل الخبرات، وفى نفس الإطار يتم تكريم السينما الروسية، باختيار المخرج الروسى فلاديمير مينشوف ليترأس لجنة التحكيم، على أن يُعرَض بعض أفلامه داخل المهرجان، كما أنه تقرّر أن يكون هناك تكريم خاص للفنان نور الشريف، على أن يتم عرض أكثر من فيلم له، من بينها «زمن حاتم زهران» و«ليلة ساخنة».

ويمنح المهرجان للمخرجين الفائزين جائزة عمود الجد الذهبى لأفضل فيلم روائى طويل، وجائزة عمود الجد الفضى المقدمة من لجنة التحكيم، وجائزة عمود الجد البرونزى للعمل الأول، كما يعرض المهرجان ثمانية أفلام من تيار السينما المصرية المستقلة، وهى: «المدينة» للمخرج يسرى نصر الله، و«كليفتى» لمحمد خان، و«بصرة» لأحمد رشوان، و«الشتا اللى فات» لإبراهيم البطوط، و«هرج ومرج» لنادين خان، و«عشم» لماجى مرجان، و«الخروج للنهار» لهالة لطفى، و«فرش وغطا» لأحمد عبد الله.

وسيُخصّص المهرجان قسما خاصا لكلاسيكيات السينما المصرية يعرض من خلاله بعض الأفلام التى أثّرت فى متابعى السينما على مدار تاريخها، ومنها: «شىء من الخوف» لحسين كمال، و«المومياء» لشادى عبد السلام، و«الطوق والأسورة» لخيرى بشارة، و«وقائع الزمن الضائع محمد بيومى» لمحمد محمد كامل القليوبى.

التحرير المصرية في

19.01.2014

 
 

بعد تأجيله بسبب الأوضاع الجارية في مصر

مهرجان الأقصر السينمائي ينطلق اليوم.. و «لامؤخذة» فيلم الافتتاح 

القاهرة (د ب أ) - تنطلق مساء اليوم «الأحدـ» فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية بمشاركة 62 فيلماً تنتمي إلى 19 دولة أوروبية والبلد المضيف مصر.

واختار المهرجان الفيلم المصري الجديد «لا مؤاخذة» للمخرج عمرو سلامة، كفيلم افتتاح للمهرجان حيث يقام العرض الأول للفيلم بعد حفل الافتتاح وقبل أيام من بدء عرض الفيلم تجاريا في مصر.

وتدور أحداث الفيلم حول يوميات طفل مسيحي وعلاقته بزملائه المسلمين في المدرسة ملقيا الضوء على قضية الفتنة الطائفية في المجتمع المصري بأسلوب بسيط ومن خلال علاقات الأطفال في المدرسة بزميلهم المسيحي وتدخل الكبار من عائلات الأطفال والمدرسين في المفارقة التي يطرحها الفيلم.

ويعقد المهرجان في الفترة من 19 إلى 25 يناير الجاري بعدما تم تأجيله من شهر سبتمبر الماضي بسبب الظروف السياسية والأمنية في مصر.

مسابقات

ويضم المهرجان هذا العام مسابقتين، الأولى للأفلام المصرية والأوروبية الطويلة والأخرى للأفلام المصرية والأوروبية القصيرة وأفلام التحريك.

وقررت إدارة المهرجان أن يتولى التحكيم للمسابقتين لجنة تحكيم واحدة، حيث يرأس المخرج والممثل الروسي فلاديمير مينشوف لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الممثلة الألمانية فرانشيسكا بيتري والمنتج البلجيكي جاك لورين والمنتجة الفرنسية ليز فايول ومن استونيا كادي لوك مديرة مهرجان إي سي يو للسينما الأوروبية المستقلة والممثلة اليونانية كاترينا ديداسكالو ومدير التصوير المصري سعيد شيمي.

وتضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 12 فيلماً بينها فيلم الافتتاح المصري بينما تضم مسابقة الأفلام الروائية القصيرة 23 فيلماً إلى جانب عروض لأفلام خارج المسابقتين بينها أفلام لسينمائيين تقرر تكريمهما هما النجم المصري نور الشريف والمخرج والممثل الروسي فلاديمير مينشوف.

وتضم فعاليات المهرجان قسماً خاصاً يعرض 8 أفلام تعبر عن موجة السينما الشبابية الألمانية التي ظهرت نهاية الثمانينيات من القرن الماضي بعد إعادة توحيد شطري ألمانيا كما يقيم ندوة خاصة للسينمائيين الألمان بمشاركة عضو لجنة التحكيم الممثلة فرانشيسكا بيتري.

«وداعاً لينين»

وتضم قائمة الأفلام الألمانية التي يعرضها المهرجان أفلام «وداعا لينين» و«لا مكان في أفريقيا» و«أهلا بكم في ألمانيا» و«أضواء بعيدة» و«إجري يا لولا إجري» و«الدولة التي أعيش فيها» و«حياة الخيرين» و«حافة الجنة».

ويعرض المهرجان خارج المسابقة الرسمية 8 أفلام مصرية معبرة عن الموجة الجديدة التي بدأت مع استخدام المخرجين المصريين لتقنية «الديجتال» وبينها فيلمي «كليفتي» «فتاة المصنع» للمخرج الكبير محمد خان وفيلم «المدينة» للمخرج يسري نصر الله.

وتنظم المهرجان مؤسسة «نون للثقافة والفنون» وهي مؤسسة أهلية مصرية وترعاه وزارتا السياحة والشباب ومحافظة الأقصر وسفارة الاتحاد الأوروبي في القاهرة ويمنح جائزة على هيئة «عمود الجَدّ» الفرعوني وهو رمز من رموز الإله الفرعوني أوزيريس ويرمز إلى الاستقرار.

ويمنح المهرجان ثلاث جوائز في كل مسابقة وتمنح جميعها للمخرج وهي جائزة عمود الچد الذهبي لأفضل فيلم وجائزة عمود الچد الفضي وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة عمود الچد البرونزي وهي جائزة العمل الأول.

ثورة الاتصالات

وينظم المهرجان ندوة حول «السينما والتغيير السياسي والاجتماعي» تناقش المتغيرات التي نتجت عن ثورة الاتصالات وتأثيرها على السينما وأنماط السينما الجديدة وأثرها على الإنتاج السينمائي وثورة الصور وحركات الاحتجاج السياسي ويشارك فيها الأديب بهاء طاهر والناقد جابر عصفور والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي والناقد علي أبو شادي والفنان نور الشريف والمخرج محمد كامل القليوبي.

كما يقيم المهرجان في دورته الثانية عدة ندوات بينها لقاء مفتوح مع الفنان نور الشريف حول أعماله الفنية بمناسبة تكريمه ولقاء مع المخرج الروسي لاديمير منشوف بمناسبة تكريمه وندوة حول السينما المستقلة في مصر بحضور عدد من مخرجيها ومنتجيها وندوة حول الشراكة المصرية الأوروبية في مجال السينما.

الإتحاد الإماراتية في

19.01.2014

 
 

افتتاح الدورة الثانية لـ«الأقصر للسينما الأوروبية» دون فنانين.. وتكريم نور الشريف

كتب: أميرة عاطف 

وسط غياب ملحوظ لفناني السينما المصرية، باستثناء المشاركين بأفلامهم، بدأت مساء الأحد فعاليات مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، حيث افتتح اللواء طارق سعدالدين، محافظ الأقصر، فعاليات الدورة الثانية بقاعة المؤتمرات بمدينة الأقصر، بحضور الدكتورة ماجدة واصف، رئيس المهرجان، والدكتور محمد كامل القليوبي، رئيس مؤسسة نون للثقافة والفنون المنظمة للمهرجان، وعدد من السينمائيين المصريين منهم المخرجان محمد خان، وعمر عبدالعزيز، ومسعد فودة نقيب السينمائيين، وكمال عبدالعزيز، رئيس المركز القومي للسينما، وأسرة فيلم «لا مؤاخذة» المنتج محمد حفظي، والفنان هاني عادل وكندة علوش والمخرج عمرو سلامة، إلى جانب الفنان آسر ياسين، والسيناريست تامر حبيب.

وشهد حفل الافتتاح الذي قدمته الفنانة يسرا اللوزي، تكريم الفنان نور الشريف والمخرج الروسي فلاديمير مينشوف.

وخلال حفل الافتتاح عبر الفنان نور الشريف عن سعادته بالتكريم في مهرجان الأقصر، وقال: هذا المهرجان يلعب دورا مهما في تحقيق نوع من التواصل مع السينما الأوروبية، وهذا التواصل كان موجودا بوضوح في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث كانت تعرض الأفلام الإيطالية في مصر.

وأشار المخرج الروسي فلاديمير مينشوف إلى أنه كان يظن أن مصر فيها اضطرابات، لكنه عندما جاء إلى الأقصر لم يجد أي مشاكل، مؤكدا أن إقامة مثل هذه المهرجانات تؤكد أن مصر بلد مستقر.

كما شهد حفل الافتتاح عرض رسالة مسجلة بصوت الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، رئيس شرف المهرجان، اعتذر فيها عن عدم الحضور بسبب ظروفه الصحية، ورحب خلالها بكل ضيوف الدول الأوروبية في مدينة الأقصر أرض الحضارة والتاريخ.

وألقى الدكتور محمد القليوبي، رئيس مؤسسة نون للثقافة والفنون، كلمة رحب فيها بضيوف المهرجان، ووجّه الشكر لأهالي مدينة الأقصر على تعاونهم مع المهرجان، كما ألقى كمال عبدالعزيز، رئيس المركز القومي للسينما، كلمة نيابة عن وزير الثقافة، رحب فيها بكل ضيوف المهرجان من المصريين والأجانب.

وصعد على المسرح أعضاء لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج الروسي فلاديمير مينشوف، وتضم في عضويتها الممثلة الألمانية فرانزيسكا بيتري والمنتج البلجيكي جاك لورين والإستونية كادي لوك، مدير مهرجان إي سي يو للسينما الأوروبية المستقلة، والممثلة اليونانية كاترينا ديداسكالو، ومدير التصوير سعيد شيمي.

ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة أفلام «فتاة المصنع» من مصر، بطولة ياسمين رئيس وإخراج محمد خان، و«حياة طويلة وسعيدة» من روسيا، و«عصر القلق» من فرنسا و«كُل نم مت» من السويد و«عنفوان» من جورجيا و«معجزة» من سلوفاكيا و«روكسان» من رومانيا و«شبه الرجل» من النرويج و«العدو بالداخل» من اليونان و«الطاعون» من إسبانيا و«مهلك» من صربيا.

وبعد انتهاء حفل الافتتاح تم عرض فيلم «لا مؤاخذة» بطولة كندة علوش وهاني عادل وإخراج عمرو سلامة، وقبل عرض الفيلم صعد على المسرح المخرج والأبطال وقدموا التحية للحضور، وأشار عمرو سلامة إلى أنه انتظر حوالي 4 سنوات حتى يخرج الفيلم إلى النور.

يذكر أن المهرجان يخصص برنامجا خاصا للسينما الألمانية الجديدة وبرنامجا آخر للسينما المصرية المستقلة يتم خلاله عرض أفلام «الخروج للنهار» و«الشتا اللي فات» و«المدينة» و«صرة» و«عشم» و«فرش وغطا» و«كليفتي» و«هرج ومرج»، إلى جانب برنامج لكلاسيكيات السينما المصرية؛ حيث سيتم عرض فيلمي «المومياء» و«شيء من الخوف».

المصري اليوم في

19.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)