يبدو أن الاعتزال هو أخطر قرار يتخذه الفنان في حياته..
إنها مواجهة بين
الفنان والزمن الذي بقدر مايأخذ يعطي أيضا..
نعم يتضاءل التدفق والوهج والغزارة
ولكن في نفس الوقت فإن مرور السنوات يمنح الفنان أسلحة أخري تجعله أكثر
حنكة في
الرهان علي النجاح.. أعلن »لاري كنج« 77عاما أشهر مذيع في العالم اعتزاله
العمل المنتظم ولكنه أضاف سوف أعود بين الحين والآخر.. قبل ذلك أعلنت أيضا
المذيعة الأسطورة »أوبرا وينفري«
أنها قبل نهاية العام القادم سوف تعتزل
وتعد »أوبرا«
واحدة من أكثر النساء علي مستوي العالم نفوذا وتأثيرا وأيضا جرأة
وثراء..
في الحياة الفنية نادرا مانجد فنانا يعلن
اعتزاله..
البعض ينسحب ولكنه
لا يعتزل بصوت عال..
اعتزال هاديء مثل »نجاة« مثلا تستطيع أن تقول عنها أنها
أختارت الاعتزال بلا ضجيج وهي قبل
7
سنوات لاتسجل أغاني ولا تتحدث عن مشروعات
بل
إنها اتخذت مبدأ لا تحيد عنه وهو أنها لن تكذب أي أخبار
خاطئة تنشر عنها.. قبل
عامين أوثلاثة كان من الممكن لعدد قليل جدا من الأعلاميين أن يتواصل مع
»نجاة«
وأن ترد أيضا عليإاتصالاتهم كنت واحدا منهم..
الآن
»نجاة« لاترد علي أحد
أتذكر أنني كثيرا ما كنت أقرأ أخبارا بين الحين والآخر عن عودتها بعضهم
يقول
إنها تستعد لتسجيل القرآن الكريم بصوتها وبعضهم يؤكد أنها تجري
بروفات لأغنيات
دينية لتقديمها في رمضان وعندما أسأ لها تؤكد أن كل هذه الأخبار لا أساس
لها من
الصحة أستأذنها في نشر التكذيب تقول لي الخبر الكاذب سوف يكذب نفسه بنفسه.
ويمر
زمن أسابيع أوشهور وبالفعل يموت الخبر الكاذب..
»نجاة«
هي نموذج للاعتزال الهاديء لكنها بالتأكيد
ليست الوحيدة التي
اختارت هذا الطريق.. »نجلاء فتحي«
والتي يهدي لها مهرجان الاسكندرية
السينمائي
الدولي دورته القادمة اختارت أيضا الانسحاب قبل
9سنوات وأيضا لم تعلن ذلك بدليل
أنها حتي الآن ترشح للمشاركة في بطولة أفلام سينمائية ومسلسلات ولكنها بلا
ضجة
تعتذر آخرها »الملكة نازلي«
تليفزيونيا و»يوم للستات«
سينمائيا..
هي لم
تعلن اعتزالها لكنها معتزلة!!
علي الجانب الآخر فإن الاعتزال يبدو هو القرار الأصعب في حياة الفنانة
»صباح«
برغم أنها تعاني صحيا إلا أنها تتشبث بالحياة وبالغناء وقد تغادر
المستشفي لتمسك بالميكروفون..
»أم كلثوم« نموذج للفنان الذي لايعرف الاعتزال
رحلت »أم كلثوم« عام 57 وقبلها بثلاث سنوات عام
27
كانت تقف علي خشبة
المسرح لتغني في حفلها الغنائي وعندما اكتشفت في مطلع عام
37 أنها غير قادرة
علي تقديم حفل سجلت في الاستديو أغنية »حكم علينا الهوي«
وبعد أن تحقق انتصار
أكتوبر 37 جمعتها أكثر من جلسة مع الشاعر »مأمون الشناوي«
والملحن »رياض
السنباطي« لتقديم أغنية وطنية ولكن حالتها الصحية لم تسمح لها لكنها لم
تعتزل
الغناء..
الموسيقار
»محمد عبدالوهاب«
فعليا اعتزل الغناء في مطلع السبعينيات
إلا أنه لم يعلن ذلك...
كان »عبدالوهاب« يقدم أغنيات بصوته علي العود ويحتفظ
بها وذلك أثناء تحفيظه اللحن للمطرب وهذا بالطبع ينفي عنه تماما الاعتزال ورغم
ذلك فإن»عبد الوهاب« لم يكتف بهذا القدر بل استعاد تسجيلا له عام
77
مع
»عبدالحليم
حافظ«
في أغنية »من
غيرليه« وقدمه بعد 21 عاما تحت إشراف
مهندس الصوت »زكريا عامر« - أمد الله في عمره -
باعتباره يسجل الأغنية مع
فرقة موسيقية كاملة ان
»عبدالوهاب« سعيداً بتلك التمثيلية التي شارك الاعلام
في تروجها لأن هذه كانت رغبة »عبدالوهاب«
فهو لايريد أن يعلن
اعتزاله الغناء بصوته وعلي فرقة..
ولكن
»عبدالوهاب« فعليا ظل حتي تجاوز
09
عاما وهو يمسك بالعود ملحنا.
»وديع الصافي«
يقف الآن علي مشارف التسعين وهو لايزال
يغني..
المخرج
»صلاح
أبوسيف« عندما بلغ الثمانين أقام ندوة في المسرح الصغير عام
5991
شارك
فيها »صلاح«
مع »فريد شوقي«و »عاطف سالم« و»نادية لطفي« وكاتب هذه
السطور أعلن فيها أعتزال الاخراج إلا أنه أضاف شرطا واحدا لعودته وهوأن
الرقابة لو
أجازت التصريح لسيناريو
»مدرسة الجنس« فسوف يعود للإخراج..
السيناريو يتناول
البرودة في العلاقة الجنسية بين الزوجين أي أن
»صلاح« في واقع الأمر لم
يعتزل، وبعد رحيل »صلاح أبوسيف« صرحت الرقابة بالفعل بالسيناريو وأخرجه
ابنه
»محمد
أبوسيف« باسم »النعامة والطاووس«!!
النجوم عادة
لايعتزلون قد يخفت تواجدهم لكنهم لايعتزلون
وقد يرضي
بعضهم بأن ينتقل من البؤرة إلي الهامش مثل »عماد حمدي«
الذي ظل يعمل حتي اللحظة
الاخيرة كان آخر أفلامة »سواق الاتوبيس«
وتعاقدوا معه علي
»العار« قبل رحيله
ثم أسند دوره الي »عبد البديع العربي«.. »محمود المليجي«
كانت مقولته
الدائمة هي أنه يفضل أن يظل جنديا في الميدان علي أن يحمل لقب
جنرالا متقاعدا ولفظ
بالفعل أنفاسه الاخيرة وهو يصور مشاهده أمام »عمر
الشريف« في فيلم »أيوب«..
سيدة الشاشة »فاتن حمامة« في آخر حوار لها علي صفحات »المصري اليوم«
أكدت
أنها لم
تعتزل تنتظر أن يأتي العمل الفني الذي يغريها بالعودة..
الكاتب
الكبير »نجيب محفوظ«
ظل يكتب حتي تجاوز التسعين »أحلام فترة المراهقة«
لا
أتصور أن قرار الاعتزال بمثابة خط النهاية مثلا »لاري كينج«
في آخر تصريح له
أكد قد أعود لن أغيب طويلاو»أوبرا وينفري«
قالت ستتوقف عن البرنامج ولكنها لم
تؤكد اعتزالها الإعلام.. وكأنه اعتزال مع إيقاف التنفيذ!!
أخبار النجوم المصرية في
15/07/2010
بحب السينما
لا .. بل تراجع
واستسلام
بقلم : آيريس نظمي
الشعار الذي يحمله فيلم »لا تراجع ولا استسلام«
يوحي بأنه فيلم سياسي
كوميدي، لكن اتضح أن الفيلم من أفلام كوميديا
»الفارس« التي يقدمها أحمد
مكي.
لقد شاهدته لأول مرة مع عادل إمام في فيلم »مرجان أحمد مرجان«..
وأعجبني
كممثل كوميدي خفيف الظل له قدراته وحضوره علي الشاشة رغم صغر دوره.
ولأنه نجح في دوره هذا وتقبله الجمهور،
فقد انفصل عن الكبار ليقدم نفسه في
بطولات مطلقة.. فقدم فيلمه الأول »اتش دبور«
الذي نجح نجاحاً
جماهيرياً،
ثم فيلمه الثاني »طير انت« الذي كان أقل نجاحاً، فهو يؤدي كوميديا
»الفارس«
بكل بساطة وبدون افتعال..
وأخرج له الفيلمين المخرج الشاب أحمد
الجندي الذي اختاره أيضاً
ليقدم فيلمه الثالث »لا تراجع ولا استسلام«
وقام
بكتابة السيناريو شريف نجيب كأول فيلم له.
> > >
كنت أتوقع أن أري فيلماً أنضج وأحسن من الفيلمين السابقين..
ولكن حصل
العكس فالفيلم الجديد أكثر هبوطاً
من الفيلمين السابقين، وأخشي أن هذا
الكوميديان الذي يتمتع بقدرات معينة، وصعد فجأة وأصبح واحداً
من نجوم
الكوميديا.. أن يتراجع ويستسلم ويهبط بنفس قدر الصعود الذي حققه.
وفيلم »لا تراجع ولا استسلام«
من أفلام كوميديا الأكشن،
وأخشي أن ينضم »مكي«
إلي كوميديا المهرجين الذين يعتمدون علي الاسكتشات والإفيهات »الفاقعة«
والبلاهة والصوت المصطنع، بالرغم من أن هذه الأفلام أصبحت قديمة وبايته
وبايخه
كمان.
فكرة الفيلم قديمة عفا عليها الزمن، فقد قدمت في الكثير من الأفلام،
بل إن
الفيلم يعلن ذلك صراحة منذ البداية ويصر علي تقديمه..
وبذلك أخطأ
»مكي« خطأ
كبيراً علي تنفيذ هذه الفكرة التي اشترك في كتابتها مع كاتب السيناريو
والمخرج
ليسلط الأضواء عليه كمعظم نجوم كوميديا النجم الأوحد الذي لا
تظهر إلا صورته فقط في
الأفيش دون أي ممثل آخر.
> > >
أرادت مباحث المخدرات أن تلقي القبض علي أشهر تاجر مخدرات الذي لديه رجاله
الذين يساعدونه في التهريب،
ولديه كل الوسائل الحديثة لحمايته..
وهو يتمتع
بالوسامة ويسكن القصور الفاخرة ويركب العربات الفارهة..
يكلف ضابط المباحث »ماجد
كدواني« بالقاء القبض عليه، وحينما عرف أن هناك رسالة مخدرات آتية من
الخارج وحجزت في الجمرك لتفتيشها كان المفاجأة أنهم لم يجدوا
المخدرات، بل ملابس
نساء.
يقوم أحمد مكي بدورين في الفيلم..
الواد الغلبان و»المعفن«
الغبي الذي
توحي ملابسه المضحكة بذلك..
ثم يقوم بدور المساعد لرجل المباحث الذي يزرعه في
عصابة أبوالفضل عزام المستهدفة، أو عزت أبوعوف في مقابل مبلغ
كبير من المال
كنوع من الإثراء لهذا الفقير الذي سافر بطريقة غير مشروعة للعمل بالخارج،
فوجد
نفسه علي شاطئ بلطيم، وينتهز ضابط المباحث فرصة مقتل أحد زعماء العصابة
ليحضر
خبيراً من فرنسا يقوم باستنساخ نفس شكل القتيل،
وبالرغم من أنهم يحضرون صورا
مشابهة تماماً للقتيل إلا أن الخبير يختار
»حزلئوم«- أحمد مكي- من خلال
برنامج 09 دقيقة الذي يقدمه معتز الدمرداش،
ليحكي تجربة الهروب إلي الخارج
والذي انضحك عليه.. يشاهده الخبير الفرنسي في التليفزيون ويقول:
وجدته.. رغم
انه لا يمت شكلاً بأية صلة للقتيل..
فضلاً عن
غبائه.
وبقدرة قادر استطاع الرجل الفرنسي أن يخلق منه نسخة من رجل العصابة الذي
قتل
فافتقد الفيلم إلي المنطق،
ويحاول الضابط المكلف بالقبض علي العصابة أن يدرب
»حزلئوم«
علي عمل الدور لكن بدون فائدة، ومع ذلك يجعله يخوض العملية..
فهل
هذا أيضاً منطق؟
وحين يتصل »حزلئوم« ب»عزام بيه« رئيس العصابة يكتشف »عزام«
أن صوته
متغير..
ويحاول
»حزلئوم« أن يختلق قصة تكون سبباً في تغيير صوته، ومع
ذلك »يبلعها«
عزام.
ويستقطب الضابط المكلف بهذه العملية سكرتيرة عزام »دنيا سمير
غانم« »جيرمين«،
ويقنعها بأنها ستقوم بدور وطني وتوافق أن تدخل عش الدبابير لتساعد
»حزلئوم«
في هذه المهمة، وطوال الوقت يعتمد »مكي«
علي الإفيهات القديمة
التي يلجأ إليها بعض نجوم الكوميديا فتصاب بالملل.
والغريب أن »جرمين« تقع في حب »حزلئوم« رغم غبائه الشديد وعدم
التكافؤ الاجتماعي، ومع ذلك يحصل علي شريحة من الإنترنت تحوي معلومات مهمة
وهو لا
يعلم حتي ما هو هذا الجهاز..
عجيبة!
إيقاع الفيلم بطيء غير منضبط، وهذا يرجع لكتابة السيناريو الذي اشترك فيه
ثلاثتهم البطل وكاتب السيناريو والمخرج.
وفي الجزء الثاني يتحول الفيلم إلي »أكشن«..
مطاردات بالعربات،
وعربات
تنقلب ويحترق من فيها، وكأننا نشاهد فيلماً آخر من أفلام الأكشن الأمريكاني
التي تطورت كثيراً
عن ذلك.
> > >
لقد أتقن أحمد مكي الغباء وهو الدور الذي تقدمه سينما المضحكين في الاعتماد
علي الشكل والبلاهة وتغيير الصوت..
وكان يمكن لمكي أن يقدم فيلماً
يستغل فيه
قدراته ككوميديان بأن يقدم شيئاً
مختلفاً كقضية اجتماعية سياسية في قالب كوميدي
يحتضن بها غضب الناس ويحسسهم بوجودهم.
أما ضابط الكوميديا المكلف بالقبض علي العصابة »ماجد كدواني«
فقد نجح
كممثل له قدرات أخري غير الكوميدية وهو يصعد بالنجاح مع كل دور.
أما دنيا سمير غانم فهي تزداد تألقاً وجمالاً
وحضوراً
وتعرف كيف تختار
أدوارها.. فلا تمثل شخصية سبق أن قدمتها من قبل..
ممثلة شابة واثقة من نفسها..
استطاعت أن تتفوق علي مكي رغم أن دورها أصغر بكثير منه.
ولا أعرف سبب وجود »النينجا« الذي قدم لنا بعض الأكروبات..
وكان يمكن أن
يحذف تماماً..
أيضاً ظهور
غسان مطر الذي ظهر »لحزلئوم« فلم يكن له أي
داع!!
دلال عبدالعزيز ومحمد شاهين رغم قصر أدوارهما فقد كان أداؤهما جيداً.
عزيزي أحمد مكي:
»حاول أن تنتقي أدوارك بعناية تميزك عن
غيرك وتنعش قدراتك الفنية،
وياريت تمتنع عن الكتابة وسيبها لكتابها..
ولا تتسرع في الصعود وإلا ستتقهقر إلي
الوراء!«.
أخبار النجوم المصرية في
15/07/2010 |