صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 

ملفات

 

لاحق

<<

10

09

08

07

06

>>

سابق

 

المواقع السينمائية العربية في الشبكة العنكبوتية (5):

موقع (المدرسة العربية للسينما والتليفزيون)

تطمح بأن تكون موقعاً للهواة والمحترفين

باريس - صلاح سرميني

 

 

في كلمتها الإفتتاحية لموقع (المدرسة العربية للسينما, والتلفزيون) كتبت (د.منى الصبان):

عندما بدأتُ التفكير في مشروع إنشاء موقع على الأنترنيت لتعليم الفنون السينمائية, والتلفزيونية, لم يخطر ببالي بأنه سوف يرى النور بهذا الشكل المُشرّف, والذي كان وراءه بالطبع (صندوق التنمية الثقافية) التابع لـ (وزارة الثقافة المصرية), وذلك لإيمانه بأهمية الفنّ السينمائي, والتلفزيوني كوسيلتيّ إتصال سمعيّ/ بصريّ, ومعرفيّ, وتعبير جماليّ, وإمتاع, ولأنّ هذا المشروع يساهم في تنمية الثقافة السينمائية, والتلفزيونية لكلّ متذوق, وهاوّ, ومحترف من الناطقين باللغة العربية في جميع أنحاء العالم. 

وقد فكرتُ يومذاك بأن تقتصر (المدرسة) على تدريس فنون السيناريو, الإخراج, الإنتاج, الديكور, التصوير, المونتاج, الصوت, والرسوم المُتحركة بإستعمال الوسائط المُتعددة Multimedia , أيّ بالصور الثابتة Still images , والصور المُتحركة motion images , والصوت Audio , والنصّ المكتوب Text , ورسومات الكمبيوتر Computer graphics , كي أضمن توصيل المعلومة مُبسّطةً إلى كلّ الدارسين, والمهتمّين, محترفين, وهواة. 

إلاّ أنني إرتأيتُ بأن يكون الموقع إطاراً لتكامل الفنّ السينمائي, والتلفزيوني العربي من تاريخ, وحرفة, وفنّ لكلّ البلاد العربية, لذلك, تخيّرتُ بأن تقوم (المدرسة) بسردّ كاملّ موثق بالصور, والأفلام لتاريخ السينما, والتلفزيون في الإثنين وعشرين دولة عربية, لأنه حتى اليوم, يتمّ حصر تاريخ هذه الفنون في كلّ بلد بشكل منفرد, وأحياناً بشكل غير موثق.

ولأنّ بعض البلاد العربية تمتلك إستوديوهات تقترب من مستوى مثيلتها في هوليوود, لذا, تقوم (المدرسة) بحصرها, وإمكانيات كلّ منها لمحاولة تشجيع إستغلالها. 

وأعتقد بأنّ تقديم معلومات وافية عن النقابات السينمائية, والتلفزيونية الموجودة في بعض البلاد العربية, سوف يشجّع البقية على إنشاء مؤسّسات مُماثلة. 

ولأنّ معظم البلاد العربية تحرص على إقامة مهرجانات سنوية محلية, وعربية, أو عالمية للسينما, والتلفزيون, تتابع (المدرسة) هذه المهرجانات, تواريخها, وشروط الإشتراك بها, كي يتسنى لجميع المهتمّين الإشتراك فيها.

وتحرصُ (المدرسة) كلّ عامّ على نشر شروط الإلتحاق بمعهديّ السينما في مصر, ولبنان, ومواعيد إمتحانات القبول في كلّ منهما, بل, وأمثلةً مختارة من هذه الإختبارات حتى نشجع المُتقدمين على التحضير الكامل لها. 

ولأنني أعرف أهمية الكتب في حياة الفنان السينمائي, والتلفزيوني, لذا كان القرار بأن تحتوي (المدرسة) رفاً يتضمّن جميع الكتب العربية, أو التي تُرجمت إليها عن فنون السينما, والتلفزيون منذ سنة 1920 وحتى الآن, مع متابعة جميع الإصدارات الجديدة أيضاً, بل, ومن الممكن مساعدة أيّ زائر للمدرسة في البحث عن أيّ كتاب منها, وإعداد نسخة مصوّرة, وإرسالها إليه في أيّ مكان, إذا لم يكن متوفراً في المكتبات, أو إخباره عن المكتبة التي يمكن شرائه منها.

ولأنّ (المدرسة) تودّ إلقاء بعض الضوء على مفردات اللغة السينمائية الخاصّة ببعض المخرجين العرب المُتميزين, وإبداعاتهم في تحويل السيناريو المكتوب إلى صورة, وصوت, لذا كان علينا كتابة الوصف التفصيليّ لكل لقطة على الشاشة, من الصورة, إلى الحوار, والموسيقى, والمؤثرات, بدءاً من عناوين الفيلم, وحتى كلمة النهاية, للأفلام التي تُعتبر من روائع السينما العربية.

ونظراً لأنّ التكنولوجيا التي تجتاح الفنّ السينمائي, والتلفزيوني في العالم, وصلت إلى السينما, والتلفزيون في العالم العربي, لذلك, يتمّ تقديم شرح كامل لكلّ عناصرها, وجميع برامج الكمبيوتر التي تُستخدم في مراحل إنتاجها, من التحضير, إلى الإنتاج, وما بعده, وحتى العرض, والتوزيع, ولتوضيح كيف غيّرت هذه التكنولوجيا الطرق التقليدية لحرفيات صناعة السينما, والتلفزيون, بل, وأثرت تأثيراً إيجابياً على النواحي الإبداعية فيهما. 

ولمُساعدة الباحثين في العثور على المراجع التي تُسهل كتابة أبحاثهم, أو على الأقلّ إختيار موضوع جديد لبحث لم يتمّ تناوله من قبل, قمتُ بعمل حصر لجميع رسائل الماجستير, والدكتوراه التي ناقشت فنون, وجماليات, وحرفيات السينما, والتلفزيون.

وتفتح (المدرسة) صفحاتها لنشر جميع الأبحاث العلمية السينمائية, والتلفزيونية, وبالذات, الأبحاث التي يقدمها المدرّسون, والأساتذة المساعدون للترقي إلى الدرجة الأعلى في كلا المعهديّن المذكوريّن. 

وهناك صفحةٌ تضمّ الكثير من المواقع السينمائية, والتلفزيونية الموجودة في شبكة الإنترنت, تمّ إختيارها لكلّ عنصر من العناصر التي يتمّ تدريسها في (المدرسة), لتُزيد معلومات الدارس, وتُتيح له الإطلاع على كلّ جديد من هاتيّن الصناعتيّن في العالم. 

ولأنني أهتمّ كثيراً بآراء المُشتركين في (المدرسة), وبأسئلتهم, لذا أفردتُ صفحةً لنشرها, ونحرصُ جميعاً بالردّ على أيّ إستفسار, أو معلومة تخصّ فنون السينما, والتلفزيون, وحرفياتهما. 

*************** 

يتوزّعُ موقع (المدرسة العربية للسينما, والتلفزيون) على عدّة أقسام, أولها المناهج الدراسية, وتتضمّن كلّ ما يتعلق بالعمل السينمائيّ, منذ فكرته, مروراً بنسخته الأولى, وحتى توزيعه, وعرضه (السيناريو, الإخراج, الإنتاج, الديكور, التصوير, المونتاج, الصوت, الرسوم المُتحركة).

بالإضافة للمواد العامّة (تاريخ السينما, المعاهد, معلومات, رفّ الكتب, الأبحاث, الرسائل العلمية, تكنولوجيا, فيلم من الشاشة, والمواقع).

وبكلّ ما يحتويه, يُعتبر الموقع العربيّ الوحيد في تخصّصه, وأهدافه, وطموحاته, ومع الأهمية القصوى لمشروع كهذا, فإنّ طبيعة السينما, وتعقيداتها العملية, تجعل من (المدرسة العربية للسينما, والتلفزيون) مرجعاً تعليمياً (أوليّاً) حول صناعة السينما, نظرياتها, جمالياتها, ومدارسها, ومن العبث الإعتقاد بأنّ متابعيها, مهما كانوا على درجة من الحماس, والجديّة, سوف يحصلون على نفس الفائدة التي يتلقاها الدارسون في المدارس, والمعاهد السينمائية, والكليات المُتخصّصة (والذين دخلوها بعد إجتيازهم لإمتحانات قبول), وعلى أيّ حال, فإنّ (د.منى الصبان) لا تُغفل هذه الحقيقة, ولا تدّعي أكثر من الأهداف المُعلنة في كلمتها الإفتتاحية.

يمكن أن يكون الموقع وسيلة إرشاد, وتوجيه, وتحفيز لمن لم يتلقَ تعليماً أكاديمياً.

ورافداً, ومُكمّلاً لمن يتابع دراسته الإحترافية,.. حتى مرحلة معينة, بعدها, يتحول الموقع إلى وسيلة للتواصل, أو يصبح عديم الفائدة إنّ لم يتجدّد بإستمرار, مثلاً:

ـ إمكانية قراءة الرسائل الجامعية (الماجستير, والدكتواره), ونسخها, بدل التعرّف فقط على عناوينها, وخططها البحثية.

ـ إمكانية قراءة الكتب, ونسخها وفقاً لقوانين حقوق المؤلف المعمول بها في العالم.

بالنسبة لي, ومنذ معرفتي بالموقع (يوليو 2003), وأنا أطمحُ بأن يتخلى عن إسمه كـ (مدرسة), ويتحول إلى (مُلتقى سينمائيّ) للمُحترفين, والهواة, فالإصرار على (مدرسيّته) يتضمّن أخطاراً حالية, ومستقبلية, أُلخصُّ بعضها في النقاط التالية (القابلة للجدل, والنقاش):

* لا يمكن بأيّ حالّ من الأحوال تعلّم, وتعليم السينما من خلال (موقع), مهما كان طموح المُشرفين عليه, وجديّة مُتابعيه, وقد علمتنا التجربة, بأنّ الجانب النظريّ وحده لا يصنعُ سينمائياً.

* كيف يمكن لهذه الأعداد الكبيرة من متابعي الموقع أن يتعلموا الإخراج, التصوير, أو المونتاج,... بقراءة مواد دراسية نظرية (هذا إنّ فعلوا), أو بمتابعة مداخلات (منتدى), نصفها على الأقلّ مزعجُ, ومملّ, ولا فائدة منه, حتى للمُتابعين أنفسهم (أعدتُ قراءتها منذ بدايتها في أفريل 2003).

* يستضيفُ الموقع كلّ الأعمار, والخبرات من كلّ الجنسيات العربية, وهذا الخليط من الحالمين, والطامحين, والهواة, وبعض المحترفين,... الداخلين, والخارجين على هواهم, لا يسمح بالتعلّم, والتعليم.

* وعلى الرغم من إشراف (د.منىالصبان) على الموقع, فإنّ طبيعته (الإفتراضية) تمنعها من ممارسة دورها كأستاذة لأيّ مادة دراسية, كما تفعل في المعاهد, والكليات الجامعية, وأيضاً, لا تمتلك القدرة البشرية اللازمة كي تنوب عن مجموع المُدرسين, والمُعيدين لأيّ معهد سينمائي, ولهذا, يعيش المُتابعون حالةً من الدوران فيما بينهم, يبحثون عن معلومات بديهيّة, يجدونها أحياناً, أو يحصلون عليها خاطئة, ولسبب بسيط جداً, لأنهم لا يتابعون مناهج محدّدة في قاعات دراسية, حيث يعرف الكثير من طلبة المعاهد, والكليات, وخريجيها الفروقات الجوهرية بين علاقتهم المُباشرة مع الأساتذة, وموقع يمنحهم فقط مواداً دراسيةً (مختصرة, ومُبسّطة) يمكن العثور عليها في الكتب المُتخصّصة.

* وبدون توجيه أكاديميّ مباشر, يصبح الموقع خطيراً, عندما يعتقد بعض الحالمين بأنهم وجدوا ما يبحثون عنه, وبأنّ أبواب المهنة قد إنفتحت أمامهم على مصراعيّها, ومع الأيام, والشهور, سوف يُصاب هؤلاء بكثير من الإحباط, لأنّ الموقع لم يحقق لهم أهدافهم, وطموحاتهم, ولأنهم ـ ببساطة ـ لم يفهموا إمكانياته كمصدر للمعلومات النظرية, والتقنية, ووسيلةً إرشادية لفتح الآفاق السينمائية, إلاّ إذا كانت طموحاتهم المعرفية تتوقف عند ما يقدمه لهم الموقع, ومُنتداه.

* آجلاً, أو عاجلاً, سوف يصبح الموقع للهواة, عندما لا يقصده إلاّ هؤلاء فقط, وسوف يتخلى القليل من المحترفين عنه, حتى يفقد معناه, وضرورة تأسيسه.

* وبينما تُعتبر المواد الدراسية, والعامّة الجانب النظريّ للموقع, يكتسب (المُنتدى) جانبه التواصليّ, والتفاعلي, بدون أن يحظى بمكانة عمليّة.

وقد وصل حال (المدرسة), بأنها تحولت ـ بفعل الأمر الواقع ـ إلى (مُنتدى) فقط, أو حتى (إطاراً مُنضبطاً للدردشة) حول تفاصيل أولية للعمل السينمائيّ, فلو أجرت (د.منى الصبان) إحصاءً بين المتابعين عن دخولهم إلى الأقسام الأخرى, وتعرّفهم على المواد الدراسية, والعامّة التي تحتويها, سوف تكتشف (ونكتشف) بأنّ العدد أقلّ بكثير ممّا نتصور, وهو ما يتوضح غالباً بقراءة رسائل المُتابعين التي تكشف أحياناً عن جهل حتى بعنوان مقرّ (المدرسة) نفسها.

حيث تتكرر الأسئلة عن الكتب المفيدة بفروع العمل السينمائي, ورفّ الكتب في الموقع يزدحم بها, ولم يكتب أحدهم ليعرف لماذا إقتصر على الإصدارات المصرية, السورية, والأردنية؟

ولم يتساءل واحدُ من المُتابعين المصريين: لماذا تخلو (زاوية الجمعيات) من معلومات عن نادي سينما القاهرة, حتى وإنّ توقف نشاطه منذ سنوات, جمعية الفيلم, جمعية كُتاب, ونقاد السينما, جمعية نقاد السينما المصريين, المركز القومي للثقافة السينمائية, إتحاد التسجيليين, قصور السينما, أو مركز الإبداع,.....

ولم ينوّه واحدُ منهم إلى المراكز الثقافية الأجنبية (في مصر على أقلّ تقدير), وعروضها السينمائية المفيدة, والتي ساهمت بتكوين ثقافتي السينمائية خلال سنوات دراستي في المعهد العالي للسينما بالقاهرة.

ولم يستغرب أيّ مُتابع غياب معلومات عن الصحف, والمجلات السينمائية المُتخصّصة في الوطن العربي, المتوقفة, أو تلك التي ماتزال على قيّد الحياة.

أو عن مهرجانات سينمائية عربية كثيرة, وأخرى عالمية تهتمّ بالسينما العربية, لم تجد مكانها في القائمة الحالية.

تلك بعض أمثلة تؤكد بأنّ معظم متابعي الموقع يلاحقون بشغف (المُنتدى) للبحث عن معلومة سهلة, وسريعة, ويجهلون تماماً, أو يتجاهلوا ما يحتويه من معلومات نظرية, وتنظيرية, هي القاعدة الأساسية لإنطلاقة أيّ راغب بتعلّم السينما, والتي وجدتُ بأنها قد سبقتني شخصياً, مثل كتابٌ عن (السينما التجريبية) لـ (جان ميتري), ترجمه (عبد الله عويشق), ولم أقرأه بعد, وأنا الذي أدّعي تخصّصي بهذه النوعية من السينما, وأيضاً, معرفتي بأنّ هناك باحثةُ مصرية قد تطرّقت للفيلم التجريبيّ من خلال حديثها عن أفلام الرسوم المتحركة.

بمعنى, لو بدأ المُتابع, الطموح لدراسة السينما, أو من درسها سابقاً, أو أيّ شخص يرغب الإستزادة المعرفية عنها, البحث, والتنقيب عن كلّ ما يقدمه الموقع من مراجع, فإنه سوف يقضي عمره بقراءة ثقافة سينمائية لن تنتهي, ومن هنا, تتضح خطورة أن تتقلص علاقة المُتابع بـ (منتدى المدرسة) فقط, فتشغله عن الجوهريّ في الموقع, بما يتضمّنه من معلومات نظرية, وتنظيرية, وإحالته إلى مراجع(كتب, وأبحاث علمية).

رسائل السهولة, والإستسهال

أحد المُتابعين الهواة يُعرّف نفسه بأنه كاتب سيناريو, يعشق التأليف, والإخراج, وبعد معاناة نفسية, وعائلية مرّ بها, قرر إتخاذ خطوات عملية, فكتب سيناريو لتصويره بالكاميرا الديجيتال, وتعرّف على مخرج, وسوف يبدأ تصوير الفيلم كي يُعرض الشهر القادم في مهرجان فرنسا, وعلى قناة دريم, وهو يبحث عن فريق عمل..

هذا واحدُ من الأمثلة الكثيرة التي يزدحم بها (المُنتدى), فإذا كانت (المدرسة) تهدف فعلاً إلى تعليم متصفحيّ الموقع, فمن يُوّجه هذا الهاويّ, الحالم (الذي يبحث عن فريق عمل لتحضّير فيلم, وإنجازه خلال شهر), ويؤكد أيضاً بأنه سوف (يُعرض في مهرجان فرنسا, وقناة مصرية خاصّة), ومن يُصحّح معلوماته عن مهرجان لا يوجد أصلاً في خارطة المهرجانات الفرنسية.

وأمام صمت المُشرفة (د.منى الصبان), والآخرين الذين لا يهمّهم هذا الأمر أصلاً, يساهم الموقع بنشر (رغبات صبيانية), ويجعل هؤلاء الحالمين, والهواة يستندون على معلومات خاطئة, ومرتكزات لا تستند إلى حقيقية الواقع المهنيّ.

وهو الأمر الذي لا يحدث إطلاقاً عند متابعة الدراسة بشكلها الصحيح في إحدى الكليات, أو المعاهد, أو المدارس المُتخصّصة.

في مداخلة أخرى, ورداً على سؤال حول الفرق بين سيناريو السينما, وسيناريو التلفزيون, وعلى الرغم من عمومية السؤال نفسه (سيناريو التلفزيون لمُسلسل, فيلم تلفزيوني, أو برنامج,...؟), كتبت إحدى المُتابعات ردّاً بسيطاً, وإستسهالياً, ومُشوّشاً:

ـ كتابة السيناريو للسينما يعتمد أكثر على الأفعال, أيّ أن تقوم الشخصيات بفعل (عمل) الأشياء دون التحدث عنها، بينما السيناريو التلفزيوني بإمكانه الإعتماد أكثر على الحوار.

ومن الواضح بأنها ليست إجابةٌ أكاديمية, ولكنها مستوحاة من مشاهداتها للمُسلسلات العربية.

وهنا أيضاً, من المسؤول عن شرح تفصيليّ لشخص يريد أن يتعلّم, ولآخر يردّ عليه؟

وأجزم بأنّ لا السائل, ولا المُجيب عادا إلى المواد الدراسية الموجودة في الموقع, والخاصّة بالسيناريو, والإخراج.

ولكنّ المصيبة, بأن يتحمّس شخصٌ أخر, ويرسل سطراً واحداً فقط للردّ على صاحب السؤال:

ـ أحد الفوارق الكثيرة بين سيناريو السينما, وسيناريو التلفزيون, أنّ السينما تعتمد على وحدة اللقطة, بينما التلفزيون يعتمد على وحدة المشهد. 

وأتوقع شخصاً آخر يستفسر عن معنى وحدة اللقطة, ووحدة المشهد,... وعلاقتهما بالوحدة الأوروبية, والعملة المُوحدة,..... وتأثيرهما على الوحدة العربية.

وقد وصلت جرأة البعض إلى الحدّ الذي كتبت إحدى المُتابعات التي تدرس الأدب الصينيّ, بأنها تهتم بـ (المدرسة) لتعرف الفروقات بين سيناريو الأفلام المصرية, والصينية,..

ياإلهي, طالبة ماجستير (وربما أنهت أطروحتها اليوم) تعتقد بأنّ (المدرسة) سوف تحقق لها هذا البحث العلمي, بينما لديها الإختيار الأمثل بمشاهدة أفلام مصرية, وأخرى صينية, هذا إن توفر لها ذلك في القاهرة.

ولكن, هل من المعقول بأن يستفسر أحد المُتصفحين المقيمين في مصر ـ وربما في القاهرة نفسهاـ عن (مركز الإبداع) بدار الأوبرا, وربما يسكن على بعد خطوات منه, أو على الأكثر, بعض الكيلومترات, وبدل أن يذهب بنفسه, أو يتصل تلفونياً, يبدأ أحلامه الفنية, بالإستسهال.

ويصل الكسل بالبعض إلى درجة عظيمة, أستغربها فعلاً من حالمين بمزاولة إحدى المهن السينمائية, آخرها (على سبيل المثال), قاهريٌّ يسأل عن عنوان معهد السينما بالقاهرة, فيكتب حرفياً:

ـ أنا أطلب مساعدتكم, ممكن عنوان المعهد العالي للسينما بالضبط, أو بالأصح, وصف للمكان, لأني ملقيتش شارع خالص أسمه جمال الدين الأفغاني, فمحتاج وصف دقيق للمكان, من فضلكم.

كان بوديّ أن أحكي له حكايتي عن المرة الأولى التي زرتُ فيها هذا المعهد, قبل أن أصبح طالباً فيه, وأنا القادم من حلب, ولا أعرف عن القاهرة شيئاً, وكانت منطقة (أكاديمية الفنون) شبه قرية نائية,...

ولكن, بدل أن يهزّه الآخرون, كي ينفض عنه التقاعس, وصل الهزل إلى أقصاه, عندما أرسل له فاعل خير (خرائط) تبيّن موقع المعهد. والله العظيم,..إرجعوا للمُنتدى, وتأكدوا بأنفسكم.

والأكثر من ذلك, متصفحةُ سوريةُ ترغب بتعلّم المونتاج الرقميّ من خلال الموقع, وهنا, لم يقل لها أحد بأنّها تستهين بالمونتاج, والسينما بشكلّ عام.

ومرةً أخرى, وبإفتراض ولع المتابعين, وعزيمتهم, وجديّتهم, كيف لهم أن يتعلموا الفروع المختلفة للصناعة السينمائية من خلال موقع؟

وفي الوقت الذي يتحمّل بعض المحترفين المُتابعين للموقع القليل من هذا العبء, يظلّ هذا الدور تطوعياً, جزئياً, إنتقائياً,... ومؤقتاً.

عودةُ إلى بدايات (المُنتدى)

وقد رجعتُ إلى بداية (المُنتدى), وبالتحديد إلى شهر أفريل 2003, وبالإضافة لرسائل الترحيب بالمدرسة, طرح أحدهم فكرة اللقاء للبحث, والتشاور بهدف تكوين ورشة عمل, وقد رحبّ الجميع بها, وتابعتُ قراءة الرسائل, والمُداخلات, وأثار إهتمامي, وحزني, بأنّ تحديد موعد بين المهتمين إستغرق أكثر من شهرين, حتى تاريخ إعلانه في 6 مايو 2003, وفي نفس اليوم بالذات, وخلال تلك الفترة, كان الحماس على أشدّه, والأسئلة الظريفة من نوع:

ـ إزايّ ح نعرف بعضنا, وإزايّ  ننسّق الميعاد.....؟

ها نحن إذأ في عصر الأنترنيت, ووسائل الإتصال المباشرة, والفورية, وعلى الرغم من حماس أسطوريّ, يجد المتحمسّون صعوبةً في تحديد ميعاد فيما بينهم في مدينة واحدة, القاهرة, ليست أكثر تعقيداً من مدن أخرى, ولا تفتقد وسائل الإتصال الحديثة, وأبسطها, وأكثرها إنتشاراً, التلفونات المحمولة, تلك الأجهزة التي كانت السبب في خناقاتي المُستمرّة مع أصحابها (من الصحفيين) خلال إحدى دورات مهرجان القاهرة السينمائي, ومن ثمّ إمتناعي عن متابعة العروض, وتعرّضي لسوء فهم حقيقيّ مع (شريف الشوباشي) مدير المهرجان.

لقد إستغرق تحديد الميعاد أكثر من شهرين, فكيف لهذه المجموعة المُفترضة, المختلفة الأعمار, والميول, والأفكار, والإتجاهات, الإتفاق فيما بينها لتحقيق آمال كبيرة في ممارسة العمل السينمائيّ؟ 

وهانحن اليوم في ( يوليو 2005), فهل تكوّنت تلك الورشة بعد مواعيد كثيرة تكررت منذ ذلك التاريخ؟

وكيف للمدرسة العربية للسينما (بحالتها الإفتراضية) تحقيق الرغبات الحقيقية, أو الحالمة لمن يريد تعلّم السينما بفروعها المختلفة, عندما يصبح تحديد موعد لقاء لأشخاص يعيشون في مدينة واحدة إشكاليةًً كبيرة.

وكي تصل النكتة إلى ذروتها, يكتب أحدهم مُبتهجاً:

ـ عظيم جداً إننا ح نتقابل أخيراً, .. لكن فين المدرسة؟

هذا المُتحمّس, الذي إنتظر الموعد منذ أكثر من شهرين, ويحلم بممارسة مهنة جماعية معقدة, لم يخطر بباله, أو لم يتحمّل عناء التعرّف على تفاصيل الموقع, كي يعرف ـ على الأقلّ ـ عنوان مقرّ المدرسة, والتي تحرص (د.منى الصبان) على التذكير به بين فترة, وأخرى.

وقد تحولت بهجة البعض إلى تعاسة, لأنه خلال الشهرين الماضييّن على تحديد الموعد, كان المتابعون من الدول العربية, أو المهجر, يتحسّرون, لأنهم لن يشاركوا في هذا الإجتماع التاريخي, فوجدها أحدهم فرصةً للإستنكار, وكتب بديبلوماسية:

ـ يعجبني جداً حماسكم للموضوع, والفكرة, ولكن, هناك نقطةٌ مهمةٌ يبدو بأنها لم تُلفت إنتباهكم, رغم أنها الهدف الأول لأيّ تعامل مع الأنترنيت, وهي أنّ بعض الأعضاء لا يعيشون في مصر, وبالتالي, فمعظم الرسائل كانت عن مواعيد اللقاء, والورشة, يعني من يعيشون خارج القاهرة ليس لهم نصيب.....

ومن ثمّ طرح هذا المُتابع الجديّ (وهو صحفيّ محترف يعمل حالياً في قطر) تساؤلات, وأثار فضول الآخرين, ليُرشدهم بطريقة غير مباشرة (أو مباشرة) للإستفادة من الموقع, وكتب في ذلك الحين أسئلةً على قدرّ من الأهمية:

ـ أين أجد سيناريوهات الأفلام الأجنبية الكلاسيكية الهامّة في تاريخ السينما, والمُترجمة إلى اللغة العربية, وسأل أيضاً عن عناوين إلكترونية, وكتب, ومجلات, ودوريات متخصّصة.

وفي مداخلة وحيدة, كتب مخرجٌ في الفضائية السورية:

ـ لقد سعدتُ بأن يكون لمدرسة السينما شئ مفيد, موقع ضمن مجموعات الياهو, وأن أكون عضواً فيه, غير أني, وإلى تاريخه (14 مايو 2003) لم أقرأ أيّ شئ مفيد في تبادلات الأعضاء, فالرسائل كلها تدور حول لقاءات في القاهرة, بينما نبقى نحن المقيمون في البلدان العربية الأخرى عرضةً لهذه الرسائل التي تُوهمنا بأن هناك فعالية من نوع ما تدور, وتحدث بين الأعضاء, وكي لا أبدو غير مؤمن بجدوى المجموعة, فإنني أقترح بأن تكون ساحة للتبادل المعرفي, والإخباريّ عن السينما في البلدان العربية, والعالم, بمعنى, تمكين الجميع من المشاركة في وعيّ سينمائي, وصولاً إلى التبادل السينمائي, ولاسيما تبادل نسخ الأفلام.

وبالصدفة, تبيّن لي بأنه أرسل تقريراً مُطولاً كتبته عن الدورة السادسة والخمسين لمهرجان كان السينمائي, ونُشر وقتذاك في(جريدة الزمان), تبعه بموضوعات أخرى عن السينما, وذلك هدفاً منه بأن يتحوّل الإهتمام نحو ماهو أكثر من رسائل شخصية.

ومن المفيد بأن نتساءل عن الأسباب التي شجّعت مخرجاً محترفاً على الإهتمام بالموقع؟

يمكن تفسير دخول المحترفين إلى الموقع لحاجة إنسانية, وإحترافية لمكان حقيقي, أو إفتراضيّ يجمعهم بهدف تبادل المعلومات, والأخبار, والتواصل, وربما إيجاد الوسائل الكفيلة بتفعيل نشاطاتهم, والإمكانيات المُحتملة للتعاون المُشترك. بعدها, إختفى هذا المخرج من الموقع, كما إختفى الكثير من المحترفين.

وفي الأول من يونيو عام 2003, طرح أحدهم فكرةً على قدرّ من الأهمية, تتلخصّ بتأسيس (مهرجان للأفلام القصيرة على شبكة الأنترنيت) للهواة, والمحترفين, ومع أنها قد تحققت فعلاً في العالم, وخاصةً فيما يخصّ الأفلام القصيرة جداً, كانت إستجابة متابعي المدرسة بأنها صالحة لمن تعلموا السينما مُسبقاً, أو مارسوها.

وفي اليوم التالي, عبّرت (د.منى الصبان) عن إعجابها بالفكرة, وطلبت من القاهرييّن مناقشتها مع أفكار أخرى في الإجتماع المُقبل.

كان الردّ الأول, بأن تُعرض الأفلام في قاعة عرض,..... تخيلوا, من (الأنترنيت) إلى (قاعة عرض)!

هل نعتقد بأن بعض الحالمين لا يقرأ الرسائل جيداً؟

ويطلع شخصٌ آخر ليقترح على المُشرفة تحضير مهرجان مسرحيّ للهواة, وكأنها إنتهت من تنفيذ الفكرة السابقة, كي تستعجل واحدةً أخرى بعيدة تماماً عن إهتمامات الموقع, أو ربما إعتقد البعض بأنها المسؤولة عن تنفيذ أفكار الآخرين,.. وهمّ قاعدين في البيت ورا الكمبيوتر, كسل ماحصلش.

وهذه عينةُ أخرى من الإقتراحات التي لم تجد أيّ واحدة منها طريقها للتنفيذ:

ـ إنشاء (نادي سينما) لعرض أفضل الإبداعات العالمية.

ـ إهداء سيناريوهات للمدرسة لبيعها للمنتجين.

ـ  إضافة منهج لتعلم التصوير الفوتوغرافي.

ـ وأخر عن الفنون التشكيلية.

 ـ تدريبات عملية,........

وبدل أن يحقق الموقع هدفه, إنشغل المتابعون بمناقشة أفكار لا تنتهي, ونسيّ الجميع بأن هدف الموقع هو تعليم مايمكن تعليمه, لا طرح أفكار غير قابلة للتنفيذ.

ومنذ يوليو2004, بدأت تصل رسائل التذمّر, ومنها:

ـ أنا من أشدّ المُتحمسين لفكرة هذه المجموعة الجيدة جداً, والتي أتمنى أن تسفر عن شئ ما في النهاية, بدلاً من أن تكون مجرد مجموعة بريدية من ضمن المجموعات المتواجدة على الأنترنيت, وأطلب من الأعضاء المساهمة الجادة, بمعنى, أن تتوقف الرسائل التي تحوي الأسماء, والأماكن, والوظائف, والتحية, وإقتراحي, بأن نقوم بعمل مجموعة من الأفلام معاً, أو حتى مجرد فيلم وحيد, ولتكن البداية بأفلام  قصيرة, وبكاميرا ديجيتال لتخفيض النفقات, من الممكن البدء بتقديم سيناريوهات أفلام قصيرة, نقوم بإختيار الموضوعات المتميزة منها, ونكلف بها فرق عمل من الأعضاء, وربما يتطور الأمر إلى عمل مهرجان للأفلام, يحضره متخصّصون بالسينما,...

وعلى أيّ حال, أعتقد بأن (د.منى الصبان) تعيّ تماماً بأنّ الكثير من المتابعين لم يفهموا بعد الهدف من الموقع, ولهذا تردّ على أحدهم:

ـ إنه موقعٌ تعليميٌ على شبكة الأنترنيت, وهو الموضوع الذي لم يفهمه عددٌ كبير من الأصدقاء, أيّ أن المحاضرات توضع على الموقع, والطالب يقوم بدراستها من على الموقع نفسه, ويتمّ التفاعل بيننا من خلال الشبكة فقط,......

مُلتقى خاصّ للمحترفين

وفي جميع الأحوال, فقد إستفاد الجميع ـ بشكلّ, أو بآخرـ من الموقع, هذا الذي حصل على عنوان المعهد, وخرائط تحدّد مكانه, ومن إمتلك قائمةً بالأبحاث العلمية, وأكثر من ذلك, من سوف يحاول الحصول على مايهمّه منها.

ولكن, من يرغب إمتلاك خبرة عملية, سوف تخذله طبيعة الموقع (الإفتراضية), فلن يحصل على كاميرا يُصوّر بها مشروعه, ولا نظام مونتاج رقميّ يستخدمه, ولن يُشارك حتى كمتدرّب في فيلم ما.

أما من قطع شوطاً, ولو قصيراً في مشواره المهنيّ, فسوف ينشغل بالبحث عن فرص جديدة للعمل في أماكن كثيرة بعيدة عن المدرسة, والموقع, ومنتداه,..

بينما كان من الممكن أن يستقطب هؤلاء, وحتى الأكثر منهم إحترافيةً, بأن يكون لهم (مثلاً) (مُلتقى خاصّ) يجمعهم, ويتابعه الهواة قراءةً للإستفادة منه, بدون أن يكتب أحدهم نداءً من نوع : عايز أمثل, ساعدوني, فيُرغم المحترفين على الهروب.

فكرة (المُلتقى) هذه ليست جديدة أبداً, ومازالت تدور في أذهان السينمائيين الشباب, والأقلّ شباباً منذ الدورة الثانية لـ (مهرجان الشاشة العربية المُستقلة)ـ بإدارة محمد مخلوف ـ والتي إنعقدت في (الدوحة) / أفريل 1999, عندما طرحها وقتذاك السينمائيون المتواجدون هناك, وأُعيد طرحها مرةً أخرى خلال إنعقاد الدورة الأولى لمهرجان دبيّ السينمائي/ديسمبر2004.

وقد أدرك العاملون في المشهد السمعيّ/البصريّ الإماراتيّ أهمية هذه الفكرة, فعمدوا إلى تكوين مجموعات لإنجاز أفلامهم من خلالها, وأنشأ البعض منهم مواقع شخصية, وأخرى عامّة تخصّ شرائطهم, والتجارب الإماراتية بشكلّ عام, ولهذا السبب(ربما) إختفى الإماراتيّون, والخليجيّون من (المدرسة, وموقعها) عندما شعروا بأنّ فائدتهم الحقيقية سوف تتحقق بالعمل الفرديّ, والجماعيّ, بعيداً عن الكلام.

د.منى الصبان: لا تندهي, مافي حدا...

وأثناء كتابتي عن (المدرسة العربية للسينما) من خلال موقعها, ومنتداها, فكرتُ بأن أمنح الكلمة لمُتابعيها, لأنهم المُحرّك الأساسي لها, وبدونهم, تنتفي فكرة تأسيسها.

وفي(2 يوليو 2005), وجّهت لهم رسالةً, تتلخصّ بأنّ وقفةُ تحليليةً, ونقديةً, هي خطوةٌ ضروريةٌ لمعرفة أراء المُتابعين, أفكارهم, إنتقاداتهم, وطموحاتهم,..

وقد تركتُ لهم حرية طرح مُقترحاتهم كما يحلو لهم من خلال سؤال وحيد:

منذ معرّفتكم بـ (المدرسة العربية للسينما), ومشاركاتكم في (مُنتداها),هل قدمت لكم ما كنتم تطمحون إليه, وماهي مقترحاتكم للإستفادة القُصوى من هذا الموقع,..... يمكن لكم شرح الأسباب التي دفعتكم لمتابعة الموقع, والمُشاركة في المنتدى, النتائج الإيجابية العملية, والنظرية التي حصلتم عليها, الجوانب السلبية التي توقفتم عندها, ومن الضروري تفاديها, ومن ثمّ إقتراحاتكم العملية.... ولاتهمّني عبارات الإطراء, والمُجاملة,.....

ولن أُخفي عليكم, بأنّ حجم مشاركتكم سوف يُشير ـ بشكلّ ما ـ إلى جديّة علاقتكم مع الموقع.

النتيجة (خمسة ردود فقط) وصلتني بهذا الخصوص, إنصبّت كلّها حول الجملة الأخيرة (ولاتهمّني عبارات الإطراء, والمُجاملة), وكأنني طلبتُ منهم رأيهم بالدكتورة (منى الصبان), لا بالمدرسة, وموقعها.

وفي 5 يوليو, أعدتُ كتابة رسالتي, وأضفتُ لها فقرةُ بلهجة مختلطة: 

ياجماعة, مافيش داعي تفهموا الجملة الأخيرة غلط, وما أحتاجه لتقريري واضح زيّ الشمس في الفقرات السابقة, وأنا بعمل تقرير عن المدرسة, وموقعها, ويهمّني أفكاركم, ومقترحاتكم حولهما, وما كنت أقصده بالضبط في جملتي التي أثارت حفيظة البعض, هو بأن لا تكتبوا كلاماً من نوع: جيد, ممتاز, فكرة رائعة, لقد حققت أحلامنا, نحن سعداء,..... أقسم لكم بأنني أعدت قراءة رسائلكم منذ بدايتها في أفريل2003, وحفظتُ مثل هذه الكلمات, والعبارات عن ظهر قلب,.. إنني أطمح بالحصول على معلومات إستقصائية, بحثية, بعيدة عن الآراء السريعة, والمُتسرّعة.

وفي 7 يوليو, كتبتُ رسالةً أخيرةً تحت عنوان (د.منى الصبان, لا تندهي مافي حدا....):

إنتهيتُ من كتابة تقريري, وإنتظرتُ بعض الأيام لمعرفة آراء, ومقترحات متصفحي الموقع عن(مدرستهم), وحتى كتابة سطوري هذه, ساهم (خمسة) فقط من مجموع (8854 مشترك), (منهم3691 يكتبون للمنتدى), بدوري, لم أتوقع أكثر من هذا العدد, ولأنني لن أنتظر أكثر لنشر التقرير, أشكر الذين إستقطعوا بعض الدقائق من وقتهم لكتابة ملاحظاتهم, وأتمنى للآخرين (أحلاماً سعيدة), وخاصةً أولئك الذين يُمطرون (المنتدى) برسائلهم, وأقدّر موقف المُتابعين الصامتين, ويؤسفني بأنّ بعض المحترفين هربوا من (المنتدى) لنفس الأسباب التي جعلتني منذ فترة أقلصّ جداً خدماتي, وردودي, ومداخلاتي,.. والتي سوف تدفعني للهروب أيضاً.

أن يحتاجَ أحدكم خرائط لمعرفة مكان (المعهد العالي للسينما بالقاهرة), فهو أمرٌّ لا أتخيّله من شخص يرغب بممارسة العمل السينمائي, ولم ينقصه غير صور بالأقمار الصناعية.

إقتراحٌ  أخيرٌ لكلّ الحالمين : 

توقفوا عن الحلم قليلاً, وإذهبوا إلى المواد الدراسية, والعامة التي يحفل بها الموقع لقراءتها حرفاً حرفاً, وإبحثوا عن قائمة الكتب المذكورة فيها.

وكي أكون أكثر قسوةً, ماهي نتائج كلّ الأفكار التي أُقترحت من خلال (المُنتدى), وماذا عن مجموعات, وورش العمل التي بدأتم التفكير بها منذ أفريل2003؟

أمثلة الخمول, والكسل كثيرةٌ في هذا (المُنتدى).

اليوم, لا تتعبوا أنفسكم للإجابة عن تساؤلاتي التي وردت في رسالتي السابقة, لقد إنتهيتُ من كتابة تقريري,...خلاص.

الدكتورة منى الصبان: لا تندهي, ما في حدا.......

__________________

* موقع المدرسة العربية للسينما, والتلفزيون:

http://www.arabfilmtvschool.edu.eg

 

هوامش:  

ـ بدأ مشروع (المدرسة) ورقة عمل عن تعليم فنون السينما, والتليفزيون عن بعد لجميع الناطقين باللغة العربية فى العالم, قدمتها (د.منى الصبان) فى مؤتمر الرابطة العربية الأمريكية لأساتذة الأعلام الذي أنعقد فى الجامعة اللبنانية الأمريكية فى بيروت نوفمبر1999.

فى ديسمبر 1999 قدمت (د.منى) المشروع إلى صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية, وفى يوليو 2001 أصدر السيد (فاروق حسني) وزير الثقافة قراراً بإنشاء المدرسة, وإفتتحتها السيدة (سوزان مبارك) في أكتوبر 2001 . وفي مايو 2002ظهرت (المدرسة) لأول مرّة على شبكة الأنترنيت.

يبلغ عدد الأعضاء المُسّجلين حتى (6-7-2005), 8854 صديق, يشترك منهم 3691 في منتدى الحوار.

التوزيعات الجغرافية: من محافظات جمهورية مصر العربية, ومن جميع الدول العربية, ماعدا جيبوتي, وجزر القمر.

وهناك أصدقاء من60 دولة في أوروبا وأمريكا (المصدر د.منى الصبان)

ـ المواقع السينمائية العربية في الشبكة العنكبوتية: هو بحثٌّ أرشيفيّ, وإستقصائيّ لحال الثقافة السينمائية العربية المُعاصرة.

سينماتك في ـ  20 يونيو 2019

* نشر في صحيفة القدس العربي اللندنية في 22 يوليو 2005

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004