حقق ملتقي أصيلة الأول لسينما جنوب -جنوب الذي عقد دورته التأسيسية في الفترة من 23 إلي 30 يوليو العديد من الأهداف التي تضمنها مشروعه الأساسي في تأصيل نوع من الحوار الخلاق بين سينمائيي الجنوب، والتعرف علي أعمال سينمائية متميزة لاتتاح لها فرصة العرض في بلادنا، بسبب هيمنة السينمات التجارية الأمريكية والأوروبية علي أسواق العالم، والانفتاح بالتالي من خلال السينمات التي يعرض لها الملتقي علي ثقافات مغايرة. ولم يكن هناك أجمل من أن تتبني مدينة أصيلة أصغر وأجمل مدينة في المغرب هذا المشروع السينمائي الرائع، وان تحتضنه ضمن موسمها الثقافي الفني الذي صار ومنذ26 عاما مفخرة للتظاهرات والمهرجانات الثقافية الفنية العربية. وكان أن تحول هذا الحوار، الذي سعي الملتقي إلي تأسيسه بالفعل علي أرضية مدينة الصفاء أصيلة، تحول إلي صداقات عميقة، وتخطيط لمشروعات سينمائية جديدة بين السينمائيين القادمين من المغرب و مصر ولبنان والعراق وكازاخستان والصين والهند والأرجنتين وإيران، وبرز أيضا انفتاح الملتقي علي ثقافات مغايرة من خلال تركيزه علي سينما قلب العالم –وسط آسيا- في كازاخستان، وعرضه لمجموعة كبيرة من أفلامها، وكانت مفاجأة مدهشة للجمهور ان يتعرف الي وينبهر بمستواها الفني المتقدم، كما في فيلم" كيزو"SCHIZO للمخرجة غوكا أوماروفا، وفيلم" أخي طريق الحرير" لمراد سورولو. كما تميز الملتقي في دورته الأولي بحضور سينمائي مغربي قوي من خلال تكريم المخرجة المغربية فريدة بليزيد وعرض مجموعة من أفلامها مثل " كيد النساء " ومشاركة فيلم " الملائكة لا تحلق في الدار البيضاء " للمخرج المغربي المتميز محمد عسلي الذي افتتح مسابقة الملتقي، ويمثل في رأينا قفزة كبيرة للسينما المغربية، تقربها بمستواه السينمائي الباهر وجمالياته وحسه الإنساني العالي، تقربه من إنجازات السينما الإيرانية كما في أعمال عباس كيارستمي، ورائعته "عبر أشجار الزيتون " والسينما التركية كما في أعمال ايلماظ جوني وبخاصة رائعته " يول. أو التصريح "YOL، كان محمد عسلي الذي حقق بهذا الفيلم " تحفة" للسينما المغربية، كان نبه في احدي مداخلاته بالملتقي إلي أهمية أن يبدأ حوار سينما جنوب-جنوب من المغرب، وذلك عبر تأسيس البيت السينمائي المغربي أولا، والسعي إلي تأهيل الكوادر السينمائية المغربية، وكان محمد عسلي أنشأ بمبادرة شخصية، وبالتعاون مع ودعم الحكومة الإيطالية ممثلة بالسي نشيتا أو المركز الوطني للسينما في ايطاليا، أنشأ مدرسة في ورزازات بالصحراء المغربية، لتدريس فنون السينما من تصوير وهندسة صوت وسيناريو ومونتاج الخ، هي الأولي من نوعها في المغرب، وذلك حتى تتوافر للأجيال القادمة من المخرجين والسينمائيين المغاربة في المستقبل، فرصة صنع صورتهم، بأيديهم أولا، وقبل الاعتماد علي المصور أو مهندس الصوت أو المونتير الأجنبي، في كل مرة يقدمون فيها علي صنع فيلم ما عن حياتهم وبلدهم ومتناقضات المجتمع المغربي، حيث انه لا يمنع في الواقع أن يكون هناك حوارا بين الجنوب والجنوب، فالجنوب بطبيعته متعدد التاريخ والأمزجة والهوية والمصالح، إلا أن القضية الأساسية التي يجب أن يعتمدها الجنوب في أولويات مشروعاته السينمائية هي قضية صنع الصورة التي نريد أن نصنعها نحن، وليس غيرنا، لمجتمعاتنا تلك الجنوبية أولا، وتوافرنا علي شروط صنعها بحرية، وذلك قبل الدخول أو الاشتباك في أي حوار جنوبي متعدد، والتعرف إلي تجارب وخبرات السينمائيين من الجنوب ذاته، أومن أنحاء العالم، فليست المسألة تراكم خبرات ومعارف مكتسبة من خلال الملتقي، بل تحرير السينما ذاتها في المغرب وبلاد العرب والعالم الجنوبي والشمالي من قبضة وهيمنة الآخر الأجنبي، وسيطرته علي تاريخها ومقاليدها، وهي جزء من معركة السينمائيين ايضا ضد وباء التلفزيون، الذي يعمل علي تغييب وعينا بمسلسلاته الرديئة الطويلة المملة وسخافاتها اللامتناهية ويطعن في ثقتنا وقدراتنا علي أن نصنع الصورة التي نريد لمجتمعاتنا بأنفسنا، وسوف نتوقف في عدد قادم من إيلاف علي أعمال وأفلام الملتقي المتميزة، مثل فيلم " زنار النار" لبهيج حجيج من لبنان و" أناشيد الجرنة " لعلي الغزولي من مصر و فيلم " زائر" لبسام الذوادي من البحرين وغيرها ونتعرض إلي مااثارته من قضايا وأفكارا ومناقشات. جوائز ملتقي أصيلة الأول لسينما جنوب-جنوب في حفل الختام وزعت لجنة تحكيم ملتقي أصيلة الأول برئاسة موريتس دي هادلن جوائزها كالتالي: · *جائزة أصيلة ألكبري والذهبية وقيمتها 20 ألف دولار: حصل عليها فيلم اكسترانو الغريبEXTRANO.STRANGE لسنتياجو لوزا من الارجنتين · *جائزة أصيلة الفضية وقيمتها 12 ألف دولار: حصل عليها فيلم " الملائكة لاتحلق في الدار البيضاء " لمحمد عسلي من المغرب · *جائزة السيناريو وقيمتها 7 الآف دولار: فاز بها فيلم مارغام لسعيد سوكوماران من الهند · *جائزة أفضل ممثلة وقيمتها 7الآف دولار: وزعت مناصفة بين ريم علي عن دورها في فيلم " رؤي حالمة " لواحة الراهب من سورية، ونازانين فرحاني عن دورها في فيلم " طهران في السابعة صباحا" · *جائزة أفضل ممثل وقيمتها 7 الآف دولار: فاز بها اولزهاس نوسوباييف عن دوره في فيلم " كيزو " SCHIZO لجوكا اوماروفا من كازاخستان · *جائزة أصيلة الذهبية للفيلم التسجيلي وقيمتها 5 الآف دولار: فيلم " شيخات" SHEIKHAT لعلي الصافي من المغرب · *جائزة أصيلة الذهبية للفيلم الروائي القصير وقيمتها 5 الآف دولار: فيلم " مستوي البحر" SEA LEVEL لجورج اوفاشفيلي من جورجيا · *شهادة تقدير: منحتها اللجنة لفيلم " ارض النساء " TERRE DE FEMMESلجان شمعون من لبنان موقع "إيلاف" في 31 يوليو 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
حصاد ملتقى أصيلة السينمائي
من صلاح هاشم موفد "إيلاف" إلى أصيلة |
|