بخطوات واستراتيجية
محسوبة المعطيات شرعت «ابو ظبي» في اطلاق العنان للمشاركة في انتاج عدد من
المشاريع
السينمائية الكبرى والتي جاءت تحت مظلة ايمجنيشن «ابو ظبي» وقد كان لي شرف
مشاهدة
اخر تلك النتاجات خلال الدورة الاخيرة لمهرجان كان السينمائي والذي تمثل
بالفيلم
الاميركي الجديد «لعبة عادلة» ومن قبلها شاهد العالم الفيلم الرائع «اسمي
خان» الذي
لا يزال يثير الجدل ويحصد النجاح عالميا. بالاضافة الى كم من المشاريع التي
تم
الاعلان عنها ولعل من بينها فيلم «ظل البحر» من توقيع الاماراتي نواف
الجناحي. لقد
شاركت شركة «ايمجنيشن أبو ظبي» في انتاج مجموعة من الأفلام السينمائية
والوثائقية
المهمة التي شاهدها الجمهور حول العالم، وفي الانتظار قائمة جديدة من
الأفلام التي
ستعرض لاحقاً، لعل من أبرزها كما اسلفنا فيلم «لعبة عادلة» والذي منح دولة
الامارات
العربية المتحدة اول مشاركة رسمية على صعيد الانتاج في المسابقة الرسمية
لمهرجان
كان السينمائي الدولي، ولقد دخلت الشركة الحديثة العهد بشراكات قوية مع
مجموعة من
أبرز شركات الانتاج في العالم في مجال الانتاج السينمائي. ونشير في هذه
المحطة الى
انه كانت احدى أبرز خطوات الشركة بعد انطلاقتها هي شراكتها الاستراتيجية مع
الشركة
البارزة «ناشيونال جيروغرافيك» والتي نشأ عنها اطلاق قناة «ناشيونال
جيوغرافيك أبو
ظبي» وانتاج أول فيلم مشترك بين الاثنين عام 2009م وهو «طريق العودة»
للمخرج بيتر
وير الحائز على 6 ترشيحات للأوسكار ومبدع عدة أفلام عالمية مثل «ماستر آند
كوماندر». الذي أدى دور البطولة فيه النجم راسل كرو، ويعتبر فيلم «طريق
العودة» هو
باكورة الشراكة بين ايمجنيشن وناشيونال جيوغرافيك ضمن عقد تمويل تبلغ قيمته
100
مليون دولار لتمويل وانتاج ما بين 10-15 فيلماً سينمائياً لغاية سنة 2013م،
وتدور
قصة الفيلم الذي جرى تصويره في بلغاريا ويؤدي دور البطولة فيه «اد هاريس».و«كولين
فاريل»؛ حول معسكر اجباري لعمال متعددي الجنسيات في سيبيريا وما يلاقونه من
معاناة
وقسوة في طريق هروبهم، والفيلم مأخوذ عن رواية الكاتب سلافومير روايشز التي
ترجمت
لأكثر من 25 لغة عالمية ويعتبر أكثر كتب قصص الهروب من المعتقلات رواجاً.
وتمضي المسيرة وفي أكتوبر من عام 2009م؛ دخلت الشركة بشراكة انتاجية أخرى
مع شركة «باركس ماكدونالد» للانتاج السينمائي عبر صندوق تمويل يقدر بحوالي
10
ملايين دولار، وبموجب هذه الشراكة استطاعت ايمجنيشن أن تدخل عالم هوليوود
عبر
التعاون مع شركة الانتاج الشهيرة «دريم ووركس» التي ستعمل على تنفيذ انتاج
3 أفلام
من اخراج جاي روتش وهي
: (Dinner for Schmucks)
و(Motorcade)
و(Men in Black 3).
ونؤكد بان العقلية الادارية المدبرة لشركة «ايمجنيشن» استطاعت من فهم
التطورات الجارية في المشهد السينمائي العالمي من ناحيته الانتاجية، حيث
اختفت عن
السوق العالمي - الا نادراً - عملية الانتاج السينمائي المنفرد - بمعنى أن
تنفذ
الفيلم شركة انتاج واحدة - فأصبح الانتاج السينمائي أكثر سعة لنشوء
الكارتلات
الانتاجية المتعددة الجنسيات، فقفز اسم الامارات واسم أبوظبي الى بوابة
الصناعة
السينمائية العالمية عبر شركة ايمجنيشن. التي باتت حاضرة عبر اعلاناتها
ومشاريعها
ومساهماتها في النسبة الاكبر من المهرجانات والملتقيات السينمائية الدولية.
في
أبريل من هذا العام استطاعت الشركة برفقة شريكتها العالمية «هايد بارك» من
الحصول
على عقد انتاج فيلم «ذا دابل» الذي يؤدي دور البطولة فيه النجمان ريتشارد
غير وتوفر
غراس، وتعود قصة الفيلم الى فترة الحرب الباردة بين أميركا وعدوها اللدود
الاتحاد
السوفيتي السابق، وصراع وكالة المخابرات الأميركية مع وكالة الأمن القومي
السوفيتية. ويعتبر هذا الفيلم هو أحد الأفلام العشرين التي أعلنت عنها ايمج
نيشن
عبر شراكتها مع هايد بارك، حين أعلنتا في نوفمبر من عام 2008م عن صندوق
تمويل تبلغ
قيمته 250 مليون دولار.
ومن ثم توسيع شراكة الطرفين عبر دخول طرف ثالث هو
هيئة التطوير الاعلامي السنغافورية في
نهاية عام 2009م بعقد تبلغ قيمته 75 مليون
دولار أميركي لانتاج 3-4 أفلام سنوياً حتى عام 2014م، كما دخلت الشركة
العالمية
الشهيرة «وارنر براذرز» كطرف وشريك أساسي مع ايمج نيشن في انتاج فيلم
الأطفال «شورتس»
الذي حقق صدى طيباً لدى عرضه.
ومن الانتاج الضخم الذي جرى عرضه
الأول في قصر الامارات في أبوظبي ويمثل قمة تألق السينما
البوليوودية عبر نجمها
شاروخ خان في فيلمه «اسمي خان» الذي شاركت
ايمجنيشن بانتاجه وتمويله. وحينما نذهب
الى قصة الفيلم نجد ان احداثه تدور وهو
الذي اقتبس من الحادثة الشهيرة لايقاف
السلطات الأميركية للنجم الهندي خان في أحد
مطاراتها- حول شخص اسمه رضوان خان يعاني
من التوحد فتقوم السلطات الأميركية المتوجسة والمستفزة من كل ما هو شرقي
بعد أحداث
سبتمبر باعتقاله في مطار لوس أنجلس وهناك تحدث مفارقات وتصاعد درامي انساني
مثير.
تطول قائمة الأفلام التي شاركت ايمج نيشن بانتاجها عالمياً، ومن أبرزها
الفيلم الكوميدي الذي يعرض حالياً في صالات السينما «انتقام فروي» الذي
يؤدي دور
البطولة فيه النجم ساندرز بريندان وريكي فرانك وكين ليمان.
وتدور القصة حول
عملية تطوير عقاري تقوم بها احدى الشركات بولاية أوريغون في احدى الغابات
البرية،
فتهب مخلوقات الغابة من الحيوانات للانقضاض على الغرباء القادمين، أما
الفيلم الآخر
الذي يتوقع عرضه قريباً فهو فيلم «المجانين» وهو ضمن سلسلة أفلام الرعب
النفسية
ويؤدي دور البطولة فيه تيموثي داتون وكريستي لين.
ونعود الى الحضور الدولي
لابوظبي فمن بين أهم الأفلام التي شاركت «ايمج نيشن» في انتاجها ووضعت اسم
أبو ظبي
في خارطة الانتاج السينمائي العالمي؛ هو فيلم «لعبة عادلة» الذي جرى عرضه
الأول في
صالات مهرجان «كان» الدولي في مايو الماضي وبحضور وفد متميز ترأسه محمد
المزروعي.
وتدور قصة الفيلم حول القصة الحقيقية لعميلة المخابرات الأميركية «فاليري
بلام ولسون» التي تؤدي دورها النجمة نعومي واتس وكيفية ايقاع دوائر
المخابرات بها
بعد سلسلة مقالات كتبها زوجها -النجم شون بين- لفضح أكاذيب امتلاك العراق
لأسلحة
الدمار الشامل. وجسد الفنان المصري خالد النبوي دوراً رئيسياً في الفيلم
باعتباره
أحد العراقيين المختصين بالأسلحة النووية وما قدم له من عرض بمنحه اللجوء
والأموال
ان قدم أسرار الأسلحة العراقية، والفيلم من اخراج دوغ ليمان. وحصد كثير من
الاهتمام
والاشارات الايجابية وهو نموذج متميز للانتاج السينمائي الاميركي الخاص .
وفي المحطة الاخيرة.. نظل نكرر بان ابوظبي ومن خلال ايمجنيشن ابو ظبي تسير
وفق استراتيجية صوب الانتاج السينمائي العالمي الذي سيرسخ دولة الامارات
العربية
المتحدة كواحدة من اهم الجهات الانتاجية والمستثمرة في صناعة الفن السابع
وهو امر
حصاده يتجاوز الجوانب المادية الى افاق اعلامية وفنية شمولية اكبر وابعد من
اي حصاد
مادي.
النهار الكويتية في
15/07/2010
وجهة نظر
رمضان
عبدالستار ناجي
مرة أخرى نكتب عن الشهر الفضيل، وذلك قبيل
اسابيع عدة من اطلالته المباركة، والحديث
هنا يأتي ضمن البعد التلفزيوني، حيث نتوقع
ان تكون الدورة الرمضانية المقبلة، بمنزلة الجولة الحاسمة، بالنسبة لموقع
كل
فضائية، وتقيم شركات الاعلان الاساسية، لمكانة كل فضائية، ونسب المشاهدة
عندها.
وإذا كانت قناة الجزيرة قد حسمت الامور على المستوى الرياضي، من خلال
نهائيات كأس العالم، والقوة الضاربة التي تحركت من خلالها والميزانيات
الضخمة التي
سخرت والاعداد المتميز والاستثمار العالي المستوى للحدث والمناسبة وايضا
اللياقة
العالية لكوادر تلك القنوات، والتي راحت تتحرك وبلباقة عالية على مدى
الاربع
والعشرين ساعة، وهو امر منح الجزيرة الرياضية السبق، وبمساحة فلكية سيكون
من
الصعوبة بمكان اللحاق بها، او حتى التفكير في منافستها.
ونعود لبيت القصيد،
حيث الدورة الرمضانية التلفزيونية التي تكاد تكون ملامحها في جميع القنوات
قد
اتضحت، وبدأت مؤشرات الاتفاقيات الاعلانية تكتمل، ومع بداية اليوم الاول
لشهر رمضان
المبارك ستكون الصورة قد اتضحت نهائيا امام المشاهد والمعادلات اليوم تحسم
عربيا،
وليس على المستويات المحلية والاقليمية بل على الصعيد العربي، ولربما الشرق
اوسطي.
وهنا تبدو المنافسة تكاد تكون محدودة، في عدد لا يكاد يتجاوز اصابع
اليد الواحدة، من الفضائيات ونفزع كثيرا حينما نعرف ان هنالك بين تلك
المجموعة
القليلة، عدداً متميزاً من الفضائيات الخليجية، التي يبدو انها ستظل فرس
الرهان
لمواسم عدة مقبلة، لانها تعلم وفق استراتيجيات بعيدة المدى بعيدا عن
الروتينيات
والبيروقراطيات والمناقصات وكتابنا وكتابكم.
شهر رمضان، سيكون نقطة الحسم في
جدولة مواقع الفضائيات العربية، بالنسبة للمشاهد العربي، ومن
قبله شركات الاعلانات
التي تمثل المحرك الاساس لعجلة الانتاج
بعيداً عن الصيغ الرسمية والميزانيات
المقرونة بالدول.
فهل من يرصد؟!، وهل من يتابع؟! وقبل كل هذا او ذاك هل من
يتعلم؟!
وعلى المحبة نلتقي
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
15/07/2010 |