شعار الموقع (Our Logo)

 

 

كيف تبدو السينما العربية أمام العالم؟ كيف يقرأها النقاد؟ الاجابة عن هذين السؤالين يقدمها «دليل السينما الدولي - 2004» الذي ينشر في لندن ولوس أنجلوس، وقدم عرضا لأوضاع السينما في 73 دولة، من بينها ست دول عربية تختلف الظروف الانتاجية فيها بين دولة وأخرى. عن السينما في الجزائر يكتب الناقد الانجليزي روي آدامز حول تعثر الانتاج والتوزيع وخاصة بعد اغلاق مؤسسة السينما عام 1998، ولكن رغم هذه الظروف تم استكمال فيلم «الجارة» اخراج غوتي بن ديدوش ليعرض في أيام قرطاج السينمائية بتونس 2002.

وهو فيلم يبرز الأثر الدرامي لوصول شابة فاتنة الى بيئة مغلقة من النساء في القصبة، ويصف المخرج فيلمه أنه كوميديا إنسانية ورحلة في أزمة الجزائر العاطفية والاجتماعية.

ويثني الناقد الانجليزي على «رشيدة» الفيلم الأول للمخرجة يمنة بشير شويخ التي سبق أن عملت كمونتيرة في أفلام جزائرية تسجيلية وروائية عديدة من بينها فيلمان من أفضل أفلام شقيقها محمد شويخ: «القلعة»، و«قوس قزح الصحراء» والطريف أنها أول مخرجة جزائرية تصور فيلما 35ملم لأن أفلام المخرجتين آسيا جبار وحفصة زينة صورت 16ملم.

و«رشيدة» مدرسة أفزعت حياتها الآمنة تهديدات العنف، وظهر اسم مخرج جزائري جديد يقيم في أوروبا هو ناجال بالواد صور فيلمه «انتظار النساء» في ثمانية أسابيع في الجزائر واختار أن يقدم قضية مختلفة هي معاناة النساء مع مشكلة تعدد الزوجات في الجزائر في العشرينيات «من القرن العشرين.

وبعد اهتمام المخرج مهدي شريف في أفلامه الخمسة السابقة بظروف ومشاكل حياة الهجرة في أوروبا، فإنه في فيلمه الأخير «بنت كلثوم» يأخذ منحى آخر هو إمرأة شابة تترك أوروبا بأمنها الى الجزائر لتبحث عن أمها التي تعتقد أنها قد تركتها بدافع من الأنانية.

أكثر من فيلم لمخرجين جدد من أصل جزائري مقيمين في أوروبا، من بينهم مصطفى دجادجام الذي كان قد ظهر كممثل في فيلم «مغامرات بطل» لمرزاق علواش في السبعينيات، يقدم فيلم «حدود» وهو أقرب لدراسة للمشاكل التي تقابل ستة مهاجرين قادمين من جهات متفرقة من أفريقيا قبل وصولهم الى أوروبا.

أما فيلم «رسائل من الجزائر» فهو يتناول معاناة عاطفية لأعضاء فرقة مسرحية، ويقدم مخرجان شابان وجهة نظرهما عن حياة مجتمعات الهجرة التي نشأوا فيها، هما مراد بوضيف من خلال قصة حب لمهاجر تركي في بلجيكا في فيلمه «عبر جبل طارق» ورياج زيميش الذي يتناول حياة أسرته في ضاحية فقيرة بباريس في فيلمه «واش واش - ماذا يحدث؟».

ويبتعد المخرج يس بوخيتن عن مشاكل الهجرة ليتناول المشاكل العامة لشاب فرنسي في الثلاثين من عمره في بلدة صغيرة في فيلمه الأول «عشيقة في زي السباحة».

نفس الناقد الانجليزي يكتب عن السينما في المغرب ليؤكد أن صناعة السينما المغربية هي الأفضل حالا بين كل دول الشمال الأفريقي، فقد استمرت الحكومة المغربية في دعم الأفلام الطويلة بمتوسط 11 فيلما والقصير بمتوسط ستة أفلام، كما حلت مشاكل التوزيع، وحقق فيلم «قصة حب» للمخرج حكيم نوري أكبر نجاح جماهيري وهو عن رجل مسئول كبير يقع في حب فتاة اغراء ويحاول إبعادها عن الحياة التي تعيشها.

ويقدم مخرج كبير هو السهيل بن بركة فيلم «عشاق موجادور» قصة تقليدية عن عشاق نجمة، في ظل ظروف الاختلاف الطبقي والعرقي والديني ويستعين بن بركة بممثلين عالميين مثل ماكس فون سيدوف وماري كريستن بارو.

وبعد عشر سنوات يعود المخرج نبيل لحلو بفيلم «سنوات النفي» كوميديا عن رجلي شرطة يرسلان الى قرية جبلية في مهمة للقبض على أحد المتمردين، ويقدم محمد اسماعيل فيلمه الثاني «.. وبعد» عن إحباط «أحلام الهجرة - ويقدم نبيل عيوش صاحب الفيلم المتميز «علي زاوا» فيلمه الثالث دقيقة لضوء شمس أقل عن رجل شرطة يحقق في مقتل مهرب مخدرات، وتتجه الشبهة الى عشيقة رجل الشرطة، وقد تعرض الفيلم لتدخل الرقابة ورفض عيوش حذف أي جزء.

وتبرز أسماء جديدة في الساحة مثل كمال كمال في فيلم «طيف نازار» كما تستكمل المخرجة إيمان المصباحي - ابنة المخرج عبدالله المصباحي - فيلمها «جنة الفقراء» الذي كانت قد بدأته عام 1994 وصورته وأعيد تصوير بعض أجزائه عام 1999 ويكتب نفس الناقد الانجليزي!

عن السينما التونسية، ليقدم صورة مختلفة عن حال السينما المغربية، فإنه رغم تميز مخرجيها الكبار فإنها تقابل مشاكل وخاصة في التوزيع مما لا يعطي مردودا مناسبة للمنتجين المحليين، ودعم الدولة منخفض، والنتيجة أن أكثر الأفلام التونسية انتاج مشترك مع فرنسا.

يعود المخرج المخضرم عبداللطيف بن عمار بعد 22 عاما بفيلم «أغنية نوريا» - الذي يفتقد أصالة أسلوب أعماله الأولى - محاولة اكتشاف الذات من خلال رحلة الى الجنوب المتخلف.

أما فيلم «صندوق عجب» للمخرج رضا الباهي فهو أقرب لسيرة ذاتية، لمخرج يستعيد ذكريات طفولته عن السينما.

ويقترب المخرج نوري بوزيد في فيلمه «عرائس الطين» من أقرانه المغاربة مثل حكيم نوري في فيلمه «طفولة مسروقة» وجيلالي فرحاني في «عرائس من قصب» ويظهر ثلاثة مخرجين جدد - كلهم من مواليد الستينيات: جيلاني سعدي في فيلم خرقة عن حياة شاب ورث مهنة دفن الموتى من عائلته، ونوفل صاحبه الذي درس السينما في كندا في فيلم «الكتيبة».

عن رجل يعود من الخارج ويقع في حب إمرأة أكبر منه والدة صاحب مكتبة، كما تظهر المخرجة ناديا الفاني القادمة من ميدان الانتاج واخراج الأفلام القصيرة في فيلم «القرصان البدوي» رؤية لوسائل الاتصال الحديثة.

عن السينما اللبنانية والسورية يكتب الناقد اللبناني الأصل - المقيم في أميركا - محمد رضا، عن السينما اللبنانية من خلال أربعة أفلام جديدة «من هنا مر الحب» لبرلهان علوبة، و«طيارة من ورق» لرائد شهال و«الأكثرية الصامتة» لمحمود خوجة، و«زنار المنار» لباهي خوجة، وعن الانتاج يرى أن الحل في الانتاج المشترك وخاصة مع فرنسا، وعن نجاح فيلم «مشوار» لسمير حبشي و«لما حكت مريم» لأسد فولادكار بالمهرجانات الدولية.

عن السينما السورية يرصد رضا الحالة السيئة لدور العرض وتقلص عددها من 710 في السبعينيات الى 30 وعدم التمكن من منافسة أشرطة الفيديو عن طريق القرصنة، وفي عام 2001 تبدأ الأمور تتغير بتولي الناقد محمد الأحمد إدارة مؤسسة السينما، لأول مرة يشترك فيلم سوري رسميا في مهرجان كان وهو فيلم «صندوق الدنيا» الذي عرض في برنامج «نظرة ما».

وهو للمخرج المخضرم أسامة محمد ويعكس أسلوبه الخاص - قاتم في مزاجه وألوانه ومن الصعب أن تصل رسالته الى الجمهور العالمي ويشيد الناقد بفيلم «قمران وزيتونة» لعبداللطيف عبدالحميد، وبجهود محمد الأحمد في تحويل مهرجان دمشق الصغير الى مهرجان كبير في الساحة الدولية.

أما السينما المصرية فيؤكد التقرير أنها في أزمة طاحنة، واتجاه الموزعين الى عرض الأفلام الأميركية في دور العرض الجديدة، ويشير الى سيطرة الأفلام الكوميدية مثل فيلم «اللمبي» الذي حقق أكبر نجاح جماهيري و«ميدو مشاكل» و«محامي خلع» والى فيلمين مهمين من انتاج مدينة الانتاج الاعلامي «معالي الوزير» لسمير سيف، وفيلم «خريف آدم» الذي عرض في مسابقة مهرجان القاهرة وفاز بجائزة أحسن فيلم عربي، ويشيد بأفلام تسجيلية مثل «عاشقات السينما» لماريان خوري وبأفلام قصيرة مثل «29 فبراير» لجيهان الأعصر.

جريدة البيان في  9 فبراير 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

السينما العربية في نظر النقاد:

الجزائرية متعثرة والمصرية في أزمة والمغربية هي الأفضل

فوزي سليمان