أمس الأربعاء، في
الرابع عشر من تموز الجاري، بدأت العروض التجارية الفرنسية لـ«قصّة لعبة 3»
للي
أنكريش. فيلم التحريك نفسه معروضٌ في بيروت منذ أيام عدّة، في
صالات «زوق» و«سانت
إيلي» (أنطلياس) و«أبراج» (فرن الشباك) و«سيتي كومبلاكس» (طرابلس) و«سينما
سيتي» (الدورة) و«أمبير دون» (فردان). إنها مناسبة
لاستعادة المسار التاريخي لشركة
«بيكسار»،
التي باتت إحدى أبرز الشركات المنافسة لـ«والت ديزني» في مجال الرسوم
المتحرّكة. الأبرز والأنجح أيضاً، بعيداً عن المنافسة. المجلة الأسبوعية
الفرنسية «إكسبرس» نشرت تحقيقاً لكريستوف كاريير حول
الشركة ونجاحاتها، في عددها الصادر في
السابع من تموز الجاري. هنا مقتطفات أساسية منه.
في نهاية تشرين الأول 1995،
دخلت مجموعة من الشبّاب، في الصباح الباكر، إلى صالة سينما في سان
فرانسيسكو،
للمشاركة في عرض خاص بفيلم أثار حشرية جماعية منذ بعض الوقت. إنه «قصة
لعبة»، أنجزه
شابٌ يُدعى جون لاسيتير لحساب شركة جديدة اسمها «بيكسار». إنه نتاج عمل
كامل من
الصور المصنوعة بفضل الكمبيوتر. لم يُشاهد أحدٌ مثله سابقاً.
بخروجهم من الصالة، لم
يشعروا بخديعة ما جرّاء ما شاهدوه، بل كانوا متحمّسين للغاية: «أردنا
جميعنا أن
نعمل لدى الشركة»، كما تذكّر كوريها يوكوو، العامل الرئيس في «بيكسار»
حالياً.
انتشر الخبر سريعاً في أرجاء العالم: دخل التحريك عصراً جديداً.
تقنيات وقصص
لكن، أكثر من التقدّم التقني، فإن الجمهور، الذي بلغ عدده مئات الملايين في
نهاية العروض التجارية كلّها (مليونين وسبعمائة ألف مُشَاهد في
فرنسا)، مشدودٌ
بسيناريو ذي حبكة متينة: ألعاب تتّخذ حياة البشر ما إن يغادر صاحبها آندي
غرفته،
تاركاً إياها وراءه. في مقدّمة الألعاب هذه، هناك «وودي راعي البقر»، الذي
يتهدّد
موقعه كرئيس الجماعة بوصول «باز البرق»، المغامِر الفضائي.
القصّة، في عمقها،
تُعالج مسائل الغيرة والتخلّي والصداقة والثقة. المُشاهد، سواء أكان صغيراً
أم
بالغاً، عرف ثلاثة أجزاء من تلك القصّة: «أثّر الفيلم عميقاً في الأطفال،
ولا يزال
يؤثّر فيهم»، كما قالت جنفياف دجيناتي (مُعالجِة نفسية، وصاحبة
كتاب «التحليل
النفسي للرسوم المتحرّكة»، الصادر عن دار «بوكيت»). أضافت: «الصغار الذين
شاهدوه
عند إطلاق عروضه التجارية، والذين باتوا بالغين اليوم، ينتظرون الجزء
الثالث بفارغ
الصبر. أهاليهم الخمسينيون أيضاً. لا يتعلّق الأمر بقصّة مروية بشكل جيّد
فقط، بل
بالتذكير بلحظات عشناها جميعنا، عندما كنّا وحيدين مع ألعابنا ومخيّلاتنا».
بعد
مرور خمسة عشر عاماً على «قصّة لعبة»، وعشرة أعوام على «قصّة لعبة 2»،
أُنجز «قصة
لعبة 3». هناك أرقام متتالية للأجزاء، تقدّم عائدات مالية. غير
أن ملحمة «قصّة
لعبة» باتت موعداً مُنتظراً جداً. لا أحد يُفكّر بخيبة الأمل. أساساً، لن
تكون هناك
خيبة أمل أبداً. مرة جديدة، السيناريو مكتوب بثراء لا يُصدَّق، مازجاً
التشويق
بالفكاهة، ومُغذَّى بشخصيات جديدة ورهانات جديدة: نهاية
الطفولة، وصعوبة الانتقال
إلى سنّ البلوغ. هناك أمرٌ بات اليوم عادياً: الوضوح. «بيكسار» تعيش عصرها.
وغالباً
ما خطت خطوات تقدمية.
ولدت «بيكسار» في العام 1986، بفضل رؤية وطموح. ستيف جوبز
(مبتكر
«آبل») اقتنع بأن مستقبل التحريك بات ينتمي إلى أجهزة الكمبيوتر: سخر منه
كثيرون، عندما عبّر عن إحساسه هذا علناً. جون لاسيتير (محرّك) وإد كاتمول
(إعلاميّ)
حلما بإنجاز فيلم روائي طويل بالصُور المصنوعة بفضل الكمبيوتر: عوملا
كمجنونين. في
العام 1989، نال لاسيتير جائزة «أوسكار» أفضل فيلم قصير عن «لعبة تِن»،
الذي روى
قصّة لعبة حيّة. شركة «ديزني» بدأت تتعاطى مع لاسيتير وكاتمول
بجدّية، وأخبرتهما
أنها مستعدة للانطلاق في مشروع ضخم. التقى لاسيتير جماعته: «لا مجال لكتابة
قصّة
جنيات، مع الثنائية المعتادة: الخير والشر. لا مجال لقصص الحب أو للأدوار
الكوميدية
الثانية. لا مجال للاستعراضات الموسيقية». خلال عام واحد، اشتغل بيت دوكتور
(الذي
أخرج في العام 2001 «غيلان وشركاؤهم»، بالتعاون مع لي أنكريش وديفيد
سيلفرمان)،
بمساعدة ستة مؤلّفين، في كتابة نصّ سينمائي تحوّل في ما بعد
إلى «قصة لعبة»، الذي
منحته «ديزني» الضوء الأخضر. لكن، بعد تفكير، لم يقتنع لاسيتير. بعد ثمانية
عشر
شهراً أخرى، عمل على نتاجه: «أنا متأثر دائماً بمتطلبات أفلام هذه الشركة»،
كما قال
المخرج الفرنسي جان ـ بيار جوني، مضيفاً أن «قصة لعبة» شكّل «صدمة»، لأن
لاسيتير
وأعضاء فريقه «نجحوا في مزج الذكاء بالشعبيّ كما لم يفعل أحدٌ
قبلهم».
سرّ
سرّ جون لاسيتير؟ ألاّ يكون المرء في خدمة التكنولوجيا، بل أن يُخضعها
لرغباته:
«الكمبيوتر
آلة غبية، تفعل ما نطلبه منها»، كما قال في حوار منشور في «إكسبرس» في
العام 2004. كان يومها مقتنعاً بأن «الصورة المصطنعة بفضل الكمبيوتر لن
تقتل الرسوم
المتحرّكة التقليدية». كان محقّاً، حتى وإن باتت قيمة أفلام
«بيكسار» المرجع،
حالياً: «الأمر بسيط: لم أعد أستطيع مشاهدة رسوم متحرّكة كلاسيكية، إلاّ
إذا لم تكن
نموذجية»، كـ«بيرسيبوليس» (2007) لمرجان ساترابي وفانسان بارونّو أو «فالس
مع بشير» (2008)
لآري فولمان، كما قال جوني. سيرج برومبيرغ، المدير الفني لـ«المهرجان
الدولي
لأفلام التحريك في آنيسي» كان واحداً من قلّة مرتابة: «في ذلك
الوقت، لم أستطع
التفكير بأن هذه التقنية ستكون المستقبل. هذه الشخصيات متيبّسة جداً أثناء
تحرّكها.
لا تملك أدنى تعبير. لم تكن رشاقة القلم
موجودة. لهذا السبب، من دون أدنى شكّ،
اختار لاسيتير بنباهة أن تكون الشخصيات ألعاباً جامدة بشكل
عادي: إذا تحرّكت بطريقة
خاطئة، فهذا لا أهمية له».
ما هو نبيه تحديداً، كامنٌ في النظرة المختارة
لمعالجة قصّة: «إنها قصّة المُشاهد ومخيلته، من خلال عيني آندي وحركاته»،
كما أكّدت
دجيناتي. هذه الدعوة إلى عيش مغامرات نكون نحن، في النهاية، الممثل الرئيس
فيها، هي
أحد المفاتيح الأساسية للنجاح الكبير الذي عرفه الفيلم في
أنحاء مختلفة في العالم،
ولدى الأجيال كلّها. قبل «قصة لعبة»، كان عدد البالغين الذين يُشاهدون فيلم
تحريك
من دون أولادهم قليلاً. منذ ذلك الوقت، اندفع الكبار لمشاهدة «الذين
لايُصدَّقون»
(2004)
لبراد بيرد و«راتاتوي» (2007) لبيرد أيضاً و«حائط إي» (2008) لأندرو
ستانتون. لم يعد العنوان مهماً، ما دامت هناك نشوة «لمسة بيكسار» المشهورة،
التي
تسمح، اليوم، بمعالجة موضوع الشيخوخة والموت في بداية «فوق»
(2009) لبيت دوكتور
وبوب بيترسون. روت «بيكسار»، عبر قصص غريبة، الحياة العادية.
الاستفتاء الشعبي
غير المعقول لهذه المهارة، سمح للاسيتير وأعضاء فريقه بإطلاق العروض
التجارية
لـ«قصة لعبة 2» في العام 1999. بات الأمر بديهياً في العام
2010. لم يكن الوضع هكذا
حينها. التتمات كلّها الخاصّة بأفلام الرسوم المتحرّكة، كـ«الجميلة والوحش
2: عيد
الميلاد الساحر» (1997) لآندي نايت و«حورية الماء الصغيرة 2: العودة إلى
المحيط»
(2000)
لجيم كاميرود وبراين سميث، أُنجزت مباشرة من أجل سوق الفيديو، وتمّ
تصنيعها
على أنها نتاج استهلاكي عادي. «قصة لعبة 2»، وإن تمّ إنجازه بتفكير مشابه
أيضاً في
الأساس، هو على النقيض تماماً: مُتصوَّر بهوس فاقع في الدقّة والعناية.
استفاد من
أموال أكثر، ومعاونين أكثر، وأفكار أكثر. «نعم، هذا ممكن».
خصوصاً أن صناعيي
الألعاب، المتحيّرين إزاء «تأجير» منتوجاتهم، باتوا منفتحين جداً على
النقاش. «ماتيل» مثلاً، اعتبرت أن اللعبة تستحق
المخاطرة: «بإعطاء صوت لباربي، تُمنح (هذه
اللعبة) شخصية ليست بالضرورة تلك التي تحلم بها الفتيات
الصغيرات»، كما قال أحد
العاملين الكبار فيها.
إيرادات
بالنسبة إلى «قصة لعبة 2»، فإن الأولاد
باتوا أكثر إدراكاً: اللعبة تنفِّذ، ببساطة، تعليمات «وودي» و«باز» (قبل
اللقاء
بـ«كِنْ» في «قصة لعبة 3»). لكن النتيجة هنا: الفيلم أفضل من الأصل. «نعم،
هذا
ممكن». والإيرادات العالمية مرتفعة: 485 مليون دولار أميركي
كإيرادات ناتجة من عروض
«قصّة
لعبة 2»، في مقابل 361 مليون دولار أميركي، حصيلة إيرادات الجزء الأول. منذ
ذلك الحين، كل استديو مقوّى بفرع خاصّ بالتقنيات والكمببيوتر، ضاعف التتمات:
«شريك»
بات في الجزء الرابع، الذي أنجزه مايك ميتشل في العام الجاري، علماً بأن
إنتاج
الجزء الأول تمّ في العام 2001، وأخرجه أندرو أدامسون وفيكي جنسون، في حين
أن الجزء
الثاني أنجزه أدامسون وكيلي أزبوري وكونراد فيرنون في العام 2004، والجزء
الثالث
وقّعه الثلاثي كريس ميلر الثالث ورامان وي وكريس ميلر في العام
2007؛ و«عصر
الجليد»، الذي أخرج جزءه الأول كريس ودج وكارلوس سالدانا في العام 2001،
وجزءه
الثاني سالدانا نفسه في العام 2005، وجزءه الثالث سالدانا أيضاً، بالتعاون
مع مايك
ثورميير في العام 2009 (التحضيرات جارية حالياً لإنجاز الجزء
الرابع في العام
المقبل) وغيرهما.
يُذكر أن خمسة أفلام أنتجتها «بيكسار»، حقّقت إيرادات عالمية
مرتفعة: بلغت إيرادات «نيمو» (2003) لآندرو ستانتون ولي أنكريش
867 مليون دولار
أميركي، و«فوق» 731 مليون دولار أميركي، و«الذين لا يُصدَّقون» 631 مليون
دولار
أميركي، و«غيلان وشركاؤهم» 525 مليون دولار أميركي، و«قصّة لعبة 2» 485
مليون دولار
أميركي.
المصرية في
15/07/2010
ممدوح الليثي: مهرجان الإسكندرية السينمائي.. سبتمبر القادم
ليلي علوي رئيس لجنة التحكيم.. نجلاء فتحي ضيف شرف
100 ألف جنيه جوائز إعلانية من اتحاد الإذاعة والتليفزيون
الإسكندريةـ مكتب المساء
نفي ممدوح الليثي رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية ورئيس مهرجان
الإسكندرية السينمائي الدولي ما قيل وأشيع في الأيام الماضية بشأن تأجيل
مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته السادسة والعشرين والمقرر إقامتها
بدار الأوبرا "مسرح سيد درويش" بسبب تزامن انعقاد المهرجان مع حلول شهر
رمضان المعظم هذا العام.
أضاف الليثي: المهرجان يقام في موعده ابتداء من يوم "14" سبتمبر ويستمر حتي
يوم "20".. تحت رعاية الفنان فاروق حسني وزير الثقافة ويرأس لجنة التحكيم
الدولية الفنانة ليلي علوي والفنان هشام سليم عضواً بالإضافة إلي بعض
الأسماء الأخري.. ويتولي رئاسة لجنة تحكيم الأفلام الديجيتال د.رفيق الصبان
وعضوية المخرج أحمد عبدالله والسيناريست مريم نعوم.. كما تم اختيار الفنانة
"نجلاء فتحي" ضيف شرف المهرجان في دورته القادمة خاصة أنها تقام تحت عنوان
"سينما المرأة" وذلك تكريماً وتقديراً لدورها الكبير ومكانتها السينمائية..
ودورة المهرجان هذا العام مهداة إلي المخرج العالمي يوسف شاهين.
أشار إلي أن مهرجان الإسكندرية السينمائي هذا العام يقدم مجموعة كبيرة من
الجوائز منها العالمية والسينما المصرية والإعلامية وجائزة عبدالحي أديب
بالإضافة إلي جوائز الأفلام التسجيلية وأفلام الكرتون والرسوم المتحركة
والأفلام القصيرة.
أوضح أن عدد الأفلام التي وصلت إلي إدارة المهرجان حتي الآن "80" فيلماً من
"18" دولة عربية وأجنبية.. مشيراً إلي أنه تم استبعاد الأفلام التي وردت
للمهرجان من خارج دول حوض البحر الأبيض المتوسط لتعارضها مع لائحته.. ومن
المنتظر أن يتجاوز عدد الأفلام التي تصل إدارة المهرجان أكثر من "100" فيلم
سينمائي لتكون هذه المرة الأولي في تاريخ المهرجان أن يصل عدد الأفلام إلي
هذا العدد مضيفاً أنه تم استبعاد "20" فيلماً لعدم ملائمتها للعرض في
المهرجان.. وأن هناك أكثر من "10" أفلام حتي الآن تصلح للمشاركة في
المسابقة الرسمية لكبار المخرجين العرب والأوروبيين من بينها أفلام من
"اليونان وكرواتيا وإسبانيا وفرنسا والمغرب وتركيا".
قال الليثي: بالنسبة لمسابقة أفلام "الديجيتال" وصل عدد الأفلام المشاركة
حتي الآن إلي "97" فيلماً مقسمة إلي "42" فيلماً روائياً و"28" فيلماً
تسجيلياً و"27" فيلم كرتون ورسوم متحركة حيث بدأت لجنة المشاهدة في مشاهدة
الأفلام لاختيار ما يصلح منها للعرض في المهرجان.
من الأفلام التسجيلية التي ستعرض فيلم "صيد العصاري" ومن أفلام الكرتون
والرسوم المتحركة فيلم "السد العالي". ومن الأفلام السينمائية "الديلر"
و"نور عيني" و"اللمبي 8 جيجا" و"بنتين من مصر" بالإضافة إلي مجموعة كبيرة
من الأفلام التي انتجت هذا العام.. مع تقديم بانوراما فرنسية تشارك من خلال
ثلاثة أفلام وهي "مرحباً" و"الآنسة شامبو" و"الملجأ".. وفي قسم بانوراما
سينما دول البحر المتوسط وهي "ندم" و"بين ذراعيك" و"أصوات صامتة" بالإضافة
إلي تنظيم استفتاء بين الكتاب والنقاد لاختيار أفضل عشرة أفلام تم إنتاجها
خلال العشر سنوات الأولي من القرن الحادي والعشرين لتكريم صناعها في الدورة
القادمة للمهرجان كما ينظم المهرجان استفتاءه السنوي لاختيار أفضل أفلام
ونجوم وصناع السينما وتتنافس للفوز بجوائز إعلانية قيمتها "100" ألف جنيه
مقدمة من اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
المساء المصرية في
15/07/2010 |