في صورة تمثل شاشة التليفزيون بأكملها، يقف «كأس العالم» وكأنه صخرة
غير محددة الأطراف، وسط دائرة كبري تمثل كوكبنا الأرض لينطلق بعدها شعار
يتكرر كثيرا هو «أطلق حماسك» علي خلفية زجاجة مشروب غازي شهير استحوذ هو
وشركتان للسيارات، واحدة يابانية والثانية كورية، علي الرعاية الدعائية
والمالية لعروض كأس العالم للكرة علي قنوات الجزيرة الرياضية التي تمتلك حق
بثها الحصري في منطقتنا العربية.. غير أن المدهش هو ما يحدث علي شاشات
التليفزيون المصري التي تبث مباريات المونديال بعد شرائها من الجزيرة، وحيث
تتجاوز نسبة الإعلانات، وعدد المعلنين من شركات ومؤسسات، ما يعرض علي شاشات
الجزيرة بكثير، محدثة نوعا من الصراع غير الخفي، وغير العلني أيضا بشأن بث
هذه المباريات وعلاقته بهيبة الدولة، خاصة إذا كانت هنا مصر بريادتها للبث
التليفزيوني العربي الذي يكمل هذه الأيام عامه الخمسين، وأيضا علاقة هذا
البث بالمتغيرات في ساحة الإعلام بداية بالعصر الفضائي إلي صعود مؤسسات
وتكتلات إعلامية جديدة تسعي للسيطرة علي المشاهد ومنها هنا شبكة «الجزيرة»
التي بدأت بقناة إخبارية واحدة عام 1996، قبل أن تتوسع لتصبح شبكة عامة، ثم
تؤسس لشبكة رياضية تدفع مبالغ هائلة في الحصول علي حقوق بث كل المسابقات
الرياضية المهمة وتعتبر شبكة الشيخ صالح «ART»
أول من احتكر البطولات الرياضية الدولية في الإعلام العربي.
حرب الإعلانات
دفع التليفزيون المصري 125 مليونا من الجنيهات للجزيرة ليشتري
المباريات التي يريدها ليتيحها للمواطن المصري مجانا عبر القنوات الرياضية
والمتخصصة، غير أنه فوجئ بالجزيرة تعرض هذه المباريات علي شبكتها الرياضية
بدون تشفير، وأن ما دفعه من أجل الحصول علي ميزة للتليفزيون المصري لم يعد
كذلك «قيل إن الجزيرة فعلت هذا إجبارا بسبب شروط الاتحاد الدولي لمنع
الاحتكار»، المهم أن التليفزيون المصري أفرد لمشاهدة خمس قنوات كاملة،
الثانية الأرضية، وأربعة قنوات أخري متخصصة ليصل البث إلي كل مكان في مصر
وهو ما جعل المشاهدة إجبارية في بعض الأحيان لآلاف من غير مشجعي الكرة
المصريين، زوجات أو أبناء، إذا ما كان في الأسرة طرف قادر علي فرض إرادته
في مشاهدة المباريات التي تمناها كل محبي الكرة من المصريين وهم كثيرون..
ومن هنا جاء المعلنون وراء المشاهدين وزادت نسبة الإعلانات المصرية عن
إعلانات الجزيرة لتضغط كثيرا من مساحة الوقت في «ستديو النيل التحليلي»
بقناة الرياضة «نايل سبورت» والذي أصبح منتشرا علي خمس قنوات يقوده المعلق
الرياضي الرصين طاهر أبوزيد ومعه فريق من كبار اللاعبين الذين احترفوا
التعليق، أو المعلقين الأصلاء.. وهو فريق استطاع مناظرة «استديو التحليل»
للجزيرة من جوهانسبرج في جنوب أفريقيا حيث تدور أحداث المونديال بل إنه كان
الأفضل في أوقات كثيرة «من ملاحظات مشاهدين محترفين» باستثناء لجوء الجزيرة
إلي عدد من كبار لاعبي ومدربي الكرة العالميين من فرنسا وانجلترا وإيطاليا
وألمانيا وغيرها من الدول، وإدخالهم كعنصر أساسي في تحليل وقائع المباريات
في جلسات قادها ثلاثة من المعلقين «هشام الخالص» و«أيمن جادة» التونسيان،
ثم «لخضر بريشي» الجزائري، ومعهم أغلبية من هذين البلدين وبعض الخليجيين
ومصري واحد هو لاعبنا اللامع السابق حازم إمام مع الاستعانة برسائل لنادر
السيد حارس مرمي الزمالك السابق، أما المعلقون علي المباريات فأغلبهم أيضا
من شمال أفريقيا، ومعهم مصري واحد هو أحمد علي محمد.
أطلق فلوسك.. أولاً
وعلي شاشة المونديال الأفريقي قدمت «الجزيرة» كل شيء إلا حياة
الأفارقة أنفسهم في دولة الحدث جنوب أفريقيا، والقارة التي يقام فيها كأس
العالم للكرة للمرة الأولي، وحيث جاءت تغطيات «الجزيرة» الرياضية لهذه
العناصر تحديدا مخيبة للآمال برغم إرسالها بعثة كبيرة إلي هناك قبل بداية
الحدث، وبينها مقدمة برامج كانت مهتمة بسؤال العرب والمسلمين في جنوب
أفريقيا عن حياتهم فيها قبل أن تقدم لنا كمشاهدين قاعدة معرفية عن هذا
البلد الأفريقي المهم، خاصة مع وجود بعض الأمور الجديدة علي المشاهد مثل
حكاية استخدام الجمهور الجنوب أفريقي لبوقه الشعبي، الفوفوزيللا، في
التشجيع وكيف سيطرت هذه الآلة الشعبية البلاستيكية علي أصوات التشجيع لتسبب
نوعا من الغضب من جانب الفرق الأوروبية التي فاقت أصوات الفوفوزيللا أصوات
مشجعيها، ومن المؤكد أن لهذه الآلة الأفريقية قصة لم تسع الجزيرة إلي البحث
عنها وتقديمها لنا كجزء من الثقافة الأفريقية الشعبية تستخدم في الأفراح
والأحزان، الغناء والنواح وغيرهما من مناسبات التواصل، وليست «الجزيرة» فقط
المختصة بالرياضة ولكن حتي «الجزيرة الوثائقية» لم تقدم علي شاشتها إلا
فيلما عن «كرة القدم الأفريقية» كان الأجدر به العرض علي الجزيرة الرياضية
والبحث عما يمس الثقافة الأفريقية من خلال السينما الوثائقية.. وهو كثير.
صورة بدائية ونمطية للأفارقة
من جهة أخري فلم تستح شركات الإعلانات الراعية للحدث من تقديم صور
قديمة نمطية لأفريقيا والأفريقيين طوال الوقت قبل وبعد المباريات
والتحليلات وكأن أفريقيا هي قارة الرجال والنساء الذين يضعون الوشم علي
وجوههم وأياديهم فقط، ويرقصون طوال الوقت، أو يرتدون قرون الحيوانات
وجلودها ويسيرون في جماعات حاملين الرماح بين الغابات والأحراش باحثين عن
الأمل.. ليتضح أنه زجاجة مياه غازية عليها الماركة إياها الراعية
للمونديال، لقد استخدم هؤلاء الرعاة الكمبيوتر جرافيكس بإمكانياته الحديثة
لإعادة تقديم الصورة القديمة عن القارة وتثبيتها في أذهان الملايين من
المشاهدين كقارة يسكنها بدائيون حفاة ومزعجون أيضا بحماسهم الزائد لمشروب
الدوتسي كولا وتلك السيارات الفاخرة بفتياتها الأوروبيات الساحرات،
والحقيقة أن عبارة «أطلق حماسك» التي اختارتها شركة المشروب إياه لحملتها
هي عبارة خادعة ومضللة، والأصوب أن تسمي «أطلق فلوسك» لأنها تعبير عن كم
النقود المتوفرة لدي هذه الشركات لترعي مسابقة في حجم كأس العالم للكرة
وليست تعبيرا عن انطلاق حماس وانبساط الأفارقة، بهذا الشكل المهين، لأنهم
وجدوا الزجاجة الحلم! ولتضيع فرصة لن تتكرر من الإعلام العالمي لإعادة
تقديم أفريقيا كقارة، والشعوب الأفريقية كبشر لديهم كثير من الإمكانيات
الإنسانية والعقلية للمساهمة في الحضارة الإنسانية، لقد توقف قطار
المونديال في أفريقيا لأول مرة، ولكنه لم يبحث عنها.. وإنما عن أوهامه
القديمة.
الأهالي المصرية في
08/07/2010
أسـامة فـوزي .. الصـادم
أشرف بيدس
اعتاد فعل أشياء ، ظن البعض انها خارج السياق، لكن شخوصه، رغم غرابتها
وأحيانا ندالتها، تأتي من قلب مصر.. لا يهوي الظهور والاحاديث ويخفي خجله
وانطواءه في افلام شديدة الجرأة، قد يصادفه البعض في الطريق دون أن يتعرف
عليه، فعلاقته بالفن تبدأ وتنتهي في البلاتوه، الذي لا تزوره الكاميرات
الفضائية، لكن عندما نردد اسم عمل من اعماله القليلة، فإن الأمر يستوجب
كثيرا من الاهتمام والاحترام، انه المخرج الصادم والمتميز اسامة فوزي.
يدخل المناطق المحظورة - مدعوما بكتيبة مغامرة جريئة من كتاب
السيناريو الموهوبين مثل مصطفي ذكري وهاني جرجس- فيحطم لافتات ممنوع
الاقتراب، فهو لا يعتد بالثوابت التي لا تتوافق مع قناعاته، مدفوعا بقوة
خفية تحركه ولا يستطيع ايقافها، عندما نحصر اعماله، نكتشف ندرتها
الملحوظة.. أربعة أعمال فقط هي حصيلته السينمائية (عفاريت الاسفلت 1995 -
جنة الشياطين 1999 - بحب السينما 2004 - بالألوان الطبيعة 2010) حاول ان
يفتح الباب علي مصراعيه بهذه الاعمال ليجيب عن الاسئلة المحرمة التي تؤرقه،
لا يستثني شيئاً، فكل علامات الاستفهام مباحة، كيف ولماذا ومتي وأين؟ يكفر
بالقيود ويؤمن بالحرية والاختلاف لأقصي الحدود.
فهو مخرج يثير الازعاج عند مشاهدة افلامه، ففي الوقت الذي تثني عليه
وتمتدحه، تجد نفسك تقف في مواجهته في اللحظة ذاتها، ولا تستطيع أن تهرب من
سؤال يظل يلاحقك، لماذا يفتش أسامة فوزي عن تلك الاشياء التي نحاول ان
نخفيها ولا نجرؤ علي البوح بها؟!
لماذا هو صادم؟
تأتي اعماله الاولي لتدلل علي شخصيته المقتحمة فيقدم "عفاريت الأسفلت"
مغامرته الأولي والمحفوفة بالمخاطر في موضوع شائك، تتضمن أحداثه 6 شخصيات
يقومون بعلاقات محرمة (زني)، بدءاً من الأسطي عبدالله الذي يخون زوجته مع
أم رنجو، وتخونه زوجته تفيدة مع محمد الحلاق الذي تخونه زوجته بطة مع سيد،
ورغم انها شرائح بشرية تعيش وسط مستنقع من الرذيلة، لكنه ينجح عبر
السيناريو المكتوب له بشجاعة في تضفير علاقة عاطفية شديدة الخصوصية بين
انشراح ورنجو وفق معطياتهما وقناعتهم، ويطلق انذار الخطر حول عشوائية سائقي
الميكروباص الذين يفرغون كبتهم واحباطهم، إما بالجلوس في «قعدات الحشيش»
وإما بالجلوس أمام عجلات القيادة ليمارسوا مجونهم علي الاسفلت غير عابئين
بخطورة ما يفعلون. وفي فيلمه الثاني «جنة الشياطين» يواصل جنوحه المشروع،
ويفاجئنا بفكرة شديدة الجرأة عندما يقرر ثري ارستقراطي قبطي ان ينسلخ من
طبقته ويتمرد عليها ويلجأ للشارع ليرتمي في أحضان عاهرة، وقوادين ومرتزقة
يهرولون وراء شهواتهم وغرائزهم بكل السبل غير المشروعة، ويتحول الثري الي
«طبل» تلك الجثة الهامدة التي يقوم عليها العمل وتحرك الاحداث، ورغم
الجوائز والاشادة التي حصلا عليها الفيلمان كان هناك طوفان من النقد
والهجوم وأحيانا التجريح بلغ ذروته، فهو يري ان أي عمل سينمائي لابد ان
يتحلي بقدر من الجرأة.
بحب السيما
ثم يأتي بعد ذلك زلزاله «بحب السيما» الذي كتبه هاني فوزي حول عائلة
مسيحية متزمتة، عندما يجعل من «عنايات» تلك الزوجة المقموعة خائنة، وهو
اختيار لم يجرؤ أحد من قبل علي الخوض فيه، ثم يبلغ أعلي درجات الجرأة عندما
يجعل «نعيم» ، الطفل الذي لم يتجاوز السنوات الخمس ، بطلا للاحداث.في سرد
شيق وممتع، اتهم الفيلم بأنه بمثابة ازدراء للديانة المسيحية،ثم بأن وراءه
مؤامرة صهيونية، تستهدف هدم الدين المسيحي من أساسه، ومع مرور الوقت تنتهي
الزوابع وتبقي عبارة «بحب السيما» عنوانا صارخا للاحتجاج ضد الثوابت
البالية ، وتأتي اخر طلقاته «بالالوان الطبيعية» الذي يرصد من خلاله الضجيج
الذي نعيشه وبألوانه الحقيقية دون زيف أو رتوش، والحيرة ما بين وصايا البعض
ورغبات البعض والمتاهة التي تحدث للشباب من هذه الفوضي مستباحة عقولهم، دون
النظر لرغباتهم وحريتهم في الاختيار وغياب القدوة، وشعورهم بالذنب عن اشياء
لم يقترفوها، ويتجلي ذلك في مشهد عبقري عندما يناجي يوسف ربه قائلا «
معقولة يكون ارضاء الله باني اسيب الفن.. ازاي وهو اعظم فنان»
إن ازمة اسامة فوزي تكمن في أنه - هو ومن معه من كتاب مجترئين، يحاولون أن
يترجموا هذه الأفكار إلي أعمال فنية جديدة، وإن كانت .. صادمة..
الأهالي المصرية في
08/07/2010
يرون أن ما يكتبونه انطباعياً مليئاً بالشتائم!...
فنانون وكتاب سيناريو يفتحون النار علي نقاد اليوم
تحقيق: فتحي المزين
تسود الساحة النقدية الكتابات الإنطباعية في الغالب الأعم إضافة إلي
تجريح وشتائم في بعض الآحيان لا علاقة لها بالنقد من قريب أو بعيد.
الفنان محمد صبحي يترحم علي نقاد زمان أمثال الناقد الدكتور محمد
مندور ومعاركه النقدية الشهيرة، وقال صبحي إن هناك سؤالاً جوهرياً يبرز
عندما نتحدث عن العلاقة بين النقد والأعمال الفنية، وهو ايهما يعمل علي
ايجاد الآخر؟ وأيهما أهم؟ هل الحركة النقدية هي التي تفرز حركة فنية أم
العكس . من وجهة نظري أن الحركة النقدية هي الأهم والأقدر علي خلق نهضة
فنية لأن الناقد هو معلم للمشاهد وللفنان، وإذا رجعنا إلي الوراء منذ
الخمسينيات وحتي أواخر الثمانينيات سنجد قائمة بأسماء قديرة في عالم النقد
أمثال د. لويس عوض وعلي الراعي ونبيل عصمت وآمال بكير وصالح مرسي وموسي
صبري وفؤاد قنديل والقائمة طويلة ، وقد اعتزل بعضهم لأن الساحة الفنية لا
تستحق النقد، وكان حينها النقد له قوة أن يسقط مسرحية أو أي عمل فني كنتيجة
تلقائية لقوة الناقد وموضوعية طرحه، ونحن لسنا ضد نقاد اليوم، ونتقبل نقدهم
لو كان مرتكزا علي تحليل العمل الفني بعيدا عن الانطباعية وقال صبحي لابد
أن يكون الناقد متخصصا ومتفرغا ومتمكنا من أدواته حتي يكون نقده قائما علي
أسس علمية ، وأشار إلي أنه لا يوجد نقد بالمعني الصحيح بل يوجد مخبر صحفي
والمخبر الصحفي ليس شيئاً سيئاً بل عليه أن ينقل ويغطي أخبار الوسط الفني
فقط، وذكر أن حالة النقد في مصر راجعة إلي سوء حالة الفن الموضوع بمجمله
حلقة متصلة ومتشابكة ، وهذا حسب «صبحي» لا ينفي وجود أقلام نقدية محترمة.
نحن ضد التجاوز والشتائم
العلاقة بين الفنان والناقد حسبما يقول الفنان صلاح عبد الله تظل
أبدية بين الشد والجذب، وجميل أن يكون مرآة لنا، لكن الواقع مر، فلا يوجد
تكافؤ بين الفنان والناقد لأن الناقد معه سلاح وهو قلمه يجب أن يستخدمه في
سبيل توصيل الحقيقة فيعطي الفنان حقه ويعطي القارئ ما يبحث عنه، وكما يوجد
تصنيف للفنانين هناك تصنيف للنقاد ما بين ممتاز وجيد وضعيف أيضا، والحمد
لله لم يحدث من قبل أي تجاوز معي علي المستوي الشخصي، لكن احدهم ذات مرة
قال عن فنانة زميلة انها كومبارس ولا تصلح لتكون فنانة، لم ينتقد اداءها بل
انتقد ما كانت عليه ، أو ما سوف تصبح عليه، وهذا غير مقبول علاوة علي كم
الشتائم والتجاوزات التي لا يجب أن تخرج من قلم محترم.
وذكر عبد الله إن الناقد إذا شعر أنه يكره الفنان الفلاني أو لا
يتقبله يجب عليه ألا يكتب عنه لأن مشاعره تجعله يخطئ في حق الفنان وفي حق
نفسه كصحفي واجب عليه احترام قلمه ليس من المقبول نقد الناس لأسباب وأهواء
شخصية0 لكن هذا لا يمنع أن النقد في مصر بخير، يجب أن تكون العلاقة بين
الفنان والناقد قائمة علي توأمة حقيقية حتي يتقدم الفن.
دراسة النقد أهم من النقد نفسه
ويأخذ الفنان أشرف عبد الباقي علي بعض النقاد مبالغاتهم في توجيه
الانتقادات للممثلين حتي إنها تصل لمرحلة الاتهامات وكأننا كسالي.. عندما
أقدم فيلما دون المستوي أجد أحد النقاد يقول أنت متهم وكأن الدنيا خربت من
هذا العمل مع أنه من الطبيعي أن نجد أعمالا أقل نجاحاً من غيرها ثم أن
النقاد يجب أن يكونوا دارسين للنقد، والمبدأ الأول هو انتقاد العمل ككل
وليس أداء الممثل فقط. ويهمني أن يكون النقد علي أسس موضوعية وليس علي أسس
شخصية يرعي القواعد الفنية المرتبطة بالعمل.
كاتبة السيناريو مني الصاوي أبدت انزعاجها من النقد القائم علي
التجريح والتجاوز في نقد العمل والتعدي علي صناعه وذكرت أن الكل اصبح يمارس
هواية الشتيمة مما جعل اللغة النقدية دون المستوي، وأشارت إلي أن هناك
ناقدا قال ذات مرة إن الدراما المصرية اعطت الدراما السورية علي قفاها. هذه
اللغة انتشرت في كل مجال حتي في الرياضة ، ولكن رغم كل هذا هناك نقاد علي
مستوي عال أمثال سمير فريد وكمال رمزي واحمد صالح.
طرفا المقص
ويصف المخرج «جلال الشرقاوي» العلاقة بين الفنان والصحافة الفنية
والنقد بأنها علاقة لا يمكن الاستغناء عنها، وهي تمثل حسب رأيه طرفي مقص،
ولكن يجب أن نقف عند هذا النقد ونري إذا كان حقيقياً بناء يستفيد منه
الفنان أم لا؟؟ وذكرأنه شخصيا يستفيد بشكل كبير من النقد إذا كان حقيقيا
وواعيا هناك متطلفون ولا يصح الحديث عنهم.
اجتهادات شخصية
وأشار المطرب مجد القاسم إلي أن العلاقة بين أي فنان والصحافة حيوية ،
فالمطرب دون نقد لا شيء. والصحافة هي «السلطة الرابعة» كما هو معروف وهذا
الوصف ليس من فراغ وإنما من خلال دورها المؤثر، وذكر أنه يؤمن بأن النقد
حرية طالما بني علي أساس من الصحة وليس مجرد اجتهادات شخصية أو مجاملات.
موضوعي أم شخصي
ويذكر الفنان حسين فهمي أن تقبل الفنان للنقد ليس له علاقة بالنجومية
وإنه شخصيا يتقبل أي نقد ولكن المطلوب هو معرفة هل هذا النقد بناء أم لا.
وهل هو موضوعي أم شخصي؟ والصحافة دائما في تطور، فمثلا مع بداياتي لم يكن
استقبال الصحافة لظهور أي فنان جديد بكل هذا الترحيب، كما يحدث الآن ولكن
كان هناك شيء من الكفاح حتي يصل الفنان للنجومية ، ولكن الآن وبشكل سريع
يمكن أن يصبح فنان في مدة بسيطة نجما بسبب سرعة الانتشار والوصول للجمهور0
المطرب محمد العزبي يقول إن علاقته بالصحافة عزيزة فمازال حتي الآن
يتذكر أول ما كتب عنه من أنيس منصور فكان نقدا مهما جدا في حياته، ويتفق «العزبي»
في الرأي مع من سبقوه في ضرورة أن يكون دور الصحافة في حياة الفنان ايجابيا
وبناء.
الأهالي المصرية في
08/07/2010
في حفل تأبينه بثقافة البحيرة:
أسامة أنور عكاشة .. الفنان والإنسان
متابعة: محمود دوير
أعرب المخرج الكبير اسماعيل عبد الحافظ عن حزنه العميق لفقد صديق عمره
الراحل أسامة انور عكاشة، وقال عبد الحافظ إنه وأسامة جمعهما حلم واحد
وأرضية فكرية مشتركة، واضاف خلال حفل التأبين الذي نظمته مديرية الثقافة
بالبحيرة وحضره د. احمد مجاهد واللواء محمد شعراوي، محافظة البحيرة ،
والفنان محمود الحديني والفنانة معالي زايد والكاتب كرم النجار والمونتير
احمد متولي، ومؤمن أحمد اضافة إلي نجل الراحل المخرج هشام اسامة انور
عكاشة، واضاف عبد الحافظ ان التليفزيون المصري كان قد فرض حصارا عليهما في
نهاية السبعينيات مما دفعهما إلي انتاج «الشهد والدموع» من خلال شركة انتاج
خليجية واتهمنا التليفزيون بالشيوعية لأننا هاجمنا الانفتاح الاقتصادي،
ورغم ذلك فقد كرمنا التليفزيون عام 1985 علي نفس العمل.. واستعرض المخرج
الكبير علاقة الصداقة التي بدأت من مدرسة كفر الشيخ الثانوية مرورا بآداب
عين شمس والعمل المشترك حتي المصراوية والذي كان ينوي عكاشة أن يكون آخر
عمل درامي له، وكان يتمني العودة إلي الرواية والقصة القصيرة وأشار
عبدالحافظ الي دور كل من فخر الدين صلاح والكاتب سليمان فياض في اكتشاف
وتقديم عكاشة، وقال الدكتور أحمد مجاهد - رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة
إن اسامة كاتب صاحب قضية يعرف كيف ومتي وماذا يكتب لذلك اقترب من الناس،
وأضاف أنه بالتأكيد ظلم ككاتب قصة وروائي، وأضاف انه سوف يعاد طبع ابداعات
عكاشة مرة أخري من جانبه نعي كرم النجار عكاشة بكلمات سيد حجاب في نهاية
مسلسل الاصدقاء «صحبي..لا ضاع ولا راح».. وقالت معالي زايد إن اسامة كان
صديقا لاسرتها وكان نموذجا للصديق المخلص الوفي وأعربت عن فخرها بالعمل معه
في كتيبة الاعدام، هذا وكان اللواء محمد شعراوي، قد أعرب عن حبه الشديد
لاسامة مشيرا إلي موضوعية الكاتب عندما قدم الرأسمالي الوطني في «ليالي
الحلمية» رغم موقفه المعروف من النظام الحر، وأشار محمود الحديني إلي ذلك
الكاتب الملتزم الذي احترم فنه فاحترمه الجمهور.. ووسط دموعه الغزيرة نعي
هشام عكاشة والده الذي أكد انه يراه في وجوه الناس المحبة له ولأدبه واعلن
انه سوف يقوم باخراج عمله «الاسكندراني» الذي كان يحلم به كثيرا. وقال سعيد
راضي مدير عام ثقافة البحبرة إن تكريم وتأبين الراحل الكبير شرف لأي فرع
ثقافي في مصر ولا يخص فرعا بعينه وأن البحيرة تحتفي به لأنه واحد من ابناء
مصر الاجلاء. وفي نهاية اللقاء الذي اداره الكاتب ماهر حسن اهدي كلاً من
محافظ البحيرة ورئيس الهيئة درعيهما للمخرج هشام اسامة نجل الراحل الكبير.
الأهالي المصرية في
08/07/2010 |