كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

المخرج التونسي طاهر العجرودي‏:‏

علامات استفهام كثيرة تحيط بثوراتنا‏..‏ والسينما فقط هي القادرة علي الإجابة

حاوره ـ أبوالعباس محمد

 

كنت جالسا في الصفوف الأمامية في حفل ختام‏'‏ لقاء نيابولس للسينما العربية‏'‏ بمدينة نابل في تونس‏,‏ عندما لمحت دموعا في عيونه وهو يتحدث عن هموم السينما الفلسطينية ومتاعبها وحصارها ودورها في كشف فضائح الاحتلال الصهيوني وجرائمه‏.

وكيف أن السينما الشبابية المستقلة صارت لاعبا أساسيا في اللعبة السياسية العربية والديمقراطية حيث تكمن كاميراتها ونصوصها وسيناريوهاتها في التفاصيل وإزاحة الستار عن الكثير مما هو مسكوت عنه.. وماهي إلا دقائق حتي تم إعلان فوز فيلم' فيلم فلسطيني' لاثنين من المخرجين الشبان الفلسطينيين بالجائزة التقديرية للمهرجان, ورغم أن المستوي الفني والتقني للفيلم كان متواضعا إلا أني رأيت الدموع قد تحولت إلي بريق وفرح, فقد لعب طاهر العجرودي دورا كبيرا في أن يتم منح هذه الجائزة للفيلم الفلسطيني ليس عطفا أو تضامنا كما هو معتاد في مهرجانات عربية مماثلة تغازل القضية الفلسطنية, وإنما لكونه فيلما جريئا استطاع أن يكشف المخبأ عن حركة حماس وسلوكها السلطوي المستبد وكيف يعيش أهل غزة سنوات من الذل والقهر والإرهاب تحت وطأة هذا الاستبداد وكانت تجربة سينمائية حقيقية استحقت التقدير.

طاهر العجرودي والذي كان في زيارة للقاهرة مؤخرا وهي الزيارة الأولي له لتسلم جائزة التميز عن مجمل أعماله السينمائية في ملتقي بشرم الشيخ, لأول مرة يبوح بأسرار ربما لايعلمها المقربون منه وأهمها أنه ومنذ أن نظم هذه اللقاءات السينمائية وهو يعمل جاهدا لكي تبقي الروح في جسم هذه اللقاءات الفنية رغم الصعوبات السياسية و الاقتصادية التي تمر بها بلده ورغم مايتعرض له من حملات تهدف إلي إفشال مشاريعه الثقافية لأنه لم يركب قطار الولاء كما فعل الكثيرون وبقي كما كان قبل ثورة الياسمين مؤمنا أن الفنان لايمكن أن يكون إلا مستقلا بعيدا عن الخنادق الحزبية و غيرها.. فكيف إذن تعيش السينما التونسية إبداعها بعد الثورة و في ظل هذا المناخ النهضوي الإخواني.. هكذا بدأت معه حواري وتركته يفضفض عما يعيشه من مضايقات وعثرات تلاحقه لعرقلته.

قال طاهر العجرودي: أعتقد أن ماحدث لنا هي فترة مراجعة واللحظة التاريخية التي صارت والتي يمكن أن نعتبرها ثورة أو انتفاضة طرحه العديد من علامات الاستفهام مراجعة للذات أين كنا وأين أصبحنا ولاشك إن أي نظام سابق لم يكن كله سلبيات والآن بدأت الشعوب تفيق وتحتفظ بالإيجابيات وأستطيع القول أن تونس ومصر لديهما مجتمع مدني علي أعلي مستوي إذا أضفنا المغرب لأن بعض الدول العربية تقوم علي الطائفية.

وعن أحوال المسرح قال: لا أبالغ إذا قلت إن هناك تراجعا في المسرح وان كان له دور مهم في التحريض وكشف الحقائق قبل الثورة وأنه كان يبعث بشرارات الثورة, ولكن للأسف بعد الثورة ورغم أن المسرح يكاد يكون حرا طليقا لم يجد مايقدمه وهذا هو اللغز.

وسألته هل تراجع دعم الدولة لصناعة السينما في ظل سيطرة حزب النهضة, قال العجرودي: ربما يكون ذلك صحيحا بعض الشيء, ولكن اللافت للانتباه هو ظهور شركات إنتاج شبابية ناجحة ويكفي أن تعلم بأن حوالي7 شركات فنية يمتلكلها شباب وهذا رقم مهم في تونس بتمويل خاص وهناك حوالي60% من الأفلام والتي نالت نسبة مشاهدة عالية من الشباب وأهم هذه الأفلام عن اغتيال شكري بلعيد وهي من انتاج شاب حديث التخرج وتعتبر أفلاما وثائقية درامية تؤرخ للمرحلة الحالية, والجديد أيضا في عالم إنتاج السينما التونسية إن ظهور طبقه جديدة ثرية لم تكن معروفة قبل الثورة, هذه الطبقة التي تتكشف يوما بعد الآخر هي من الذين كانوا يمتلكون ثروة أيام نظام بن علي ولا أحد يعرف عنهم شيئا وكأنهم كانوا يخشون من( بن علي) وهذا في ظني يمثل إشارة بالغة الأهمية, إن رأس المال بدأ يدخل في المجال الثقافي من تمويل الإذاعات الخاصة والأفلام تمويل القنوات التليفزيونية الخاصة هناك حوالي10 قنوات وهذا جعل هناك تنافس وخاصة في شهر رمضان, باختصار إذا استمر الاستثمار الثقافي علي هذا النحو أستطيع أن اقول لك إن الثقافة هي القاطرة الرابعة للتنمية في تونس.

وعن المعاناة في تنظيم لقاء' نيابولس للسينما العربية' قال: هذا اللقاء تم تأسيسه عام2010 وكان الهدف هو البعد عن مفهوم المهرجان بما يحمله من بهرجة المهرجانات والتركيز علي الإعلام والأسماء الكبيرة, فلقد أردنا التركيز علي السينما المستقلة التي لاترتبط بسوق الإنتاج والتوزيع, سينما ذات التكلفة المنخفضة الخاصة بشباب الخريجين من معاهد الفنون المسرحية, ولو نظرنا إلي خريطة مهرجانات السينما في بلدان العالم العربي نادرا أن تجد مهرجانا يهتم بفئة من الشباب الذين ليسوا من الهواه ولا المحترفين شباب موهوب في بداية الطريق وأفلامهم لها صبغة خاصة لاتجذب الجمهور ولكنها تناقش قضايا بالغة الأهمية وبحرفية جيدة, فتم استحداث هذا اللقاء لتوفير فرص بين الشباب العربي للتلاقي والمنتج المهتم بإنتاج السمعي والبصري من هذه التجارب, تجارب سينما الروائية الطويلة القصيرة والسينما التسجيلية ولازلت أتذكر كيف تم الانطلاق بمجهودات بسيطة بمشاركة من بعض منظمات المجتمع المدني وشارك فيه25 فيلما من دول مختلف من مصر ولبنان وسوريا وفلسطين والمغرب وحقق الملتقي وقتها نجاحا كبيرا بشهادة النقاد, واللقاء الثاني تم اعتباره مرحلة تجريبية للنضج الذي وصلنا إليه وشاركت معظم الدول العربية والطريف في المسأله إننا لا نقدم جوائز مالية نقدأ ولكن تقدم بصوره خدمات فنية من أكبر الأستودوهات العالمية( طارق بن عمار(.

نجوم زمان

سليمان نجيب‏..‏ جنتلمان الوسط الفني

كتبت:داليا مصطفي سلامة 

عرف واشتهر بأداء شخصية الباشا الطيب الشهم‏,‏ الذي يتعامل مع الناس ببساطة وأخلاق أولاد البلد‏..‏ وهي صورة قريبة من شخصيته الحقيقية‏.

كما اتسم بالصدق والعفوية الشديدة التي جعلته يدخل قلوب الناس, فضلا عن أناقته ولباقته وتعليقاته المرحة, كما كان أول فنان مصري يمنحه الملك فاروق لقب البكوية, ليصبح اسمه حتي علي الشاشة سليمان بك نجيب. ينحدر سليمان بك من اسرة عريقة, ولد في21 يونيو1892 فهو ابن الأديب الكبير مصطفي نجيب وخاله هو أحمد زيوار باشا من روساء وزراء مصر قبل الثورة, بدأ العمل في المسرح في وقت يصعب علي أمثاله من الاسر المحافظة العمل في ميدانه, تخرج من كلية الحقوق وعمل موظفا, وعمل بسكرتارية وزارة الأوقاف, ثم نقل إلي السلك الدبلوماسي وعمل قنصلا لمصر في السفارة المصرية باستانبول, إلا أنه عاد إلي مصر والتحق بوزارة العدل وعين سكرتيرا فيها,, إلا إن المنية فاجأته في18 يناير1955 شغل ايضا رئيس دار الاوبرا المصريه في القاهرة دار الأوبرا الملكية, وكان أول مصري يتولي هذا المنصب, وقد أدارها بكفاءة, لم يفكر يوما في الزواج, وقد فضل ان يعيش وحيدا, توفي عن عمر يناهز الـ62 عاما.

الأهرام اليومي في

18.01.2014

 
 

مونوغرافيات:

في الثقافة السينمائية لقيس الزبيدي

عمان – الرأي 

صدر في القاهرة كتاب «مونوغرافيات: في الثقافة السينمائية» للمنظر والسينمائي العراقي قيس الزبيدي عن سلسلة آفاق السينما التي تصدرها هيئة قصور الثقافة المصرية. 
ويتألف الكتاب من إثني عشر فصلا تتناول قراءة منهجية في اكثر من مائة كتاب بدءا من اختراع البصريات العربية وكتابة النور، اختراع الفونوغراف وقصة الصور المتحركة، فن الفرجة، نحت الزمن، قراءات في أهم الأدبيات النقدية السينمائية، في السينما التجريبية، فن السينما وسينما الحداثة، سينما المؤلف والموجة الجديدة، في كتب النقد العربي السينمائي وفي تاريخ السينما، ونظرية حول علم جمال السينما، وفي كتب السيناريو وكتب عن اهم المخرجين العالميين، اضافة الى قراءة في فصل اخير حول كتب السينما الوثائقية.

ويقول قيس الزبيدي في تقديم كتابه: ذات مرة سأل بول فاليري ألبرت إينشتاين: قل لي، كيف تكتب أفكارك؟ هل لديك دفتر ملاحظات، أم أنك تكتب إلهامك على كُم قميصك الأبيض؟ فأجابه إينشتاين: الأفكار نادراً ما تأتي، ولهذا فأنا أتذكرها جميعا.

قد يبدو للبعض أن دراسة خواص الفيلم المرئية، لا تهم، بالدرجة الأولى، سوى صناع الأفلام، لكنها في الواقع خواص يُمكن، أيضاً، أن يدركها رواد السينما الذين كلما تسنى لهم معرفة خواص الفيلم، تيسّر لهم فهمه وحصلوا، باستمرار، على متعهم الجمالية أثناء المشاهدة.

في مقدمة الكتاب كتب الناقد السوري زياد عبد الله: في الإحالة إلى «مونوغرافيات في الثقافة السينمائية»، سيكون «المونوغراف» هنا تتبعاً للسينما من حسن بن الهيثم والفوتوغراف إلى أيامنا هذه، وبين المونتاج والميزان سين نجد مساحة لكل ما له أن يكون على اتصال بمفاصل تاريخ السينما.

الرأي الأردنية في

18.01.2014

 
 

عمرو سلامة:

حذف مشهد «أبلة فاهيتا» من «لامؤاخذة» كان قرارًا صعبًا

كتب: حاتم سعيد 

قال عمرو سلامة، مخرج فيلم «لامؤاخذة»، إن حذف مشهد الدمية الشهيرة «أبلة فاهيتا»، من الفيلم كان قرارًا صعبًا، مشيرًا إلى أن الفيلم لا يطرح مشكلة الطائفية، ولكنه يحكي قصة طفل صغير يريد الاندماج في مجتمع يعاني من تطرف ديني كبير، تسبب في هجرة الكثير من أبنائه خارج مصر.

جاء ذلك خلال استضافة الإعلامي خيري رمضان لفريق عمل الفيلم في برنامج «ممكن» الذي يقدمه على قناة CBC، وضم الحضور المخرج والمؤلف عمرو سلامة، والفنانة كندة علوش، والطفل أحمد داش والمنتج محمد حفظي، ودارت الحلقة حول المراحل التي مر بها الفيلم حتى خرج للنور.

وأضاف «سلامة»: «الفيلم يحمل بهجة ويناسب جميع أفراد الأسرة، ومع ذلك فقد رفضت الرقابة الفيلم أكثر من مرة، وجاءت الموافقة في النهاية بدعم ومساندة من المخرج خالد يوسف والمنتج محمد العدل، والمثقفون قبلوا الفيلم، ولكن الرقابة رفضته، وأسباب الرفض دائماً مالا يكون لها علاقة بالدين، ودائماً ما يضع المبدع فى رأسه سؤالاً، هل سيوافق مسؤول الرقابة على ما يكتبه أم لا؟».

وتابع: «تعاملت مع الطفل أحمد داش على أنه ممثل محترف حتى أعطيه الثقة وأحصل منه على الأداء الأفضل».

فيما عبرت الفنانة كندة علوش عن سعادتها بالمشاركة في تجربة جديدة بالنسبة لها في فيلم لامؤاخذة، الذي يتناول علاقة المسلمين بالمسيحيين بطريقة جريئة، والذي يحتوي أيضاً على فريق عمل متميز، وقالت: «جاءت موافقتي علي الفيلم بمجرد معرفة وجود اسمي عمرو سلامة ومحمد حفظي في فريق العمل».

وبدوره قال المنتج محمد حفظي إن صناعة السينما في طريقها إلى التحسن، موضحاً أن الأزمة ليست في صناعة السينما فقط، ومع ذلك فالمؤشرات الحالية إيجابية، مدللاً على حديثه بحصول أفلام عربية على ترشيحين للأوسكار وهما فيلم «الميدان» وفيلم «عمر»، مؤكداً أنه يوم هام في تاريخ السينما العربية.

ويعرض الفيلم في فعاليات مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، الذي سينطلق الأحد 19 يناير، بحضور فريق العمل المخرج والمؤلف عمرو سلامة، وهاني عادل، وكندة علوش والطفل أحمد داش، مع منتج الفيلم محمد حفظي، ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان ومن المقرر أن يُعرض «لامؤاخذة» ضمن فعاليات المهرجان الثلاثاء 21 يناير.

ويحكي الفيلم عن شخصية هاني عبدالله بيتر، وهو طفل تنقلب حياته رأساً على عقب بعد وفاة والده واكتشاف والدته أنه ترك ديوناً كثيرة، فتضطر لنقل ابنها إلى مدرسة حكومية بعدما كان في مدرسة خاصة، ليواجه الطفل مأزق اختلاف الطبقات بين المدرستين، ويزداد الموقف تعقيداً عندما يُضطر لعدم الكشف عن ديانته المسيحية والاستسلام لفكرة زملائه ومدرسيه الذين لم يلحظوا اسمه كاملاً وظنوا أنه مسلم.

«زي النهارده»..

وفاة الفنان القدير حسن البارودي 18 يناير 1974

كتب: ماهر حسن 

ولد الفنان القدير الراحل حسن البارودي في 21 يناير 1890، وتبدت موهبته في التمثيل تلميذًا في المدرسة في فترة ما قبل ثورة 1919إلى أن التحق في 1923 بفرقة حافظ نجيب، ثم فرقة رمسيس، ثم فرقة فاطمة رشدي، وظل يتنقل من فرقة إلى أخرى حتى شكل فرقة مسرحية مع الفنانة نجمة إبراهيم.

هو صاحب الصوت الرخيم الدافئ في المسلسل الإذاعي القديم والشهير الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، الذي كنا نحلق معه في أجواء الحكايات العربية، وهو الشيخ الذي يدلس لولي الأمر لإجازة رغباته الخاصة في فيلم الزوجة الثانية، حيث استغلال الآية القرآنية باسم الدين ليحقق مآرب العمدة، وهو البائع العجوز في باب الحديد الذي يقنع بائع الصحف المخبول قناوي (يوسف شاهين) بالاستسلام لرجال مستشفى المجانين.

قام «البارودي» بجولات في المحافظات ليقدم عروضه كما سافر بها للسودان، واستقر بها لسنوات قبل أن يعود لمصر ليواصل مشواره الفني وقدم العديد من المسرحيات على شاشة التليفزيون مثل «سكة السلامة» و«السبنسة»، أما مشواره السينمائي فقد بدأه في 1934 بدوره في فيلم «ابن الشعب»، ثم في 1941، وتوالت أدواره في الأربعينيات مثل أدواره في أفلام «علي بابا والأربعين حرامي» و«بنت ذوات» و«أولاد الفقراء»، و«العامل وكرسي الاعتراف».

وفي الخمسينيات قدم «الأفوكاتو مديحة»، و«بلال مؤذن الرسول»، و«حلاق بغداد»، و«درب المهابيل»، و«لحن الوفاء»، و«إسماعيل ياسين في البوليس»، و«الفتوة».

وفي الستينيات قدم «زقاق المدق، وأمير الدهاء، والطريق»، وفي 1973 قدم آخر أدواره في فيلم «العصفور» إلى أن توفي «زي النهارده»، 18 يناير 1974.

شارك «البارودي» في عروض كثيرة على خشبة المسرح القومي، ومن أهم أفلامه الأخرى «بنت النيل، وصاحب السعادة كشكش بيه، وليلى بنت الريف، وأقوى من الحب، وحلاق بغداد، ولحن الوفاء، والفتوة، وحسن ونعيمة، والطريق، وأمير الدهاء، والحرام، والسيرك والشيماء».

حصل «البارودي» على وسام الفنون سنة 1959وجائزة الدولة التشجيعية قي العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1962.

المصري اليوم في

18.01.2014

 
 

مصر وأوروبا تعانيان من حكوماتهما فى الأقصر

كتبت: شيماء سليم 

كم عانت الشعوب من قرارات حكوماتها، وسياسات دولها، كم تأزمت الأسر وتعبت النفوس وتاهت العقول.. ولأن السينما صديقة للشعوب. وهى التى تحاول تجسيد معاناة الناس، نجد باقة من الأفلام التى تحمل هذه الأفكار. تعرض من خلال الدورة الثانية لمهرجان الأقصر السينمائى للسينما المصرية والأوروبية والذى تبدأ فعالياته بمدينة الأقصر من 19 وحتى 25 يناير. تأخذنا أفلام المهرجان فى جولة تعبيرية عن حالات مختلفة لشعوب متعددة. عانت من قرارات ومواقف بلادها.. الفكرة ليست فقط العامل المشترك لهذه الأفلام، ولكن أيضا الأسلوب الذى استخدمه مخرجوها للتعبير عن هذه المعاناة.

المهرجان يشهد العرض الأول لكل من فيلم «لامؤخذة» إخراج «عمرو سلامة»، وكذلك فيلم «أسرار عائلية» إخراج «هانى فوزى».. وعروضا خاصة: «فتاة المصنع» لـ«محمد خان» و«فيلا 69» لـ«آيتن أمين».. مع تخصيص قسمين للسينما المصرية الكلاسيكية ويعرض من خلالهما أفلام: «المومياء» لـ«شادى عبدالسلام»، «شىء من الخوف» لـ«حسين كمال» و«الطوق والإسورة» لـ«خيرى بشارة» والفيلم التسجيلى «وقائع الزمن الضائع.. محمد بيومى» لـ«محمد كامل القليوبى».. أما قسم السينما المستقلة فيعرض أفلام: «المدينة» إخراج «يسرى نصر الله»، «كليفتى» لـ«محمد خان»، «بصرة» لـ«أحمد رشوان»، «الشتا اللى فات» لـ«إبراهيم البطوط»، «هرج ومرج» لـ«نادين خان»، «عشم» لـ«ماجى مرجان»، «الخروج للنهار» لـ«هالة لطفى»   و«فرش وغطا» لـ«أحمد عبدالله».

أما عن أهم الأفلام الأوروبية التى يعرضها المهرجان.. فتشهد المسابقة الرسمية عرضا لمجموعة من الأفلام الأوروبية المهمة التى أنتجت فى 2012 و,.2013 ومنها الفيلم السويدى «كل نام مت» إخراج «جابريلا بيتشلر». الفيلم قدمته السويد فى مسابقة الأوسكار وإن كان لم يصل إلى الترشيحات النهائية. كما أنه نال جائزة الجمهور فى مهرجان فينسيا الأخير.

قصة الفيلم تدور حول فتاة فى العشرين من عمرها تعيش فى إحدى قرى السويد. تتعرض للفصل من عملها بسبب الأزمة الاقتصادية. وتحاول البحث عن عمل جديد من أجل الإنفاق على نفسها وعلى والدها المريض. الفيلم يتعرض لمشاكل المهاجرين والبطالة والطبقة العاملة. ويبدو من عنوانه مدى المعاناة التى يعبر عنها من خلال فقراء يمضون حياتهم فى البحث عن الطعام ثم النوم والموت. والعنوان يشبه عنوان الفيلم الامريكى «كل، صلى، حب» والذى كان أكثر رفاهية من الفيلم السويدى لأنه تناول رحلة امرأة تهرب من الإحباط بالسفر إلى دول العالم لتأكل وتمارس طقوساً دينية روحانية وتعيش قصة حب.

وفى قرية أخرى ولكن فى روسيا ومن خلال عنوان ساخر آخر يعرض فيلم «حياة طويلة وسعيدة» إخراج «بوريس كلينيكوف». الفيلم يتناول قصة مزارع فى إحدى القرى الروسية يتم تهديده من قبل الحكومة بأن يبيع أرضه لأحد رجال الحكومة. ولكن الفلاحين العاملين فى الأرض يرفضون الاستسلام ويقررون الصمود والدفاع عن مجهودهم وأرزاقهم. ولكن القهر يكون أقوى منهم فيتراجعون عن الصمود فى حين يزداد البطل قوة ليقتل من يحاول الاقتراب من أرضه من موظفى الحكومة وضباط الشرطة. الفيلم عرض فى المسابقة الرسمية لمهرجان برلين .2013 والذى يعرض مهرجان الأقصر أيضا من الأفلام التى عرضت به الفيلم الجورجى «عنفوان أو إيكا وناتيا: يوميات شباب من جورجيا» إخراج «نانا إيكفتميشفيلى وسيمون جروس» وهو فيلم يعود إلى فترة فى الماضى وتحديدا فى عام 1992 عقب انهيار الاتحاد السوفيتى وانفصال جورجيا عنه. ويحكى الفيلم قصة صداقة بين فتاتين فى عمر المراهقة. الصداقة التى تربط بين الفتاتين ومساندتهما لبعضهما البعض. تجعلهما أكثر احتمالا للأزمات التى تعرض لها أسرة كلاً منهما نتيجة الظروف الصعبة التى تعيشها بلادهم.

وفى فترة أقرب إلى تلك التى يقدمها فيلم «عنفوان» وتحديدا فى عام 1989 تنطلق فكرة الفيلم الرومانى «روكسان» إخراج «فالى هوتيا». قصة الفيلم تبدأ بحبيب يهدى حبيبته «روكسان» أغنية تحمل نفس اسمها. وذلك من خلال إحدى برامج الراديو. الأزمة أن الحبيب يقول لحبيبته «استمعى جيدا إلى الكلمات» والرسالة تصل فورا إلى أذن مخبرى الديكتاتور «شاوشيسكو» الذين يفتحون على الفور ملفين للحبيبين، نتيجة ظن هؤلاء المخبرين أن الأغنية ما هى إلا رسالة مشفرة. بعد سنوات من سقوط «شاوشيسكو» يتاح لأهل رومانيا الاطلاع على ملفات تجسس النظام عليهم. وعندما يطلع بطل الفيلم على ملفه يكتشف احتمال كونه والد ابن «روكسان» فيعود إليها من جديد لمعرفة الحقيقة.

أما فرنسا فيعرض لها فيلم «عصر الذعر» إخراج «جوستين تريه». الفيلم يتناول اليوم الذى انقسمت فيه فرنسا لنصفين. وهو يوم الانتخابات الرئاسية بين «ساركوزى» و«أولاند». عندما جاءت النتيجة لصالح الأخير بفارق 1٪. فى الفيلم تقوم امرأة شابة بترك أبنائها عند جليس أطفال. حتى تتمكن من عمل تغطية إعلامية لهذا اليوم. وفى نفس الوقت يحاول طليقها أن يرى أبناءه رغما عنها. وعلى الرغم من أن الفيلم يدور فى إطار كوميدى إلا أنه يعبر عن حالة الانقسام التى حدثت فى ذلك اليوم بحس وثائقى ساعدت عليه الكاميرا المحمولة التى استخدمتها المخرجة. الفيلم عرض فى مهرجان «كان» الأخير فى قسم جمعية نشر السينما المستقلة.

هذه الأفلام بالإضافة إلى خمسة أفلام أخرى تعرض فى المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة. ويعرض المهرجان كذلك 23 فيلما قصيرا فى مسابقة الأفلام القصيرة. كما يعرض المهرجان ثمانية أفلام من ألمانيا فى قسم خاص بالسينما الألمانية الجديدة.. منها أفلام «لا مكان فى أفريقيا» الذى فاز بأوسكار أفضل فيلم أجنبى فى عام 2003 وفيلم «حياة الآخرين» الذى نال نفس الجائزة عام .2007 بالإضافة لأفلام «وداعا لينين»، «أجرى لولا أجرى» و«ألمانيا».

وسوف يقوم المهرجان بتكريم الممثل المصرى نور الشريف ويعرض له أربعة أفلام هى: «زوجتى والكلب» لـ«سعيد مرزوق»، «زمن حاتم زهران» لـ«محمد النجار»، «ناجى العلى» و«ليلة ساخنة» لـ«عاطف الطيب». كذلك يتم تكريم الممثل والمخرج الروسى «فلاديمير منشوف» ويعرض من أفلامه فيلمين: «موسكو لا تؤمن بالدموع» والذى نال الأوسكار أفضل فيلم أجنبى فى عام 1978 وفيلم «الحب واليمامة».

المهرجان يقدم كذلك عدة ندوات حول: السينما والشباب، السينما المستقلة فى مصر، السينما والتغيير السياسى والاجتماعى فى مصر والإنتاج المشترك مع أوروبا.

مجلة روز اليوسف في

18.01.2014

 
 

كيف يهرب الممثل من التصاق صفات الأدوار المنفرة بشخصيته؟   

بين أدوار الشر وأدوار الخير يتنقل الممثلون في محاولة منهم لإثبات قدراتهم التمثيلية ولإبعاد شبهات قد يلصقها الجمهور بهم، في حال اقتصر أداؤهم على أدوار معينة من دون غيرها، وكثيراً ما طغت شخصية جسدها ممثل في أكثر من عمل على شخصيته الحقيقية لدى الجمهور ما أدى إلى إلحاق ضرر به واهتزاز صورته لا سيما إذا جسد أدواراً تتعلق بالمثلية الجنسية أو أخرى مجبولة بالشر... 

كيف يتعامل الممثلون مع الأدوار وإلى أي مدى يخشون سيطرة الشخصية الت...

نعم لأدوار الشر الهادفة ولا للوقحة

أحمد عبدالمحسن

علي كاكولي

«أبحث عن شخصيات سلبية ولا أمانع تجسيد أي منها سواء على خشبة المسرح أو في شاشة التلفزيون»، يؤكد الفنان علي كاكولي، موضحاً أن  على الفنان البحث عن هذه النوعية من الأدوار وتجسيدها من دون تردد، لأن تحقيق طموحه لن يتمّ إلا بأداء أدوار سلبية ومعقدة.

لا يعتقد أن الجمهور راهناً  يلصق بالفنان الصفات السلبية للشخصيات التي يجسّدها، فهو واعٍ وذكي  ويعرف أن هذه الشخصيات موظفة لخدمة العمل الدرامي.

يضيف: «كفنان مهمتي توضيح نقاط الضعف في هذه الشخصيات والعمل على حلها، وإيصال رسالة سامية إلى المجتمع الكويتي والخليجي ليعي مخاطر هذه الشخصيات وسلبياتها. سبق أن  قدمت شخصيات تحمل صفات سلبية في المسرح وفي التلفزيون، وقد زاد ذلك  من قدراتي الفنية، خصوصاً أن تلك التي جسدتها حملت في طياتها معاني إيجابية».

يرفض كاكولي الشخصيات التي تتعدى الخطوط الحمراء في طرحها، «بعض الشخصيات الجريئة يصل إلى مرحلة الوقاحة، وهذا مرفوض لدى أغلب الفنانين، يجب أن تقدم الشخصيات السلبية أو الجريئة حلولاً لتغيير واقع المجتمع وليس زيادة المشاكل فيه، والتأثير السلبي على المشاهد».
عبدالله الزيد  

«ثمة أشخاص تأثروا بإحدى الشخصيات السلبية التي جسدتها سابقاً ومنهم من لامني عليها «، يؤكد الفنان عبدالله الزيد، مشيراً إلى أن بعض الشخصيات السلبية  يؤثر على الفنان ويعتقد الجمهور أنها تعكس شخصيته الفعلية، وهذا خطأ وفيه إجحاف له.

يضيف: «من الرائع أن أجسد  شخصيات مركبة تحكي الواقع الذي نمر به، وأن تسند إلي شخصيات صعبة تحمل صفات سلبية، ويدل ذلك على ثقة المنتجين والمخرجين بقدراتي الفنية، ولكن لا يعني ذلك أن ثمة تقارباً بينها وبين شخصيتي الحقيقية، إنما كفنان أحاول إيصال رسالة هادفة وسامية إلى الجمهور، كما أن اختيار الفنان لشخصيات سلببة ومعقدة يبرهن عمق الموهبة الفنية التي يتمتع بها».

يوضح الزيد أن على الفنان الطموح تجنب شخصيات جريئة فيها إسفاف ووقاحة، مشيراً إلى أن الجمهور يميز بين الأدوار السلبية التي تحمل رسالة في محتواها وبين شخصيات جريئة ووقحة لا تمتّ إلى الفن بصلة وهدفها تسويقي بحت، يقول: «أرفض تماماً هذه الشخصيات لأنها تجرح الآداب العامة أو أي فئة معينة، حتى لو عرضت علي مبالغ ضخمة لأدائها. من الأفضل على الفنان البحث عن شخصيات هادفة تحمل رسالة انسانية للمجتمعات الإسلامية العربية والخليجية».

محمد رمضان

«سبق أن جسدت إحدى الشخصيات السلبية ورفضت تكرار هذه التجربة رغم أنها لم تؤثر على  صورتي أمام الجمهور»، يؤكد الفنان محمد رمضان لافتاً إلى أن الشخصيات السلبية أو الجريئة من شأنها زيادة القدرات الفنية لدى الممثل وفيها تحد من نوع خاص، لذا لا يمانع  تجسيدها شرط أن تحمل رسالة هادفة وتستطيع تغيير واقع المجتمع.

يضيف: «من الممكن أن يؤثر بعض الشخصيات السلبية على صورة الفنان لدى بعض المشاهدين، بالنسبة إلي أرفض تجسيدها وأعمل باستمرار على ألا تهتز صورتي  لديه».

يرى أن ثمة شخصيات سلبية موجودة بالفعل في المجتمعين الكويتي والخليجي، وتجسيدها يحمل رسائل هادفة من شأنها تغيير هذه الصفات السلبية إلى ايجابية، فيما لا ينفع تجسيد شخصيات أخرى  لأنها ستزيد الأمور سوءاً، «وأنا في هذه الحالة أرفضها مهما كان العرض المقدم لي مغرياً».

يوضح أن  ثمة شخصيات مركبة  تضيف إلى الفنان وتدعم مشواره الفني، لذلك لا داعي لأداء أدوار وقحة وجريئة تحمل نسبة كبيرة من الإسفاف، يتابع: «أسعد كثيراً إذا نجح زملائي في أداء أدوار مركبة، وأطمح إلى الاقتداء بمن سبقوني في هذا المجال وتقديم كل ما لدي من قدرات فنية ارضاء لشغف الجمهور المتعطش  إلى الفن الأصيل».

تنوّع واختلاف

بيروت  -   ربيع عواد

نهلة داود

{الجمهور غالباً ما يكوّن فكرة عن الممثل من خلال الأدوار التي يجسّدها} تقول نهلة داود التي جسدت أخيرا شخصية الشيخة ناهية الشريرة والمتسلطة في مسلسل {وأشرقت الشمس}، مشيرة إلى أن الممثل يدفع، عادة،  ضريبةَ الأدوار الشريرة التي يقدمها وتولّد كرهاً تجاهه عند الناس، لذا من الضروري أن يحرص على التنويع وأداء أدوار أخرى في المستوى نفسه إنما في مضمون مختلف.

تضيف أن جزءاً كبيراً من الجمهور نفر منها بعد تقديمها شخصية الشيخة ناهية المتسلطة، ما يؤكّد نجاحها في أداء الدور لأنه وصل إلى الجمهور رغم أنها، كإنسانة، بعيدة كل البعد عن هذه الشخصيّة.
تشير إلى أنّ على الممثل أداء الدور الذي يختاره، فالشخصيّات تتنوّع وكذلك المدارس والتيّارات في التمثيل، {مَن يتابعني عن كثب يعرف أنني نوّعت في الأدوار التي جسّدتها خلال مسيرتي المهنية. لذا أشعر في قرارة نفسي بأنني ممتنّة لهذا التنوّع، ولهذه التعدّدية}.

تقلا شمعون

{المطلوب تقمص كل شخصية فهذه هي الموهبة التي يجب أن يتمتع بها الممثل}، تقول تقلا شمعون التي تعتبر أن المهم ليس طغيان شخضية الممثل الحقيقية على الدور، بل الدخول إلى جلد الشخصية التي يجسدها، وتضيف: {لا شك في أن دراستي وثقافتي المكتسبة والورش الفنية التي شاركت فيها وقراءاتي المستمرة والتمارين الكثيفة التي أخضع لها، وأيضاً جديتي في العمل وتخصيص وقت لدراسة الشخصية الدرامية، فضلا عن غيابي من وقت إلى آخر عن الشاشة للقراءة والبحث عن أمور مختلفة ومغايرة... كلها أمور أدّت إلى انتقالي بنجاح بين الشخصيات التي كتبت أساساً بطريقة جميلة}.

وعن الشخصيات التي قدمتها أخيراً، ومنها عليا في مسلسل {روبي} ورجاء في مسلسل {جذور} توضح: {يعرفني الجمهور اللبناني في أدوار متناقضة، بينما تعرّف الجمهور العربي إليّ من خلال شخصية عليا، لذا أردت الإطلالة مجدداً بصورة مغايرة، فوقع اختياري على رجاء لإبراز مهاراتي التمثيلية أمام الجمهور العربي وقدرتي في أداء شخصيات مختلفة}.

تتابع: {رغم انتقاد البعض لدوري كوالدة الممثل يوسف الخال في {جذور} بسبب فارق السن البسيط بيننا، ورهان البعض الآخر على فشلي، إلا أن  اختياري للدور كان ضرورياً وصائباً، بحسب كاتبة المسلسل كلوديا مرشليان. فضلا عن أن الجمهور العربي فوجئ بي ولم يعرفني لولا ورود اسمي في الجنريك}.

ندى بو فرحات

{الممثل هو المسؤول الوحيد عن رسم مسيرته، وبالتالي يجب أن يحقق التغيير إذا استطاع، إلا إذا كان بارعًا في أدوار معينة، عندها لا مانع في محافظته عليها} تقول ندى بو فرحات التي جسدت خلال مسيرتها الدرامية أدواراً متناقضة  نجحت فيها وأكسبتها نجومية.

وعن  نجاحها في أدوار البراءة والشر توضح {أنه نتيجة تصديقي للشخصية التي أؤديها، وهذا امر اكتسبته من خلال دراستي المعمّقة في ورش العمل التي ثابرت على المشاركة فيها لسنوات بعد تخصصي الجامعي. وارتكزت على صقل أدائي التمثيلي وتعلم التقنيات. فضلا عن إدارتي من قبل مخرج ذكي أثق به، وتوافر نصوص قوية وعفوية تشبه لغة المجتمع}.

مجدي مشموشي

{الممثل الجيد  يؤدي الأدوار كافة} يؤكد مجدي مشمومشي الذي عرفه الناس بأدوار شريرة، إلا انه أثبت نفسه في أدوار أخرى مختلفة، ما سمح للجمهور بالتعرف إلى جانب جديد من شخصيته وإمكاناته المهنية.

يشير إلى أن المخرجين يسندون إليه أدوار الشر لأنها صعبة، ولأنه تخطى مرحلة الأدوار التافهة،  واعداً بشخصية مختلفة في المرحلة المقبلة، ومشدداً على حرصه على التنويع.

 وعما إذا كانت ادوار الشر تستهويه أو تستفزه كممثل أكثر  يقول في حديث له: {ما يستهويني في النصوص التي تعرض عليّ هو أدوار الشر. ووسط تركيبة البلاد والأوضاع العامة فيها، يبدو الشر متأصلاً ومتغلغلاً فينا بقوّة. لذا، أشعر بمتعة وانتماء إلى الواقع في هذه الأدوار، لأن الخيّرين قلّة في هذا الزمن}.

يصف أدواره في المرحلة الأخيرة بأنها متنوعة وغير متشابهة حتى في الشكل الخارجي، {وهذا ما أسعى إليه راهنًا، عبر اختيار أدوار أستطيع تقديم جديد من خلالها فأبتعد عن التكرار الذي يقع فيه بعض الممثلين.

أهمية الفاصل الزمني

القاهرة –  هيثم عسران

يشير محمد مهران (بطل فيلم {أسرار عائلية}) إلى أن الجمهور لا بد من أن يفرق بين دور يؤديه ممثل على الشاشة وبين شخصيته الحقيقية، موضحاً أن أداء دور شاب مثلي في الفيلم عرضه لانتقادات واتهمه البعض بأنه يعبر عن نفسه وشخصه وليس دوراً يؤديه.

يضيف أنه مع مرور الوقت يستوعب الجمهور الاختلاف بين شخصية الفنان الحقيقة والأدوار التي يؤديها، وهو ما يبرز مع تعدد الأدوار ووجود فاصل زمني بين تقديمها، مؤكداً أنه سيحرص على اختيار أدوار مختلفة سينمائياً لإبراز هذا الاختلاف.

بين الدراما والسينما

تفضل غادة عبد الرازق اختيار شخصيات بعيدة عن شخصيتها الحقيقية، ولدى موافقتها على دور ما تعيش الشخصية بشكل كامل، سواء كانت شريرة أو جريئة، وتلتزم بتعليمات المخرج في تقديمها، لافتة إلى أن التنوع في الأدوار  ينقذها من فكرة إلصاق صفة ما بشخصيتها.

تضيف أنها تراعي في خياراتها مواعيد العرض، وأن الأدوار التي تقدمها في الدراما مناقضة لأدوارها في السينما ما يمنحها فرصة التنوع وعدم حصرها في أدوار معينة.

ترى أن الشخصية الشريرة ليست عيباً يخجل منه الفنان، لأن ممثلين كثيرين برعوا في تجسيدها، مشيرة إلى أن الجمهور لديه قدرة على الفصل بين الشخصية الحقيقية للفنان والأدوار التي يؤديها.

بدورها تشير دينا إلى أن عملها كراقصة استعراضية ظلم موهبتها التمثيلية لأن المنتجين حصروها في أداء دور راقصة في أعمال عدة، ما دفعها إلى البحث عن أعمال تظهر قدراتها التمثيلية، وهو ما تحقق في دورها في مسلسل {فرعون}، مؤكدة في الوقت نفسه ألا مشكلة لديها في أداء دور الراقصة لأنها مهنتها ولأنها حصرت طويلا في دور الفتاة الطيبة، حاولت آيتن عامر إقناع المنتجين بقدرتها على تجسيد شخصيات أخرى وهو ما حصل في مسلسل {الزوجة الثانية}.

تضيف: {ليس من الجيد أن تلتصق الشخصيات الطيبة والشريرة بالفنان، كونه يقدم أعمالا مختلفة على الشاشة}، موضحة أنها استجابت للمنتجين في إحدى المراحل، لكن مع مرور الوقت وجدت أن هذا الأمر لن يضيف إليها فنياً، فقررت التركيز على أداء أدوار مختلفة.  

لا للتصنيف

تهرب جومانا مراد من فكرة التصنيف التي يفرضها بعض المنتجين والمؤلفين على الفنانين، لذا تتريّث قبل الموافقة على أي عمل، وما غيابها في السنتين الأخيرتين إلا لتعيد حساباتها الفنية، لافتة إلى أن تقديم شخصية المرأة اللعوب في فيلم {الحفلة} كان بمثابة تحول لها، أبعدها عن أدوار الفتاة الطيبة، وهو ما تعمدت تحاشيه في مسلسل {فرعون} أيضاً.

تضيف  أن الجمهور يدرك الفرق بين شخصية الفنان الحقيقية وتلك التي يجسدها على الشاشة، لكن قد يعطي أداء أدوار متشابهة انطباعات بعيدة عن الواقع، لذا ترفض أداء دورين متشابهين حتى لو اضطرت إلى الانتظار طويلا بعيداً عن الشاشة.

يجب أن يركز الفنان على عمل واحد، برأي شيرين رضا،  ليقدم عملا جيداً ويجد الاختلاف الذي يبحث عنه، لافتة إلى أن البعض يقع في هذا الفخ نتيجة أداء أدوار متشابهة تعرض في التوقيت نفسه، وهو ما تبتعد عنه.

تضيف أنها تحرص في خياراتها على مراجعة أعمالها السابقة حتى لا تقع في فخ التكرار، ولتجسّد شخصيات مختلفة، ما يجعل الجمهور يصدق أداءها  في كل عمل تشارك فيه.

الجريدة الكويتية في

18.01.2014

 
 

فى الكادر..

علا الشافعى تكتب..

مهرجان الأقصر وتنمية الصعيد ثقافيا.. وتحية لساويرس 

قليلة هى المهرجانات التى تشهدها مصر، خصوصا فى ظل التراجع بالمشهد الثقافى، وفى ظل وجود قيادات لا تؤمن بأهمية المهرجانات، حيث يعتبرونها نوعا من الرفاهية التى لا عائد من ورائها رغم الدور الثقافى والترويجى لها.

وبنظرة سريعة لدولة مثل المغرب العربى، نكتشف زيادة عدد المهرجانات الفنية المختلفة بها عاما بعد آخر، وقد يصل عددها إلى 300مهرجان فنى متنوع سواء فى الغناء، ومعظمها صارت من كبريات المهرجان فى العالم، ويتهافت على حضورها كبار النجوم مثل مهرجان موازين الغنائى ومراكش السينمائى، وساهمت بشكل أو بآخر فى زيادة الدعاية السياحية للمغرب، والتى تشهد ارتفاعا فى زيادة أعداد السائحين الوافدين إليها، ليس ذلك فقط، بل استطاعت هذه المهرجانات لعب دور ثقافى مهم يتراكم عاما بعد عام حيث تزداد أعداد المتابعين للفعاليات المختلفة المتابعة والتى تثرى الحركة الفنية فى السينما الروائية والتسجيلية والقصيرة والمسرح والغناء وهى الحالة التى يدركها جيدا القائمون على "مؤسسة نون للثقافة والفنون" وأعضاء مجلس أمنائها الدكتور محمد كامل القليوبى، والدكتورة ماجدة واصف رئيس مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوربية، والناقد السينمائى يوسف شريف رزق الله، والكاتب الصحفى جمال زايدة، وإصرارهم على تنظيم الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الأوربية والمصرية، والذين أصروا على التغلب على كافة الصعوبات التى واجهتهم فى الدورة الأولى، وضمنوا العديد من الداعمين لهم، وعلى رأسهم رجل الأعمال نجيب ساويرس، والذى أمن هو أيضا برسالة المهرجان، وصدق أحلام القائمين عليه، لذلك لم يتردد فى دعم المهرجان.

ليس ذلك فقط بل يبدو أن ساويرس رجل الأعمال المصرى الوحيد الذى يؤمن وعن قناعة تامة بالدور الحقيقى للفن فى تنمية المجتمعات والنهوض بها، واثقا أن الحل لما تشهده مصر من تطرف لا يتم حله بالقبضة الأمنية فقط، بل بالاهتمام بالثقافة والفنون والعمل على انتشارها، لخلق جيل واعٍ مؤمن بالثقافة ويعمل عقله ويكون بعيدا عن غسيل الأدمغة الذى يقوم به للمتطرفين لجيل يعرف سوى العنف طريقا للتعبير عن قناعاته، وإيمانه بذلك هو الذى جعله يقرر إطلاق مجمع سينمائى ضخم فى الأقصر، يضم قاعات للسينما خدمة لأهالى الأقصر وما حولها التى تخلو من أى قاعة سينما تجارية، وهو الأمر الذى يعصب تصديقه.

وقد يكون اهتمام رجل الأعمال المصرى الوطنى هو بداية لتحقيق نهضة ثقافية تليق بواحدة من أقدم دول العالم، والتى تضم ثلث أثار الحضارة الإنسانية وشهدت العديد من الثقافات، وأتمنى أن يقام بالأقصر أكثر من مهرجان سينمائى وغنائى يكون دوره حفظ تراث المدينة، المليئة أيضا بالمواهب، وليت كل رجال الأعمال يعملون بمنطق ساويرس، ويدركون أهمية تنمية العقول والروح اعتبار الثقافة حقا أصيلا لأبناء هذا المجتمع، وتحديدا فى صعيد مصر والذى عانى ولا يزال من تهميش ثقافى وفنى رغم ثرائه وتنوع الثقافات به، خصوصا أن بعضها صار فى طريقه للاندثار، ويستحق الحفاظ عليه.

وقد يكون مهرجان الأقصر للسينما الأوربية والمصرية والذى تفتح فعالياته غدا الأحد، خطوة أولى فى تنمية الصعيد ثقافيا.

تحية لمؤسسة نون ولرجل الأعمال نجيب ساويرس، والذى كان أيضا من أوائل الداعمين لصناعة السينما فى مصر.

اليوم السابع المصرية في

18.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)