يؤكد الممثل سعيد الناصري مخرج ومنتج فيلم الباندية الذي حقق نجاحا مهما أن العمل المشترك هو الذي يقود دائما إلي النجاح، وأن الحديث عن البطل في الفيلم ليس حديثا عن واحد بل عن مجموعة، ومن هذا المنطلق يعتبر أن نجاح فيلمه الذي يعرض الآن بالعديد من القاعات السينمائية، هو نجاح لكل الطاقم الذي أوجد الفيلم. زرع الكوميديا في السينما المغربي، تجربة متميزة من شأنها فتح المجال أمام العديد من المهتمين بخوض تحارب مماثلة، لكن الإقدام علي مثل هذه المغامرات قد لا تسعف أصحابها، دون المعرفة الحقيقية بخبايا هذا المجال، الذي عرف من خلاله الناصري كيف يقدم للجمهور لوحة سينمائية هي مزيج من الفكاهة الجادة تنبع من واقع اجتماعي معيش مليء بالمتناقضات. انه ديدي (علي) الناصري، نلتقيه في هذا الحوار علي هامش فيلمه الجديد الباندية الذي خلف صدي طيبا لدي الرأي العام والمهتمين ووسائل الإعلام، نلتقيه ليكشف لنا القناع عن مجموعة من الأسئلة نوردها كالتالي:
- الحمد لله، أن حضور الجمهور لمتابعة فيلم الباندية أثلج صدري، وأثلج صدر كل الممثلين والطاقم الذي أنجز الفيلم، وفي هذا الباب أؤكد أن الجمهور المغربي، متفرج ذكي، حين يذهب إلي السينما يذهب لمشاهدة عمل جيد وجميل سواء كان لعمر أو لزيد، ودائما يقول الحقيقة، والحمد لله أن ردود الفعل منذ العرض الأول في ميكاراما بالدارالبيضاء كانت إيجابية، ونحن دائما نراهن علي إبداع أعمال سينمائية تعجب المتفرج، وتخرج المجال من النمطية والرداءة، والحمد أننا توفقنا في ذلك، ونجاحنا هو نتيجة لعمل مشترك بين كافة الممثلين والتقنيين.
- في كل فيلم، يكون هناك بطل، أي الممثل المحوري الذي تدور حوله القصة، في فيلم الباندية ، ومن وجهة نظري الخاصة، كلنا كنا أبطالا، ونسبة ظهوري في الفيلم، مثلا مقارنة مع الممثل والفنان المقتدر عبد القادر مطاع كانت قليلة، مع العلم أنني الشخصية التي تدور حولها الأحداث في الفيلم، أؤكد أننا كنا جميعا أبطالا، ولهذا فنجاح الفيلم اشترك فيه الكل، والسينما دائما تبقي عملا متكاملا، كل واحد يكمل الآخر من ناحية الصوت، الصورة، الديكور، الموسيقي وما إلي ذلك، وفي الباندية استطعنا بامكانياتنا المتاحة أن نقدم عملا يعجب المفترج وينلطق من الواقع المغربي المعيش.
- لا أريد أن أدخل في التفاصيل، وأدعو الجمهور أن يشاهد الفيلم، حتي يكتشف ذلك، لكني أقول أن الفيلم، قدم صورة عامة عن واقع يعيشه البطل ديدي ، هذا الأخير ينحدر من طبقة فقيرة، ويعيش في حي مهمش، ويحلم بأن يكون مثل باقي أخيار الناس، الواقع قدمناه من خلال، الانحراف (السرقة)، العلاقات المشبوهة بين العائلات المبنية علي الابتزاز، واستغلال النفوذ، وتغليب الجانب المادي علي المعنوي، الواقع قدمناه من خلال مجموعة من العلاقات التي تربط شخصيات الفليم الخيرة، والشريرة، وقدمناه في قالب فكاهي لايخلو من جدية.
- المسرح يختلف كثيرا عن السينما، المهم أننا حاولنا وهذا جديد علي السينما المغربية أن ندخل الفكاهة / الكوميديا الحقيقية الجادة، وليس الكوميديا المجانية في الفيلم، حتي نعطي للفيلم أبعادا جمالية وفرجوية خاصة، وبزرعنا للكوميديا في السينما من خلال الفليم نكون قد وضعنا لبنة جديدة في جدار السينما المغربية والعربية خاصة وأن المغرب يتميز بكوميديا جادة ذات مرجعية ثقافية والتراثية ومجتمعية متميزة مما يعطي لتلك الأعمال لحظات فرجوية ترضي الجمهور.
- كل ما في الأمر أن سعيد الناصري راهن علي ذلك والحمد لله ان الرهان كان في محله، هذا من جهة ومن جهة أخري فإن الفكرة جاءت من ان ايجاد مخرج ومنتج يحتاج الي كثير من الإمكانيات المادية بالدرجة الاولي الشيء الذي يطرح موضوع الدعم المادي للسنيما المغربية، خاصة إذا اعتبرنا أن ابداع فيلم جميل يحتاج الي كثير من الامكانيات المادية والمعنوية، ربما هو ذا السبب ولايعود الي ما يعتقد البعض من احتكار المهمات. الفيلم يعرض الان في مجموعة من المدن، وكان عرض في الدورة الاخيرة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ولقي استحسانا من طرف المتفرجين، وكتبت عنه الصحافة الدولية بالخصوص، وقدمت له رئيسة اللجنة المنظمة للمهرجان الشيء الذي بشرنا بالخير، وجعلنا نثق في مقدراتنا، ويأتي الصدي الطيب الذي لقيه الآن حين عرضه ليكمل رهاننا ، كما أن الفيلم سيعرض بفرنسا، كل ذلك يعطينا نفسا آخر للاجتهاد والبحث وإيجاد أعمال في المستوي ترضي الجمهور بالدرجة الاولي.
- السر هو أن السينما المغربية يجب ان تتطور، وبالتالي علينا الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، ومن تقنيات الكمبيوتر، والحمد لله اننا في الفيلم قدمنا الكثير من المشاهد الحية في هذا المجال، اثارت اعجاب المشاهدين وحتي المحترفين والمخرجين، وفي هذا الجانب اتصل بي مجموعة من المخرجين، وسألوني عن الطريقة التي أنجزت بها الفيلم.
- كثيرة ومتنوعة، لكن الطاقم باكمله كان نموذجا في العمل الجاد، والاجتهاد والانضباط كلهم بدون استثناء، وهذا ساعدنا كثيرا في استكمال التصوير في أحسن الظروف، ولا أنسي ان اتقدم بشكري الي كل الجهات التي ساعدتنا في الفيلم، والحمد لله ان الصعوبات مهما عظمت تصبح من أجمل الذكريات بعد نجاح العملية. كلمة اخيرة في فيلم (الباندية) حاولنا ايصال مجموعة من الأفكار المتواضعة بطريقتنا الخاصة والحمد لله توقعنا في ذلك، بتعاون جميع الاخوة من ممثلين وتقنيين، إذا كانت الفكرة المعروفة، ان الرجل دائما يحلم بامرأة جميلة، و(بالفلوس) حاولت في الفيلم ان اقلب الاية، حيث استطاع (ديدي) بذكائه ان يقلب الاية، ويجعـــل المرأة هي التي تصل الي الرجل انطــــــلاقا من ذكاء ودهاء البطل ديدي .... في الفيلم كلنا كنا أبطالا، زرعنا ثمــــرة الكوميديا في السينما فأثمرت فرجة راقية، زرعنا تقنيات حديثة في فيلم يعالج مواضيع اجتماعية بالدرجة الأولي، فكانت المشاهد تنضــــح بالاحترافية، ثمة هناك موسيقي حية، ايقـــاع سريع وجميل، ولحــــظات مثيرة للخيال ... اننا قدمنا لوحة سيـنمائية جميلة، نريدها ان تستمر بالدعم المشروع والمستحق، ومهما قلنا تبقي الكلمة للمتفرج الذي حيث سيري الفيلم سيصفق لامحالة. القدس العربي في 19 يناير 2004 |
مخرج ومنتج الفيلم سعيد الناصري: "الباندية" نكهة الكوميديا المغربية الجادة الدار البيضاء/ القدس العربي |
|