صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 

ملفات

 

لاحق

<<

10

09

08

07

06

>>

سابق

 

المواقع السينمائية العربية في الشبكة العنكبوتية (8):

موقع (مجموعة فراديس)

تسعى لتقديم الإبداع الجماعيّ كرؤية لصناعة السينما في الإمارات

باريس - صلاح سرميني

 

   
   
     

Faradees.com هو الموقع الرسميّ ل(مجموعة فراديس الفنية), التي تأسّست عام 2004, وهي مجموعةٌ سينمائيةٌ, مستقلّةٌ, غير ربحية, أعضاؤها كلّ السينمائيين الإماراتيين, ومن له لمسة واحدة في (مجموعة فراديس) التي وجدت نفسها كماء الروح, تقدم الإبداع الجماعيّ كرؤية لصناعة السينما في الإمارات, وتضمّ نخبةً من السينمائيين الإماراتيين، يعملون بروح الفريق الواحد من أجل صناعة الفيلم الإماراتي، بعيداً عن تمتمات الحلم, ومن خلال واقع ملموس تختصره السنوات التي مضت, وهم يتوحدون من أجل هذا القلق الذي يستعمرهم، لن يوقفهم الجدل, ولا يلتفتون إلى الوراء, بينما تتلوّن عقولهم بالقادم، يؤمنون بالمحاولة, ولكنهم يرفضون مهمّة التجريب فقط .

من خلال الموقع, يمكن التعرّف على أفلام المجموعة, والمُشاركين فيها عن قرب, ومتابعة آخر أخبار (مجموعة فراديس), وعروض أفلامها داخل, وخارج الإمارات، وفي صفحة (الصحافة) يمكن قراءة حوارات مع أفرادها, ومقالات عن أفلامها.  

(فراديس) هي الجنة, وإيماناً بأنّها تفتح أبوابها للجميع، فإن الفريق في نموّ مستمرّ، ودعوتهم لمُشاركة الآخرين في فكرهم, وأهدافهم مفتوحة لكلّ الراغبين في تقديم جهد جادّ, ومتميّز .  

وبالإضافة إلى الفعل العمليّ، فهم يعتقدون بأهمية, وضرورة, نشر الوعيّ السينمائيّ, والإرتقاء بالمستوى الثقافيّ عموماً لدى المُتلقي العربي, بما يخصّ السينما العربية, والعالمية, وتسعى مكتبة (مجموعة فراديس) لتحقيق ذلك عبر تقديم كتابات مختلفة, ومتنوعة حول السينما، من المقالات عن جمالياتها, ونقد الأفلام, إلى الدراسات التحليلية, والكتب المُتخصصة، مروراً بحوارات, ولقاءات مع ممثلين, وسينمائيين، ومتابعات خاصّة لمهرجانات الفنّ السابع .

ولا تهدف (المكتبة) للأرشفة فحسب, بل تطمح بأن تكون حلقة وصل لتوفير ما هو موجود فعلاً لخدمة, وإرشاد السينمائيين الجدد، والمهتمين بفنون, وجماليات السينما عموماً. 

هذا إلى جانب زاوية (صالة العروض), والتي تسعى إلى التعريف بأهمية إستغلال الشبكة الإلكترونية كوسيلة لتوزيع الأفلام العربية القصيرة، وذلك بعرض أفلام مختلفة كلّ شهر في محاولة لإيجاد متنفس آخر لها غير المهرجانات السينمائية، الأمر الذي يعني فرص مشاهدة أكبر، ووصولها إلى نطاق أوسع من الجمهور حول العالم .   

(مجموعة فراديس) شاركت, وقدمت قبل ولادتها شيئاً من الضوء، والآن تلفّ المكان بها, وتقدم للسينما الإماراتية أفلاماً, وأسماء تصنع وجودها, وقيمتها(من الموقع بتصرّف).

***********

لن أستطيع تقديم (مجموعة فراديس الفنية) أفضل من تقديمهم لأنفسهم في موقع جميل, بسيط, وسهل التصفح, تتقلصّ فيه الإدّعاءات الكبيرة إلى حدّ بعيد(هدف فراديس ليس المزيد، بل الجيد).

حيث يحتفي أفرادها بأفلامهم, ويرغبون بأن يشاركهم الآخرون فرحتهم الشبابية, كما يؤكدون بأنّ بداية المشوار خطوة .

الموقع حديث التأسيس(7 يوليو 2005), ويُعتبر الأخّ الأصغر لكلّ المواقع السينمائية العربية المُتواجدة حالياً في (الشبكة العنكبوتية), وعلى الرغم من عمره القصير جداً, فقد بدأ واعياً, ناضجاً, ومتفهماً لأهدافه, طموحاته, وضروراته.

صحفيةٌ مصرية قالت لي يوماً في محادثة أنترنتيّة, بأنها لا تفكر بجنسية موقع ما عندما تتابعه, وكان رديّ, بأنني أبحث بجدية عن تفاصيل كهذه, وهي تقودني أحياناً إلى إكتشافات, وتساؤلات من نوع :

ـ لماذا يتواجد أكثر من موقع خليجيّ, عامّ, وشخصيّ في الشبكة, يُديرها, ويُشرف عليها هواة, ومحترفون ينتمون لبلدان تفتقد أولويّات الصناعة السينمائية(الدول الخليجية تحديداً), بينما لم تستثمر سينمات أكثر إنتشاراً, وتطوراًً (الفضاء الإفتراضيّ) لأغراض تعليمية, ثقافية, وخدماتية(مصر, لبنان, سورية, تونس, المغرب, الجزائر,..), على الأقلّ, كي تعوّض عن فضيحة كبرى يعيشها الوطن العربي كله, حيث لا تتجاوز مجلاته السينمائية المُتخصّصة عدد أصابع الكفّ الواحدة :

مجلة (الحياة السينمائية) الفصلية( وأحياناً نصف سنوية) وتصدر عن (المؤسّسة العامة للسينما) بدمشق, وتُعتبر من المجلات التنظيرية, الدراسية الجادة .

مجلة (سينما) الشهرية, ويٌصدرها (قصيّ صالح الدرويش) من باريس, ويبدو بأنها تعاني من أزمة تمويل .

مجلة (فنون) الفصلية, وتصدر عن (نقابة المهن السينمائية) في مصر.

مجلة (الفنّ السابع) الشهرية, وتصدر عن شركة خاصّة في تونس .

بالإضافة لعدد من المجلات الفنية الإخبارية التي تصدر في معظم البلدان العربية.

بالإضافة لعدد من المجلات الفنية الإخبارية التي تصدر في معظم البلدان العربية.

ومن هذا المُنطلق, فإنّ أيّ خطوة سينمائية ـ صغيرة, أو كبيرة ـ في الإمارات, والدول الخليجية المُجاورة تستحق الإحتفاء, والتشجيع .

وموقع (مجموعة فراديس الفنية) ليس أولها, فهو بمثابة إستمرارية لما أحدثته (مسابقة أفلام من الإمارات) بعد دوراتها الرسمية الأربعة, والتي منحت الكثير من الديناميكية لجيل شابّ كان أقصى طموحاته إنجاز أفلام طلابية, والإختباء خلفها في أروقة الكليات, والجامعات التي درسوا, أو يدرسون فيها, ومع نضج(المسابقة) نفسها, تنبّه هؤلاء إلى إيجابيات عرض أفلامهم على شاشة قاعة (المُجمّع الثقافي) في (أبو ظبي), وإرضاء لجان التحكيم المُتعاقبة, وأمل الحصول على جائزة ما, أو شهادة تقدير.

(مسعود أمر الله) ـ مدير المسابقة ـ  بجهوده, ونشاطه للترويج للسينما الإماراتية ـ وعلى الرغم من محاولات بعض مواطنيه التقليل من هذا الشأن ـ إختصر  لهذا الجيل الكثير من الوقت, والمسافات, إذّ سرعان ما جلب أفلام العالم, وعرضها لهم بالتوازي مع (مسابقتهم), وإختار بعض أفلامهم, وعرضها في مهرجانات عربية, وعالمية : المغرب, فرنسا, اليونان, تونس, مصر, إيران,000حتى وصلت أخيراً إلى اليابان .

خروج هذه الأفلام من حدود الإمارات, والخليج, وعبورها بلدان عربية, ومن ثمّ عالمية, لم يشجع المخرجين, والمخرجات على تقديم المزيد من الأفلام فحسب, بل دفعتهم إلى تكوين مجموعات سينمائية, وتأسيس مواقع ترويجية, إعلامية, وثقافية تخصّ إنتاجاتهم, وسينماهم الشابة, ومن ثمّ المُساهمة الجادة بنشر ثقافة سينمائية, وإستقطابها إلى مواقعهم,....حتى لو كانت عن السينما التجريبية, أو الشعرية, وكان موقع (مجموعة فراديس) ـ وغيره ـ تجسيداً لتلك الطموحات, ومحاولة ناجحة للخروج من عزلة كانوا يعيشون داخلها قبل خمس سنوات مضت, كي يغيّروا الأفكار السائدة عنهم, وعن بلدهم النفطيّ, ويتحدث المشهد السينمائي العربيّ عن سينما إماراتية, وتدخل بعض أفلامها إلى المهرجانات العربية من أوسع أبوابها . 

وكما حال معظم المواقع السينمائية العربية المُتخصّصة, إنطلق موقع (مجموعة فراديس) بمبادرة فردية, وجهود ذاتية, بعيداً عن الأنظمة, والحكومات, ورؤوس الأموال, ومن موقع المجلة الثقافية(الوجه) التي تأسّست في عام 1999, وكان للسينما حضوراً كبيراً فيها, نقل(الأخوين حسن أحمد) نشاطهما إلى(مجموعة فراديس)كمؤسّسيّن رئيسيّين, الأول(محمد حسن أحمد) شاعرٌ, كاتبٌ, وسيناريست, والثاني (عبد الله حسن أحمد) مخرج .

وأحاط بهما كأعضاء كلّ من : (أحمد حسن أحمد) ـ ربما هو الأخ الثالث ـ مهندس ديكور وإضاءة, (أحمد سالمين) سيناريست, (خالد المحمود) مخرج ومصور, (عمر إبراهيم) مهندس صوت ومخرج, (نواف الجناحي) ممثل ومخرج, (وليد الشحّي) مصور ومخرج, (يوسف إبراهيم) سيناريست ومخرج .

وبحكم علاقتي بالمشهد السمعيّ/البصريّ الإماراتي, ومعرفتي لهؤلاء, وأفلامهم, أؤكد ـ بدون تردّد ـ بأنهم نخبةٌ من السينمائيين الإماراتيين الذين أثبتوا مواهبهم, وقدراتهم خلال الدورات الأربعة الفائتة ل(مُسابقة أفلام من الإمارات) .

وهل يمكن أن تنمحي من ذاكرتي أفلامهم : آمين, الفستان, طويّ عشبة, الميرحانة, أحلام في صندوق, على طريق, أرواح, ياهو,....

هذه المُثابرة إنعكست بوضوح على موقع المجموعة, شكلاً, ومضموناً, وهي حصيلة خبرة مٌشرف التحرير(نواف الجناحي) مع موقعه الشخصي, ومواقع أخرى, ومن ثمّ (منتدى برزة الإمارات) الذي هجره منذ شهور.

بالنسبة لي, تتأكد أهمية الموقع من المهمّة التي تخيّرها :

التعريف بأفلام المجموعة, وصانعيها, ومن ثمّ أرشفة, وتوثيق كلّ ماله علاقة بإنجازاتهم, والسينما الإماراتية بشكل عامّ, كي تتجول المعلومات بسهولة في الفضاء الإفتراضيّ, وتصبح في متناول الجميع, وهو ما تقدمه زاوية(صحافة), وكي لا يصبح الموقع ملتقى خاصّ بمؤسّسيه, فقد فتحت مكتبته رفوفها الإفتراضية على ثقافة سينمائية جادة : مقالات, آراء, نقد, كتب, دراسات, حوارات, لقاءات, مهرجانات, وتغطيات,....

وكما يذكر محرر الموقع : إنطلاقاً من الإيمان بأهمية توزيع الأفلام القصيرة عبر الشبكة الإلكترونية، وهي أقلّ الوسائل تكلفة, وفي ذات الوقت أقلّها إستخداما في الوطن العربي، إفتتحت صالتها الإفتراضية لتقدم أفلامها(وأفلام من يرغب) على شاشتها,....

وكانت البداية مع (أحلام في صندوق) /خالد المحمود, و(الميرحانة) /عبد الله حسن أحمد.

الحقيقة, مبادرة عرض الأفلام القصيرة للمجموعة من خلال الشبكة, توازيها خطوات أخرى في نفس الإتجاه أقدم عليها قسم السينما في موقع (إسلام أون لاين), وهي تتوازى أيضاً مع مشروع متفرّد, وهامّ ينويّ المشرفون على موقع (كلاكيت) المصريّ تأسيسه, ليكون أول مهرجان إلكترونيّ للسينما(الأفلام القصيرة على الأرجح), وهي إرهاصات عروض خارج الصالات التقليدية لأفلام تعبر الحدود الجغرافية بدون أيّ عائق, أو رقيب .

من جهة أخرى, فإنّ حداثة التجربة الإماراتية, فرضت (أو أوحت) لصانعيها بفكرة العمل الجماعيّ, وتوزيع الأدوار, والمهمّات لإنجاز مشاريعهم, وهي خاصيةٌ إماراتيةُ بإمتياز, لم تتحقق بعد في بلدان عربية أخرى على الرغم من تاريخها الأطول في العمل السينمائي, بدون إغفال تجربة(سمات) في مصر, و(بيروت د. س) في لبنان .

بدون إغفال حتمية (الأمر الواقع) الذي ساهم بتكوين المجموعات, إنطلاقاً من ضرورة إحتياج الواحد للآخر, وذلك لإفتقاد الإمارات البُنى التحتية للصناعة السينمائية, من مؤسّسات إدارية عامة, وشركات إنتاجية, وتوزيعية خاصّة, وهو الدور المُرشح بأن تقوده هذه المجموعات مستقبلاً, عندما تتحول تدريجياً إلى مؤسّسات ربحية لتتمكن من تدوير رؤوس أموالها, وخروجها من حالة الهواية إلى الإحتراف .

وهذا يعني, بأنّ صُناع المشهد السينمائي الإماراتي حالياً يعيشون في مرحلة تدريب, وتعلّم ذاتيّ لكافة التخصّصات المُتعلقة بمهنتهم المُستقبلية, ومنها المهمّات الإنتاجية : المُنتج المفوض, المنتج المُنفذ, مدير الإنتاج, .....تلك التي لم يتعلموها قبل ذلك في كليات التقنيات العليا, أو الإعلام .

ويقتصر الوضع الإنتاجيّ الحاليّ على الأطر التعليمية, والتمويل الذاتيّ, وبعض المؤسّسات الإدارية المحلية, وتتجسّد العملية الإنتاجية في فرق طلابية, أو تجمعات مهنية مؤقتة, أو مجموعات سينمائية بدأت نشاطها منذ عام 2000, وهي :

* مجموعة (صقر الصحراء) التي تكونت في عام 2000

* مجموعةFor Ever  التي تكونت في عام2000

* مجموعة (إنعكاس الفنية) التي تكونت في عام 2002

* (نادي دبي للأفلام) الذي تأسّس في عام 2003

* مجموعة (البعد الرابع) التي تكونت في عام 2004

* مجموعة (فراديس الفنية) التي تكونت في عام 2004

* مجموعة (الرؤية السينمائية) ـ تاريخ التأسيس غير محدد ـ

* مجموعة (مون لايت) ـ تاريخ التأسيس غير محدد ـ

وكما يشير تاريخ السينما, فإنّ مستقبل هذه (المجموعات) قابل للتغيّير, التعديل, الإختفاء, أو التشظيّ,....وهو أمرٌ تفرضه التطورات التاريخية, وتؤكدّ التوقعات الحالية, والمُستقبلية, بأنّ دولة (الإمارات العربية المتحدة) سوف تُفاجئ المشهد السينمائي العربي بمشاريع سينمائية مُذهلة, تجعل من هذه الدولة الصغيرة ـ الكبيرة بطموحاتها ـ محطّ أنظار العاملين في مجال الصناعة السينمائية في الوطن العربي, والعالم, وهي مرشحةٌ أيضاً بأن تحظى على دور سينمائيّ مماثل لما حصلت عليه منذ سنوات قليلة عن طريق (مدينة دبيّ الإعلامية), ونتمنى بأن تعود الفوائد الكُبرى على السينما الإماراتية, والخليجية, والعربية خاصةً.

* موقع فراديس: http://www.faradees.com

 

هوامش:  

ـ المواقع السينمائية العربية في الشبكة العنكبوتية: هو بحثٌّ أرشيفيّ, وإستقصائيّ لحال الثقافة السينمائية العربية المُعاصرة.

سينماتك في ـ  20 يونيو 2019

* نشر في صحيفة القدس العربي اللندنية في 21 أغسطس 2005

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004