عندما انتهت »مرجريت ميتشيل«
من تأليف روايتها الأولي والاخيرة اختارت لها
بعد جهد جهيد اسم »ذهب مع الريح«.
وعندما اشتري المنتج الشهير »دافيد اوسلزنيك«
حق ترجمة تلك القصة الي لغة
السينما.
واختار لاداء الادوار الرئيسية في الفيلم المأخوذ عنها كوكبة من ممثلي
وممثلات
السينما الامريكية والبريطانية.
وعندما رشحت الأكاديمية الامريكية لفنون وعلوم الصورة المتحركة ذلك الفيلم،
وهو بنفس اسم القصة المأخوذ عنها أي
»ذهب مع الريح« للعديد من جوائز الاوسكار
وذلك قبل سبعين عاما.
ولم يمر سوي بضعة أسابيع علي ذلك الترشيح إلا وكان حاصدا أهم جوائز
الاوسكار،
وبخاصة جوائز أفضل فيلم ومخرج وممثلة رئيسية
»فيفيان لي« وممثلة مساعدة »هاتي
ماكدنيل«.
وقتها، أي في ذلك الزمن الموغل في القدم، كان الاعتقاد السائد لدي
الجميع، كاتبة الرواية،
ومنتج الفيلم والاكاديمية، ان »ذهب مع الريح«
تنصرف الي الجنوب الامريكي القديم،
حيث كان نظام الأسياد والعبيد.
فذلك الجنوب القديم، حسبما يقول التاريخ، ثم القصة والفيلم، وكلاهما لا
يعدو ان يكون مرآة له،
انفصل بولاياته عن الشمال الامريكي المناهض لنظام العبيد،
الأمر الذي أدي إلي حرب أهلية بين الجنوب والشمال،
بهزيمة الجنوب، وتحرير
العبيد .
وكان من نتائج تلك الهزيمة، انتهاء حضارة، قوامها العبودية،
وذهابها مع
الريح ولم يكن ليرد علي بال صاحبة الرواية ومترجمها الي لغة السينما، ولا
علي بال
كائن من كان، انه لن تمضي سوي بضعة أسابيع علي عرض »ذهب مع الريح«
في
الولايات المتحدة، وبضعة بلاد أخري من بينها مصر حيث جري عرضه في سينما
مترو،
أول دار مكيفة الهواء
(0491) إلا وكانت حضارات أخري تعصف بها رياح صرصر عاتية،
فينصرف إليها اسم الرواية والفيلم المأخوذ عنها،
كما انصرف الي الجنوب الامريكي
القديم.
فأثناء عرض »ذهب مع الريح« في لندن ومدن بريطانية أخري، اجتاحت جيوش
المانيا الهتلرية بدباباتها وطائراتها النرويج وهولندا أو
بلجيكا ودوقية لوكسمبورج
وما هي الا بضعة أيام، إلا وكانت فرنسا راكعة،
وهتلر في باريس، ومبانيها
الرسمية يرفرف عليها علم النازية ذو الصليب المعقوف.
وها هوذا أي هتلر، أثناء زيارته الاولي والاخيرة للعاصمة الفرنسية يحصل من
الفرنسيين المهزومين،
وفي نفس عربة القطار »ببكومبيين«
التي وقع فيها الالمان
معاهدة هزيمتهم »فيرساي« قبل عقدين من عمر الزمان.
يحصل منهم علي وثيقة يقرون فيها بهزيمتهم وباحتلال معظم أرض فرنسا، بما في
ذلك باريس.
كان ذلك في مثل هذه الايام قبل سبعين سنة، وتحديدا يوم
الواحد والعشرين
من شهر يونيو »حزيران« أشار إلي هذه الزيارة الأولي والأخيرة، والتي لم تدم
سوي بضع ساعات،
المخرج الامريكي »كوينتين تاراتيتنو«
في فيلمه »أوغاد بلا
أمجاد«.
وحسب رواية الفيلم لها قتل هتلر وأفراد عصابته، في حادث تفجير دار سينما
بباريس، أثناء وجوده بها،
احتفالا ببطولة ضابط الماني،
حقق رقما قياسيا في
الاعداء.
ولكن رواية التاريخ تقول بعكس ذلك، تقول ان هتلر لم يمت مقتولا في باريس،
وانما مات منتحرا في برلين،
بعد أن جعلها خرابا.
وأثناء حكمه الدامي استبد بالقارة العجوز فيما عدا الجزر البريطانية أربعة
طغاة »هتلر«،
»موسوليني«، »فرانكو« و»ستالين« وهم جميعا ذهبت نظمهم
الديكتاتورية مع الريح.
ولعل أفضل عمل سينمائي عبر عن جوهر تلك النظم فيلم »الديكتاتور العظيم«
ملهاة شارلي شابلن »0491«.
ولقد جري ترشيحه لخمس جوائز أوسكار، من بينها جوائز أفضل فيلم وممثل رئيسي
»شابلن«
وممثل مساعد »جاك اوكي« لم يفز بأية واحدة منها.
وتمر الأيام أعواما بعد أعوام، ولا تسترد الذاكرة علي شاشتها من
حين
لآخر، غذاء للروح، سوي تلك الملهاة الدافعة
للاستبداد.
moustafa@sarwat.de
أخبار النجوم المصرية في
15/07/2010
الرجل الثاني يسرق النجاح من
السقا
تحقيق: أحمد بيومي
لم تكن مفاجأة أن يخرج جمهور السينما بعد مشاهدة فيلم أحمد السقا الأخير
»الديلر«
ليتحدث عن الشخصية التي جسدها خالد النبوي في الفيلم، الأمر الذي
انتقل بطبيعة الحال لكبار النقاد الذين اتفق أغلبهم علي تميز اداء خالد
النبوي رغم
تحفظاتهم علي الفيلم ، الأمر لم يكن مفاجأة لأن نفس السيناريو تكرر من قبل
في
أغلب أفلام احمد السقا،
حيث يبرز دائماً الممثل الذي يشاركه بطولة الفيلم بشكل
لافت للنظر.
البداية كانت مع فيلم »مافيا« الذي قدمه شريف عرفة عندما خرج المشاهد من
قاعة السينما مشيداً بأداء مصطفي شعبان، وتكرر الأمر في الفيلم التالي مباشرة »تيتو«
الذي اعتبره النقاد والجمهور البداية الحقيقية لخالد صالح والأداء
التمثيلي المتميز لعمرو واكد،
وفي »حرب إيطاليا« تميز خالد صالح وخالد
ابوالنجا، وفي فيلم »الجزيرة« أشاد النقاد والجمهور بآسر ياسين ومحمود
عبدالمغني وباسم السمرة، وفي فيلم »إبراهيم
الأبيض« برز عمرو واكد .
الأفلام السابقة لم تمر أغلبها مرور الكرام،
فالفيلم الأخير لأحمد السقا
تبعه عاصفة هجوم من قبل أحمد السقا نفسه علي مخرج الفيلم أحمد
صالح وأعلن تبرئة من
الفيلم وحمله المسئولية كاملة في حالة الفشل وجاءت تصريحات السقا في الأيام
الأولي
من العرض حيث أعلن عن عدم رضاه عن المستوي النهائي للفيلم،
مصمماً علي عدم
التعاون مع صالح في أية أعمال سينمائية قادمة!..
وفي الفيلم الذي سبقه
»إبراهيم
الأبيض« لم يكن الحال مختلفا لحد بعيد،
عندما واجه احمد السقا هجوما من أكثر من
طرف، والبداية كانت مع النقاد ليشن حملة دفاع مضادة متهماً النقاد بالوقوف
ضد
الفيلم بالاضافة إلي الهجوم الذي شنه في ذلك الوقت باسم السمرة متهما احمد
السقا بحذف
عدد كبير من مشاهدة الأمر الذي أثر علي الفيلم وعلي دوره بالتبعية.
النجم والممثل
الناقد السينمائي أحمد يوسف لفت النظر إلي الفرق بين مصطلح النجم والممثل،
وأكد أن أغلب نجوم السينما في الوقت الحالي لايتمتعون بلقب
ممثل، وقال يوسف:
الأمر لايتعلق فقط بأحمد السقا، لكن ايضاً
بأغلب نجوم الكوميديا مثل أحمد
حلمي، فتعريف الممثل باختصار هو الذي يملك السيطرة الكاملة علي آلته
السينمائية،
سواء اداؤه الصوتي وانفعالاته العصبية تماماً مثل العازف الموسيقي علي آلته،
ومثل هؤلاء الممثلين -للأسف- ليس لدينا الكثير منهم، وفي الجيل الحالي يوجد
عمرو واكد وباسم السمرة وآسر ياسين.
ويضيف يوسف : »الآن أصبح النجم ظاهرة وليس فنانا حقيقيا، بمعني أنه يعبر
عن حرفة يحترمها في الأساس ويتقنها،
ويكون هذا النجم أداة للتعبير عن الفترة التي
يمثلها في مجتمعه، وفترة السبعينات شهدت بعض هؤلاء مثل محمود ياسين وحسين فهمي،
حيث البطل الجميل التي تقع في غرامه كل من تقابله، وفي الثمانينات كانت مرحلة
أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز،
وعادل امام، حيث الفترة الزمنية التي تحتاج
لنجم عادي الملامح لايرتدي البدل.
أما الآن،
فالنجم أصبح مرآة للشباب الحالم
بالنجاح دون أدني جهد ويعتمد علي الحظ بشكل أساسي،
وللأسف مثل هؤلاء النجوم
مصيرهم إلي الزوال بمجرد انتهاء الظاهرة أو الحقبة التي يمثلونها.
ويواصل : أحمد السقا لايملك أي مواصفات للممثل، صوته مسطح لأبعد مدي وفي
كل أعماله نجد نفس الاداء
الصوتي وتعبيراته واحدة في كل الأفلام،
وتشعر
أنه يقرأ الحوار دون أن يتقمص الشخصية أو حتي يشعر بها،
وليس السقا وحده إنما
ايضاً أغلب ما يطلق عليهم نجوم أمثال مصطفي شعبان، حيث الاعتماد علي النجومية
وليس الموهبة التمثيلية.
ويجب أن يعلم السقا أن الجمهور الذي تعلق به في فيلم
»شورت
وفانلة وكاب«
أو »افريكانو« قد تقدم به العمر عشر سنوات،
فالشاب الذي كان
عمره وقتها عشرون عاماً
أصبح حالياً في الثلاثين من العمر وبالتالي مر بالكثير
من التجارب وتزوج وأنجب فلن يشعر بأي تعاطف مع البطل الذي اعجب به في
البداية.
وعلي سبيل المثال، فيلم السقا السابق »إبراهيم الأبيض«
لم ينجح علي مستوي
النقاد أو الجماهير بسبب اعتقاد صناع العمل بأن الجمهور سيتعاطف مع أحمد
السقا ولم
يهتموا أدني اهتمام بجعل المشاهد يتعاطف مع شخصية
»إبراهيم الأبيض«.
وعن تصريحات السقا الأخيرة التي يتبرأ فيها من الفيلم والاتهامات التي وجها
للمخرج أحمد صالح يقول أحمد يوسف من
غير المعقول أن يدلي ممثل يحترم فنه وجمهوره
بمثل هذه التصريحات، فهذا عمل غير محترف ولايمكن ان يحدث في أي بلد في العالم،
فصناعة السينما تماما كصناعة السيارات:
لايمكن أن يأتي المهندس المسئول عن
الفرامل بعد الانتهاء من صناعة السيارة ليقول انه غير راض عن الشكل العام
للسيارة!!..
واعتقد أن السقا عليه أن يراجع نفسه خصوصا
مع تراجع ايرادات افلامه
عاما بعد عام.
تأكيد المكانة
الناقدة ماجدة موريس اتفقت إلي حد ما مع رأي أحمد يوسف وأن رأت أن السبب
الرئيسي وراء تميز الممثلين بجوار السقا
هو سعيهم الي إثبات مكانتهم الفنية
بجوار نجم مثل السقا وتقول : »علي سبيل المثال نري نجوما كبارا في أفلام السقا
مثل محمود عبدالعزيز أو محمود ياسين، يقدمون الأداء التمثيلي الرفيع الذي شاهدناه
في أفلامهم لأن هدفهم الفن فقط،
فهم لا يسعون وراء الشهرة أو المال أو النجومية
وبالتالي يولون كل تركيزهم لدورهم والشخصية التي يقدمونها بالاضافة إلي
خبرتهم
الواسعة.
وتضيف ماجدة : بالتأكيد الفيلم الأخير للسقا (الديلر)
كان به الكثير من
المشاكل خاصة في السيناريو، إلي جانب أن أحمد السقا لم يكن في اللياقة التمثيلية
المناسبة، وبخصوص سطوع نجم الممثلين بجوار السقا اعتقد أن سبباً آخر قد
يكون
وراء ذلك وهو حاجة أحمد السقا نفسه لهذه النوعية من الممثلين حيث ان
السينما عمل
جماعي في المقام الأول،
لكن لايستطيع أحد أن ينكر ان السقا له الكاريزما الخاصة
به ، وله جمهوره الذي يسعي إليه.
العقل والعضلات!
الناقد السينمائي رؤوف توفيق حلل تعلق الجمهور بالممثلين
المصاحبين للسقا بشكل
مختلف حيث يقول :
أحمد السقا في أغلب أفلامه يعتمد علي الحركة والاكشن والأداء
البدني، في حين يعتمد الطرف المقابل للسقا -مصطفي شعبان في مافيا أو عمرو
واكد في ابراهيم الابيض أو خالد صالح في تيتو-
علي المنطق والعقل والذكاء وليس
القوة البدنية فقط، وبالتالي تكتسب الشخصية تعاطف واحترام الجمهور وينعكس
هذا
بالتالي علي الممثل الذي يجسد الشخصية.
ويضيف رؤوف توفيق:
إلي جانب هذا الاداء
الحركي ودراما الأكشن يقدمها السقا بشكل لايتوافق مع مجتمعنا،
فهذا يزيد من
الفجوة بين المشاهد والبطل الذي يراه أمامه ويتعلق بالشخصية القريبة منه
ومن تفاصيل
حياته اليومية حيث يري نفسه علي الشاشة،
وهذا معروف في كل كتب التمثيل في
العالم، فالمشاهد يرغب دائما في رؤية تفاصيل إنسانية حقيقية حتي يتواجد مع
البطل
ويتعاطف معه ويشعر
بمعاناته طوال رحلة الفيلم، وهذا ما يفتقده أحمد السقا.
عصبية السقا
الناقد عصام زكريا أكد في البداية أن الفيصل في ظهور نجوم بجوار السقا هو
في
مدي إستفادة السقا نفسه،
فطالما أن الاداء التمثيلي الراقي في الفيلم يخدمه
الفيلم ويضاعف نجومية احمد السقا فهو بالتأكيد شيء يحسب له
نفسه.
ويضيف زكريا: المشكلة تبدأ في حالة خروج المشاهد من قاعة السينما عندما
يشيع
في إجراء مقارنات تمثيلية في هذه الحالة فمن الممكن أن يضر
الأمر بأحمد السقا،
فيخرج عن شعوره ويأتي بحركات عصبية إنفعالية مثل الهجوم الذي شنه علي المخر
ج أحمد
صالح، أو كما تردد العام الماضي بتدخل السقا في حذف بعض مشاهد باسم السمرة
في
فيلم »إبراهيم الأبيض«،
لكن لايمكن أن ننسي أن الأمر في الأساس يحسب لأحمد
السقا كونه يسمح بتواجد ممثلين اقوياء بجواره.
ويواصل زكريا: »علي سبيل المثال لو أن فيلم »الديلر«
كان من بطولة خالد
النبوي -الذي تألق بشكل لافت للنظر-
لم يكن الجمهور سيقبل علي الفيلم بنفس
كثافة إقباله علي فيلم من بطولة -
النجم أحمد السقا،
وأعتقد أن السقا عليه أن
يراجع نفسه قليلاً، ويبحث بنفسه إن كان لديه عيوب أو نقص تمثيلي فيعالجه،
ويحاول ان يستدرك هذا النقص،
وليس بالضرورة أن يصرح بهذا علي صفحات الصحف
والمجلات، ورأيي الشخصي أن التمثيل حرفة،
يمكن تعلمها عن طريق مشاهدة عدد كبير
من الأفلام من مدارس سينمائية مختلفة وبالتركيز ودراسة هذا الأمر سيكتسب
تدريجيا
الكثير من النواقص.
ولفت زكريا النظر إلي نقطة أخري وهي عدم تألق بعض الممثلين الذي شاركوا
السقا
عندما يقدمون افلاماً
بمفردهم مثل مصطفي شعبان، ويقول المحاولة لإثبات الذات في
فيلم أمام احمد السقا قد تكون دافعا لأغلب الممثلين في إظهار
أقصي طاقاتهم
التمثيلية.
أخبار النجوم المصرية في
15/07/2010 |